رواية فتيات الميتم
الفصل الثلاثون والاخير 30
بقلم شيماء طارق
مر اليوم على الجميع فى حزن على ما وصلت اليه رغد وطلبت ريم من والدها ان تجلس بجوارها وهو وافقها غادر فهد الى فيلته بعد ان اوصى ريم بأن لاتذهب مع مراد غداً وانه سيأتى اليها فى الصباح بينما عز رفض الذهاب فأمر معتز الخدم بتجهيز غرفه له .....
...................فى الصباح .....
استيقظت رغد من نومها وجدت بجوارها ريم والجانب الاخر غاده فأبتسمه على حبهم لها غادره الغرفه بهدوء واثناء خروجها استصدمت فى جسد احدهم على الارض نظرت الى الاسفل فوجدت عز يجلس على الارض مغمض عينيه نائم فهو لم يستطيع النوم فى الغرفه المجهزه له ونام بالقرب من رغد حتى يكون بجانبها ...نظرت له بحب وابتسمت ونزلت الى مستواه تحاول اسيقاظه بهدوء
رغد : عز ..عز ..
انتفض عز فى مكانه : رغد ...انتى كويسه تعبانه ..فيكى حاجه..اى بيوجعك ..قومتى من مكانك ليه
رغد : بحبك
عز : ها
رغد : بحبك
عز بأبتسامه ثم تعالت ضحكاته وقام من مكانه واوقفها معه : بتقولى اى ..قولى كدا تانى
رغد بأبتسامه لفرحته : بحبك
احتضانها عز بشده : ياااه اخيرا انا بعشقك ...متعرفيش انا بحبك قد اى ..عارفه انا معرفتش انام وانتى تعبانه جيت نمت هنا ..اقولك يلا نتجوز ..هو المفروض اقول اى لما انتى تقوليلى بحبك
ضحكت رغد عليه : مفيش حاجه تقولها انت قولت كل حاجه يا عز
احتضنها عز مجددا : انا بحبك قوى ...انا هقول لابوكى انى عايز اتجوزك عشان احنا كدا طولنا قوى ..بحبك قووى
رغد : وانا بحبك قوى انت استحملتنى فى كل حاجه ديما بحس معاك بالامان حضنك هو الدفئ ليا بحب اهرب من الدنيا جواه ..حبيت هزارك وضحكك عصبيتك غيرتك عليا حبيت كل حاجه فيكى ريحتك قربك منى حبيت وجود جنبى حبيتك بجميع حالاتك حبيت طيبتك وحنانك وجنانك ..بحبك قوى ياعز وعمرى ماكنت اتخيل انى ممكن احب بالشكل دا اسفه لو زعلتك او ضايقتك قبل كدا اسفه لو عملت حاجه خليتك تزعل منى اسفه..انا بحبك قوى ..
عز شدد من احتضانها : انتى مبتزعلنيش ولا بتضايقينى انا بحبك زى ما انتى بحب قوتك وضعفك بحب شكلك وانتى متعصبه بحب برودك
رغد وهى تبتعد عن احضانه : انا بارده يا عز
عز : هو دا الى لفت نظرك فى الكلام ....فأعادها مره اخرى لاحضانه وهمس لها ..بحبك
رغد : وانا كمان
معتز : مش كفايه كدا بقى ولا اسيبكو كمان شويه
انتفض عز ورغد فى مكانهم
معتز : اتخضيتو ..تعالى هنا يا رغد
....كادت ان تتحرك ولكن امسكها عز
عز : تيجى هنا فين دى خطيبتى
معتز : خطيبتك مش مراتك
عز : طيب انا عايز اتجوزها ........توردت وجنتين رغد من الخجل
معتز : بتتكسفى قوى ما هو مقضيها احضان من الصبح متكسفتيش ليه
عز : بس يا زيزو متكسفش حبيبتى
معتز : انتو حالتكو هتسوء ولازم تتجوزو فى اسرع وقت
عز : انا قولت ان انت الى فيهم محدش صدقنى ما تجيب حضن
معتز : مشبعتش احضان تعالى يا رغد عايزك ..وانت روح بيتكو بقى
عز : انت بتطردنى
معتز : اه ومتجيش تانى النهارده
عز : وحياه امى لاكون جايبها وجايب ابويا والراجل عمى ونيجى نتفق على الفرح
معتز : طيب امشى بقى
عز : وانتى ملكيش رأى ولا اى
رغد : مفيش رأى بعد رأى بابا
عز : دا الى ربنا قدرك عليه
رغد : اعمل اى يعنى
عز : متعمليش انا ماشى خساره فيكى نومه الارض الى انا نمتها اه ياكسر عظامك يا عز ياظهرك الى اتكسر يا عز
معتز : الباب وراك
عز : كمان .....
خرج عز بينما التفت معتز الى رغد ونظر لها
معتز : مقولتليش ليه انك عرفتى او ان عماد هو زوج امك
رغد : مكنتش عارفه تفكر ازاى كنت زى المتلغبطه
معتز : اقفلى الصفحه دى من حياتك يا رغد وعيشى حياتك وادعى لاهلك بالرحمه
رغد : عمرى ماكرهتهم رغم كلامى بس عمرى ماكرهتهم كان نفسي فى حضن امى وحنان ابويا
معتز : انا ابوكى وغاده امك
رغد وهى ترتمى فى احضانه : ربنا ميحرمنى منكو ابدا
معتز : ولا يحرمنا منك حببتى انتى وريم الى رجعتو الفرحه والضحكه فى البيت دا
رغد : وانتو الى رجعتو الضحكه فى حياتنا من تانى
معتز بمرح: اى رأيك تسيبى الواد عز وتفضلى معايا
عز من الشباك : كنت حاسس انك بتوزعنى عشان تخطفها منى
انتفضت رغد من مكانها بخضه بينما تحدث معتز
معتز : اهبل والله اهبل عاجبك اى فى المجنون دا انا مش عارف
رغد : خضيتنى يا عز
عز بتسبيل : سلامتك من الخضه ياقلبى.
معتز : يلا ياحيوان من هنا مش عايز اشوف وشك تانى
عز : ماشى ياعم بس متجيش تقولى اتجوز بنتى
رغد : انت بتقول اى
عز : لا ياحببتى مقصدتش
رغد : بحسب
معتز بصوت عالى : اطلعى فوق ياجزمه وانت امشى ياحيوان
غادرت رغد مسرعه الى الاعلى بينما ركض عز الى الخارج بسرعه
معتز : مجانين
_____________
استيقظ فهد وذهب الى فيلا معتز فوجد ان عاصم ومراد يدلفان الى الداخل
عاصم : ازيك يافهد
فهد : الحمد لله ازى حضرتك
عاصم : بخير الحمد لله
فهد : الحمد لله ..ازيك يا استاذ مراد
مراد : الحمد لله بس خلينا مراد بس من غير استاذ
فهد : تمام
دلف الثلاثه الى الداخل فوجدو ريم وغاده ينزلان من الاعلى ورغد ومعتز يجلسان فى غرفه الجلوس
معتز : اتفضلو ياجماعه
ريم : بابا وحشتنى جدا ..عامل اى ....
عاصم : الحمد لله ياحببتى انتى عامله اى
ريم : الحمد لله
عاصم : رغد عامله اى
رغد : انا كويسه يا اونكل
مراد : وانا يارهف مفيش ازيك
ريم وهى تنظر لفهد الذى يتابعهم بصمت : ها.
مراد : مالك يا رهف
ريم : م..مفيش
مراد وهو ينظر لفهد الذى يتابع ريم ولم يبالى بوجود احد : متأكده
فهد : قالتلك مفيش يبقى تسكت
مراد : نعم
فهد : انت بتكلمها دلوقتى ليه
مراد : بنت عمى وبطمن عليها
فهد : واطمنت اسكت بقى
مراد :وانت مالك
فهد : خطبتى
عاصم ومعتز : نعم
فهد : انا جاى اقول لحضرتكو ان الخميس الجاى بعد يومين يعنى فرحى انا وريم
ريم : هاااا
تجاهلها فهد ونظر تجاه عاصم ومعتز الذين ينظرون لبعضهم متعجبين من الحديث
عاصم : وانت قررت لوحدك كدا وبالنسبه لاهلها اى مش مهم
معتز بسخريه : دا قرر اليوم كمان طيب كويس والله انك قولتلنا عشان نيجى
فهد : طبعا لازم اقولكو مش بنتكو
مراد : لا كبر خيرك
غاده : بس يومين فتره قليله قوى على تجهيز العروسه
معتز : هو دا الى همك
غاده : طبعا مش هلحق اعمل حاجه ولا ريم هتلحق وكمان مش هنلحق نعزم الناس
عاصم : سكت مراتك يا معتز
معتز : دى شكلها من الصدمه مش عارفه تفهم
عاصم : فهد هو انت اتقدمت ليها
فهد : ايوه من خمس سنين فاتو وكانت خطبتى بس هى اختفت بس مش مشكله
ريم : طيب مش تاخد رأيى
فهد وهو ينظر فى عينيها : اكيد هتوفقى لانى بحبك
ريم : هااا
فهد : ب ح ب ك
ريم : انت قولتها بجد
فهد : مش مصدقه ارجع فى كلامى ولا اى
ريم : والله اقتلك
رغد : هتظهر على حقيقتها اهى
مراد : هتطلع البيئه الى جواها
نظر لهم فهد فأبتلعو كلامهم
عاصم : بالنسبه لرأينا اى
فهد : اكيد يعنى مش هتكسر قلب بنتك وترفضنى دا غير ان انا عريس اى حد يتمناه يشتغل من عيله مال ومركز
معتز : وبالنسبه انك مجبتش اهلك وتطلبها
دلف عز وخلفه باقى العائله
عز : احنا هنا يا زيزو ..ثم نظر الى احمد.قرب شويه يا عمى ..
أحمد : فى اى ياحيوان مش كفايه جبتنا كلنا واحنا مش فاهمين حاجه
فهد : ابعد يابابا وانت هتفهم
محمد : هنفهم اى يابنى المتخلف دا قالنا فهد عايزكو عند معتز ومقالش ليه
مروه : ما هو متخلف هنعمل اى ..ازيكو ياجماعه
رغد وريم : ازيك يا مروه
رامى : ريم وحشتينى قوى
نظر له فهد نظره اخرسته
رامى بخفوت : فهد مش سهل ...سمعه فهد فمال عليه
فهد :انا هعديهالك عشان اختى مش عايزه تترمل من قبل ما تتجوز ....
رامى : نهار اسود لا يا اخويا انا مش مستغنى عن عمرى اشبع بيها
ابتسم فهد ثم عاد للحديث مع والده
أحمد : فى اى جايبنا ليه
فهد : اصل انا هتجوز ريم يوم الخميس بعد يومين
عز : وانا هعمل فرحى معاه
رامى : وانا كمان
محمد :واحنا بنعمل اى
أحمد : وانتو بتعرفونا ولا عايزين رأينا ولا اى بالظبط شكلكو مقررين كل حاجه
عاصم : ابنك حتى مقاليش ان هو عايز يتجوز بنتى
معتز : دخل علينا وقال الفرح يوم الخميس تقريبا بيعزمنا او بيعرفنا حاجه من باب العلم بالشئ
أحمد : شكلهم اتجننو
فهد : بقولكو اى الفرح يوم الخميس الجاى والدعاوى انطبعت واتوزعت كمان والفساتين هتوصل على بليل واظن هتقدرو تجهزو نفسكو فى المده دى
ريم ورغد ومروه : نعااااااام
/_______________
مر يومان وها هو اليوم المنتظر للجميع فهو يوم زواج ابناء اكبر رجال الاعمال ...فى حفل صخب ملئ بالصحافه لتنقل الاجواء التى تدور داخل الفرح ..
يقف ثلاث فتيات فى غرفه الفندق
ريم بفستانها الهادئ الذى صمم خصيصا لها بأمر من فهد فهو يضيق من الاعلى وينزل بإتساع الى الاسفل مع تاجها الذى يشبهها بالاميرات
رغد بفستانها الرقيق الذى ينسدل بضيق الى ما قبل النهايه فهو يتسع من الاسفل وتاجها الذى عباره عن طوق من الورود
مروه بفستانه الجميل الذى اظهر جمالها فهو فستان يضيق من الاعلى حتى الخصر ثم يتسع حتى الاسفل تضع تاج رقيق مثلها ..
صعد الاباء الثلاث كل منهم يأخذ ابنته
اقترب عاصم من ريم يحتضنها وينظر لها بفرحه وخذ يديها ونزل الى الاسفل حيث ينتظرها حبيبها
اخذ معتز رغد و اتجهه بها الى الاسفل حيث ينتظر عز
اخذ احمد مروه واتجهه الى الاسفل ايضا
وقف الثلاث اباء كلا منهم مع ابنته فى اعلى الدرج ينظرون الى العرسان
حيث كان يقف فهد بثقته المعتاده بحلته السوداء ممسك فى يديه بوكيه من الورد الابيض وعندما شاهد حوريته بجوار والدها فى الاعلى ظل ينظر فى عينيها الى ان تاهه بين زرقيه عيناها ...
كان عز يقف ينظر الى الاعلى مع ابتسامه بلهاء تحتل وجهه فهو يرى حوريته بفستانها الابيض الذى ترتديه له اليوم فهى الان ستخلد بأسمه الى نهايه العمر
كان رامى ينظر الى مروه بأبتسامه فرحه فالان حبيبته ومن ارادها قلبه ستكتب بأسمه
نزل الاباء الى الاسفل ومعهم الحوريات اخذ كل عريس حوريته بعد ان وعد ابيها بسعادتها وتوجهه الى المكان المخصص لهم داخل القاعه
فهد : مبروك
ريم بخجل : الله يبارك فيك
اشار فهد لاحد ما فتقدم منه واعطى له المايك فتحدث به وسط استغراب الجميع وخصوصا ريم
فهد : السلام عليكم جميعا طبعا الجميع عارف انا مين بس انا هعرفكو بنفسى من تانى وهقول كلمتين ل رهف .. .انا فهد أحمد سالم المشهور بالثقه وعدم المشاعر او مفيش قلب خالص الكل بيخاف منه وبيعمل ليه الف حساب ..انا دلوقتى وقدام الكل احب اعرف الجميع ان فى الى ملكت قلبي وعرفتنى يعنى اى حب يعنى اى مشاعر يعنى اى قلبك يتحرك ويدق اول ماشوفتها قلبى دق ممكن نقول الحب من اول نظره بس مكنتش بعبر بحبى كنت ديما قاسى معاها بتعامل معاها على انها ملكى مش حببتى انا دلوقتى وقدام الكل بقول ل رهف عاصم الشامى او ريم معتز الدمنهورى انا بحبك يا اجمل حاجه فى حياتى بحبك من اول ماشوفتك كنت ببعدك عنى بعصبيتى وانا نفكر ان بكدا هقربك منى بحبك واسف على اى حاجه عملتها زعلتك منى ...ثم ركع على ركبتيه امام ريم ..واخذ الجميع يصفق ويصفر ..تقبلى تكونى مراتى
هزت له ريم رأسها هزات متتاليه بسرعه والدمع يملئ عينيها فأستقام فهد واحتضانها ثم رفعها وظل بدور بها مع تصفيق الحاضرين.
عز : فهد ياجاامد
اشتغلت اغنيه هادئه رقص عليها فهد وريم ولحقهم رامى ومروه
رغد : يا عز يلا نرقص
عز : انتى اتجننتى يا رغد ترقصى قدام الناس دى كلها
رغد : ياعز انا هرقص اسلو و معاك وبعدين فهد وريم ورانى ومروه كمان بيرقصو
عز : مش مشكلتى انا مين بيرقص ومين نبيرقصش بس انتى مش هتتحركى من هنا
رغد : بس انا عايزه ارقص
نظر لها عز : مصممه
رغد بتصميم : ايوه
وقف عز من جلسته واقترب اليها
رغد : هتعمل اى ..عز بلاش غباوه
لم ينطق عز وانما رفعها على اكتافه كشوال البطاطا
رغد : نزلنى يا مجنون
عز : والله ما احنا مكملين الفرح انتى عايزه ترقصى وانا هخليكى ترقصى فوق
معتز : بيعمل اى المجنون دا
أحمد : رايح فين ياحيوان
محمد : ارجع مكانك يا بن الهبله
عز : والله ما انا مكمل الفرح دا انا ماشى
رغد : نزلنى يا عز الناس بتتفرج علينا
عز : ما يتفرجو هما كدا فى الافراح يتفرجو ويتريقو وياكلو ويمشو
رغد : طيب نزلنى
عز بعد ان خرج من القاعه : والله ابدا هتنزلى فوق
......فى داخل القاعه
مراد : ابن المجانين
رامى : والله الواد دا بيفهم
فهد : اول مره يعمل حاجه صح
ريم : دا اتجنن ساب الفرح
فهد : وهو هيعمل اى بالفرح ياختى
ريم : يرقص
نظر لها فهد فأبتلعت كلماتها
مروه : عز دا بيستهبل هيفضل مجنون كدا لحد امتى رامى : والله هو اجدع واحد هنا
مراد : طيب ما تعمل زيه
رامى وهو ينظر الى مروه بأبتسامه
مروه : اياك تفكر انا بحظرك
اقترب منها رامى
مروه : خليك مكانك متتحركش
لم يبالى لها رامى بينما اخذها على ذراعيه فلتفت يديها على عنقه بتلقائيه
مروه : نزلنى يا رامى
رامى : ليه اتجننت
محمد : الحق يا أحمد
أحمد : اى ولاد المجانين دول هما اما صدقو يتجوزو
عاصم : العاقل الى فيهم جوز بنتى
أحمد : ويبقى ابنى
وجدو مراد يتقدم منهم
نظر عاصم ولم يجد ريم ولا فهد
عاصم : فين فهد ورهف
نظر الجميع الى مكانهم فلم يجدو احد وجهو نظرهم فى القاعه وجدو الناس يضحكون على ما يحدث ولكن لا وجود لفهد ولا ريم
مراد : متدوروش كتير فهد كان متفق مع مدير القاعه ان هو هيخرج من الباب الخلفى وتكون عربيته جاهزه عشان هيسافر مع رهف
أحمد : والفرح
معتز : انتهى
.....الحياه من حق اليتيم ليه فيها زيو زينا بالعكس ربنا هيحاسبنا على معاملتنا لليتيم ..مش شرط اكون فى وسط عيله عشان يتقال عليا كويس اليتيم مش شخص منبوذ او يفرق عننا فى حاجه هو يقدر يوصل لكل حاجه يقدر يتعلم يحب يتحب من حقو الحياه ....
تمت بحمد الله