
رواية جاسم الفصل الخامس عشر15 الاخير بقلم داليا السيد
مثلث برمودا
سمعت ضوضاء حولها تجذبها من الصمت الذي كان حولها ففتحت عيونها لتجد رجل يمنحها ظهره وفتاة تقف أمامه وهو يتحدث لها، الصداع كان مؤلم فأغلقت عيونها ثم فتحتها لتتأكد أنها واعية وبالواقع وبغرفتها على فراشها
قالت بتعب "من أنتم؟"
التفت الرجل الستيني لها وهتف "مرحبا مدام، أنا دكتور عادل وهذه شيرين، ممرضة، كيف تشعرين؟"
جف حلقها وما زال هناك دوار نعم تذكرت الدوار والغثيان فقالت "صداع، دوار، غثيان وجسدي يؤلمني وكأني سرت أميال كثيرة"
تابع المحلول المعلق وقال "الانيميا مدام، نقص حديد"
لم ترد فتوقف أمامها وقبل أن يتحدث دق الباب ورأته يدخل فالتفت له الطبيب وقال "أتمنى أن تكون قد أحضرته"
بسرعة تحركت عيونه لها، الجنون والفزع هو كل ما تملكه عندما رآها على الأرض بلا وعي، لم ينجح بإعادتها للوعي فطلب الطبيب الذي طلب دواء فذهب لإحضاره لعدم توفره بالقرب والآن هي عادت
توقف أمام الطبيب وعيونه على وجهها الشاحب ورموشها التي تخفي عيونها وقال "نعم، ها هو"
أخذ منه الرجل الدواء ومنحه لشيرين التي جهزت كل شيء بينما قال هو "ماذا حدث؟"
كان يقيس نبضها فانتظر قبل أن يقول "بضعة أشياء، أنيميا واضحة جدا والواضح أنها لم تتناول أي طعام اليوم، الغثيان والدوار هذا نتيجة الحمل بالطبع، جسدها يؤلمها هذا له تفسيرات كثيرة ليست موضوعنا الآن"
أبعدت وجهها وهي تسمع كلمة حمل، حامل بابنه أو ابنته ولكن ما الفارق فهو لديه سواه؟ كانت بالأمس تفكر هل ستكون أم بل وتتمنى ذلك والآن لا تجد أي سعادة بالأمر
قلبه نبض بقوة مؤلمة، أب؟ سيكون أب وكما تمنى منها، فقط لو لم يكن كل ذلك يحدث لكان الأمر أكثر جمالا
لم يرد والطبيب يضع الدواء بالمحلول ويقول "شيرين هذا الدواء كل أربع وعشرين ساعة لمدة ثلاثة أيام، مدام الراحة مطلوبة جدا حتى تستعيدي صحتك وتحافظي على الجنين، سيد جاسم ستساعدها بالطبع بالبعد كزوج عنها تلك الفترة حتى يمنحكم الطبيب المختص الإذن"
هز رأسه وهو يعلم أن لا مجال لما يذكره الطبيب الآن، بينهما جبال كثيرة عليه أن يجتازها أولا قبل أن يستعيدها
انتهى الطبيب ورحل وسرعان ما نامت بلا مقاومة، بالخارج قال الطبيب "ربما لستُ طبيب نفسي ولكني أعتقد أن المدام متعبة نفسيا وبحاجة للراحة النفسية قبل البدنية"
كان يعلم أنه على حق فهي بالفعل مجروحة وهي لا تتحمل الصدمات النفسية، كم مرة ضربتها الحياة بقسوة والآن أصبح هو الآخر يد الحياة بضربها
بالطبع انتقل لغرفة أخرى، أخذ حمام واستبدل ملابسه، عامر هاتفه ليطمئن فأخبره بمرام وتهديدها وتهديده لها ثم ما أصاب مايا وبالطبع عامر امتص غضبه وقال أنه سيراه ليخبره كيف سيقومون بتولي أمر مرام
ظل واجما أمام جهازه لا يرى أي شيء، مرام لم تنشر شيء ولكن هذا لا يعني استسلامها
ترك الجهاز وهو لا يرى أي كلمات أو أوراق فقط وجهها الشاحب، دموعها الرابضة تحت رموشها التي غطت عيونها فحرمته من رؤيتها
ماذا بإمكانه أن يفعل؟ الماضي ينحت بحياة الجميع ولا يمكن إزالته، لا ينكر أنه كان شاب طائش متهور ولكن تجربته صفعته بقوة جعلته ينسلخ من ذاته الضائعة ليصبح جاسم دويدار، رائد أفضل شركة أمن
ودع الحب منذ تلك التجربة وأدرك أن الحب انتهى عند جيل والديه، كره النساء واحتقرهم لذا كان يتعامل معهن بجفاء وعلاقات تنتهي عند باب المقهى الليلي، البيت لم يعد يمثل عنده أي أهمية
حتى عرفها، كانت مختلفة، بريئة، بكر بكل شيء، مشاعرها، قبلتها، حتى ضحكتها، كل شيء بها اخترق الأسوار التي بناها حول نفسه، جعلته يريد البقاء بالبيت، العودة لها بأسرع ما يستطيع، أراد ذراعيها، قبلتها، لمساتها، أراد حتى سماع اسمه من بين شفتيها
الآن لم يعد هناك أي شيء مما استمتع به معها أصبح الأسود هو ما يعتم حياتهم، فقدت نفسها بسببه وعليه أن يعيدها له فلا حياة له بدون المرأة التي اعترف الآن والآن فقط بالسبب الذي من أجله تزوجها رغم أنه كان يلعن الزواج ويسجنه بقبو مظلم بحفرة عميقة لا مجال لإعادته منها
الصباح كان يداعب عيونها فرمشت قليلا حتى تعتاد النور، الضوء كان مسدود من ذلك الجسد الذي أحبته وكرهته، كان واقفا أمام النافذة ويداه بجيوبه، تقريبا سد النافذة بجسده وكانت تدرك أنهم سيلتقيان للمواجهة، الآن أو فيما بعد بالنهاية سيتواجهان ولم تعرف ماذا سيكون قرار قلبها، ربما كان متزوج ولكنه كان ملك لها هي، عاش معها، لم يتركها، كانت تعرف أنه سعيد، تسمع دقات قلبه تحت أذنها عندما يضمها لصدره، هي تحبه ولا تنكر ذلك، كرامتها تؤلمها، قلبها مجروح لكن كيف يمكنها أن تعيش بدونه؟
التفت فجأة وكأنه شعر أنها استيقظت وعندما التقى بعيونها تحرك لها بلا تفكير حتى جلس على المقعد المواجه للفراش، لقد طلب من الممرضة أن تذهب لترتاح وهو سيبقى معها
انحنى للأمام وهو يضم يداه معا أمام وجهه ولا يعلم من أن يبدأ وهي لا تنظر له، ما زالت تستر أحزانها برموشها ولكنه قال "كيف حالك الآن؟"
هل يمكن أن تكون قوية وتتحمل كل ذلك، لم تكد تنتهي من مروان وتبدأ حياتها الجديدة حتى اصطدمت بتلك النيران التي أحرقتها
ردت بضعف ليس من التعب ولكن من ألم قلبها "أفضل"
ظل ينظر لها حتى تراجع بالمقعد ولا يعرف أين أول الخيط ليمسك به ويفك عقدة لسانه ومع ذلك قال "لا أظن أنكِ صدقتِ شيء مما سمعتيه"
رفعت رموشها له وقالت دون دموع "ماذا تريدني أن أصدق؟"
عاد وانحنى ليقترب من فراشها وقال "أنه كان طيش شباب وتهور دفعت ثمنه غالي جدا وما زلت أدفع حتى الآن"
حاولت ألا تبكي وهي تقول "هو حب وزواج وابن"
هز رأسه ورد بحزم وقد شجعته نبرتها الهادئة على التحدث "وقتها كنت أظن أني أحبها، كنت ببداية العشرينات، بداية حياتي العملية وهي فتاة تعرف كي تسقط أي رجل بشباكها، هي عرفت أني ابن رفيق دويدار الملياردير وبالطبع الأموال هي ما سعت له"
حاولت أن تعتدل فنهض وساعدها وهو يضع الوسادات خلفها وكان قريب جدا منها فلم يبتعد وهو يواجه نظراتها
كان لابد أن يعترف لها بكثير كي تلين بل وأراد أن يعترف بحقيقة ما يشعر به تجاها فقال "أنتِ زوجتي مايا، زوجتي التي أردتها وما زلت أريدها، من جعلني أعود للبيت وأنا أشتاق له، أنتِ المرأة التي تحمل اسمي وأولادي للأبد مايا، أنتِ من صالحني على الحياة"
ظلت تنظر له دون أن ترد، كلماته كانت تعني الكثير، بها كل المسكنات اللازمة لإيقاف الألم لكن ليس الدواء المطلوب، كان يكفيها كلمة واحدة، لو أخبرها بحبه لنست كل ما كان وعادت له ولأحضانه والتئم الجرح وشفت للأبد لكن بدا أنه لم يمنح قلبه سوى لامرأة واحدة ولن تكون هي
عندما لم ترد تراجع وتحرك بلا هدى وقال "لم يكن من الممكن بذلك الوقت أن يعرف أحد بموضوعها، كانت أزمتنا مع رفيق وانفصالنا عنه وفضيحة الآثار لذا هي اقترحت الزواج العرفي وأنا لم أعارض كنت أريدها كأي شاب يجد فتاة تقدم له كل الإغراءات بسهولة، تزوجنا بورقة واستأجرت لنا شقة ومن أول يوم عرفت الكذبة التي كذبتها"
التفت لها فواجهته وهو يكمل "ليست عذراء"
حدقت به وتذكرت ليلة زفافهم عندما شعرت بتوتره وقت أن كان معها، كان يظن أن كل النساء مثل مرام؟ لا فقط ضربته الذكرى، هذا بالتأكيد ما كان
سمعته يكمل "والسبب أنها كانت تركب حصان كثير وهي صغيرة وما إلى ذلك من أعذار صدقتها وقتها، بالطبع اتفقنا على عدم الانجاب فاستخدمت طرق الحماية المشددة وكنت حريص جدا وقتها لذا لا مجال لأن يكون لي ابن منها، بعد زواجنا بيومين اضطررت لمقابلة إخوتي بالإسكندرية كعادتنا يوم الخميس وعدت مبكرا ووقتها رأيت رجل يخرج من العمارة، حاولت ألا أشك بها ولكن بدخولي الشقة بدا عليها الاختلاف، كأي رجل يمكنه أن يعرف زوجته ولكن لديها طرق خاصة بالإقناع"
كانت تحدق به وهي تحاول ألا تصدق ما يقول، رفع يده لشعره ودفعه للخلف وهو يتذكر تلك الأيام، عاد يكمل "من الأيام التالية بدأت المشاكل الدائمة، أموال، كل ما تريده هو المال، مجوهرات، خروج كل هذا لم يلفت انتباهي حتى انتهى الاسبوع وعدت العمل وبدأت تخرج هي الأخرى ولا تبقى بالبيت، لا طعام ولا اهتمام بأي شيء سوى جمالها فقط حتى تبعتها بيوم وعرفت علاقاتها بأصدقاء شباب وبالطبع كانت معركة كبرى وعندما حاولت استعمال حقي كزوج صرخت بأن ما بيننا ليس زواج حقيقي ولا يمنحني حق التحكم بها لذا كان الغباء أن ذهبنا للمأذون وعقدنا القران ولكن بشروطي، لا خروج، لا أصدقاء رجال"
ارتد لها وعيونها تلاحقه وهي تسمعه فأكمل "عامر فقط من عرف بالأمر، هو دائما من يعرف كل شيء عني، بل عنا جميعا، هو الأب، كان رافض العلاقة تماما وكذلك رفض الزواج الشرعي حتى اكتشف هو علاقتها بذلك الرجل وبالطبع خاف أن يخبرني كي لا أقتلهم"
رفعت يدها على فمها من المفاجأة فأكمل "ساومها بعيدا عني، أن تختفي من حياتي ولا تطالبني بشيء، كان لديه تسجيلات لها، هو لم يخبرها بها وقتها ولكنها أرادت المال وعامر كان سخي جدا معها، ورحلت وفقط رسالة هي ما تركته لي أخبرتني فيها أنها لم تحبني بأي يوم وعندما اكتشفت أنها لن تستفيد شيء من زواجنا رحلت ولا داعي للبحث عنها، غضبت وثرت وكدت أجوب كل مكان للعثور عليها لكن بهدوء عامر أخبرني الحقيقة والغضب اجتاحني لتركه لها ترحل وحاولت أن أذهب بجنون الشباب والكرامة للبحث عنها وقتلها ولكنه أوقفني وبكلمات كثيرة أعاد لي عقلي وعرفت خطئي وأدركت أن ذلك هو الصواب، بعدها عرفت أنها تنال أموال منه لتبقى بعيدة ولم أفكر بها، انشغلنا بمشاكلنا بالشركة"
صمت وهي تستوعب كلماته وهو يستجمع نفسه ثم قال "كرهت النساء وأصبحوا بالنسبة لي كلهم خائنات لكن مع الوقت بدأت أهدأ وتعاملي معهم كان بطريقة مهينة وكأني أهينها بشخصهم، كنت أفر من البيت ومن الماضي حتى عرفتك"
دق قلبها وهو يلتفت لها ويواجه نظراتها الصامتة ثم أكمل "من أول لحظة عرفت أنكِ مختلفة، صغر سنك، براءتك، الأزمة التي مررتِ بها، خوفك، ماضيك، كل شيء بكِ كان مختلف، كان يجبرني ألا أكون جاسم الذي صنعته الخيانة، كنت معكِ جاسم آخر، جاسم الذي اختفى خلف الألم والعار"
تحرك لها وجلس بجوارها على طرف الفراش وحدق بعيونها وقال "وجودك جعلني أبقى بالبيت، أتناول طعامك، أريد دعاباتك، ضحكتك حتى دموعك وخوفك أردته، لذا وقت تحدث قاسم عن بعدك لم أصدق أن شيء يمكن أن يأخذك بعيدا عني"
دمعة سقطت من عيونها وهي تسمعه بقلبها لا بعقلها وهو رفع يده لوجنتها فأغمضت عيونها وهو يقول "أنا لم أحبها بأي يوم"
فتحت عيونها الدامعة وما زالت راحته تحتضن وجنتها وقال دون تفكير "لأني عرفت معكِ أنتِ معنى الحب الحقيقي"
تنفست بصوت مرتفع مع الدموع وكأنها تعلن عن عودة الحياة والأنفاس لصدرها فأكمل "أنا أحبك مايا، منذ ظهرت تلك اللعينة وأنا عرفت أني لم أكره أحد مثلما أكرها ولم أحب امرأة سواكِ، الموت أهون لي من أن تتركيني مايا"
ضحكت من بين البكاء وهي لا تصدق ما تسمعه ثم قالت "أخبرني أني لا أحلم"
جذب وجهها له وقبلها قبلة طويلة حتى توقفت الأنفاس فأبعدها وقال "ماذا تظنين الآن؟ واقع أم حلم؟"
هزت رأسها وهي تقول "كان حلم، أن تحبني وتمنحني قلبك وتعترف بالحب كان حلم جاسم، حلم كنت أحلم به كل يوم حولته تلك المرأة لكابوس لكن الآن"
لم يترك وجهها وهو يقول "الآن هو واقع وتلك المرأة لا وجود لها بحياتي منذ رحلت، أنتِ كل شيء بالنسبة لي مايا، كل شيء، أنتِ الأنفاس التي أتنفسها بدونك لا أعيش"
وقبلها مرة أخرى قبلة طويلة لم تتوقف إلا مع دقات الباب فابتعد حتى عادت الدقات فنهض وأذن فدخلت شيرين وقالت "موعد الدواء يا فندم"
تراجع قليلا وعقد ذراعيه أمام صدره وهو يتابع الفتاة وهي تضع الدواء بالمحلول وتعيد توصيله لذراعها وقد ارتاح قلبه لعودتها له بل ولأنه اعترف بحقيقة مشاعره، الحب قوة لا يستهان بها يقف أمام أي شيء وكل شيء ولا يسقط بل يهزم ويدمر كل الصعوبات، عامر محق الحب يمحو القسوة..
بالطبع تحسنت جدا بعد ما قاله، حبه أعاد لها الحياة بل وأكثر، السعادة والراحة
عامر اطمأن عليه بالهاتف وكان سعيد بخبر الحمل بالطبع ولم يسمع جاسم عن مرام بالأيام التالية وهو يظن أن عامر تعامل معها مثل المرة السابقة فلم يهتم
بعد تلك الحادثة منحها كل حبه وحنانه، سعادتهم بالحمل كانت واضحة وكانت أول مرة لهما عند الطبيب مميزة وكلاهم يترقب اللحظة
الطبيب وضع المادة اللزجة على بطنها ومدت يدها تبحث عن يد زوجها فوجدتها بالحال، الشاشة أضاءت وظهر الرحم حتى أشار الطبيب لنقطة داخله وقال بابتسامة هادئة "هذا هو طفلكم"
ضغطت على يده ودموع تكورت بعيونها فشعرت به يضم يدها لصدره ولحظات ونبض صوت فقال الطبيب "هذا نبض القلب، عمر الجنين ستة أسابيع وهو بخير، ماما هي من تحتاج للحديد والغذاء"
كانت تضحك وتبكي وهو كان يشعر بسعادة لا مثيل لها، سيكون له طفل مثل إخوته، سيكون أب وسيجعل ابنه أو ابنته أسعد أولاد
أغلق عليها باب السيارة وتحرك ليركب بجوارها وقال "طعامك ليس متاح تلك الأيام فما الحل؟"
ضحكتك وقالت "اليوم فقط ومن الغد سأعود لمطبخي إلا لو كنت لا ترغب بطعامي"
نظر لها وقال بصدق "أنا أرغب بأي شيء خاص بكِ حبيبتي، ماذا سنطعمه اليوم؟"
تذمرت وقالت "الآن هو؟ كل ما يهمك هو؟ ولماذا لا تكون هي؟"
لم ينظر لها من الزحام وهو يقول "حسنا، هي لن تكون سيئة لكن أنا أريد خمسة آخرين"
هتفت "ماذا!؟ أنت تمزح بالطبع"
نظر لها وقال بجدية "لا، نحن ستة إخوة وأنا أريد لأولادي أن يكونوا مثلنا، رابطة قوية وسند لبعضهم البعض"
لم ترد وهي تحدق به فالتفت لها وقال بنفس الجدية "ماذا؟"
قالت "لا أعلم جاسم، التفكير بالأمر يخيفني، هل يمكنني أن أفعل؟ وهل ستظل تحبني بعد كل مرات الإنجاب وجسدي الذي سيتغير و.."
أمسك يدها بقوة وقال "الشيء الوحيد الذي يعجبنا برفيق هو حبه لماما بعد كل سنوات زواجهم، حتى اليوم نظراتهم تعني الكثير حبه لها لا يختلف عليه اثنان"
ابتسمت وقالت "لو ستحبني مثلما أحبها فسأمنحك كل ما تريده، سأمنحك حتى حياتي لو طلبتها"
نظر لها فوجد الصدق بعيونها فرفع يده لفمه وقبلها وقال "أنا وعدتك بزواج للأبد مايا كما أعدك بالحب أيضا للأبد"
ابتسمت بسعادة ولم تريد أكثر من ذلك، سعادتها تزداد وخوفها من القادم لا يقل..
ما أن وصلا البيت حتى نزلت من السيارة وتحركت للباب وهو يتبعها ولكن صوت مرام ظهر من مكان ما وهي تظهر وتقول
"هل ظننتم أني سأترككم هكذا بسهولة؟"
تجمدت مكانها وهي ترى مرام تظهر أمامها وبيدها سلاح تصوبه تجاها، كان جاسم قد رآها وبسرعة جذب سلاحه الذي عاد يتحرك به بعد ظهور مرام، كان يتوقع منها الغدر
صوب سلاحه لها وهتف "ابعدي سلاحك هذا مرام وإلا قتلتك الآن ولن أندم لحظة"
تراجعت مرام والسلاح يتجه نحو مايا وهتفت بغضب "ابعد أنت سلاحك جاسم وإلا سأقتلها"
لم يفعل وهو يسألها "ماذا تريدين؟"
قالت بغضب "أخبرتك، أريد أموال، ما يرسله أخيك لم يعد يكفيني ولقد توقفت عن العمل"
ارتجف قلب مايا والرعب يجتاحها وهي تتساءل متى ستعيش حياتها بلا تهديد؟
هتف بها "تعلمين أنكِ لا تستحقين أي أموال، ابعدي لعبتك هذه وارحلي من هنا"
شددت مرام على السلاح صوب مايا التي كانت تحدق بها وهي تفكر بطفلها، لن يمسه أي سوء، ضعفها لن يظل يهيمن عليها حتى يضيع منها طفلها
هتفت مرام "إذن سأقتلها وأقتلك وأقتل نفسي ولن أندم"
وعادت تتأكد من تصويب السلاح تجاه مايا وهي ترمقها بكره وهتفت "زواجي منه كان الشيء الوحيد الذي لم أندم عليه لأنه الرجل الوحيد الذي كان سيجعلني امرأة جيدة ولكني ندمت على تركي له، ضيعت كل شيء بغبائي ولن أخسر كل شيء وحدي ستخسرين مثلي لن تأخذي كل شيء"
وعادت لتضغط على الزر بلا تردد والموت هو الذي رفرف حول ثلاثتهم كمثلث برمودا القاتل
لكن ما أن صوبت مرام سلاحها وقررت أن تطلق حتى رفعت مايا حقيبة يدها تجاه يد مرام وطوحت بها السلاح فارتفع لأعلى وانطلقت الرصاصة بالهواء ومايا تصرخ بها
"نحن لن نخسر شيء أيتها المريضة، أنتِ فقط من لابد أن يخسر"
وانتهز هو الفرصة وأطلق رصاصته بالحال تجاه ذراعها لتدفعها الرصاصة للخلف وتصرخ والسلاح يسقط من يدها وأسرع هو تجاههم والتفت لزوجته وهتف بها
"هل أنتِ بخير"
هزت رأسها ولكنه التفت مرة أخرى عندما شعر بحركة مرام وهي تزحف وتمسك بالمسدس وتصوبه تجاهه ولكنه كان أسرع والاثنان يطلقان الرصاص ورصاصتها تنطلق بعيدا ورصاصته تصيب صدرها لتردعها على الأرض بالحال ومايا تصرخ من المشهد والدماء فالتفت وضمها له وهو يقول
"هي من أرادت الموت"
علي تولى الأمر دون شرطة أو تحقيقات وبالطبع عرف هو أن ليس هناك ابن كما كانت تدعي وأنها بالفعل فقدت عملها لذا أرادت أموال وأخيرا انتهت الذكريات
****
الشاليه كان مختلف بتلك القرية الجديدة، كان معد بطريقة أفضل مخصوص لأصحاب القرية، كان لديه عمل بالقرية ولكنه لم يشأ تركها وحدها، أصبح يفتقدها حتى بساعات العمل لذا قرر أن تأتي معه
ما إن دخل حتى وجد المائدة مضاءة بشموع خافتة والطعام جاهز بالأطباق، ابتسم وهي دائما ما تحب مفاجأته بكل جديد، مشروع الطعام الخاص بها لاقى ترحيب كبير من عامر
بدأت بتسجيل فيديوهات من المنزل وعندما حققت مشاهدة كبيرة طلبها التليفزيون وتولى عامر الأمر وهي لم تصدق كل هذا النجاح
التفت عندما سمع أقدامها على السلم، بدت رائعة بالفستان الذهبي، مفتوح الصدر والظهر، شعرها انساب كما يحبه، أصبحت أجمل رغم الحمل وأصبح يحبها أكثر وأكثر، تتفنن بطرق مختلفة لإسعاده وهو ما زاده حبا بها وبالعودة لها
عندما وصلت له بابتسامتها المشرقة رفع يدها لفمه وقبلها وقال
"فاتنة كعادتك حبيبتي"
ثم لفها بذراعه وقبلها وهي لفت ذراعيها حول عنقه حتى أبعدها وقالت "فقط الكعب العالي لا، ابنك يمنعني منه"
تركها ليضع يده على بطنها، خمس شهور أصبحت واضحة جدا عليها وهو يبتسم ويقول "وأنا أوافق جدا على منع والدته المتهورة من الضرر بنفسها"
تذمرت "حقا؟ الآن متهورة؟ وأنت ألا تريد ذلك؟"
عاد وضمها له وقال "أنا أريد شيء واحد أيتها الفاتنة"
لم تمنحه ابتسامة وهي تقول "نعم أعلم، قبلة وأنسى كل شيء وأنت تعلم أني سأمنحك كل ما تريد"
لكنه ظل ينظر بعيونها وقال "أنا أريد شيء واحد فقط مايا"
كانت نبرته جادة مما جعلها تسأله "تعلم أني سأمنحك كل ما تطلبه جاسم"
قال ونظراته تلفها "حتى ولو كان قلبك؟ أنا أريد قلبك مايا، حبك"
تركت عنقه لتحيط وجهه براحتيها وقالت بحنان وصدق "ألم تدرك أنهم كانوا ملكك منذ وقت طويل جدا جاسم؟ قلبي وحبك كانوا لك منذ وقت بعيد جدا"
لم تتبدل ملامحه وهو يقول "حقا مايا؟ هل تحبيني رغم كل ما مر بنا؟
لم تترك وجهه وقالت "أنا أحببتك يوم ظننت أنك تركتني بشقتي ورحلت ولكنك عدت من أجلي وأنقذت حياتي، وقتها عرفت أني أسقط بحب منقذي وكل يوم كنت أسقط أكثر بوجودك معي حتى أدركت أنك ملكت قلبي يوم وافقت على الزواج بي ورفضت طلب قاسم بتركي، أنا أحببتك جاسم وأحبك وسأحبك للأبد كان عليك أن تعرف ذلك"
ابتسم وقبلها مرة أخرى قبلة طويلة حتى راحت الأنفاس فاستند على جبينها وقال "بكل ليلة كنت أنتظر أن أسمعها منكِ، الآن لم يعد هناك شيء أريده أكثر مما بين يداي، طفلنا، وزوجتي وحبنا"
ابتسمت وقالت" للأبد"
ابتسم هو الآخر وقال "للأبد
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 💚
هنا في كرنفال الروايات ستجد كل ما هوا جديد
حصري ورومانسى وشيق فقط ابحث من جوجل باسم الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو قناتنا👈علي التليجرام من هنا يصلك اشعار
بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
تمت بحمد الله