رواية الشيخ شردي الفصل الثامن8والاخيربقلم سيد مصطفي
وبتمر الايام على الوضع ده لحد ما فيوم، بيجي واحد لحد بيت سعيد وبيبلغه بخبر غريب وده لما بيقوله:
-انا سيف مرزوق المحامي يا حاج سعيد،
-يا أهلا وسهلا، يا مرحب بيك، خير يا استاذ؟
-سحر مرات ابنك وصتني ابلغك أنها عايزة تشوفك ضروري.. وده قبل ما تترحل على النيابة، وبتقولك أن حياة ولادك مربوطة بمقابلتها دي.
-نيابة!! وهي هتترحل ليه للنيابة؟ هي عملت ايه؟
-قتلت عمتها.
-يا نهار مش فايت، وده حصل امتى؟
-النهاردة الصبح.
ووسط صدمة وذهول سعيد بيطلب المحامي منه يجي معاه عشان يقابلوا سحر، لما سعيد بيفوق من الصدمة وبيستوعب كلامه، بيدخل يبلغ الشيخ شردي بالخبر ده، كمان بيقوله أن سحر عايزة تشوفه، الشيخ شردي بيرد عليه وقتها وبيقوله:
-انت لازم تروحلها يا سعيد.
-طب ما تيجي معايا يا عم الشيخ.
-متقلقش منها يا ولدي، روح وربنا معاك.
-ونعم بالله.
-انا هروح اصلي الجمعة على ما تيجي، وساعتها هفهم منك هي كانت عايزاك ف ايه.
بيمشي سعيد مع المحامي فعلًا عشان يروحوا على النقطة، أما الشيخ شردي فبيروح على المسجد، لما بيوصل سعيد للنقطة مع المحامي، هناك بيطلب من الظابط النبطشي أنه يشوف سحر.. وده بعد ما بيحكيله سبب زيارته، الظابط بيأمر بحضور سحر لمكتبه، مابتمرش دقايق وبيدخل العسكري بسحر، اللي بتقعد قدام سعيد وبتبدأ معاه الكلام.. وهي على وشها ابتسامة غريبة:
-انت طبعًا شايفني الشيطانة اللي أذت عيالك ودمرت حياتكم، انت غلطان يا عم سعيد، انا مش هنكر أن كان ليا دور ف ده كله، لكن عمتي فايزة كانت هي الشيطان اللي بيحرك كل حاجة، ماتبصليش باستغراب اوي كده، دي الحقيقة يا سعيد، عمتي كانت ابشع مخلوقة على وجه الأرض، إنسانه طماعة، ملعونة، مؤذية، وعشان تفهم كل حاجة لازم احكيلك الحكاية من الاول خالص، من اليوم اللي خرجوا فيه أهل البلد على بيتنا وقرروا يولعوا فيه، وقتها عمتي كانت موجودة معانا جوه، أبويا لما اتأكد يومها أن دي هتبقى نهايته أدىٰ لعمتي كتاب شكله غريب ومعاه منديل، قالها انها لازم تكمل اللي هو بدأه، وأكد عليها أنها تقرأ الكتاب كويس وتنفذ اللي مكتوب فيه بالحرف، وكمان تحافظ على المنديل، وفعلا عمتي خدت الكتاب والمنديل وخبتهم تحت هدومها، بعدها قربت من باب البيت وفتحته، وقتها طلبت من أهل البلد انها تخرج وأنا معاها، الناس سمحولنا يومها بالخروج، بعدها شوفت بيتنا وهو بيتحول لكتلة نار، سيبنا المشهد ده ورانا وخدتني عمتي وجينا على البلد هنا، استقرينا ف بيت صغير وهناك بدأت تقرأ وتتعلم من الكتاب، واللي كانت بتتعمله كانت بتجربهُ عليا، فتح مندل بقى، تحضير قرين، كل امور السحر، كنت بتعذب ومبنمش الليل من اللي بشوفه، كنت بشوف كائنات مرعبة ملزماني ليل نهار، فضلت اتحايل عليها عشان توقف اللي بتعمله فيه ده.. لاني مبقتش قادرة استحمل، بس هي كان قلبها حجر ومكانش فارق معاها حاجة غير انها توصل لهدفها، ومع الوقت قدرت تتعلم كل حاجة ماعدا تعويذة المنديل، التعويذة كانت صعبة وليها طريقة نطق معينة، بس هي فضلت وراها لحد ما حفظتها واتقنتها كمان، ومن بعدها جابت شوية قماش وقالت إنها هتشتغل دلالة، وده عشان تقدر تدخل البيوت وتكشف على الكنوز بالمنديل، كانت بتدخل البيوت وبتعرض على الحريم القماش اللي معاها، ومن ضمن البيوت اللي دخلتها عمتي فايزة.. هو بيتك يا عم سعيد، وقتها دخلت عشان تعرض على مراتك انعام القماش اللي معاها، وهناك قدرت ترمي التعويذة على المنديل، وعرفت ان بيتك مبني على كنز كبير، لما عرفت ده فضلت مراقبة البيت فترة عشان تلاقي مدخل تدخلك منه، ومع مراقبتها للبيت عرفت بالمشاكل والفضايح.. اللي كانت بتعملها أم كارم مراتك الاولانية، واللي كانت بتقول فيها انك حارمها من ولادها ورافض إنها تشوفهم، ولما أدخل كام واحد من الجيران ف الموضوع، سمحتلها انت بأنها تشوف ولادها عشان تلم الموضوع وتوقف كلام الناس، ما انت ماكنش عندك الجراءة تقول انها خانتك مع راجل تاني وسيرتك تبقى لبانة ف بؤ الخلق، طبعا لما عمتي فايزة عرفت المعلومات دي، شافت أن دي أنسب فرصة عشان تدخل الشياطين لبيتك، استنيت اليوم اللي أم كارم هتيجي فيه عشان تشوف عيالها وقابلتها، يومها عرضت عليها تعملها عمل يموت فرح بنت انعام ويقطع نسلها من الدنيا، وبكده تبقى انتقمت من انعام، وكمان البيت والورث يروحوا لولادها هي بس.. ومحدش هيشاركهم فيه، أم كارم شيطانها كان حاضر وهي تملي بتطوعه، فسبقها بالإجابة ووافقت على كلام عمتي، ساعتها فايزة طلبت منها حاجة من أتر بنتك، وطليقتك قدرت تعمل ده لأنها كانت بتتردد كتير على بيتكوا، قصره، اتعمل فعلا العمل وطلبت منها تدفنه جوه البيت، فايزة كان هدفها وقتها تنفذ طلب أم كارم، وف نفس الوقت تسيطر على رصد المقبرة، هي قدرت فعلا تتسبب ف موت فرح، وده لما وقعت من ايد ناهد.. وده بعد ما اتفزغت من خادم السحر اللي كان متشكل لها على هيئة قط مرعب، لكنها لما حاولت تسيطر على رصد البيت بخادم العمل او السحر ده، مقدرتش لانه كان ضعيف قدام رصد المقبرة اللي كان ملك من ملوك الجن، ولما فشلت محاولتها طلبت مني أشاغل كارم.. واحاول اقرب منه، كنت رافضه كلامها لكنها هددتني، ولاني عارفه جبروتها وفاهمة كويس هي تقدر تعمل ايه.. فوافقت، وف الوقت ده رجعت ام كارم تاني لان انعام بقت حامل للمرة التانية، يومها ام كارم كانت عايزها تسقط ، حاولت فايزة كتير وقتها، لكن ربنا ماردش والحمل كمل.. وجت بنتك التانية واللي سمتوها فرح برضه، ولما حاولت عمتي تموتها بعد ما طلبت منها ام كارم ده.. مقدرتش، البت روحانيتها عالية وحواليها هالة وحماية من عند اللي خلقها، وعمتي مكنتش قادرة تكسرها، المهم انها بعد ما فشلت مع فرح ركزت مع كارم، هي كانت تقدر تعمله سحر محبة وتجيبه راكع لحد عندي، لكنها كانت عايزة الموضوع يجي طبيعي، وده لانها خافت انك تلاحظ تأثير السحر عليه، فترفض جوازه مني ولو ده حصل، ف أكيد مش هتخلينا نقعد معاك ف نفس البيت، وساعتها كل اللي خططتله هيبوظ، عشان كده سابت الأمور تمشي طبيعي، واعتمدت على شطارتي، وانا مخيبتش ظنها، وقدرت اوقع ابنك كارم ف ظرف كام شهر، وقتها طلب مني الجواز وانا وافقت، كمان قالي انه مش هيقدر يجهز شقة وهنقعد مع ابوه ومراته، وده كان المطلوب، ومع وجودي ف البيت كنت بنفذ كل كلامها، كنت بكتب الطلاسم ف الاماكن اللي تقولي عليها، لكن رصد المقبرة كان رافض ده عشان كده حذركم، وده لما ظهر لفرح وقالها:
(فلاش باك)
-الارض هتتهز وهتموتوا كلكم، لو مخرجتوش من هنا ووقفتوا اللي بتعملوا، اللي هيحصلك ده تحذير ليهم، بعدها هاخد نور عينيكم كلكم .
وساعتها حصل لفرح عمى مؤقت، وزي ما قولتلك فرح روحها شفافة وبتشوف اللي غيرها ميقدرش يشوفه، فقدرت تشوف الرصد، ولما حكت فرح اللي حصل، وقتها عرفت فايزة أن رصد المقبرة مش هيبقى سهل ابدًا، بس هي ماكنش تتوقع أبدًا الرؤية اللي شافتها فرح من ابوك صالح واللي بسببها انت قدرت تكشف أصلنا، ولو هتسألني عن السبب اللي خلاني اقتل فايزة، هقولك لأنها كانت عايزة تبيع روحه للأسياد، عشان يرضوا عنها و قوتها تزيد اكتر، طبعًا لما عرفت اللي هي بتخططله قتلتها، فايزة كانت تستاهل تتقتل الف مرة على اللي عملته فيا.. المهم دلوقت انا مش جيباك هنا عشان اقول اني مش مذنبة، ولا بغسل ايدي من كل اللي حصل، لا انا شاركت ف ده وغلطت وهدفع تمن غلطتي، انا جيباك هنا يا سعيد عشان احذرك، واهو ابقى عملت حاجة كويسة، ويمكن دي تبقى اخر حاجة هعملها ف حياتي، وعشان مضيعش وقتك لان الوقت مش في صالحك، السحر المعمول لعيالك، مدفون ف قبر وانا عارفك مكانه، هدلك عليه عشان تبطله، لكن قبل ما تروح تبطل العمل أو السحر ده، لازم تلحق كارم لانه واخد الأمر من عمتي قبل ما اقتلها، وناوي يعمل مصيبة، والمصيبة دي هتكون ف بيتك.
سعيد لما سمع الكلام قام وقف وهو مصدوم، وقبل ما يمشي ويسيب سحر، اديته هي ورقة صغيرة وقالتله:
-ده مكان واسم القبر اللي فيه السحر المعمول لولادك، فك العمل واخلص منه، بس قبل ما تمشي انا مش طالبة منك غير انك تسامحني، وتدعيلي ان ربنا يغفرلي ذنوبي، كمان تخلي بالك من ابني، خليه يعرف طريق ربنا وعمله الدين، واوعي تخليه يبقى شيطان زيي.
سعيد بصلها وماردش،
بس وقتها للمحامي هو اللي اتكلم وقال:
- حفيدك معايا في الحفظ والصون يا حاج سعيد، وقت ما تحب تاخده هسلمهولك، وده الكارت بتاعي.
خدت سعيد منه الكارت، بعدها خرج بسرعة وراح على بيته واللي ماكنش بعيد عن النقطة، فضل يدعي طول طريقه أن ربنا يسترها معاه وينجي ولاده.. لحد ما وصل، وهناك لما دخل حوش البيت شاف مشهد غريب، شاف نجمة خماسية وطلاسم مرسومة على الأرض، وكان فيه سكينة مرمية جنبها، كمان شاف كارم وانعام وناهد وهما متكتفين، كان كل واحد منهم مربوط ف كرسي، وكانوا فاقدين الوعي، أما فرح ف كانت مرمية على الأرض زي المغمى عليها، سعيد مكانش فاهم حاجة، شال فرح وحاول يفوقهم وهما على الكراسي لكن مفيش حد منهم فاق، دخل شقته وساعتها شاف الشيخ شردي قاعد على كنبة الصالة وكان باين عليه الإرهاق، سعيد قرب منه وقاله:
-ايه اللي حصل يا عم الشيخ؟
-دخل فرح لسريرها الاول وانا هحكيلك.
سعيد نفذ كلامه ودخل فرح لسريرها، بعدها رجعله بسرعة وهو بيقوله:
-ها يا عم الشيخ قولي ايه اللي حصل؟ وليه انعام والعيال متكتفين كده؟
-لما سيبتك ووأنا في طريقي للجامع.. سمعت صوت همس ف ودني، الهمس ده انا عارفه كويس، بس هو كان غريب وبلغة مختلفة، ركزت اكتر وبدأت أفسر اللي بيقوله، وساعتها فهمت أن فرح ف خطر، قطعت طريقي للصلاة ورجعت بسرعة للبيت، ومع دخولي للحوش، لقيت كارم ماسك سكينة وهيدبح بيها فرح، ف نص النجمة المرسومة على الأرض، جريت عليه بسرعة وحاولت أبعده عنها لكنه كان قوي، وقتها استعنت بالله وبدأت أقرأ عليه، فبدأ يضعف شوية بشوية، لكن الملعون استعان بأصحابه.. وساعتها لقيت ناهد وانعام جم وهجموا عليا، عددهم الكتير شتتني، ف الوقت ده اضطريت اطلب المساعدة من "مُصعب"، ورغم اني مبحبش استدعيه.. لكن الوضع اللي كنت فيه كان صعب، وبالفعل لما حضر ومع وجوده كلهم خافوا وقدرت اسيطر عليهم، ااه، طبعا انت اكيد عرفت موضوع الكنز اللي تحت بيتك واللي بسببه، فايزة كانت عايزة كارم يدبح أخته لجل ما تنوله.
-ايه ده هو انت عرفت منين موضوع الكنز؟! وان فايزة هي اللي كانت بتخطط لكل ده؟؟
-من "مُصعب "
-مين مُصعب ده ؟!
-ده جن ربنا جعلني سبب ف أنه يدخل الاسلام ، كان متسخر من ساحر لأذي حالة من الحالات اللي كنت بعالجها، ولما عرضت عليه الإسلام وافق، وبقى بيساعدني لما بطلب منه المساعدة، بص يا سعيد هما هيفضلوا مربوطين كده لحد ما نصرف اللي عليهم خالص.
-سحر عرفتني مكان العمل اللي عمتها كانت عملاه لولادي.
-عال أوي، يلا بينا بسرعة نطلع على مكان العمل عشان نبطله.
بيتحرك سعيد مع الشيخ شردي للقبر اللي فيه العمل، وهناك بيقدر الشيخ شردي يفك كل العقد، واللي كانت نفس العقد اللي شافها سعيد ف حلمه، كان بيفكها وهو بيردد آيات فك السحر، ولما فكوها كلها وخلصوا من السحر الملعون ده ومع رجعوهم للبيت، الكل ارجع لطبيعته، انعام وناهد وكارم وفرح، ووسط فرحة سعيد بلغ الشيخ شردي بطلب سحر أن ابنها يعيش معاهم، الشيخ شردي رد عليه وقتها وقاله:
-الولد ملوش ذنب يا سعيد، هاته وخليه يعيش وسطكم، بس عايز ابشرك واحذرك ف نفس الوقت.
-من ايه عم الشيخ؟.
-بنتك فرح مميزة جدًا وهتبقى مطمع لما تكبر، انت لازم تحافظ عليها وتخلي بالك منها كويس، فرح يا سعيد قدرت تتواصل معايا وقت ما كانت في خطر، والتواصل ده حصل عن طريق جن، والجن ده ملازمها بس هو مؤمن مش كافر، هو مش بيأذيها ولكنه بيساعدها، واحتمال كبير يكون هو اللي كان بيتجسد ف أحلامها على هيئة جدها صالح، واللي لولا تحذيره ليك مكنتش كشفت سحر من البداية.
-انا مش عارف اقولك ايه عم الشيخ، طب ليه بنتي يلازمها جن من الأساس
- الحقيقة مش عارف بس طالما هو مش مؤذي يبقى مفيش مشكلة.
____________
- وبس يا علي بتكبر فرح وبتغطي ابوها وامها بحنانها، كنت جميله الصفات والملامح، مهتمة بابوها جدا وشايله أمها جوه عنيها، ويجي الخطاب لحد بابها وأبوها يرفض، وزي ما يكون سعيد عاملها حجة علشان بنته متبعدش عنه، بس موهبتها وقتها هتزيد وهي تكتشفها، وبيها هتساعد الناس اللي صايبهم أذى، وده هتعرفه وهتعمله على ايد الشيخ شردي، ومن وقتها وتتلقب بين الناس بالشيخة فرح، ولو ربنا احيينا ممكن ابقى احكيلك عن حكايات الشيخة فرح وعن الحالات اللي قابلتها، لكن المهم دلوقت تكون اتعلمت وفهمت اللي عايزك اوصهلولك من الحكاية دي، سعيد خد قرار واحد غلط بجوازه من ام كارم الخاينة.. رغم رفض أمه وتحذيرها ليه.. لكنه ركب دماغه ونفذ اللي ف راسه، ومن وقتها و حياته اتقلبت جحيم، فارجع لأبوك يا ولدي.. وافهم منه وجهة نظره وسبب رفضه البنت دي بالذات، ولما يفهمك أسمع منه وأنت قابل للكلام مش نافر.
-كلامك مظبوط يا عم نوح، ربنا يباركنا فيك يا راجل يا طيب.. هاسيبك انا وهروح لابويا عشان افهم منه هو ليه رافض خطوبتي من البنت دي؟ بس هرجعلك عشان اسمع حكايات الشيخة فرح.
-طريق السلامة يا ولدي.. ربنا معاك، واديك عارف مكاني هتلاقيني قاعد هنا، تنور ف اي وقت.
تمت
