رواية وكر الافاعى
الفصل السادس والاربعون والسابع والاربعون46و47
بقلم امانى جلال
- زينة!
ما ان همس بها يحيى بصدمة حتى نظر لشاهين الذي تشنج فكة بشكل ملحوظ وقبل ان تصدر منه اي ردت فعل نهض هو من مكانه وذهب عندها يرحب بها ببتسامة زائف
- يا اهلا وسهلا ده ايه الزيارة الطيفة دي
اتفضلي معايا هنا
اما زينه ما ان دخلت حتى تعلق نظرنها بسيلين التي كانت تجلس بجوار شاهين وبأحضانها سيلا.
منظهرهم معا بهذا الشكل جعلت نيران الغيرة تفعل افاعيلها لتبتسم بتهكم على كلام يحيى وترحابه الكاذب هذا لترد عليه وهي تحاول ان تتخطى
- ما انا هتفضل بس لما اسلم الاول.
- لا سلام على الطعام، ولا ايه، قالها من بين اسنانه المصطكة وهو يقف امامها يمنعها من التقدم ونظراته تمطرها بالتحذير الغاضب ثم اشار لها ع المكتب لتتحرك امامه مرغمه بعدما نظرت للهجين الذي عاد يتناول غدائه وكأنها غير موجودة ولم يعيرها اي اهتمام ولم يرمقها حتى بنظرة عابرة.
أتبعت زينة الاخر بخطواتها ذات الصوت العالي الصادرة من طرق كعبها العالي المتعمد مما جعل سيلين تعتصر الشوكة بقوة بين انامله بتلقائية فهي لم يخفي عليها نظرات تلك الغريبة لشاهين الذي تجاهلها تماما بالتأكيد هناك شئ بينهم
اما عند يحيى وما ان فتح لها باب المكتب حتى دخلت ليدخل هو الاخر وقبل ان تلتفت له وجدته يسحبها من عضدها بقوة وهو يقول بحدة
- انتي ايه اللي جابك هنا.
نظرت له بحدة هي الاخرى وقالت: جايا اشوف ست الهانم اللي فضلها عليه واباركله على عياله
- هي فعلا هانم وبعدين يفضلها عليكي ايه بس ده مافيش بينكم مقارنه اصلا، قال الاخيرة وهو يرمقها بستنكار وما ان
كادت ان ترد عليه الا انه ابتعد عنها وتركهم وخرج عندما وجد الهجين يدخل عليهم ودون اي تفاهم وجدته يقبض على شعرها بعنف ويسحبها نحو وهو يقول بصوته الغاضبة الخشن
- ايه اللي جابك، انا مش هخلص من وصاختك بقى.
نظرت له من طرف عينيها بألم وهي تمسك يده الممسكة بشعرها وتقول ببتسامة متألمة- مبروك، سمعت ان بقى عندك عيال بدل الواحد تنين منها بغمضة عين، طب ازاي بعد السنين دي كلها مقوله كانت حابه تعملهم ليك سبرايز
- الله لا يبارك فيكي ولا يسلملك عظمة وبعدين انتي قصدك ايه؟!
- يعني انت متأكد انهم عيالك، ما ان نطقت كلماتها السامة هذه حتى عالجة بصفعه على فمها واخذ يحركها بقوة فتاكة من شعرها وهو يقول.
- طبعا عيالي، ليه انتي مفكر ان عشق الهجين زيك وسخة متاحة للي رايحة واللي جاي مش ولاد شاهين اللي يتشكك بنسبهم سامعة، سيلينا دي اشرف من ان اسمها يجي على السانك حتى
غيرت خطتها بسرعة وهي تقول بمكر بعدما احتضنته من صدره بذراعيها
- خلاص اهدى انا اسفه مش قصدي، بس بغير عليك ومن غيرتي بقول كدة، انا بحبك شاهين ليه مش بتفهم ده انا كبرت ليا، سامع ليا انا، مش ليها، مششش عشان تمتع غيري في حضنك.
كرمش شاهين وجهه بشمئزاز منها وهو يبعدها عنه من شعرها ويقول: جاتك القرف، انتي انسانه الوحيدة اللي من مجرد مايتذكر اسمها تقدر تخليني ارجع، مش كفاية بقى وسخ ده انتي ماشية مع واحد اصغر من دور عيالك بمرتين، اتكسفي على سنك بقى
- قصدك فتحي،! لاااا ده عيل يجي قصادك ايه بس. هما الرجاله كلهم اصلا بكفه وعندي انت بكفه
وبعدين هي مش بالسن ده انا فيا طاقة اكتر من اللي برا ولو مش مصدقني جربني...
- انتي ايه اللي جابك، قالها وهو يعود للخلف لتقترب منه بسرعة ولهفه وهي تقول
- عرفت انها هنا و ولعت النار بجثتي، عيالك دول كان لازم يبقوا مني انا، ابقى انا امهم
شاهين بسخرية من ثقتها التي تتكلم بها
- عيال ايه اللي يبقوا منك انتي، وانتي ورجلك والقبر
- قبر ايه بس تف من بقك وزي ما بيقولوا القديم ليه هيبته بردو.
- ده انا هتف بوشك، قالها وهو يدفعها عنه بضجر ثم اشار للباب واكمل، زينة لمي الليلة واطلع برا مش عايز اشوفك جاتك القرف، وحسك عينك تنطقي برا بحرف
- لو عملت اللي بتقولي عليه ده، هتجيلي ما ان قالتها حتى نظر لها بستنكار
- اجيلك فين، هو احنا اللي هنعيده نزيده عايزاني بعد ما دقت الشهد منها اجي للبصل.
- بقى كدة، طب كد بالك الشهد اللي عندك لأحسن القدر يخطفها منك بلحظة بحادثة عربية ولا حاجة اووو يمكن رصاصة طايشة تصيبها تجيب اجلها وتخلصني منها، ما ان قالتها كلامها بمغزة حتى شهقت بألم عندما وجدته ينقض على عنقها بقوة شديد وهو يضغط على حنجرته جعلها تفتح عينيها على وسعهما بخوف وختناق
حاولت ان تبعد يده عنها الا انه ما ان ضغط بشكل اكبر حتى وجد شفتيها تتورم و وجها ينتفخ بها العروق بطريقة مخيفة...
وما ان بدأت تنتفض بختناق حتى رماها على الارض بعنف جعلها تشهق بصوت عالي ثم اخذت تسعل بشدة صوتها هذا جعل يحيى الذي كان يقف بالقرب منهم يدخل عليهم بسرعة
وعندما وجد الاخرى بهذا الشكل حتى اغلق الباب عليهم من الداخل وقبل ان يسحب شاهين بعيد عنها وجده يدفعه بضيق ويقترب منها ليمسكها من مقدمة ثيابها وقال بحدة خافته ومخيفة
- عيدي اللي قولتي.
اخذت تحرك رأسها بنفي وهي تسعل بين الثانية والاخرى ثم قالت بصعوبه: ماقولتش حاجة
- عايز تأذيها مش كدة، قالها وهو يهزها من ثيابها لتتمسك بساعده وتقول
- لااااا
- انت بتعمل ايه سبها ياشاهين هتموت بيدك، بلاش تخلي اللي برا ياخذوا بالهم اكتر من كدة، قالها يحيى وهو يسحبها عنها وما ان نجح بذلك حتى التفت نحو تلك التي تفترش الارض واكمل بامر
- قومي اطلعي من وشه السعادي...
اومأت له برأسه ثم اخذت تسند نفسها على كفيها وما ان نهضت حتى اخذ تهندم ثيابها وشرها وعندما تأكدت من تمام مظهرها حتى توجهت نحو الباب لترفع رأسها للاعلى بغرور قبل ان تخرج
في الخارج عند البقية توجه الجميع الى الحديقة الخلفية ينتظرون قدوم الشاي ليحتسوا هناك على اشعة الشمس الدافئة
اما داخل المطبخ كانت تقف كل من سيلين وغالية مع الخادمة يقومون بترتيب المطبخ.
كانت سيلين تقف امام الموقد الا انها تذهب بين الحينة والاخرى تسترق النظرات للمكتب من بعيد ليأتيها صوت غالية من خلف وهي تقول
- بتحبي وبتغيري عليه، صح!
عادت سيلين لعملها وهي تقول
- ايوه بس هو مايستاهلش
غالية بتنهيدة: و ايه الجديد كلهم مايستاهلوش حبنا ليهم
- يحيى كمان مغلبك معه صح، ما ان قالتها حتى صمتت غالية بشرود لتعتذر منه على الفور، انا اسفه على تطفلي مش قصدي.
- ماتتأسفيش، بس يحيى مايتخيرش عن جوزك ويمكن انقح كمان، ما ان قالتها حتى رفعت سيلين حاجبيها بستغراب
- شكله مزعلك جامد، بس اللي انا لاحظته انه بيحبك ويتمنالك الرضا
- بعد ايه! بعد ماموتني بالحيا...
- مش ناوية تسمحي، قالتها وهي تصف الاكواب بالترتيب لتقول الاخرى ببتسامة شاردة
- تعرفي اني مهزئة اوي، ده انا سامحته من زمان بس بكابر عليه عشان امرمطة على قد ما اقدر...
ابتسمت سيلين على طريقة كلامها ثم قالت بتشجيع: والله برافوا عليكي ياريتني كنت زيك، بس اللي عندي انا مايقدرش عليه غير اللي خلقه
- المتر شاهين جبروت آاااه بس مش معاكي، ده بيحبك انتي مش شايفة هو بيبصلك ازاي، وبعدين انتي كمان قوية ومفترية.
سيلين ببتسامة حزينة: انا قوية، فين الاقوة دي انا كمان كنت زيك مخدوعه بنفسي ومفكرة اني ياما هنا وياما هناك وان لايمكن يجي راجل يهزني لحد ماشفته ودخل حياتي خلاني احبه بعيوبه اللي مالهاش حل دي، انا طلعت بق ع الفاضي
- ليه بتقولي كدة مش يمكن من كتر حبه ليكي عرف يخليكي تحبيه قده واكتر...
- بيحبني! بيحبني وعمل فيا كل ده اومال لو كرهني هيعمل ايه.
- ولاد اللداغ مع احترامي لعيلتك كلهم كدة حبهم سام بيقتل، بيخليكي برغم العذاب اللي بتشوفي معاهم مش قادرة تستغني عنهم زي المدمنين مع انهم عارفين ده بيقتل بردو مش قادرين يمنعوا نفسهم عنه...
- لو ده حبهم كرههم هيكون شكله ازاي، ما ان قالتها سيلين حتى تذكرت الاخر ايام وكر الافاعي وما كان يحدث فيه لتقول عن أدراك بعدما سحبت نفس عميق.
- ربنا مايوريكي ولا يجعلك في يوم بخانة اعدائهم دول ينسفوكي، ده انا شفت بعيني محد قالي...
قطبة جبينها وقالت بستفسار: شفتي ايه؟!
- ولا حاجة بس كل اللي اقدر اقولهولك انك ماشفتيش منهم غير وجهم الحلو لانهم مهما قسوة قلبهم بيدخل بقراراتهم، واعرف كمان انه شاهين مش هيسيبك ابد، فنصيحة من مرات اخوكي أرجعيله بكرامتك وبشروطك انتي احسن بكتير لما ترجعيله مغصوبة ومكسورة لان مستحيل يسيبك.
- ربنا يسهل، قالتها وهي تفكر بعمق كلامها فهي محقه جدا، زفرت انفاسها بقوة واخذ تسكب الشاي بصمت وما ان انتهت حتى حمل الصينية وخرج لتلحق بها غالية تاركين خلفهم العملة تقوم بترتيب الباقي...
ولكن ما ان وصلوا الى الصالة الكبيرة المشتركة حتى وجدوا باب المكتب يفتح ليليه خروج تلك السيدة التي اتت وقت الغداء...
توقفت سيلين واخذت تتفحصها بغيرة فهي سيدة فائق الجمال بجسدها الممشوق مع شعرها الاحمر الناري الطويل المموج يصل طوله الى نهاية خصرها الرفيع
ابعدت نظرها عنها وارادت ان تستثني طريقها للحديقة الا ان زينة اوقفتها عندما قالت بخبث
- انتي عشيقة الهجين صح
التفتت لها سيلين وقالت بصدمة: نعم مين دي اللي
عشيقته، لاء طبعا انا ام عياله.
كلامها الاخيرة جعل زينة تغلي من الغيرة لتقول بتقليل وهي ترفع احدى حاجبيها: امممم قصدك طليقته، ما انا قوات كدة بردو انتي اخرك تخلفيله كم عيل وشكرا، انتي مش ستايله خالص
فتحت غالية عينيه بتساع على وقاحة الاخرى ما ان وجدتها تكمل بتحدي: مهما كان موقعك من الاعراب بحياة شاهيني اخرك هرميكي وهاخذه منك وعيالك ماتخافيش انا اللي هربيهم، اهووو اكسب فيهم ثواب، جاااااو.
قالت الاخيرة وهي تأشر لها بكفها ثم تخطتهم وخرجت، لتنظر غالية لسيلين التي كادت لا تصدق ما سمعته الان وكأن حرفها هذه جعلت الجبال تنهدم على رأسها
- انتي سكتيلها ليه، ما ان قالتها غالية وهي تضربها بخفه على ذراعه لتجف سيلين من شرودها وهي تقول
- ماهو انا لو رديت مش هرد بالساني، لأ دي يدي اللي هتشتغل ولو عملت كدة شاهين هيعرف انه لسه امره بيهمني.
- ومااااا يعرف يعني ايه، وقال يعني انه مش عارف انك هتموتي عليه، وبعدين المهم تكوني بردتي قلبك فيها، اومال عايزها تهزئك في بيتك وتتحداك ببجاحة انها هتاخد منك جوزك و عيالك، هاتي دول وروحي لمعي الفيلا فيها، و وريني شطارتك
ختمت كلامها وهي تاخذ منها صينة الشاي وتأشر لها بحاجبيها نحو تلك العجوز النار التي خرجت لتو...
كلام غالية هذا جعل الاخرى ترفع اكمامها بحماس وهي تخرج خلف الاخرى مهرولة وتقول بتوعد.
- طيب ان ما وريتك، بقى انا يتقلي الكلام ده...
وما ان خرجت من باب المزرعة حتى وجدتها تكاد ان تصعد الى سيارته لتلحق بها بشكل اسرع وقبل ان تصعد بالفعل قبضت على خصلاتها بأنامل حديدية وجرتها نحوها بكل قوتها لتصرخ الاخرى بصوت عالي ما ان افترشت الارض لتجلس عليه واخذت تضربها بغل لتخرج بها تعب وقهر السنين كله.
في الداخل بالتحديد بالمكتب كان ينظر يحيى لشاهين الذي كان يغل من غضبه وهو ينهج ليقترب منه ويقول: هي قولتلك ايه عشان تخليك مولع كدة
- تعرف زينة دي مش هيرتاحلها بالك غير لما تكون نهايتها على يدي...
- سيبك منها ماتشغلش بالك بيها دي جنب حاجة.
تنهد شاهين وقال: دا كان زمان، هي دلوقتي عندها فلوس وعندها رجالة تشتغل تحت يدها وتقدر تأذيني باللي بحبهم وانا دلوقتي بقى عندي بدل نقطة الضعف الوحدة تلاتة، وماعنديش اي استعداد اشوف حد فيهم يتخدش
- هتعمل ايه
- عايز ارجع سيلين على زمتي والم عيلي بقى تعبت من الوضع ده بجد، بس اختك منشفة دماغها ولا اجدعها جزمة قديمة، بس انا عارفة دي ماتجيش بمحايلة ابدا.
ليقول بجدية: مش هسملك تغصبها. زمان ماكنش ليهم اخ دلوقتي لو فكرت تأذيها او تجبرها على حاجة هتلاقيني قصادك...
شاهين بستغراب وصدمة: يحيى انت بتقول ايه دي ام عيالي ولازم ترجعلي
- ما فيش حاجة اسمها لازم، انت اللي فرط فيها استحمل بقى، وآه فكرة انك تضغط عليها بعيالها مش هيحصل بلاش شغل لوي الدراع لانها لو حبت تاخذهم معاها هتاخدهم...
- مستحيل اسيبهم
- يبقى حاول تكسبهم مش تغصبهم بلاش تعيد غلطك مرتين...
لوى شاهين فكه بتفكير وما ان كاد ان يرد عليه الا انه التفت نحو النافذة عندما أتاهم صريخ زينة المتألم مع مزيع صوت سيلين المتوعد...
خرجوا بسرعة من المكتب ليتوجهون نحو الصوت ليتجمدوا بمكانهم متفاجئين بمنظر سيلين وهي تمطر الاخرى الصفعات والسب ولكن شاهين ما ان وجدها تنحني وتعضها من عضدها بكل قوتها حتى تحرك نحوها واخذ يحاول ان يبعدها عن فريستها فهي حقا كالبوة...
ولكن كلما ارد سحبها وجدها تضرب الاخرى بشكل اعنف مما جعله يضطر بأن يحاوط خيرها من خلف ويحملها عنها بأعجوبه ليدخل بها المنزل وما ان وصل الصالة وهو ما يزال يحملها وهي تعافر بين
يده وتطلب منه ان يتركها تفترسها الا انه لم يستمع لها ليدخل مكتبه ليغلق الباب عليهم بقدمه.
عند يحيى ما ان اخذ شاهين تلك المجنون حتى توجه هو نحو زينة وهو يحاول ان يكتم ضحكته على منظرها المضحك هذا وجعها متورم من الصفعات وشعرها منكوش كالدجاج...
مسكها من رسخها وحاول ان يجعلها تستقيم وما ان نجح بذلك حتى وجد هناك من يدفعها لتسقط على الارض وذلك الشخص لم يكون سوا غالية التي قالت وهي ترمق زوجها بغيرة
- ماتحضنها بالمرة، انت ماسكها كدة ليه
- ايه الجنان ده، ما ان قالها بذهول حتى ردت عليه الاخر وقالت.
- هو انت لسه شفت جنان، ده انا هوريهولك لما نرجع بيتنا، ما احنا لينا شقه تلمنا بردو...
- لمي الدور يامجنونه انا بس حبيت اساعد مش اكتر
- خلي الحرس اللي بتتفرج هي اللي تساعدها ولا انت ماصدقت تحسس، هو انت مفكرني اني زي زمان تجيبها وحدة من اياهم قصادي واسكت
- يخربيتك ايه الالفاظ دي...
- لم الدور يايحيى و خوش جوا انا اللي هساعدها
- طب بس براحة عليهم الست دي مش قدك يا وحش.
- خوش جوا ومالكش في، وانتي تعالي يا اختي اما اقومك، قالت الاخيرة وهي تمسكها من شعرها وتجعلها تنهض بقوة تزامنا مع صراخ زينة المتألم
- مالك ياست انتي ماتنشفي كدة، عملالي فيها كيوت وانتي حرباية، خدوها وصلوها لبيتها
قالتها وهي تدفعها نحو حودة الذي كان يقف بالقرب منهم ليومأ لها بقبول بعدما اشار له يحيى بتنفذ ماطلبت منه.
ليسئلها بعدما سحبها نحوه وذهب الحرس لمكانهم السابق: الا قوليلي ياغلاتي امك عارفة بعمايلك دي
- لاء هما على الناحية التانية ماسمعوش حاجة، قالتها وهي تبتسم بنتصار ممزوج بمشاكسه ليحاوطها من كتفها ليقبل جبهتها وهو يقول
- بموت بفرعنتك دي
- ما انت هتموت بس لما نرجع ويتقفل علينا باب
تطلع مسكتك ليها من عنيك
انفجر يحيى بالضحك من كل قلبه ثم قال ما ان هدأ.
- وانا اسير بين يديكي وعملي فيا اللي يجي على هواكي بس مهم اني انزل الرضا يا باشا
- اما نشوف، اوعى كدة، قالتها وهي تدفعها عنه وتدخل وهي تبتسم بحب
في المكتب عند شاهين ما ان دخل و حررها حتى التفتت له بغضب شرس لتدفعه من صدره وهي تقول
- ماخلتنيش اموتها ليه ااايه خايف عليها. ولا عشان هي حبيبة قلبك ماهنتش عليك.
كاد ان ينفي الا ان وميض عينيه لمعت بمكر عندما لاحظ غيرته ليقول: لازم تخاف عليها مش دي اللي هتاخد مكانك
لتصرخ به سيلين بغيرة كبيرة فهي لاول مرة تشعر بهذا القدر من الألم: محدش يقدر ياخد مكاني...
و اولادي خط احمر
شاهين بستغلال الوضع: لو تحبيهم فعلا وافقي انك ترجعيلي عشان تبقي معاهم وما ضطرش اني اتجوزها عشان تجي تساعدني فيهم.
- مستحيل اخلي وحدة زي دي تنفذ كلامها وتاخدك مني، مستحيل، هو مش حبا فيك لا بس عنادا فيها
- موافقة يعني
- بشرط، انك ماتقربش مني ابد، انا هنا عشان ولا دي وبس، وكمان عشان اعذبك واخليك كدة لا انا ولا غيري.
- شرطك نافذ وابصملك عليه بالعشرة، حتى شوفي ختم كلامه وهو يقترب منها ويمسك وجهها بين يدها ليلتقط شفتيها يقبلها بعمق روحي وما ان ابتعد حتى نظرت له بعيون ذابله وهي بالكاد تستطيع ان تقف على اقدامها ليسند جبهته على خاصته وهمس لها
- انا كدة ختمت على شرطك، اي اوامر تانية ياعشق الهجين.
- لاء، ما ان همست بها بصوت مبحوح حتى اخرح هاتفه من جيب بنطاله واتصله باحد رجاله وطلب منه بإذن يحظروا مأذون على الفور وما ان اغلق الخط واعاد الهاتف لمكانه
حتى عاد بشكل مباغت يقبلها بجنون اعمق وهو يرفع ذراعيها ليجعلها تحاوط عنقه.
في الحديقة الخلفية تحديدا عند سعد الجندي الذي كان يلعب مع احفادة، يقسم بأن الان اجمل واسعد اوقاته على الاطلاق، ولكن هل الفرح يدوم بالتأكيد لاء وهذا ماحدث معه عندما رن هاتفه الذي كان موضوع على الطاولة بجانب ام غالية
ليترك الاطفال قليل وذهب نحو الهاتف ليجيب على المتصل والذي لم يكون سوا زوجته الحبيب داليا
الذي قالت بشكل مباشر ما ان رد عليها
- سعد انت هترجع امتى
قطب جبينه بستفسار: ليه في حاجة يا حبيبتي.
- لاء، بس محتجالك
سعد بحدة: داليا! في ايه اتكلمي
- ميرال
- مالها حصلها حاجة، ما ان قالها بخوف حقيقي حتى ردت عليه بسرعة
- لالا مافيهاش حاجة بس هي وافقت على عمر واتفقوا بأن خطوبتهم الخميس اللي جاي
سعد بعدم فهم: مين اللي وافق ومين اللي اتفق، وبعدين هي لسه على اسم ياسين
- لاء ماهما اطلقوا
صعق من ما سمع ليقول بستنكار: انتي بتقولي ايه، ازاي كل ده يحصل وانازمعرفش
مابلغتنيش ليه...
- قولت ماينفعش نتكلم بده ع التلفون واستنى لغاية ما ترجع
- انا راجع دلوقتي حالا مسافة الطريق بس، قالها ثم اغلق الهاتف بوجهها ثم دخل للداخل ليرى غالية امامها هي و يحيى لينادي على ابنته بصوت عالي
- سيلين!
في داخل المكتب كانت غارقة ببحره وهي تذوب كالشمع بين يده الا انها انتفضت وابعدته عنها ما ان سمعت نداء والدها لها
لينظر لها شاهين بتخدير: في ايه
- بابي بينادي.
- هو دا وقته، قالها بلا مبالاة وهو يحاول ان يكمل ما يرد لتدفعه عنها بقوة ثم اعتدلت واخذت تنظر حولها بذهول هي على الاريكة معه متى وكيف جاء بها الى هنا.
فتحت عينيها بصدمة ثم التفتت وضربته بقبضتها على صدره وهي تقول بغيظ: هو ده التفاق
- اعمل ايه ما انتي اللي احلى من العسل يابطتي بس اااايه عملتلك نفخ ساويت بين شفايفك.
- قليل الادب، ما ان قالتها بأحراج حتى غمزها وهو يرد عليه: اي خدمه، انا تحت امرك بأي نفخ انتي عايزة
نظرت له بغيظ: شاااااهين، وما ان وجدته اخذ يضحك حتى اخذت تهندم ثيابها وشكلها ثم تركته وخرجت وهي تحاول ان تبدو طبيعية على قدر المستطاع
- نعم يا بابي
- جهزي نفسك عشان نمشي
- ليه؟
- في الطريق هبقى اقولك
سيلين بتردد: ايوه بس
- بس ايه في حاجة.
- في انه انا وسيلين اتفقنا نرجع لبعض وكلمت المأذون وزمان جاي في الطريق، قالها شاهين وهو يخرج من المكتب ويقترب منهم لينظر
سعد لأبنته قليلا بتمعن وعتاب مبطن ثم اومأ لها برأسه وتركهم وخرج بعدما قال لهم
- طيب لما يجي انا برا بالجنينه...
نظرت سيلين لشاهين بعتاب لما قالها بهذه الطريق وكأن الامر مفروغ منه، و كأن والدها لا دور له...
اخذت تتنفس بنتظام على قدر المستطاع ثم اقتربت منه وقالت.
- لو ما طلعتش تطلبني منه وتخلي يدي موافقته بطيب خاطر، تطلع الم هدومي واروح معه لا اولاد ولا غيره هيوقفوني عن ده، ألا ابويا
شاهين بستنكار: ايوه بس سعد مش ابوكي
سيلين بغضب: قولها مرة كمان وانا همحيك بأستيكة من حياتي، ابويا احترامه فوق كل شئ
- وانا قولت ايه عشان كل ده
- كلامك معه كان زي اللي بيقول احنا قررنا وبس بنبلغك، على فكرة بابي اكتر حد شجعني اني ارجعلك وقال ان دا الصح.
- طب خلاص ما تزعليش انا هخرج دلوقتي واطلبك منه يا قلبي، اللي انتي عايزة اعمله، قال الاخيرة وهو يقرصها من وجنتها ثم خرج خلف سعد
ليقترب يحيى منها وهو يقول: غصبك
سيلين بستغراب: نعم؟!
يحيى بتسائل: غصبك انك توافقي عليه، ضغط عليكي بالعيال، صارحي اخوكي لو عمل ده، لاني مستحيل اسمح اللي حصل زمان يتكرر تاني...
مش اخت يحيى اللداغ وتوأمه اللي تتجبر على حاجة
سيلين بستغراب كبير: يعني هتقف معايا
- اكيد، جربي وشوفي.
- بس ده شاهين حبيبك اللي مربيك
- تربية حواري بعيد عنك
- هيسمعك كدة
يحيى بفزع مصطنع مضحك: فال الله ولا فالك ده يعلقني على باب المزرعة لو سمعني
- اممممم وطالمة بتخاف منه هتحميني ازاي
- انا بحترمة اوي ومهما عمل انا معه الا انتي تكون معاكي بالله انتي عايزة، ها موافقة بمزاجك ولاااا
- موافقة بمزاجي، هو ده الصح...
- فعلا هو ده الصح، عقبال ميرال لما ترجع لياسين كمان
- انت عايزها ترجعله بعد اللي عمله فيها.
- المسامح كريم سيلينا، وبعدين ياسين تعب قوي في بعدها، اكتر واحد فينا تعذب وميرال لو لفت الارض كلها مش هتلاقي زي ياسين بيحبها...
- لو ليهم نصيب هيرجعوا ولو لسه جواهم حب هيحنوا لبعض ولو بعد حين، حبهم لو قوي هيرجعهم غصب عنهم...
- فعلا، قالها بتأكيد لتنظر له ببتسامة هائمة به فهي كانت تعرف بأن يحيى على قدر كبير من الوسامة ولكن هذه اول مرة ترى بهذا الجمال روحا وشكلا
لتقول بتدخل: يعني كتب كتابكم كمان شوية.
- ايوه
- طب تعالي معايا اجهزك
- تجهزي ايه بس وبعدين خلينا نشوف بابي هيقول ايه
- هيقتنع طبعا، استاذ شاهين مش هيسيبه الا لما ينطق الموافقة، قالتها وهي تسحبها للاعلى ليحرك رأسه على افعال زوجته التي الذيذة فهو يكاد ان يموت بها عشقا
- مجنناك صح، قالتها ام غالية وهي تدفع عجلات كرسي المتحرك ليذهب نحوها بسرعة ليتوله الدفع هو وما ان اقترب من الاريكة حتى توقف ليذهب ويجلس الى جوارها وهو يقول.
- مجنناني صح بس بموت في جنانها
طبطبت على يده وقالت: لسه متعباك مش كدة
- حقها، ولو عملت ايه هستحملها
- ربنا يخليكم لبعض
- امين يارب
في الخارج عند سعد وشاهين الذي ما ان وقف الى جانبه حتى قال بجدية
- تعريف ياشاهين ان افعالك دي كلها دين، صدقني كله دين، انت كمان عندك بنت وهتحس بوجعي لما يجي حد وياخدها غصب عنك منك
- انا اعترف ان اسلوبي غلط في غلط بس انا بحبها
ومن حبي ليها عملت ده كله، بس هصلح كل ده.
- هتصلحه ازاي
- زي اني دلوقتي واقف قصادك وبطلب يدها منك
- ولو قولتلك مالكش بنات عندي واني هاخدها وامشي
- هقولك حقك لان اللي زي محدش يوافق عليه بس
هي حبيبتي و ام اولادي ومستحيل اسيبها تفضل رايح جاي عليك كل يوم اطلبها منك لحد ماتزهق منها وتجوزهالي بيدك
- حافظ عليها دي نور عيوني
- يعني انت موافق
- لو زمان كنت تحلم اقولك كدة بس دلوقتي كل شئ متغير، فعشان كدة انا موافق اني اديلك روحي بس عايز منك حاجة.
- ايه هي؟!
- انك ترجع لي بنتي اللي اعرفها، انا بقالي خمس سنين ماشفتش ضحكتها ولا شقاوتها كانت معانا شبحها، واللي صبرني عليها كده هي سيلا اللي نسخة منها بشقاوتها، اوعدني انك تحافظ عليها ولا تزعلهاش ابدا لان لو ده حصل مش هرجعها ليك تاني لو عملت ايه.
- اوعدك اني هخليها بقلبي قبل بيتي ما ان قالها بتأكيد وصدق حتى التفت نحو سيارة حودة التي دخلت المزرعة ومعه المأذون لينظر لسعد ثم توجهوا لداخل لبدء مراسم عقد القرآن
وبالفعل هذا ما حدث وماهي سوا مسألة بعض الوقت حتى رفع المأذون المنديل عن يديهم وهو يقول جملته الشهيرة.
لتطلق غالية بنفس الحظة زغروطة عالية وما ان انتهت حتى اخذت تقبل سيلين بسعادة لتبادلها الاخرى ببتسامة واسعة ولكنها اختفت ولمعت الدموع بعينيها ما ان رأت والدها امامها لتقول
- كان نفسي مامي وميرال يكونوا معايا
- حبيبتي المهم تكون مبسوطة والباقي مقدور عليه
الف مبروك، قالها وهو يمسك رأسها ويقبل جبينها
ثم ابتعد وهو يقول، انا لازم امشي.
- خلينا لبكرة، ما ان قالها شاهين حتى رفض سعد فهو يجب ان يعود بأسرع وقت ممكن ليرى تلك المتهورة وما تصنع بغيابه ليستأذن منهم هو ايضا ما ان استأذن الجميع ورحل ليرحل هو الاخر بكل همة ليسلك طريق العودة الى عروس البحر اسكندرية.
في شقة يحيى اللداغ الذي ما ان دخل وهو يحمل ابنه النائم على ذراعيه حتى توحهة الى غرفته ليضعها بفراشه لتأتية غالية تنزع عنه حذائه واخذت تغير ثيابه بحذر على قدر المستطاع لكي لا تقلق نومه...
وما ان استقامت بجسدها بعدما انتهت ودثرته جيدا بالغطاء حتى اغمضت عينيها بضعف تام عندما وجدت ذراعيه تحاوطها من خلف كالأخطبوط بكل تملك...
ولكن ما ان جعلها تلتفت لها حتى فتحت فمها لتتكلم.
الا ان الاخر منعها وهو يضع سبابته على شفتيها
- هشششش، تعالي معايا
قالها وهو يخلل انامله بخاصتها ليخذها معه لغرفتهم وما ان دخلوها حتى اعتصرها بلمح البصر بأحضانه ثم اخذ يفك حجابها عنها ليدفن بعدها وجهها بعتمة شعرها بعدما نكشه متعمدا فهي يعشقه هكذا ليمس لها: بتحبني غلا، بتحبيني زي ما ان بحبك.
- هاا، ما ان قالتها بتوهان وضعف حتى اخذ يزيد بغزو حصونها بكل اسلحته وهو يكرر عليها سؤاله بألحاح: غلاتي بتحبيني صح، قولي صح، قولي انك بتموتي فيا زي ما انا بموت فيكي، قولي بحبك يايحيى، قولي بحبك
- ايوه بحبك يايحيى والله بحبك، قالتها بعدما طفح الكيل بقلبها فعجزت عن الصمت اكثر من ذلك.
فاخذوا هذان العشاق يعبران عن حبهما لبعض لاول مرة فعلا وقولا ليعيشوا اجمل ليلة متوجة بحبهم المعذب هذا ليتذوقوا حلاوته بعد سنين من العجاف
بروح متعطشة
في المزرعة بالتحديد عند سيلين في غرفة التوأم
كانت تملس على شعر سعد الصغير وهي تبتسم له بحب فهو يحدثها عن ما فعله هو و والدها اليوم وكيف علمه بعض المهارات كرة القدم
ليقول سعد بسعادة طفل
- تعرفي يا ماما، بابا طلع بيحبني اوي وبيقول
انت سندي...
لتنحنى سيلين نحوه وتقبل صدغه وهي تقول بتاكيد
- طبعا بيحبك انت واختك اكتر من اي حاجة بالدنيا
يا له بقى يا حبيبي نام، دي سيلا نامت من بدري
- حاضر، قالها وهو يغمض العنين واخذت هي تداعب شعره بأنامله حتى ان تأكدة بأنه غط بنوم عميق لتنهض من جواره وتذهب الى غرفتها لترفع حاجبيها ما ان وجد امامها شاهين
- انت بتعمل ايه هنا.
- مستنيكي، قالها وهو ينظر الى فستانها الابيض الرقيق فهو كان ينسدل على طولها كله بنسيابه بملمسه الحرير مع شال على الاكتاف، كان رقيق التصميم كصاحبته
رفعت حاجبه ما ان رأت شروده بها لتقول بتذكير
- انت شكلك نسيت شرطي اللي حصل بالمكتب مش هيتكرر
- وماله براحتك...
- طب ايه مش هتصبح على خير ولا ايه
- لاء هنام هنا
- واتفقنا
شاهين بمراوغة: زي ما هو اكيد، و عشان تطمني اكتر هنحط حاجة مابينا ع السرير
- انت بتتكلم جد.
- اه والله، ما ان قالها ببراءة افعى حتى رمت شالها وذهبت نحوه واخذت تدفعه نحو الخارج تحت ضحكاته الرنانه وهو يحاول يتكلم الا ان شكلها المغتاض كان جميلا حقا
دفعته خارج غرفتها واغلقت الباب بالمفتح وسندت ظهرها عليه لتضع يدها على فمها وضحتك بخفوت ما ان سمعته يقول يضحك
- افتحي يامفترية خلينا نمشيها بوس بس ده انا عريس وليلة دخلتي.
ابتعدت عن الباب واخذت تغير ثيابها وهي ما تزال تسمع صوت تذمر بالخارج وما ان انتهت واطفىت النور بعدما استلقت على فراشها حتى شعر الاخر باليأس وذهب لغرفته هو الاخر ليجر خيبة اماله وتذهب مخططاته الوقحة في مهب الريح
- احسن تستاهل ان ما وريتك ان الله حق مابقاش انا سيلين، قالتها بتشفي ممزوج بفرحة ثم اخذت تمرمغ وجهها بالوسادة بنعاس وتعب لتغفى براحة نفسية لاول مرة بعد زمن طويل.
في اسكندرية عند سعد الجندي الذي صدح صوته بأرجاء الشقة بغضب وهو يقول
- تطلقي، و تنخطبي وتوافقي عليه وتحددي موعد خطوبتك كماااااان من غير علمي، انا ربيتك كدة
- بابا والله ما قصدي هي جنت.
سعد بنفعال من طيش ابنته: هي جت كدة! فين رزانتك وعقلك انتي ازاي وعملي كدة، طب طلاق ماشي بس ازاي تورطي نفسك مع راجل تاني بنفس اليوم اللي طلقتي في، انتي كدة بتعذبني نفسك هو انتي مفكر انك بكدة هتنسي ياسين وحتى لو هتنسي فعلا مفكر ان ياسين هيسكت
- انا وهو اتفرقنا خلاص واللي بينا انتهى.
صرخ بها بتعب: تبقي غلطانه لو مفكرة انها بالبساطة دي، انتي مش اخذتي قرارك من دماغك ومارجعتيش لحد طيببببب، انا بقى مش همنعك لا بالعكس هخليكي تكملي اللي انتي عايزة عارفة ليه لانه هيكونلك درس...
داليا بتدخل: سعد بس كدة غلط
ليقول سعد بأصرار: حتى لو غلط تتحمله هي، انا تعبت اصلح وراهم خلينا تشوف نتيجة تسرعها ايه...
نظر الى ميرال واكمل، انتي مش اتفقتي مع الزفت ان خطوبتكم خميس الجاي...
- صح يابابي بس انا هلغيها وهعتذر من عمر انا شكلي تسرعت
- لاء ياقلب ابوكي، هتعملي خطوبتك ورجلك فوق رقبتم الحاجات دي مافيهاش هزار، انا دلعتكم كتير اوي ودي اخرتها، انك تتصرفي ولا كأني موجود...
خطوبتك بعد اسبوع لوقتها مش عايز لسانك يخاطب لساني
- بابا!
- صوتك مش عايز اسمعه و وشك ده مش عايز اشوفه على اوضتك يالااااا.
نزلت دموع ميرال وهي تنظر لوالدها بترجي لعلها تحصل على استعطافه الا انه ما ان ابعد وجهه عنها بغضب حتى ركضت الى غرفتها لترمي نفسها على السرير وتنفجر بالبكاء المرير والندم على تسرعها
بعد مرور اسبوع...
47=رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل السابع والأربعون
�
�عد مرور أسبوع
مرت أيام بعد أيام على أبطالنا وهم بين المد والجزر
ف يحيى أخيرا استطاع خلال هذه الفترة أن يكسر عناد غلاته وجعلها تكون معه بكل كيانها وجميع حواسها ليعيش معها جنونه و أجمل لحظات عمره وهذا ما جعل أم غالية تطمئن على ابنته الوحيدة التي أخيرا استقرت مع زوجها نوعا ما برغم مشاكساتهم أحيانا
أما شاهين كان على العكس تماما، نار الشوق تقتله وتعذبه ببطء فحبيبته وزوجته أصبحت حلاله بعد طول انتظار وعذاب ولكن لا يستطيع أن يلمس يدها حتى. فهي فرضت قوانين صارمة عليه جعلته يدور حول نفسه من قلة الحيلة أمامها ولكن كلما أراد أن يجعلها تلين يجدها أصلب من سابقها ولكن أيضا رغم كل هذا لا ينكر أنه في قمة سعادته الآن فهو أخيرا أصبحت عائلته تحيط به
أما عند ميرال التي كانت تعيش بملكوت ثاني دموعها كل ليلة تبلل وسادتها وكأن قرارها المتهور هذا يحرقها، حتى وإن كان مجرد تجربة كما قال لها عمر إلا أن قلبها يرفض حتى الاقتران باسم آخر غير معشوقه وإن كان بشكل كاذب...
تحن له بكل وقت وتريده هو دون سواه ولكن كيف تفعلها لا تعرف، كيف تغفر لمن لا يستحق المغفرة!
كيف ستنساه وهو مستوطنها حرفيا، أول حب و آخره هو فقط...
وهاي هي الآن مستلقية على ظهرها بفراشها وعينيها مفتوحة بشرود لتنزل دمعتها ببطء شديد من طرف أهدابها لتسير بهدوء وتسقط على وسادتها إلى جانب البقايا الأخرى...
ها هو اليوم الموعود جاء، عند هذه النقطة وما إن استشعرت بمرارتها حتى وضعت يديها على وجهها لتطلق العنان لحنجرتها لتخرج شهقاتها المحبوسة بداخلها التي تكاد أن تقتلها قهرا لتلتفت على يسراها وتدفن وجهها بفراشها لتكتم صوتها
غير واعية لوالدها الذي كان يقف عند باب غرفتها وأخذ ينظر لها بحزن والدموع أخذت تلمع بمقلتيه على حالتها هذه...
لم يستطيع المكابرة وتركها هكذا مثل كل مرة فهو دائما ما كان يراقبها من بعيد كل يوم ولكن الآن عاطفته غلبت قسوته معها، نعم يعترف بأنه قسى عليها كثيرا ولكنها ابنته الرزينة كيف تخطئ بحق بنفسها وتظلمها بهذا الشكل وتمحي وجوده هكذا من حياته وتتصرف وكأنه غير موجود
تحركت قدمي سعد الجندي نحوها بآلية وما إن وصلها وجلس الى جوارها حتى سحبها بقوة وجعلها بأحضانه لتتعالى شهقاتها وأنينها أضعاف عندما شعرت بدفئ والدها الذي أخذ يعتصرها بين ذراعيه وهو يملس على شعرها لتقول من بين أنينها
- باباااا انا آسفة والله اسفة
ضمها له أكثر وهو يقول بوجع عليها
- هشششششش اهدي
دفنت وجهها تحت جناحه وهي تقول ببكاء مرير
- بابا خبيني بحضنك. أرجوك والله أنا تعبت.
- ياقلب ابوكي أنتي و روحه. بصيلي، قالها وهو يرفع وجهها بكفه، أخذ يمسح دموعها بأنامله ثم أكمل، ليه كل الدموع دي في عروسة تعيط كده في يوم خطوبتها كدة
كلامه هذا جعل دموع ميرال تزداد لتدفن وجهها بصدره مرة أخرى وهي تئن وتقول: بابااااا أنننننن...
أخذ يملس على شعرها: لسه بتحبي ياسين
زادت غصتها لتقول بكذب ومكابرة وهي تضغط على نفسها: لااااا لااااا مش بحبه
رفع وجهها مرة أخرى وقال بحزن شديد فهو يعلم بأنها كاذبه: يبقى خلاص يابنتي، طالما مش بتحبيه. أدي لنفسك فرصة، شوفي غيره مش يمكن يكون دا الصح واحنا مش عارفين
أغمضت عينيها بوجع لا آخر له ليمسح على رأسها و وجنتها بعدما قبل جبينها وهو يكمل: خلاص يا قلبي اللي ربك عايزه وكاتبه هتشوفيه، ارضي بنصيبك واحمدي ربنا عليه
أومأت له بشهقات متفاوته وهي تقول: الحمدلله، الحمدلله
- فعلا الحمدلله على كل شئ، قومي يالله استحمي لغاية ما أمك تجهز الفطار أختك زمانها بالطريق
ميرال بفرحة واشتياق: سيلين جايا؟
اعتدل بجلسته وتنهد: أيوة كلمتني من شوية وقالت أنها في الطريق، يالا يا حبيبتي قومي، قال الأخيرة وهو ينهض من جانبها لتوميء له برأسها. ثم ما إن خرج وتركها لوحدها حتى أخذت تدعك وجهها باختناق لتنظر بعدها حولها هل هي الآن بكابوس أم حقيقة
سحبت خصلات شعرها المبعثرة للخلف بكل قوتها وكأنها تريد أن تقطعها بأناملها، رمت عنها الغطاء ونهضت لتتوجه للمرآة لترى هالات سوداء تزين أسفل عينيها هي الآن كالباندا حرفيا
مالت بجذعها العلوي نحو المرآة أكثر لترى وجهها بشكل أقرب وأخذت تمرر أصابعها على شحوب ملامحها الواضحة كالشمس، لتغمض عينيها بتعب سنين لا تمضى معها، لتهمس لنفسها بصوت مسموع
حبك دمرني يا ياسين لا هو عاتقني أعيش من غيره ولا ينفع اعيشه تاني زي زمان، حبك لعنة حياتي
يا كل حياتي و روحي أنت، ااااااخ يا زمن معقولة هي دي نهايتنا
تنهدت وهي تفتح عينيها على نداء والدتها لها بالخارج تخبرها بأنها جهزت لها الحمام لتستحم...
اخذت تنظر لنفسها مرة أخرى لا تعرف هل ما يسكن مقلتيها الآن عتاب أم انكسار، تشعر بالضياع هل هذه نهاية حبها الكبير يالله كيف خانتها روحها قبل قلبها لتقع أسيرة بجبروت حنينها له بهذا الشكل
فهي بلحظة غضب ممزوجة بجنون كتبت آخر سطور من حكايتهم لا تعرف إن ما فعلته صائب أم خاطئ
هي الأن لا تعرف شئ سوا أن فؤادها ينزف بداخلها بصمت...
تحركت من أمام مرآتها بعدما
رمقت نفسها بنظرت وداع لتخرج من غرفتها متوجهة نحو الحمام لتستعد لهذا اليوم العصيب الذي قررت خوضه وكأنها ذاهبة على نعشها وليس خطبتها
علي الجهة الأخرى بالتحديد بالواحات الغربية
كان شبه مستلقي تحت إحدى الأشجار يسند ظهره على جذعها وهو ينظر أمامه بحزن فظيع، هاهو حقق لها أمنيتها وتركها كما تريد. تركها لكي تعيش بسلام بعيدا عنه ولكن بفعلته هذه فقد هو السلام والطمأنينة...
كان يكفي بأن اسمها مرتبط بأسمه على الورق ولكن ما إن انتهى هذا ايضا وحررها منه كليا حتى شعر بأن روحه انتزعت منه...
أبتسم بحالمية عندما مر طيفها أمامه ما إن جلست إلى جانبه لتقبل وجنته برقتها المعهودة. ليلتفت لها برأسه وعندما وجدها تبتسم له لينطق لسانه بتنهيدة شوق عالية
- وحشتيني يا مرمر
وجدها تبتسم له بشكل أوسع من سابقه والخجل كسى وجنتيها بحمرة خفيفة لذيذة ليكمل كلامه بعتاب و وجع وكأنها تجلس الى جواره بالفعل وتسمعه
بقالك كتير معذباني مش هتحني عليا بقى، أرجع رأسه للخلف، صعب بعدك ميرال والله صعب، أنا ياسين محدش قدر ينزل دموعي، أنتي نزلتيها بسهولة
ميرال! اووووووف يا ميرال، أنا مش بعاتبك ولا بلومك، أنتي معاكي حق بس عايز منك إنك تاخدي بالك من روحك في بعدي، وما تبكيش عليا أنا مستاهلش والله مستاهلش، و أوعي أوعي تفكري بيا انسيني وعيشي حياتك من غيري...
بس أنا صدقيني مش هاقدر أنسى اللي عشته معاكي، ازاي أنسى وأنتي حبيبتي وكل ما ليا...
ده أنا أديتك حريتك مني كان قصادها روحي وعذابي وكل ده يهون قصاد سلامتك وسعادتك
أخذ يثرثر معها عن ما يجوب بداخله ولم يشعر متى غطت دموعها معالم وجهه. ليمسحهم بسرعة واختناق وهو يعتدل بجلسته ما إن سمع صوت سيارة تقف خلفه ليتبعه صوت يحيى الذي قال ما إن نزل منها بعجرفته المعتادة
- بقى الباشا هنا و احنا بقالنا أسبوع بندور عليه
رمقه بملل ثم قال بضجر: ايه اللي جابك
ليقول يحيى برفعة حاجبه
- اااايه أزعجت سيادتك ولا ايه
تأفأف ياسين ثم قال بانزعاج: يحيى أنا مش ناقصك اللي
فيا مكفيني
- اللي فيك؟ معقولة عرفت، قالها وصمت بتعمد ليثير فضوله وها قد نجح بذلك بالفعل ما إن وجده يقول بتركيز
- عرفت ايه،؟ !
لم يتردد يحيى ولا حتى ثانية واحدة ليفجر القنبلة ليقول بشكل مباشر: ميرال خطوبتها النهاردة
قطب ياسين حاجبيه بعدم فهم وهو يقول
- مين دي اللي خطوبتها النهاردة
رفع يحيى منكبيه وقال: ميرال
ياسين بعدم استيعاب حقيقي: ميرال مين!
- أختي
- لاء استنى، قالها وهو يستند على يده لينهض وما إن استقام حتى كرر سؤاله، أختك مين بقى...
- ميرال
أشار لصدره وقال: ميرال حبيبتي أنا!
يحيى بتلاعب بالأعصاب: لا خلاص حبيبتك إيه بقى أهي كم ساعة بس وهتلبس خاتم غيرك
مرر ياسين راحة يده على وجهه بقوة وهو يقول
- أنت بتقول ايه!
اقترب منه يحيى وأخذ يخبطه بعنف بعض الشئ على صدره وهو يقول: بقووووول اللي هيجرى، ميرال النهاردة خطوبتها على الدكتور عمر، خمس سنين وأنت مصدعنا يا أخي عليها. وليل ونهار بتدور على مكانها، و أول ما لقتها عملت إيه، هااااا إيه روحت طلقتها بسهولة ومن غير مانعرف حتى...
صدفة، أنا وشاهين عرفنا بطلاقك صدفة
- سهولة اااايه، مين ده اللي طلقها بسهولة، ليه هو أنت دخلت قلبي وشفت حصله ايه، بسسسس بس أنت متأكد من كلامك. ميرال هتتخطب فعلا
يحيى بانفعال: بقوله الليلة، يقولي متأكد...
ليقول ياسين بقهر وانكسار: طب ازاي ده احنا بقالنا أسبوع بس، عارف ده معناه ايه
- إيه
ياسين بجنون أخذ يمشي هنا وهناك و كأنه يكلم نفسه: ده معناه إن تضحيتي ليها ولا حاجة، دي داست عليا ومشيت ولا كأني كنت موجود في يوم بحياتها
يحيى باستنكار: أنت مفكر ايه بعد الطلاق هتفضل على ذكراك يعني
توقف وأخذ ينظر له وهو يقول بوجع: لاء، مش مفكر بسسس كنت، كنت
- كنت إيه
نظر للأرض وهو يحاول أن يعبر عن ما يدور بداخله: يعني أنها هتتأثر مثلا، أو يمكن كنت عشمان إن الحجر الموجود جواها يتحرك شوية، أو يمكن تضحيتي ليها تغفرلي عندها
- أنت مش كنت عايزها تبقى مبسوطة وتعيش حياتها
ما إن قالها يحيى. حتى صرخ به الآخر
- مش بعد أسبوع يااااا يحيى مش بعد أسبوع...
ده الميت بياخذله أربعين يوم...
- خلاص انسى، اللي حصل، حصل بقى، ما إن قالها يحيى بمغزى حتى نظر له ياسين بنظره غريبة ليحك جانب حاجبه قليلا ثم قال
- اللي حصل يتغير...
- يعني
- يعني مش ياسين اللي يتنسي بأسبوع بس وكأنه ماكنش من الأساس، مش ياسين اللي يضحي بحب عمره قصاد سعادته وهي تستهزئ فيه
- لو هتأذيها هتلاقيني قصادك قبل ما تعملها، قالها وهو يقف أمامه ما إن وجده يريد التحرك لينظر له بوجع وهو يرد عليه
- ياريتني أقدر أعملها
- ناوي على إيه...
- آخد حقي، قالها وهو يدفعه من أمامه وذهب مسرعا لسيارته التي أتى بها ليسرع الآخر خلفه وهو يقول
- أيوة اللي هو ايه، الله يخرب بيتك رايح فين، ناوي تعمل إيه
نظر ياسين للآخر بنظرة خبث لم تظهر عليه من زمن وهو يقول بتوعد: ناوي على كل خير، كلم حودة يجمع الرجالة ويلحقنا ع اسكندرية
- هتعمل ااااايه
- نزف العروسة، هنعمل إيه يعني
- ياااااسين، لو أختي تأذت شعرة منها قصاد روحك هنسى الاخوة اللي بينا
- اتفقنا
- على إيه
- شعرة منها قصاد روحي، ما إن قالها وهو يشغل المحرك وانطلق نحو هدفه وعينيه تلمع بتوعد لا آخر له ليرفع يحيى هاتفه ليتصل ب حودة...
في كافتريا المستشفى
كان يجلس أمامها وهو يحرك ساقه بتوتر ليقول بعد صمت لا يستهان به: وبعدين بقى ده احنا بقالنا أسبوع بالبوز ده، هتفردي وشك امتى بقى
نظرت له هدى بغضب: وأفرده ليه يا أستاذ حودة، بعد ما ضحكت عليا وقولتلي الليلة هاجي أخطبك، فاكر كلامك ده، وأنا الهبلة اللي صدقتك ورحت بلغت أهلي وفضلنا نستنى على مافيش
- ما أنا اعتذرت بدل المرة ألف وباباكي وأهلك عذروني بس أنتي اللي راكبة دماغك...
- إيه! إيه الجبروت ده، مش عايزني أزعل كمان على كسرتك لفرحتي...
صمت حودة قليلا ثم قال بهدوء: غصب عني ياحبيبتي يحيى باشا طلب مني شغل ضروري بوقتها مقدرتش أرفض
- الباشا بتاعك مايترفضش طلبه أكيد بس أنا استنى عادي
- هدى أنا عارف إني غلطان، ما إن قالها حتى أبعدت نظرها عنه وهي تقول بدلال أنثى جميل
- طببببب كويس إنك عارف ده
نظر حودة حوله ثم تقدم بكرسيه الخاص نحوها ثم قال وهو يدفعها بخفة من عضدها: يابت ده أنتي اللي بالحتة الشمال، فكيها بقى
نظرت له بتفكير ثم قالت: لو فكتها هتتعدل ولا هتفضل زي الديل ما تتعدلش
- هتعدل لما تقصري لسانك ده شوية، قالها وهو يقرصها من كف يدها بقوة جعلتها تتأوه بصوت مسموع ليفتح عينيه عليها بعصبية وهو يضربها بقدمه على ساقها، هشششششش إيه صوتك ده
أخذت تدلك مكان الألم وهي تقول
- جاتك كسرة بإيدك ورجلك
- لسانك ده هيخليني أتغابى عليكي
- وأهون عليك، قالتها وهي تلوى شفتيها بزعل مدلل لبيتسم لها رغما عنه فهي حقا لا تهون عليه
لتبادله الأبتسامة بحب كبير ولكن سرعان ما كرمشت معالمها عندما جاءه اتصال من الباشا الذي لا تعرف ماذا قال له ليرد الذي أمامها بطاعة
- اعتبره حصل ياباشا، سلام
- على فين، قالتها بذهول عندما وجدته ينهض وهو يحمل متعلقاته الشخصية ليقول على استعجال
- لازم نمشي يا حبيبتي جالي شغل مهم
هدى بعناد متعمد- وإن قولتلك نقضي اليوم سوا...
- خلينا لغير يوم يا حبيبتي. يالا قالها وهو يمسك يدها وسحبها خلفه ليخرج بها مهرولا ليفتح لها الباب وما إن استقر خلف الدركسيون حتى تفاجئ بضربة منها وهي تقول
- بكرهك
- وأنا بموت فيكي، قالها وهو يقبل يدها لتسحبها منه وتكتف ساعديها أمام صدرها ونظرت للنافذة بزعل ليتنهد بحيرة وهو يتحرك بسيارته بسرعة ليوصلها ثم يذهب لتنفيذ ما يريده أولاد اللداغ
- يعني اااايه رجعها ليه، يعني ايه، ومن أسبوع كمان. ازاي أنا معرفش، صدح صوت زينة بالفيلا وهي تكاد أن تتميز غيظا مما سمعت ليرد عليها فتحي بتوتر
- ماهو أنا خبيت عليكي عشان كنتي تعبانة من العلقة اياها...
زينه بغل: ماتفكرنيش. دي خدتني على خوانه
- طلعت حلوة وشرسة نوعي المفضل، غمغم بهذه الكلمات وهو يبتسم بإعجاب لينتفض ما إن صرخت به
- أنت بتقول إيه! سمعني
فتحي باستدراك: ولا حاجة، ياست الكل، كنت بسأل بس. في دماغك حاجة معينه عايزة تعمليها ولا ايه
- أيوة، ما إن قالتها بتأكيد حتى سألها بفضول
- إيه هو بقى
زينة بحقد: تخلصني منها
فتحي باستغراب: أخلصك من مين
- من سيلين طبعا، ما إن قالتها بإصرار حتى نهض من الأريكة وهو يقول بفزع حقيقي
- نهار اسود، عايزاني أخلص على وحدة الهجين بنفسه بيقول عليها ياعشق الهجين، عارفة إن مجرد التفكير بده يعتبر انتحار رسمي، لا لا لا أنا مليش دعوة، سلام
قال الأخيرة وهو يتركها ويخرج لتحمل هي الزهرية وترميها خلفه بغضب لتسقط على الأرض و تتهشم لأجزاء صغيرة ثم أخذت تشتمه بكل لغات العالم
لتقترب منها الخادمة بسرعة وأخذت تنظف المكان وهي تنظر لها بغموض بين الحينة والأخرى
في اسكندرية أمام مدخل العمارة السكنية لعائلة الجندي، توقفت سيارة الهجين وهو يقول
- وصلنا
- مش هتنزل، قالتها سيلين وهي تنظر لذلك الجامد الذي لم يتكلم طول الطريق سوا بكلمات معدودة
- لأ...
مالت نحوه وهمست له: كل ده عشان أختي هتتخطب
التفت لها واصبحوا وجها لوجه: لأ...
غمزت له بخفة وسألته: أومال ايه
- مافيش يا قلبي، اتبسطي أنتي، أنا هكمل كم مشوار كدة وهبقى أجيلك ع القاعة
ابتعدت عنه قليلا وقالت بتفاجؤ: هتيجي
شاهين بتأكيد: أكيد
ردت عليه بذهول: غريبة
- ايه الغريب في كدة. أخت مراتي وبنت عمي
سيلين بعد اقتناع: هدوءكم ده ما يطمنش
- ليه أختك عملت حاجة غلط
- لأ، بالعكس دي طلعت أنصح مني بكتير وعرفت ازاي تدي أخوك على قفاه يستاااهل، فاكر عمل فيها ايه وقد ايه كان اصراره على أذيتها...
شاهين بغموض: اممممممم بقى كدة...
- ايوه كدة، دي ميرال مش سيلين عشان تسامح
- وقال يعني أنتي سامحتيني و كرمك بيخر منك اشحال أنتي مدوقاني المر بالأيام اللي فاتت عطشان والمياة قصادي ومتحرمة عليا
- تستاهل يابيبي
- طب انزلي يا قلب البيبي وخلي نهارك يعدي
- احمممم، حمحمت بها غالية التي كانت تجلس بالخلف هي و والدتها لينظر لها شاهين عبر المرآة الأمامية ليفتح عينيه على وسعهما ما إن وقع نظره على بلال الذي كان يقبل وجنة سيلا
ليصرخ به بانفعال: يابني كفاية ده أنت هريتها، خدها خلص، تعالي أنتي هنا، قال الأخيرة وهو يلتفت للخلف ليحمل ابنته الصغيرة ليعود للأمام ويضعها بأحضان والدتها وهو يكمل، امسكي بنتك ياهانم وخدي بالك منها دي قربت تخلص بسبب ابن الكلب، يالا انزلوا والحرس هتساعدكم...
قالها وهو يخرج ذراعه من النافذه ويؤشر لهم ليأتوا على الفور ليساعدوا أم غالية التي شعرت بالخجل وهمست لأبنتها
- قولتلك خليني بالبيت حلوة البهدلة دي
فتح شاهين بابه ونزل ليلتفت نحوها وفتح لها الباب ليحملها هو وما إن استقام حتى اقترب منه أحد رجاله بالكرسي المتحرك ليضعها عليه ثم مسك رأسها وقبلها ثم نظر لسيلين التي كانت قد نزلت هي الأخرى واخذت تنظر له بسعادة ليقول
- يالا هتوكل أنا
نظرت له سيلين قليلا ثم لغالية لتفهم عليها الأخرى ف أخذت الأطفال معها وتوجهت للداخل
لتذهب سيلين خلف زوجها وقالت له قبل أن يصعد
- ناوين على ايه يا شاهين
- هيكون إيه يعني
- مستحيل الليلة دي تعدي على خير، يحيى ما جاش ليه، ليه بعت عيلته معانا، راح فين، أكيد راح ل ياسين اللي بقالكم كم يوم مش عارفين توصلوا ليه...
- أنتي عايزة ايه
- ناويين على إيه بالضبط
- على كل خير، ما إن قالها حتى زاد قلقها اضعاف
- خير! ومنكم، ما اظنش
- بحبك وأنتي ذكية، قالها وهو يقرص شفيتها بقوة ثم تركهم ليقبل أناملها بقوة ثم تركها وذهب لتقف بمكانها تنظر لسيارته كيف تختفي من أمامها بعدما لحقت به إحدى سيارات الحرس والأخرى بقيت معهم
في الأعلى كانت الأجواء على أتم ما يكون كل شئ يدل ع البهجة إلا ميرال التي كانت تجلس أمام الميك اب ارتست بملامح جامدة وما إن كادت تضع لها أحمر الشفاه حتى أبعدت يدها عنها ونهضت من الكرسي عندما أتاها صوت سيلا التي فتحت باب غرفتها ودخلت راكضة وهي تقول بحماس
- مامي!
- يا قلب مامي أنتي، قالتها وهي تستقبلها بحنان كبير ثم أخذت تقبلها بحب كبير ثم أبعدتها عنها وهي تنظر لسعد اللداغ الذي أتاها هو الآخر ركض عندما وجدها تفتح له ذراعيها...
لتحتضنهم معا وهي تقول: وحشتوني أوي أوي ياحبايبي
- أنتي عروسة يا مامي، ما إن قالتها سيلا وهي تنظر إليها بانبهار طفلة لتبتسم لها الأخرى بحزن
لتسألها عن والدتها بهدف تغيير مجرى الحديث
- إلا صحيح سيلين فين...
- أنا هنا، قالتها وهي تنظر لها من عند باب الغرفة
لتنهض ميرال واخذت تنظر لها بدموع محبوسة بمقلتيها لتقترب الأخرى منها بسرعة وأخذت تهمس لها بأذنها بعدما احتضنتها بقوة كبيرة
- مافيش عياط، أوعي تعمليها أنتي طلعت أقوى مني بكتير
- سيلين أنا محتجاكي الليلة معايا أوعي تسيبيني. خفت أوي إن شاهين يمنعك إنك تيجي
- أنا معاكي يا قلبي و عمري ما هسيبك ولا حد يقدر يفرقنا لا شاهين ولا غيره، استني أما أشوف
قالت الأخيرة وهي تبعدها عنها لتنظر لها بأعجاب ولكن اعجابها هذا زاد أضعاف عندما أكملت زينتها بشكل كامل وارتدت فستانها لتضع طوق ناعم مرصع بالكريستال الأبيض أعلى رأسها لتصبح كأميرات ديزني حرفيا
ابتعدت سيلين خطوة للخلف وأخذت تنظر لها من الأسفل للأعلى بتقييم وهي ترفع حاجبها، كانت ترتدي حذاء عالي كريستال مع فستان زهري فاتح جدا بموديل منفوش من طبقات التل الشيفون يصل طوله لأسفل الركبة
ضيق عند الخصر محدد نحافتها بطريقة تخطف الأنفاس مع نقوش الصدر المزخرفة ليكون من الأعلى عاري الأكمام تماما
لتنزل خصلاتها السوداء المموجة بستايل غجري وفوضوي بشكل رائع وما زادها جمال هو تاجها الناعم...
- اللهم صل على النبي، قالتها داليا وهي تدخل عليهم ليتبعها زغروطة عالية منها ومن غالية التي دخلت معها لتنظر لها ميرال باستغراب واستفهام
وقبل أن تسأل عنها. وجدت سيلين تقوم بتعريفها
- دي بقى حبيبتي غالية مرات أخويا، قصدي أخونا
رفعت ميرال حاجبيها بفرحة وهي تقول
- هو يحيى برا...
- لأ، ما إن قالتها غالية بإحراج لتختفي ابتسامة ميرال بالتدريج ولكن سرعان ما إن ابتسمت مرة أخرى وتقدمت نحوها لترحب بها بحب لتستغرب غالية لقبول الأخرى لها بهذه السرعة، فهي لا تعرف بأن ميرال هي نبع الطيبة والرقي إلا أن الزمن جار عليها
مرت عليهم ساعة تلو الأخرى بالتجهيزات ليعم الظلام ع السماء بالتدريج ليعلن بهذا عن حلول الليل
كانت أجواء القاعة صاخبة فقد قام عمر بعزيمة كل معارفه وأصدقائه وكأن بفعلته هذه يريد أن يخبر الجميع بأنها ستصبح له
كان يقف إلى جانبها وهو يتمعن بها بانبهار لا يصدق حتى الآن بأنها وافقت عليه...
نعم هو الآن يرى السخط منها إلا أنه سيجعلها تهيم به كما يهيم هو بها
اقتربت سيلا منهما بفستانها الجميل وهي تحمل طبق مزين موضوع به خاتمان ما إن بدأت المراسم تقام
لينحني نحوها عمر وأخذ منها الخاتم المخصص لميرال بعدما داعب شعرها بابتسامة سعيدة لينظر بعدها لتلك التي سحرته بفتنتها من أول يوم رآها به
فرد راحة يده أمامها يطالب بأن تعطيه يدها اليمنى ليرى التردد مع الدموع تلمع بحدقتيها وهي تمد له كفها وما إن لامست بشرته بأناملها حتى ابتلعت غصتها بصعوبة شديدة لدرجة بأنها شعرت بنغزات بحنجرتها
أخذت تنظر بتوسل لوالديها وكأنها تريدهم أن ينقذوها نظرتها هذه جعلت قلب سعد ينفطر عليها
لتعود بنظرها ليدها ما إن شعرت بالآخر بدأ يقرب الخاتم من خنصرها ولكن ما إن بدأ يضعه حتى انتفض ليقع منه على الأرض عندما اااااء
وهنا دقت ساعة الصفر ليتفاجأ الحضور ب...