رواية سيطرة ناعمة الفصل التاسع9 والعاشر10 بقلم سوما العربي

رواية سيطرة ناعمة الفصل التاسع9 والعاشر10 بقلم سوما العربي

جلست على طاولة العشاء شاردة تماماً، تصريحه كان فج وقوي، يبدو عازم على ما يريد، سؤال واحد بات يدور بخلدها كيف ستتخلص من كل ذلك.


غرقها الشديد في دوامة أفكارها حجب عنها نظرات الكره المندلعة من أعين عزام وفاخر وكذلك جيلان، بينما ماهر يجلس ينظر عليها بإشفاق،يرى الحيرة والصدمة بعيناها لكنه لا يملك التغيير، هو يريدها وسيأخذها،يقسم أن يفعل لا سبيل لإمتلاكها وضمانها سوى أن يدمغها باسمه وإلا ستفر من بين يديه وربما وقتها لن يتمكن من نسبها له، مشاكلها مع عائلته تحتاج للكثير وهو لا يملك رفاهية آلوقت


 خرج من دوامة أفكاره على صوت محمد الوراقي وهو يقول بسعادة:

-ماتتصوروش فرحتي يا ولاد أد إيه بوجودكم حواليا... حاجه ماتتوصفش.


تبادلت وتباينت النظرات بين سعيده مثله وأخرى ساخره وأخرى عيون شاردة تحمل هماً.


لكن تنبهت كل العيون على صوت الجد حين قال:

-عارفين ايه إلي ناقص بقا وساعتها تكمل فرحتي؟

-ايه يا جدي؟


سأل كمال بإهتمام ليجيب محمد الوراقي:

-أفرح بيكم بقا على حياة عيني واجوز كل واحد فيكم الحياة الي يستحقها خصوصاً أنت يا كمال.


غص الطعام في حلقه وسأل بترقب شديد:

-الله وانا مالي بقا؟!!!

-أوعى تكون مفكر إني هسيبك للسرمحة الي كنت بتتسرمحها دي لااا...خلاص كان زمن وخلص...وحكاية جريك كل يومين ورا واحده افرنجيه ده كمان تنساه ولا تكونش حابب تتجوز منهم، يمكن تكون نسيت أصلك، وجدك صعيدي وأصلك من هناك، احنا مربوطين بالبلد دي ونسلنا مأصل عمره ما كان مخلط و....


أقطتع محمد حديثه يردد:

-من غير مسلسل ذئاب الجبل ده يا جدي، ماتقلقش أنا واخد قراري أصلاً من الي شوفته و ورد عليا برا، مش هتجوز غير مصرية، ريح نفسك.

-براوة عليك يا ولا...وأنت يا كبير إيه؟!


اتسعت عينا ماهر وحمحم بحرج، لا إرادياً ذهبت عيناه على لونته... ثم نظر للجد يردد:

-أنا؟!

-هو في كبير غيرك؟

-لا أنا.. إيه بقا؟!

-عايز أفرح بيك أنت أول أحفادي وعايز أختارلك ج....


قطع عزام الحديث وقال بعزم:

-لا ماهو ماهر خلاص....عروسته موجودة وحددنا ميعاد الخطوبة... الجمعه الجايه هنروح كلنا.


عم الصمت على المكان...و نظره فوراً تحول لعندها يراقب ملامحها وتأثير ما سمعت ..تجهمت ملامحه وهو لا يرى شيئاً عليها...تتابع مايقال بصمت كأنها خارج السياق، كأن الأمر لا يعنيها...هي تتابعه كمسلسل مفروض عليها مشاهدته.


فيما تحدث محمد الوراقي بضيق شديد:

-عروسته موجوده؟! وحددتوا ميعاد الخطوبة؟! الجمعه؟! الي هي بعد بكره دي؟! يا ماشاءالله... ده أنا أروح أشوف لي تربة بقا؟!


نظر عزام لشقيقه الذي صرح مبادراً:

-احنا كنا قاعدين مع صلاح أبو العينين والكلام جاب بعضه وهو كان بيلمح ماكنش ينفع ابداً نعمل عبط..وانت كنت في العنايه فماكنش في لا وقت ولا فرصة هي جت كده.

-أنت إيه رأيك في البنت دي يا ماهر؟ عاجباك؟!


زاد توتره و وصل للقمة، ينظر للونا برعب...يدرك أنه خائف...ماهر خائف من لونا ......


يلاحظ أنها بدأت تنتبه، مهتمة بما يقال، فحمحم مستدركاً لا يجد مايقول لكن حاول :

-أنا لسه....

- وماهر هيعوز إيه غير واحده بنت ناس مال وجمال وحسب ونسب دي كاملة من كله، مين يقدر يرفص جميلة أبو العينين؟!!!!


توقف هنا الزمن للحظة مع سماعها لصوت عزام يتحدث مقاطعاً، ليس عند الكل بل عندها وحدها وصدى صوت الكلمة يرن بأذنها(مين يقدر يرفض جميلة أبو العينين؟!) 


رمشت بأهدابها ثم نظرت على المعني بكل ماسبق من حديث، نظرت للعريس...ماهر.


وجعدت ما بين حاجبيها تسأل لما يركز بنظرها عندها! لا تستطيع معرفة معنى نظراته.


ماهر كان ينظر عليها بمشاعر متخبطة بين القلق والخوف والإعتذار يتخللهم بعض العجز.


لكنها عادت تندمج مع صوت الجد الذي قال:

-يعني بقى أمر واقع؟! ليه يعني هو إحنا شويه في البلد.


وقف عزام بعدما شبع يردد:

-الكبير في الي الأكبر منه، وصلاح ابو العينين راجل أي حد يتمنى يناسبه ولا ايه يا فاخر؟

وقف فاخر ورد:

-بالظبط، يالا يا عزام ورانا شغل كتير.

-يالا.


تحركوا مغادرين وتركوا الكل يجلس بصمت تام من تلك الأخبار المفاجئة.


و وقف الجد من على كرسيه بصعوبه ليقول كمال:

-كمل أكلك يا جدي.

-نفسي اتسدت...


هم كمال لأن يقف ويساعده لكنه قال:

-خليك أنت يا كمال كمل أكلك.

ثم نظر على لونا وقال لها:

-تعالي يا لونا انتي ساعديني أطلع فوق.


طالعته بملامح متجهمه،متيبسة، مازالت غير متقبله وجوده بحياتها أو معترفه بكونه جدها من الأساس، هي تشعر بعدم الإنتماء لكل المتواجدين حولها من أصغرهم لأكبرهم.


لذا ظلت بمكانها جالسه ليقف ماهر سريعاً وكأنه خائف من شئ أو أدرك شئ ليقول:

-تعالى اجي أساعدك أنا واطلعك.


لكن الجد أعترض بقوة وقال:

-لا مانت هتجيلي بس بعد ماتخلص أكلك.. لكن دلوقتي لونا هي الي هتطلعني...عايزها في موضوع لوحدها...يالا يا لونااا..


حسها بإلحاح لم تستطع صده و وتحركت معه تساعده وأ إنظار ماهر معهما تتبعهما بقلق يردد:

-عايزها في موضوع لوحدها؟!!!

-ايه يا ماهر...بتكلم نفسك؟! العروسه لحست مخك ولا إيه؟!

-بس والنبي يا كمال سيبني؟!

-ايه ده ايه ده ايه ده؟!! هي العروسه مش عاجباك ولا ايه؟!


أقحمت جيلان نفسها في الحديث وقالت:

-وماتعجبوش ليه؟! جميلة اسم على مسمى واي حد يتمناها... ده من بخته، حلوة وصغيرة وغنية ومن عيلة و...


-تعرفي تخرسي.


نطقها ماهر من بين أسنانه بحسم وبغض شديد جعلها تقف من مكانها بصدمة تردد:

-أنت ازاي تكلمني كده؟! إنت اتجننت؟!

وقف من على كرسيه بغضب ثم قال:

-لمي نفسك واتعدلي معايا بدل ما اوريكي جناني على حق.

-والله والله لاقول لعزام.


سحبها من ذراعها بمهانة شديدة يدفعها للتحرك من أمامه قائلاً:

-يالااا بسرعه.


دبت الأرض بغل وتحركت بغضب شديد تتوعده فيما التف ماهر يزفر بتعب شديد وجلس على كرسيه أمام كمال لكن ما لبث أن تحرك لغرفة جده غير قادر على الإنتظار، وبقى كمال يبادل النظرات بينه وبين چنا الجالسة بصمت وأعتياد يسألها:

-ده عادي

لتجاوب:

-بتاع كل يوم... ماهر مش بيطيق يلمح طيفها.. بس يمكن النهارده زودها شويه؟!!


زم شفتيه بأسى على ابن عمه وجلس يقول:

-بصراحة عنده حق مايحبهاش.. أنا لو مكانه ماكنتش عرفت امسك نفسي زيه كده.. ده جبل.

ضحكت بخفه ليقول:

-بس فتح نفسي على الجواز.. بفكر يابت ياچنچونة أشوف عيادة أفتحها هنا واشوف بردو بنت عسوله كده وبنت ناس اتجوزها واستقر بقا...

-ده بجد؟!

-بفكر لسه؟! عندك عروسه؟!

-يااه..نشوفلك هو انت أي حد يا كيمو..دي البنات كلها هتموت عليك.

-أيوه أيوه عارف.. قوليلي بقا..مين جميلة دي!!


سحبهم الحديث لكلام طويل عن جميله وعائلتها ونفوذهم.


ــــــــــــــــــ سوما العربي ــــــــــــــــــــ


في غرفة محمد الوراقي

دلف وهي تسنده على مضض تساعده لكي يتسطح على الفراش ثم يعتدل مردداً:

-تسلم الأيادي.


ابتسمت له بتكلف يتفهمه ليتنهد بتعب ثم يقول:

-مش متقبلاني لسه يا لونا مش كده؟ واخده من امك كتير، كان الحب والكره بيبانوا على ملامحها.


عاد بظهره للوراء يردد بتعب وأسى:

-أااااه....كأن الزمن رجع بضهره تاني..والمنظر ده حصل من خمسه وعشرين سنه بس انا ماكنتش أنا إلي قاعد قدامك دلوقتي....كانت لسه الدنيا لاهياني و لسه المصلحة عمياني.. نظرتك هي هي نفس نظرة أمك زمان..لا عارفه تتقبلني ولا لاقيه حل تاني غيري...وأول ما لاقت حل مشيت من غير ما تتردد.


هنا هتفت لونا بقوة:

-أمي مشيت عشان عمرها ما اعتبرتك أبوها.... ماهو مافيش أب يوافق إن بنته تترمي سنين في ملجأ على حياة عينه بعد ما أمها ماتت وهو عارف وساكت عشان خايف من مراته ولية نعمته.


-لوناااا.


هتف بها صوت ماهر الذي دلف بالغرفة للتو يردد:

-ايه الي بتقوليه ده؟! ازاي تكلمي جدك بالطريقة دي وتقولي كلام زي ده.

-أنا متربيه كويس قوي وبعرف ازاي اتكلم باحترام لكن الحقيقة هي مش محترمه ومش مشرفه بصراحة وعشان كده وجعتكم.

-لوناااا.... أنتي أكيد غلطانة وجدي مايعملش كده ولا جدتي و...


قطع كلامه مع إغماض الوراقي لعيناه يعود برأسه للخلف وهو يردد وشعور العار يتملكه:

-عملنا .. عملنا يا ماهر كل الي قالته لونا للأسف صح وماخفي كان أعظم...لو في حد غلطان ومذنب في الحكاية دي من أولها لأخرها أنا... أنا وماحدش غيري.. بس انا خلاص عايز أكفر عن الذنب الوحيد والكبير في حياتي ..


اقترب ماهر يردد بحنان:

-أهدى يا جدي..صحتك أنت لسه خارج من المستشفى.

سعل الجد بتعب وحاول جاهداً أن يتحدث:

-أنا غلطت يا ماهر. غلطة ضيعت فيها ارواح ناس كتير..من أول هنية الشغالة لحد لونااا.. بس خلاص هكفر عن كل ده ولونا هتاخد حقها كله على داير مليم... سواء عايزاه أصول أو فلوس.


-مش عايزه منك حاجه...مش عايزة..مش هتقدر تكفر بالفلوس عن ذنبك مع امي مش هتقدر ...هتعيش وتموت بيه...


ثم تحركت مغادرة الغرفة بغضب شديد لا تجيب على نداءات الجد الملحة:

-لوناااا...لوناااا..أستني يابنتي....

-أهدى ياجدي... أنا هروح لها..بس قولي لي... انت ناوي تديها حقها بجد؟!

-ايوه... وده الموضوع الي كنت طالبك بعد العشا عشانه...عايزك تكلم المحامي وتخليه يحصر كل ما أملك ويقدر ورث لونا فيه...


خرج ماهر من غرفة جده بملامح خائفة مبهمة يسير ببطء شديد ناحية غرفة لونا يفتح الباب ويدخل كأن الغرفة غرفته...يراها تجلس على الفراش بضيق وحزن تضم ساقيها نحو صدرها وتبكي في صمت.


ليجلس لجوارها ويضمها لأحضانه عنوة رغم رفضها الشديد له، لكنها يأست منه وهو كالعلقة لتصمت ومن ثم تستكين في أحضانه وهو يهمس:

-شششششش.. أهدي..ماتزعليش يا حبيبي

اخر شئ تريد رؤيته أو سماع صوته الآن هو ماهر.


اغمضت عينيها ببغض تبعده عنها لتتسع عيناه بصدمة من فعلتها وسرعان ما قال مدركاً:

-أنتي زعلانه مني أنا عارف... على فكره والله أنا لاقيت نفسي متدبس في الجوازة دي.


تجعدت ملامحها وتوقفت عن البكاء مستنكرة، مسحت أنفها بيدها وهي تشهق متسائلة:

-جوازة إيه؟! وأنا مالي؟!!

-مالك؟؟؟!


تجهمت كل ملامحه وسأل بضيق شديد وقلب مقبوض:

-ماهو المفترض إني جوزك.


إشتعلت عيناها وكأنها أستيقظت للتو فقالت:

- صح...أظن كده بقا لازم تطلقني.

-أطلقك؟! ههه...

ضحك ساخراً أرعبها...شعرت وكأنه وضعت للتو بزنزانه وصوته وهو يقول:

-أنتي متفائله قوي يا لونا...أنا عمري ماهطلقك.


إنه لهو صوت وصد باب زنزانتها بالمفتاح، لا تعلم لما؟ لكنه كان شعور قوي وسيطر عليها لحظتها.


خافت بشدة، شعور السجن يكتنفها وماهر هو السجن والسجان...بلعت رمقها في خوف ثم همست:

-قصدك إيه يا ماهر؟


علت وتيرة أنفاسه وهي تنتطق إسمه مع شعوره برغبتها في الإنسحاب من سجن يريد فرضه عليها ولو بالإجبار تحيناً مع روعة نزول شعرها الناعم على خدها وإنسدال حمالة فستانها مع كتفها المرمر مما أظهر وبين بروز نهدها الممتلئ.


ضرب الدم بدماغه ... يردد بجنون إنها خاصته ..له وحده وسيخطفها من الجميع حتى لو كانت رافضه.


فقد السيطرة تماماً...وانقض عليها بما يفوق المعنى الحرفي.. الكلمات لن توفي بحق شعور ماهر لحظتها.


لقد وصفها من قبل ....يريد أكلها.

صرخت برعب من إنقضاضه عليها وإفتراسه لها:

-ااه..ماهر.. أنت بتعمل إيه..إبعد عني..أااااه.


كان يقبل أي شيء يطال منها..اي مكان منها مقبول ..لتجود وتحن عليه هي فقط..حالته يرثى لها.. متقمص ومقتنع إنه صريع هواها..ناسي تماماً أنه من أقبل على فعل كل شيء....


هوى لونا بالنسبة له غامض...هو لم يأخذ وقته للوقوع لها...ترى ما السر..هل لكونها جميله أم أنها كارما الأجداد...... ......


ماهر كان غارق بها...بلونا ليونا ولذه مميته..شملها بذراعيه يحاول إسكات صرخاتها:

-لونا...أنا بحبك.


تيبس جسدها... توقفت عن الصراخ وعن الركل بقدمها لأبعاده...تخشبت تماماً.. للدرجة التي نبهت ماهر وفاق من غمرة نشوته يدرك ما نطقه بلا وعي.


هو يحبها؟!!!!!!!!


إعتدل من فوقها ينظر لها بصدمة... مأخوذ بما قاله عن نفسه...مد يده يرفع فستانها يغطي صدرها الذي تهجم عليه وكشفه.. مد يده يساعدها لتعتدل وهي تمسكت بيده تسمح له بمساعدتها.


لتستوي فوق الفراش بصدمة... وهو هرب ...منها أم من نفسه لا يعلم... لكنه خرج من الغرفة بسرعة البرق.


صباح يوم جديد


نامت فيه بعمق بعد بكائها المتواصل..لم تتوقف طويلاً عند ما قال... لم تعتبر بحديثه بالأساس وهو الذي ظل ساهداً طوال ليله يفكر بجنون كيف نطقها.


وقف عند سيارته يدخن سيجارة بشرود وهو ينتظرها حتى هلت عليه بطلتها الرائعه تسلبه أنفاسه وترغمه على رفع عيناه للباب ما ان التقطت أذنه صوت كعب حذائها وتسلل لأنفه رائحتها الناعمة مثلها .


طالعها ليبصر أجمل أشياءه.... لون هي أعظم ما أمتلك... حتى لو غصباً عنها ...شعوره ناحيتها عميق...به أواصر هو نفسه لا يعرف روابطها.


كأنه نذر يؤديه...ربما هو دين...لا يعلم حقاً..هل لأنها متفوقة الجمال والروعة...لااا.. جميلة أبو العينين ملكة جمال...رأها كثيراً..انها مضبوطة بالسم..كل شيء بها مثالي وخيالي...لكنه لم يقع لها كما فعل مع لونا رغم سهولة الأمر مع جميله وإستحالته مع لونا.


تنهد بتعب وقلة حيلة..ومالبث أن إستسلم وابتسم.


أبتسم معلناً ..أن اهلاً بحياة هي فيها عمادها.


وقفت أمام السيارة تنتظر مستغربه إبتسامته البغيضة بالنسبة لها... ماهر للونا هم تتمنى لو ينزاح.. لكنها باتت تعلم أن مصلحتها معه...أينعم هي للأن لا تعلم كيف تأخذ تلك المصلحة منه لكن على الأقل علمت وبقى عليها معرفة الطريق.


طوال الطريق كان صمت..صمت تخلله تفكير متعاكس تماماً بين أقصى الشرق وأقصى الغرب.


لكنها وصلا معاً لمحل عمل واحد...المقر الرئيسي لمجموعة الوراقي... باب تلك الشركة كما مثل رهبه للونا مثل كذلك فرحه...فرحه شديدة فقد بدأت تعمل حيث شغفها....الجرافيك والتصميم.


ترجلت من السيارة وتحركت للداخل..تحت نظراته المتجهمة....باتت تعلم طريقها.. وذلك أكثر ما قد يرعبه.


ومر الوقت...مرت ساعات طوال..وهو يجلس بلا هوادة..يفرك كالأطفال يتلكك كي يراها... أو كما المدمنين...فقد أدمن ماهر نعومة لونا ولمعة الغنج بعيناها.... أبتسم بحلاوة...هي لا تتدلع لقد ولدت هكذا.


أما لونا فقد جلست بشغف وسعاده عارمه أمام مديرها الجديد ينظر مره لجهاز الكمبيوتر ومرة لها... مره للجهاز ومرة لها ثم يقول:

-يابنت الجنية... ده بالظبط.

لمعت عيناها وقالت:

-هعديهالك..شكل التعبير خانك مش أكتر من كتر ما أنا شطورة مش كده؟!

-جداً يعني.. أنا كنت فاكرك كوسه.

-لا والله ده أنا شاطرة واعجبك.

-ماعلش ..مانا بردو معذور..لا شهادة ولا كورس تحت بير السلم حتى ماكنش في أي حاجة تبين.. بس طلعتي شاطره لأ وبتتعلمي برافو عليكي.

جلست تتشبع وتتشرب كل تلك الكلمات بعد سنوات عجاف.


كل هذا تحت أعين أحد الفتيات تظن أنها قد رأتها قبلاً


وبسرعه متناهية هرولت نحو أحد المكاتب تردد لزميلتها:

-غادة...تعالي كده..

وقفت غاده من مكتبها تسأل بإستغراب:

-في إيه؟

-تعالي معايا بس...

ذهبت معها و وقفوا خلف الباب الزجاج للمكتب الذي يضم مجموعة من الموظفين ومن ضمنهم لونا  لتقول الفتاة:

-مش بتشبهي على البنت دي؟!

-اه..شوفتها قبل كدع تقريباً...ثانيه...مش دي البت الضايعة الي كانت عايزة تشتغل في الجرافيكس...

-بالظبط...جت واستغلت.


رفعت غادة إحدى حاجبها  تحركت نحو المكتب تنادي المدير:

-أستاذ طلعت..


رفع الكل أنظاره ومن ضمنهم لونا لترى نفس الفتاة التي رفضتها وقللت منها ومعها زميلتها تبدو تابع لها كظلها .


تحرك طلعت نحوها فيما سألت لونا أقرب زميل جالس لجوارها:

-مين دي؟!

-دي غادى فايز..الأتش آر...و أنا اسمي أحمد علي فكرة من التجمع.. أنتي لونا مش كده.. أسمك حلو ومميز قوي ..على فكره أنا شاطر قوي وممكن اساعدك تتعلمي ت......


تابع سيل رهيب من الحديث كأنها ضغطت على زر مذياع كان يتحين اللحظة كي يحادثها بفارغ الصبر وبسؤالها له أعطته الفرصه.


صدعها بالحديث ولم تنتبه لغادة وحديثها المتجهم مع مديرها طلعت، ولا بتحرك طلعت ناحية مكتب ماهر.


جلس ماهر بإنهاك وصداع شديد بعد ساعات عمل متواصله..يحاول إرتشاف قهوته وقد خلع عنه جاكيت بذلته كعادته وفتح أزرار قميصه وأمامه تقف عادة بأعين متلهفه معجبه من ماهر الذي ينبض بالرجولة والفخامة غير مكترثة الأن بسبب مجيئهم لعنده... شوفة ماهر أنستها...


لكن طلعت كان يتحدث وماهر لا يفهم ، فزفر بضيق يسأل:

-ماتدخلوا في الموضوع في إيه؟مختلفين على إيه مش فاهم


همهمت غادة بهيام..فيما قال طلعت:

-على فكرة أنا بحاول اوضح لها هي الي مش عايزه تفهم.. ممكن عندها حق البنت لا هي مؤهل ولا دارسه ولا حتى واخده كورسات ف بزنس وايز غادة صح... لكن بردو البنت بصراحه موهوبه وشغوفه وبتتعلم ونفذت كل المطلوب بل بالعكس أنا متوقع أنها هتتفوق على كل الي شغالين هنا وهتبقى أكبر اضافه لشركتنا أو أي شركة تروح تقدم فيها.


رمش بعيناه... على من يعود الحديث؟! مهلاً....

أيتحدثون على لونته؟!


تجهم وجهه و وقف بخطر... تراجعت غادة بأثره خطوة للخلف فيما تحدث ماهر بترقب مخيف:

-هي مين دي الي بتتكلموا عنها؟! 

-البنت الجديدة إلي حضرتك طلبت نشغلها.


رفعت غادة حاجبها...هل جاءت بواسطه منه.


فيما تجهم وجه ماهر بزيادة وهتف:

-لونا.

-ايوة هي يا مستر.


ألتف حول المكتب يسأل بعصبيه:

-وخدتها وشغلتها؟

-اه ما أنسه دينا جابتها وهي اختارت تشتغل في الجرافيك.. بصراحه في الأول اخدتها عشان واسطة وكده بس يوم على يوم لاقيت لا ييجي منها بجد.


ليهتف بضياع وغضب:

-لا وبتعلمها كمان.

-أه يامستر.


تشنجت ملامحه وهتف من بين أسنانه:

-كل ده يتلغي..انت سامع ؟

-و...طب..يعني..نرفدها؟

-لا

-امال تشتغل إيه؟!

-ماتشتغلش..أقولك.. شغلها كوفي بلوجر..تقعد تقيم لنا الشاي والقهوة.. لكن تشتغل وتتعلم لأ... فاهم..


ثم وجع حديثه لغادة مؤكداً يأمرها:

-سامعه انتي كمان.

-حاضر.

-اتفضلوا روحوا على مكاتبكم ونادولي لونا.


تبادل كل من طلعت وغادة النظرات.. لما يفعل مع تلك الفتاة هكذا ولما يشعرون بأنه وهو يتحدث عنها كأنه يتحدث عن شيء يخصه ويملكه.


تحركوا مغادرين وبعد دقائق تقدمت لونا لعنده تدلف بخطى بطيئة تسأل:

-في إيه؟

وقف يغلق الباب ويحاصرها بينه وبين حضنه يجبرها على الدخول فيه ثم همس:

-وحشتيني.

-هاااه.


نطقت بتيه شديد من نبرته الهائمة بها وعيونه الامعه بشئ لا تفهمه أو هي التي ترفض الفهم.

-لأ مش قادر.


قالها قبلما يضمها لعنده مختصراً للوقت والمسافات يعتصرها بأحضانه همت لتفتح فمها وتتحدث لكنه وضع أصبعه على شفتيها هامساً:

-ششششش.. ماتقوليش أي حاجة.


شعرت أن هناك سحر باللحظة... لم تتفهمه بعد لكن على يبدو هناك سحر...


لكنها تحدثت وأمرها على الله:

-بس أنا عايزة اقولك حاجه.

-قولي يا روحي.


لمعت عيناها وطالعته بنعومه تستشعر بعض الأهتمام فأكملت ما بدأته من أيام:

- أنا رجعت في كلامي .. وعايزة استلم ميراثي من جدو زي ما قال.


نظر لها بإستهجان يعني استحالة موافقته وهمس ساخراً:

-والله؟!!


ابتعلت رمقها في خوف وحفزت كل خلاياها تهمس:

-مش أنت جوزي... يبقى لازم تجيب لي حقي.


قلب شفته يضحك مدركاً...لونا تلاعبه..وهو سيد من يعشق اللعبة الحلوة...لذا قرصها عند خدها وقال:

-حاضر...عيون جوزك.


ضيق عيناه التي تلمع وتبرق بخبث وإستمتاع ثم قال:

-تعالي بقا معايا.

-على فين.

-هجيب لك ورثك.


تحرك بها تحت صدمتها وغادر المكتب والشركة كلها، أخذها في سيارته وغادر بأقصى سرعة مختزلاً الطريق للبيت الذي عمه السكون وصعد بها لغرفتها يغلق عليهما الباب بعدما دفعها لتدخل امامها وهي تسأل:

-في أيه يا ماهر...أنت بتعمل إيه؟

-ولا حاجه..هخليني وجوزك بجد ...حقي وحقك...


ثم شرع في خلغ قميصه وهي تضع يدها على فهما تكتم صرختها المرتبعه على ما تراه منه....


لكن ماهر كان عازم على مايريد... رغبته فيها قاتله وقد قرر هو الليلة قاتل أو مقتول..


اقترب منها بصدره العاري يضمها له يشرع في خلع فستنانها ثم..... .


الحلقة العاشرة 


أقترب منها بعزم وإصرار كله شوق متلهف، إمتلاك لونه صار مبتغاه وأقصى أمانيه.


هجم عليها بجسده الضخم، يفوقها قوة، يكاد يجن عليها، إنها تجننه، تجعل الدماء تغلي بعروقه، توصله لمرحلة بعمره لم يصل لها.


قبلها بلهفه، أي شيء تطاله منها شفتيه، هو مشاق، مجنون ويريدها، لايملك أي خيار آخر.


وهي ترتجف وتصرخ لتبعدع، الرعب دب في أوصالها، هي لا تريده، ولا تعترف به زوجاً.


حاول شملها بين ذراعيه، أن يشعر بها هي وليست غيرها....ماهر يريد لونا، لا يريد الجنس للجنس..هو يريده مع لونا...

خطفها داخل أحضانه، لا يريد القسوة ولا العنف، حابب قبله ناعمه وشعور لذيذ يعيشه معها.


فخفف من حدة هجومه متذكراً إرادته في عيش لحظات ساحره مع لونا... يريد رومانسيه ساحره وليس مجرد جنس أو حق شرعي 


ضمها لصدره يحتضنها وهو يدغدغ عنقها وذقنها بحرارة قبلاته وقتها شعر برجفتها،تبكي رافضه مايجري... يهمس لها من بين قبلاته:

-شششش.. أهدي...ليه بتعيطي يا لونا

-سيبني أنا مش عايز كده.

-أنا عايزك يا لونا...عايزك بجد.

-سيبني بالله عليك.

-مش هقدر أسيبك...لو سبتك دلوقتي أخاف تسبيني بعدين.


دوماً بين الكلمات القليلة جمل عميقه لا نفهما..لونا لم تفهم بعد مغزى كلماته...جل همها أن يتركها بختم ربها..وهو جل همه امتلاكها.


همس في أذنها بحراره:

-أنا عايزك ليا..بتاعتي.. إنتي مراتي يالونا.

لترد بهمس:

-أنا مش عايزه ابقى مراتك يا ماهر...مش عايزة..وبخاف منك...سيبني..مش عايزاك تلمسني كده... أنا مش رخيصه والله أنا مارخيصه.


توقف عن تقبيله لها ابتعد لثانيه...يدرك..ماذا ظنت.


هز رأسه بجنون واقترب منها يقول:

-أنا مش شايفك رخيصه..لو كده كنت روحت لأي واحده...يالونا أفمهي..انتي مراتي..رسمي واهلك كلهم عارفين.. أنا مش مرخصك.. أنتي ملكة البنات كلهم.. مافيش واحده قدرت تهز كياني غيرك... أنا هموت عليكي...

ابتعدت تتمسك بفراش السرير ثم همست:

-ده مش جواز.. أنا مش عايزاك..

اغمض جفناه بغضب ثم فتحهم يهتف:

-مش جواز ليه عايز أفهم 


ابتعدت عن مرمى شفتيه تبغضه وتبغض حتى انفاسه، شعر ببغضها، قلبه يؤلمه، لما يحبها!


همست مكملة:

-سيبني بقا سيبني.

إنزاح قليلاً للوراء يستند على ظهر سريرها ثم كمل بتصميم:

-مش هسيبك يالونا ومش بمزاجك.


سحب نفس طويل وأكمل:

-هي غلطتي عشان ما تممتش جوازي منك من أول يوم وسبتك براحتك وده خلاكي مش واخده على وضعك الجديد.


انكمشت على نفسها في السرير تسحب الغطاء تغطي جسدها لكنه كان متكئ عليه.

لاحظ فعلتها وسحب نفس عميق متعب ثم رفع نفسه ببطء يرفع الغطاء ويمد يده يعطيه لها مردداً:

-خدي وقتك.


تعلقت عيناها به متأملة، هل سيتركها وشأنها حقاً!.


كادت أن تتهلل ملامحها لكنه أحبط كل ذلك وهو يسحبها لعنده يزرعها عنوة داخل أحضانه ويسحب الغطاء عليهما مردداً:

-بس وانتي في حضني.

رفعت أنظارها له رافضه ومرتبكه، غير متقبله موضعها الجديد تحاول الابتعاد والنهوض، ضمها بقوه أكبر يثبط محاولاتها وهو يقول:

-أنا مش عايز بالغصب .. عايزه بالرضا يالونا... عشان كده لازم نقرب من بعض أكتر وتاخدي عليا وبعدها نتمم جوازنا..


هزت رأسها بجنون منه:

-جوازنا جوازنا...ايه جوازنا إلي انت ماسك فيها دي..أفهم بقا إحنا مش متجوزين... ده مش جواز.

ألتف ينظر لها بغضب وقال:

-كلامك ده هو اللي بيخليني عايز أتمم جوازي منك في أسرع وقت.

-قصدك إيه؟!


زم شفتيه يحمد الله أنها للأن لم تفهم وموقفها مجرد رفض له لا أكثر..يدرك انه ربما عليه التقرب لها بزيادة وجعلها تعتاده وتعتاد قربه وما عدى ذلك سيعد إغتصاب وهذا ما لا يريده معها إطلاقاً... لا يريده للونا بحق...يريد لها إحساس مفعم ...وردي..ممتلئ بالنشوة واللذه والرومانسية... أن تدمن حلاوة قربه وتطلبه أحياناً... هذا مايريده مع لونا....هي وحدها.


اسبل جفناه يستعد للنوم لتجحظ عيناها مرددة:

-أنت بتعمل ايه

-هنام...مش عاجبك؟! أنا ممكن أصحى لك على فكره.

-لا روح نام في أوضتك.


ضمها يغمض عيناه يردد براحه:

-أوضتك أوضتي.. أنتي هتنامي النهاردة في حضني عشان تاخدي عليا.


فتح عيناه يناظرها برغبه حارقه:

-مانا مش هقدر أصبر وامنع نفسي عنك كتير..بس انا مش عايز أخدك بالقوة.


شدد بذراعه عليها .. يجبرها لأن تتوسد حضنه العاري عنوة:

- نامي.

-هنام فين... سيبني عشان أنام.

-نامي على صدري....يالاااا.


أمرها بقوة وهو يلاحظ رفضها وترددها مما جعلها تقترب من صدره مضطرة،مشمئزة غير متقبلة.


ليبتسم وهو يشعر بنزول شعرها على جسمه العاري ثم ملامسة خدها الممتلئ له ومن بعده جسمها كله،اطبق ذراعيه عليه يتنهد بتعب هي المتسببة فيه وهي لا تعلم ثم همس:

-على فكرة يا لونا... عشان تبقى المعلومة عندك وتتعاملي على أساسها.. أنتي فعلا مراتي.. أنا مش هطلقك دلوقتي أو بعدين أي ان كان الوضع إيه... هفضل رابطك جنبي العمر كله.


كانت تستمع لنبرته المصره التملكيه ومع كل كلمة زيادة كانت عيناها تتسع برهبه تدرك بأي وضع وضعت ثم همست بيأس وألم:

-أنت طلعت لي منين؟! طلعت لي منين بس؟!

ضمها بقوه مضاعفة، متملكة، يسحب مع أنفاسه رائحتها ليتشبع بها وهو يردد:

-أنتي إلي طلعتي لي منين بس يا لونا.


هز رأسه ساخراً من ثباته السابق أمام أي فتاة مهما كانت جميلة وكيف تداعى كل ذلك ما أن دخلت لونا لحياته...كأنه قدر ومكتوب.. أو ربما شئ أخر.


مر بعض الوقت أجبرها فيهم على البقاء في أحضانه إلى أن سحبهما النوم لساعات متواصله حتى إستيقظا على صوت طرقات الباب:

-لونا....لونا..مش هتتعشي؟!


فتح كل منهما عيناهم يستوعبان الوضع وان چنا شقيقة ماهر هي من تقف بالخارج يفصلها عنهما الباب فقط.

نظرت لونا لماهر الذي مازال يحتضنها له ثم همس في أذنها:

- قولي لها إنك شويه ونازله وراها.

فهمست له بكيد:

-طب ما تقولها أنت يا جوزي.

رفع إحدى حاجبيه لها بحده ثم همس:

-يالا يا لونا...ولا تحبيها تدخل علينا هنا دلوقتي وانتب في حضني...


زفرت بضيق شديد لكنها كانت مصره على محاصرته تكمل لكن صوت چنا عاود:

-لونا...يا لونا.


فاضطرت أن تجيب:

-حاضر يا چنا هغير بس واجي وراكي..أسبقيني أنتي.

-أوكي.


تحركت چنا مغادرة وابعدت لونا أنظارها عن الباب تستعد لمحاصرة ماهر بالحديث من جديد لكن كان هو من فاجئها وهو يقبلها بغتته.. اخذها على حين غفلة يهمهم بتلذذ...معها يفعل كل شيء ببطء كي يستشعر بحلاوة وطعامة كل همسه أو لمسه من لونته.


فصل قبلته يحاوط رأسها بيديه ثم قال:

-تجنني.

-مانا أكيد هلاقي حل وهخلص منك.. أكيد في حل.


ضحك رغماً عنه...ما قالته لهو أخر حديث متوقع أن يسمع بعد قبلاته الحارة معها.


وقال بتأكد من بين ضحكاته:

-مش هتلاقي...انا هبقى حريص على إنك ماتلاقيش حل يا لونا.


طالعها بين ذراعيه وردد:

-يالا البسي بدل ما أفقد أعصابي الي ماسكها عنك بالعافيه...ولا اقولك....


شهقت بصدمة وهي تشعر بإزاحة الغطاء من عليها ثم سحبه لها بقوه يردد:


-حبيبي مايتعبش نفسه... أنا أساعده.


تقدم بها لخزانة ملابسها ينظر لها بحيرة وغضب ثم قال:

-هو انتي مش عندك غير اللبس ده!

-ماله؟!

-مش شايفه؟!

-ده موضه جداً وبعدين أنا بلبس زي چنا أختك بالظبط تقريباً نفس الاستايل.

اغمض عيناه بغضب منها.. دوماً تجيب بنفس الرد ليسحب فستان رأه فضفاض نوعاً ما يقول:

-البسي ده.

-ولو اني مش بحبه بس ماشي... 

-طب يالا غيري.

-اطلع برا وانا اغير.

-لازم تعودي على وجودي..يالا غيري.

-مش هيحصل ابد....


قاطع حديثها وهو يخلع عنها كنزتها القطنية لتقف أمامه بملابسها الداخلية شاهقه احاول مداراة جسدها عن عيناه الوقحه وهو قربها منه يلبسها الفستان بنعومة مردداً:

-وحش.. عليا النعمه وحش.


دغدغتها كلماته لثواني..وهو متعمد..تكنيك سيأخذ بعض الوقت لكن نتائجه أكيدة وهو يعلم.


عاملها بنعومة وسحر..لطيف جداً وحنون.. رغماً عنها كانت عيناها تلمع بانبهار وهي تشعر به يعاملها أحسن حتى من معاملته لچنا التي تأملتها... اغلق لها سحاب فستانها...أجلسها أمامه بتروي يمشط لها شعرها..


أنهى ربطه ونظر عليها في المرأة يردد بحب وإعجاب واضحين:

-قمر... حبيبتي قمر.


على قدر فرحتها كانت مستنكرة.. تصرفاته المتناقضة تجننها...لم تستطع المواراة وهمست:

-أنت أكيد عندك انفصام يا ماهر.

-ممكن..كلنا مرضى نفسيين.

ضحكت تقول:

-طب ماتتعالج.

-الي مضرور يتعالج وانا مش مضرور.


ضحكت عاليا ... لم تستطع اخفاء ضحكتها وهو كذلك ابتسم يقول:

-يالا أنا خلصت... حلو كده؟


نظرت لهيئتها التي رتبها هو وقالت معجبه:

-حلو.


قربها منه يحتضنها له وقال:

-أنتي إلي حلوه يا لونا....يالا ننزل.


خرج بها من الغرفة..سحب يدها بيده إلى أن نزلا أمام الجميع....فاضطر لترك يدها.


وقتها نظرت له نظرة لم ينساها..ولم يفهمها...لها معاني كثيرة.


وزادت حدة الصراع....حيث قال والده:

-جهزت عشان بكره؟!

-ماله بكره؟!


سأل باستنكار شديد ليرد عزام من بين أسنانه:

-هي دي حاجه تتنسي.. بكره الجمعه... معادنا مع عيلة أبو العينين عشان الخطوبه.


وقف الزمن هنا ...وتداعى معه كل شيء فعله أو حرص على فعله منذ قليل... وعم صمت قاتل على المكان..كل يحمل بداخله متفجرات ونوايا مختلفة .


صباح يوم جديد كله هموم على عاتق ماهر...من الأمس وهو لا يستطيع رؤية لونا ..بعد العشاء ذهبت لغرفتها وقد ذهب خلفها عازم على المبيت عندها من شدة تبجحه لكنه تفاجئ بها توصد الباب عليها من الداخل.


الكل موجود وعلى وشك التحرك وبالفعل قال عزام:

-يالا احنا مستنيين إيه؟

-مستنيين لونا.


قالها الجد بهدوء لتحتد عينا ماهر وكذلك عزام الذي هتف بحدة:

-أنت عايز الوسخة دي تيجي معانا زيارة زي دي.. ده لو السما انطبقت على الأرض.

-وطي صوتك يا عزام واقعد..في إيه هتخيب.. بتعلي صوتك على أبوك..

تدخل ماهر بغضب مكظوم:

-انا كمان شايف كده ياجدي.. خليها هنا.


وقف الجد بحدة رغم تعبه يهتف:

-حتى أنت يا ماهر..خيبت خلاص زي ابوك.


نظر الجد لچنا وقال:

-چنا... أطلعي نادي لونا.

تحركت چنا بسرعه فيما هتف ماهر:

-أنا مش عايزها تيجي ياجدي...سيبها هنا.

تقدمت لونا على الدرج مع چنا تتوقف قدماها مع أخر كلماته وتسمع الجد وهو يقول:

-أنت كمان مستعر منها يا ماهر...كنت فاكر الأمل فيك.


لاحت لأنف ماهر رائحتها التي يعرفها جيداً فنظر لأعلى ليصدم بوجودها ولمعة الدموع بعيناها.


لا يعلم كيف يفسر لها حقيقة ما سمعت فيما هتف الجد:

-لو كلكوا مستعرين منها كده مالكوش دعوة بيها...لونا هتيجي معايا أنا.


ألتف ماهر يدور حول نفسه يشعر بالعجز يود قضم قطعه من السماء.


فيما هتفت لونا بإنكسار:

-أنا مش عايزه أروح..

-يكون أحسن...يالا بينا اتأخرنا.

قالها عزام بغضب فيما قال الجد:

-أنا مش متحرك من غير لونا... تيجي معانا والكل يتعرف بحفيدتي .


تقدمت منهم تقول:

-أنا مش عايزه...

-هي كلمه..هتروحي يعني هتروحي وإلا نلغي الجوازه دي.


لتتسع عينا ماهر وهو يسمعها تهتف بلهفه:

-لأاا... كله إلا كده...هروح.. أنا جاهزة أصلا.


صك أسنانه بغيظ شديد وقد وصله مرادها...تظن أن بتلك الزيجه خلاصها منه...غلبانه لا تعلم شيء.


تحركت تغادر معهم رغم حنق عزام ورفضه الذي أقترب من ابنته يقول لها:

-ماكنتيش عارفه تلبسي فستان أحلى شويه وتعملي شعرك.

زمت چنا شفتيها وقالت:

-ومالي كده..

-مالك؟! هتفضلي طول عمرك خايبه زي امك.


-چنا... تعالي أركبي معانا في عربيتي.


قالها كمال الذي استمع لكل ما قاله عمه وتحركت چنا بالفعل ومعها لونا تهرب من براثن ماهر وقد لاحظت نظراته القاتلة.


الوصول لقصر أبو العينين أتخذ الكثير من الوقت، فالمرور بحديقتهم الغناء ومروج الأشجار والورود وإسطابلات الخيل أتخذ وحده أكثر من ثلث الساعه.


كان قصر فخم بحق، يدل على مدى ثراء تلك العائلة، لونا بالفعل كانت مشدوهه ومبهورة ورددت بلا وعي منها: 

-واااو..هو في مستوى الغنى ده في مصر؟

ضحك الجد وقال:

-وفي اكتر من كده كمان..بس عيلة أبو العينين من أغنى عائلات مصر فعلاً.


ترجلت معهم من السيارة وتعثرت قدمها والتوت أثناء خروجها منها فتأخرت قليلاً.


كان على الباب في أنتظار عائلة الوراقي كل أفراد عائلة أبو العينين، يستقللونهم بحفاوة تليق بهم.


فقد وقف صلاح أبو العينين وشقيقه حسني ولجوارهم وقف شاب عريض المنكبين وطويل شعره خفيف من الأمام لكن عضلاته بارزة وعيونه زرقاء.


إنه أيقونه، تمثال منحوت ببراعه،مستفز...مستفز لأقصى حد..ما أن رأه ماهر حتى غار..


ماهر الأن يسب ويلعن...طارق أبو العينين بالحقيقة أروع حتى من الصور...يااااه..وهو الذي ظنه فوتوشوب!


بترحاب شديد أستقبلت عائلة أبو العينين الوراقيين.. وتقدم عزام يعرف العائلة حتى وصل لچنا:

-ودي جنا بنتي ..أخر العنقود هههههه .


تفزز جسد ماهر في موضعه وهو يسمع صوت صلاح أبو العينين يقول:

-ومين البنت القمورة دي 

-أووووه..

عاليه صدحت من طارق وساقته قدماه رغماً عنه وبادر لمساعدتها تزامناً مع صوت الجد:

-دي حفيدتي..لونا.

رفع حسني إحدى حاجبيه وهو يرى إبنه يتقدم مبادراً لمساعدتها... يمد يده مبتسم قائلاً:

- ألف سلامة.. إيه إلي حصل.


فردت عليه تسمعه صوتها المسهوك لتصيبه وهو وماهر بالشلل دفعه واحده:

-اتكعبلت وأنا نازله.


ابتسم لها وقد نزل صوتها كالبلسم على صدره رسم ابتسامه عريضه على شفتيه وساعدها تحت أنظار الجميع...وماهر يقف مصاب بالعجز والجنون ...شعور قاتل هو السبب فيه... هو السبب في كل ما يجري وهو يعلم ذلك .


لكنه لم يستطع الصمود...تحرك بلا هوادة يقول له:

-عنك انت يا طارق .


تناول يد لونا بين يديه بغلظه ثم قال:

- مش عايزين نتعبك..تعالي يا لونا.

- ولا تعب ولا حاجه..أنسه لونا تؤمر بس .

=أتفضوا يا جماعة.


دلفوا جميعاً للداخل وجلسوا يتحدثون في أشياء كثيرة متفرقة تخص العمل وما شابه وماهر عيناه على لونا المندمجة في حديث متقارب مع شقيقته.


إلى أن تقدمت منهم سيدة متعديه الخمسون عاماً ولجانبها فتاة أيقونه في الجمال.. مضبوطة بالملي.


جمالها حاد وقوي..شعرها اسود وطويل جسمها مضبوط متيبس.. تتقدم منهم وهي تتهادى في فستان مشجر ماركة فيرزاتشي..عطرها قوي كملامحها وقوة بنيانها...لم تكن تحتاج لتعريف.. أنها العروسه الفاتنة سليلة الحسب والنسب جميله أبو العينين..وقتها فقط رن بأذنها صوت عزام وهو يقول(مين ده الي يرفض جميله أبو العينين).


لونا لم تشعر بما فعلت...هي ببساطة قد عقد شبه مقارنه للتو وركزت مع كل تفاصيل العروس والنتيجة كانت أنها عروس أكثر من رائعة..ماهر بالفعل محظوظ.


للتو إستفاقت وعلى صوت والدتها التي جلست برقي تقول:

-ايه يا جميله ..مش تسلمي على عريسك.


تقدمت جميله تمد يدها بابتسامة مشرقة وبسيطه من ماهر الذي..  مد يده بترقب عينه تحطف نظره على لونا المأخوذة بالفعل ولا تعرف لما .. ربما لأنها تجلس وسط ناس اغراب عنها بما فيهم عائلة والدتها.


أنساق الحديث إلى حيث جائوا وقد دلف عزام بصلب الموضوع يقول:

-أحنا يشرفنا يا صلاح بيه نطلب أيد الأنسه جميلة لأبني ماهر...نسب عيلة أبو العينين شرف كبير لينا.


-الشرف لينا أحنا يا عزام بيه..عيلة الوراقي سمعتها زي الجنيه الدهب.

-الحمد لله... طب مش نقرا الفاتحه بقا.

-نقرا.

بدأ الجميع في قراءة الفاتحة حتى لونا ..جلست تقرأ فاتحة زوجها وهي لا تشعر بمدى العبث الذي يحدث.


هو فقط من كام يشعر بذلك... لقد وضع بموقف لا يحسد عليه ولا يعرف كيف سيخرج منه.


هنا تدخلت والدة جميلة تقول:

-بس فين مامت ماهر.. هي مش موافقة علينا ولا إيه؟


فجاوب محمد الوراقي:

-والدة ماهر للأسف ماتقدرش تتحرك من السرير بقالها سنين على كده للأسف 

-لا ألف سلامة... إحنا كده لازم نزورها...وصلي سلامي لماما يا چنا لحد ما اشوفها... ماشاء الله...چنا كبرت وبقت عروسه.

- أحلى عروسه..خطابها مجنني..بس انا حالف مش هجوزها كده لأي حد.

-طبعاً طبعاً حقك يا عزام بيه..


صمتت لثواني تضيق عيناها ثم سألت:

-مين البنت الحلوة الي جنب چنا دي.

رد محمد الوراقي:

-دي لونا... بنت رحيل بنتي.

-رحيييييل أاااه.


قالتها بنبرة ذات مغزى وترة الأجواء ولم يفصلها سوى صوت صلاح أبو العينين:

-طب ايه يا جماعه مش نقوم بقا ونسيب العرسان مع بعضهم شويه ههههههه.

-صح... إحنا لازقين فيهم ولا عواجيز الأفراح.


تنبهت كل خلايا ماهر وهو يرى نظرات طارق على لونا....بعيناه لمعة...كأنه معجب...ولطارق سحر رهيب يوقع أي فتاة.. بالأساس ماهر يغار منه .


مسح على وجهه ولم يستطع الرد.. بكل ثانيه يقع في موقف أسوء من ماسبقه.


ولم يملك أي حيلة وهو يرى الكل مجتمع ليقف ويغادر للحديقه...أخذين معهم زوجته.


ليجلس هو في لقاء فردي مع جميله... كانت جميلة بالحق... وهادئة حتى تبدو نقيه .. جمالها فتاك.. جسدها يغوي الناسك... ركز معها لدقائق طويلة..لما لا يرغب وهي بالجمال تأخذ علامات...


لقد ظن أن ما يريده من لونا رغبه وقد وقع لها لأنها جميله...هو راغب في لونا بكل لحظة وكل ثانيه... مستعد لإقامة علاقة معها فب أي وقت.


لكنه غير راغب في جميله رغم كونها مكتملة الأنوثة.. رقيقه وتبدو خجوله ومهذبه 


ما الرابط بينه وبين لونا..ولما هو واقع لها ومتعلق لهذه الدرجة.


غلى الدم بنفوخه وهو يرى طارق عبر الحاجز الزجاجي الفاصل بين الصالون والجنينه يقترب من لونا ويهمس لها بحديث خاص وبعيناه نفس نظرة الإعجاب.


لقد مارس أقصى درجات ضبط النفس منذ جاء لعندهم وظل يعد الدقائق حتى ينتهي هذا اللقاء.


وأخيراً عادوا للبيت وذهب كل منهم لغرفته حتى ماهر.


بدلت لونا ملابسها لاخرى مريحه واستعدت للنوم لكن أتصلت اولاً بصديقتها سما ...صار لها مدة لم تحدثها...لكن من جديد هاتفها مغلق...ساورها القلق والتوتر عليها...سما مختفيه ولم تسأل عنها حتى...ترى ماذا حدث؟


قطع سيل أفكارها دخول ماهر عليها الغرفه يسأل بغضب :

-كان بيقولك إيه؟!

-هو مين؟

-طارق أبو العينين؟!

-أاااه... إبن عم عروستك؟!


ضيق عيناه...لما تنطقها هكذا وكأنها تذكره.. هل لونته تغار عليه؟؟!


تهلل قلبه و وجهه فرحاً واقترب منها يسأل بلهفه:

-أنتي غيرانه عليا؟!


إتسعت عيناها بصدمه وهمست داخلياً تسأل نفسها .... غارت عليه؟!

لحظتها دق قلبه وقلبها واقترب منها يسأل:

-ردي عليا... إنتي غيرتي عليا بس بتنكري ..مش كده؟!

رمشت بعيناها وهي تسأل بصدق هل بالفعل غارت؟!


أبتسم ماهر وشعر أنها لحظه مناسبه ليقترب منها.. هي الأن ذائبة معه بين يديه .


لكنها هتفت:

-لأ ماغيرتش؟!

تيبس لثواني ثم قال:

-متأكدة؟!.

-أيوة

-طب اتاخري بقا.... عايز أنام.

-روح نام في أوضتك.

-هنام هنا..لحد ما تاخدي عليا.


مسحت على وجهها بتعب الجدال معه غير مجدي.. وجدته يخلع تيشرته وبقا عاري الصدر أقترب منها لتقول بخوف دفعه واحده:

-لا ماتنامش هنا....وماتقربش مني... خلاص أنا رجعت في كلامي ومش عايزاك تجيب لي حقي من جدي... أنا هعرف أتصرف.


صدمته بكلامها وأيقظت عقله وكل حواسه ..لونا فكرت في بدائل..وترى ماهي بدائلها هذه..ولما لم تظهر كل تلك القوى إلا بعد لقائها بطارق.. ماذا حدث بالكم دقيقه لقاء التي جمعتهما وهو بالداخل لا يعلم.. 


تعليقات



<>