رواية فراشة المقبرة الفصل الاربعون40والاخيربقلم اسماعيل موسي
متتحركش !! أمرت زهره ناصر الراقد على ظهره بينما كانت عينى ناصر تلتقط الإشارات من وجه نرجس وزكريا
يكتسب الوجه البشرى ملامح شخصية صاحبه بمضى السنين
ان كان منعزل او متشائم او حتى ضاحك، مهما كانت قسمات وجهك تنطبع عليها شخصيتك
لكن وجه ناصر كان بلا ملامح، تجويفين وسط قوره من العظم
كانت زهره اخضعت جسد ناصر بأكلمه للجرعات بعد أن قشطت الجلد الميت وطهرته نظر ناصر إلى يده التى لم تكن بشريه بعد لكن الحياه دبت خلالها تستطيع أن تطلق عليه يد وليست اداه، كان زهره تمتم بكلمات غير مفهومه لكنها توضح استيائها وحين وقف ناصر امام المرأه للمره الأولى يرى نفسه انسان، نعم كان وجهه لازال يشبه المؤخره لكنه وجه بشرى
ثم إن هناك بعض المناطق فى جسده عادت لطبيعتها
رائع همس زكريا بينما أطلقت نرجس ذغروته
ليس الآن همست زهره بأنزعاج، من فضلكم اتركونى مع المريض
ابتسم زكريا وجذب نرجس للخارج
شرحت زهره لناصر تجربتها وانها ستطر لزيادة الحقن
ناصر الذى أبدى سروره لأن اخته من لحمه ودمه طبيبه ماهره
قررت زهره تعديل جرعات العلاج
بعد مرور أسبوع على بدء العلاج، جلست زهرة أمام ناصر تتفحص التقدم الذي أحرزه جلده تحت تأثير الخلايا الجذعية والعلاج بالضوء الحيوي.
كانت التغيّرات موجودة، لكنها بطيئة مقارنة بما كانت تتوقعه
. المناطق المحترقة أظهرت تحسناً طفيفًا في الملمس واللون، لكن بعض الأنسجة كانت لا تزال قاسية ومتليفة.
أدركت أن الجرعة التي حددتها في البداية كانت محافظة جدًا، فقد كانت تخشى ردود الفعل السلبية أو تكاثر الخلايا بطريقة غير متوقعة. لكن الآن، وبعد أن أثبتت الخلايا الجذعية قدرتها على التكيف مع البيئة المصابة دون مضاعفات، قررت زيادة الجرعة بشكل مدروس.
المرحلة الأولى: إعادة تقييم حالة الجلد
أحضرت زهرة جهاز تحليل الأنسجة الحيوية، الذي يقيس معدل تجدد الخلايا وتدفق الدم في المنطقة المصابة. أظهرت البيانات أن التجدد يحدث، لكنه أقل من المطلوب، وكأن الجلد يحتاج إلى دفعة إضافية.
المرحلة الثانية: ضبط تركيز الخلايا الجذعية
بدلًا من استخدام التركيز القياسي، قررت زهرة مضاعفة تركيز الخلايا الجذعية المحقونة بنسبة 1.5 إلى 2 ضعف الجرعة السابقة.
لكنها لم ترد المخاطرة بحقنها دفعة واحدة، لذا قسّمت الجرعات على جلستين خلال 48 ساعة، لتراقب الاستجابة قبل إعطاء الجرعة الثانية.
المرحلة الثالثة: تعزيز امتصاص الخلايا
لضمان استفادة الأنسجة بشكل أكبر، استخدمت إنزيمات محفزة للانتشار الخلوي قبل الحقن، مما يسمح للخلايا الجذعية بالاندماج بفاعلية أكبر مع الجلد التالف. كما قررت إطالة مدة التعرض للعلاج بالضوء الحيوي بنسبة 30%، حيث أثبتت الأبحاث أن الضوء يزيد من نشاط الخلايا الجذعية ويحفّز إفراز عوامل النمو المهمة لترميم الجلد.
المرحلة الرابعة: المراقبة والتفاعل مع التغيرات
بعد أول جلسة من الجرعة المعدّلة، لاحظت زهرة أن الجلد بدأ يظهر احمرارًا أكثر من المعتاد، وهو ما قد يكون إشارة إيجابية على استجابة الخلايا، أو علامة على التهاب خفيف بسبب التحفيز الزائد. لهذا، قررت مراقبة الحرارة الموضعية والتفاعل المناعي قبل إعطاء الجرعة الثانية.
إن كان الجلد يستجيب بشكل طبيعي، فستكمل العلاج. وإن ظهر التهاب زائد، ستعدل تركيز الضوء وتضيف أدوية مضادة للالتهابات لتفادي أي مضاعفات.
المرحلة الخامسة: الاختبار النهائي
في نهاية الجلسات المعدلة، كان على زهرة أن تنتظر 72 ساعة أخرى قبل الحكم على فعالية العلاج. لم يكن ناصر يتحدث كثيرًا، لكنه شعر بشيء مختلف في جلده، كما لو أن الأنسجة المحترقة بدأت تستعيد مرونتها بشكل أسرع من المتوقع.
الآن، كانت زهرة أمام مفترق طرق:
هل نجحت تقنيتها بشكل كامل، أم أن هذه التعديلات ستجلب معها آثارًا جانبية غير محسوبة؟
مرّت ثلاثة أسابيع منذ أن بدأت زهرة تعديل جرعات العلاج، وكانت تراقب بشغف كل تغيير يحدث في جلد ناصر. في البداية، لم يكن الفرق واضحًا، لكن تدريجيًا، لاحظت تحسّنًا مذهلًا.
التغييرات الرئيسية التي رصدتها:
انخفاض مساحة الندوب: بدأت المناطق المحترقة تفقد صلابتها وتتحول إلى نسيج جلدي أكثر مرونة.
تحسن اللون والملمس: لم يعد الجلد مشدودًا ومتليفًا كما كان، بل أصبح أكثر تجانسًا مع الأنسجة المحيطة.
عودة الإحساس تدريجيًا: بعض المناطق التي فقدت الإحساس بسبب التلف العصبي بدأت تستجيب للمس والحرارة، مما أكد نجاح العلاج في تجديد الأعصاب.
انخفاض الالتهابات والتورم: بفضل تقنيتها في ضبط الجرعات ومراقبة ردود الفعل، لم تظهر أي مضاعفات خطيرة، وكانت النتائج أسرع من المتوقع.
لم يكن الجلد قد تعافى بالكامل، لكن النتائج كانت أقرب إلى المعجزة الطبية مقارنة بالحالات التقليدية لعلاج الحروق العميقة. فقد استعادت الأنسجة حيويتها بنسبة 80%، مما يعني أن ناصر لم يعد مضطرًا لتحمل الألم المستمر، ولم تعد الندوب عائقًا كبيرًا أمام حركته.
مع ذلك، لا تزال هناك بعض المناطق التي تحتاج لمزيد من الوقت والعلاج لاستعادة وظائفها بالكامل، لكن الأهم أن التجربة نجحت، وأثبتت زهرة أن علاج الحروق بالخلايا الجذعية والعلاج بالضوء الحيوي يمكن أن يكون بديلاً فعّالًا عن العمليات الجراحية التقليدية.
وقف أمام المرآة، يمرر أصابعه فوق جلده، وكأنه لا يصدق أن هذا جسده بالفعل. لأول مرة منذ الحادث، لم يشعر بالألم عند تحريك ذراعه، ولم تكن الندوب قاسية كما اعتاد. استدار نحو زهرة، ثم قال بصوت منخفض:
— "ما كنتش مصدق إن ده ممكن يحصل…."
لم تبتسم زهرة، لكنها شعرت بارتياح داخلى، لازالت تتذكر وقوفها امام المرآه اول مره وهى ترى ناصر يعاين جسده
الأن لست مضطر للبس قناعك عندما تخرج يا ناصر
لكن لازال هناك بعض العلاج
زهره؟ لست فأر التجارب الخاص بك، سأكتفى بهذا القدر
انا كنت فين وبقيت فين؟
حسنآ سننظر فى امرك فى وقت لاحق الآن خد دوش وبدل ملابسك سنخرج انا وانت فى نزهه
انتظرت زهره ناصر فى الصاله رفقة والديها حتى خرج ناصر
لقد بدا انسان مختلف
فى بنطالة الجينز وقميص الكتان، اقسم اذا عدت إلى القريه حتى كريم نفسه لن يعرفنى
احتضن زكريا ناصر ثم نظر إلى زهره المتأنقه، إلى أين ان شاء الله؟
سنخرج فى نزهه يا بابا
نزهه من دونى؟
رجلى على رجلكم وهناخد الست الكركوبه دى معانا
تذمرت نرجس لكن الابتسامه لم تغادر وجهها
فى الطريق كان ناصر يراقب الناس، تعود ان ينظر إليه الناس بسخريه او تقزز، الان راح يستشعر التحسنات التى حدثت فى وجهه من خلال عيونهم
لم يكن به شئ مختلف يدفع أحدهم للنظر اليه أكثر من مره
انه امر رائع ان تعيش مثل البشر الطبيعين
خضع ناصر لمزيد من التجارب وعمليات التجميل واصبح اخيرا مثل كل البشر الطبيعين الهم من بعض الندوب التى تحتفظ بها ذاكرته.
بعد ثلاثة أعوام تزوجت زهره من طبيب شاب قابلته صدفه ولم يمر سوى عامين اخرين حتى وجد ناصر نصفه الآخر
كانا يعيشان فى بيت زكريا ونرجس، نرجس التى كانت ان تحلم ام تسمع كلمة ماما أصبح لديها أحفاد تنسى اسمائهم من كثرة عددهم
وبعد عمر طويل كان يمكنك رؤية نرجس وزكريا بشعرهم الأبيض يجلسان فى الحديقه يحيط بهم احفادهم
تمت