بص غالب ورفيق ليها بصدمة وهما مستنيينها تكمل كلامها ، وقفوا كلهم قدام القصر ف كملت والدة مليكة كلامها وهي بتقول : عامل زي اللي كان في فيلم فاتن حمامة ، بتاع سيدة القصر دا
إتنهد غالب بخيبة أمل وسكت رفيق معلقش ، أما مليكة كانت واقفة ورا غالب وهي بتبُص لساندرا بغضب ونظرات قرف دخلوا القصر وغالب بيقولهم : دا ورثي أنا وإخواتي من .. من أبويا
والدة مليكة وهي بتعدل طرحتها : اللهم صل على سيدنا محمد
كلهم صلوا عليه ( عليه أفضل الصلاة والسلام ♡ )
غالب بهدوء : وجهزتلك أوضة حلوة وكبيرة ليكي إنتي ومليكة زي ما طلبتي ولو عاوزين تنفصلوا كل واحدة في أوضة مفيش مانع هنجهزلكم واحدة
والدة مليكة وهي بتُحضن بنتها : لا هنبقى كويسين سوا ، يلا فين المطبخ أطبخلكم الحاجة
نزل أصيل ومعاه رماح وهو بيقول : إيه دا إنتوا لسه هتطبخوا مجبتوش أكل جاهز ؟
غالب بنظرة ذات معنى لأصيل : مش تسلم على الناس الأول وتقولهم حمدالله على السلامة ؟
قرب أصيل بهدوء وهو بيقول بإبتسامة رسمية : حمدالله على السلامة ، نورتوا القصر
والدة مليكة بإحراج : الله يسلمك يابني ، معلش أزعجناكم
أصيل بهدوء : متقوليش كدا إنتوا على راسنا ، فين الأكل ؟
بصله غالب بتبريقة ف سكت ، جت فُتنة وهي بترحب بيهم وبتقول : يا ألف حمدالله ع السلامة يا ست الكُل ، حمدالله على سلامتك إنتي والأمورة
إبتسمت والدة مليكة لفُتنة وحبت تلقائيتها ف قالت : الله يسلمك يابنتي ، أهلاً بيكي
فُتنة بتواضع : أنا بشتغل هنا في قصر السُلامي بيه ، لو عوزتي أي حاجة تنضيف أو ترويق إزعقي عليا
مليكة بغيظ وغيرة : وهو إنتي بتنضفي أوضة أبيه غالب كمان ؟
بص غالب بطرف عينه لمليكة ، فُتنة إستغربت وبعدين ردت وقالت : أيوة ، بنضف أي مكان يتقالي نظفيه
مليكة بصتلها وبصت لساندرا بغيظ وبعدها قالت : أوك فهمت ، أنا مليكة .. أقرب حد ليا من بعد أمي وأبويا هو أبيه غالب
إبتسم وهو بيبصلها رتحت بصتله هي بغيظ
بدأ يفرجهم أوضتهم ويشرحلهم القصر وكل حاجة ومليكة بتبصله بعشق وغيرة فُظاع
* عند رفيق وساندرا
ساندرا بسعادة : أنا مبسوطة أوي إني معاك ، أقصد زي أيام زمان يعني .. هو إنت بتنام كويس هنا ؟
رفيق بتنهيدة : وأنا مبسوط إنك هديتي وبطلتي عياط ، ومتقلقيش والله بنام كويس مفيش حاجة بتضايقني
ساندرا بهدوء : هو ممكن أسألك سؤال حشري شويتين ؟
رفيق : أكيد
ساندرا بفضول : هو إنت ليه متجوزتش لحد دلوقتي ؟
سكت رفيق وقال : مش عارف ، عادي يعني ربنا عاوز كدا !
ساندرا وهي بتضم رجليها لصدرها : مفكرتش فيا خالص الأيام اللي فاتت ؟
بصلها رفيق وقال بلمعة عين : قبل وفاة أمي كُنت بفتكرك أكيد ، الذكريات اللي بيننا مكانتش عادية أبداً .. لكن بعد وفاة أمي كل حاجة إتغيرت ، حسيت إن الحاجز اللي بيني وبين إخواتي اللي كان حاميني إتهد .. وبقيت على طول معايا ولاعة عشان منامش خاصة بعد شكوك والدي ناحيتهم ، لكن غالب .. حنين عليا بعد وفاة أبونا .. أصيل مازلت شاكك فيه
ساندرا وملامح وشها إتغيرت للدهشة : أه صحيح بمُناسبة سيرة والدك ، إيه حكاية القبور بتاعتكم دي هو في أب كدا بجد ! دا بيفول عليكم عيني عينك ، بجد ربنا يرحمه مش هقول غير كدا
بلع رفيق ريقه وقال : أنا إتخضيت برضو ، وإتخضيت من تفاصيل الحلم بتاعك ، بكري السُلامي كان بيحب صفية بجنون لكن مبيحبش ولاده منها ، ومكانش بيحب إيمان لكن حب إبنه منها ، مُعادلة صعبة وغريبة ، فاهمة حاجة ؟؟
بصتله ساندرا وقالت : مش فاهمة ، بس خايفة !
* في غرفة مليكة ووالدتها
كانت والدتها بترتب هدومهم داخل الدولاب وهي بتقول : بس بسم الله ماشاء الله ، قصر مفيش منه إتنين ، والأوضة واسعة وكبيرة وكمان بيطل على البحر هو في أجمل من كدا ؟
مليكة كانت بتسرح شعرها بعد ما قلعت حجابها في الأوضة وهي مش مركزة وقالت : أها جميل
والدة مليكة : مالك يابت مسهمة كدا ليه ؟ من ساعة ما كُنا في المركب وإحنا كدا !
مليكة بتغيير موضوع : مش مسهمة عادي بس أكيد متضايقة عشان سيبنا بيتنا يعني ، بقولك يا ماما يلا نروح المطبخ نخلصلهم الأكل حرام
قفلت والدتها الدولاب وهي بتقول : عندك حق ، يلا حطي الطرحة على راسك
لبست مليكة الطرحة وخرجوا سوا عشان يروحوا المطبخ ، بدأوا يحضروا الأكل وإنضمت ليهم فُتنة تساعدهم
دخلت ساندرا المطبخ تدور تلى مياه تشربها ف قالت والدة مليكة بإبتسامة ليها : هتاكلي أحلى رز وملوخية هيعجبوكي
شربت ساندرا المياه وهي بتقول بإبتسامة : ربنا يخليكي يا طنط تسلم إيدك ، هو أنا بس مش باكل بالليل وكدا
مليكة بسُخرية لكن بصوت واطي : ليه خايفة تتخني ؟
سمعتها ساندرا ف إبتسمت وقالت : على فكرة الأكل بالليل بيتعبني مش عشان متخنش وبس ، مبقدرش أنام وبحلم بكوابيس
خبطت والدة مليكة بنتها في دراعها وهي بتضحك وبتقول : دي بتهزر معاكي
ساندرا بتفهم : مزعلتش حقيقي بس حبيت أوضحلها
دخل غالب المطبخ وهو بيقول : أنا سمعت حد بيقول مش هيتعشى معانا
رفعت ساندرا إيديها بضحكة هزار ف قال غالب : ليه كدا ، مينفعش تيجي المسافة دي وتمشي الصُبح من غير ما تاكلي حاجة
ساندرا بهزار مع مليكة متقصدش : يعني بخاف أكل بالليل لأحسن أتخن
ضحك غالب وهنا مليكة جابت أخرها .. إتعورت من السكينة راحت حدفاها وخرجت برا المطبخ بعصبية
ساندرا قلبها دق وهي مكانتش تقصد كانت بتهزر مع مليكة عشان تكسب صداقتها ف قالت بذنب : والله العظيم ما أقصد ، أنا هروح أعتذرلها وأصلح العك دا
غالب مكانش فاهم ساندرا تعتذر على إيه لكن قال بهدوء : هروحلها أنا ، وهراضيها متقلقوش
والدة مليكة بقلق : شوف صوباعها اللي إتعور دا يا غالب يابني
غالب بهدوء : في عينيا
خرج غالب من المطبخ وهو بيدور على مليكة ، دخل رفيق من الجنينة وهو بيقول : بنتك تقريباً بتعيط سألتها مالك خرجت للجنينة مردتش
غالب بقلق عليها : بتعيط !!
خرج وراها وفضل يدور عليها في الجنينة الضلمة في الأخر لقاها قاعدة في رُكن لوحدها عند البحر
قرب منها وهو بيقول بهمس : مش خايفة النداهة تخطفك ؟
سكتت هي وبعدها بفترة ردت وقالت بصوت فيه نبرة عتاب : لا ما أنا كبرت وبقيت في ثانوي ، مبقيتش أخاف منها خلاص
قعد غالب جنبها وهو بيلعب في الرملة البسيطة ف بعدت مليكة شوية ، مد كف إيده ناحيتها وهو بيقول : وريني إيدك المتعورة
مليكة برفض : لا خلاص بقت كويسة شُكراً
سحب غالب إيديها بالعافية وهو بيبُص على ضوء عمود الإنارة بيشوف الدم
مليكة بألم : خلاص بسيطة يا أبيه
شال الكوفيه من حوالين رقبته ومسحلها دمها بيها وبعدها بطرف الكوفيه ربط صوباعها جامد وهو حاضن إيديها وقال : ساندرا اللي بتضحك معاكي دي زميلة رفيق أخويا ، وأكبر منك يا مليكة وأنا معلمتكيش تكلمي الأكبر منك بالطريقة دي
مليكة قلبها ولع أكتر ف قالت بعناد : أنا مش هعتذر لحد
غالب بصلها بإستغراب بعدين قال : أنا مطلبتش منك تعتذري ، بس مش شايف إنها عملتلك حاجة عشان تعامليها بشكل هجومي كدا
حاولت مليكة تسحب إيديها من حُضنه لكنه حضن إيديها جامد أكتر بتصميم ف قالت : أنا مهاجمتش حد كل الحكاية إني إتعورت ف إتعصبت .. بس !
غالب بهدوء : طب عيني في عينك كدا
بصتله مليكة بعصبية وبعدها قالت : أهو يا أبيه أهو !!!
كانت قريية منه جداً في اللحظة دي ، المسافة بينهم لا تتعدى ال ٢ سنتي ، إستوعبت هي الوضع لكن كانت كالمسحورة مش قادرة تتحرك ، وهوا الشتا البارد مجمدهم
ف قال غالب بدون وعي : كل ما بتكبري ، كل ما جمالك بيبان أكتر
قلبها دق جامد وهي بصاله ، كان في خُصلة شعر خارجة من طرحتها وبتطير قوق عينيها ، بطرف صوباعه دخلها الخُصلة في طرحتها وبدأ يحسس على وشها بصوباعه لحد ما وصل لشفايفها ، فضل يبُصلهم شوية حلوين لدرجة مليكة نسيت غضبها ونسيت التعويرة بتاعتها ..
لكن غالب فاق في اللحظة الأخيرة وقال : يلا تعالي عشان تغشلي الجرح ونشوفلك حاجة كويسة تربُطيه بيها
جه يقوم ف تمسكت مليكة بالكوفيه اللي حوالين رقبته وهي بتقول : دي كويسة يا أبيه ، ومريحاني
شدها غالب من دراعها ووقفها قدامه وهو بيقول : إوعديني تكوني أهدى وأعقل من كدا ، إوعديني !
مليكة بصت بعيد وهي بتقول : أصل معلش يا أبيه أنا أول مرة أشوف حواليك بنات وإنك بتهزر معاهم وهما بيتقبلوا الهزار وبيردوا عليه دي حاجة بتجرحني !
سكتت بعد أخر كلمة ف ظهرت إبتسامة على وش غالب وهو بيقول : بتجرحك ؟
مليكة بإرتباك : يعني عشان .. عشان إنت مهتم بيا وكدا مبحبش أحس إنك مُهتم بحد غيري
مسك غالب إيديها المتعورة وباسها وهو بيقول : أسف يا ملكي
في اللحظة دي تحديداً وشها جاب ألوان وصوت دق قلبها كان مسموع
ف قال هو بحنيته المُعتادة عليها : تعالي ندخل يلا عشان الجو بقى برد وكمان عشان نساعد والدتك ونلحق ناكل وننام ♡
دخل قدامها ف حطت إيديها على قلبها وهي بتقول : يخربيت حلاوة اللي خلفوك ، جلبي هيووجف * بصوت كتكوت *
* صباح تاني يوم
صحي أصيل وشاف غالب واقف في المطبخ وهو بيرتب شنطة المدرسة بتاعة مليكة ، ظبطلها الجدول وعملها ساندوتشات من الحجات اللي جابها وسط الأكل
وكمان خرج من جيبه خمسين جنيه حطهالها مع الأكل
أصيل وهو بيتاوب : صباح الخير ، أنا كُنت عطشان صحيت أشرب إنت إيه اللي مصحيك يابني دلوقتي ؟
غالب بهدوء : بجهز شنطة المدرسة بتاعة مليكة عشان هوصلها بنفسي
أصيل بضحكة : وبتحطلها مصروف كمان ! ياحنين
غالب ببرود : من يومي ، هتعوز حاجة من البلد ؟
أسيل وهو بيتاوب : المحامي بتاع أبوك الله يسامحه بقى ، عاوزنا كلنا الساعة ٨ بالليل عشان هنفتح أوضة جديدة
غالب بدأ يحس بالقلق لإن الأوض في القصر معروف إنها مش طبيعية ف قال : هو اللي قالك كدا ؟ وإشمعنا ٨ يعني بروح أمه هيتحكم فينا ؟ أنا بقى هخليه يفتحها ١٢
أصيل بصدمة : ١٢ إيه ياعم لا ، الواحد الفضول هيقتله
قفل غالب شنطة مليكة وهو بيقول : صدقني القرف بقى طاغي على الفضول عندي من كتر ما أبوك كان راجل سايكوباثي ، أنا هستنى مليكة براا
خرج غالب ومعاه شنطة مليكة مستنيها تخرج ، وهو واقف عند مركب عشان يروح هو ومليكة بيه ، لقى واحد بيوقف بمركبه عند القصر ورتنزل واحدة من المركب
غالب بصدمة لإنه ميعرفش أصيل عمل إيه : بسنت !!
* داخل القصر
سمع أصيل صوت غريب جاي من أوضة فُتنة ، قرب للباب عشان يشوف في إيه ويسمع بوضوح
الرابع عشر
قرب أصيل من أوضة فُتنة ولسه بيميل عشان يتصنت ، سمع صوت بسنت طليقته وهي بتقول : لسه فيك العادة دي ؟
إتعدل أصيل وكإنه مسحور وبص لبسنت وهو بيقول : بسبوسة ، كُنت واثق إنك هتيجي
بصتله بسنت بغضب وقالت : تُقصد إيه يعني إني مادية وجيت عشان ورثك السخيف ؟؟
أصيل حرك راسه يمين وشمال وقال بخفوت : لا لا مقصدش ، نورتي قصر جوزك يا قلبي
بصله بإشتياق رهيب وهي كانت بتبُص للقصر بتفحُص ، في نفس الوقت نزلت مليكة وهي بتعدل هدوم المدرسة ، رفعت راسها لقت بسنت في وشها ف قالت في سرها ( مين دي كمان ، هي ناقصة !!)
أول ما نزلت مليكة بصت لبسنت بإبتسامة خفيفة وقالت : صباح الخير
بسنت ببرود : هاي
أصيل بذوق : صباح الخير يا مليكة
خرجت مليكة لغالب اللي واقف مستنيها برا وهي متضايقة ، شافها غالب ف مد إيده عشان يركبها المركب راحت قالت بتكشيرة : هعرف أركب لوحدي
جت عشان تعدي وتدخل المركب ف وقف قدامها غالب وهو بيقول : حد ضايقك ولا إيه ؟
مليكة وهي بتحاول تتفاداه عشان تعدي : لا مفيش حاجة
مسكها غالب من كتفها وهو بيوقفها قدامه وبيقول بحزم : أوقفي هنا كلميني !
مليكة رفعت راسها وبصتله وقالت : بخاف .. كل لما ييجي حد جديد هنا بحس إني أنا وأمي ضيوف تُقال
غالب وهو بيبُصلها بإبتسامة هادية : أولاً ، إنتوا مش ضيوف ، بصي يا ملكي القصر دا ورثي أنا وإخواتي كل واحد مسموح ليه ييجي ويجيب عيلته معاه ، رفيق جاب زميلته فرجها على القصر ومشيت ، أصيل أخويا جاب طليقته بسنت وأنا معرفش بس هشوف الموضوع دا لما أرجع ، وأنا جبتك إنتي ووالدتك عشان إنتوا عيلتي وقررت تعيشوا معايا فهمتي حاجة ؟
هزت مليكة راسها وقالت : ماهو بكرة تتجوز .. ومراتك تُرفض إننا نعيش معاك ، صح ولا إيه ؟
قالتها بنبرة غيظ وغيرة ، إبتسم غالب على غيرتها وقال : متخافيش ، طول ما أنا عايش محدش يقدر يبعدك عني ، مهما حصل
إزاي كلامه حلو كدا وبيخليها تتكسف ! هو مستوعب مجرد كلام بيقوله بيعمل فيها إيه ؟
ركبها معاه المركب وإتحركوا عشان يوصلها للمدرسة ..
* داخل القصر
قعدت بسنت وهي بتبُص حواليها بعدها قالت لأصيل ببرود : أخدت ورثك ، ناوي تعوضني عن الأيام السودا اللي عيشتها معاك ولا إيه ؟
أصيل وهو بيميل لقدام وبيقربلها قال : بشرط واحد ، ترجعي على ذمتي
ضحكت بسنت بسُخرية عارمة منه وقالت : أنا خلعتك عشان أرجعلك بنفسي ؟ دا أنا أبقى مُغفلة أوي
أصيل بإبتسامة باردة : تخيلي ترفضي ترجعي لجوزك حبيبك وتعيشي في قصر زي الهانم ، وكمان ليكي فلوس في البنك .. عشان خاطر حاجة هو مش بيقدر يتحكم فيها ؟
بسنت حست بغضب شديد منه ف إتعدلت في مكانها وهي بتقول بنظرة حقد وغضب : إنت سببتلي نزيف عميق بسبب همجيتك في العلاقة ، إنت شخص مُختل بيحب يعذب مراته ومش مراعي حدود ربنا في الموضوع دا !! أنا مكنتش بنزل الشارع بسبب إن ريحتي دم ! كُنت بعاني من المشي بسهولة بسببك ، أنا بكرهك بطريقة تخليني أدوس على فلوس الدنيا لو هترجعني لشخص مُدمن للعلاقة العنيفة زيك ، لازم تتعالج بدل ما تجبني لحد هنا تقنعني أرجع لمريض زيك
مساء الخير !
قاطع كلامهم ظهور رماح ، وهو مادد إيده لبسنت عشان يسلم عليها
أصيل كانت عروق وشه بارزة من كُتر الغضب ، وكان بينهج كإن في حد بيجري وراه .. كلام بسنت فكره تماماً بكلام صفية .. والدته
* من سنين كتير
صفية بصوت عالي : إنت مش عارف إن ربنا شايفك ! حراام ..
غالب كان واقف على الباب بيسمع اللي بيحصل
أصيل بصوت مخنوق : أنا مبعملش حاجة أنا بتفرج بس
صفية بتبريقة : دي حجات وحشة مينفعش حد يتفرج عليها ، دي كلها ذنوووب .. أنا إبني مينفعش يتفرج على أفلام وحشة ، مين يابني اللي آداك الشريط دا في المدرسة وأنا أروح أبهدله بكرة
أصيل بعياط غاضب : ماهو بابا بيعمل فيكي كدا ! قدامنا !! بشوفك ، بشوفه .. ماهو ربنا شايفكم إنتوا كمان !!!
وقفت صفية بتبص لإبنها بصدمة وكانت عاجزة تماماً عن الرد ، مكانش في أي رد فعل منها على كلامه غير إنها غطت بوقها بإيديها وبدأت دموع تنزل منها وحست بكهربا
أصيل بتعب نفسي : طبيعي لما أشوف كدا دماغي تجبني للفضول ، أنا مبحبش أشوفك كدا وبكرهه كل مرة بيقربلك قدامنا !! انا تعبان من جوايا محدش حاسس بيا !
بدأ يمسح دموعه في كُم التيشيرت بتاعه وغالب سامع الحوار وواقف عند الباب ساكت بس بيعيط بصمت
قربت صفية من أصيل وحضنته وباست راسه وقالت : ربنا يابني خلق الراجل والست عشان يعمروا الأرض ، لكن في الحلال .. أبوك ممكن ليه تصرفات صعبة بس دا حلاله ، إنت لسه صغير على الكلام دا وأنا أوعدك بنفسي إن دا مش هيتكرر قدامكم ، بس عوزاك تعرف إننا مبنغضبش ربنا .. حقك عليا أنا .
* الوقت الحالي
مظبوط ، بكري السُلامي كان بيتعمد يلمس مراته قدام عياله ، لإن كان في مخه إنه لما يعمل كدا هيثبتلهم ملكيته ليها .. هو مش مستوعب إنهم عياله .. هو مش سوي نفسياً كدا ، كان مريض لدرجة ربى عُقدة جوا كل حد فيهم
كان بسنت ورماح بيتكلموا مع بعض وأصيل باصصلهم بس مش قادر يتحرك ، كان حزين حُزن عميق من كلام بسنت اللي صحى فيه الجرح
أنا ضحية يا بسنت ! ضحية عقد أبويا بكري السُلامي
وحشتيني يا أمي ، مش لاقي حد يحتويني ويطبطب عليا زيك ويفهمني .. يفهم إني من جوايا مش وحش ، بس محتاج اللي يفهمني ، بسنت كانت أول بنت ألمسها في حياتي لإنها مراتي لكن واضح إني أذيتها ، أنا بحبها وعندي حب تملك رهيب تجاهها لكنها رافضة الرجوع ليا تماماً ، ف بحاول أتعلق في قشة الميراث عشان ترجعلي ، محتاج أكون في حضنها من تاني وشغفي ناحيتها مبينتهيش
هل أنا غلطان في شيء ؟ جاوبيني يا صفية
جاوبيني يا أمي
خطين من الدموع نزلوا على وش أصيل وهو بيكلم أمه جواه
فاق من مُخيلته وهو شايف رماح بيكلم بسنت لسه
رماح : تنورينا طبعاً ، لكن هيكون صعب تلبي إحتياجاتك في المنطقة هنا ، أقرب ماركت ليكم هو على بُعد إتنين كيلو من القصر
أصيل بحزم : رماح .. محتاج أتكلم مع مراتي لوحدنا شوية من فضلك
رماح بإحراج : إحم ، مفهوم طبعاً ، متنساش ميعادنا ٨ بالليل
مشي رماح من قدامهم ف بصت بسنت لأصيل بأستغراب وقالت : ميعاد إيه اللي ٨ بالليل ؟
* في مدرسة مليكة
هي لصاحبتها : لما قولتله كلمة مراتك دي ، حسيت قلبي بيوجعني أوي ، أصل يابنتي أنا متخيلش أبيه غالب بيمشي حتى جنب واحدة غيري ما بالك بمراته !
صاحبتها وهي بتسمعها : دا إنتي بتحبيه بطريقة غريبة ، أنا خايفة عليكي يا مليكة تتعبي
مليكة بثقة أكيدة : أنا لو هتعب في يوم هيكون عشان بعدت عنه، يابنتي قمر ويجنن .. ريحته بحبها أوي وعيونه .. عيونه رمادي جميلة ، ولا طريقة كلامه ولا حنيته ، تعرفي إنه هو اللي حضرلي شنطة المدرسة إنهاردة ؟ دا لما سافر وسابني مكنتش باكل كويس كنت مخنوقة أوي
صاحبتها : ما يمكن تعلقك بيه هيروح لما تلاقي حد تحبيه بجد ؟
مليكة بثقة : أنا بحبه هو وبتعذب لما بيعتبرني بنته ..
* داخل الماركت / مسافة ٢ كيلو من القصر
وقف رفيق قدام الكاشيرة مستني دوره عشان يحاسب ، أول ما الزبون اللي قدامه خلص راح حاطط السلة بتاعته اللي فيها أكله ومعلباته
كان بيكلم ساندرا ف الفون بيتطمن آنها وصلت لوالدتها بخير
لما خلص معاها قفل الفون وبدأ يتكلم مع الكاشيرة
رفيق بهدوء : مبسوط إن في ماركت قريب من القصر بتاعنا ، بدل ما ننزل البلد نجيب حاجتنا ونرجع
البنت بعيون ناعسة : قصر ؟ إنت القصر اللي عايش فيه بتاع مين ؟
رفيق حس بغرابة من سؤالها ف قال : قصر بكري السُلامي ، قدام البحر
سكتت هي وكملت تحاسبله على حاجته
سرح هو شوية ف قالتله بغموض : كل اللي في القصر هيموتوا ..
رفيق بصلها بصدمة وهو بيبلع ريقه وقال : أفندم ؟
الكاشيرة رفعت راسها وبصتله وقالت : لو مجوش الماركت كل إسبوع مثلاً ، هتموتوا من الجوع .. الحساب ٣٥٠ جنيه
فضل واقف متنح ليها ومش قادر يحط إيده في جيبه يطلعلها الحساب
كل ما يحيط ببكري السُلامي غريب ، حتى القصر ! وإنه لشيء سيء لو تعلمون :))
* داخل القصر / الثامنة مساءاَ
رماح بهدوء وهو بيحط المُفتاح في الأوكرة : لازم تتأكدوا إني معرفش إيه موجود جوة الأوضة
غالب بضيق : إنجز قبل ما مليكة أو أمها يخرجوا من أوضتهم
أصيل بعصبية : جرا إيه ياعم غالب ! الأوضة هتتفتح عشان بسنت لحد ما أردها
إتجسست بسنت عليهم من ورا الحيطة عشان تعرف إيه موجود في الأوضة
غالب بغضب مكتوم ك عادته : صوتك ميعلاش عليا تاني ياعم أصيل عشان ميحصلش بيننا مشاكل
رماح بغضب : ممكن تبطلوا خناق !!
دور رماح المفتاح في الأوكرة وفتح الباب ، أول ما دخلوا توقعوا يلاقوا شيء مقرف ، لكن محصلش
الأوضة كانت عاملة زي .. زي صالة الباليه ! بس هي مش صالة باليه وأكيد راجل زي بكري السُلامي مش هيهتم بكدا ..
الأوضة كانت كل حيطانها مرايات ! مرايات مرايااات
بص رفيق وغالب وأصيل للأوضة بإنبهار ، وبسنت كانت واقفة بتراقبهم من ورا الباب ومستغربة هي كمان
رماح بصدمة وهو بياخد الورقة اللي عند الباب ، فتحها كان مكتوب جملة بخط بكري السلامي
( أحسن مكان بمتلك صفية فيه )
شهق رماح من صدمته لجرأة وتفكير الراجل دا ! ولأد إيه هو مختل وصفية كانت بتعاني معاه
غالب بملل : أيوة إستفدنا إيه من كل المرايات دي ؟
رماح بصدمة : أبوكم كان لازم يتحجز في مصحة نفسيه
رفع رفيق آيده وبدأ يسقف بطريقة مسرحية وهو بيقول : إيه المعلومة المُبهرة دي ؟
رماح رفع راسه وقالهم : أنا مبهزرش ! أبوكم كان بيمارس علاقته الزوجية مع أمكم في مكان زي دا ! كله مرايات !!
رد فعل غالب في اللحظة دي ، فاق التوقعات