كانت قاعده علي السر*ير مش فاهمه اي حاجه بتبصله كانها تعرفه مش مجرد مدير وخلاص لحد ما
دخل عليهم....
أهلها.... أمها جريت عليها مسكت إيدها وبتعيط من الفرحة أبوها كان متأثر بس بيحاول يخبي ده، وأخوها واقف بعيد شوية كأنه مش قادر يصدق الي حصل لاخته
أمها بدموع: يا حبيبتي يبنتي … الحمد لله إنك بخير… كنتِ هتموتي يا آية
أخوها بصلها وقال: مين اللي عمل كده؟ ومين الراجل ده'بيبص لياسين"
بصت لياسين، مش عارفة ترد مش عارفة تقول إيه… هي نفسها مش فاهمة
كان واقف بعيد شوية بس مش قادر يبعد عينيه عنها هو نفسه مش مستوعب مش عارف ليه قلبه متعلق بيها بالشكل ده، ليه إحساسه بيها مش مجرد إحساس عادي، ليه لما شافها بتتألم حس كأنه هو اللي بيموت؟
أبوها اتكلم بحدة: إحنا لازم نعرف الحقيقة، مين دول؟ وليه كانوا عاوزين يقتلوا بنتي؟
حس انهم بيتهموه حاول يهديهم ويطمنهم وقال:
أنا اللي أنقذتها… بس لسه معرفش الحقيقة كاملة لكن اوعدك إني مش هسيب الموضوع ده غير لما أعرف كل حاجة
أبوها كان باصص له حاسس انو شخص كويس لكن مرتحش ليه، لكن في نفس الوقت كان ممتن له لأنه أنقذ بنته
= اكيد ي ابني انا بشكرك انك انقذتها لولا انك شفتها الله اعلم كان حصلها اي
دخلت الممرضه وقالتلهم انهم يخرجوا عشانوالمريضه ترتاح
بعد ما العيلة خرجت، آية فضلت ساكتة للحظات بعدين بصت لياسين وسألته بصوت ضعيف:
=إنت مين؟
السؤال كان عادي بس هو نفسه مش عارف الايجابه
قعد جنبها بهدوء، كان حاسس إنها محتاجة تطمن او تحس بالامان
=أنا… شخص لسه بيدور على الحقيقة
آيةبستغراب: طب وأنا مين؟
سكت لحظة بعدين قال بهمس:
أنتِ… أكتر حد حاسس إني أعرفه بس مش عارف إزاي
حست برجفة غريبة في قلبها، وكأنها فهمت الكلام ده رغم إنه معقد ومش مفهوم بصتله بتركيز، وهمست بصوت كأنها بتحاول تفتكر حاجة:
أنا… شفتك قبل كده
اخد نفس عميق وهمس لنفسه: وأنا شفتك قبل كده… في حياتين مش حياة واحدة ذكريات قديمه وجديده يترى هعيش فين بقلبي
&&&&&&اذكر ﷲ&&&&&&🌺👏
الأيام اللي بعدها كانت غريبة… آية خرجت من المستشفى لكن حياتها ما بقتش زي الأول في حاجة ناقصة في إحساس جوها بيقول لها إن اللي حصل مش صدفة وإن حياتها مرتبطة بياسين بطريقة مش مفهومة
أما ياسين، فكان كل ليلة … الحلم بيزيد وضوح بيشوف تفاصيل أكتر بيشوف حياته القديمة وهي بتمتزج بالحاضر كان بيشوفها هناك… في الماضي… وكان بيشوف النهاية اللي كانت بتحصل… النهاية اللي مش مستعد يسمح ليها تحصل تاني
لكن في حاجة كان متأكد منها… إنه مش هيسمح يخسّرها تاني مش هيسمح لأي حد يأذيها حتى لو كان القدر نفسه
رجعت الشغل بعد ما أخدت فترة راحة، لكن كل حاجة بقت مختلفة مش قادرة تتعامل مع ياسين كمدير وبس، وهو مش قادر يشوفها كموظفة عادية
المكاتب، الاجتماعات، الأوراق، كل ده بقى مجرد حاجات شكلية بتتغطى على اللي بيحسوه بينهم
ياسين كان دائما بيراقبها من بعيد، من غير ما يحاول يقرب منها كان حاسس بمشاعره بتتزايد، لكنه مش عارف يحدد هو بيحبها من حياته الحالية، ولا من حياته اللي فاتت
أما آية، فكانت بتحاول تعيش حياتها بشكل طبيعي لكنها بقت تحس إن كل حاجة بقت غلط حياتها مش ماشية زي الأول، نظرات الناس في الشركة ليها بقت مختلفةوكلام زميلها بدأ يزيد
=البنت اللي المدير أنقذها… أكيد في حاجة بينهم
=شايفين نظراته ليها؟ حتى وهو بيزعق ليها، باين عليه إنه مش مجرد مدير بالنسبه لها
آية سمعت الكلام ده كذا مرة، وحاولت تتجاهله، بس المشكلة إنها حاسة بيه… فعلاً ياسين مش بيبصلها زي أي موظفة، مش بيتكلم معاها بنفس الطريقة ولما بيحاول يعاملها بجفاء، بتحس إن ده تصنع، وإنه بيقاوم حاجة جواه
في يوم، آية كانت خارجة من مكتبها، وفجأة سمعت صوت ياسين بيناديها
=آية تعالى على مكتبي دلوقتي
دخلت وهي حاسة بتوتر، أول مرة يدخلها مكتبه من غير سبب واضح قعدت قدامه وهي مش عارفة تتوقع اللي هيقوله او عاوز اي
ياسين بصوت حاد وهو بيحاول يخفي توتره: إنتِ إيه مشكلتك؟
آية بتتفاجئ: مشكلتي؟!
ياسين: آه مشكلتك... من … من يوم ما رجعتي وانت مبقتيش زي الاول، تركيزك قلّ، وحتى نظراتك بقت غريبة… عاوزة أفهم إنتِ بتفكري في إيه بالظبط؟
كانت هتنفجر هو إزاي بيقول كده وهي نفسها مش عارفة تشتغل بسببه؟
قامت واقفة بعصبية وقالت:
*أنا اللي مش مركزة؟ ولا إنتَ اللي مش عارف تتعامل معايا زي الأول؟
ياسين سكت كان واضح إن كلامها أثر في … حاول يحافظ على بروده وقال:
*إحنا في شركة ومش المفروض أي حاجة تأثر على شغلنا… فهماني؟
آية بصت له بحدة وقالت:
*فهمت… بس فهمني بقى إنتَ ليه مش قادر تتعامل معايا زي زمان؟
ياسين ما عرفش يرد… لأنه فعلاً مش قادر او مش عارف
خرجت بعد لما ما سمعتش منه جواب
بعد المواجهة دي العلاقة بينهم بقت أغرب… كانوا بيتجنبوا الكلام قدر الإمكان، لكن كل مرة عيونهم بتتقابل كانوا بيحسوا بالحلم اللي بيجمعهم بالحياة اللي عاشوها قبل كده
وفي ليلة، ياسين حلم بحلم جديد…
شاف نفسه في حياة قديمة، واقف في ساحة معركة الدم حوالين رجليه وإيده ماسكة سيف عليه دم كان بيتلفت حواليه، وبيبص للأشخاص اللي حواليه ميته وبعدين… شافها
كانت واقفة بعيد، لابسة فستان أبيض طويل وعيونها مليانة خوف وحزن وبتنادي عليه بصوت مختنق:
=ياسين… ما تسيبنيش
وفجأة… سهم اخترق صدرها
قام من النوم وهو بيصرخ باسمها، قلبه بيدق بسرعة لسه حاسس بالألم اللي جواه مسح عرقه وهو بيحاول يهدأ لكن الحلم كان واقعي لدرجة إنه كان حاسس إنه حصل بجد
=أنا كنت هناك… وهي كمان كانت هناك… بس إحنا كنا مين؟!
في يوم بعدما خلصت شغل وخرجت وهي بتدعي زي كل يوم انو ميشوفها حست بحد ماشي ورها
خافت بل ارتعبت لسه منستش الي حصل لسه هتجرى سمعت صون هيا عارفاه كويس
حسام بصوت هادي لكنه مليان ندم: آية ممكن نتكلم شويه؟
اتنفست براحه لما عرفت الصوت،بس هيا مش طايقاه
التفتت ببرود: وهنتكلم عن اي اظن مفيش بيني وبينك حاجه تدعي اننا نتكلم ولا تكون هنتكلم
عن إزاي كنت شايفني مش كافيه ؟ ولا عن إزاي كنت عاوزني أبقى نسخة من حد تاني
حسام بياخد نفس عميق وقرب منها: عن إني كنت غبي… وإني خسرتك عن اني ندمان
آية بصتله لحظة حست إنه بجد متغيربس قلبها لسه وجعها من كلامه، فبتقرر متديهوش فرصة
آية ببرود وحده:
ندمان على إيه بالظبط؟
حسام بصلها وحس إنه اتشل لإن كلامها مظبوط
حسام بصوت مكسور:
أنا ندمان إني معرفتش قيمتك غير بعد ما سبتيني
ياسين كان طالع من الشركة، وقف في مكانه لما شافهم سمع كل كلمة حسام بيعتذر وآية واقفة بتسمع حاجة جواه بتتكسر، بس بدل ما يعترف بده الغضب يسيطر عليه
قرب منهم نبرته باردة جدًا: يبدو إن الموظفين عندي عندهم وقت فاضي كفاية عشان يقفوا يتكلموا في الشارع
آية بصتله بسرعة، وحسام ضيق عينيه وهو شايف رد فعلها
ياسين بيبصلها بحدة كأنه بيحذرها من حاجة هي مش فاهماها حست إن الجو بقى متوتر أكتر من اللازم
اكمل بسخرية باردة: لو خلصتي كلامك، أعتقد عندك شغل اهم
آية حست إن الكلام مقصود كإهانة بس بتقرر متردش تكتفي بنظرة طويلة لياسين قبل ما تسيبهم وتمشي حسام يبص لياسين، بيحاول يفهم سبب نبرته الحادة لكن ياسين ملامحه جامده، كأن مفيش حاجة بتأثر فيه
قال ببرود:
الاستاذ الي ساب الشركه واقعه وهرب اقدر اعرف سبب رجعوك دلوقتي بعدما كل حاجه رجعت احسن من الاول
حسام بصله بتوتر وقال ببرود:
اعتقد شفت سبب رجوعي اي مش محتاج اقولك
سابه واقف بيغلي وركب عر بيته ومشي،ياسين بص عليه وعيونه مشتعله بين غضب واحساس اخر هو مش فاهنه
تاني يوم في الشركه
آية قاعدة على مكتبها، بتحاول تركز في شغلها، بس تفكيرها مشغول باللي حصل، بتسأل نفسها: ليه ياسين بيتصرف كده؟ هو إيه اللي يضايقه لو حسام كان بيعتذر؟
فجأة، صوت ياسين يقطع تفكيرها: آية فين التقرير اللي طلبته؟
رفعت عينيها له، بتحاول تبان طبيعية، بس نبرته فيها حدة مش مفهومة. مدت إيدها بالملف:
اهو قدامك
ياسين اخد الملف من إيدها بسرعة، قلب صفحاته من غير ما يركز، وبعدين قفله بعنف:
المفروض يبقى أدق من كده، شغلك الفترة الأخيرة بقى متلخبط
آية ترفع حواجبها بدهشة:
متلخبط؟ حضرتك بتتكلم بجد؟ التقرير ده معمول بنفس الأسلوب اللي طلبته، ولو في حاجة غلط حددها وأنا أصلحها
ياسين يحدّق فيها لحظة، بعدين يركن الملف على المكتب:
ركزي في شغلك بدل ما تركزي في حاجات تانية
كلامه كان واضح ومقصود، حست بغصة في حلقها قررت متديهوش فرصة يستفزها فردت بهدوء:
أنا فعلًا مركزة في شغلي… مش زي ناس تانية شايفة نفسها من حقها تحاسبني على حياتي الشخصية
ضيق عيونه وكأنه مش متعود منها على الرد المباشر ضغط علي اسنانه، حاول يسيطر على أعصابه هو بيقول بصوت واطي بس فيه تهديد:
آية… ما تحاوليش تلعبي معايا اللعبة دي
استغربت كلامه، بس قررت تسكت اخدت الملف من المكتب:
هعدّله وأبعته لك تاني
مشت من قدامه وهوفضل واقف مكانه نبرتها كانت مستفزه أكتر من أي حاجة تانية
بعد يوم طويل، خرجت من الشركة، كانت حاسه بتعب وضغط نفسي مش طبيعي فجأة سمعت صوت هيا عارفاه:
آية، استني
التفتت تشوفه مين وفعلا كان حسام واضح انو في اصرار في كلامه
حسام: ممكن نتمشى شوية؟ بس من غير خناق المرة دي حابب اتكلم بهدوء معاكِ شويه
اتنهدت وهزت رأسها بالموافقه ومشت جنبه وهو اخد نفس عميق قبل ما يتكلم:
كنتي وحشاني بس أكتر حاجة بتوجعني إنك بقيتي شايفة إن مفيش بينا أي حاجة تتقال
آية تبص قدامها، بعدين تقول بصوت هادي:
لأن فعلًا مفيش حاجة تتقال احنا اصلا مكنش بنا حاجه عشان تقول كده
حسام يهز راسه ببطء:
بس أنا مش قادر أقتنع بده انا كان جوايا حاجه تجاهك واكتشفت ده فليه ممنساش الي حصل ونرجع تاني
مقدرتش ترد وهو كمل:
لو رجع بيّا الزمن عمري ما كنت هطلب منك تتغيري، كنت هحافظ على اللي كنتي عليه… بس المشكلة إن الزمن ما بيرجعش
بصتله و لأول مرة تشوف في عينه حقيقه وندم، كان واضح انو فهم غلتطه كويس قبل ما تقدر ترد سمعت صوت حاد بيقول بغضب:
واضح إن في ناس مش بتت....
الفصل العاشر
اذا اشتعلت شرارة الغيرة فما يوقفها سواك"
قبل ما تقدر ترد سمعت صوت حاد بيقول بغضب:
واضح إن في ناس مش بتتعلم من أخطائها
كان واقف عند العربية بيبص لهم ببرود وعيونه فيها نار
حسام اتنهد بعصبيه ووقف مكانه وآية حست إن الجو بقى متوتر وقبل ما حسام يتكلم
لاقي عربيه ياسين قدامهم وبيقول بحدة:
اركبي
بصتله باندهاش: إيه؟
ياسين بصوت حاد: مش هكرر كلامي
حسام اتعصب وقال:
لو هيا مش عاوزه محدش له حق يجبرها
ياسين يبتسم بسخرية:
وأنت مالك؟
حسام يرد ببرود: ماليش… بس مبحبش حد يتكلم مع آية بالطريقه دي
حست إنها حرفيًا واقفة وسط حرب بين الاثنين بس قبل ما تقرر تعمل إيه ياسين قفل باب العربية بعنف بصلهم نظرة أخيرة وبعدها ركب عربيته ومشى بسرعه
حسام اتنفس حك راسه بغيظ: الراجل ده مش طبيعي
حست انها تعبت وقالت: وأنا مش عاوزة مشاكل يا حسام… بلاش نرجع نتكلم عن الماضي لأنه انتهى ي ريت تفهم ده عن اذنك
تاني يوم صحيت بدرى غير العاده كانت عاوزه توصل بدرى عشان عارفه انو الي حصل مش هيعدي بسهوله كانت قاعده على مكتبها بتحاول تخلص شغلها عشان متحتكش بيه بس كيف تكون امامه ويتركها بدون ان يستفزها سمعت صوت الحاد:
آية عندي اجتماع دلوقتي وعاوزك تحضريه
رفعت عينيها بدهشة: أنا؟
ياسين يعقد إيديه:
أنتِ شايفه حد غيرك؟
هزت دمغها بدون نقاش دخلت الاجتماع وهي مش عارفة إيه مستنيها
داخل القاعة الجو متوتر ياسين يبدأ الاجتماع ببرود، بيرمي أوامر وتعليمات بحدة، كأنه بيعاقب كل اللي موجودين وآية مش فاهمة ليه كل ما تتكلم، يقطعها بجفاء أو يتجاهل كلامها
واحد من الزملاء يهمس لنفسه:
واضح إن المدير مش طايقها…
آية سمعت الجملة وعضّت على شفايفها بس قررت متبينش حاجة بس ياسين، اللي كان واضح إنه سمعه ساب اللي في إيده وبص للموظف ده بنظرة باردة جدًا:
لو كنت فاضي تراقب مديرك بدل ما تشتغل يبقى راجع نفسك، لأن ممكن تبقى فاضي بجد قريب
كل الي قاعدين سكتوا والموظف بلع ريقه بخوف أما آية فحست إن ياسين مش بس بقى حاد، ده بقى خطر كمان
$$$$$$&&&&&&&&&$$$$$$$$$
في نفس الليلة ياسين كان نايم وهو مرهق بيتقلب علي السرير بعنف
المشهد قدامه …
البنت بتجري وهي بتنادي:
ساعدني!
هو مربوط في مكانه، مش قادر يتحرك، بيصرخ: لاااااااا
لكن المرة دي شاف … وش حد من اللي بيطاردها… نفس الشخص اللي شافه في الحقيقة وهو بيخطف آية
فتح عيونه بسرعة عرقه بارد، وقلبه بيدق بعنف بيقوم بسرعة بيمسك راسه… إيه معنى ده؟
كل مره حلم غريب وكل مره بتموت في،،،،
في اليوم التالي
كانت قاعده في مكتبها مرهقه بين الشغل والملفات وتحكمات ياسين وجفاه معاها بدون سبب،بقيت بتخاف منه اكتر وفي نفس الوقت حاسه انها تعرفه
اتنهدت ورمت الاقلم من ايدها مش عارف تركز وياسين وتصرفاته اخدين كل تركزها وحساام...
حسااام الي دايما بيطردها بدون سبب
قطع صوت تفكرها حساام وهو بيقف قدمها بابتسامه:
آية، ممكن دقيقة؟
رفعت عينها ليه باستغراب بصت حوليها لقت ياسين قاعد علي مكتبه بس مركز معاها من قزاز المكتب بتاعه وببيبص ليهم بحدة كان في حاجة غريبة شافها في نظرات حسام حاجة ما عجبتوش، وبدون وعي قام قرب منهم و قال ببرود:
— الموظفين مش بيخرجوا من شغلهم لمجرد إن حد عاوز يكلمهم.
حسام لف بضيق:
— أنا مش حد. وأنا ما كلمتكش انت
آية حست بالتوتر يزيد بصت لياسين كأنها خايفة من رد فعله وبعدين بصت لحسام:
— في حاجه يا حسام؟
— محتاج أتكلم معاكي لوحدنا… لو ينفع
ياسين اتحرك من مكانه قرب منهم بخطوات بطيئة عيونه سكنت على آية قبل ما يبص لحسام:
— لو عندك كلام قوله هنا
حسام اتنرفز لكنه مسك نفسه خد نفس عميق وقال:
— آية أنا آسف… آسف على كل حاجة على إني كنت عاوز أغيرك على إني… كنت أناني
آية اتجمدت مكانها، مش مستوعبة، وعيونها راحت لياسين تلقائيًا كأنها مستنية رد فعله لكن هو كان ثابت نبرته باردة، لكن في حاجه غريبة في عيونه:
— ولا كأنك بتقول حاجة جديدة… كل الرجالة بترجع لما تفقد الحاجة اللي كانت بين إيديها
حسام اخد نفسه بغضب:
— وانت مالك دي حياتنا احنا مش من حقك تتدخل فيها مش عارف بتتدخل بينا كل ما احاول اكلمها
ياسين اتحرك خطوة قدامه ونظراته كلها سخرية:
— حياتكم؟ انت كنت في حياتها وأنا اللي أنقذتها لما انت ماكنتش هنا
حسام شد كفه بعصبية كان عايز يضربه لكن آية كانت واقفت بينهم وقبل ما أي حد يقول حاجة قالت بصوت متوتر:
— كفاية مش عايزة مشاكل في شغلي أنا مش قادرة انسى الي انت قولته غير كده مكنش في حاجه بينا عشان كل شويه القاك قدامي واستاذ ياسين… كفاية استفزاز لحد كده
سكتوا هما الاتنين … ياسين كان حاسس بحاجة غريبة جوه قلبه غيرة؟ غضب؟ مش عارف لكنه متأكد من حاجة واحدة… حسام لازم يبعد عن آية
بعد ما خرج حسام ياسين استدعى آية علي مكتبه وآية كانت عارفة إنه مش هيسيب الموضوع يعدي كان واقف عند الشباك، ضهره ليها، بس هي كانت حاسة بغضبه حتى لو ساكت
— استاذ ياسين…
قالت بصوت هادي لكن هو رد بحدة:
— انتي لسه مهتمة بيه؟
لفت عليه بصدمة:
— إيه؟ لا طبعًا أنا…
— طب ليه ساكتة؟ ليه مستحملة كل ده؟ ليه بتسمحي له إنه يرجع يتكلم معاكي بعد اللي عمله؟
آية قفلت عيونها لحظة، بتحاول تهدي نفسها:
— لأنه ندمان… وأنا مش حابه اعمل مشاكل حاولت افهمه لكن هو مصر
— وأنا مش فارق معايا هو ندم ولا لا! الراجل اللي يسيب ست وهو عارف إنها بتحبه، ويرجع لما يحس إنه خسرها، ده مش راجل
سكتت، حسّت بغضبه مش بس تجاه حسام، لكن كأنه غضبان عليها هي كمان، وكأنها غلطت لمجرد إنها سمعت لحسام قربت منه خطوة :
— وانت مالك؟ ليه واخد الموضوع كأنه يخصك؟ وبعدين اي بتحبه دي احترم نفسك
بص لها أخيرًا ونظراته كانت مرعبة… مش بس غضب كان في حاجة تانية، حاجة أعمق، مشاعر معقدة مش قادر يعبر عنها فجأة، قرب أكتر، كأن المسافة بينهم اختفت صوته كان هادي بس مليان قلق:
— أنا مش عارف ليه فارق معايا… مش عارف ليه لما بشوفك معاه بحس إني عايز أضربه… مش عارف ليه لما شوفتك وانت بتتخطفى كنت مستعد أقتل علشانك
جرب نار🔥الغيره😂😂🤭
آية حست بقلبها بيخبط في صدرها، العيون اللي قدامها كانت مليانة حاجة مختلفة ياسين مش مجرد مدير دلوقتي، مش مجرد شخص حاد في الشغل… ياسين كان حاجة تانية، حاجة أقرب، حاجة… مخيفة
حاولت ترد، لكن صوتها كان ضعيف:
— استاذ ياسين انت …
— كل ليلة بحلم بيكي… كل ليلة بشوفك بتموتي قدامي… وكل ليلة مش بقدر أنقذك
اتجمدت مكانها الدم في عروقها تجمد… بيحلم بيها؟!
إزاي بيحلم بيها؟ ليه كل مرة بتموت في الحلم وهو مش قادر ينقذها؟ ليه هو اللي شاف خطفها ؟ قلبها كان بيدق بسرعة مش قادرة تفهم ولا حتى تلاقي كلام ترد بيه
— "بحلم بيكي كل ليلة… كل ليلة بشوفك بتموتي قدامي… وكل ليلة مش بقدر أنقذك"
كلماته كانت بتلف في عقلها زي الصدى عنيها اتحركت بين ملامحه المشدودة، الغضب، الحيرة، والمشاعر اللي مش قادرة تفسرها. صوتها كان ضعيف لما قالت:
— إنت بتقول إيه؟ إزاي بتحلم بيا؟!
ياسين خد نفس عميق، كأنه بيحاول يجمع شتات أفكاره،لكنه رد بصوت هادي كأنه سر:
— مش عارف… بس من أول ما شوفتك… كل حاجة بدأت تتكرر… الحلم، الألم، الخوف…
قرب منها خطوةوهي ما اتحركتش، لكنه قدر يلاحظ توترها عيونها اللي بتدور على إجابات مش لاقياها
— أنا مش بحلم بأي حد… بس إنتي…
حاولت ترد، لكن صوتها كان بيرتعش:
— ياسين إنت بتخوفني
غمض عيونه لحظة، كأنه بيحاول يستجمع أعصابه، لكنه لما فتحهم تاني، كان قراره واضح:
— لازم نفهم… لازم نعرف الحقيقة
آية هزت راسها ببطء، عقلها مش مستوعب، ليه كل حاجة بقت غريبة بالشكل ده؟ ليه حياتها الطبيعية اتحولت لسلسلة من الأحداث المربكة؟ ليه الشخص الوحيد اللي كان بتشوفه مجرد مدير حاد في الشغل، بقى فجأة أقرب حد ليها… وبقى عنده إجابات مش لاقياها؟
قبل ما ترد، الباب خبط بعنف وصوت السكرتيرة جه متوتر:
— أستاذ ياسين، في حد عايز يقابلك ضروري… بيقول إن الموضوع له علاقة بآية!
ياسين وآية بصوا لبعض بصدمة… والرهبة بدأت تتسلل لقلوبهم
ياسين اندفع ناحية الباب وفتحه بسرعة، عنيه وقعت على الراجل اللي واقف برا...
كان شخص غريب عنها، لكن ملامحه فيها شيء مألوف لياسين… شيء مش مفهوم بس محفور جواه، زي الحلم اللي بيطارده الراجل كان شكله مرهق عنيه بتلف بسرعة كأنه متأكد إن في خطر حواليه
— إنت ياسين السيوفي؟
ياسين عقد حواجبه، حس إنه مش مرتاح، لكنه رد بثقة:
— أيوه… مين حضرتك وإزاي ليك علاقة بآية؟
آية وقفت جنب ياسين وهي حاسة بعدم ارتياح، قلبها بيدق بسرعه ولسبب مجهول، إحساس رهيب بالخوف بدأ يزيد جوها الراجل اخد نفس عميق وقال بصوت متوتر:
— مفيش وقت للكلام، البنت في خطر… لازم تتحركوا فورًا
آية شهقت:
— إيه؟! خطر إيه؟! انت مين أصلاً؟
الراجل قرب منهم وهمس بصوت بالكاد مسموع:
— أنا كنت شغال مع الناس اللي كانوا عاوزين يقتلوها… بس أنا مش زيهم… مش عاوز دم على إيدي أكتر من كده كفايه كده
ياسين حس بجسمه بيشتد… ملامحه اتحجرت تمامًا، وسأل بحدة:
— مين الناس دي؟ وليه كانوا عايزين يقتلوها
الراجل بص حواليه بحذر قبل ما يقول:
— إنتوا فاكرين إن دي أول مرة يحصل فيها كده؟! إنتوا مش فاهمين حاجة… الموضوع أكبر مما تتخيلوا
آية ابتلعت ريقها بصعوبة، صوتها كان ضعيف وهي بتقول:
— يعني إيه؟ قصدك إيه؟
الراجل قرب أكتر وهمس:
— الحكاية بدأت قبل زمن طويل… وانتهت بالدم… إنتوا اللي لازم تكملوا القصة… وإلا نفس النهاية هتتكرر
ياسين حس بقلبه بيضرب بعنف… نفس الكلمات… نفس الأحاسيس… نفس النهايات اللي بيشوفها في أحلامه!
أمسك بذراع الرجل بقوة وسأله بصوت مليان تهديد:
— إنت عارفح إيه بالضبط؟!!
الراجل رفع عيونه لياسين، وفيها خوف… لكن كمان كان فيها يقين… وقال بهدوء:
— إنت شوفت بنفسك… بس مش قادر تفتكر… والوقت بيخلص
آية شهقت بخوف وياسين حس بجسده بيقشعر…
إيه الحقيقة اللي لسه ما اكتشفوهاش؟
وإزاي هينقذوها قبل ما الوقت ينتهي… للمرة التانية؟
