رواية لا تثقي بالرجال الجزء الثالث3 من لا تقولي لا الفصل الحادي عشر11والثاني عشر12 بقلم زينب سمير


 رواية لا تثقي بالرجال الجزء الثالث3 من لا تقولي لا الفصل الحادي عشر11والثانى عشر12 بقلم زينب سمير

رنـت عليه للمرة الألف لكن مفيش رد..
متجاهل إتصالاتها وبس، بيكرر معاها نفس اللي عملته معاه بقالها أسبوع، شايف إتصالاتها المتكررة ببرود، قبل ما يعمل الفون صامت ويبص قدامه بلا مبالاة
رمـت الفون على التربيزة قدامها وهي بتزفر بضيق، ودموع محجرة في عيونها، أتفتح الباب في اللحظة دي ودخل يوسف، قرب منها يسألها بلهفة- في أية ياكاميليا مالك، مفهمتش حاجة من كلامك لما كلمتيني
رجعلها إنهيارها تاني، تشكيله بدموع- كاران جـه.. واخد الأولاد رفض يسيبهملي وبكلمه مش بيرد عليا، ومش عارفة أوصل للأولاد
- طيب أهدي وخلينا نفكر كويس
- كنت عارفة إنه عنيد بس متوقعتش هيعند في مصلحة الاولاد هو عارف إنهم لازم يكونوا معايا
- هو بس بيستخدمهم كورقة ضغط عليكي علشان ترجعيله
- لا.. حسيته مش فارق معاه المرة دي رجوعي من عدمه، حسيته مهموش اللي بعمله كإنه عارف نهايته.. 
- أنا هكلم المحامي وهشوف يقولي نعمل أية
وقف وهو بيطلع فونه وقفته ومنعته- متكلموش، هنعمل بلبلة على الفاضي و من غير نتيجة، مستحيل أقدر أخد الأولاد طالاما كاران مش عايز كدا
بصلها بضيق و- يعني خلاص استسلمتي
- لا أنا بس بعرفك اللي هيحصل
- خلينا نحاول
لسة هيرن، تليفون كاميليا رن مسكته بلهفة يمكن كاران وحن، وعطف عليها
لقيته رقم غريب، ردت جالها صوت غريب- مدام كاميليا؟ مع حضرتك جمال زيدان مسئول الشئون القانونية لمؤسسة وادي، بكلم حضرتك بخصوص إجراءات الطلاق، كاران بيـة بيبلغ حضرتك إنه موافق على الطلاق الودي بينكم، حددي المعاد المناسب ونقدر نتقابل علشان نخلص كل الإجراءات
كل حقوق حضرتك محفوظة وهتقدري تستلميها فورًا، اللي هـي القايمة والمؤخر ومهر حضرتك اللي بيبلغوا تقريبًا 3 مليار جنية ونسبة 15% من أملاك كاران بيـه، تقدري تديريها بنفسك أو هو عارض عليكِ إنه يشتريها منك.. وبخصوص حضانة الأولاد ففي فرصة للتفاوض ما بينكم وكاران بيـه بيقولك مصلحتهم هتكون الأهم بالنسباله

كان كاتبلها أرقام مأهولة، وأملاك ملهاش نهاية، كدليل على حبه، ودليل على إستحالة الطلاق، وحاليًا دليل إنه مبقاش عايزها لدرجة هيسلمها جزء مش بسيط أبدًا من أملاكه!
كعادته غير قنوانين اللعبة، كعادته حيرها، لغبطها
كانت بتسمعه مسهمة، نادى اسمها لما طال صمتها- مدام كاميليا؟
- مع حضرتك، هكلمك مرة تانية ممكن..
قفلت معاه ويوسف بيبصلها بإستفهام، ردت وهي باصة قدامها مسهمة.. شاردة- كاران وافق على طلاقنا ودي، مستناش حتى لقضية الخلع وإني أتنازل عن كل حاجة، وافق وهيديني كل حاجة.. وأحتمال يوافق يتنازل عن حضانة الأولاد كمان
يوسف بسعادة- طيب دي أخبار حلوة أوي، أية اللي مزعلك؟
هـي مش زعلانة.. هـي خايفة.. يكون فخ!
كاران مش بسهولة يسيب، مش بينسحب بلطف، لازم يلدغ، ولو ملدغهاش هـي..
بصت ليوسف اللي جاله إتصال قبل ما ملامح وشـه تتغير كليًا يقول بزهول- انت بتقول أية شركة أية اللي تتقفل.. نيابة؟ مش فاهم أنا جايلك حالًا
ضحكت بسخرية مريرة.. عرفت مين هيتلدغ
مش هيجرح كامي لإنه ميهونش عليه، لكن هيجرح كل اللي يخص كامي
بصلها يوسف ومن ملامحها فهم اللي عايزة تقوله، نفى بلا فهزت راسها بتأكيد و- هو كاران.. دي عملته، بيدفعك تمن إنك وقفت معايا
قالت بإصرار وهـي بتاخد حاجتها- أنا هتصرف
مسك دراعها يوقفها.. يمنعها و- متروحيش ليه، متبينيش خسارتك قدامه، دي أقصى حاجة يقدر يعملهالي وخلاص عملها
متخلهوش يستمتع بنصره
بصتله بأسف هز راسه بتأكيد ليها وبسمة خفيفة إنها تهدأ
- أنا أسفة بجد
- مش ذنبك، أنا اللي أخترت أكون معاكي وبإرادتي
الصبح جـه عليهم وهما بيفكروا، من غير حل..

واقف كاران قدام حيطة كاملة من الأزاز في شركته، في أعلى دور بيبص قدامه للبشر تحت قد أية صغيرين، شبة النمل وهو بيبصلهم من فوق، تليفونه على التربيزة مفتوح، مبين إنه في مكالمة طويلة عمرها ساعات
جـه صوت من الفون- لسـة كاميليا هانم مطلعتش من البيت هـي والراجل اللي معاها
واقف حاطط جيوبه في بنطلونه، باصص قدامه بملامح جامدة.. ساكنة.. هادية!
رد بصوت هادي- لما يحصل أي جديد عرفني
قفل معاه لما أتفتح الباب ودخلت جوليا، لف يبصلها وهي بتقول ببسمة خفيفة- قالولي إنك عايزني
نطق وهو بيقعد على كرسي مكتبه براحة يسند بضهره عليه ويشرف عليها بنظراته- مين اللي أتفقني معاه عليا ياجوليا؟
قالها من غير لف ولا دوران، وهو يبصلها بنظرات حادة
- قولي كل اللي تعرفيه دلوقتي أحسن ليكِ.. وأرحم.. 
بلعت ريقها، شكله مش كاران، الشخص اللذيذ اللطيف اللي عارفاه، العابث.. شكله مخيف،
حاولت تتهرب- قصدك أية مش فاهمة بتقول أية
- جوليا..
طلع ورق من درج مكتبه الأول رمـاه على سطح المكتب بإهمال و- دا تقرير.. مزيف طبعًا عن سـوء قدراتك العملية هنا وترجمتك الغير حرفية اللي بسببها كلفت الشركة كتير، وعدم إحترامك لسياسات الشركة والتدخل في خصوصية الغير.. همضيه مع ورقة طردك ووقتها هنشوف مين الشركة اللي ممكن تشغلك معاها بعد ما طلعتي من مؤسسة وادي بفضيحة زي دي
قالها بمنتهى البرود وهو بيفتح التقرير وبدأ يمضي ورقة ورا التانية لحد ما وقفته- أستنى، هعرفك كل حاجة
وقف عن الكتابة وبصلها- مستني
بلعت ريقها قبل ما تفجر قنبلتها في وشـه- شارف.. شارف اللي طلب مني أعمل كدا.. 
وبدأت تحكي ليه كل حاجة وهو بيسمعها ويهز راسه بإيجاب من غير ملامح
خلصت و- أنا عارفة إني غلط بس وقتها حبيت اعمل فيكم مقلب خاصةً لما مراتك أتصرفت معايا كدا و..
- مراتي تعمل اللي عايزاه، كاميليا وادي مش أي حد، كاميليا كل اللي هنا بما فيهم أنا تحت خدمتها.. وأوامرها
غلطتي غلطة كبيرة ياجوليا.. غلطة كلفتنا كتير
بندم قالت وهي بتقرب منه- أنا أسفة عارفة إني غلطت بس مش هتتكرر، أنا هقدم خطاب استقالة وهمشي من هنا
- أتاخرتي.. يمكن كنت هسامح لو جيتي بدري.. من نفسك
قالها وهو بيمضي التقرير بمنتهى البرود، قبل ما يسلمه ليها و- فرصة سعيدة.. يا.. جوليا
نطق اسمها بسخرية قبل ما يشاورلها تطلع برة، بصتله للحظة بقهر وحزن.. ورجاء
لكن من غير فايدة، خرحت وبقى هو ملامحه مجنونة.. متعصبة
مسك فونه يطلع رقم لينا، يرن عليها وصله صوتها الخافت والباهت- نعم ياكاران
- فين جوزك؟
نطق وهو بيقوم من مكانه ويسحب جاكت بدلته ومفاتيحه
- في البيت
- قوليله كاران جاي.. علشان نتحاسب
قالها وقفل قبل ما يسمع صوتها المخضوض- تتحاسبوا على أية كاران قولي هتعمل أية.. كاران
*****
بعد نص ساعة، وقفت عربية كاران بتهور قدام بيت شارف، مصدرة صوت مزعج من صرير عجلاتها، نزل وقفل الباب بعنف وراه، قرب من باب البيت يخبط عليه بقوة وعنف وهو بيرن الجرس مرات متتالية
فتح شارف الباب وهو بيقول- أية في أية..
لقى اللي بيمسكه من رقبته يخنقه ويدخل بيـه البيت، طلعت لينا بخضة على الصوت قربت تمسك في دراع كاران تحاول تبعده عن شارف وبخوف- في أية ياكاران ماسكه كدا لية سيبه أوعى هيموت في إيدك
شـد في خناقه أكتر، وهو بيبص للينا يقولها بغضب- الحيوان اللي بتدافعي عنه هو اللي دبر لينا اللي حصل يومها، هو اللي حطلنا مخدر في العصير علشان يوهمنا أن في حاجة حصلت بينا.. هو اللي دخل علينا و..
مقدرش يكمل ويشرحلها، هي فهمت..
رمـاه على أخر دراعه فوقع شارف على الأرض يتنفس بصعوبة، بصله كاران بقرف و- أنت مجنون.. أكيد مجنون حد يعمل كدا في مراته! سيبك مني أنا.. في مراتك! تحطها في موقف صعب زي دا
وقف شارف في وشـه.. يواجهه و- لو كنت مكاني كنت هتعمل زيي كان هيبقى معاك حجتك
- مستحيل أكون مكانك.. مستحيل أبقى زيك
شارف بسخرية مريرة- طبعًا مستحيل تبقى شارف المثير للشفقة اللي طلع عمره عايش في قلق أن مراته تكون لسة بتحب صاحبه وبتفكر فيه، قلق إنها تسيبه فجأة وتروح ليه، مستحيل تبقى زيي لأنك عايش مطمن مع سـت مبتحبش غيرك.. 
رفع كاران صباعه يقول بتحذير- متجبش سيرة كاميليا على لسانك..
كانت لينا لسة مصدومة من كلام كاران، باصة قدامها بزهول قبل ما تفوق وتبص لشارف تنطق بدهشـة- اللي بيقوله دا حقيقي.. معقولة! أنت عملت كدا؟ 
بص للأرض.. ومردش، سألته بغضب- لية عملت كدا.. لية!
- قولتلك.. كنت عايز أعرف لسة بتحبيه ولا لا، 
كاران بسخرية- وأكتشفت أية بقى يا..
مكملش وهو بيبصله لفوق وتحت بإستهزاء
قبل ما يكمل بغل وهو بيضم قبضة إيده بعنف- أكتشفت إنك أنت اللي مجنون وفي حاجة في عقلك وبدل ما تصلح اللي عملته.. كملت.. ودخلت كاميليا كمان في خطتك المريضة وبعتلها الفيديو
قرب يمسك في ياقة قميصه تاني و- بفعلتك بعدتها عني تاني.. للمرة التانية يكون ليك إيد إن كاميليا تمشي وتسيبني
- أنا روحت بعدها شرحتلها كل حاجة.. كاميليا عارفة الحقيقة
قال بصدمة- كاميليا عارفة؟

ولسـة ساكتة وبعيدة.. رافضة القرب! طالبة الفراق! والطلاق..
هز شارف راسه بآه، بَعد كاران عنه ووقف للحظة ساكت، حاسس بإحساس ملهوش تفسير، بس مضايق، لية سيباه عايش بعذاب الضمير؟ بالخنقة.. وعدم التصديق
هو نفسه رغم إن كل حاجة كانت بتشير إن حصلت حاجة
كان مش مصدق.. عارف إنه مستحيل بس مش قادر يأكد
بص ليهم.. المواجهة اللي بينهم لسة جاية.. وصعبة
لف علشان يمشي و- اللي كنت عايز أعرفه عرفته، هسيبك يالينا تتكلمي مع الحقير دا، لو عايزة مساعدة عرفيني، ولو عايزة تتخلصي منه قوليلي هخلصك منه
بصله لمرة أخيرة بقرف وسابه ومشى
لف شارف للينا لقاها مربعة دراعاتها وبصاله
حظه إنها لسة واخدة أدويتها، مهدياها رغم إنها لازم تكون في أوج عصبيتها،
- أنا عارف أن اللي عملته ملهوش تفسير بس..
- أنا مستحيل من بعد اللحظة دي أثق فيك تاني، أحس بالأمان وأنا معاك.. أحس إني مع راجل يكونلي حماية وسند، مستحيل.. أنت عارف أنت أية؟
- لينا أنا بس..
- أنت مش واثق في نفسك.. أنت شايف نفسك قليل، لإنك دايمًا بتقارن نفسك بكاران، من غيري.. بعيد عني، أنت شايف كاران أحسن منك.. فمش قادر تصدق إني حبيتك بجد ونسيته، مش قادر تثق إني نسيت حد زي كاران وبقيت معاك أنت
لما ملقيتش أن في حاجة حصلت كملت لعبتك الحقيرة لية.. أنطق؟
صرخت فيه، قال بتبرير- لإنكم مستعجبتوش لما صحيتوا.. خصوصًا أنتي كأنك مصدقة ولو 1 % إن دا ممكن يحصل
- دا تبريرك؟ تفسيرك اللي خلاك تكمل في خطتك المقرفة زيـك.. أزاي إنسان ممكن يكدب حقيقة قدامه؟
حقيقة كانت من صنعك أنت.. فعيشنا في عذاب بسببها، أنا كنت قرفانة من نفسي، كنت حاسة بالأسف عليك.. كنت حاسة إني مستحقش حبك
بس طلعت غلطانة، أنا أحسن منك مية مرة.. على الأقل أنا كنت واضحة معاك، في كل لحظة كنت واضحة، زمان لما كنت أسيب كاران وأجيلك وقلبي معاه كنت بعرفك، لما نسيته فعلًا جيت وعرفتك وطمنتك.. كنت مفكرة إني لما أكون جنب كاران وبيته وحياته.. أشوف بعيني كاران مع أسرته وأشاركهم لحظاتهم وفرحتهم إن دا بيطمنك مش بيقلقك، إني ناسية حبه وإنه أخويا لدرجة إني معاهم في كل لحظة في حياتهم ومش بضايق
أتاري دا كان بيغذي شكوك وأفكارك المريضة
مش مصدقة.. حقيقي مش مصدقة
قالتها وهي بتهز راسها بعدم تصديق وهو بيبصلها بنظرة تانية، نظرة أعمى وأبصر في لحظة..
المشهد شافه من منظور تاني،
- طلقني، مستحيل أعيش تحت سقف واحد مع واحد زيك.. مريض.. مجنون.. معندوش شرف ولا دين، اسم على غير مسمى يا.. شارف
وبصتله بسخرية قبل ما تسيبه وتمشي وهي رافعة راسها، هي مس ست خاينة، هي سليمة.. العقل والجسد والمنطق
كل العذاب اللي عاشته طول الفترة اللي فاتت مبقاش موجود
حاسة إنها أرتاحت..
مصدومة يمكن.. مطعونة.. جايز
لكنها مش غلطانة.. 
لا في حق جوزها حتى لو ميستهلش
ولا في حق صاحبتها
ولا في حق ابنها.. ونفسها.. تنهيدة راحة مطولة خرجت منها.. 
*****
رن عليها فمن أول مرة ردت، تقول بلهفة- كاران خلينا نتكلم نحاول نتفاهم.. الأولاد..
قاطعها ينادي اسمها- كاميليا..
سكت يستجمع نفسه.. صوته.. غضبه و- أنتِ كنتِ عارفة الحقيقة 
سكتت وهي فاهمة كلامه، صرخ فيها- ردي
- لسة عارفة من يومين
- ومعرفتنيش لية،
- علشان..
- يكون معاكي حجة وأنتي بتطلبي الطلاق، ميكونش عندي عين أرفعها وأواجهك بيها وأقولك لا.. صح؟
- يعني قال الموضوع كان فارق معاك
بسخرية- معاكي حق مكنش فارق معايا، لو عملت مليون غلط في حقك وحق غيرك، لو كنت فعلًا خنتك معاها أو مع غيرها.. برضوا ملكيش مهرب مني.. كان معاكي حق، مش هسيبك
- تخيل وأنت كنت غلطان بتقول كدا، أومال لو مفيش سبب! عمومًا دا كلام فات آوانه أعتقد أنت بعت موافقتك على طلاقنا خلاص
- أمتى بعت!
- كاران؟!!
- مش فاكر إني قولتلك حاجة زي دي
صرخت فيه بجنون- لما دي نيتك من البداية كان لية اللعب دا وتخلي المحامي يكلمني
بضحكة  متلاعبة مرتسمة على شفايفه، مش شيفاها.. لكن حساها
- كامي أنتي لسة مفهمتيش أصول اللعبة ياحبيبي؟ دي مجرد كارت، علشان لو الحقير اللي عندك دا وأنتي فكرتوا تتكلموا عن الشركة واللي عملته فيها أقول ياخبر.. أزاي..
مثل الصدمة في صوته و- أزاي أفكر اعمل كدا وأنا موافق بمنتهى الرضا إننا نطلق وبشروطها كمان.. وهديها كل حقوقها.. أزاي بس يتهموني بحاجة زي كدا.. دي كاميليا مهما كان معقول آذيها هي ولا أي حد يخصها
صرخت فيه بزهول- أنت مش طبيعي.. مش طبيعي
- الطبيعي مش في قاموس كاران وادي..
- أنا مستحيل أكمل معاك 
- عرفاني يابيبي.. كام مستحيل عدا عليا وحققته.. هسيبك دلوقتي علشان عندي سهرة تجنن مع الأولاد

وقفل معاها.. ورمـى الفون بإهمال على كرسي جنبه، قبل ما يدوس بنزين ويسوق بأقصى سرعة، يطلع غضبه وضيقه وعصبيته في السواقة..
الفصل الثاني عشر 
12..

رنيـن جرس باب البيت فوقها من نومتها، إتعدلت وبصت حواليها، نايمة مكانها في الصالة، شعرها مشعث وحالتها حالة، قربت من الباب تفتحه إتفاجئت لما شافته قدامها
نطقت بدهشـة- كاران
بسخرية وهو بيدخل بمنتهى الثقة والبرود- كنتِ مستنية حد غيري ولا أية يابيبي
- أية اللي جابك؟
بملامح ملائكية برر- سمعت أخبار وحشة أوي عن الشركة اللي بتشتغلي فيها قولت أجـي أواسيكِ
قربت تقف قصاده تقول بغضب إتصاعد جواها بسببه- مية مرة أقولك اللي بينا متدخلش حد فيه، متأذيش حد بسببي
- أنا مأذتهوش بسببك، آذيته بسبب اللي هو عمله، بجاحته في إنه يقرب من حد يخصني، ويتحداني.. ياخدك أنتي وأولادي من قدام بيتي.. يعامل أولادي كإنهم أولاده، عايش اللحظة الباشا بسلامته
بصلها بحدة و- بسببك، أنتي اللي أدتيله الفرصة، فكان لازم أفوقه.. أعرفه مقامه، مش ممكن يكون في يوم كاران وادي.. ولا ياخد مكانه في حياتك
نطقت بتهور وعصبية- الحمدلله إنه مش كاران وادي، كفاية شخصية وحدة منك بس في العالم دا، في حياتي..
كفاية أوي
- اممم.. 
كاميليا بضيق وهي بتقرب تنغزه في صدره بحدة- مش هتزهق بقى، هفضل كل مرة عايزة أطلعك من حياتي وتلزق فيا، كل مرة أسيبك وتدور عليا، مش هتحس على دمك مرة، كرامتك وكبرياءك ملهمش كلمة عليك.. للدرجادي حالتك صعبة، حبك ليا مخليك زي...

كانت بتتكلم وهو بيبصلها بعيون واسعة، بيرجع خطوات بطيئة مع كل كلمة تقولها وهي بتقرب أكتر بتهور، رمش بعيونه مرتين ورفع راسه يبصلها
صرخت فيه- رد عليا.. وريني كاران وادي الاسم اللي طالع بيه السماء وهو قدامي بيبقى لاخرس.. ملهوش صوت.. أقدر أحركه زي ما أنا عايزه، عارف لو دلوقتي طلبت منك تصلح كل اللي عملته وترجع شركة يوسف هترجعها وتخليها احسن من الأول كمان، لو قولتلك أكتبلي كل اللي حيلتك بيع وشرا هتكتبه في ثانية
مسافة بس ما أقرب
قربت منه أوي، لدرجة أنفاسها لذقت فيه، رقـت صوتها.. عدلت وقفتها وبنظرات ناعسة- وأقولك.. كاران.. أنا زعلانة صالحني.. 
لية؟ لإنك ضعيف، بتقول لعبة ومش لعبة، أنت اللي لعبة بين إيديا، أنا اللي بحركك زي ما أنا عايزة، أنت بكل اللي فيه وبتملكه بتكون ضعيف قدامي.. 
أنا عارفة نقطة ضعفك كويس اوي، عارفة وبعرف أمتى استخدمها
ببساطة نطق- طيب استخدميها..
وبعدين دي طلباتك يعني علشان أصالحك وكل حاجة ترجع زي ما كانت؟ بسيطة..
لسة هيعديها ويطلع فونه علشان يتكلم، وقفته بصوتها وهي هتصرخ من الغيظ- دا اللي فهمت.. دا اللي قدرت تعمله؟
قرب تاني منها، ياخد هو المبادرة المرة دي، السيطرة، مشى بيها لحد ما حجزها على حيطة وراها، قفل بدرعاته حواليها، يحاوطها و- علشان أنا عارف كامي لما بتكدب.. لما تقول كلام من ورا قلبها علشان بس تعصبني.. تخرجني عن شعوري وأتهور.. بس في بُعدك.. مش هتهور في حاجة نتيجتها ممكن تكون بُعدك
رمشت مرتين بتوتر وبلعت ريقها، مـد إيده يمشيها على عيونها و- أيوة العيون دي بترمش بلتقائية وبتزوغ عينك في كل حتة لما تكوني بتكدبي
بإيده التانية مسك إيدها يضغط عليها بحنان و- إيدك بتقعدي تفعصي فيها.. دليل إن كلامك اللي بتقوليه بيوجعك قبل ما عايزاه يوجعني.. بيهمك زعلي
عارف.. إن حياتك معايا صعبة، أحيانًا مش بتكوني طيقاني، بتجيلك أفكار إنك تسيبي كل حاجة وتمشي زي دلوقتي، بس عارف أن قلبك بيحبني
حط إيده على قلبها اللي بينبض بقوة و- وهو اللي مخليكي رغم الألف سبب اللي مفروض يمشيكي.. قاعدة.. 
إنك بتحبيني زي ما بحبك.. 
قوميني.. 
صلحيني.. 
حبيني، 
بس أبقيلي.
فتحت عيونها بخضة لما قرب منها زيادة، بصت حواليها كان الجو هادي، لسة موجودة لوحدها، كان حلم..
كابوس بالنسبالها، فكرت إنها زي كل مرة إدته الموافقة، رضخت وهديت، ورضيت! 
مع كلمتين كل خناقة.. 
بس المرة دي مختلفة، لازم تكون مختلفة، ياما هتعيش في دوامة ملهاش اول من أخر، ولا بداية من نهاية،
دايرة وبتلف بيها،
مسكت فونها تبص للساعة كانت عشرة بالليل، من بعد ما كلمته وقفلت معاه وهي قاعدة مكانها، من الصبح مشى يوسف علشان يحاول يلاقي حل رغم إنهم عارفين إن مفيش حل
لحد ما يسمح كاران بيـه

لقيته محدث بكذا فيديو وصور ليه وللأولاد، مش عادته ينزل فيديو ولحظات حية، بيكتفي دايمًا بصور!
جتلها في اللحظة دي رنـة من يوسف، أول ما ردت نطق بضيق- شوفتي اللي منزله جوزك على صفحته؟
- آه
- بيبتزك، بيضغط عليكي
نفت، تفسر بدورها وهي بتتنهد- مش أفعال كاران، دا بيعوضني، بيعيشني معاهم اللحظة، بيروي إشتياقي ليهم بطريقته
بسخرية- أنتي مستوعبة بتقولي ةية؟ دي افعال تخرج من واحد لسة كان بيهددك ياخدهم منك
- كاران تركيبة عجيبة مش مفهومة، متحاولش تحلها، أتفرج عليها من بعيد
- علشان كدا عايزة ترجعي تعيشي بعيد عنه، تحبيه من بعيد، بيكون مثالي
غمضت عيونها بعذاب، دا الحل، تبعد والحب باقي
بدل ما تبقى والحب يبعد
كمل يوسف- المهم سيبنا منه دلوقتي، أنتي عاملة أية؟ خايفة أو حاجة؟ محتاجة حاجة؟
- لا كله تمام.. أنا تمام، بكرة زي ما قولتلك همشي من هنا، تقدر ترجع بيتك، 
- كاميليا..
بإصرار- أنا خلاص لاخدت قراري، بعدين كاران بقى عارف مكاني وعرف يلاقيني.. وسايبني حاليًا بمزاجه فمش هتفرق أقعد فين
سمعت تنهيدته قبل ما يرد- اللي تحبيه
- لغبطت حياتك معلش، بس صدقني هرجعلك كل حاجة زي الأول
- لو هتتنازلي مش عايز،
- متقلقش..

فيه مفاوضات متعرفش عنها حاجة، في طلبات بتكون أوامر.
قفلت معاه، ورجعت تفتح أكونت كاران تبص لكل اللي منزله و أخدها الوقت، يمكن في لحظة زي دي بتحب لحظات توثيقه لحياتهم، علشان لما تكون في حالتها دي، تقدر تلاقي اللي يصبرها!
فتحت أخر فيديو منزله، مقعدين هو وسيف كارميلا قدام الكاميرا وبيعملوا معاها تريند أكل الليمون
اعطوها نص لمونة وملامحهم هما الأتنين متشوقة ليها لما تدوقه، صوت سيف اللطيف- بابي أكيد هتعيط ومش هيعجبها
بصله يقول ببراءة وخوف عليها- مش لازم نعمله
طلع كاران موز من جنبه مقشره ومجهزه و- هنصالحها علطول بـ دا
أخدت نص الليمونة، لعبت بيها لثواني قبل ما تقربها لبوقها، حتى كاميليا إتنقلها الحماس تشوف ملامح بنتها، ومستنية تنغص ملامحها بإنزعاج لكن عكس ما الكل توقع، بدأت تمصها بإعجاب وتاكل فيها بنهم
ظهرت قلة الحيلة على ملامح كاران يبص للكاميرا و- مفيش فايدة.. كارميل بتحب كل أنواع الأكل اللازع منه والمر
دخلت تقرأ التعليقات كانت كلها مستلطفة الفيديو وبيطلبوا فيديوهات أكتر ليهم، وبيسألوا عنها.. هـي كاميليا
أخدها الحنين ونزلت لتحت أوي، لحد ما وصلت لأول أسابيع مولودة فيها كارميلا
منزل كاران صورة لخدها وفيه علامة قرص وإيد سيف وهي كمان حمرة
مع كابشن ' أزاي أقرص ناموسة قرصت أولادي '
تفتكر يومها كان متعصب فعلًا وخصوصًا لأن كارميلا من الناس اللي بشرتها حساسة وعيطت كتير..
وفضل ورا الناموسة من أوضة لأوضة لحد ما قتلها
ورجعلها منتصر وهو بيقولها بسعادة- أخدت بـ تار ولادي
ضحكت للذكرى وعيونها بتدمع.. بس لو.. عاقل سيكا.. هادي سيكا.. حبه لطيف.. عنده صبر.. عنده تروي.
ويفضل كاران وادي
*****
تاني يوم في فندق مشهور، مش تابع لمؤسسة وادي، إتصال لكاميليا من الاستقبال بعد ما وصلت تقريبًا بنص ساعة
- مدام كاميليا وادي؟
- أيوة
- وصل لحضرتك طرد 
بتعجب- طرد! أنا مطلبتش حاجة..
- اللي سلمه قال إنه يخصك، هتستلميه حضرتك ولا؟
- طلعيه
قفلت معاها، عشر دقايق وجالها حد بالطرد، فتحته كان فيه مفتاح عربيتها، وكريدت كارت جديد، وخطها القديم 
مع رسالة ' الباسورد للكريدت أكيد عرفاه.. '
أول مرة عينه وقعت عليها فيه، في المدرسة بالصدفة، وفي رأيه أحمل صدفة
فدايمًا بيغنيلها ' كان يوم حبك اجمل صدفة.. لما قابلتك مرة صدفة.. قالي جمالك أجمل صدفة '
منساش يسيب علامته، قميص رجالي أسود ليه، مليان بريحة عطره المميزة مع رسالة ' علشان لما تشتاقيلي '
مع غمزة.
هـي متراقبة، متشافة، تحت نظره
شيء يدعو للخوف مع الإطمئنان، هـي في أمان.
رضخ كاران لرغبتها إنها تبعد، سابلها مسامحتها، بالطريقة اللي ترضيه، 
كوني بعيدة وأنتِ تحت عيني
ولا.. ما باليـد حيلة فبيتماشى مع جنونها 
إتصال من لينا ردت عليها، بعد ما عرفت اللعبة اللي عملها شارف، واللي لسة مش قادرة تستوعبها لدلوقتي وهـي راح منها كل البغض للينا وأتجه لشارف
لسة في علامة.. في شرخ.. في حاجة مش مفهومة حصلت في علاقتهم بس يمكن مع الزمن تتلم!
ردت فجالها صوت لينا المرهق- كاميليا بليز متقفليش، انا محتاجة اقابلك.. محتجالك أوي
إتنهدت و- أنتي فين يالينا؟
- في بيت ماما، قوليلي انتي اللي فين وانا هجيلك
- فندق ****
قفلت معاها ورجعت تبص قدامها، إطلالة لطيفة للنيل، بعد ساعة، قاعدة لينا قدامها والصمت مالي المكان حواليهم، بعد أخر مواجهة جمعتهم والأجواء مش طبيعية
قطعت كاميليا الصمت بصوتها وهي بتتكلم- شارف حطنا كلنا في موقف صعب، مستحيل يفكر فيه عقل، علشان كدا أنا بتأسف ليكي جدًا يالينا، على كل اللي قولته، يمكن وقتها أنا كمان أستغليت الوضع وقولت مخاوف وشكوك حوايا من سنين.. من أول صداقتنا وخبيتها جوايا..
هزت لينا راسها بتفهم و- كان معاكي حق طبعًا أي حد كان هيبقى دا رد فعله، 
بس أنا كنت صادقة ياكاميليا.. أنتي عارفة إني مبكدبش.. كنت صادقة في حبي لشارف، من اللحظة اللي مسكت إيده فيها، أنا كنت عارفة أنا عايزة أية، عايزاه، أكمل معاه وأعيش معاه.. 
فكرت إنه أكتر حد عارفني وهيفهم دا، بس مطلعش عارفني.. محدش عارفني ولا فاهمني، أنا حاسة إني في كابوس، كل ما أفتكر اللي عمله، الموقف اللي حطني فيه، مبقاش مصدقة حقيقي! ماما عمالة تسألني بس مش عارفة أقولها أية، مش شايفة لينا حياة مع بعض تاني خلاص، ولا قرب، شايفة كسر، في حاجة كبيرة أوي أتكسرت بينا وفي قلبي، مهما حاولت أفكر أعدي، أسامح، أبرر، مش قادرة.. حقيقي
انا مش بتكلم وكإني مظلومة، أنا عمري ما كنت مظلومة، بس المرة دي.. دا إحساسي
باللي عمله، وأنا خلال عشر أيام حالي أتبدل، سائت حالتي وأضطريت أرجع لدكتور وأدوية سبتها من سنين، فتح عليا فتحة كبيرة، هلاوس وحوارات، وأفكار مش حقيقية.. رجعت خمس سـت سنين لورا.. للينا بتاعة زمان اللي عايشة في متاهة، محتارة.. 
هو دمر اللي ما بينا ودمرني ولوقت مش عارفة هيطول لأمتى هيمنعني أكون أم سوية لعلي.. مفكرش في علي!
لو هو شاكك فيا، كان طلقني.. سابني.. واجهني
لكن..
سكتت وكاميليا بتسمعها من غير صوت، مش عارفة ازاي تظهر تعاطفها
- أنا طلبت الطلاق ومعتقدش إنه هيكون عنده الجراءة علشان يرفض أو يوقف قصادي، أول ما هطلق هاخد علي وأسافر مع ماما فترة.. محتاحة أبعد، هكمل علاجي وهحاول أقف على رجلي.. ابني محتاجني
طبطبت كاميليا على إيديها بتشجيع
وجـه دور كاميليا، أتغيرت ملامح لينا كإن محصلش حاجة، إتعدلت في قعدتها، مسحت دموعها وأثار إنهيارها و- أنتِ بقى بتعملي أية هنا، ومش في بيتك لية؟ خلاص كاران مطلعش غلطان في حقك.. بعيدة عن الواد لية؟
رجعت تعيش دور الحما، تحمي بيت كاران بإيدها وإسنانها، تدافع عنه وتبررله
تراهن كاميليا لو إن كاران كان وقع في غلطته دي مع حد غير لينا، كانت لينا وقفت في صفه برضوا وبررت ليه
وطلعتها غلطانة من تحت الأرض
زي ما هتحاول تعمل دلوقتي، هزت راسها بقلة حيلة!
فعلًا علاقتهم جميلة مكنش ينفع إنها تبوظ
- محتاجة زيك شوية وقت
- متطوليش على الواد، عرفاه بيموت في بُعدك
بصت حواليها الجو هادي وبتساءل- الأولاد فين؟
- معاه
هزت راسها وكملوا كلامهم سـوا
*****
أخر اليوم، رنت عليه، رجع لعادته مع أول رنـة رد ووصلها صوته- sweety
' حلوتي '
- عايزة أشوف الأولاد، هاخد سيف التمرين بكرة ونقضي اليوم في النادي وهرجعهملك
- علشان أنا بس مودي حلو إنهاردة

من ساعة ما سابت بيت يوسف.. 

- هوافق.. 

تاني يوم في النادي، دخلت بعد ما قالها إنها هتروح تلاقيهم في النادي، فكرت إنه باعتهم مع حد من رجالته، لمحته قاعد معاهم، ظهر الغيظ على ملامحها، شاورلها بإيده بحركة حستها مستفزة، وصوت بارد مبتسم- هنا ياكامي..
كل العيون كالعادة عليهم، كتمت غيظها منه وهي بتقرب، تهمس بضيق وهي بتميل تاخد سيف في حضنها- أنت أية اللي جابك، ومش على أساس عندك شغل دلوقتي
سابت سيف وخدت كارميلا في حضنها، قعدت قدامه وهي بصاله منتظرة تفسير، كان باين من هيئته إنه جاي وناوي يقضي اليوم، مفيش لبس رسمي
لابس شورت أسود وتي شيرت قط برتقالي غامق في أسود، مع طاقية سودة، لبس تمرين التنـس بتاعه
- سيف كان عايز يتعلم تنس، يرضيكي ابني يطلب مني طلب ومنفذهوش؟ لية.. لقيتيني أب عاق! 
نطقت من بين أسنانها- لا.. بس زوج تنح
ضحك بصوت وكإنها قالتله أحلى نكتة في العالم
- مفيش حاجة بتعدلي مودي بعدك.. غير أنتي لما تكوني متعصبة
مـد إيده يلاعب خدودها بمرح اللي أحمرت من الشمس وغيظها و- روقي يابيبي
قضوا باقي اليوم، هي في قمة عبسها وهو في قمه روقانه ونشاطه، راح يسبح مع سيف، لعب معاه تنس، أخدهم للمكان المخصص للخيول، وخلاهم يقعدوا متكدرين علشان يشوفوه وهو بيمارس هواية من هوايته.. الفروسية
لما قرب منهم نطق سيف بإنبهار- كنت خيّال يابابا
بصله كاران بتعجب إنه عارف كلمة زي دي، ففسر سيف من غير ما يسأل حتى وهو بيشاور لكاميليا اللي عاملة مش مهتمة- ماما قالت عليك كدا
بصت لسيف بدهشـة فلاعبلها كاران حواجبه
بمعنى قفشتك..
ضغطت على شفايفها بغيظ ومردتش، رجع الحصان الإسطبل فوقفت كاميليا وسيف قدام حصان أبيض يبصوله وباين عليهم الإعجاب، قرب كاران و- يـلا؟
شال سيف ومشى بيـه، وكاميليا جنبه متأخرة خطوة ومعاها عربية كارميلا..
العيون حرفيًا محوطاهم، حتى في صور إتاخدت سـرًا ليهم!
وسط تأفف من كاميليا و- حقيقي عايزة أفهم إحنا بنتصور لية
- عيب تسألي وأنا موجود معاكي
زفرت بضيق من غروره وسكتت، أتغدوا سـوا، وبصتله بمعنى يلا..
لكنه ثابت، باصص حواليه عامل من بنها
قبل ما يقترح- أية رأيكم نروح سينما؟
- والأطفال اللي معانا دي تشوف أية في السينما؟
- نشوف كرتون
بصتله وقلبت عيونها، بمعنى حركاتك مش هتخيل، وقتك خلص
وقفت و- ةنا هروح
قال سيف بحزن- مامي أنتي هتسيبنا تاني، مش هتروحي معانا، روحي معانا بليز أنتي وحشتينا
بصت لكاران اللي فرد إيده ببراءة وهز كتفه.. 
- دا كلام الولد، أنا مالي!
إتنهدت وهي بتقعد جنب سيف تلاعب شعره بحنان وتضمه لحضنها- مش هينفع ياحبيبي أنا مشغولة اوي ولازم أكون في مكان تاني لكام يوم تانيين
بصت لكاران بتحدي و- تحب ةنت وأختك تيجوا تقعدوا معايا؟
بصلها كاران قبل ما يتعدل في قعدته، موده الهادي الرايق أتغير في لحظة، ملامحه جمدت
بصلهم سيف بحيرة، مش عارف يختار، هنا بيكون مبسوط ومرتاح، وهنا بيكون مبسوط ومرتاح
لكنه عايزهم في مكان واحد
بصت لكاران بلوم على الحيرة اللي الأولاد أتحطوا فيها بسببهم، قبل ما يقول بنبرة متعصبة- متبصليش كدا، أنتي اللي وصلتينا لهنا.. متلومنيش
- ةنا مش هتجادل معاك دلوقتي، لا المكان ولا الزمان يسمح، وكفاية على الأولاد أوي كدا
- فعلا كفاية.. علشان كدا وأنتي بتفكري في مصلحتك، حطي مصلحتهم كمان قدام عيونك.. يلا ياسيف
اخد سيف وكارميلا وحاجتهم ومشى من غير سلام
إتنهدت قبل ما تخرج وراه.. لكن كل واحد في طريقه

تعليقات



<>