رواية بين الحرب والحب
الفصل الاول1
بقلم شيماء طارق
في أحد الأحياء الراقية، ينتصب قصر فخم يعكس الثراء والترف، تحيط به حديقة غنّاء مليئة بالأشجار والزهور. يعيش فيه آسر نصار، أحد أغنى رجال الأعمال في البلاد. رجل صارم، قاسٍ، وجاد جدًا. يبلغ من العمر 27 عامًا، يتمتع بجسد رياضي، وملامح جذابة يزينها شعر أسود، عينان داكنتان، ولحية خفيفة تضيف إلى وسامته.
أنهى آسر حمامه الساخن، وارتدى بذلة كحلية أنيقة مع قميص أبيض أظهر تفاصيل عضلاته بوضوح. أضاف لمسته الأخيرة بعطره المفضل وساعة سوداء فاخرة، قبل أن ينتعل حذاءً جلديًا متناسقًا مع مظهره. ثم توجه إلى شركته.
---
في أحد الأحياء الشعبية
وقفت سمية، زوجة الأب، واضعةً يديها على خصرها: "رايحة فين من الصبح كده؟"
نظرت إليها جميلة بقوة وردت بجفاء: "رايحة الجامعة، يا مرات أبويا."
سمية بسخرية: "في داهية، إن شاء الله ما ترجعي!"
جميلة بضيق وهي تهمّ بالمغادرة: "استغفر الله العظيم."
جميلة فتاة رقيقة وهادئة، لكنها تمتلك شخصية عنيدة وعصبية حين يستدعي الأمر. تتميز ببشرة بيضاء صافية، وشعر كستنائي طبيعي، وعينين بنيتين ساحرتين مع رموش طويلة. تعيش مع زوجة أبيها، سمية، وبناتها سارة وسلمى، حيث تعاني من ظلمهن المتواصل.
---
في شركة نصار جروب
دخل مالك نصار إلى مكتب آسر بابتسامة: "صباح الخير، يا آسر."
آسر دون أن يرفع عينيه عن الأوراق: "صباح النور."
مالك وهو يضع بعض المستندات أمامه: "دي أوراق صفقة خالد الأسيوطي."
آسر: "تمام. آه، وبالمناسبة، ياريت تصرف البنت اللزجة دي بأي طريقة، أنت عارف إني مبحبش شغل الحريم ده."
مالك ضاحكًا: "هههه، إهدى بس، إيه اللي حصل؟"
آسر بحدة: "بتتدلع كده، وأنا مبحبش القرف ده. شوف لي راجل مكانها."
مالك وهو يهز رأسه بابتسامة مستفزة: "حاضر، يا بيه."
مالك نصار، ابن عم آسر وصديقه المقرب، يتمتع بروح مرحة وجاذبية ملفتة، بشعر بني وعينين عسليتين، بالإضافة إلى جسد رياضي.
---
في الجامعة
أسيل بنبرة قلق: "مالك؟ قلبة وشك ليه على الصبح؟"
جميلة بتنهد: "زهقت من مرات أبويا، واقفة لي على الوحدة."
أسيل بجدية: "قلت لك تعالي نعيش سوا."
جميلة بحزن: "أنا تعبت، والله تعبت!"
أسيل بحماس: "خلاص، كفاية نكد بقى، عندنا محاضرة هتفوتنا!"
أسيل صديقة جميلة منذ الطفولة، تتميز بشعر أحمر، بشرة بيضاء صافية، وعينين بنيتين. تعيش بمفردها في منزل بسيط، وتعمل في صيدلية لتنفق على نفسها.
---
بعد المحاضرات
أسيل: "هتروحي البيت ولا إيه؟"
جميلة: "لا، عندي مقابلة بخصوص شغل. وأنتِ؟"
أسيل: "هروح الصيدلية. لو حبيتي تعالي عندي بدل القرف اللي عايشاه."
جميلة بابتسامة: "تمام، حبيبتي. باي."
---
في الصيدلية
سحر بلهجة مستاءة: "اتأخرتِ ليه كده؟"
أسيل معتذرة: "آسفة، والله كانت عندي محاضرات."
سحر ببرود: "حاولي متتأخريش تاني، بيتخصم من مرتبك."
أسيل بصوت خافت وهي تهمس: "ربنا ياخدك، شبه البومة، قرفتيني!"
---
في شركة نصار
أحمد بابتسامة: "تمام، مبروك، اتقبلتِ في الوظيفة يا آنسة جميلة."
جميلة بسعادة: "بجد؟ شكرًا! إمتى أبدأ؟"
أحمد: "اليوم لو تحبي. هتكوني سكرتيرة آسر بيه، مكتبك آخر الممر على اليمين، جنبه مكتب المدير."
جميلة: "تمام، شكرًا لحضرتك."
سارت جميلة في الممر، تراجع الأوراق بتركيز، دون أن تنتبه لمن يسير في الجهة المقابلة. في اللحظة نفسها، كان آسر منشغلاً بهاتفه بينما يغادر مكتبه متجهًا إلى اجتماع مهم. فجأة— اصطدما ببعضهما بقوة!
تناثر الملف من يد جميلة، فصرخت بانفعال: "انت مش شايف قدمك؟!"
آسر بغضب وهو يرفع عينيه إليها: "مين المتخلفة دي؟!"
رفعت جميلة الأوراق عن الأرض، ثم نظرت إليه بغضب، وتقابلت أعينهما للحظات. كان الصمت سيد الموقف… قبل أن تنفجر قائلة:
جميلة: "مين دي اللي متخلفة، يا حيوان؟!"
آسر، وقد تملكه الغضب: "إنتِ مجنونة؟! ده انتي نهار أبوكي اسود!"
جميلة بحده: "احترم نفسك
آسر: "إنتي مين اللي مشغلك هنا، يا بت؟!"
في تلك اللحظة، تجمع الموظفون بسبب الضجة.
مالك باندهاش: "إيه اللي بيحصل؟!"
جميلة دون أن تنظر إليه: "وإنت مالك؟ فاكر نفسك صاحب الشركة؟ أكيد موظف على قدك!"
ظهرت شبح ابتسامة على شفتي آسر، لكنه أخفاها سريعًا.
آسر بنبرة ساخرة: "آه، أنا موظف على قدي. وإنتِ؟"
جميلة بثقة: "أنا مساعدة المدير العام! عجبك منصبي؟"
ضحك الموظفون على طريقتها الطفولية، وحتى آسر لم يستطع منع نفسه من الابتسام للحظة قبل أن يعود إلى جديته.
جميلة بحيرة: "بتضحك على إيه؟"
مالك محاولًا كتم ضحكته: "إنتِ إزاي بتتكلمي كده؟ مش عارفة إنتِ بتكلمي مين؟"
جميلة ببرود: "لا والله، معرفش. حد مهم يعني؟"
مالك بضحكة خافتة: "آسر نصار، صاحب الشركة!"
نظرت جميلة إليه بصدمة… ويتبع!