رواية لا تثقي بالرجال الجزء الثالث3 من لا تقولي لا الفصل الاول1والثاني2 بقلم زينب سمير


 رواية لا تثقي بالرجال الجزء الثالث3 من لا تقولي لا الفصل الاول1والثاني2 بقلم زينب سمير

 مش دي كاميليا وادي

نطقت سـت في التلاتينات باين عليها الأناقة لأصحابها في النادي، قاعدين على تربيزة وعيونهم كلهم اتركزت على تربيزة قريب منهم، قاعدة عليها كاميليا..

- هـي.. اللي مجننة ابن الوادي

نطقت وحدة بإستهزاء- وهي لو مجنناه هيبقى دا حالها؟ مش شيفاها بقالها ساعة ماسكة الفون وبترن ومش معبرها؟ 

- يمكن مش بترن عليه هـو! 

- أومال على مين ياحبيبتي، هي تعرف غيره ولا ليها غيره

ما كلنا عارفين أن حياتها كلها مقتصرة عليه وعلى عيالهم

أهـو ابنها على سيرته ظهر

طفل أربع سنين قرب من كاميليا بيجري بحماس

- مامي..

فتحتله دراعتها تاخده في حضنها قبل ما تقعده على كرسي جنبها تلبسه البرنس و- انبسطت في التدريب؟

ضم شفايفه بعبوس- كنت عايزك تتفرجي عليا

- معلش كنت مصدعة شوية ومحتاحة قهوة

- طيب.. بص حواليه و- فين بابي؟ لسـة مجاش؟ مش هيجي؟

زفرت ولسـة هترد هللت ملامح سيف بفرح- بابي

جرى على كاران اللي قرب منهم.. بقى في نهاية العشرينات؟ داخل على سن التلاتين؟

ولا أي تأثير، مش كأنه أب لطفلين، لسة الشقاوة بتنط من عينه، الحماسة، الشغف، مع.. قليل.. جدًا من التعقل!

مال على كاميليا وهو واقف وراها باسها من خدها- Sweety

' حلوتي '

قعد سيف على كرسيه وقرب من عربية أطفال جنب كاميليا من الناحية التانية رفع الغطا عنها شوية، ظهرت بنوتة.. بسمة واسعة ظهرت على وشـه أول ما لمحها.. نسخة من كاميليته زي ما أتمنى.. وحلم.. وأتحقق

ميل باسها من خدها و- حبيبة بابي

بصتله وضحكت قعد على كرسيه جنبها وهو بيلاعبها، سرح معاها للحظات قبل ما تناديـه كاميليا و- كاران لية أتأخرت كل دا ورنيت كتير مبتردش

- كان عندي اجتماع ومسمعتش

- حجة كل مرة.. 

قالتها وهي بتبص الناحية التانية بضيق


وحدة من الستات اللي متابعة- عصافير الكناريا بيتخانقوا شكلنا حسدناهم

- هما دول طلعوا بيتخانقوا زينا؟

نفس البنت اللي استهزءت من شوية- قولتلكم متصدقوش اللي قدام الشاشة، اللي وراها بيبقى مليان بلاوي

مين عارف حياة دول فيها أية!

وهما بيداروا عليها بشوية صور وهدايا بينزلوها، شوفتوا اللي حصل من كام سنة اللي كاران كان مصورلنا الدنيا وردي طلع مهددها وبتاع

مش بعيد دا يكون حاصل دلوقتي برضوا

- لا لا، دا كان سـوء تفاهم وخلص وكاران عقل عن الأول بكتير

انا بختلف معاكي، شيفاهم ثنائي مثالي، وشيفاه زوج وأب مثالي وبقى أرزن من زمان، وحبه هتلاقيه مع الزمن هدي وبطل جنون.. 

هزت كتفها بجهل و- يمكن!


- في أية بقى! 

- في أن نفسي نتفق على معاد وتلتزم بيه، أنت عارف انا هنا من أمتى؟ فاكر وعدك لسيف انك هتحضر معاه التدريب وهتتفرج عليه، فاكر من ةمتى مديه الوعد دا

من أمتى وبتدي وعد وتخلف بيـه!

- أديكي انتي نفسك مستعجبة، أعرفي أن الموضوع خارج عن إرادتي، فعلًا كان شغل مهم قولتلك أن الأسبوع دا هيكون كدا، خلاص بقى متكبريش الموضوع

أحنا جايين علشان ننبسط.. 

سكتت وهو مد إيده يملس على خدها بحنان و- كامي.. سوري مش هتتكرر

بصتله هز راسه بوعد، وهو مادد شفايفه بتأثر

لسة هيفضل كاران، اللي مبيتحملش زعل كامي

لما ضمن إنها صفيت رجع يلعب مع اولاه

يعوض فيهم اللي كان محتاجه، يمكن كان أكتر طفل مدلل، لقى حب من أهله محدش ينكره

بس كان في نوع من الإهتمام ملقهوش

وهو مهتم جدًا أنه يقدمه لأولاده

إنه يكون موجود في حياتهم، مش مجرد آلـة بتدفع، وقوة بتمنع آذى، عايز يكون صاحب قبل دا كله

نظرتها رقـت وهي بتبصله، قبل ما تندمج في القعدة معاهم

****

فتحت كاميليا الباب وداخل وراها كاران شايل كارميلا اسمها اللي كان من اختياره، أقرب اسم لاسم كاميليا و.. 

علشان يفكره بطعم حبهم.. كارميل طعم لا يُقاوم لكن فيه لذعة متتنسيش، باسها من خدها المنفوخ وبص لكامي

- شارف ولينا جايين أخر الأسبوع.. عرفتي؟

- اه لينا كلمتني، اخيرًا.. مش فاهمة أية اللي طلع في دماغهم يسافروا كدا فجأة

هز كتفه بلا إهتمام و- كارميل نامت هطلعها أوضتها

- أوك.. يلا ياسيف علشان تغير هدومك

أخدته وراحوا لأوضته، بيت صغير زي ما كاران عايز، يعرف يلاقيها من غير ما يتـوه، يسمع صوتها مهما كانت فين، مفيش زحمة، مفيش مسافات، مفيش ناس..

مفيش فواصل بينهم.

دخل أوضة كارميلا حطها على سريرها أتحركت بإنزعاج فرجع يميل عليها بسرعة يمسد على خدها بحنان و- كارميل لا يابابا زي ما أتفقنا هنام ماشي؟ سيبيلي اليوم دا مع مامي بليز، أنا سبتهالك أمبارح وسهرت معاكي اليوم كله

رجعت تنام تاني فأبتسم بنصر، نجحت خطته، فرهد سيف اليوم كله في المشي والخروج علشان ينام، وكارميل أهـي نامت

حتى اولاده مفيش ضرر يتخلص منهم أحيانًا علشان كاميليا تكون ليه لوحده..

طلع وهي بتطلع من الأوضة جنبه، سألها- سيف نام؟

قربت و- اه وسعلي أشوف كارميل

مسك دراعها يمنعها و- نامت وشبعت نوم، سيبك من كارميل خليكي معايا

بصتله بعبوس، زم شفتيه و- لسـة زعلانة؟

- متعرفش قضيت وقت سخيف أزاي، كنت لوحدي، انا ببقى لوحدي وأنت مش موجود ولينا كمان مسافرة، حسيت كل العيون عليا

- سيبك منهم، كانوا بيبصولك علشان حلاوتك.. غيرانين

- لأني مراتك.. مرات كاران وادي

إتحرك بيها خطوتين يسندها على حيطة وراها، يحاوط وسطها و- لا، علشان انتِ كامي.. أنتِ يمكن متعرفيش قيمة نفسك لكن أنا عارفها.. شايفها وحاسسها، كل اللي حواليكي عارف مين أنتِ.. إلا أنتِ..

أنتِ عندك قدرة أنك تجذبي كل العيون عليكِ من غير حاجة، تجنني الكل.. كل اللي بيبصولك علشان غيرانين منك

سأل بمزاح وإيده بتضغط على وسطها من غير ما يحس- ولا كان فيه نظرات رجالة؟ أروح افقعلك عينهم هـا؟

ضحكت وهي بتنفي، ميل على كتفها وهي بيتنفس عبيرها

كاميليا سـت مُهلكة، لكنها مش عارفة دا

ينبسط لإنها مش عارفة قد أي روعتها دي مسبباله تهديد وخوف منها وعليها؟

ولا يضايق.. لأن رغبته في قتل أي حد يبص لكامي لسـة رغبة متقدة مبتهداش؟

- أنا بحبك ياكامي.. أوي، أكتر مما عقلك يصولك، أكتر مما تتخيلي، أنا كل يوم بحبك أكتر، بتعلق بيكِ أكتر

أوعي في يوم تمشي وتسيبيني

- أية اللي يخليني أسيبك في يوم بس ياكاران؟ مفيش حاجة ممكن تفرقنا.. 

رفع راسه يبصلها وهو بيبتسم

من كتر الحب بيزيد الخوف، عمره ما هينسى فترة بُعدها عنه، هاجسـه الوحيد إنها تتكرر

رغم إنها سنين ومرت، رغم أن بقى في بدل الرابط أتنين يجمعهم

رغم كل حبه وحبها، تمسكه ليها، 

في خوف مش مفهوم هيفضل ملازمه

*****

- آنطي لينا

هلل سيف وهو بيقرب يسلم على لينا، شالته تبوسـه وتسلم عليه بحب، سابها وقرب من طفل عمره سنتين يلعب معاه

قعدت لينا جنب كاميليا يكملوا كلامهم و- متزعليش بقى يابنتي، وبعدين علشان تحسي بيا لما كاران يخطفك ويهرب بيكِ، على الأقل أحنا بنديكوا إنذار.. أنتوا بنعرف من أستوري على الآنستا 

ضحكت كاميليا - خلاص سامحتك، 

لحظة وبصت قدامها وزفرت بتعب، ضيقت لينا حاجبها و- التنهيدة دي مبتطلعش غير لو في مصيبة، أرغي.. مالك؟

- مش عارفة يالينا في الظاهر مفيش حاجة، لكن.. أنا حاسة إني مش مرتاحة، الروتين بقى ممل أوي، كاران بقى بعيد.. غصب عنه عارفة ولما بيكون فاضي بيعوضنا انا والأولاد بس برضوا.. بفكر أرجع أشتغل يمكن دا يقتل الملل شوية

لينا بحماس- فكرة حلوة كارميل خلاص شـدت حيلها وبعدين أنتِ مرات صاحب الشغل يعني معاكِ صلاحية تاخديها براحتك.. كلمي كاران وشوفي رأيه


صوت بيقرب منهم- رأيي في أية؟

ظهر من بعيد وشارف داخل معاه، اتغير شارف عن الأول شوية، ملامحه بقيت جدية، مظهره قوي، نظراته هادية 

شاور كاران للينا بهاي وقعد على دراع كرسي كامي، حاوط رقبتها بدراعه و- سينيوريتا..

مال باس جنب فكها وهو بيبتسم لها للحظة بآسر قبل ما يرجع طبيعي يرفع راسه ليهم وشارف بيحيي كاميليا كمان

بص كاران للينا و- اومال فين علي؟

بصت حواليها و- شكله راح يلعب مع سيف في أوضته

هز راسه بتمام ورجع يبص لكاميليا يمسك أطرافه شعرها يلعب فيهم وهو بيسأل بإهتمام- أي بقى الموضوع اللي كنتِ هتاخدي رأيي فيه؟

موضوع نتيجته محسومة، لكن النقاش والجدال جزء لا يتجزأ من حياتهم

فوقفت وهي بتقول- بعدين، مش هنصدع لينا وشارف بحواراتنا دلوقتي، خلوني أروح أشوف الغدا

لينا- آجـي أساعدك؟

صدح من جهاز محطوط على الترابيزة صوت بكاء لكارميل فقالت كاميليا- لا خليكي.. طيب بصي شوفي كارميل شكلها صحيت

شارف ببسمة خفيفة- وهاتيهالي يالينا، وحشتني بشكل

طلعت لينا فوق ودخلت كاميليا المطبخ، لمح شارف نظرات عيون كاران اللي باصة للمطبخ 

فرقع صوابعه قدامه و- يابني.. أنت حالتك بقيت ميؤوس منها

كاران- لا أنا بس بحب أشوف كامي وهـي أم وزوجة بتطبخ تنضف كدا يعني 

- أنت بتحب حاجات غريبة جدًا

ضربه على كتفه بهزار و- أنا بس علشان كنت فاقد الأمل إني أوصل للمرحلة دي فمبسوط بيها

- داخل على سـت سنين جواز ولسة مبسوط أنت طفرة

- لو بتحسد وجرا لينا حاجة أنا مش هرحمك

ضحك شارف وكملوا هزار نزلت لينا بكارميل، خدها شارف منها يبوسها و- البنت دي مش طبيعية كل ما أشوفها احبها أكتر.. 

- علشان تحسوا بيـا بس، فوق كل دا طالعة شبة كامي هتقتلني رسمي

نفت لينا و- على فكرة شبهك خالص، وطالعة عصبية شبهك، قطعت شعري فوق

بصلها شارف لثانية ولشعرها المنكوش فعلًا قبل ما يبص لكاران اللي نفى بضحك و- دا لما بتكون جعانة بس، غير كدا هي ملاك

بص لكارميل و- كارميلا حياتي مية مرة نقول منفضحش نفسنا قدام الناس، امسكي نفسك شوية يابابا

بصتله وهي بتضحك فخطفها من إيد شارف ونزل بوس فيها و- بموت فيها بموت.. 

بص لشارف و- أنصحكم تجيبوا بنوتة، أحساسك معاها هيكون مختلف تمامًا ياشارف

بص شارف للينا فوقفت بسرعة تنفي و- انسوا أنا بعد علي حرمت.. انا رايحة أشوف كامي أحسن

وسابتهم ومشيت، شارف وهو بيشاورلها- أهـو دا حالها كل ما نجيب سيرة الخلفة بعد علي

- كامي برضوا كانت كدا في الأول، لما سيف كبر حبة بدأت تستعد نفسيًا تاني للتجربة، سيبها تستعد

- منك نستفيد..

قضوا السهرة مع بعض، لحد ما وصلوا لنص الليل، وقفوا على الباب يودعوهم

لينا- سهرناكوا معانا معلش

كاميلي- متقوليش كدا كنتوا واحشينا والله، 

بصت لكاران وشارف و- عايزين نكررها قريب مش يومين وتقولوا شغل شغل

كاران- هنتقابل متقلقيش.. أنتِ ناسية عيد ميلاد سيف؟ والحفلة اللي هنعملها

خبطت دماغها بتذكير و- آه صح نسيت خالص، نشوفكم كمان يومين بقى

ودعوهم ومشيوا

2..


- أية بقى الموضوع اللي هتاخدي رآيي فيه؟

قالها وهو بيقفل الباب ورا لينا وشارف، مبينساش..

بصتله بقلة حيلة، وهي بتقرب من كارميل تشيلها تطلع بيها لأوضتها وهو وراها

- استنى أشوف الأولاد وأقولك

فضل يلف وراها من مكان لمكان وهي بتتحرك، مليان فضول

لحد ما وصلوا لأوضتهم أخيرًا- هـا بقى؟

- بفكر أرجع أشتغل تاني

رفع حواجبه بإدراك - اه بس.. مش كارميل لسة صغيرة؟

- هاخدها معايا.. مش هينفع؟

فكر فيها قبل ما يهز راسه بموافقة- لية لا.. 

بصتله بدهشـة، أسرع موافقة جتلها في حياتها منه

كمل- بس هتيجي الفرع اللي أنا فيه، هناك في نقص مهندسين وهحتاجك.. 

هزت راسها بإدراك، فهمت سر موافقته، هتكون تحت عينه

- أوك حلو اوي، هبدأ أظبط الدنيا وأستعد وهعرفك هرجع أمتى

- هخليهم يجهزولك المكتب

- بخصوص عيد ميلاد سيف، هنعمله هنا ولا في القصر؟

- زم شفايفه بتفكير قبل ما يقول- بفكر نعمله في الفندق بتاعنا، يومها هيكون عندي إجتماع مهم مع وفد صيني، فبدل ما أبقى مشغول البال ومعرفش أبقى معاكم في التحضيرات، تكون هناك كل حاجة تحت عيني

- فكرة مش وحشة برضوا ومنها تغيير، أوك مفيش مانع

لمع المكر في عينه و- خلصنا؟

بصتله بدهشـة من تحوله و- خلصنا أية؟

- كلام عن كل اللي حوالينا، خلينا فينا بقى..

قالها وهو بيقرب ويبتسم..

*****

- وحشني إننا ننزل نلفف المولات سـوا ونشوف أحدث صيحات الموضة، شوفي دلوقتي بنعمل أية

قالت لينا كلامها بتذمر وهي بترفع إيد فيها ألعاب وإيد فيها هدوم أطفال

ضحكت كاميليا عليها وهي ماشية وبتجر عربية أطفال فيها كارميل وعلي ابن لينا

إتنهدت لينا مكملة- أحيانًا بقول حياتي لو ممشتش في السكة دي، كانت هتروح بيـا على فين

بصتلها كاميليا بصمت مستنية تكمل

- لو شارف مدنيش فرصة حقيقية، لو أنا متمسكتش بيـه.. لو..

بصتلها وعيونها فيها كلام ميتقلش، وميتفهمش..

- الخوف اللي جواكِ من كلمة ' لـو ' هيضيعك يالينا، أول مرة أشوف حد معيش نفسه في دوامة حرمان من نعمة هو عايش فيها فعلًا، حياة ليها روح يالينا، مش دا اللي دايمًا عايزاه؟ تكوني وسط عيلة وونـس وأهل؟ تلاقي إهتمام؟ شوفي لما تكوني أنتِ مركز الإهتمام

بصت بحنان لعلي اللي بيلاعب كارميل و- أنتِ أهم حد في حياة ابنك وابوه، دا مش كافي؟

- أكتر من كافي.. أمتى بقيتِ عاقلة كدا؟

هزت كاميليا كتفها بعدم معرفة، قبل ما تقول- عمومًا أنا فاهمة حالاتك دي، بتحصلي كتير، معرفش لية كل ما الواحد يغير روتين حياته، أو يخرج يتفسح يومين بيرجع يدخل في المود دا والأفكار الغريبة دي بتصدعه

- طمنتيني إني مش لوحدي.. 

وإن دا عادي

قالتها وهي بتبص قدامها بنظرة شاردة، تتمنى تكون مشاعر سلبية جاية بعد لحظات فرح، حسد من الناس لما شافت صورهم، 

ميكونش أكتر من كدا

إنها رجعت تفتح في أبواب.. كانت مقفولة

أو هي بتحاول تقنع نفسها إنها مقفولة

- كاران بيرن لحظة هرد

قالتها وهي بتبعد، بصت لينا لضهرها وهـي بتحاول تستوعب حب كاران الغير عادي لكاميليا، اللي هي متوقعتش إنه يكون بالعمق دا، إنه متخفتش ناره ولا يمل لحظة

بيزيد وبجنون وبس

هـي خلال كل سنين معرفتها بكاران، متوقعتش إنه هيحب كدا


عند كاميليا..

- خلصنا خلاص، سايبين سيف في الكيدز إريا، هنروح نجيبه ونشرب قهوة وهروح

- الساعة داخلة على خمسة العصر ياكامي، اتأخرتوا أوي، دا أنا خلصت شغل، خليكم في المول وهعدي أخدكم في طريقي

- أوك هنستناك

قفلت معاه ولفت لقيت لينا في وشها

- كاران جاي؟

- آه قريب من هنا وخلص شغل، تعالي نستناه في الكافتريا

نفت براسها و- لا أنا همشي اتأخرت أوي وشارف كمان رن، سلميلي عليه

قالتها وهي بتاخد علي من العربية وتاخد حاجاتها وتمشي، مش مديه فرصة لكاميليا إنها تتكلم

زمـت كاميليا شفايفها بحيرة قبل ما تاخد كارميل وتنزل

- تعالي ياكوكي نشوف سيفو بيعمل أية

بعد شوية في مطعم في المول، قاعدين سـوا، كاران شايل كارميل في حضنه وقدامه كاميليا وسيف

بدأت كارميل تزمزء وتضايق، بص لكاميليا و- كارميل جاعت عاملة حسابك ولا هنتفضح؟

ضحكت وهي بتطلع أكلها من الشنطة- لا عاملة متقلقش

خطفه منها لما زاد ضيق كارميل وبدأ يأكلها فورًا و- هاتي بسرعة.. بنتك دي مبتسترش لما بتوجع

- لما تعيط بس تبقى بنتي، غير كدا حبيبة بابي.. روح بابي

باس كاران خد كارميل و- كارميل في كل حالاتها روح بابي

نطف سيف بزعل- وأنا؟

باسته كاميليا بعمق و- روح قلب مامي طبعًا

إتعلقت عيون كاران عليهم للحظة ببسمة قبل ما يطلع الفون فجأة و- لا دا إحنا نوثق اللحظة بقى

تأففت كاميليا ولسـة كاران هيبرر نطقت- عارفة عارفة، الصور لما بتشوفها بتفكرك بالذكرى وبتعيشك اللحظة تاني، هات الفون أصور..

عدلت قعدتها علشان تظهر وسيف ضماه لحضنها ووراها قاعد كاران شايل كارميل وهي بتبص لأكلها اللي محطوط على الترابيزة بعيون جاحظة.. محبة.. ومش شاغلها حاجة غيرها

- خلصنا.. يلا بقى؟

شال كاران المعلقة من بوق كارميل فزمزءت بضيق، رجع أكلها بسرعة و- استني كارميل لسة مخلصتش، إفلاس عيلتنا هيكون على إيديها

ضحكت كامي و- جدها مديها تصريح تعمل اللي هـي عايزاه 

كارميل مكانتش روح أبوها بس، ليها مكانة غالية ولطيفة جدًا عند جدها وادي باشا، اللي بيعاملها كأميرة

زي ما أتعودوا يعاملوا ستات عيلتهم، ولأن كارميل هي أول طفلة وحفيدة وابنة حقيقية لوادي وابنه.. دلعها غير.. وحبهم ليها غير

خلص اليوم وكاران منساش ينزل الصورة بكابشن

' الجميع ينظر لـ ليلاه '

كارميل لأكلها، سيف للعبته الجديدة، وكاران لكاميليا، وكاميليا لأسرتها كلها..


وكالعادة موجة من التعليقات كانت في إنتظارهم.

' العلاقة دي أنا كنت أكتر وحدة ضدها لكن دلوقتي بموت فيهم

العيال بتنور

مش قادرة أتخيل أن كاران اللي كنا بنتابعه وهو مراهق في ثانوي بقى أب ومسئول وبتاع

بنتهم سكرة بجد، بصوا بتبص للأكل أزاي، كل صورهم وهي في عالم تاني

كاميليا دي تحفة فنية يابخت كاران بيها.. 

ما زلت عند رآيي العلاقة دي توكسيك ومش هتكمل

ياترى حياتهم ورا الشاشة زي قدام الشاشة؟

محظوظ كاران.. مال ومعاه، نفوذ ومعاه.. أجمل سـت في الدنيا وخدها، ناقص أية مش معاه؟ ياميلة بختنا '


إتنهدت وهي بتقفل الفون و- مش قولتلك نبطل بقى؟ كفاية..

هز كتفه و- في ناس كانت بتابعني من زمان، كانوا قليلين، أنا بعتبرهم أهلي، بنزل علشانهم، بحس بيهمهم أخباري فعلًا.. وإنهم يطمنوا عليا

وبعدين.. يعني دي مجرد صور متكبريش الموضوع

- براحتك

وقف وراها عند التسريحة، قاعدة على كرسي وشعرها مفرود، لسة هتمسك الفرشة مسكها هو يسرحلها

- كامي.. عايز أخطفك

بصتله بتحذير و- كاران لا أوعى تفكر حتى، أنا مش مستعدة حاليًا لأي حاجة غير إني أرجع حياتي زي الأول قبل كارميل وأرجع لشغلي

زم شفايفه و- يومين.. بعد عيد ميلاد سيف نسافر سـوا يومين وأول ما نرجع هتلاقي مكتبك جاهز وكل حاجة

وبصي..

حاول يغريها.. عارف إنها رغم حبها ليه، وجوده معها أحيانًا بيعملها ضغط، بيحطها تحت التلسكوب، بتحس نفسها محسوب عليها.. عيونه مش سيباها

فـ- هديكِ الحرية إنك تختاري تحبي تشتغلي معايا ولا في أي فرع من فروع الشركة


خدمة مقابل خدمة، هيقدمها دلوقتي ويقدر يسحبها بعدين

يفاوض في حاجة جديدة

هي دي الحياة، وهي دي أصول اللعبة، قدم السبت علشان تلاقي الحد

عضت على شفايفها بتفكير قبل ما تهز راسها بأوك..

ساب الفرشة وبحماس- هروح أكلمهم يرتبوا الدنيا بقى

سابها ومشى وهي بتبص ليه وهو بيختفي بدهشـة

كاران بيقدملها كل حاجة

وهي بحاجة وحدة بس بتحسسه إنها بتقدمله العالم وما فيه

إنها تكون معاه.. ويـاه.. وبس

دا كل اللي طالبه منها كاران 

*****

جـه يوم عيد الميلاد، أخد كاران ليهم سويت علشان يجهزوا فيه ويقضوا فيه اليوم، 

دخلها هي والأولاد وحاجاتهم الجناح و- أنا هنزل دلوقتي علشان عندي شغل، المسئول عن تنظيم الحفلة هيجيلك ياخد منك كل التعليمات، وعلى أربعة في ناس هتيجي تساعدك وتجهز الأولاد معاكي، وأنا هتابع معاكي بالتليفون ولو عندي وقت فاضي هطلع أشوفكم كل شوية..

قرب يبوسها من خدها- يلا باي

مال يبوس كارميل اللي شيلاها و- باي يابابا

ضمت كارميل شفايفها تحاول تقلده فضحك وهو بيبوسها مرة في مرة، سرح وخدها من إيد كاميليا

بعد لحظات بصلها و- بصي أنا هاخدها معايا تحت ولما الفوج يجي هبعتها مع حد ليكِ.. يلا ياكارميلا

خدها ومشى وكاميليا بتبصلهم ببسمة خفيفة قبل ما تبص لسيف اللي نايم بحنان

عمرها ما توقعت إنها هتكون أم، ولا إنها بتملك النوع دا من المشاعر والعاطفة، ولا أنها هتكون مسئولة كدا

هـي كاميليا اللي بيضيق خلقها بقى أوسع من البحر مع أولادها

القاسـية اللي بتعرف تبعد وقت ما تعوز، متقدرش تاخد موقف ولو لثوانٍ معاهن

مبتقدرش تقول لا وهي اللي ياما نطقتها

يطلب سيف وهي تحقق، تتمنى كارميلا وهي تنفذ

هي الجاهلة في قراءة مشاعر الغير

عندها القدرة إنها تفهمهم من نظرة عين، الأمومة عندها طاغية.. 

طلعلها المسئول طلبت كل اللي عايزاه وبدأوا بالتنفيذ فورًا، في نص اليوم رجعتلها كارميل وهي نعسانة، إتصل بيها كاران مرتين قبل ما ينشغل بالفعل في شغله

على أربعة بدأت تجهز وعلى خمسة جـت لينا..

- اية الشنطة دي؟ هتجهزي هنا؟ بس شيفاكي جاهزة!

- لا دا أنا هطلع من هنا على ماما، راجعة من السفر ووحشاني أوي فشارف أتبرع إنه يسيبني أقعد عندها يومين استجم، لا ومضحي وهياخد علي كمان

- الله يسهله.. عايزة الفاصل دا زيـك

- كامي ياحبيبي أنتِ متعرفيش تعمليها، أمومتك غير أمومتي أنا بحتاج أشحنها بعيد عنهم أنتي بتشحنيها بأولادك، غير أن شارف متفهم علاقتي بمامتي وما صدق إنها إتصلحت فبيسمحلي.. لكن كاران!

لا أظن إطلاقًا

- على رأيك.. سيبك وقوليلي أنهي فستان أحلى؟ أنا كنت جايبة البرجندي على أساس هو الأساس لكن في أخر لحظة لقيتني بسحب الأسود كمان

- لا البرجندي طبعًا هيكون تحفة عليكِ وعلى لون بشرتك

بعد ساعتين.. نزلت كاميليا القاعة وبدأوا المعازيم يجوا، أنضم ليها كاران علطول، محاوط وسطها بيتلقوا دعوات المعازيم لسيف وهدياهم بلطف

وسيف مع أصحابه، قرب منهم ناس فقال كاران- دا الفوج عزمتهم على عيد الميلاد بس متوقعتش إنهم يجوا

بصتلهم كاميليا تلت رجالة منهم صينين، وبنت باين عليها إنها أجنبية، عيدوا عليها بلغتهم ونطقت البنت بالعربي- كل سنة وابنكم طيب.. 

مـدت إيدها لكاميليا تسلم و- مدام كامي مبسوطة إني قدرت أتعرف على مرات كاران أخيرًا

بصتلها بعدم معرفة، ملامحها جديدة عليها لكنها بتتعامل وكإنها عشرة من زمان

- دي جوليا ياكامي، كانت ماسكة فرع الشركة في الصين ورجعت قريب، وهي بتكون مترجمة أساسية عندما بالإضافة للإدارة، بنستعين بيها كتير 

هزت راسها بفهم وهي بتمـد إيدها تسلم و- معلش ياجوليا كاران جوزي دايمًا كدا بينسى يحكيلي عن الناس اللي مش مهمين.. في حياتنا الخاصة طبعًا

وإبتسمت نص بسمة ليها، هزت جوليا راسها قبل ما تمشي

بصت لكاران اللي بيبصلها برفعة حاجب وبسمة خفيفة

- مش مدايق؟

- لية؟

- إني أحرجت مترجمتك الإساسية واللي من غيرها الإدارة تبوظ

ضحك وبيمسكها من وسطها يمشي بيها ناحية تربيزتهم و- وأنا أمتى أدايقت لما غيرتي عليا؟

- أنا مغيرتش.. بس معجبنيش إنها تناديك كاران

- أومال تناديني أية؟

- مش عارفة بس متشلش الألقاب

- هقولها حاضر

- مش هتتحرج؟

- اللي تؤمر بيـه كامي، تحبي أطردها؟

لسـة هيرفع إيده يشاور لجوليا منعته- لا لا مش للدرجادي بس وقفها عند حدها

هز راسه بموافقة، وصلوا لترابيزتهم قاعدين أمه وأبوه بيلاعبوا كارميلا 

بما إن سيف ملك اليوم إنهاردة وقاعد مع أصحابه

إنضموا ليهم وقضوا الوقت سـوا

خلص اليوم أخيرًا.. في ساحة الفندق، ودع كاران كاميليا والأولاد و- هحاول متأخرش هخلص الشغل وأحصلكم

بس..

رفع صباعه بإحتمال ضئيل و- ممكن أضطر أبات هنا، لو كدا وعد قبل سبعة الصبح هكون هناك ونطلع على المطار سـوا

إتنهدت كامي و- ماشي ياكاران سلام..

مال يبوسها هي وأولاده من جبينهم ووقف يودعهم والعربية بتمشي.. في إحساس غريب مداهمه..

مش فاهمه لكنه تجاهله وكمل طريقه، طلع مع جوليا..

ودعـت لينا شارف وعلي متأخر لأن علي شبط فيها شوية، 

أبتسمت وهي بتشاورلهم بـسلام، قبل ما تبص لفوق و....

يتبع 

                   الفصل الثالث من هنا


تعليقات



<>