رواية حياة مطلقة الفصل السابع7والثامن8 بقلم سارة رجب حلمي

رواية حياة مطلقة

الحلقه السابعه والثامنه 

بقلم ساره رجب حلمي

راحت حياة على الشركة بعد ماوصلت ولادها، فى نفس الوقت كان داخل شريف شركته ، وتقريبآ ماشيين بنفس الخطوات وفى نيتهم يروحوا لنفس المكان، فضلت حياة ماشية وخطواتها بتقربها منه ، وقبل ماتدخل بثوانى ، سمعت صوت بينادى عليها ، بصت وهى مخضوضة وصدرها بيعلى ويوطى بسرعة.

حياة: حرااااام عليكى ، خضتينى.

ام ادم: ليه طلعالك فى الضلمة ولا حتة مقطوعة ، ده احنا الصبح والناس رايحة جاية.

حياة: بحسبك الزفت طارق ، كان مصمم يجيلى البيت ويعرف طريقه ، ولما رفضت قالى همشي وراكى وهعرفه.

ام ادم: مش قولتى انك ادتيله العنوان؟

حياة: اه ، وجه فعلآ ، بس خوفت يبقى عايز يعرف ، انا بشتغل ولا لا ، وبشتغل فين ويمشي ورايا لحد هنا ، طول الطريق وانا خايفة اصلآ يكون مراقبنى.

ام ادم: وهو هيستفاد ايه لو عمل كده ؟

حياة: انتى مش عارفة هو قد إيه شرانى ، ويكره يشوفنى ناجحة ، ابسط حاجة يفضحنى ، ويتسبب فى طردى من هنا ، عشان أرجعله واقوله انا أمنت انى ماليش غيرك.

ام ادم: يا سااااتر ، هو للدرجة دى وحش !

حياة: وأكتر بكتير مما تخيلى ، يلا سيبينا مالسيرة الزفت دى.

ام ادم: على رأيك ، يلا ندخل عشان مانتأخرش على شغلنا.

دخلوا وبدأوا فى شغلهم ، وعدا اليوم عادى خالى من الاحداث.

شريف: احنا كنا جايين لحضرتك يادكتور ، عشان نشوف هل فى موانع للخلفة ولا احنا كويسين ودى مسألة وقت.

الدكتور: متجوزين من امتى؟

شريف: من 6 شهور تقريبآ

الدكتور: فى العموم مابنبدأش ناخد اى اجراء فى تأخر الحمل ، قبل سنة من الجواز.

شريف: انا فاهم ده يادكتور، انا مش بطلب منشطات ولا حاجة تعجل بالحمل ، انا عايز اطمن بس.

الدكتور: طب ممكن تتفضلى معايا على سرير الكشف يا مدام نادين.

قامت نادين ونامت على سرير الكشف وبدأ الدكتور يكشف بالسونار.

الدكتور: تمام، كل حاجة ظاهرة قدامى كويسة، هكتبلكم على شوية تحاليل ، هتعملوها انتو الاتنين ، واول ماتبقى معاكم النتايج كلها تيجوا تشرفونى هنا فى اى وقت.

شريف: شكرآ يادكتور.

خرج شريف ونادين من عيادة الدكتور ، ونادين باين عليها العصبية، وركبوا العربية.

شريف: مالك ؟

نادين: انا مش فاهمة بتعمل كده ليه ؟ عندى صحابى كتير بيتجوزوا ومبيخلفوش على طول ، والدنيا مخربتش يعنى.

شريف: قولتلك 100 مرة انا مش رايح عشان اديكى منشطات ، رايح بتطمن علينا وبس.

نادين: ولو طلع عندى حاجة تمنع هتطلقنى !!

شريف: لأ طبعآ ، هنبقى عرفنا بدرى وندور على العلاج بقى.

نادين: ولو العلاج مستحيل.

بصلها شريف بتردد ، وقال فى باله نادين مش الانسانة اللى تستحق انه يضحى عشانها بحلم الخلفة والعزوة ، وحلم ان يبقاله أولاد يورثوه ، مش اللى تستاهل انه يسيب ثروته وثروة باباه من قبله تضيع عشانها، يمكن لو كانت حياة كان ضحى بأكتر من كده عشانها.

نادين: ممكن افهم ايه السكوت ده كله !! 

شريف: هه ، عادى.

نادين: لا مش عادى ، ومالوش عندى غير معنى واحد.

شريف: معنى ايه؟

نادين: انك حسبتها ولاقيت نفسك هتطلقنى لو طلعت مابخلفش ، مش كده ؟

شريف: بطلى جنان.

نادين: انا مش مجنونة ، انا بتكلم صح ، لو كان فى نيتك انك مايهمكش فى الدنيا غيرى ، كنت هترد على طول مش هتفضل سرحان وبتفكر كل ده ، انت حتى لسه ماردتش ، هتعمل ايه لو مفيش امل ؟؟

شريف: لااااااا ، انتى اسلوبك مفيش منه فايدة انه يتغير وتهدى شوية وتبطلى طريقتك الغريبة دى. 

نادين: شايف !! ، أديك لتالت مرة بتغير الموضوغ.

شريف: لو اتكلمتى بهدوء، هعرف أرد عليكى انما اسلوبك الوحش متستاهليش عليه غير اسلوب وحش، وأزيد عليكى فالحيرة.

نادين: مين دى اللى تحتار !! وتحتار ليه ؟؟ اجابتك واضحة مش محتاجة حيرة خالص ، انت صحيح هتفضلنى عالخلفة ليه ؟؟ انا بالنسبالك جوازة وخلاص ، ولا حب ولا اى مشاعر فى قلبك ليا.

شريف: بذمتك يانادين ، انتى اللى عندك مشاعر ليا ؟؟

نادين بتوتر: تانى عايز تغير الموضوع وترمى الكورة فى ملعبى ، ماشى ياشريف.

شريف: بلاش نمثل على بعض يانادين ، وحلو اوى ان احنا مكشوفين لبعض كده ، ممكن لحد مانوصل يبقى فى هدوء ؟؟ مش عارف اسوق فالجو ده.

نادين: لو نزلتنى يكون أحسن.

شريف: هحبك اوى يوم ماحس انك بتحبينى فعلآ ، وعايشة معايا عشان كده مش لأى سبب تانى.

نادين: وهتعرف ازاى بقى ؟؟ مش يمكن ساعتها أمثل عليك مثلآ !!

شريف: لو حبيتى هتتغيرى يانادين ، الحب بيغير أوى ، فوق ماتتخيلى ، مهما كنتى انسانة وحشة ، الحب بينقيكى وبيطلع كل جميل جواكى.

نادين: بتتكلم وكإنك عاشق.

شريف: مش شرط.

نادين: باين فى عينيك الحب وانت بتتكلم على فكرة.

شريف: ولو ده حقيقى ، انتى مش زعلانة ؟

نادين: وانت يهمك تحس بغيرتى ؟

شريف: طبعآ ، مش انتى مراتى.

نادين (فى سرها): كداب وباين كدبك ، لما انت بتحب بتتجوزنى انا ليه ؟ ماشي ياشريف.

حياة: بقالكوا كتير قدام التلفزيون ، وبعدين ؟

حمزة: 5 دقايق وهقوم ياماما ، من فضلك.

حياة: ماشي 5 دقايق بس ورانا مذاكرة.

سمعوا الباب بيخبط وهما بيتكلموا ، راحت حياة وبصت عشان تشوف مين ، لقت طارق ، فتحت وهى قلقانة منه ، بس متعرفش ليه فتحت.

حياة: انت ايه اللى جابك هنا دلوقتى ، ومن غير ميعاد.

طارق: هاخد ميعاد عشان اجى لعيالى حياة: ايوا تاخد ميعاد عشان تجيلهم ، انا ست قاعدة لوحدى وميصحش تبقى هنا فى اى وقت على مزاجك.

طارق: هههههه يعنى لو خدت ميعاد هتجبيلى محرم ، انتى ليكى حد يعبرك

حياة: انت بتتكلم كده ليه !

طارق: اوعى من وشي ، انا جاى اخد عيالى.

حياة بخوف مغلف بالقوة: انت مش هتاخد حد ، تاخدهم ليه أصلا ، إنت كنت نافعهم وانا معاك ، لما هتنفعهم لوحدك.

طارق: مش لوحدى ، انا اتجوزت وعشان كده هاخدهم ومراتى تربيهم.

حياة: كمااااان ، يعنى انت لوحدك ظالم ، كمان جايبلهم مرات أب تظلمهم اكتر وتعذبهم.

طارق: هتمشى من طريقى ، ولا عايزة استخدم معاكى العافية بتاعة زمان ، فاكراها ؟ ولا أفكرك عملى؟

حياة بصوت عالى: امشي اطلع برااا ، ماتخلنيش الم عليك الناس.

طارق: مش هتلحقى.

ورش طارق فى وشها مخدر، فضلت تقاوح معاه وتحاول تطلعه لحد ما المخدر مفعوله إشتغل ووقعت على الأرض مش حاسة بحاجة.

حمزةو سما: مااااااما ، انت عملت ايه ، قتلت ماماااااا.

طارق: متخافوش ياحبايبى مقتلتهاش ، انا نيمتها لحد مانمشي من هنا عشان ماتعملناش شوشرة.

حمزة: احنا مش هنمشي معاك ، احنا بنحب ماما وعايزينها هى بس.

طارق شالهم هما الاتنين ونزل بيهم بسرعة قبل ماالناس تسمع صوتهم ويتلموا عليه.

حياة فاقت بعدها بشوية ، اتصدمت لما لقت ان اللى حصل ده حقيقة مش حلم ، اتصلت بأم أدم وهى روحها بتروح منها، وفعلآ جاتلها فورآ.

ام ادم: فى ايه ياحياة حصل ايه ؟

حياة بعياط: الحيوااااان ، خطف عيالى منى ، انا مكنتش مطمناله، كنت حاسة ان فى مصيبة بيخططلها بس ماكنتش اعرف انه جبان ويعمل كده ، قولت فى عقلى لو عايزهم كان طلبهم ، مش هياخدهم غصب ، بس اهو عمل كده ، اعمل اييييه ، بيقولى اتجوز ، يعنى بدل ماهيعذبهم لوحده جايب واحدة تساعده.

ام ادم: إهدى طيب إهدى عشان نعرف نتصرف.

حياة: هتصرف إزااااى ، هو عارف ان ماليش حد يوقفله عشان كده بيبهدل فيا براحته.

ام ادم: بصي قانونآ الولاد حضانتهم من حقك انتى ، وكفاية بس تحكى فالمحكمة اللى كان بيعمله فيكى.

حياة: الفلوس هى اللى بتعمل كل حاجة ، انا مش معايا عشان اقدر اقف فى محاكم ، ده غير انه مريض نفسيآ لو خدتهم غصب عنهم ممكن يإذيهم عادى عشان ينتقم منى بس.

ام ادم: ازاى كنتى عايشة معاه 7 سنين ده ، ياساتر يااااارب.

باتت ام ادم مع حياة عشان تفضل جنبها فى ظرف زى ده ، وطبعآ حياة قعدت مالشغل أسبوع كامل مش قادرة تعمل فيه اى حاجة ، وحاولت كتير انها تشوف ولادها لكن طارق رفض تمامآ وكان بيطردها.

ام ادم: مفيش هتقدر تنسيكى غير الشغل.

حياة: ينسينى مييييين !! ولادى !! انتى بتهزرى ، انا كنت بشتغل عشانهم هما ، مش عشان نفسي ، وازاى اصلا افكر انساهم دول كل حاجة فى حياتى.

ام ادم: انتى هتشتغلى برضو عشانهم، عشان تجيبى فلوس تقدرى تاكلى منها وتوقفى على رجلك وتكملى انك تحاولى ترجعيهم ، والفلوس برضو اللى هتخليكى تقدرى ترفعى قضية عليه وتاخديهم منه تانى.

حياة: مابقاش ليا نفس من حاجة.

ام ادم: لازم يبقالك نفس ، ولازم تروحى وتشتغلى وتكملى فى الطريق اللى بدأتيه عشانهم حتى وهما مش معاكى ، عشان تعرفى تجبيهم تانى وينوروا بيتك.

بصتلها حياة بعيون دبلانة ، وبصت حواليها ، وحست فعلآ قد ايه عدم وجودهم مضلم البيت اللى كان كله فرحة وسعادة بيهم ، افتكرت قد ايه حياتها كانت كاملة ، وانهم هما اللى مكملينها مش البيت المستقل ولا البعد عن طارق ولا الشغل ولا اى شئ غيرهم هما وبس...

راحت نادين من ورا شريف استلمت نتايج التحاليل ، وده طبعآ لخوفها الشديد من كلامه وطريقته فى موضوع الخلفة، كانت خايفة تكون بجد عندها حاجة تمنع ، خدت النتايج وراحت بيهم للدكتور ولوحدها ، وكانت راسمة فى دماغها ان لما تطمن هتعتبر وكإنها ماراحتش للدكتور وهتتفق معاه على كده.

نادين: ها يادكتور ، خير طمنى.

الدكتور: للأسف يامدام نادين ، فى مشكلة.

نادين: عند مين فينا ؟؟

الدكتور: تحاليل استاذ شريف كويسة ، المشكلة عندك انتى.

نادين بصدمة: ازاى ؟؟ هو شريف اتفق معاك تقول كده عشان يطلقنى ؟؟

الدكتور: اهدى يامدام نادين، كلامك ده ماينفعش وبعدين انتى حتى مستنتيش تعرفى هقول ايه .

نادين بتحاول تهدا: طب قول 

الدكتور: انتى عندك فى مشكلة فالرحم ، ومحتاجة شوية عمليات بسيطة ان شاء الله.

نادين: ونسبة النجاح ؟؟

الدكتور: للأسف هى قليلة ، بس فى أمل.

نادين قامت بعصبية: ادينى عرفت اللى هتقوله ، فرق فالمصيبة اللى انا فيها بإيه ؟؟ ياريتنى ماكنت سمعت.

خدت نادين التحاليل من قدام الدكتور وخرجت وهى فى قمة الحزن والعصبية ، وراحت بيها لدكتور تانى ، ودخلتله وعرضت عليه التحاليل ، وكامت النتيجة انه قال نفس الكلام بالظبط.

ماجاش فى تفكيرها إلا إنها تروح للدكتور تانى.

الدكتور: خير يامدام نادين ؟

نادين: من غير لف ودوران ، شريف لو عرف ان العيب منةى هيطلقنى ، أرجوك ماتدمرش بيتى.

الدكتور: وانا مقدرش اخون الامانة واكدب.

نادين: كل اللى انت عايزه هيكون فى حسابك بكرة الصبح ، بس تقوله ان العيب منه هو.

الدكتور: كماااان !! ازاى يبقى انتى اللى عندك المشكلة ونروح نقوله ان هو اللى عنده المشكلة ، ماممكن جدآ يعمل زى ماحضرتك عملتى دلوقتى ، وياخد التحاليل ويروح يتأكد برا ، ولا حضرتك فاكرانى مش فاهم انك روحتى لدكتور تانى ، ولما إتأكدتى رجعتيلى.

نادين: زى ماحضرتك هتوافق تقوله كده ، فى اللى هدفعله ويوافق يعمللى نتيجة تحليل بتقول ان عنده مشكلة تمنعه ، اهم حاجة توافق عالفكرة والباقى عليا انا.

الدكتور: سيبينى افكر.

نادين: مفيش وقت ، هو عارف ميعاد طلوع النتايج ، ولازم اقوله انى جبتهم ، واول ماهيعرف هيصمم نجيلك، رد عليا دلوقتى.

الدكتور: اللى بتطلبيه صعب.

نادين: صعب فى ايه ؟ انت هتنقذ بيت مالخراب ، عمره ماهيطلقنى لو عرف ان المشكلة منه ، لكن لو منى هيسيبنى حتى قبل مانوصل البيت ، يرضيك كده وانا عايشة عشان بحبه ولو سابنى هموت وذنبى فى رقبتك.

الدكتور: خلاص موافق ، المهم تخلصى الموضوع من غير شوشرة ، وتمشوا من عندى ومتجوليش تانى ابدآ.

نادين: شكرآ يادكتور ، هروح اخلص النتايج ولو ملحقناش حضرتك قبل ماتمشي يبقى بكرة.

رجعت نادين على معمل التحاليل ، ومفيش فى نيتها غير تغدر بشريف قبل مايغدر بيها.

وبسهولة قدرت تخلص النتايج المضروبة ، اللى بتقول انها سليمة والمشكلة عند شريف.

روحت على الفيلا.

شريف: إتأخرتى اوى كده ليه وموبايلك مقفول.

نادين: ياخبر ، ده شكله فصل شحن.

شريف: برضو اتاخرتى ليه ؟

نادين: روحت جيبت نتايج التحاليل وقبلها كنت مع اصحابى.

حبت نادين تقول على النتايج الاول عشان عارفة ان شريف هيتشغل فيها اكتر من انشغاله بكانت فين ومع مين، وفعلآ انشغل فى التحاليل اكتر ، وده اللى شجعها انها تستمر اكتر فى لعبتها اللى ناوية عليها للأخر.

شريف: طب يلا عشان نلحق الدكتور قبل مايمشي من عيادته.

وطلع بسرعة عشان يلبس ويروحله.

بصتله نادين وهو متحمس وبيجرى ، وكلها خوف ماللى هتعمله معاه، بس إصرارها أكبر ، مستحيل تتكسر قدامه ويبقى مصيرها الطلاق لانها مابتخلفش وتتفضح قدام الناس ، وتبقى مش قادرة ترفع وشها فيهم ، نادين اللى طول عمرها راسها فى السما ومفيهاش اى عيب ،وكل الناس تحلم بس تكلمها ، هيجى أستاذ شريف يطلقها عشان مبتخلفش.

نادين: ده بعدك ياشريف، انا اللى هكسرك قبل ماتكسرنى... 



الفصل الثامن

فى عيادة الدكتور.

شريف: اتفضل يادكتور نتيجة التحاليل اهيه.

خدهم منه الدكتور وبص فيهم ، لقى ان نادين فعلآ جابت تحاليل مضروبة زى ماقالتله ، بصلها بإحتقار ، وبيحتقر نفسه برضو انه وافق على اللعبة دى مالأول.

شريف: ها يادكتور خير ، هو فى حاجة ولا إيه حضرتك ساكت بقالك كتير.

الدكتور: ايوا للأسف فيه.

نادين بصتله وهى مترقبة اللى هيقوله ، وخايفة يكون راجع نفسه وقرر مايعملش بالإتفاق ، بس خدت نفسها بعمق وإرتياح لما اتكلم.

الدكتور: حضرتك عندك مشكلة تمنعك من الخلفة يا أستاذ شريف.

قام شريف بعصبية: ايه اللى انت بتقوله ده !! انت اتجننت !

الدكتور: اهدى شوية يا استاذ شريف ، التحاليل اللى فى ايدى بتقول كده.

شريف: بتقول ايه ، اتكلم التحاليل فيها ايه ؟؟

الدكتور: فيها ان حضرتك عندك عقم.

وقع شريف عالكرسي ، وهو ساكت ، مكسور ، حزين ، مش شايف قدامه من الدموع اللى بتنزل من عينيه من غير مايحس بنزولها.

نادين: اهدى ياشريف ، لو سمحت.

زقها شريف ، وخرج من العيادة ، ركب عربيته وهو مش واعى بيعمل ايه ، الصدمة كانت كبيرة جدآ عليه ، فضل سايق ومش عارف هيروح فين ، عايز يبعد عن كل الناس ، عايز يحضن أبوه ، أمه ، حياة ، محتاج لحضن حياة اوى فى وقت زى ده.

شريف بصريخ: ازاى بقالى سنين بعيد عنك وانا لسه بشوفك فى كل مكان

ضرب دركسيون العربية بقوة.

شريف: إطلعى من حياتى بقى يا.....يا حياتى ، ليه دايمآ مصيبة بعدك أكبر مصيبة ، وليه لما اعرف انى مبخلفش تبقى انتى اول واحدة عايزها جنبى ومحتاجها ، انتى أوحش من انى افكر كده ، ايوا وحشة ، ولو كنتى بتحبينى فعلآ ،كان هيبقى اهونلك تعيشى فى ذل خالتك ولا إنك تتجوزى غيرى ، واييييييييه يعنى سيبتك شوية ، بس كنت راااااااجع ، إستعجلتى ليييييه ، أروح لمين انا دلوقتى يطبطب عليا فى جرح زى ده ، اروح لمين يهون عذابى ووجعى وطعنى فى رجولتى ، ايوا اللى مابيخلفش مابيبقاش راجل فى نظر كل الناس ، واول واحدة هتبقى مراتى ، بس لو انتى معايا عمرك ماكنتى هتشوفينى ناقصنى حاجة ، مش هتحسسينى ابدآ انى اقل من اى راجل، كنتى هتحاولى بكل قوتك تفهمينى ان النقص ده حاجة عادية ، وممكن كمان كنتى تخليها ميزة ، أيوا إنتى تقدرى على كده واكتر ، انا عايزك معايا ، ليه ابقى وحيد فالدنيا وابويا وامى يموتوا و الانسانة الوحيدة اللى بحبها تضيع مين ، وكمان مابقاش بخلف ، كل ده بيحصلى ليه؟ عشان معايا شوية فلوس !! تغووووور الفلوس انا مش عايزها ، انا عايز حياة وعايز اخلف منها.

سكت شريف شوية وبدأ يستعيد هدوئة ، مش لإنه حابب يهدا ، لإنه فرض عليه يهدا ، رجولته ماتسمحلوش بالإنهيار ده حتى لو كان لوحده.

شريف: استغفر الله العظيم ، سامحنى يارب انا مش بعترض ، غصب عنى ماصدقت لاقيت حاجة اخرج فيها مشاعرى.

طبطب على وشه بإيده ومسح على شعره ، وعدل قعدته عالكرسي واتحرك بعربيته متجه للفيلا.

محصل الكهربا خبط على حياة ، وفتحتله وخدت الفاتورة ودفعت المطلوب فيها ، عدا واحد من سكان البيت فى الوقت اللى حياة كانت بتدفع فيه للراجل.

الجار: استغفر الله العظيم ، توب علينا يارب من الاشكال اللى تجيب الفضايح دى.

حياة: حضرتك بتقول حاجة ؟

الجار: لا مابقولش خليكى ياختى فاللى بتعمليه.

حياة: انت بتكلمنى كده ليه ؟ ماتحترم نفسك.

الجار: مش لما تبقى تحترميها انتى الاول ، واقفة عالباب مع راجل عينى عينك كده.

المحصل: هو حضرتك مش واخد بالك فعلآ انى محصل الكهربا ؟ ولا واخد بالك وحابب تعمل حوار ؟

الجار: وايه اللى يمنع يعنى لما تكون محصل كهربا، زيك زى البقال والسباك والكهربائى.

سابهم الجار وسط زهول رهيب وكبير من حياة اللى حاسة انها مش عارفة ترد على كلامه ولا قادرة تفهم ليه بيظلمها كده ، وهو ميعرفهاش ولا تعرفه ولا شاف منها حاجة غلط.

المحصل: هو حضرتك مطلقة ؟

حياة: ايوا ، بتسأل ليه ؟

المحصل: دلوقتى انا فهمت هو ليه اتصرف كده.

حياة: وده عاااادى ، طالما مطلقة يبقى يتقال عنى كده وسباك وكهربائى وحسسنى انى عايشة فى بيت دع..... رحمتك يااااارب ، انا مش نقصاه ، شكرآ لحضرتك واسفة عالموقف السخيف ده من واحد سخيف.

المحصل: محصلش حاجة انا اللى بعتذرلك والله ، ولولا انى مش عايز اتضر فى اكل عيشى كنت علمتهولك الأدب.

حياة: شكرآ كتر خيرك.

بعدها بشوية راحت لأم أدم وهى حاسة ان فى نار بتحرق قلبها ، بكل كلمة قالها جارها.

ام ادم: مالك ياحياة ، شكلك مش طبيعى ، الزفت طارق كلمك ؟

وكإن سؤال ام ادم داس على زرار الانهيار عند حياة ، فضلت تبكى وتقول كلمات مش مفهومة فى وسط بكاها ومن كتر ألمها ، اكتر من اى وقت عدا حست بالضعف فيه، وكإن كلام جارها كان القشة اللى قسمت ضهرها.

حياة: زفت طارق ولا زفت غيره كلهم كلاب مالهمش أمان ، هفضل لحد امتى مجروحة من راجل ! هما مش عايزين يسيبونى فى حالى ليه ؟؟ هو مفيش غيرى فالدنيا يجرحوها ، ولا ده طبع فيهم.

ام ادم: هو ايه اللى حصل ؟ 

حياة: واحد شافنى واقفة مع محصل الكهربا بدفعله الفاتورة ، موقف عادى جدآ ، بيحصل فى اول الشهر ملاايييييييين المرات ، بس لما حياة تعمل كده يبقى لازم نهينها ونوجعها ونتهمها باللى مش فيها ونشوف الموقف على ان فى حاجة مش كويسة بتحصل

ام ادم: كل اللى عملاه ده عشان كده!!،انتى مطلقة ياحبببتى ، يعنى اللى بتقوليه ده عادى انه يحصل واكتر.

حياة: انتى بيحصلك كده ؟

ام ادم: واكتر من كده بكتير ، دانا كمان عايشة فى نفس شقتى وطبعآ ده خلانى اتصدم فى ناس كتير اوى.

هديت حياة لما سمعت المواقف اللى عاشتها ام ادم، وعرفت انها فعلآ ماعاشتش حاجة من اللى عاشته ام ادم بعد الطلاق.

شريف وصل البيت ، لقى شنط كتير محطوطة جنب الباب.

شريف: شنط مين دى ؟

الشغالة: شنط نادين هانم.

طلع شريف أوضته جرى ، لقاها بتلم فى كل حاجتها وبتحط فى شنط .

شريف وهو عرقان وعيونه مليانة حزن: بتعملى ايه يانادين ؟

نادين: كمان مابتشوفش !!

شريف: يعنى ايه كمان ، وليه مابشوفش انا اقصد لتلمي حاجتك ليه ؟

نادين: انا فعلآ مكنتش عايزة أخلف دلوقتى خالص، وكنت انا اكتر واحدة معترضة على التفكير فى الموضوع ده دلوقتى ، بس ده مش معناه ابدآ انى مش عايزة اخلف خالص ، او مستعدة اعيش مع واحد عقيم.

شريف بضعف: عقيم ؟ ، ليه كده يانادين.

نادين: مش دى الحقيقة ؟ولا انا بخترع كلام من نفسي !!

شريف: بس احنا لسه متأكدناش.

نادين: إتأكد لوحدك ، بعد اذنك.

خرجت نادين وسابته ، الندم بيعصر قلبه على كل محاولة حاولها معاها عشان تفضل ومتسيبوش وتمشي ، وفى عز وجعه حمد ربنا انه بينهاله على حقيقتها ، وماتخدعش فيها اكتر من كده.

عدا اسبوع على وجع قلب شريف واحساسه بالإنكسار ، ووجع قلب حياة وزعلها على فراق ولادها ، وتفكيرها ياترى بيعاملوهم ازاى ، كام مرة باتوا مضروبين ، كام مرة باتوا من غير ماياكلوا ، ياترى مكتوبلها تعيش معاهم تانى ولا لأ ، قطع افكارها صوت المنبه ، اتصدمت ان الصبح طلع وهى لسه صاحية عينيها ماداقتش النوم من كتر التفكير ، قامت وجهزت نفسها وقررت ماتقعدش فى البيت ولا يوم ، القعدة فى البيت بتقتل من التفكير ، والاحسن ان هى اللى تقتل الوقت فى الشغل ، دخلت قعدت على مكتبها بعدم حماس ، وخنقة ، مفيش حاجة عايزة تعملها غير تحضن ولادها وتتكلم معاهم وتشوف ضحكتهم وتسمع كلامهم البريئ واقتراحاتهم اللى بتتفاجئ ساعات انها فعلآ تنفع تتعمل ، قررت تتصل بالعامل عشان تطلب قهوة تظبط دماغها وتفوق وتبدأ شغل ، رفعت راسها ، عشان تبص ناحية التليفون ، شافت حد واقف فى صمت ، بصت عليه ولما شافته دمها نشف فى عروقها ، الاتنين حسوا بصدمة ماتتوصفش ولا لسان يقدر يحكى عنها ، إحساسهم مختلط بين السعادة والدهشة وعدم التصديق ، وقفت حياة وهى لسه فى مكانها تبصله بحيرة ، مش مصدقة وجوده ، بدأت دموعها تنزل لما شافت دموع شريف عاملة زى اللألئ فى عيونه العسلى ومخبياها ، وبدأت اللألئ تنزل من عيونه وتغرق وشه وتقع على الأرض ، كان مزهول جدآ وسعيد جدآ جدآ ، طاير ومش قادر يصدق انها قدام عيونه ، كانوا حاسيين ان الزمن وقف ليهم هما وبسسس ، كل حاجة فى الدنيا اتجمدت ماعادا حركة عيونهم اللى كانت بتركز على كل تفصيلة من تفاصيلهم ، عيونهم اللى كانت جعانة جدآ لرؤية بعضهم.

فاق شريف من الموقف ده بإعجوبة ، ولقى نفسه ماشي على مكتبه ومن غير مايتكلم مع حياة ولا كلمة واحدة.

طلعت حياة من مكتبها وراحت لأم ادم تدور.

ام ادم: ايه ده انتى معيطة ليه ، وازاى خرجتى من مكتبك كده ؟

حياة: فى واحد شغال هنا اسمه شريف ؟

ام ادم: تقصدى مين ؟ شريف منتصر ؟

حياة: ايوا ، بيشتغل هنا إيه ومن امتى ؟؟؟

ام ادم: بيشتغل هنا ايه !! ده هو اللى مشغلنا وفاتح بيتى وبيتك ، بقالك 4 شهور شغالة هنا ومتعرفيش ؟؟

حياة بصدمة كبيرة: بقبض منه بقالى 4 شهور !! بقالى 4 شهور قريبة منه اوى كده ومعرفش.

ام ادم: هو انتى تعرفي شريف منتصر معرفة شخصية 

                 الفصل التاسع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 

 

تعليقات



<>