رواية بين الحرب والحب الفصل الثامن8بقلم شيماء طارق


رواية بين الحرب والحب بقلم شيماء طارق




"حين يصبح الخطر أقرب مما تظن!"

---

منزل جميلة – بداية جديدة أم هدوء قبل العاصفة؟

استيقظت جميلة في الصباح الباكر على صوت هاتفها يرن بإلحاح. زفرت بضيق قبل أن تلتقطه وتجيب بصوت مبحوح:

جميلة: "ألو؟"

صوت أنثوي مألوف: "يا بنتي، إنتي نايمة ولا إيه؟ افتحي الباب، أنا تحت!"

نهضت جميلة من سريرها بسرعة، وكأن صديقتها أعادتها للواقع، توجهت إلى الباب وفتحته، لتجد أسيل واقفة بابتسامة خفيفة.

أسيل وهي تدخل: "إيه ده؟ شكلك لسه قايمة من النوم!"

جميلة بتنهد: "كان يوم طويل، ومكنتش ناوية أقوم بدري النهاردة!"

ألقت أسيل حقيبتها على الأريكة قبل أن تلتفت إليها بجدية:

أسيل: "بس ما شاء الله… البيت هادي، فين ست الحسن مرات أبوكي؟"

ابتسمت جميلة بسخرية وهي تتوجه نحو المطبخ لتحضر القهوة:

جميلة: "مسافرة هي وبناتها عند خالتها في البلد… وده أول أسبوع هدوء في حياتي!"

أسيل بمزاح: "يعني أخيرًا البيت بقى ملكك!"

جميلة بابتسامة خفيفة: "مؤقتًا بس… بس الصراحة، الهدوء ده مقلقني أكتر!"

لم تكن تعلم أن حدسها كان محقًا، وأن العاصفة قادمة لا محالة…

---

في مكتب آسر – لا مجال للانتظار

كان آسر يجلس في مكتبه، يقلب الملفات أمامه بشرود، لكنه كان منتبهًا لكل كلمة قالها مالك، الذي كان يقف أمامه بملف يزن العشماوي.

مالك وهو يشير إلى الملف: "يزن مش راجع علشان جميلة بس… أنا متأكد إنه عنده خطة تانية!"

آسر وهو ينظر إلى الملف بتركيز: "وإحنا لازم نعرفها قبل ما يتحرك خطوة واحدة!"

تردد مالك للحظة قبل أن يقول جملة أثارت اهتمام آسر:

مالك: "أنا قدرت أوصل لمعلومة ممكن تساعدنا… بس محتاج موافقتك علشان نتحرك!"

نظر له آسر بحدة وقال بحزم:

آسر: "اتكلم!"

مالك وهو يسحب صورة من الملف: "في شخص اسمه فؤاد الرفاعي… كان واحد من رجالة يزن قبل ما يختفي، وممكن يكون عنده معلومات عن اللي بيخطط له دلوقتي!"

آسر وهو ينهض من مكتبه: "حددت مكانه؟"

مالك وهو يومئ برأسه: "في قهوة صغيرة في وسط البلد… بس لازم نتحرك بسرعة، لأنه ممكن يختفي في أي وقت!"

لم يتردد آسر للحظة، أمسك بمعطفه وقال بحزم:

آسر: "إحنا رايحين دلوقتي!"

---

في الظلام – خطوة جديدة من يزن

في مكان آخر، كان يزن يجلس في مكتبه الفخم، وأمامه شخص غامض يرتدي معطفًا أسود.

يزن بابتسامة هادئة: " كل شيء جاهز؟"

الشخص المجهول: "ايوه، و ميعرفوش حاجه لحد دلوقتي!"

يزن وهو يشعل سيجارته: "حلو… أنا مش بستعجل… بس لما أتحرك، عايز الضربة تكون قاتلة!"

ثم أضاف بصوت منخفض لكنه مليء بالتهديد:

يزن: "جميلة مش هتهرب مني… ولا آسر نصار هيوقفني!"

---

"عندما يبدأ الماضي في كشف أسراره، يصبح الحاضر أكثر خطورة!"

---

في القهوة القديمة – أسرار جديدة

وسط زحام القاهرة، وبين الأزقة الضيقة، وقف آسر ومالك أمام قهوة قديمة، تفوح منها رائحة المعسل، وأصوات الدومينو تختلط مع ضحكات الرجال الجالسين في الزوايا المظلمة.

دخل آسر بخطوات ثابتة، وعيناه تتفحصان المكان بحذر، بينما تبعه مالك وهو يحاول أن يبدو مرتاحًا، رغم أنه كان يعلم أن هذه الأماكن دائمًا ما تحمل مفاجآت غير متوقعة.

تقدم آسر نحو النادل وسأله بنبرة هادئة لكن حادة:
"فؤاد الرفاعي هنا؟"

رفع النادل حاجبه ونظر حوله سريعًا، ثم أشار برأسه نحو زاوية معتمة في آخر القهوة، حيث جلس رجل ضخم الجثة، ذو لحية خفيفة، يعبث بفنجان قهوته بصمت.

تقدم آسر ومالك نحوه، فرفع الرجل رأسه ببطء ونظر إليهما بريبة.

آسر بنبرة حادة: "إحنا عايزين نتكلم معاك!"

ضحك فؤاد بسخرية وقال:

فؤاد: "مفيش كلام ببلاش، كل حاجة لها تمن!"

أخرج مالك ظرفًا صغيرًا وألقاه أمامه، ففتح فؤاد الظرف، ثم ابتسم وقال:

فؤاد: "طيب، دلوقتي اسألوا اللي إنتوا عايزينه!"

آسر وهو يضع يديه على الطاولة: "يزن العشماوي… عايز يعرف إيه؟"

تغيرت ملامح فؤاد، ثم انحنى للأمام وقال بصوت منخفض:

فؤاد: "مش بس جميلة… هو عايز ينتقم منك،  يا آسر نصار!"

تجمد آسر للحظة، ثم تبادل نظرات مع مالك، الذي فهم أن الأمور أصبحت أخطر مما توقعوا!

---

في منزل جميلة – الخطر يقترب

بعدما غادرت أسيل، جلست جميلة على الأريكة تتأمل الهدوء من حولها، لكن فجأة، رن هاتفها برقم مجهول.

ترددت للحظة، ثم أجابت بحذر:

جميلة: "ألو؟"

صوت عميق مألوف: "وحشتيني، يا جميلة!"

سقط الهاتف من يدها، وشعرت بقشعريرة تسري في جسدها… لقد عاد رسميًا!

                  الفصل التاسع من هنا

تعليقات