رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل التاسع والعشرون29 بقلم نجمه براقه

رواية ابتليت بحبها بقلم نجمه براقه 
رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل التاسع والعشرون29 بقلم نجمه براقه

حمزه

شكلها وهي مبتسمة حسسني إنها ممكن تكون عملت مقلب في حد، أو احرزت هدف وفخورة بيه.
كنت أشك إنها ممكن تقولّي إيه السبب، أو تشاركني بأي شكل في أمورها الخاصة، ومع ذلك سألتها:

– بتكلمي مين؟

فابتسمت قبل ما تجاوب، ودي أكتر حاجة أثبتتلي إنها مش هتقول، لإن ابتسامتها بعد كمية التوتر اللي كانت فيه امبارح، بتدل إنها بتخفي حاجة.

– بكلم واحد..

قولت بتعجّب مصطنع:

– واو، واحد مش واحدة؟ طيب ما تعرفيني!

ابتسمت وقالت:

– طلبت منك تعرفني على البنات اللي بتكلمهم..

– لو طلبتي، كنت عرفتك..

– مش فضولية زيك، وعلى العموم، ولو إن مالكش دعوة، بس دي واحدة صاحبتي..

– حسيت كإنك عملتي مقلب فيها..

قالت وهي بتستدير:

– لعب بنات، متشغلش بالك، هجهز الفطار..

كانت غير طبيعية، وهدوءها مع ابتسامتها حاجة جديدة عليّا، خلوني أحس إنها بتحاول تداري حاجة.
ولأني واثق إنها مبتغلطش، فمزيدتش في الأسئلة، وقربت منها وقلت وأنا بسند بكوعي على المطبخ:

– بحب قوي طقوسك ليوم الجمعة.. بخور، وسورة الكهف، والمصلية مفروشة، والمصحف..

ابتسمت وقالت بحنين:

– اتعوّدت على الأجواء دي. يوم الجمعة عندنا حاجة مقدّسة زي يوم العيد كده.
بنصحى الصبح نصلي ونبخّر ونشغّل سورة الكهف، ونستحمى قبل الضهر، ونقعد نصلي ونقرأ قرآن ونسبّح.
بابا يصلي في الجامع، وبعدين يرجع ونتغدى. وفي طقس لسه لغاية دلوقتي محافظين عليه، وهو قعدتنا قدام برنامج الشيخ الشعراوي.
جه وقت القناة الأولى بطّلت تعرضه هو وعالم الحيوان اللي كان أساسي في يومنا، كانت فترة وحشة محسناش بيوم الجمعة فيها، لغاية ما رجع بابا في يوم ، ونادى على بسنت، إداها ورقة، وقال لها: "هاتي القناة دي، بيجي عليها الشيخ الشعراوي"..

كنت بسمعها وأنا بتأمل تفاصيل وشها بإعجاب، فارتبكت ودارت وشها عني، فقولت:

– أقولك حاجة وتصدقيني؟

قالت بدون ما تلتفت لي:

– قول..

– وجودك وكلامك بيحسسوني براحة نفسية مش عارف أوصفهالك، انتي جميلة قوي..

– مبالغ قوي، أنا عادية..

– آه، ما أنا عارف إنك عادية، ودي أجمل حاجة فيكي. دلوقتي مبقاش في حد "عادي"، كلهم فيك ومتصنّعين.
حتى أسماء صحبتك، رنّت عليّا بالليل على فكرة..

تجمّدت ملامحها، وقالت وهي بتستديرلي بكامل جسمها:

– إمتى؟ وليه؟

– وانتي بتشيلي العشا امبارح، كانت بتقولي إنها بتتصل عشان أعرف رقمها..

– وبتقولي ليه؟ وأنا مالي؟

– يعني علشان ما تتفاجئيش..

– اها،  بس واضح إنها معجبة ومهتمة بيك قوي..

– ما أنا عارف..

بدأ الانزعاج يبان على وشها، فقولت بابتسامة:

– بس أنا لا معجب ولا مهتم بيها..

تهرّبت من نظراتي، وقالت:

– بعيد إني ماليش دعوة وميفرقش معايا، بس لو صح مش مهتم، مكنتش خدت رقمها ولا ادّيتلها رقمك..

– هتصدقي لو قولتلك ادّتهولها عشان أمسك عليها غلطة وأحرّمها تدخل البيت ده تاني؟ دي بت مستفزة. مش ملاحظة إنها بتقصد تقلل منك؟

– مش ملاحظة..

– لا، لاحظي! البت دي مش تمام، وهتخطف جوزك منك..

رفعت حاجبها بابتسامة خفيفة، وقالت:

– تخطفه..؟

قولت بغرور مصطنع وأنا بعدّل ياقة التيشرت:

– أيوه، أنا كده.. جاذبية للبنات!

– أمال مجذبتنيش يعني..؟

– أنا قولت "بنات"..

– أفندم؟!

– ماجبتش سيرة الغزلان..

أخفت ابتسامتها وقالت وهي بتديني ضهرها:

– طيب ممكن تخرج؟ عاوزة أكمّل الفطار..

– أنا مش فاهم مضايقك ليه! ما أنا قاعد مؤدب..

– طيب يا مؤدب، مش نفسك تصلي الجمعة في المسجد يوم؟

– ليه الإحراج ده دلوقتي؟! ماشي يا شيخة رقية، هروح أصلي في المسجد يمكن ترضي عنّا وتلبسي الفستان من غير "بضي"..

حدّت من نظرتها، وقالت:

– نعم!! إنت عجبتك الشغلانة دي ولا إيه؟ ده مش هيحصل، على جثتي إني أعمل حركة زي دي..

– مالك يا روكا؟ أنا بهزر! ده حتى مرضهولكيش، افترضي حد عرف، هيقولوا إيه؟
قالعة "البضي" قدام جوزها؟ ده مش بعيد دماغهم السودة تخيلهم إنك بتقعدي بالبَنطلون أو ميني جيب قدامي..
أو حتى إنتي نفسك تحسي إنك أنثى..
---

لما جه معاد الصلاة، رحت المسجد. وكانت دي أول مرة من شهور أصلي الجمعة في المسجد. وأثناء الخطبة، حسيت بحد قاعد جنبي، ما التفتش ليه وفضلت مركّز مع الخطبة لغاية ما خلصت. 
بعد ما استوينا عشان نصلي، وأنا في التسليم الاول، أخدت بالي منه. كان راجل شعره غالب عليه الأبيض وطويل، عكس الرجالة في سنه. حسّيت بانتفاضة في قلبي لما عرفت إنه هو.

سلمت على شمالي، وبعدها رجعت بصيت له لقيته هو نفسه ومادد لي إيده بابتسامة وقال:

"حرماً…"

تعلقت عيني على إيده في صمت، لغاية ما مسك إيدي وقال:

"تقبل الله..."

قالها وبعدها قام ومشي. فوقت من شرودي وقمت بسرعة علشان الحقه. لقيته عند الباب بيلبس جزمته، فقلت:

"إنت جيت البيت تاني؟"

"مدخلتش، هي شافتني واقف برا..."

"وأيه جابك؟"

"وحشتني جيت أشوفك..."

"وأوحشك وتشوفني بصفتك إيه؟ هي هربانة منك يا عم، عايز مني إيه؟"

"ما أنا قولتلك يا حمزة، مش قادر أشيل إحساس الأبوة تجاهك..."

"بس أنا مش ابنك ولا أعرفك..."

"أيوه، ما أنا عرفت، بس هو إحساس مش بإيدي أتخلص منه..."

"وهتفضل تطلع لي زي عفريت العلبة كده كتير؟"

"لغاية ما ينتهي الإحساس ده..."

قالها ومسح على وشي بابتسامة، وبعدين مشي وسابني في مكاني.
تابعته بعيني لغاية ما وقف عند عربيته قريب بشكل كافي علشان اقدر اشوفه وافسر ملامحه وفضل واقف لدقيقة كاملة. دقيقة وانا مركّز في ملامحه، لونه شبه لوني، ورسمة العين والوش حتى الأنف فيهم مني. 
ازدردت لعابي وشيحت بنظري عنه وحاولت أصفي زهني ومسيبش نفسي اغرق في الدوامة دي. ورجعت البيت وأنا لسه بحاول أشيله من دماغي. 
وهناك، لقيت رقية مجهزة الأكل. وقفت مكاني أبص لها وأنا مش في حالتي الطبيعية، وعندي رغبة ملحة في البكاء.

قربت مني وقالت باهتمام:

"مالك؟"

ظهرت دموعي بشكل لا إرادي وأنا بقول:

"رجعت أشوفه تاني، مش عارف عايز مني إيه..."

اعتلت تعابير القلق ملامحها وقالت:

"هو مين ده؟"

"الراجل اللي وداني المستشفى، رجع يظهر تاني..."

مسحت على دراعي وقالت بتوتر:

"طيب اهدا وتعال... "

مشيت معاها وقعدنا في الصالة. قعدت جنبي وقالت:

"كل وبعدين قولي في إيه..."

"طلع لي فجأة مش عارف من انهي داهية، بقى يوقف بعيد يشوفني وبعدين يمشي. وداني المستشفى، ومره تانية نمت في العربية في وقت متأخر، لقيته بيخبط عليا وبيسألني بقلق: 'أنت كويس؟'، وجه هنا يطمن عليا لما إيدي اتعورت..."

تابعت باختناق:

"مش عارف عايز يوصل لإيه، أنا معرفهوش، مشفتهوش قبل كده..."

ربتت علي كتفي وقالت: 

_ طيب  اهدي،  قولي، مقالكش بيمشي وراك ليه؟"

"قالي..."

"قالك إيه؟"

"قالي إن ليه..."

قاطع كلامي صوت رنة التليفون فقلت بعد ما شوفت الرقم:

"ياسر..."

فتحت التليفون وقلت:

"أه يا ياسر..."

"فين أراضيك؟"

"في البيت..."

"إيه ده مال صوتك؟"

"مفيش، في حاجة؟"

"مفيش إزاي؟ صوتك مش تمام..."

"مفيش يا عم، عايز إيه؟"

"عايز أقابلك، محتاجك في طلعة..."

"طلعة إيه؟"

"تروح معايا بيت عمك نقنعه يوافق، أنا بشتغل دلوقتي وهو كان معترض عليا علشان مش بشتغل..."

"أه طيب، بس أكيد مش دلوقتي، استنى على العصر أو المغرب..."

"ماشي، خليها على الساعة 4 كده..."

"ماشي، وأنا هاخد معاد ونروح له..."

"تمام..."

"سلام..."

قفلت معاه، وبعدين سيبت التليفون وقولت:

"ده ياسر، عاوزنا نروح نتكلم مع باباكي في طلب إيد بسنت..."

"أها، طيب وبعدين قالك إيه الراجل ده؟"

استصعبت إن أقولها، إذا كنت أنا وقدر يلخبطني فإيه اللي ممكن تفكر فيه هي، فاخترت مكملش وقولت:

"مقالش حاجة، مقالش حاجة مهمة... ناكل؟"

أومأت إيجابًا واتنقلت قعدت في مكاني تاني، وأنا مكنتش في حالة تسمح لي أتكلم ولا أهزر. وبعد ما اتغدينا وشربنا الشاي، اتصلت بأبوها وقولت له إننا هنروح له أنا وياسر 

---

# حسن

لما ماما قالتلي إن مرات خالي عزمانا على الغدا عندهم، قولت لنفسي بتعجب:

"دي لو كانت تعرف إني بحب رحمة وعاوز أشوفها، وعاوزة تساعدني عمرها ما كانت عملت كدة ! دي ولا كأنها قاصدة.."

ومع ذلك مضيعتش وقت، دخلت الأوضة بسرعة، لبست وتجملت كأني رايح فرح مش عزومة، وبعدين مسكت الموبايل في إيدي، وكنت بفكر أبعتلها، لكن قلقت يكون حد معاها يشوف الرسالة،  ف تراجعت.

خرجت لبابا وماما، ومشينا في طريقنا على الڤيلا... وطول الطريق كانت رحمة مالية دماغي، وكل تفكيري فيها، لدرجة إن ملامحي فضحتني، فماما قالت فجأة:

– "ولما تتقلب بينا دلوقتي.."

صوتها صحاني من شرودي، قولتلها:

– "هه؟ لا لا، اتقلب إيه، أنا مركز أهو!"

بابا دخل في الحوار وقاللها:

– "أنا نفسي أفهم، إنتي مركزة معاه أوي كده ليه؟"

قولت:

– "قولها بالله عليك يا بابا، عارفة يا ماما؟ لو كنتي مركزة مع جوزك اللي قاعد جنبك ربع تركيزك معايا، كان زماني دلوقتي عندي أخين تلاتة بدل ما أنا فرادي كده!"

قالت :

– "مش لما أعرف أحكمك أنت الأول، أفكر أجيبلك إخوات؟"

– "بابا، شوف مراتك بتقول إيه! أنا هركز في السواقة أحسن.."

وبعد شوية من المناقرة وانتقاد ماما ليا من غير مناسبة، وصلنا الڤيلا. خالي ياسين كان مستنينا عند الباب مع كاميليا، مرات خالي زيدان، وتيتا، وقعدنا كلنا في الصالون.

الكل كان بيتكلم عن الشغل والسفر ويسرا، وأنا مشغول في حاجة تانية، نص تركيزي متعلق بأوضة رحمة مستنيها تطلع، والنص التاني معاهم وانا خايف حد منهم يلاحظ إن عيني بتدور على مكانها.

وفجأة، خالي ياسين مال عليا وهمسلي:

– "وصلت لفين معاها؟"

تجمد الدم في عروقي، بصيتله وأنا ببلع ريقي بالعافية وقلت بتلعثم:

– "مع مين؟"

– "البنت اللي كنت سهران بتكلمها على النت.."

ابتلعت الكلمة، وقولت بصوت مهزوز:

– "بنت مين؟ أنا مش فاهم بتتكلم عن إيه.."

فضل ساكت وباصصلي بنظرة عميقة، نظرة فيها شك، وساعتها ظنيت إنه عارف الحكاية كلها فقولت بتوتر:

– "هي كانت زعلانة، وعلشان كده كلمتني.. وطلبت مني.."

قاطعني وقال بمكر:

– "زعلانة ولا تعبانة؟ ما انا مش هسيبك غير لما أعرف علاقتك بيها وصلت لفين!"

كان بيتكلم بهدوء مش ماشي مع كونه عرف القصة، فبدأت أشك إنه مش بيتكلم عن اللي في بالي. فقولت:

– "بتتكلم عن إيه؟ مش فاهم.."

– "يا حسن!.."

– "مش فاهمك يا خالي، في إيه؟ فهمني!"

– "البنت اللي كنت بتكلمها، ولما أمك دخلت خبيت التليفون.. كده فهمت؟"

تنفست بارتياح، وقولت وأنا بحاول ألملم نفسي:

– "آه، هي ماما قالت كده؟ حسبي الله ونعم الوكيل.."

– "بتحسبن على مين؟"

قولت بنرفزة:

– "على الدنيا! معقول اللي بتعمله أختك ده؟ هتجنني، إمتى ترجع الكويت وتسيبني في حالي؟"

– "سيبك من أمك دلوقتي، قولي وصلت لفين؟"

– "يعني إيه وصلت لفين؟ يا خالي، عيب عليك، تشك فيا؟ إنت عارفني كويس!"

– "عارفك، وعارف كمان إن الشيطان لما بيقعد بين اتنين لوحدهم، بيحب يلعب لعبته الوسخة!"

– " كان شيطان مؤدب.. وبعدين مفيش بيني وبينها حاجة، دي صديقة."

– "والصديقة تتكلم معاها طول الليل، والراوتر يفضل يعد؟!"

– "عادي يا خالي، ماقلناش كلام عيب. انا مش مصدق إزاي تشك فيا كده.."

– "هعمل نفسي مصدقك.. بس قولي مين هي؟"

– "كانت زميلتي في الجامعة."

اعتدل وقال بتحذير:

– "أوعي تكون اللي في بالي!"

– "مين اللي في بالك؟"

قال بحدة:

– "حسن.."

– "قصدك يسرا؟"

– "أيوة، ما هي كانت زميلتك."

– "وإنت تتخيل إني أكلمها بعد اللي عملته فيا؟"

– "بعد اللي عملته؟ مش علشان هي مرات ابن خالك؟"

– "آه بعد اللي عملته، ولو كانت اتغصبت كنت خدتها حتى وهي مراته.."

– "حتى وهي مراته؟!"

– "آه، لو كان غصب. بس هي ما اتغصبتش، اطمن، مفيش اللي في دماغك. اللي كنت بكلمها صديقة، وكلامنا كان عادي جدًا."

– "طيب، لو كده.. وريني الشات!"

– "شات إيه؟ ليه أوريك الشات؟ أنا حذفته أصلاً!"

– "وريني رقمها."

– "ليه يا خالي؟"

– "وريني بقولك!"

مكنش قدامي حل غير إني أفتح الموبايل وأجيب شات رويدا، لأنها الوحيدة اللي بكلمها، واللي مفيش بينا حاجة، وجبته ووريتله.

خد الموبايل، وبص على صورتها وقال:

– "مش بطالة.."

قالها وبدأ يكتبلها، حاولت أوقفه، لكن بعد عني الموبايل، وبصلي بحدة خلتني أتراجع لورا.

بعتلها رسالة:

– "فينك كده؟"

بصيت للموبايل وأنا على أعصابي، خايف ترد وتفضحني. وبعد دقايق من التوتر، ردت وقالت:

– "في الكلية، هكلمك تاني، متختفيش، إنت وحشتني.."

تنفست براحة، وقلت لنفسي:

– "الحمد لله.. الحمد لله!"

بصلي بطرف عينه، وقال وهو بيرجعلي التليفون:

– "كلامكم عادي، ومافيش حاجة.. ها؟!"

#رحمة

قلبي وقع في رجليّ لما شوفته ماسك تليفون حسن وبيقلب فيه. فضلت واقفة مكاني، بقاوم الاغماء اللي كان هيصيبني بسبب الخوف، لغاية ما ياسين شافني،  وقتها بقيت احاول اكون طبيعية ولما طالت وقفتي من غير ما اقري منهم جه عندي. وقف قدامي، حط جسمه بيني وبين حسن وقال:

"كل ده في أوضتك؟"

قلت بتوتر:

_"كنت مصدعة."

قال بخبث 

"سلامتك يا حبيبي، تعالي اقعدي."

مسك إيدي وسحبني باتجاه جيهان قدام حسن اللي كان بيسترق النظر ليا من غير ما حد ياخد باله.  وبعد ما سلمت عليها. قعدت ف قال ياسين بابتسامة وهو بيبصلي بنظرات ثابتة:

"إيه رأيك في عروستي يا جيهان؟ مش كل يوم بتحلو أكتر من اللي قبله."

ما قدرتش ما أتوجهش بنظرة سريعة على حسن علشان اشوف رد فعله لقيته بيفرك في ايديه ويهز رجله بتوتر. 

دقايق مرت واحنا قاعدين وياسين بيتغزل فيا وعينيه متشالتش من عليا ف قام فجأة وقال:

" طيب  اسيبكم واخرج اشم شوية هوا في الجنينة."

قال ياسين 

  _ هوا اية اقعد.. "

_ معلش مش قادر  عن اذنكم.. "

قالها ومشي، ف قالت جيهان 

_ هو كده يموت لو اتصرف زي الناس المسؤلين"

قال جوزها 

_ بيقول يشم شوية هوا،  هما الناس المسؤلين مبيشموش هوا"

استمر جدالهم لدقايق وانا قاعده ساكتة كل تركيزي مع الباب في انتظار رجوعه ولما اتأخر استأذنت. وقلت: 

"دقيقة وجاية."

دخلت أوضتي، قفلت الباب وفتحت تليفوني. وبعته له:

"في حاجة حصلت؟"

جاوبني بسرعة كأنه كان مستني مني الرسالة:
"لا."

"إزاي؟ ياسين كان بيفتش في تليفونك."

"عادي، مفيش خوف من حاجة. وعادي لو عرف، إحنا مبنغلطش. إحنا صحاب ومش بنقول حاجة غلط."

كان واضح ان ده كلام بيقوله عشان يثبت لنفسه غير اللي حاسه ولكني معلقتش وقلت

"صحيح."

"أخبارك إيه؟"

"مش تمام خالص."

"ليه؟"

مكنتش عارفة أقول له إزاي إن خاله بيتحرش بيا لفظيًا وجسديًا، فقلت:

"حاسة إني غريبة هنا، سيكا وبرق وحشوني، ومحتاجاهم قوي."

"سيكا مسألش تاني؟"

"لا."

"تحبي أدورلك عليه؟"

"لا."

"ليه؟"

"مبقاش ينفع."

"إزاي؟"

"سيكا بوظ علاقتنا ببعض. للأسف مبقاش ينفع يكون هنا."

"قالك بحبك؟"

"أنت كنت عارف."

"كنت عارف إنه بيحبك. ومدام قولتي مبقاش ينفع يكون هنا، يبقى نطقها. وعندك حق يا رحمة، مبقاش ينفع يكون هنا. بس عارفة هو غلطان، هو اللي مبيعرفش يختار اللي يناسبه."

احتشدت الدموع في عينيّ، وقلت:

"مش هو اللي مبيعرفش يختار. أنا اللي مليش حظ أكون مع اللي بحبهم. مفيش حد حبيته واتكتب لي يكمل معايا."

"ولسة بتحبيهم حتى وهم مش معاكي؟"

"مفيش حاجة معذباني غير إني بحبهم ومليش نصيب يكونوا معايا."

فضل يكتب لوقت طويل، وفي الآخر وصلتني رسالة منه قال فيها:

"إرادة ربنا. هقفل وهرجع جوه،  باي"

قفلت معاه، وقعدت شوية في الأوضة، بحاول أضبط نفسي عشان محدش ياخد باله. ولما خرجت، لقيته قاعد معاهم. رجعت قعدت وبدون ادراك كانت عينيا بتجري عليه  وبتجنب البصة لياسين اللي مضعيش فرصة يمدحني فيها قدامهم 

---

#صدام

رجعت من بره لقيت الكل قاعدين في الصالون وحسن معاهم، لكنه كان ساكت، عينيه في الأرض وشارد. كان واضح إنه فيه حاجة مزعلاه، وحاجة كبيرة كمان. هو مش من عادته يفضل ساكت كده، ومقدرتش أمنع دماغي إنها تخيّل إن ممكن يكون ليها علاقة بيُسرا.

شيحت نظري عنه ودخلت الصالون، سلمت على عمتي وقعدت في مقعد موازي لمقعد رحمة اللي حالتها مكنتش أفضل من حالة حسن، لكن كان معروف سبب زعلها وهو عمي. في الوقت اللي كنت بوجه عيني ناحيتها ، ضرب عمي إيده فوق ركبتي وقال:

"ساكت ليه؟"

"ومين بيتكلم يا عمي، كله ساكت."

ميلت برأسي علشان أشوف حسن وقلت:

"ده حتى حسن ساكت، مش هسكت أنا؟"

تنهد بضيق، وبعدين بصلي وقال بابتسامة ظاهرية يغلب عليها الضجر:

"كلامي مش بيعجبك، ودمه تقيل ورخم."

"متقولش كده، كلامك زي السكر، حتى اسأل خالك، هو أكتر واحد بيحب كلامك."

"حاضر، هسأله بعدين. أنا خارج لما الأكل يجهز هرجع، الجو هنا بقى يخنق."

قالها ومشي، في الوقت اللي عمي كان بيبصلنا بطرف عينه وبيحاول يخفي ابتسامته. فقلت له:

"على طول كده مخنوق؟ مش عارف طالع لمين."

"لخاله."

"اتكسفت أقولك طالعلك تزعل."

"وازعل ليه؟ هو في زي حسن؟ ولد شهم وراجل وعينه مليانة."

كان واضح إن في عداء داخلي بيزيد كل يوم بسبب إنّي صبحت على رحمة واتكلمت معاها. لكن ما فَرِّقش معايا، مهتمتش لحظة إني أشيل الفكرة دي من دماغه. استأذنتهم ودخلت المطبخ، وأنا عارف إني هلاقي فيروز هناك، وبالفعل لقيتها واقفة مع سحر وبتجهز الأكل. ولما شافتني، جت ناحيتي وقالت بابتسامة:

"حمد لله على السلامة."

"تاعبة نفسك ليه؟"

"بساعد سحر."

"يا حبيبتي احنا نجبلها عشرة يساعدوها، متبقيش زي مرات عمي، تقضي عمرك في المطبخ."

"وأنا بعمل إيه يعني؟ ده طبخ."

"طيب تعالي معايا شوية، عايزك."

"حاضر، خلي بالك من الفرن يا سحر شويه وجاية."

خدتها وروحنا عند الباب الخلفي. هناك وقفت قدامي وقالت باهتمام:

"إيه يا حبيبي؟"

"هقولك حاجة بس متقوليش عليا مذبذب. المرة دي أنا مليش دعوة."

"خير إن شاء الله."

"يسرا قالت عاوزه تطلق."

"هي قالت كده من نفسها؟"

"اه، دورت في تليفوني وشافت مسجلك بإيه، وهي بأية زعلت. قولتلها إني هحاول أعدل بينكم، بس يمكن مقدرش أحبها. قعدت تعيط وقالتلي هتطلق، بس انفذ اللي قولت عليه، يعني تجبلها شقة واوفرلها طلباتها."

"لو انتوا الاتنين عاوزين كده مفيش مشكلة، طلقها."

استغربت تحولها الكامل في رأيها. في الأول مكنتش موافقة، وبعدين بقيت حاسس إنها عاوزاني أطلقها بأي شكل. لكن معلقتش، وقلت:

"هطلقها، وكل واحد يشوف حياته."

" ربنا يعملكم اللي فيه الخير."

قربت مني وتابعت بابتسامة، وهي بتتنقل بنظراتها بين عينيا وشفايفي:

"ونفضل إحنا مع بعض، مفيش حاجة تبعدنا."

قلت وأنا بداعب خدها:
"ودي أجمل حاجة في الموضوع ده كله، إنتِ عارفة؟!. حاسس إني مش هيجي يوم وأحس إني اكتفيت منك. بتوحشيني وإنتِ معايا، مببقاش عندي صبر لليلة اللي هبات معاكي فيها."

"بتحبني بجد يا صدام؟"

"بتهزري؟ بقا بعد كل ده  بتسألي  بحبك ولا لا "

"عارفة بس بصراحة، خايفة يجي عليا يوم أدوّر عليك، ملقكش." 

"أنا فاهمك، إنتِ خوفتي. يجي يوم وأعاملك زي يسرا، بس ده عمره ما هيحصل. أنا بحبك، وهفضل أحبك لحد آخر يوم في عمري واليوم اللي هتدوري عليا ومتلقنيش هكون مُت."

#ياسين 

في اللحظة اللي كنت ببصلها فيها، كانت هي مش قادره ترفع عيونها عن الأرض، وكأن نظراتي تقيلة عليها زي ما كانت تقيلة علي أمها وبتضايقها. ف قررت أسيبها شوية ترتاح مني وطلعت فوق.
لما وصلت اوضتي فوق لقيت التليفون بيرن، كان مساعدي. رديت عليه وقال لي إن لازم أسافر بنفسي علشان أتمم صفقة في تركيا.
وتركيا بلد ما روحتهاش قبل كده، وكان نفسي أروحها من زمان. ف قلت له يجهز لي الورق ويحجز لي على الأسبوع الجاي.

وبعد ما قفل فكرت، ليه ما آخدش رحمة معايا؟ هتبقى رحلة حلوة، ويمكن تكون فرصة نتقرب من بعض، أو حتى تتعدي من اهل البلد دي وتبطل تصدني. نزلت أدور عليها، ملقيتهاش. سألت عليها قالولي راحت الجنينة تشم شوية هوا. روحت على هناك ف لقيتها واقفة مع حسن الموجه وشه ناحيتي ولما شافني بعد ما كنت تقريباً وصلتهم، بادر وقال:

"خالي..."

التفتت ليا ف مررت نظري بينهم، وقولت:

"واقفين هنا ليه؟"

حسن رد وقال:

" جت عشان تتمشي و وقفنا."

كان في حاجة غريبة فيهم، لكن حسيت مفيش داعي أركز فيها انا عارف حسن كويس. ف وجهت كلامي ليها وقولت بحماس:

"إيه رأيك تطلعي رحلة معايا؟"

ردت متعجبة:

"رحلة إيه؟"

"تركيا ."

"تركيا مرة واحده، لا مش عايزة أروح."

"ليه؟ ده انتي هتنبسطي."

"مش عايزة."

كان واضح إنها قلقانة، وخايفة من فكرة إننا نكون لوحدنا. ف مضغتش عليها، وقلت:

"أوكي، أنا كده كده رايح الأسبوع الجاي علشان شغل، قلت يمكن تحبي تغيري جو."

"يبقى كتر خيرك لو خليتني أروح الجيم، ده التغيير اللي أنا عايزاه."

"أوكي، هخلي حد يوديكي ويجيبك."

وقتها نظرت لحسن، ما لقيتش أفضل منه يقوم بالمهمة دي. وقلت وهو بيدور بعيد عنى بنظراته:

"أهو حسن، ممكن هو يوديكي، وبالمره يروح هو كمان."

تحمحم وقال:

"ما إحنا اتفقنا إني هشتغل. معلش، شوف غيري."

"أجل الشغل يكون جيت، انت هتروح مرة مرتين مش هتتعب يعني."

" ماهو يا خالي 

قاطعته وقالت بجمود:

"متغصبوش اذا كان مش عايز، أنا أقدر أروح لوحدي، داخلة أشوف بيعملوا إيه."

قالتها ومشيت. فقلت:

"إنت بتتلكك، خلاص هتموت عالشغل؟ هما كام يوم وهرجع، اسمع الكلام مش هطمن عليها مع حد غيرك."

قال:

"اللي تشوفه، خلاص هوديها."

#كاميليا 

في اللحظة اللي كان الأكل بيتحط على السفرة، قررت أطلع أجيب يسرا بعد ما فضلت ساعتين مستنياها وما جتش. ولما وصلت، لقيتها قاعده على طرف السرير، دموعها مالية وشها، ودبلانة. وكان ده تاني أجمل منظر شفته بعد شوفيتها مطحونة.

تقدمت ووقفت قدامها، وقلت:

"مجبتيش ليه يا مرات ابني؟ الكل بيسأل عليكي."

رفعت جفونها وبصتلي بنظرة جامدة، من غير ما ترد، فقرّبت منها شوية، ميلت قدامها، تأملت شكلها، وقلت بشماتة:

"إنتي عارفة إن منظرك وإنتي تعبانه ومزلولة كده، أجمل مليون مرة من وإنتي حاطة مكياج."

قالت باستحقار:

"وإنتِ زعلانه راضية نفس السحنة، حرباية."

قلت باندهاش مصطنع:

"حرباية؟! تؤتؤتؤ! في واحدة محترمة تقول لحماتها حرباية؟ يا مش متربية!"

ردت وقالت:

"أه أنا، ولسه،  ابنك هيطلقني، وأفوقلك بس يا كاميليا، ومش هيكون ورايا غيركم. صدقيني، اللي ما قدرتش أكشفه في الأول، مش هسكت غير لما أكشفه بعدين، وأولهم أعرف مين عز، ومين هو ابنه، حمزة ولا يكون صدام ."

كظمت غيظي وقلت:

"مين عز؟ اية اللي أبو حمزة أو صدام؟ يعني إنتِ علشان ساهلة بتروحي لرجالة في شققهم، هتفتكريني زيك؟! على العموم، أنا مسامحاكي، عارفة ليه؟"

تابعت بابتسامة قاصدة استفزازها:

"علشان المزلولين المتهانين اللي زيك مش بيعرفوا يقولوا إيه وبيخرفوا."

قالت:

"على كده كنتِ مزلولة وإنتِ بتكلميه وتقوليله 'ابنك'؟ مش شايبة على الكلام ده يا حماتي، عجزتي مش لايق عليكي شغل البنات ده يا ماما ستو."

"أممم ماشي. انزل بقى أنا، حاولي تلحقيني. حسن تحت، ولو قولتِ قدامه إن يسرا راحت عندك، هيقول فوراً إنك روحتِ تتزلي قدامه وهو طردك. ساعتها صدام مش هيطلقك، لا، هيدبحك دبح."

طبطبت على وشها وقلت:

"ماشي يا قطة، الحقيني."

#يسرا

فوق إحساسي بالإهانة  زاد عليا إحساسي بالخوف. وأصبحت رغبتي في الانتحار بسبب الخوف ده. بعد ما قلت كل اللي في قلبي ليها، فوقت... وفوقت على حاجة مرعبة، وهي أنا كنت بكلم مين؟!

لدقايق وانا قاعدة مكاني مش قادرة أتحكم في رجفة جسمي. المصيبة إني مكنتش هقدر أقول لصدام، هو أول واحد هييجي عليا لو عرف. ف قررت اني هنزل واتقي شرها المرة دي يكون طلقني ومشيت

قمت من مكاني وانا لسة برتجف من الخوف، وقفت قدام المرايا، مسحت وشي بمنديل مبلل، وحطيت مكياج أخفي بيه الإجهاد والتعب... وأداري شوية على خوفي.

وبعدين قلعت الفستان اللي كنت لابساه، ووقفت أبص لبطني في المرايا. كانت كبرت... والبيبي بيتحرك بشكل منتظم. حطيت إيديا عليها أتحسسها، واتخيلت لو فكرت تقتلني؟ أو تعمل حاجة تخليني أسقط وأخسره؟ 
كنت هموت من مجرد التفكير.

وفجأة انتفضت لما سمعت صوت خبط على الباب.

– مين؟!! (صوتي كان خايف ومهزوز)

محدش رد.

– مين؟!

وقتها جالي صوت فيروز.

جريت على الباب وفتحته. وقفت قدامها ولسه جسمي بيرتجف، ومش قادرة أوقف دموعي. ف قالت: 

– سحر قالتلي إنك سألتي عليا.

اكتفيت بإني أومأت وأنا ببكي من غير صوت ف قالت باهتمام بعد ما كانت بتحاول متلقيش بال لخوفي ده: 

– تعالي...

مسكت إيدي، خدتني لجوه، وقعدتني على السرير.

– ارتاحي...

رجعت خطوة، وبعد تردد قالت:

– شوفي، أنا مقدرة خوفك... بس أنا لو كنت هقول، كنت قلت من الأول. مفيش داعي للي إنتي فيه ده.

حاولت أتكلم، بس صوتي كان واقف في حنجرتي، بيخنقني ف قالت 

– آه، ومتيجيش... خليكِ هنا، هبقى أجيلك تاني.

لحقتها وقولت بصوت مختنق:

– فيروز، استني...

دموعها اتجمعت في عينيها وقالت

– قلتلك مش هقول حاجة... مش أنا اللي أفضح حد ربنا ستره،  اهدي شوية

– عارفة... عارفة... أنا...

– إنتي إيه؟

سحبتها، وقعدتها جنبي على السرير.

– بصي... إنتي كده كده عرفتي أوحش حاجة، في حاجات تانية حصلت...

– مش عاوزة أعرف غير حاجة واحدة. حاجة واحدة بس هي اللي تهمني.

رديت بتعجل بعد ما فهمت سؤالها قبل ما تقوله

– ابنه... ابن صدام، والله.

– وأنا إيه يثبتلي؟

– من غير إثبات، اللي في بطني من صدام. اللي حصل بيني وبين عيسى كان بعد كده... بس اسمعيني، والنبي، أنا مش عارفة أروح لمين...

– ماشي... قولي.

– أنا مش عارفة بقولك ليه، ولا هتقدري تساعديني ولا لأ، بس...

– قولي.

– إنتي عارفة حكايتي مع حسن؟

– آه.

– من فترة كنا متخانقين أنا وصدام... زهقت، وندمت إني اتجوزته، وإني سبت حسن. في لحظة ضعف... رحت لحسن بيتهم... أهله كانوا مسافرين...

عينيها توسعت بصدمة، وقامت من على السرير.

– استغفر الله العظيم يا رب... إنتي إيه؟!

شديت إيدها بسرعة.

– هكمل... اقعدي! مفيش حاجة من اللي في دماغك...

– دماغي إيه؟ إنتي خليتي فيها دماغ؟! طيب وبعدين؟ عاوزة تقولي إيه؟

– أنا رحتله... قدام البيت... مدخلتش. كنت عاوزة أعتذر له، وأتطلق من صدام ونتجوز. ده اللي قلته، بس هو رفض، كرهني، وطردني. بس كاميليا عرفت... وابتدت تبتزني. والنهارده جت، وابتزتني علشان أنزل. ومن غيظي منها اتحديتها... وقلت كلام أنا مش قدّه. وأنا متأكدة إنها مش هتعديها... يمكن تقتلني.

– كلام إيه ده؟!

– مش هقولك.

– ليه؟!

– هتحطك في دماغها لو عرفت إنك عرفتي. أنا بس خايفة...

– طيب، وإنتي عاوزاني أعملك إيه؟

– معرفش... مش عارفة بقولك ليه أصلًا...

– ولا أنا عارفة أقولك تعملي إيه... هي لو هتقتلك، هتقدر توصلك في أي مكان تروحيه.

– طيب، وبعدين؟

فكرت شوية وبعدين قالت 

– نعدي اليوم ده بس... وبعدين نشوف. قومي... إلبسي.

– هنروح فين؟

---  

#حسن 

كنا قاعدين علي السفرة بنتغدا... الكل بيتكلموا مع بعض وانا في دنيا لوحدي بسترق النظر إلى رحمة اللي كانت قاعدة بتقلب في طبقها بضجر  ولما تلتقي عينيا كانت بتتهرب مني وكل ده علشان رفضت اوصلها الجيم، مكنتش عارف اقولها ازاي ان رفضي كان علشان خالي ميشكش في حاجه واني كنت عاوزه يطلب مني اعمل كده ومستنية يصمم اني انا اللي اوديها رغم رفضي.. وفي الوقت ده لمحت حد نازل من فوق ف توجهت بعنيا علي هناك لقيتها يسرا ومعاها فيروز ماسكة ايدها وبتساعدها. 

كان شكلها مجهد وتعبان ولكن مكنش تعبها ده بسبب الحمل وكان واضح قوي من تعابير وشها الحزين ان لصدام دور كبير في الحالة دي بقيت باصصلها وبيمر في بالي لحظاتنا سوا واللي عملته معايا واللي وصلتله بسبب عملتها دي لغيت ما تفاجأت برجل خالي بتخبطني في رجلي من تحت التربيزه بتفوقني من شرودي
وفي اللحظة اللي بلتفت ليه فيها سمعت صرخت فيروز التفتنا كلنا ناحيتها وشوفنا يسرا بتقع منها وتفقد الوعي الكل قام يجري عليهم وصدام سابقهم بخطوات وفضلت انا وخالي لوحدنا ف قالي: 

_ لم عينك، جوزها موجود.. "

" هتزعلني منك ليه يا خالي، ولا احلف ما اجي هنا تاني.. "

    " بقا خلقك ضيق قوي يا حسن.. "

" انت اللي مش عارف مين حسن،  واشمعنا دلوقتي هفكر فيها ماهي قدامي بقالها سنين.. "

    " انا بنبه عليك بس، هغسل ايدي.. "

    قالها ومشي في الوقت اللي رحمة كانت نازلة من فوق. 
كنت متوقع انها توقف عندي ولا تكلمني ولكن ده محصلش، وسابتني ودخلت اوضتها من غير ما تبصلي حتي 

---------

#فيروز 

ريحها صدام علي السرير وفوقها بالبرفان في وقت كنا انا وكاميليا ومرات بابا وجيهان واقفين حوليها الكل مهتم ومستنيها تفوق علشان يطمنوا عليها  إلا انا كنت عارفه ان ده تمثيل زي ما اتفقنا وبعد ما فتحت عينيها مررت بصرها علينا كلنا وبعدين غمضت تاني بتعب ف قالت جيهان 

    "ياقلبي عليها الحمل مبهدلها.. "

اضافت كاميليا 

   " ده دلع بنات، يلا هنكمل الأكل.. "

قالتها ومشيت وخدتهم معاها وفضت علينا الاوضة احنا التلاتة ف قال: 

   " ايه نزلها انا قولتلها متنزلش.. "

رديت وقولت: 

" انا قولتلها تيجى تاكل معانا، مكنتش اعرف انك رفضت.. "

قال بنرفزة وعينه مثبته عليها 

   " طيب وهي مكنتش تعرف اني رفضت، ماهي قالتلي ان امي طلبت منها تنزل وقولنا لا، ايه لازمته اللي حصل ده.. "

فتحت عينيها وقالت: 

   " انا قولت انزل اتغدا معاكم،  وانت كده كده معانا.. "

" بس ده مكنش كلامنا من الاول، انتي قولتي مش عايزة انزل،  مكنتيش محتاجة تعملي مش حابة النزول من الاول ونزلتي معانا ، مش تعدي اللي باقيلك علي خير، لازم حوراتك دي.. "

نزلت دموعها ف قولت وانا ببعده عنها

    " صدام مش وقت الكلام ده، الست تعبانة تعاله.. "

زق ايدي عنه وقال بعصبية 

" بقولك ايه انتي كمان مش عايز ولا كلمة، انزلي تحت.. " 

   اخفيتها في نفسي واومأت ايجابا ونزلت تحت من غير ولا كلمة.
دخلت المطبخ عند سحر وجني لقيتهم بيجهزوا العصير والشاي، انضميت ليهم في التجهيز وانا بحرص اني اداري وشي عنهم عشان ميشوفوش ددموعي اللي بحاول مخلهاش تنزل ف جاني صوت سحر وهي بتقولي 

    " في حاجه يا مدام فيروز.. "

اومأت بنفي ف قربت مني وقالت 

    " طيب اعملك حاجه تشربيها.. "
ديرتلهي ضهري وقولت 

" شكرا يا سحر مش عاوزه.. "

   " عايزك.. "

جاتني الكلمة دي من خلفي بصوت صدام وبدون الالتفات عليه قولت 

    " نخلص الشاي والعصير واجي.. "

قرب مني ومسك ايدي وقال 

    " سيبي كل حاجه، تعالي.. "

مشيت معاه ورجعنا الاوضه قفل الباب وبعدين رجع قدامي حط ايده علي وشي وقال 

   " انا اسف.. "

بعدت ايده عني  ف قال 

    " يوة يا فيروز،  ياشيخة كنت متعصب بسبب اللي عملته، احنا قولنا متنزلش وهي فاهمة ان التصرف ده مرفوض، اية نزلها، اهي وقعت .. "

" طيب.. "

   " ايه طيب دي .. "

مردتش ف جذبني ليه بلطف وقال 

    "  بقولك اسف متدلعيش بقا،  حقك عليا، الدنيا كلها تزعل وانتي لا.. "

بعدت عنه وقولت 

" خلاص مش زعلانه.. "

" امال عينيكي بتقول غير كده لية.. "

غلبتني ابتسامتي وانا بقول 

    " بتكدب.. "

" لا لا مستحيل،  انتي زعلانه وانا هصالحك.. "

قولت بابتسامة 

" وانا مش عاوزه اصتلح.. "

قال وهو بيشيلني بشكل مفاجيء ويتجه بيا ناحية  السرير 

" وانا قولت هصالحك يعني هصالحك.. "

قولت ضاحكة: 

" مش وقته، مش وقته، بعدين ونبي يقولوا ايه.. "

" يقولوا اللي يقولوه.. "ء

، وبعد وقت كبير واحنا مع بعض ومغيبين تماماً ناسيين الناس اللي عندنا الباب خبط.. وقتها انتفضت وقولت

    " يا نهار اسود  قولتلك يا صدام، ياربي، يقولوا علينا ايه.. "

حد من نظراته وقال بخفوت

    " جايبك من شارع محمد علي  انا ولا اية،  اكتمي.. "

قال موجه كلامه للي بيخبط

    " مين.. "

جانا صوت كاميليا وهي بتقول 

    " افتح.. "

كتمت ضحكتي ف قال بعبس موجة كلامه ليا 

    " افتح ازاي.. "

" مش عارفه، بس انا مش هخرج من الاوضه النهارده ولا بكرة.. "

    " متعصبنيش عليكي، هما قفشنا في شقة مفروشة اسكتي خالص،  ومش خارج بقا خليهم يخبطوا لسنة الجاية.. "

قالها ورجع يتقرب مني حطيت ايدي على بوقه وقولت 

    " بتعمل ايه، مامتك بره.. "

قال بزهق

     " مامتي مامتي، ماشي هشوف مامتي، قومي استري نفسك هو يوم باين من اوله.. "

قومنا انا اتخبيت في زاوية بعيد عن الباب وهو لبس بسرعة وفتح ولكن ملقهاش ف قال بضجر

    " اهي مشيت، بتخبط ليه من الاول، هروح اشوفها واجيلك.. "

#صدام 

خرجت من الاوضة وطلعتلها فوق لقيتها مستنياني ولما شافتني بصتلي بازدراء من فوقي لتحتي ف قولت بجدية

   " افندم.. "

" خلاص مبقتش صابر ولا السنيورة هتطير.. "

    " عاوزه ايه يا ماما.. "

" هعوز ايه منك، عمتك وحسن كانوا عاوزين يطمنوا علي يسرا قبل ما يمشوا قولت اسالك بس انت اتأخرت ف طلعت جيهان اطمنت لوحدها وبعدين مشيت.. "

    " حسن كان عايز يطمن عليها.. "

" اه حسن كان عايز يطمن عليها، ولا فاكر انه مش هيتهم وهو شايفها واقعة كده.. "

 كلامها خلي الغضب يتمكن مني وكنت بتمني لو اروح اقتله واقتلها وخاصة اني حسيت انها ممكن تكون نازلة علشانه ويمكن كمان ماما مطلبتش منها تنزل وهي قالت كده علشان تشوفه، ومع كده  قدرت اتمالك اعصابي واكتفيت بإني أعجل في البحث عن شقة قريبة وبعدين اطلقها وتختفي من حياتي 

#حمزة 

خرجت بدري عن معادي بحجة اني هقابل ياسر قبل ما اروح بيت ابوها... كنت عايز اهرب واكون لوحدي وخلاص ومشيت بالعربية من غير وجهة وانا دماغي بتودي وتجيب في كل حاجه بتحصل حوليا وفي خوفي اني اجيب سيرة لماما بالموضوع ده مع اني لو كلمتها هرتاح وفي الوقت ده وانا غرقان في التفكير وصلني  إتصال من اسماء وقتها بقا عندي اللي يشغلني عن التفكير، وبقيت عايز اشوف اخرها وامسك عليها غلطة واحده ف رديت وقولت 

   " ايوة.. "

" يارب ما يكون بتصل في وقت غير مناسب.. "

    " كل الاوقات مناسبة ليكي، ايه الاخبار.. "

" ربنا يخليك يارب، انا تمام، لسة قافلة مع رقية وقالتلي انك خرجت كنت عاوزه اسألك لو في جديد.. "

    " لا والله لسة، النهارده اجازة ومقابلتش حد لما اروح بقا.. "

" مفيش مشاكل، بس اهتم علشان خاطري، محتاجة الشغل قوي.. "

    " ولا تشيلي هم اعتبري الشغل موجود.. "

" ربنا يخليك يا حمزة،  ويارب ميكونش مضيقاك، انا بس حسيت اني بتكلم مع اخويا ف شيلت الحرج.. "

    " طبعاً طبعاً، ولا مش مضيقاني ولا حاجه انتي اختي تنوري في اي وقت.. "

" ربنا يخليك يارب.. "

    " تسلمي، طيب محتاجة حاجه.. "

" لا سلامتك.. "

    " الله يسلمك، مع السلامه.. "

" مع السلامه.. "

محبتهاش من اول مره شوفتها فيها، بنت فيك كل كلامها تصنع،  و واضح قوي انها وصولية وبتاعت مصلحتها ودي اكتر حاجه ضايقتني في رقية نفسها انها مصاحبة واحده بشكل ده 

#ياسر 

وانا في طريقي لحمزة من غير الموتسيكل كنت واخد بالي ان حد ماشي ورايا، خدتني الريبة منه ف قررت اوقف واشوف هيكمل الطريق ولا قاصدني و وقفت واستنيت اشوف هيوصل فين لغيت ما شوفته مكمل طريقه وموقفش ومع ذلك كنت لسه مقلق منه ولكن كملت طريقي لغيت المكان اللي اتفقنا انا وحمزة انه هيستناني فيه لقيت عربيته هناك ف دخلت وقولت 

    " اية الاخبار.. "

" زي الاهرام، قولت ل ابوك انك رايح.. "

     " بابا معندهوش اعتراض يعني لو ابوها وافق هاخده ونروحلهم،  بس قول يارب يوافق .. "

" مش بتقول اعترض علشان مش بتشتغل.. "

    " اه.. "

" طيب يعني مشكلته اتحلت واحنا نلح شويه كمان ونقول مش هنلاقي زيها وجيت علي السمعة جيت على السيرة وكل الشغل ده وهو هيوافق.. "

    " يارب يوافق وميطلعش ميتين امي .. "

" يارب ياخويا، مالك مدلوق كده.. "

     " مش مدلوق مدلوق، بس البت خسارة، اصلها حلوة ومؤدبة، ولسانها متبري منها.. "

" اه انت هتقولي معايا الاصل بتاعها، نفس اللسان .. "

ضحكت وقولت

   " لسة بردو مطلعة عينك.. "

    " لا، في تغيير كبير، لو مكنتش غلطان ف هي بدات تغير عليا.. "

" مش قولتلك، ولسة هتلاقيها جيالك وبتقولك بحبك كمان.. "

    " انت عارف نفسي في ايه.. "

" اية.. "

     " نفسي ده يحصل في اسرع وقت،  وأخدها ونسافر سنة سنتين ان شاءلله حتي منرجعش، مبقتش حابب العيشة هنا.. "

" لية يابني هو حد عايش عيشتك، دا انا عيني باردة عليك كل سنه عربية وفلوس متتعدش و واخد حُريتك ومحدش بيقولك اعمل ولا متعملش ومليون واحد يوقف في ضهرك لو وقعت في مشكله.. "

    "  انت مش فاهم بس انا بقيت اخاف اقعد لوحدي او حتي افكر.. "

" طيب لية، ايه اللي بيحصل علشان توصل لده.. "

    " كل حاجه، كل حاجة، اهتمام ماما الاوڤر والفلوس والحرية اللي موفرهملي بزيادة قوي، وكره بابا ليا وكأني عدوه، والادهي الراجل اللي ظهر في حياتي ده، هيجنني يا ياسر كل شويه الاقيه ناططلي في مكان وبيسأل ويطمن ويخاف، انا عارف ان مفيش حاجه بس كل الاحداث دي مخلياني تعبان وخايف.. "

" علي فكره انت مزودها قوي،  اللي بتعمله مامتك ده الطبيعي مفيش ام تملك انها تخلي اولادها سعداء مش ناقصهم حاجه وهتتأخر،  وابوك زعلان منك علشان هي مبوظاك بدلعها ده، والراجل اللي ظهر ده مجنون وعاوز علقة نضيفة.. "

    "  عارف اللي خوفني اكتر ان النهارده ركزت في شكله،  ومش عارف بقا دماغي هيئتلي ده ولا لا، بس الراجل في كتير مني... "

" يخربيت امك ياشيخ، ياض انت عايز تجنن نفسك، متفكرش كده تاني، ده تخريف، وشغل افلام هندي.. "

    " ما انا بقول كده بردو.. "

" ايوة كدة، ولو الراجل ده طلعلك تاني اديله علقة موت علشان يحترم نفسه، جنان اهله، نقصاه.. "

كنت بطمنه وانا اللي شكوكي بتزيد ناحية الموضوع ده، مبقتش قادر اشيله من دماغي زي الاول، واكتر حاجه كانت محيراني ودليل علي الكلام ده هو عدم الشبه بينه وبين ابوه وكرهه ليه زي ماهو بيقول، والحقيقة اني قلقت ان ده يطلع حقيقه، انا اكتر واحد عارف حمزة وعارف ان حاجة زي دي ممكن تقضي عليه 
امك

تعليقات