رواية ثمن الصمت الفصل الرابع4الاخير بقلم حنين عقيدات

رواية ثمن الصمت الفصل الرابع4الاخير بقلم حنين عقيدات

مرّت الأيام وكأنها حملت معها تسلسلًا من الأحداث التي لا تنتهي، لكنها كانت تترك في أعماق سلمى ويمنى شعورًا جديدًا بالقوة، شجاعة لم تكن موجودة من قبل. الحياة كانت تعلمهما أن المعركة الحقيقية لا تكمن في المواقف الكبرى، بل في كل خطوة صغيرة نأخذها نحو الأمام. 

في أحد الأيام، بينما كانت سلمى جالسة في مكتبها تتأمل آخر تصاميمها، دخلت يمنى الغرفة بعد يوم طويل من العمل في مشروعها الشخصي. كانت عيونها تحمل شيئًا مختلفًا، نوعًا من الراحة التي لم تكن هناك من قبل. 

يمنى:
"سلمى، في شيء لازم أخبرك عنه... حصل تغييرات كبيرة في العمل. وبنفس الوقت، قررت حاجة كبيرة." 

سلمى رفعت حاجبها، ثم وضعت القلم على الطاولة، وابتسمت بهدوء، متسائلة:
"إيه اللي حصل؟" 

يمنى نظرت إليها بعيون مليئة بالثقة، ثم قالت:
"قررت أنني مش هخاف أبدًا من المستقبل. اليوم قدمت استقالتي. بدأنا في مشروع جديد، بس المرة دي مع نفسي. مش هخاف أبدأ من جديد." 

سلمى شعرت بارتياح عميق في قلبها، ثم ردت بنبرة مليئة بالفخر:
"ده قرار جريء، بس أنا عارفة إنك جاهزة ليه. كلنا بنحاول نكتب قصة جديدة، صح؟" 

يمنى ابتسمت بهدوء، ثم قالت:
"آه، دي لحظة جديدة في حياتي. ولسه هبدأ الكتابة، لكن المرة دي هكون أنا المؤلفة، مش مشهد جانبي." 

سلمى قالت بثقة:
"وأنا كمان، أنا كمان هبني حياتي بالطريقة اللي تناسبني. بقت عندي الفرصة أني أكون نفسي، وما فيش شيء هيوقفني عن ده." 

ثم جاء اليوم الذي قررت فيه سلمى أن تقدم مشروعها الكبير للعالم، الذي كان عبارة عن تصميم فريد لعدة منازل، تجسد فيها ليس فقط ذوقها، بل جزءًا من شخصيتها وأحلامها. كان المشروع يشمل أكثر من مجرد تصميم؛ كان يمثل رحلة طويلة من التحديات والاختيارات. 

وفي نفس الوقت، كانت يمنى في مشروعها الشخصي تفتح صفحة جديدة من حياتها، حيث قررت أن تبدأ مسارًا مستقلًا في العمل الاجتماعي، وأن تكون جزءًا من تغيير حقيقي في المجتمع، الذي كانت دائمًا تشعر بأنه بحاجة إلى صوت أقوى وأكثر تفهمًا. 

وعندما جاء اليوم الذي عرضت فيه سلمى ويمنى مشاريعهن للعائلة، كانت الجلسة هادئة بشكل غير اعتيادي. كانت أمهما تجلس بينهن، تراقب بحذر كيف سيؤثر قرارهما في المستقبل. 

أم يمنى:
"أنا فخورة جدًا بيكم، لكن في نفس الوقت، خايفة عليكم. الطريق مش سهل، وكل خطوة في حياتكم ستكون محطمة. كيف هتتعاملوا مع العقبات اللي جايّة؟" 

سلمى ابتسمت برقة، وأجابت:
"احنا مش لوحدنا، أمي. كل يوم هنتعلم حاجة جديدة. وخليكي واثقة، إحنا هنتعامل مع العقبات زي ما عملنا قبل كده." 

يمنى أضافت، بنبرة حاسمة:
"مش هنتراجع عن الطريق اللي اخترناه. الحياة مش دايمًا عادلة، لكن إحنا مش هنخاف من مواجهتها." 

والدتهما ابتسمت، ثم قالت بهدوء:
"أنتم كبرتوا. وأنا متأكدة من إنكم هتقدروا تكونوا اللي عايزينه. المهم إنكم هتظلوا دائمًا مع بعض، زي ما بدأتم مع بعض." 

وفي تلك اللحظة، شعر الجميع بأن الأيام القادمة ستكون مليئة بالتحديات، ولكن أيضًا بالأمل. كانت سلمى ويمنى قد صنعوا لأنفسهم عالمًا خاصًا بهم، عالمًا من الشجاعة، والقرار، والإصرار على التغيير. الحياة لم تعد كما كانت، لكنها كانت أفضل بكثير مما كانوا يتخيلون. 

ثم، مع غروب الشمس، وقفت سلمى ويمنى على شرفة المنزل، يراقبان الأفق البعيد. كل واحدة منهما تحمل في قلبها قصة جديدة، لكنهما متأكدتان من شيء واحد: لم يعد هناك مكان للخوف في حياتهما بعد اليوم. 

كان الصباح قد حل ببطء، ينساب ضوء الشمس من بين النوافذ، ليضيء غرفة المعيشة حيث كانت سلمى ويمنى تجلسان، مع كوبين من القهوة بين يديهما. كان بينهما صمت هادئ، ولكن في أعماق كل واحدة منهما، كانت هناك محادثة تُحاك في الذاكرة. 

سلمى:
"أحيانًا، بحس إن الدنيا كلها بتتغير قدام عيني. زي لو كنا سابنا حاجات ورا ظهرنا، وكل خطوة جديدة كأنها جزء من قصة جديدة." 

يمنى ابتسمت، ثم تنهدت ببطء:
"وأنا كمان، كنت كل مرة خايفة من كل حاجة جديدة. كنت بخاف إنني مش هقدر أتعامل مع التغيرات دي، بس مع الوقت... حست إننا لازم نكون جريئين. مش هقدر أعيش في المكان اللي أنا فيه طول الوقت." 

سلمى رفعت كوب القهوة إلى فمها، ثم قالت بهدوء:
"أعتقد إننا مش لوحدنا في دي الرحلة. كل واحد فينا عنده قلقه الخاص، لكن لازم نواجهه. وإحنا مع بعض، ما فيش حاجة مستحيلة." 

يمنى نظرت إلى أختها بعينيها المتفائلة، ثم قالت:
"مش هخاف تاني، سلمى. يمكن حصلت حاجات صعبة في حياتنا، بس أنا قررت إني هكون مختلفة. الحياة مش هتوقف على اللي حصل، لكن على اللي حنسويه دلوقتي." 

سلمى ابتسمت، ثم وضعت كوبها على الطاولة، وقالت بحزم:
"أنتِ عندك الحق. مش هنتراجع. الحياة مش هتنتظرنا، ولا هيكون في مكان للتردد بعد كده." 

وفي تلك اللحظة، دخلت والدتهما إلى الغرفة، بدت على وجهها ملامح القلق، ولكنها توقفت عندما رأت الإصرار في عيون بناتها. 

أم يمنى:
"بصي، مش عايزة أكون ثقيلة عليكم، بس أنا قلقة. الحياة مش دايمًا هتكون سهلة، ودي مش بداية سهلة. ممكن تواجهوا كتير من التحديات. عندكم استعداد تقفوا قدام الصعاب؟" 

سلمى:
"أمي، الحياة أصلاً مش سهلة. لو ما واجهناش التحديات دلوقتي، هنفضل نقف في نفس المكان للأبد. إحنا جاهزين عشان نبني مستقبلنا، ولو طلع في صعوبات، هنتجاوزها مع بعض." 

يمنى أضافت، وكأنها تثبت ما قالته:
"الصعوبات مش هيكون لها مكان في حياتنا بعد كده. إحنا عارفين إن التغيير هيكون صعب، بس لازم نكون أقوى من كل حاجة." 

أم يمنى نظرت إليهما بتمعن، ثم قالت بصوت هادئ، ممزوج بالحكمة:
"أنا عارفة إنكم بتعملوا كل ده عشان مستقبلكم، بس تذكروا دايمًا إنكم مش لوحدكم. مش لازم تواجهوا كل حاجة بمفردكم." 

سلمى نظرت إلى أختها وأجابتها بابتسامة:
"وإحنا مش لوحدنا، ماما. كلنا مع بعض. وأنتِ دايمًا هنا علشان تساعدينا، وكلامك دايما بيدينا القوة." 

ثم، لم تستطع يمنى أن تمنع نفسها من التحدث عن الحلم الذي كان يراودها طيلة الأيام الماضية. 

يمنى:
"في شيء كنت بفكر فيه، يمكن أنا لسه مش متأكدة منه تمامًا، لكن حسيت إنو لازم أشاركه معاك. يمكن يكون عندي مشروع خاص، مش متعلق بالعمل فقط، لكن يكون له دور في تغيير شيء في الحياة." 

سلمى رفعت حاجبها بتفاجؤ، ثم قالت بحذر:
"إيه المشروع ده؟" 

يمنى ابتسمت، وقالت بتردد في البداية، لكنها سرعان ما تمتمت بفخر:
"مشروع اجتماعي. يكون فيه نوع من الدعم للأشخاص اللي بيشعروا إنهم ضايعين في زحام الحياة. عاوزة أبدأ مؤسسة صغيرة، تقدر تقدم مساعدة حقيقية، مش بس مواد أو مال، لكن كمان توجيه معنوي ودعم نفسي." 

سلمى شعرت بالإعجاب، وتحدثت بحماس:
"ده مشروع عظيم! أعتقد إنك هتقدري تفعليه، بس لازم يكون عندك شجاعة وتخطيط جيد." 

يمنى:
"بالضبط. مش هخاف أبدأ من جديد، ودي خطوة جديدة في حياتي. وأنا عارفة إني هقدر أحققها." 

وفي تلك اللحظة، دخلت سلمى إلى الغرفة بينما كانت أختها تستعد للعمل على مشروعها الجديد، وسألتها عن آخر التطورات في عملها. 

سلمى قالت بحزم:
"أنا قررت أبدأ من جديد كمان. مش هنتوقف هنا. هبدأ مشروع تصميم جديد، وأطمح أني أقدّم شيئًا مختلف، مش مجرد ديكورات، لكن تجارب حقيقية." 

يمنى وضعت يدها على قلبها وقالت بحب:
"وأنا معاك في كل خطوة، سلمى. هنواجه الحياة دي مع بعض. مش هنعتمد على أي حاجة تانية." 

سلمى أضافت بحماس:
"ده وعد. هنصنع تغييرات حقيقية في الحياة دي." 

وفي تلك اللحظة، شعرت كل واحدة منهن بأن المستقبل ليس مجرد حلم بعيد، بل صار ممكنًا بين يديهما. 

مع مرور الأيام، ومع كل خطوة جديدة كانت سلمى ويمنى يخطونها، كانت حياتهما تتحول بشكل تدريجي. مشاريعهن الشخصية بدأت تنضج، والأمل أصبح جزءًا لا يتجزأ من طموحهن. لكن في ذات الوقت، كان هناك شيء غامض غير مرئي يقترب منهما. 

ذات مساء، وبينما كانت سلمى تعمل على تصاميمها في مكتبها، تلقت رسالة قصيرة على هاتفها من رقم مجهول. كانت الرسالة قصيرة، لكنها حملت في كلماتها شيئًا غريبًا. 

الرسالة:
"لو كنتِ تعتقدين أنكم بعيدون عن الماضي، فأنتِ مخطئة." 

رفعت سلمى حاجبها بدهشة، ولم تملك سوى أن تترك الهاتف بيدها، محاولة أن تركز في عملها مرة أخرى. لكن الرسالة لم تفارق ذهنها. كان هناك شعور غريب في قلبها، شيء لا يمكن تفسيره. 

بينما كانت تتحدث مع يمنى في المساء، قررت أن تخبرها عن الرسالة. 

سلمى:
"يا يمنى، حصل حاجة غريبة النهاردة. وصلتني رسالة غريبة على موبايلي من رقم مش معروف، والرسالة كانت مكتوب فيها كلمات غريبة، زي إننا مش بعيدين عن الماضي." 

يمنى وقفت فجأة، ونظرت إلى أختها بعيون حادة:
"ماذا؟ وأنتِ متأكدة إنها رسالة مش عادية؟" 

سلمى هزت رأسها، وقالت بتردد:
"آه، وكأنها كانت تحذرني. كنت حاسة بشيء غريب وأنا بقرأها." 

يمنى:
"هل في حاجة ممكن تربطنا بالماضي؟ في ناس أو أحداث اختفت من حياتنا فجأة؟" 

سلمى تجمدت في مكانها، وفجأة، تذكرت شيئًا قد نسيته منذ فترة طويلة.
"الرجال اللي كانوا يلاحقونا قبل سنتين... كانوا يراقبونا بشكل غريب، لكننا تخلصنا منهم." 

يمنى:
"ما فيش حاجة تخلصنا من الماضي بالكامل. لو فيه شيء مش محسوب، لازم نعرفه." 

كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، لكن لم يكن لديهما وقت طويل للتفكير، فقد جاء اليوم الذي سيتكشف فيه كل شيء. 

في اليوم التالي، وصل إلى سلمى و يمنى مكالمة هاتفية من شخص لم يتوقعاه أبدًا: "مروان"، أحد الأشخاص الذين كانت قد نسيتهم منذ سنوات. كان مروان واحدًا من الأشخاص الذين كانوا يتعاملون مع سلمى و يمنى في أعمالهما السابقة، وكان يبدو في البداية شخصًا عاديًا، لكن اختفى فجأة بعد سلسلة من الأحداث الغامضة. ولم يعرفا بعد إذا كان هو جزء من مؤامرة أكبر. 

مروان في المكالمة قال بنبرة غير متوقعة:
"إذا كنتِ تعتقدين أنكم في أمان، فأنتم مخطئون. الذي تبدأونه الآن سيكون بداية النهاية. أفكاركم التي تبدو جديدة قد تكون قديمة جدًا." 

سلمى شعرت بتسارع قلبها:
"ماذا تقصد؟ من أنت؟ وماذا تريد؟" 

مروان ضحك في الهاتف، وقال:
"هل نسيتِ ما حدث في الماضي؟ هل ظننتِ أنكم لن تدفعوا الثمن؟ إذا كانت مشاريكم تبدو عظيمة الآن، فقد حان وقت التسوية." 

يمنى أمسكته بهاتفها، وقالت بغضب:
"هل أنت تهددنا؟ من أنت حتى تخبرنا بهذه الأشياء؟" 

مروان:
"أنا مجرد جزء صغير من شيء أكبر. لكن إذا أردتِ أن تعرفي الحقيقة... سيكون الأمر متأخرًا جدًا عندما تكتشفينها." 

بعد هذه المكالمة، شعرت سلمى ويمنى بقلق كبير. كان هناك شيء غير واضح، شيء يدور في الظل، وكان يؤثر على حياتهما. لم تكن الرسالة وحدها، ولكن تلك المكالمة جعلت كل شيء يبدو أكثر تعقيدًا. 

لكن المفاجأة الأكبر كانت بعد بضعة أيام، حين تلقيا خبرًا مفاجئًا. مروان تم العثور عليه ميتًا في مكان مهجور، لا أحد يعلم من قتله، ولا كيف حدث ذلك. لكن هناك شيء لم يكن ليخطر في بالهما، وهو أن مروان كان في آخر لحظة قد ترك لهما رسالة مكتوبة قبل وفاته. 

عندما تم تحليل الرسالة، اكتشفت سلمى ويمنى حقيقة صادمة:
الرسالة كانت تشير إلى أن كل خطوة قاما بها منذ البداية كانت جزءًا من خطة أكبر، وأنهما كانتا تحت المراقبة طوال الوقت. 

الرسالة:
"كنتم جزءًا من عملية أكبر مما تعتقدون، وقد حان الوقت للكشف عن الحقيقة... لكن سيكون متأخرًا جدًا." 

ومع نهاية القصة، تركت سلمى ويمنى في حالة من الذهول، بين بداية جديدة في حياتهما، وماضي غامض يهدد كل شيء. 
 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
         💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 💚
هنا في كرنفال الروايات ستجد كل ما هوا جديد
 حصري ورومانسى وشيق فقط ابحث من جوجل باسم الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو قناتنا👈علي التليجرام من هنا يصلك اشعار
 بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك
 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
                      تمت بحمد الله 
                    



تعليقات



<>