
رواية انت عوضي بقلم ندوشة
رواية انت عوضي الفصل الحادي عشر11 والثاني عشر12 بقلم ندوشة
كانت ندى مش قادرة تتوقف عن التفكير في اللي حصل وفي اللي شافته في الشارع مالك ده كان بيتابعها فعلاً وده خلاها أكثر توترًا من أي وقت عدي كل حاجة كانت بتتغير لكن اللي مكنتش قادرة تتجاهله هو الإحساس ده إنها مش لوحدها في الحكاية دي وإن كل خطوة بتاخدها بتقربها من خطر أكبر
في اليوم التالي آدم كان لسه مش قادر يخرج من حالة التوتر اللي هو فيها كان عارف إن مالك مش هيسكت وعارف إن الناس اللي حواليه هيتأثروا بطريقة أو بأخرى وكلما حاول يطمّن نفسه كان كل شيء بيزيد تعقيد
دخلت ندى المكتب وعينيها مليانة أسئلة كان عندها شعور غريب إن حاجة كبيرة هتحصل كان واضح إنها مش هتقدر تعيش في الظل لفترة أطول
ندى : آدم لازم نتكلم الموضوع أكبر من مجرد تهديدات مالك ده مش هيسكت وهو قريب مننا أكتر مما إحنا متخيلين
آدم شال نظارته ورفع عينيه عليها كان عارف إن اللحظة دي جاية وكان مستعد إن يواجهها لكن الحقيقة كانت أصعب من أي وقت عدي
آدم : أنا مش هخبي عنك حاجة بس الحقيقة إن مالك مش لوحده فيه ناس أكبر منه وده مش تهديد بس ده تحذير
ندى كانت متفاجئة : إيه؟ يعني فيه حد تاني متورط؟ مين؟
آدم وقف قدام الشباك وبص بعيد وكأنه كان بيفكر في كلامه : فيه ناس بتدير كل شيء من وراء الستار واللي حصل مع مالك مش مجرد صدفة إحنا مش لوحدنا في المعركة دي
ندى كانت مش قادرة تستوعب الكلام : طيب هل في حد بيحاول يضرنا ليه؟
آدم بص في عينيها : علشان حاجة كبيرة حصلت زمان وكلنا ليه علاقة بيها
هنا كان واضح إن ده بداية فصل جديد من القصة وإن ندى هتكتشف الحقيقة اللي كانت مختفية ورا كل المواقف دي
في الوقت ده فؤاد كان قاعد في مكتبه مش قادر يركز في أي حاجة ذهنه كان مشغولًا بمالك وبالتهديدات اللي بدأت تتسرب لناس أكتر من اللي هو عارفهم بعت رسالة لآية:
"مالك بيتحرك بسرعة وكل خطوة بيقرب بيها من ندى لازم نكون مستعدين"
آية ردت عليه بسرعة : إحنا مش هنسكت هنعرف نتحرك إزاي لازم نحمي ندى
لكن فؤاد كان حاسس إن الوضع أكبر من اللي هو متوقعه مالك مش مجرد شخص عادي ده شخص عنده دافع قوي للانتقام وكل خطوة كان بياخدها كانت بتقربه من الانتقام اللي كان بيخطط ليه من زمان
وفي نفس الوقت ندى كانت بتراجع كل اللي جرى في حياتها الأيام اللي فاتت مش بس لأنها كانت مش قادرة تسيب الموضوع ده يمر من غير ما تعرف الحقيقة لكن كمان لأنها كانت حاسة إن كل شيء حواليها بيقلب
حاولت تتصل بآية ولكن ملقيتهاش وده خلاها تزداد توتر كان فيه شيء غلط حاجة مش واضحة وده اللي كان بيخلي كل شيء أكتر صعوبة
في مكان تاني بعيد مالك كان بيبتسم وهو بيشوف الأحداث بتتدور حوليه كان عارف إن المعركة دي مش هتنتهي قريبًا وإن كل خطوة بيخطيها هي هتخليهم قريبين منه أكتر هو مش لوحده لكن فيه ناس تانية وراه وده اللي هيخلي الوضع أصعب من أي وقت عدي
مالك : العدو مش عارف هو بيواجه مين بس قريبًا هيكتشفوا إنهم في قلب العاصفة
"12"
الأيام كانت بتعدي بسرعة وكل لحظة كانت بتزود التوتر في قلب ندى مكنتش عارفة إذا كانت هتقدر تتحمل ده أكتر خصوصًا بعد كل اللي سمعته من آدم وفؤاد مالك رجع ودي كانت بداية لمرحلة جديدة في حياتهم مرحلة ماكنوش مستعدين لها
آية كانت مشغولة في شغلها بس ملامحها كانت بتقول إنها مش قادرة تركز بترجع بالذاكرة لورا لأيام الجامعة لما مالك كان واحد منهم كانت شايفة فيه شخص بريء شخص ممكن يكون له مستقبل كبير لولا اللي حصل وكل مرة كانت بتفكر في الموضوع ده كان قلبها يوجعها لأنها عارفة إنهم كانوا السبب في ضياع حياته
لكن ندى؟ كانت متمسكة بالحقيقة وعايزة تعرف كل شيء قررت إنها مش هتخاف هتواجههم وتعرف كل التفاصيل مهما كانت قعدت مع آدم بعد ما شافت التوتر في عيونه
ندى : آدم لازم تقولي كل حاجة أنا مش هخاف من الحقيقة مهما كانت
آدم كان مشوش وماكانش عارف يبدأ منين كان بيحاول يبرر لنفسه بيحاول يقنعها إنه كان مجرد شاب عادي في وقتها بس عارف إنه مش هيقدر يهرب من الماضي
آدم : أنا غلطت ومش هقدر أنكر ده لكن كان في وقت ما مالك اختفى وكلنا كنا مضطرين نواجه الحقيقة دي هو كان ضحية بس مش لوحده كلنا كنا جزء من اللغز ده
ندى : وأنت؟ إنت كنت جزء من إيه؟ كنت ساكت ليه؟
آدم حط إيديه في جيوبه وكان حاسس إن الحقيقة دي مش هتتغير مهما حاول
آدم : كنت خايف. كان في ضغط كبير بس ده مش عذر لو رجع الوقت كنت هغير حاجات كتير بس مالك؟ مالك مش هيسكت بسهولة
آية كانت بتسمع من بعيد وحسّت إنها مش قادرة تتحمل القصة كلها لوحدها قررت تخرج من الغرفة وتبقى في مكان بعيد علشان تقدر تحكم على الموقف بموضوعية
في نفس الوقت كان فؤاد قاعد لوحده في مكانه المفضل بيشرب قهوته وبيفكر في الخطوة الجاية عارف إن مالك مش لوحده وإن اللي وراه ناس كتير مستعدين يعملوا أي حاجة عشان يحققوا أهدافهم الوضع كان أكبر من مجرد انتقام كان في حاجة ضخمة جايّة ومالوش غير خيار واحد إنه يواجههم قبل ما يصبحوا أكبر من كده
فؤاد بعت رسالة لآدم وهو في حالة تفكير عميقة:
"الوقت قرب مالك مش لوحده لازم نعمل خطة ونحمي الناس اللي نحبهم"
آدم قرأ الرسالة وبصّ في التليفون وهو عارف إن الوقت ده مش وقت تردد كان لازم يختار بين البقاء في الظلام أو إنه يواجه النور رغم اللي ممكن يحصل
آدم رد عليه بسرعة : أنا جاهز لازم نكون متحدين مالك لازم يوقف هنا
لكن ندى كانت في حالة مختلفة كانت متأكدة إن الطريق ده مش سهل وإنها مش هتقدر تظل على الحياد لما اكتشفت إن مالك مش هيسكت وإنه مش بس راجع عشان ينتقم لازم تواجهه
القلق بدأ يعمق في قلبها أكثر هتواجه الظلام ده إزاي؟ وهل هتقدر تتحمل عواقب اللي هيعرفته قريبًا؟
آية وهي في غرفتها كانت شاردة مش قادرة تمنع نفسها من التفكير في كل حاجة حصلت قلبها مش قادر يصدق إن مالك كان موجود بينهم كل ده وكأنها كانت مش عارفة الحكاية الحقيقية عن الشخص ده شعور بالذنب كان بيغزوها كلما فكرت في الأحداث القديمة
"إيه اللي كنا بنعمله؟" فكرت آية بصوت منخفض وهي بتسترجع الماضي كانت دايمًا بتشوف مالك شخص طيب بس هي مش كانت شايفة الصورة الكاملة وكان كل شيء مرهون بالوقت الوقت اللي كانت فيه قرارهم غلط
آية قررت تتكلم مع ندى تعترف لها بكل حاجة لكن كانت خايفة من رد فعلها مالك رجع لكن هل ممكن يكون فيه فرصة للتصحيح؟ هل ندى هتقدر تتقبل حقيقة إن هي نفسها كانت جزء من حاجة مش صح؟ كل الأسئلة دي كانت هتخلي آية في حالة توتر مستمر
آية قررت إنها في الوقت ده مش هتقدر تسيب ندى لوحدها خصوصًا في ظل الوضع ده فقررت إنها تخرج من بيتها تتكلم مع ندى وتشرح لها كل شيء عن مالك
في نفس اللحظة فؤاد اتصل بآدم مرة تانية وفي صوته كان فيه حدة
"يا آدم إحنا في مشكلة أكبر من ما كنت متصور مالك مش لوحده واللي وراه ممكن يكون أقوى مما نتخيل لو ما تحركنا بسرعة كل حاجة هتتغير"
آدم رد بهدوء : ماشي هنكون جاهزين لكل حاجة بس أول حاجة لازم نعرفها مالك فين دلوقتي؟
وكان السؤال ده اللي هيركز عليه كل شيء في الأيام الجاية