
لابد أن تموتي.. حياة
رن هاتفه وكأنه يأتي من بعيد، فتح عيونه واندهش من المكان ثم تذكر أنه الشاليه أمسك الهاتف وقد كانت لي لي، اعتدل وأجاب "مرحبا لي لي.."
جائه صوتها قلق "جاسر أين أنت؟ أنا قلقت عليك"
قال وما زال النعاس يداعبه "حبيبتي أنا بخير كيف حالك أنتِ وحال جي الصغيرة؟"
أجابت "بخير الدكتور أخيرا وافق على خروجي، جي أوصت بألا يتركوني إلا بعد الاطمئنان علي، أخبرني أين أنت؟ وماذا فعلت؟"
رآها تدخل الغرفة بصينية الإفطار وبدت جميلة في تلك الجيب القصيرة والبلوزة المفتوحة وانساب شعرها الأسود حول وجهها لمنتصف ظهرها، انتبه على صوت لي لي "جاسر، جاسر لماذا لا ترد؟"
عاد إليها وقال "أنا هنا مع جي لا تقلقي"
صوتها تبدل للسعادة بكلماته "حقا؟! هل عدتم؟"
ابتسم لزوجته وهي تجلس بجواره وعيونها تنظر له بنظرات الحب التي كان يعشقها وقال "نعم حبيبتي لا تقلقي"
ردت أخته بسعادة "أنا سعيدة جدا من أجلكم، متى ستأتي؟"
داعب شعرها الذي يحبه ولكنها ابتعدت من جواره عندما سمعته يقول حبيبتي تابعها بنظراته وهي تنهض وأكمل "لا أعلم بعد سأخبرك قبلها هل تريدين شيء؟"
سمع لي لي تقول "لا حبيبي، ألف مبروك أراك على خير، سلامي لجي"
قال وهو ينفض الغطاء وينهض ليتجه إليها "حاضر إلى اللقاء"
ألقى الهاتف على الفراش واتجه إليها و وقف خلفها وقال "حبيبي غضبان؟"
كانت كذلك بالفعل وربما الغيرة تأكلها فقالت "من حبيبتك التي كنت تحدثها؟"
يداه أعادتها أمامه وقال بسعادة "هل نسيت أنك تركتيني وحدي سنوات كثيرة؟ بالتأكيد كانت لي نزواتي"
نفضت يداه والغضب ارتفع داخلها أكثر وتحركت لتخرج ولكنه أسرع ليوقفها وأعادها أمامه فقالت بغضب "جاسر اتركني، لا أريد أن أبقى"
ضحك بقوة وقال "أخبرتك منذ أن عرفتك أني لن أتركك أبدا فكيف أتركك الآن؟"
نظرت إليه بالدموع وقالت "الآن لديك امرأة أخرى وأنا لن.." لم تكمل حيث قبض على شفتيها في قبله قتلت الكلمات قبل أن تخرج ثم أبعدها وكلاهم يحاول التقاط أنفاسه وقال "تبدين فاتنة وأنتِ غاضبة"
عادت لنفسها وقالت "اتركني أنا لن أبقى معك"
ولكنه لم يتركها وهو ما زال يضحك فقالت بغضب لا يتركها "ألن تكف عن الضحك جاسر؟ أبعد عني أنت خائن اذهب إلى من تحبها واتركني"
وأخيرا قال "أنا خائن؟ يا مجنونة ليس لي حبيبة في العالم سواكِ، إنها لي لي، تسال عني، جي هل تعيدي الثقة بيننا وتنسي كل ما كان أنا أحبك جي ولا أريد من الدنيا سواك أنتِ وأحمد ودستة من الأولاد والبنات وكلهم شبهك حبيبتي"
كانت عيونها الدامعة ثابتة على وجهه فمسح دموعها وقال وهو يضمها إليه "لم يعد للحياة معنى بدونك"
أحاطته بذراعيها وقالت "أنا أيضا يا جاسر أحبك بجنون ولا أتحمل أن يكون بحياتك سواي، حبك جنوني جاسر أنا مجنونة بك"
قبل عنقها وقال "وأنا أموت في جنونك هذه وغيرتك هذه فهي تسعدني وتعيد لي الحياة"
كاد يعود لشفتيها لولا أن تفاجأ بمن ينطلق إليه ويهتف "دادي حبيبي"
تركها على مضض ليلتفت لأحمد الذي انقض عليه فحمله وابتسم له وقال بسعادة "حبيب قلب دادي"
وضع الطفل قبلة على وجنة والده بحنان وقال "هذا الشعر طويل دادي ويضايقني هل تزيله؟"
نظر إليها وهي تبتسم "لو مامي طلبت أن أزيلها سأفعل"
هزت رأسها نفيا وقالت "لا، إنها تزيدك وسامة حبيبي"
قال الطفل "أين سنذهب اليوم؟"
أجاب "اليوم ألن نعود؟ لدي عمل و.."
ولكن الطفل اعترض "أنت أيضا؟ ولكن أنا لا أريد أن أذهب وأنت ستتركني مرة أخرى"
وضع قبلة على وجنة ابنه وقال "حسنا لن أذهب للعمل وسنقضي سويا عدة أيام هنا من أجلك ما رأيك؟"
احتضنه الطفل بسعادة وقال "شاطر دادي، أنا أحبك جدا"
نظر إليها فقالت "أنا أيضا لدي عمل"
نظر لها بخبث وقال "ونحن؟ هل ستتركيننا؟"
فهمت نظراته وابتسمت وقالت "لا سأهاتف بيوسف ليتولى الأمر بدلا مني"
تبدلت نظراته وقال "يوسف؟"
هزت رأسها وتجنبت النظر له وقالت "نعم هو شريكي كما أخبرتك"
هز رأسه وقال "نعم ولكن أعتقد أن الآن أنا أولى بشراكتك من أي أحد تحدثي معه في ذلك الأمر" هزت رأسها ولم تمانع
أمضوا يومين في غاية السعادة ما بين القرى المحيطة والألعاب المائية مع أحمد الذي أخبره أن جي لا تحب الماء والبحر وهو يعلم ذلك بالطبع فانطلق معه ليعوضه ما فات ثم يعود إليها في المساء ليجلسا سويا على أضواء النجوم والقمر ثم يأخذها في أحضانه ليعوض كلا منهما الآخر سنوات الضياع
"هيا جاسر لقد انتهيت"
اقترب منها وقال "وأنا أيضا، أين أحمد؟"
قالت وهي تراجع الحقائب "مع بوسي، أنا ذاهبة إليهم وأنت أخرج الحقائب"
تحرك الاثنان إلى الخارج ولكنهم توقفا عندما شاهدا محسن يقف أمامهم وبيده مسدس، تراجعت بفزع من وجوده وهي تفكر في أحمد بينما أسقط جاسر الحقائب على الأرض بلا وعي وهو يحدق به ومحسن يقول
"أهلا بالعروسين كنت أنتظركم"
كان يقف في منتصف الشاليه وبيده المسدس وهما بالجانب الآخر، قال جاسر "ماذا تريد؟"
نظر محسن إليها ثم عاد له وقال "حياتكم"
تقدم جاسر ولكن محسن أوقفه "توقف ولا تتحرك"
توقف جاسر بالفعل ونظراته جامدة عليه فأكمل "الآن أنتم سعداء، ولكن أنا سأجعل حياتكم تعيسة سأجعلكم تعيشون في الجحيم مثلما فعلتم بي"
قال جاسر "نحن لم نفعل شيء محسن، يكفى أنني لم أبحث عنك وعن ابنتك وأعيدك للسجن لتدفعوا ثمن أفعالكم معي"
قال الرجل "وزوجتك التي صورت ابنتي والفيديوهات المسجلة هل نسيت؟"
أوقفته هي وقالت "كان مجرد تهديد وأنت تعلم أني لم أفعل بها أي شيء"
قال الرجل بغضب واضح "ولكن هناك من فعل، عزيز الكلب الذي وضعتيه في طريق ندى كان لديه نسخة أخرى وطوال الأعوام الماضية كان يبتز ندى ليحصل على الأموال ولم أكن أعلم وعندما رفضت ندى أن تمنحه المال تشاجرا سويا وسلطت عليه ناس ليقتلوه ولكنه نفد منهم وعرف أنها ورائهم فنشر الفيديوهات لينتقم منها"
صمت الرجل قليلا وبدا على صوته نبرة الحزن وهو يقول "لم تتحمل ندى ما حدث فانتحرت قتلت نفسها لتهرب من الفضيحة وأنا قتلت عزيز، نعم قتلته وألقيته للسباع لتنهش لحمه ثم أتيت لكِ، أنتِ السبب ولابد أن تموتي"
وجه مسدسه إليها ولكن فجأة انطلق أحمد من حجرته وهو يقول "دادي أنا جاهز"
ولكن محسن كان أسرع حيث التقط أحمد الذي كان يجرى أمامه وصرخت هي باسم ابنها وكادت تجري عليه لتجذبه من أيادي المجرم لولا أن محسن صوب مسدسه على رأس الطفل فأمسكها جاسر ليعيدها وصرخت هي بالدموع
"لا، ابني لا، أرجوك، هو لم يفعل شيء خذني أنا، أنت جئت من أجلي خذني واتركه أرجوك"
ضحك الرجل بجنون وقال "أتركه؟ هذا بالأحلام، بالطبع لن أفعل، إنها الفرصة التي كنت أنتظرها لأحرق قلبكم أنتم الاثنان على ابنكم مثلما احترق قلبي على ابنتي"
زادت دموعها والخوف يملأها وهي تترجاه أن يترك طفلها وجاسر يقول والغضب يملأه "محسن اتركه ولا تكن جبان، الطفل لا ذنب له نحن أمامك لتفعل بنا ما تشاء أو خذ مني ما تشاء، أموال، شركات، أي شيء ولكن اتركه"
زادت قبضة محسن على الطفل الذى بدء يبكي وهو يناديها وقلبها ينفطر عليه وجاسر يمسكها
قال محسن "لن أتركه سأقتله نعم سأقتله"
وقرب المسدس ولكن هي أفلتت من يد جاسر واندفعت إلى محسن الذي صوب مسدسه إليها وأطلق لتصيبها الرصاصة في جانبها
تلقت الطلقة وكأنها نيران تشتعل في جنبها ،صرخ الطفل من صوت الرصاص ومشهد الدماء على ملابس والدته مع نداء جاسر باسمها وقد تفاجا مما حدث وتلقاها بين يديه وهو يناديها "جي، جي ردي، جي"
نظرت إليه وقالت بضعف "أنا بخير، ابني يا جاسر، ابننا، لا تتركه، أرجوك، أعده، انقذه، انقذ ابننا"
لم يعرف ماذا يفعل وقال "فقط تماسكي أنتِ"
قالت بألم ورجاء "سأفعل، اذهب، أ، أنا، بخ بخير"
أراحها على الأرض ثم انطلق خلف محسن الذي فر هاربا وهو يحمل الطفل وجاسر يتبعه وقلبه ممزق بينها وبين ابنه....
انطلق جاسر بكل قوته خلف محسن على رمال الشاطئ وبالطبع كان جاسر أسرع من محسن الذي كان يحمل أحمد فما أن وصل إليه حتى انقض عليه من الخلف فسقط الرجل وكذلك أحمد وجاسر والمسدس، نهض الرجلان وانقض جاسر عليه بقوة وهو يقول
"أيها الكلب الجبان"
أخذ جاسر يضربه بقوة وبغضب وألم وهو يقول "أنت وابنتك سبب كل آلامي، أنت الذي يجب أن تموت"
سقط محسن مغرقا في الدماء من كل جزء في وجهه من لكمات جاسر ووقف جاسر يلتقط أنفاسه، نظر حوله ليبحث عن ابنه ووجده يقف بعيدا يبكي في خوف فاتجه إليه وركع أمامه واحتضنه بقوة ونهض ليعود به إلى جي ولكن تلك الطلقة التي دوى صداها انطلقت إلى كتفه من الخلف، حاول أن يتمالك ويتحمل الألم ولكن الطلقة الأخرى إلى ساقه أسقطته أرضا وأحمد ايضا سقط بعيدا عنه
تألم جاسر من كتفه وقدمه وسمع ضحكة محسن الجنونية ثم قال "هل رأيت؟ أنا سأكون الفائز، لن أترك أحد منكم على قيد الحياة لابد أن تدفعوا الثمن وهو ثمن غالي والآن دور ذلك الملاك الصغير، ودع ابنك يا جاسر فلن تراه مرة أخرى"
حاول جاسر أن ينهض ولكن بدء الدوار يصيبه والألم يمنعه وبدأت الرؤيا تذهب من أمامه وهو يري محسن يصوب مسدسه إلى أحمد، حاول أن يفعل أي شيء ولكن غابت الدنيا من أمامه وأظلمت ولم يعد يسمع سوى صوت المسدس وهو يطلق آخر طلقاته واختفى كل شيء من أمامه واستسلم للقدر..
"حسام، حسام أين هم؟ أين جاسر وجي؟"
نظر حسام لزوجته التي وصلت رغم أنها لم يتم شفائها بعد ولكن بالطبع عرفت بما حدث لأخيها وزوجته، أمسكها وقال وهو يأخذها بعيدا عن رجال الشرطة المتجمعين أمام غرفة العمليات بمشفى جي الخاص وقال بجدية
"أخبرتك ألا تأتي، أنتِ لستِ بخير"
كانت الدموع تملأ عيونها وقالت "كيف لا أحضر؟ إنه جاسر يا حسام، جاسر، هو كل من لي؛ هو دادي وأخي وكل من لي وجى هي أختي وصديقتي وزوجة أخي، أين هم وماذا أصابهم؟"
لاح الحزن بعيونه وحكى لها ما حدث، وضعت يدها على فمها لتكتم صرخة ألم وتركت دموعها تنساب وقالت "تأخرت يا حسام"
قال بضيق "حاولت أن أهاتفه ولكنه لم يسمع، هاتفه كان صامت وجي هاتفها كان مغلق"
ابتعدت وقالت "كيف حالهم؟"
أجاب بصوت ضعيف "لا أعلم، لم يخرج أحد من العمليات حتى الآن"
بكت بألم وحزن وقالت "أنا لن أسامحك لو أصاب أحدهم شيء يا حسام، كنت تعلم وتركتهم"
نظر إليها وقال "حاولت إخبارهم يا لي لي ولكن.."
قاطعته بغضب "لماذا لم تذهب إليهم قبل ذلك؟ كنت أخبرني كنت ذهبت طالما أن عملك أهم من حياتهم يا حضرة الضابط"
أمسكها من ذراعها ليواجها وهو يقول بجدية "لي لي أرجوك افهمي، أنا لم يسعفني الوقت أنا عرفت بأمر محسن وانتظرت الأوامر كي أذهب لجاسر ولكني حاولت الاتصال به صدقيني"
نفضت ذراعيها منه وقالت "انتظر يا حسام انتظر الأوامر وأنا سأنتظر موت أحدهم أو ربما الاثنان ولن أسامحك أبدا" ابتعدت والخوف يقتلها على الاثنان..
وأخيرا خرجت إحدى الممرضات اتجه إليها الجميع ولكن لي لي اخترقتهم وقالت "من فضلك طمنينا"
تعرفت عليها الممرضة وقالت "جاسر بيه بخير انتهت جراحته وسيخرج بعد قليل للعناية فقط للاطمئنان عليه ثم لغرفة عادية"
أغمضت لي لي عيونها وهمست "الحمد لله" ثم عادت تسألها "وجي"
قالت الممرضة "مدام جولي ما زالت بالعمليات؛ الرصاصة اخترقت جانبها وأصابت جزء من الكبد مما أدى إلى نزيف والأطباء يحاولون إيقافه وربما استئصال الجزء المصاب أو خياطته حسب درجة الإصابة وقد فقدت الكثير من الدماء ويتم نقل دم لها"
شكرها حسام وابتعدت لي لي وهي تتألم من أجل اختها وصديقة عمرها وتتساءل ترى ماذا يخفى لها القدر..
اتجه حسام لرجل بدا أنه ذا رتبة وتحدث معه بينما انكمشت هي في انتظار أي جديد...
فتح عيونه، لم يرى أي شيء في البداية ولكن أخيرا بدأت الأشكال تتبلور أمامه فأدرك أنه بالمشفى وسط الأجهزة، تذكر جي وابنه فحاول أن ينهض ولكن ذراعه وقدمه منعوه
نادى بما لديه من قوة "جي، أحمد"
أسرع إليه الموجود وأدرسأ أنه يوسف، نظر إليه وقال "جاسر بيه هل أنت بخير؟"
قال "جي أين هي؟ ماذا أصابها؟"
قال يوسف "ما زالت بالعمليات، حالتها حرجة والنزيف لم يتوقف الرصاصة أصابت جزء من الكبد "
أغمض عيونه بألم ثم فتحها وقال "أريد أن أراها، خذني إليها"
أجاب يوسف "هي بالعمليات وأنت حالتك لا تسمح لك بالحركة إصابتك ليست هينة، صدقني أنا أحضرت لها أفضل الأطباء بمصر والجميع هنا في خدمتها أنت لا تعرف مكانتها عند الجميع"
أبعد وجهه وقال بضيق "عند الجميع أم عندك أنت؟"
تأمله يوسف لحظة ثم قال "هو أمر يخصني طالما أنه لم يتخطى الحدود التي أعرفها جيدا"
سأله جاسر "تحبها؟"
أجاب يوسف بابتسامة هادئة "لا يوجد أحد هنا لا يحبها ولكن اطمئن هي لا تحب سواك"
عاد الألم لقلبه وقال "أعلم وهو ما يؤلمني أكثر وأنا لا أستطيع أن أحميها، وابني أحمد!؟ أين هو وماذا أصابه؟"
تراجع يوسف وقال "أحمد لم يأتي معك، فقد وصلت أنت وهي وجثة ثالثة لا أعرفها وصل صاحبها فاقد الحياة"
لم يفهم جاسر فقال "من الذي أحضرنا؟ أريد أن أعرف"
أجاب يوسف وما زال يفكر "المقدم حسام والشرطة كلها"
قال بجدية وحزم "أريد أن أراه من فضلك الآن، أريد أن أعرف أين ابني؟ " هز يوسف رأسه ثم خرج
تقدم يوسف من الموجودين وقال "سيادة المقدم"
أسرع إليه حسام وتبعته لي لي فقال "جاسر بيه يريد رؤيتك يمكنك أن تراه"
أمسكته لي لي وقالت بإصرار "وأنا معك"
لم يمانع أحد ويوسف يمنح تعليماته للجميع، رآه حسام وانطلقت لي لي إليه وهي تهتف بخوف "جاسر حبيبي هل أنت بخير؟"
قال بقلق "نعم بخير اطمئني، حسام أحمد ابني ماذا أصابه؟ لماذا ليس هنا؟ ومن الجثة الثالثة التي وصلت معنا؟ أريد ان أن أفهم"
نظر حسام إليه وقال "هاتفتك كثيرا لأخبرك بأن محسن هرب إلى مصر ويبحث عنك وعن جي وهو في طريقه إليك ولكن هاتفك لم يرد وهاتف جي كان مغلق، انتظرت أمر النيابة وانطلقت إليك بالقوة وما أن وصلنا حتى رأيت محسن وهو يصوب مسدسه تجاه أحمد الصغير ولم أتردد وأنا أطلق النار على ذراعه وانطلقنا إليه وما أن رآنا حتى أطلق النار على نفسه ومات على الفور وأحمد مع أحد العساكر ينام بأحد الغرف مع مربيته"
حدقت لي لي به بذهول وهتفت "هنا!؟ ابن أخي هنا ولم تخبرني؟ ماذا أصابك حسام؟ إنه ابن أخي، كيف فعلت ذلك؟"
كانت غاضبة بكل ملامحها وكلماتها بينما قال حسام "لي لي لا داعي لكل ذلك أنتِ تدركين ما يمر بنا"
نظرت لجاسر وقالت "أنا آسفة جاسر لم أكن أعلم، لا تقلق سأذهب له، اطمئن حبيبي" اطمأن جاسر على ابنه وعاد قلبه يدق خوفا عليها
ما أن خرج من العناية حتى تحامل على نفسه واتجه إليها وقد عرف أنها ما زالت بالعناية وقد أوقفوا النزيف وتم خياطة الجزء المصاب من الكبد، ساعدته إحدى الممرضات على أن يجلس بجانبها، أمسك يدها ونظر إليها وجهاز التنفس بفمها والأجهزة تحاوطها من كل مكان، شعر بحزن يجتاحه وظل يتأملها حتى سمع يوسف يقول
"ستكون بخير إن شاء الله"
رفع وجهه إليه وقال "أخشى أن تتركني مرة أخرى"
قال يوسف بثقة "هي تعلم أنك تحبها لذا ستعود من أجلك وأجل أحمد، آسف لأني لم أكن أعلم أن أحمد هنا لم يخبروني"
هز رأسه بتفهم وعاد لها وقال "متى ستفيق؟"
قال يوسف "الدكتور يقول ربما في المساء"
شد على يدها وقال "لن أذهب إلا عندما تعود"
ربت على كتفه وقال "كما تشاء، سأطلب منهم مراعاتك وأنت هنا"
مر الوقت ورغم الام كتفه وقدمه إلا أنه لم يترك مكانه بجانبها، لن يتركها مهما كلفه الأمر، لن يعود للحياة وهي ليست معه، ذهبت عيونه في النوم من أثر المسكنات التي يمنحونها له حتى سمع صوت من بعيد يناديه
فتح عيونه وشعر بألم قدمه ولكن ما أن نظر إليها حتى رآها تنظر إليه وقد أزالوا جهاز التنفس من فمها والطبيب يقول "الحمد الله على السلامة مدام جولي"
لم ترد ونظراتها له هو فقال "حبيبتي، هل أنتِ بخير؟"
هزت رأسها وقالت "الحمد لله لماذا ترتدي هكذا؟ ماذا بك؟ وأين أحمد؟ هل أصابه شيء؟" ابتسم وقال "اطمئني حبيبتي إنه بخير، جميعنا بخير طالما أنتِ بخير" قبل يدها فاطمأنت وعادت إلى النوم
*****
"مامي هيا دادي يريدك لنطفئ الشمع"
نظرت جي لأحمد وابتسمت له وقالت "حاضر حبيبي، أين عمتك لي لي؟"
قال بلا اهتمام "مع أبيه حسام"
تحركت إلى مائدة الطعام وهي تبحث بعيونها عنه، رأت لي لي تتجه إليها، ابتسمت لي لي وقالت "أعتقد أن منظرنا بهذا الحمل يثير الضحك"
ضحكت معها وقالت "نعم وأنا أخشى أن نلد سويا ولا نجد أحد معنا"
قالت لي لي "لا جاسر حبيبي موجود ألم يكف عن السفر من أجلك يا هانم؟ لم يعد يتحمل فراقك"
تورد وجهها وضحكت بسعادة وقالت "بصراحة ولا أنا، أخشى لو ذهب لا يعود مرة أخرى"
رحلت الابتسامة ولي لي تقول "ما زلت تذكرين؟"
تجهم وجهها وهي لا تريد أن ترتد للخلف وقالت "وكيف يمكن أن أنسى تلك الأيام؟ لقد كاد كلا منا يضيع من الآخر، أنا لا اتحمل فراقه يا لي لي روحي تعيش بأنفاسه"
شعرت بيده تحيط خصرها وصوته في أذنها "بل أنا الذي أعيش بأنفاسك حبيبتي، لا أتخيل الحياة بدونك فلن أعيشها مرة أخرى"
ابتسمت له بسعادة بينما قالت لي لي "يا سلام على الحب! أين زوجي المصون الذي لا يتحدث إلا عن السجن والمجرمين؟"
ضحك الجميع ووصل حسام وهو يحمل ابنته جي وقال بتلقائية "ألن ننتهي؟ أنا عندي عمل في القسم ولابد أن أذهب"
نظروا إليه ثم عادوا إلى الضحك فلم يفهم، أعطى جي الصغيرة إلى زوجته وقال "لا أفهم على ماذا تضحكون؟"
قال جاسر "لا شيء، أنت ستظل أنت والعمل كل حياتك"
نظر إليه حسام وقال "تركت لك أنت الزواج والرومانسية أما أنا فزوجتي تعلم أنني رجل عملي أليس كذلك؟"
نظر إليها فلم ترد بينما أخفى جاسر وجي ابتسامتهم وقالت لي لي "بالطبع أفهم ولكن لا ضرر من بعض الرومانسية كي لا أحقد على هذين الاثنين"
ضحكوا مرة أخرى ثم انطلقوا إلى المائدة الكبيرة وتبعهم المدعوين وبدأوا في الأغاني ثم إطفاء الشمع لعيد ميلاد أحمد الرابع، قبل وجنتها وقال "أنا أعتبر أن هذا عيد ميلادي الأول حبيبتي لأنه أول عام شعرت فيه أني على قيد الحياة وأشكر ربي أنه أنقذك وأنقذني وأنقذ ابننا من الموت وأعاد لنا سعادتنا"
ابتسمت بسعادة وامتلأ قلبها أكثر بالحب ونسى الأنين ولم يعد يدق إلا بالسعادة وقالت "نعم، الحمد لله على كل شيء"
قبل يدها ثم أخرج علبة ذهب وفتحها كانت عقد ماسي رائع أعجبها جدا وقالت "جاسر ما هذا؟"
قال وهو يضعه حول عنقها "أعلم أنك تستحقين أكثر من ذلك بكثير وحبي لكِ لا يمكن التعبير عنه بأي شيء، لكن هو شيء بسيط ربما أعتذر به عن إي ألم سببته لكِ أو لابننا أو حتى لأمل ابنتنا القادمة، أنا أحبكم جدا ولم أتمنى من الدنيا أكثر منكم ربما تمنيت وجود بابا ولكني أعلم أنه في مكان أفضل وربما يشعر بنا ويسعد بوجودنا سويا لأن هذا هو كل ما كان يتمناه"
ابتسمت وقالت "نعم، رحمه الله وأدامك الله بحياتي حبيبي ولا يحرمني من وجودك معي إلى آخر العمر فأنا لم أتمنى من الحياة أكثر من وجودك معي إلى آخر العمر"
دخلت غرفتها وغيرت ملابسها وجلست أمام المرآة، تركت شعرها كما يحبه، لحظات وتبعها وقال وهو يخلع جاكته وربطة العنق "وأخيرا نام"
ضحكت وقالت "أنت تقوم بتدليله كثيرا"
اتجه إليها ووقف خلفها ونظر بعيونها بالمرآة وقال "أحاول تعويضه عما فات" وجذبها له حتى وقفت أمامه وملأ عيونه بملامحها، أبعد خصلات شعرها وقال "أريد أن أضعكم داخل قلبي وأغلق عليكم كي لا تخرجوا منه أبدا"
ضمها إليه بحنان فقالت "نحن بالفعل بقلبك يا جاسر"
قبل عنقها وهمس "وأين أنا عندك؟"
قالت بحب "بقلبي وروحي حبيبي"
أبعدها ونظر بعيونها فقالت "أنا أحبك جاسر ولا أتمنى أكثر مما أنا فيه"
قال بحنان "حبيبتي حفظك الله لي ولا حرمني من حبك أبدا وأدام علينا تلك السعادة إلى الأبد"
ثم رحل إلى شفتيها ليتأكد من أن حياته ما زالت بخير وأن حبيبته معه ولن تتركه وأسرته تعيش حوله في سعادة ليس بعدها سعادة
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 💚
هنا في كرنفال الروايات ستجد كل ما هوا جديد
حصري ورومانسى وشيق فقط ابحث من جوجل باسم الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو قناتنا👈علي التليجرام من هنا يصلك اشعار
بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹