رواية نبضات الفؤاد الجزء الثاني2 من شعيب الفصل الثاني2 بقلم شيماء عصمت

رواية نبضات الفؤاد الجزء الثاني2 من شعيب الفصل الثاني2 بقلم شيماء عصمت


صلوا على أشرف الخلق ♥️

××××××

إن أردت معرفة مكانة شخص ما في حياتك ، تخيل أنك فقدته فجأة.. ودون مقدمات لا تعلم أين هو! هل هو بخير! هل مازال على قيد الحياة أم حدث له مكروه! وإن شعرت وكأن روحك تفارقك وتهفو لرؤيته والإطمئنان عليه .. فاعلم أنه من المقربين لقلبك أو هو وببساطة قلبك...!

××××××

دلف مـازن مع زوجته "تقى" إلى الجناح المخصص لهما وأغلق الباب خلفه قبل أن يحملها بين ذراعيه فشهقت الأخيرة بإجفال قائلة بتلعثم خجل: مـازن! أنتَ بتعمل إيه! 

هتف بمزاح: بلعب باليه! هكون بعمل إيه يعني بشيلك! عارفكم أنتوا البنات بتموتوا في الحركات دي!

أومات بالنفي وهتفت بخوف: مش كلنا على فكرة! يعني أنا دلوقتي مرعوبة لتوقعني! نزلي لو سمحت!

هتف بخبث: أوقعك كدة يعني؟

ختم كلامة وهو يرخي ذراعية يوهمها بتركها فصرخت "تقى" برعب وهي تتشبث بعنقه تكاد تخنقه قائلة بنبرة على وشك البكاء : مازن ... مازن هقع بجد متهزرش نزلني أرجوووك

أجابها بحنان: متقلقيش ياحبيبتي أنا بهزر معاكي

هتفت بحنق: ياأخي دة هزاز!! نشفت دمي لو سمحت نزلني!

أفلتها من بين ذراعية بهدوء حتى ثبتت قدميها على أرض الغرفة فزفرت براحة قائلة بغرور: مسيطرة .. همشيك مسطرة 

إرتفع حاجبه بخطورة قائلاً: نعم ياروح مازن؟ سمعيني بتقولي إيه يا عنيا؟

إبتلعت ريقها بصعوبة وهمست بإضطراب وهي تعود للخلف: بقولك شكراً يا حبيبي عشان نزلتي

_لا بجد؟

_أيوة طبعاً بجد هكذب عليك يعني؟

_لا إزاي هي تقى بتكذب بردو! تعالي هنا يابت

قالها وأسرع الخطى بإتجاهها ينوي الفتك بها ولكنها كانت الأسرع فقبضت على ثوبها بيديها ترفعه من كلا الجانبين وركضت تنوي الفرار ولكن إلى أين؟ 

إعتقل مـازن خصرها بين ذراعيه وهمس مقابل عنقها: على فين يا قلب مـازن؟ أنتِ وقعتي ولا الهواء اللي رماكي؟

هتفت بإستنجاد: مـازن

قاطعها بهمس: شششش من بداية اليوم وأنتِ عمالة مـازن مـازن مـازن! مفيش أي إحساس! هو أنتِ مش عارفة لما بسمع اسمي وأنتِ بتقوليه ببقى عايز أعمل إيه؟

هزت رأسها نافية فجذبها برقة لتواجهه قبل أن يعانقها بحميمية

××××××

إنتفضت لتيـن برعب من تلك اليد التي وضعت على كتفها فإستدارت برهبه لتجد سيدة في عقدها الخمسون تحمل حقيبة بلاستيكية ترمقها بنظرات حنونة قائلة بتساؤل وهي تجلس بجوارها

_خير يا بنتي؟ بتعيطي ليه؟ وإيه اللي مقعدك لوحدك في ساعة زي دي في مكان مقطوع كدة؟

لم تجبها لتيـن وإكتفت بالبكاء فقامت السيدة بأخراج أحد المخبوزات الشهية من حقيبتها قائلة: طب سمي الله وكلي لقمة تُرم عضمك وتقوي قلبك اللي مفحوم من العياط دة!

ودن تفكير كما هي عادتها مؤخراً تناولتها لتيـن من يد العجوز وشرعت في أكلها!!

أخذت العجوز تتحدث بمواضيع كثير مختلفة ومن آن لآخر تشاركها لتيـن حتى قالت في النهاية

_في يوم من الأيام كنت متجوزة سيد الرجالة كلهم كان طيب وحنين أما أنا بقى فـ كنت مطلعة عينه

قهقت لتيـن بمرح فإبتسمت العجوز وأكملت: آه والله كنت مطلعة عينه كنت صغيرة بقى وعنيدة ودايماً ميحلاليش العناد ونشفان الراس إلا معاه هو .. وهو الشهادة لله كان صبور وباله طويل حتى لما ربنا كتب عليا عدم الخلفة وكان عندي مشاكل كتير في الرحم .. بس هو عمره ما حسسني بالنقص وكان أي حد يقولي كلمة تضايقني كان يقفله وميسمحش لأي مخلوق يجرحني ولو بكلمة عشنا أربع سنين مع بعض كان ونعم الزوج لحد ما ربنا أخد أمانته ومات وبقيت وحيدة لا ابن ولا زوج 

وأكملت بجدية قائلة: عيشي مع جوزك يا بنتي واسمعيله لو زعلانة منه عاتبيه وصارحيه ومشاكلكم حلوها مع بعض بينكم وبين نفسكم ، الموت ممكن يدق الباب في أي لحظة ، وملك الموت مش بيستنى والدنيا مش مستاهلة أنكم تقضوها زعل وخناق على أتفه الأسباب

إرتجفت لتيـن برهبة ولثواني تخيلت فقدانها لشعيب! هزت رأسها تنفض تلك الفكرة برعب تملك قلبها العاشق له وهتفت بتساؤل: بس حضرتك عرفتي منين إن دي مشكلتي؟

إبتسمت العجوز وقالت بثقة: الخاتم اللي ف إيدك و دموعك اللي على خدك ووجودك في ساعة زي دي في الشارع وأكيد جوزك بيدور عليكِ دلوقتي وواضح إنه بيحبك وأنتِ بتحبيه من لمعة عينيكِ لما سيرته جات! وزمانه قلبه هيقف من القلق عليكِ

ثم إستقامت واقفة وضحكت بدلال قائلة:أصلي نسيت أقولك إنها حصلت معايا قبل كدة!!

وقفت لتيـن هي الأخرى وإبتسمت بخجل قائلة: شكراً على كلامك الطيب وعلى المخبوزات كانت حلوة قوي 

أجابتها بمحبة: بألف هنا ودلوقتي بقى! معاكِ فلوس تروحي؟ ولا غلطي زي ما انا غلطت ونزلتي من البيت من غير فلوس؟

همست لتيـن بحرج وتمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها: في الحقيقة نسيت آخد فلوس ممكن يعني لو سمحتي تـ

قاطعتها العجوز بتفهم قائلة: تعالي أما أركبك تاكسي مع واحد معرفة تعالي ربنا يهدي سرك

×××××

اجتمعت جميع أفراد العائلة داخل شقة الجد "مهران" قلوبهم تحترق خوفاً وقلقاً على غياب لتيـن التي لا يوجد خبر عنها حتى الآن رغم إتصال شعيب بظابط صديقة وإبلاغه بإختفاء زوجته ولكن لا جديد .. لا خبر عنها على الإطلاق

صرح شعـيب بغضب وأطاح بالطاولة وسط شهقات الجميع المصدومة وقد انفلتت أعصابه يشعر بقلبه يحترق عليها يشعر بالعجز وقلة الحيلة! أين زوجتة أين لتيـن!

_شعيب

إنتفض بذهول يرمق لتيـن التي دلفت للشقة للتو وتبدو بخير!

صاحت فوزية بسعادة باكية وركضت تجاهها وإحتضنتها قائلة: كنتِ فين يا لتيـن؟ إحنا هنتجنن عليكِ؟ أنتِ كويسة ياحبيبتي

إبتلعت ريقها بصعوبة من نظرات شعـيب التي تكاد أن تحرقها وهمست بإرتباك: أنا كويسة الحمدلله بس أتلغبطت في عنوان القاعة و

ولم يجعلها شعـيب تكمل فقد اقترب منها بشر وقبض على رسغها بقسوة جعلتها تتأوه بألم ولكنه لم يهتم بل هتف يخاطب الجميع قائلاً بإعتذار من بين أسنانه: الحمدلله هي رجعت بالسلامة وآسف للإزعاج اللي حصل .. تصبحوا على خير 

أنهى كلماته وسحبها خلفه بغضب حتى كادت أن تقع فصرخت بخوف :شعيب براحة هقع 

رمقها بمقلتان تشتعلان وهمس بفحيح: مش عايز أسمع صوتك لحد ما نوصل أوضتنا 

_بس أنا والله 

صرح بصوت عالي أفزع الجميع: قولت إخرسي 

وقد كان فقد خرست بالفعل حتى وصلا لغرفتهما وساد الصمت لدقائق مرت كالسنوات .. 

جلست لتيـن منكمشة على حافة الفراش تدعو الله أن تمر الليلة على خير .. أما شعيب فحدث ولا حرج كان يدور حول نفسه كالأسد الحبيس يخشى أن يتهور فيؤذيها ويريد أن يكسر ضلوعها ثم يحتضنها ويريح قلبه الذي يرجوه أن يعانقها يطمئن عليها ولكن تلك النار المشتعلة بكل عصب به ترفض الإنصياع لأوامر قلبه .. قلبه الذي كاد أن يجثو ساجداً لله عندما رآها أمامه بخير على الأقل جسديا ..

همست لتيـن بخوف: الولاد فين؟

صرخ بغضب أعمى: إخرسي .. إخرسي خالص! ولاد مين اللي بتسألي عليهم! بتسألي على سيف اللي عنده أقل شهر وسبتيه أكتر من أربع ساعات!!! ولا على مالك وملك وعائشة اللي كانوا هيموتوا من الرعب من غيابك اللي ملهوش أي مبرر!

قبض على ذراعها حتى جرحها بأظافره وهدر بوحشية: بقالي أكتر من ساعة بدور عليكِ زي الأهبل في الشوارع! إزاي إتجرأتي وخرجتي بدون إذني؟ من غير ما تقوليلي! لا وإيه زيدي من الشعر بيت! لا واخدة فلوس معاكِ ولا تليفون ولا حتى السواق!! لو أنتِ عملالي بربع جنيه قيمة ما كنتيش تهورتي بالشكل دة! 

هتفت ببكاء: والله العظيم يا شعـيب أنا كنت جيالك وحبيت أعملهالك مفاجأة بس نسيت العنوان وتوهت 

قاطعها بإنفعال: قولتلك إخرسي مش عايز أسمع صوتك وإعملي حسابك زي ما إعتبرتيني مش موجود وخرجتي من غير إذني كملي حياتك وكأني فعلاً مش موجود

ثم أسرع تجاه الباب وخرج من الغرفة بل من الشقة بأكملها بخطوات شبه راكضة وكأن الشياطين تلاحقه×××××

في صباح اليوم التالي:

إتجه مـازن وتقى إلى المطار ليحلّقا بعدها بالطائرة المتجهة إلى جزر المالديف في رحلة إستغرقت أكثر من تسع ساعات دون توقف حتى وصلا إلى مطار ماليه ثم إلى الجزيزة الخاصة بهما

لتمر الأيام بينهما في سعادة وبهجه منعزلين عن الجميع منغمسين في لذة إقتراب كل منهما للأخر

××××××

لقد إختفى! منذ أكثر من أربع أيام ذهب شعـيب ولم يعد!

نشجت لتيـن ببكاء تحاول كتم شهقاتها كي لا يصل صوتها إلى الصغار المجتمعين في الخارج يشاهدون التلفاز وهمست بألم:

_هنت عليك يا شعـيب تسيبني كل ده! من غير ما تسأل فيا أو حتى ترد على مكالماتي! أول مرة تقسى عليا بالشكل دة! مهما كنت بغلط كنت بتسامح وبتحتويني! (وأكملت بندم) أيوة أنا غلطت وأستاهل زعلك بس عقابك صعب قوي .. قوي

وإنتحبت بشدة قبل أن تمحي دموعها بعنف وقالت بتصميم: بس كفاية بُعد لحد كدة لو أنت قادر تغيب عني كل دة فأنا مقدرش ..

وأسرعت تبدل ملابسها وملابس سيف وطلبت من والدتها الأعتناء بالصعار واتجهت إلى محل شعيب ومعها سيف ولكنها لم تكرر نفس الخطأ بعدم إخباره بخروجها من المنزل بل أرسلت له رسالة على الهاتف على تطبيق _الواتس آب_ ولكنه كالعادة لم يقرأها!!

زفرت بتعب وركبت السيارة المخصصة لها وأمرت السائق بالإتجاه إلى الفرع الرئيسي لـمحلات مجوهرات مهران

××××××

كان يجلس شارداً بها .. إشتاق إليها حد العذاب كل ذرة به تهفو إليها ولكنه يعاند يحاول جاهداً الثبات فهي تستحق العقاب ولكن لما يتعذب هو! لما يحترق رغبة في رؤيتها في ضمها وإستنشاق عبيرها وتمتع عيناه برؤية بهاء وجهها وجمال إبتسامتها!!

أغمض عينيه بشوق جارف يرسم حلاوة ملامحها وفجأة إجتاحته رائحتها! فتنفس بعمق يملئ رئتيه من رائحتها المسكرة رغم يقينه أن تلك الرائحة ما هي إلا تخيلات رسمتها لهفته وإشتياقه لها!

ولكنه إنتفض وهو يشعر بشفتين رطبتين تلامسان وجنته وصوت يشبه مواء القطط! 

_أنتِ بتعملي إيه هنا؟

قالها بذهول وهو يرمق لتيـن بعدم تصديق وكأنه ناداها بروحه فلبّت النداء!

هتفت لتين بوجد: وحشتني يا شعيب وحشتني قوي

بصعوبة بالغة إبتلع كلمات الغزل والغرام التي كادت أن تندفع رغماً عنه لتغرق مسامع مالكة القلب والوجدان وعوضاً عن هذا هتف بوجوم: أنتِ مفيش فايدة فيكِ؟ إيه اللي نزلك من غير ما تبلغيني! 

لتين بتأنيب: ماهو لو كلفت نفسك وفتحت تليفونك هتعرف إن خلال الأربع أيام اللي فاتو إتصلت عليك أكتر من 100مرة وأنت ما رديتش وقبل ما أنزل النهاردة من البيت بعتلك رسالة لعل وعسى ترد عليا ولكن لا حياة لمن تنادي! ممكن أعرف ناوي تعاقبني لحد إيمتى!

هتف بسخرية: أعاقبك! هو فين العقاب دة؟ وحتى ولو زي ما بتقولي بعاقبك ما هو ما شاء الله عليكِ بتكرري نفس الغلط ولتاني مرة في نفس الأسبوع! الله أكبر عليكِ أنا مبحسدش!

_ممكن تبطل تريقة! وتعال نروح نتكلم ونتفاهم في بيتنا!

_للأسف عندي شغل مش هأقدر أروح

هتفت بعينين ملأتهما الدموع: شعـيب بلاش تقسى عليا أنا بحبك

رمقها بإبتسامة ساخرة في ظاهرها: وأنا كمان بحبك! بس يفيد إيه الحب من غير تقدير وإحترام للطرف الآخر! أنا لما رفضت إنك تروحي الفرح كان عشانك وعشان صحتك مش تحكم مني ولا إستبداد! وأنتِ لو فكرتي بس شوية! كنتي هتلاقي معايا حق! شوفي من بعديها تعبتي قد إيه؟

لتيـن بإستغراب: مين اللي قالك إني تعبت؟ ماما مش كدة؟

شعـيب بلا مبالاة: مش مهم مين اللي قالي المهم إن دة حصل!

هتفت بألم: ورغم كدة ماجيتش تطمن عليا؟

لم يجبها بل إنتشل سيف برفق من يديها وهتف آمرا: أقعدي شكلك لسة تعبان! خدتي علاجك

هزت رأسها بنفي وتساقطت أولى دمعاتها بذهول قائلة: أنتَ عرفت إني تعبانة ومجتش تطمن عليا!

زفر بتعب فأكملت بنحيب وكأن الكلمات تتسرب من بين شفتيها دون إرادتها: وأنا اللي كنت جاية أقع من طولي قدامك فتقوم ترجعلي! هعمل إيه دلوقتي!

أراد ان يضحك وبشدة! ولكنه إبتلع ضحكاته بصعوبة بالغة قائلاً بخشونة: مالهوش لزوم تقعي من طولك لأني بصراحة مش هأعرف أشيلك

شهقت بذهول قائلة: أنا تخنت مش كدة؟

هز رأسه بيأس قائلاً: لا عشان أنا شايل سيف!!!

اومأت موافقة فتنهد بصوت مسموع وقال: يلا عشان تروحوا

هتفت بأمل: هتروح معانا؟

هز رأسه نافيا: لا 
وأكمل وهو يراها تقاوم رغبتها في الإنفجار باكية: عندي ميعاد مهم مش هاقدر أروح معاكم بس هأجي بليل الولاد وحشوني

إبتلعت غصة مسننه كادت أن تخنقها وإستقامت واقفة قبل أن تقترب من شعـيب ولم يفصل بينهم سوى سيف وهمست بخفوت: هستناك

أراد وبشدة تقبيل رأسها المنحني ببؤس لا يليق بها ولكنه لم يفعل بل هز رأسه بإشارة لا معنى لها

××××××
وفي المساء 

تزينت كما لم تفعل من قبل وأعدت من الطعام كل ما يحب ويشتهي .. أطفأت الأنوار وأشعلت العديد من الشموع ذات الرائحة العطرة وشغلّت هاتفها على موسيقى هادئة إختارتها بعناية

كان كل شيء معد بالطريقة التي يحب! حتى هي! فقد إرتدت إحدى قمصانها الكريمية الشديدة القصر المفضلة لديه ولفت مئزرها حول خصرها! أما خصلاتها فأطلقت لها العنان فتحررت مفرودة تفترش ظهرها! 

وإنتظرته وكم إنتظرته! ساعة تليها أخرى حتى كادت أن تسقط نائمة على كرسي السفرة ولكنها إنتبهت لصوت المفاتيح التي اشتاقت لها كما اشتاقت لصاحبها 

تنفست بعمق ومحت دمعة كادت أن تسقط من بين جفنيها ورسمت إبتسامة مشرقة متفائلة

أما شعيب فزفر بتعب لقد تعمد التأخر حتى يجدها نائمة عند عودته لا يريد ان يقسو عليها ولو بكلمة ولكنه غاضب .. وغضبه ينميه قلقه الشديد عليها يريدها أن تتعلم عدم التسرع.. وتفكّر قبل أي تصرف قد يؤذيها!

رفع عينيه ليقابله الظلام الشديد عدى ضوء خافت أتي من حجرة السفرة فاتجه إليها وفتح بابها بهدوء ليراها واقفة تستقبله بأروع إبتسامة رآها في حياته فوقف يناظرها بشوق شديد دون إرادته 

إقترب منها خطوة واحدة فإبتلعت ريقها بصعوبة .. ربااااه كم إشتاقت إليه وإلى وجوده في البيت تمنت من كل قلبها أن تندفع وترتمي على صدره الذي لطالما احتواها ولكنها خشت رده فعله فتشبثت أصابع قدميها بالأرض وقالت بحنان:

_الحمدلله على السلامة نورت بيتك

هتف بخشونة: الله يسلمك .. (وأشار إلى السفرة قائلاً) إيه دة كله هو إحنا عندنا عزومة وأنا ماعرفش

أجابته بمرح: بما إن الساعة داخلة على 12باليل فمش شايف إنه متأخر قوي إنه يكون أكل عزومة

_أومال ده لإيه؟

إقتربت منه حتى وقفت أمامه مباشرة: يمكن إحتفال صغير برجوعك لبيتك بعد غياب أربع أيام مثلاً؟ أو يمكن عشان بقالي أربع أيام مش عارفة آكل عشان أنت مش جانبي؟ ولا يمكن عشان أصالحك قعدت في المطبخ خمس ست ساعات أعمل محشي كرومب وورق عنب وكوسة وبتنجان وفلفل وحمام محشي وملوخية وإيه تاني؟ آه وبط

همس بداخله: والله ما في بط غيرك يا بطة أنتِ!

ولكنه تنحنح بصوت عالي قائلاً: خلصتي؟ فين الولاد أنا أصلاً جاي أشوفهم وماشي

إرتفع حاجبها بخطورة وهتفت من بين أسنانها: لا يا شيخ! دي مين دي اللي هاتخليك تخطي برة باب الشقة!

أجابها بتهكم: المفروض أخاف يعني والله؟

تخصرت قائلة: المفروض تحس يا حبيبي عارف الإحساس؟

_ماله

هتفت بمرح: بيسلم عليك

_ها ها ها دمك خفيف

_زيك بالظبط ياحبيبي تسلملي

تنهد بنفاذ صبر فعانقته في تهور .. ذراعيها تلتف حول عنقه بشدة تناجيه ألا يدفعها بعيداً عنه

همست بشوق: شعـيب .. شعيب

وكأنها فقدت القدرة قول كلمات غير اسمه فلم يقدر إلا أن يحتويها فشدد العناق حتى تأوهت بألم ولكنها لم تهتم كانت سعيدة بعودة زوجها الذي اشتاقته وبشدة

همس شعيب بعنقها: هاخد حق وجع قلبي منك .. الكام ساعة اللي غبتيهم وأنا مش عارف أنتِ فين روحي كانت بتتسحب مني كانوا أسوأ ساعات عشتهم في حياتي أوعي تعيديها تاني أبداً يا لتيـن أبداً

همست بلوعة أنا آسفة يا حبيبي أنا آسفة مش هاكررها تاني أبداً بس متبعدش عني يا شعيب أنتَ كل حاجة ليا فمتتعمدش توجعني .. عشان الوجع منك أنت بيدبح

_ششششش بعد الشر عليكِ ياروح الفؤاد

وإختفتى العتاب بين موجات مشاعرهما أما الحزن فخجل أن يكون بين إثنين بينهم مودة ورحمة فرحل سريعا وبقت مشاعر الحب والغرام تحلق في أجواء العاشقين 

تعليقات



<>