رواية وكر الافاعى الفصل الخمسون والاخير بقلم امانى جلال

رواية وكر الافاعى 

الفصل الخمسون والاخير 

بقلم امانى جلال

رفع ذراعيه ليحاوط خصرها بتملك شديد وهو يقبلها بقوة جعلها لا تستطيع  مجاراة جنونه لترمي ثقلها كله عليه وهي تائهة بهجومه عليها، ضاعت حرفيا بين  يديه لتغوص معه بالحب بروحها وكيانها ولم تستفيق من غرقها هذا إلا على صوت  رفع الأسلحة وسحب الأقسام

أبتعدت عنه وهي تشهق ما إن تم إطلاق رصاصة بالجو لترى نفسها هي وهو محاوطين بالأسلحة السوداء.

صعق ياسين وسحبها على الفور ووضعها خلفه ما إن رأى مجموعة من الشرطة  تحاوط بهم من جميع الاتجاهات وهم يطلبون منه رفع يديه و الاستسلام.

وقبل أن يفهم ما هناك وجد من يسحب ميرال من خلفه مما جعلها تصرخ ولكن ما  جعل صراخها يزداد بفزع وهي تفتح عينيها بشدة هو عندما التفت لها ياسين  بسرعة ليباغته أحد العساكر بضربه قوية من سلاحه على اسفل رأسه جعل التوازن  يختل عنده ومع هذا قاوم الدوار الذي هاجمه ليستدير لذلك الذي غدره وما إن  انقض على عنقه حتى أتته ضربه أخرى على رأسه من الخلف وهنا فقد السيطرة على  جسده ليبتلعه الظلام بجزء من الثانية.

ركضت ميرال عليه بعدما دفعت عنها ذلك الذي سحبها منه وهي تصرخ ب: لا لا لا ياااسين

ولكن قبل أن تصله وجدت من يعتقل خصرها من الخلف وحملها بعيدا عنه، لتسحب الشرطة ياسين الى إحدى سياراتهم بعدما ربطوا معصميه بالكلابش

أما عند ميرال نظرت الى بطنها لتجد يدي عمر تحاوطها لتغرز أظافرها بكفيه  وأخذت تخرمشه بكل قوتها لدرجة تلوثت رؤوس أناملها بدماء الآخر.

بفعلتها هذه أجبرته على تحريرها لتلتفت له بسرعة وعالجته بصفعه وضعت  فيها كل قوتها وغلها منه لتخرج به كل حرقة قلبها ليجن جنون الآخر ليمسكها  من رسغها وهزها وهو يقول بعدم تصديق

- بتضربيني عشان خلصتك منه

ميرال بانفعال: مين اللي طلب منك كدة؟

كز عمر على أسنانه بحقد: شكله عجبك اللي عمله صح، جا على هواكي، عجبك مش كدة، انطقي

- أيوة عجبني، ما إن قالتها بتأكيد حتى سألها

- هو أنتي لسه بتحبيه.

ميرال باعتراف غاضب: أيوة و أكتر من الأول كمان

- وأنا،! صرخ بها ليأتيه ردها القاسي بعدما التفتت للسيارة التي يرقد بها ياسين ثم عادت بنظرها له مرة أخرى

- وأنت ايه، قولي أنت ايه! أنت كنت عارف إني بحبه ومع كدة رضيت على نفسك تكون مع وحدة قلبها وروحها وعقلها وكل كيانها مع غيرك...

ذهل من ردها ورفع حاجبه وقال: بقى كدة؟!

- أنا قولتلك بدل المرة ألف إنك مجرد صديق مش أكتر، كان ردك أنا راضي بده، يعني أنت اللي ظلمت نفسك مش أنا فبلاش تلومني دلوقتي

- رضيت عشان أكون جنبك بس مش معنى كده إني أسمحلك إنك ترجعيله هو أنتي بجد  فكرتي إن خطوبتنا اللي كانت هتحصل كدة وكدة، لا طبعا أنا مش هرضى ببعدك عني  بعد السنين دي كلها، و دلوقتي هتيجي معايا غصب عنك...

قالها وهو يهم بمسك يدها إلا أنها نترتها منه بسرعة وقالت باستغراب من طريقته معها.

- اجي معاك فين، أنا مرات ياسين سامر اللداغ

- جوازكم ده باطل لأنه تم تحت التهديد، ما إن ختم كلامه حتى أتاه ردها الناري الذي جعلته به يفقد صوابه

- بس من جوايا كنت موافقة، وبعدين جوازنا

تم فعليا

عمر بعدم استيعاب أو دعنا نقول يرفض الفهم

- تم إيه،؟!، تم ااااايه.

- يعني أنا دلوقتي مراته شرعا وقانونا، ما إن نطقت كلماتها هذه حتى شهقت  بصدمة عندما شعرت بكف حديدي نزل على خدها بكل قوته جعل أنفها ينزل دما مع  جرح بسيط بطرف فمها، كف من قوته كادت بها أن تطمس بهم عينيها وقبل أن تفهم  ما حدث لها أو تحاسبه على فعلته هذه

اقترب منهم أحد العساكر وطلب منها بعملية أن تتفضل معهم لأخذ أقوالها بالمركز...

أومأت للشرطي وهي تلتفت له وما إن كادت أن تتقدم معه إلا أن عمر مسكها من عكسها وهو يقول للآخر

- أنا هجبها معايا

سحبت ذراعها منه بعنف دون أن تنظر له ثم أكملت طريقها مع الآخر نحو  سياراتهم وهي تمسح فمها وتحاول أن تتجاهل ألم الصفعة التي جعلت طنين بأذنها  يرن.

وما إن صعدت خلف السائق بعدما فتح لها الباب حتى نظرت للذي يجلس بجاورها لتقول بهمس

- ممكن تلفون عشان أكلم أهلي.

- لما نوصل، ما إن رد عليها العسكري الآخر بعنجهية حتى قالت بتوسل

- أرجوك

نظر لها وهو يقطب جبينه بغضب يريد أن يصرخ بها إلا أن نظراته لانت بإعجاب  ما إن رأى حسنها الفتاك لينزل بعينيه بجوع إلى عنقها وذراعيها وصدرها  المكشوف بسخاء أمامه من الفستان. ليرفع حاجبه وهو يعض على شفتيه خلسة  ليقترب بعدها من أذنها وهمس لها بسفالة وهو يمرر يده على ذراعها العاري

- يابخته، هو أنتي كنتي معه طول الليل بجمالك ده.

- أوعى كدة ماتلمسنيش، ما إن صرخت به وهي تدفعه عنها حتى نظر لهما  السارق من المرآة والتفت نحوهم الضابط الذي كان يجلس بالمقعد الأمامي  ليسألها بانزعاج: في ايه بتعلي صوتك ليه؟!

نظرت له بحدة: عايزة أكلم أهلي

- هو مش اللي عايز حاجة يطلبها بأدب بردو.

- أنا طلبت بأدب بس العسكري بتاعك هو اللي قليل الأدب، ما إن قالتها  بقوة وعدم خوف وهي تنظر له بعينيها الكبيرتين بحدة أكبر من ذي قبل حتى شرد  بها بإعجاب هو الآخر لينظر بعدها الى ذلك العسكري بحدة وتوعد ثم رد عليها  بعدما اعتدل بجلسته ونظر أمامه

- لما نوصل أبقى أعملك اللي انتي عايزاه، ولغاية الوقت ده مش عايز اسمع صوتك. سامعة لأن ردي مش هيعجبك.

كان هذا آخر كلام دار بينهم ليعم الصمت طول الطريق بعدما استدارت برأسها  نحو النافذة وهي تعقد ساعديها أمام صدرها وهي تغلي غضبا من وقاحتهم هذه  معها ومن خوفها ورعبها على ماسيحدث. يجب أن تبلغهم بأسرع وقت، يجب.

قبل هذه الأحداث في شقة سعد الجندي.

خرج سعد من غرفته بالصباح الباكر ليذهب الى الحمام إلا أنه ما إن مر  بالصالة حتى وقع بصره على ابن أخته يحيى الذي كان يغط بنوم عميق وهو مستلقي  على الأريكة ليقترب منه بحب أبوي وأخذ يوقظه وهو يقول

- يحيى، اصحى يا حبيبي

امتعض وجهه وقال بنعاس: غلاتي سبيني أنام شوية

- اصحى أنا خالك، ما إن قالها وهو يربت على كتفه حتى أكمل بمشاكسة وهو يمس على رأسه بحنان أب

- قد كدة بتحبها يا ولااا.

فتح عينيه وشعر بالإحراج منه ليعتدل بجلسته بكسل وهو يقول: مين دي؟!

جلس سعد الى جانبه وقال بغمزة: غلاتك

ضحك يحيى على خاله وأخذ يمشط شعره المبعثر بأنامله وقال بتنهيدة حب: بيني  وبينك ياخالي بموت فيها، هي الوحيدة اللي عرفت تجبني الأرض كدة

ربت على فخذه وقال: شكلها بنت حلال...

والله وعرفت تختار ربنا يبارك لك فيها.

- اللهم آمين، قالها وهو ينظر لباب الحمام الذي انفتح لتخرج من خلاله  غلاته التي كانت تنزل أكمام جلبيتها لتنزل رأسها بخجل ما إن رأت سعد ينهض  ويأتي نحوها ليقول بابتسامة بشوشة

- غالية بنتي

- لاء اسمها غلا، ما إن قالها حتى قطب سعد حاجبيه باستغراب ليعاود النظر لتلك التي تنظر لزوجها بتمعن ليسألها

- انتي اسمك غلا ولا غالية.

- اسمي غلا، قالتها وهي تضحك على نفسها بداخلها فهو لم يغير اسمها فقط بل غيرها كليا وجعل عنادها الصلب يلين معه هو فقط

رفعت رأسها لسعد الذي طلب منها ذلك ليكمل بعدها

- شوفي أنتي من النهاردة بنتي حالك حال ميرال وسيلين، ولو يحيى زعلك  تعاليلي هتلاقيني سندك وبيتي ده بيتك أنتي و الوقت اللي تحتاجيه تدخلي

من غير استئذان.

- ربنا يخليك لينا يا خالو، قالتها بإحراج كبير ليستدير سعد لصوت بلال  الذي خرج مع جدته من غرفتهم وهو يقول بابتسامة: صباح الخير ياجدو

- تعالى ياشقي أنت، قالها وهو يفتح له ذراعيه ليأتيه الآخر سريعا ليحمله  وهو يكمل، صباحك نور يا حبيب جدو، تعالى نغسل أسناننا ونصلي الضحى مع بعض،  هااا إيه رأيك

- موافق طبعا...

التمعت عيون يحيى بسعادة لا توصف وهو يبتسم لجمعتهم هذه لتقترب منه  غالية وهي الأخرى تبتسم له بحب ليحتضنها بقوة دون سابق إنذار وهو يدفن نفسه  داخل أحضانها كالطفل لتنسحب أم غالية بهدوء لتذهب الى المطبخ لداليا وهي  تدفع كرسيها المتحرك لتستقبلها داليا بوجه بشوش نوعا ما تحاول به ان تخفي  حزنها الشديد لغياب ابنتها العزيزة عنها.

أما في غرفة سيلين التي أخذت تتحرك وهي تمط ذراعيها بكسل لتفتح عينيها  بنعاس وتغمضها مرة أخرى لتمرمغ وجهها بعنق زوجها بخمول بعدما وجدته يحتجزها  بتملك داخل ذراعيه بقوة ولكن بفعلتها هذه جعلته يضمها له أكتر و أكثر  ويطلب المزيد منها وهو يبادلها المداعبة والمشاكسة لتتخدر أطرافها من  أفعاله لها إلا أنها فتحت عينيها ودفعته عنها عندما تمادى معها.

ليضحك عليها باستمتاع ما إن رأى إحمرار وجنتيها ليقول بوقاحة: هو أنتي لسه بتتكسفي مني يابطتي ده أنتي مخلفة مني توأم

ضربته بقبضتها وهي تقول: شاهين!

مسك يدها وسحبها له وقبل باطنها وقال

- ياروحه أنتي

سيلين بدلال: بطل بقى

- هو في حد يشوف الحلويات دي ويعرف يبطل...

ماتجيبي حته، قالها وهو يقترب منها بهدف تقبيلها إلا أنه انتفض وابتعد بسرعة عندما جاءهم صوت سيلا وهي تشهق وتقول.

- عيببببب يابابي، تبوس حد مش أنت قولتلي كدة لما بلال باسني

- بلال اااايه بس؟ دي مراتي وبعدين أنتي ايه اللي صحاكي بدري كدة

سيلا بصوت عالي باندهاش: اااايه ده

شاهين بتراقب: في إيه يابت

نزلت من السرير وقالت بترقب طفولي: يعني هو أنا لما أبقى مرات بلال عادي وقتها يبوسني هو كمان

فتح شاهين عينيه بصدمة مضحكة

- تتجوزي ميييييين!

أبتسمت سيلين بخفة ما إن وجدت ابنتها الشقية تقول ببراءة: بلال، هو اللي قالي كدة يا بابي، قالي لما نكبر هتجوزك...

شاهين بترقب مضحك أكثر من سابقه وهو ينهض من شبه استلقائه و أخذ ينظر لها بترقب وهو يسألها

- وأنتي قولتيله ايه يا آخرة صبري

نظرت سيلا ليديها وأخذت تلعب بأصابعها الصغيرة وهي تقول: أبدا يا بابي أنا بس سكت و تكسفت فهو قال علامة السكوت يعني الرضا.

- اااااااايه اتكسفتي، تعالي هنا يابت أنتي، ما إن قالها وهو يهم  بالنهوض حتى فرت سيلا لخارج الغرفة بسرعة كالفأرة وهي تنادي على جدها...

لتنفجر سيلين بالضحك من كل قلبها عليهم وهي تتكئ عليه لينظر لها بغيظ  ليغمغم بكلام خارجي وهو يسب بكل لغات العالم، لتضع يدها على فمه بسرعة ما  إن وجدت سعد يستيقظ على أصواتهم وهو يدعك عينيه ويقول

- صباح الخير.

ردت عليه سيلين: صباح النور يا حبيبي، ياله قوم يا حبيبي غسل وشك وسنانك عشان نفطر...

- ماشي، قالها وهو يبعد عنه الغطاء وما إن خرج حتى التفتت لشاهين الذي سحبها له وهو يقول

- شوفي الواد هادي وراسي ازاي مش زي التانية اللي هتجيب أجلي...

عضت شفتها وأخذت تداعب لحيته ثم قالت

- بتغير عليها

ذبلت عيونه عليها وهو يقول: اووووي...

أبعدت يدها عنه وقالت: وأنااا،!

حاوطها بتملك وهو يقول: بغير عليكم كلكم، أنتم بتوعي أنا وبس، ساااامعة أنا وبس، ختم كلامه وهو يقبل مابين عينيها

لتريح بعدها رأسها بهدوء على منكبيه وكأنها تبحث عن الأمان

- مش هتحني عليا بقى، ما إن قالها شاهين وهو يميل برأسه عليها إلا أنه ابتسم بعشق ممزوج بسعادة عندما وجدها تدفن نفسها به أكثر.

وضع أنامله على ذقنها وأخذ يتحسس نعومة بشرتها لتذوب كالزبدة معه ما إن  رفع وجهها له ليقبلها إلا أنها أبعدته عنها والتفتت نحو هاتفها عندما صدح  رنينه

سحبته وأخذت تنظر للشاشة باستغراب ف المتصل رقم غريب ليقول شاهين بستفسار: مين ده

- معرفش، قالتها وهي تفتح الخط وتضعه على أذنها لتأتيها ضربة منه على رأسها  وأخذ ينظر لها بغضب وهو يقول: أنتي ازاي بتردي ع رقم غريب.

كادت أن ترد عليه إلا أنها استبشرت معالمها وهي تقول بتفاجؤ: ميرال!

قبل هذه الأحداث بنصف ساعة توقفت سيارة الشرطة أمام المركز لتنزل ميرال  معهم وتوجهت نحو المدخل لتحتضن نفسها ببرد وترقب فهي عندما دخلت لفتت نظر  الجميع لها بلبسها المكشوف وشكلها المغري

دخلت الى المكتب خلف الضابط الذي كان معها بنفس السيارة ليلتفت لها بستغراب

- مين قالك أدخلي، اتفضلي لما أعوز آخد أقوالك هبقى أخلي العسكري يناديلك.

- لاء طبعا أتفضل فين، أنت شايف البرد عامل ازاي

انت عايزني أقف وسطهم لوحدي وأنا بالشكل ده

- اومال عايزة ايه

- عايزة أشوف ياسين هو فين...

- ياسين اللداغ رجل الأعمال المعروف، أخذوه ع التخشيبة لغاية ما ينفتح التحقيق بموضوع خطفك

- تحقيق إيه وخطف إيه، أنا رحت معه بمزاجي

- وفري أقوالك دي لوقت مايتفتح التحقيق

- طب عايز أكلم أهلي وأقعد هنا لغاية ما ييجو.

- أنا عارف إني مش هخلص النهاردة، قالها بضجر مع نفسه بصوت خفيض ثم أشار لها ع الهاتف وقال لها، اتفضلي هي مكالمة وحدة بس

اقتربت بسرعة وأخذت تتصل بأختها بسرعة وما إن فتح الخط حتى نادت على أختها: سيلين

- ميرال! أنتي فين يا قلبي، انتي كويسة

نظرت للضابط بترقب ثم قالت بخفوت: اسمعيني كويس مش وقت الكلام ده، شاهين فين.

- أنتي عايزة شاهين ليه، قالتها وهي تنظر لزوجها الذي قطب جبينه بترقب  وما إن كادت أن تكمل كلامها إلا أنه سحب الهاتف منها وقال بجدية

- أيوة ياميرال في إيه؟ ياسين حصله حاجة؟

نطقت بلهفة وكأنها وجدت منجدها ما إن سمعت صوته: شاهين احنا بالقسم

شاهين بتركيز كامل وانتباه

- قسم إيه، وياسين فين

ميرال بصوت مخنوق

- ياسين بالتخشيبة وأنا لوحدي مع الضابط

- أديني الضابط، ما إن قالها حتى أخفضت صوتها أكثر وقالت.

- ماشي بس ماتقولش لبابا حاجة هو عيان كفاية اللي حصله امبارح

- تمام، هو ده اللي هيحصل أساسا

مدت يدها للضابط وقالت: عايز يكلمك

نظر لها الآخر بانزعاج واضح وهو يأخذه منها

ليتكلم قليلا مع شاهين وما إن عرف بنفسه حتى أعطاه اسم المركزعلى الطرف  الآخر أنهى شاهين الاتصال ونهض عن السرير وأخذ يرتدي ثيابه لتذهب نحوه  سيلين وهي تقول بخوف: أختي فيها هاا، ياسين عمل فيها إيه، هما ليه بالقسم،  أنطق!

- اللي فهمته إن عمر الكلب له يد بالموضوع، أكيد مبلغ عليهم

سيلين باستغراب: طب عرفوا مكانهم ازاي

- معرفش أهو ده اللي مش عاملين حسابه. شوفي، قالها وهو يحتضن وجهها ثم أكمل

باباكي مش عايزه يعرف إني خارج دلوقتي هاخد يحيى بحجة الشغل، مش عايزهم يحسو بحاجة لحد ما أفهم ايه الحكاية

- تمام، بس ابقى طمني

- حاضر يا قلبي، قالها وهو يقبل جبينها بعمق ثم نزل بسرعة وقطف من ثغرها قبلة سريعة.

ابتسمت بشقاوة مع نفسها ولحقت به بعدما هندمت ثيابها ما إن تركها وخرج...

خرجت من غرفتها وجدته يذهب نحو يحيى وغمغم له بكلمات مقتضبة ومختصرة لينهض  الآخر بهمة واستأذنوا من سعد الذي كان ينظر لهم بريبة وما إن خرجوا حتى  التفت نحو ابنته وقال بستفسار

- في إيه؟، هما راحو فين؟

رفعت سيلين منكبيها وقالت: معرفش جاله تلفون شغل، ده اللي أعرفه.

- قلبي مش مطمن ليهم، أكيد فيه حاجة، ما إن قالها بشك وهو يرمقها بنظرات  متفحصة حتى التفتت بسرعة نحو والدتها التي خرجت تضع الأطباق على الطاولة  مع غالية لتناول الفطور لتذهب بسرعة لمساعدتهم هي أيضا لتتخلص من محاصرة  والدها لها...

بعد مرور ما يقارب النصف ساعة في مركز الشرطة.

كانت ميرال تجلس بمكتب الضابط و إلى جانبها عمر الذي رفض أن يتركها  بمفردها بحجة أنه خطيبها لتجد الباب ينفتح ليليه دخول العسكري ليعطي للضابط  بطاقة تعريف بعدما أدى التحية ليومأ له برأسه وهو يقول

- خليه يتفضل

وبالفعل ما هي سوا ثواني ودخل شاهين اللداغ بهيبته المعتادة وخلفه يحيى اللداغ بغروره وغطرسته لينهض لهم الضابط وصافحه

لينزع يحيى سترته على الفور و وضعها على ميرال ليغطيها ما إن رآها بلبسها هذا...

فعلته هذه جعلت ميرال ترفع نظرها له لتلمع الدموع بعينيها وهي تقول باختناق

- ياسين ضربوه ومعرفش حاجة عنه

احتضنها يحيى باحتواء ونظر لشاهين الذي كز على أسنانه بغل وهو يلتفت لعمر  الذي ما إن رمقه بحدة حتى شحب وجهه بسرعة ولكن سرعان ما ابتسم بخبث وجلس  على الكرسي وقال

- ممكن أعرف إيه تهمة أخويا عشان تقطعوا عليه صباحيته هو وعروسته

الضابط بعملية- في شكوى رسمية ضده

- شكوة ايه دي.

- شكوة من الدكتور عمر وهو بأن ياسين اللداغ خطف

خطيبته قصاد الكل منه وتعدى عليه بالضرب

- في دليل على كدة، وبعدين خطف ايه؟ هو مش لازم يمر على اختفائها 24 ساعة  بالأول بعدها يتم التحرك هو مش ده القانون، والا عشان الدكتور عمر ليه  جماعته هنا وخلت الأمور تمشي بالسرعة دي

- 24 ساعة لو اختفت، بس دي اتخطفت قصاد الكل

بعد ما كتب عليها بتهديد السلاح

ميرال بتدخل: لاء أنا رحت معه بمزاجي.

- أنتي بتقولي ايه، ده كان يوم خطوبتنا، ما إن صرخ بها عمر حتى سحبه يحيى من طرف قميصه بإهانة جعلته يبتلع كلامه الآخر

- شفت يا باشا عايز يضربني ازاي

- يحيى،! قالها شاهين بتحذير ليبعد يحيى يده عنه و أخذ يربت على صدره وهو يقول بابتسامة مصطنعة...

- مالك في ايه، ده أنا حبيت بس أعدلك هدومك

شاهين باستكمال الحديث: العروسة بنفسها قالت أنها راحت معه بمزاجها يبقى الحكاية كلها مالهاش لازمة.

- ده اللي احنا هنعرفه بالتحقيق، قالها وهو يرن الجرس للعسكري الذي سرعان ما دخل و أدى التحية

ليقول له بتنهيدة ضجر: هات ياسين اللداغ

أومأ له الآخر وخرج لتنفيذ الأمر وبالفعل ماهي سوا دقايق ودخل عليهم ياسين  وهو ملطخ الدماء من ناحية العنق والقليل من الصدر بسبب ضربهم له.

وقف أمامهم وهو يغلي حرفيا لالا بل كان كالثور الهائج ولكن ما جعل  نيرانه هذه تخمد قليلا هو عندما وجد معشوقته الغالية تبتعد عن يحيى وتأتي  نحوه لترمي نفسها بأحضانه وهي تبكي

ليحاوطها بلهفة عاشق و أخذ يقبل رأسها وهو يرمق عمر بتوعد أسود، لاااا بل  كان يتوعد له بالهلاك رسميا، ولكن الآن دعه أولا يطمئن على حب حياته

أبعدها عنه قليلا وهو يبتسم لها بخفه ويقول

- ما تخافيش عليا يا قلبي أنا كويسسسسس.

قطع كلامه ما إن رأى وجنتها متورمة قليلا

صمت قليلا ثم انحنى نحوها وهمس وهو يتحسس مكان صفعة الآخر لها

- مين اللي ضربك

- عمر، ما إن نطقتها بصوت يغلبه البكاء حتى كاد أن يتخطاها إلا أنها  احتبسته ومنعته من الحراك ما إن احتضنته وهي تقول بنفس نبرة صوته الخافتة

- عشاااااان خاطر مرمر حبيبتك، بلاش تعقد الأمور

أكتر ماهي متعقدة، خلينا نطلع من هنا الأول.

- طيب، قالها بابتسامة واسعة وهو يبعدها عنه ويعطيها ليحيى الذي سحبها  نحوه ليذهب ياسين وجلس أمام الضابط ليبدأ الاستجواب الذي دام أكثر من  ساعتين

وبمهارة شاهين استطاع إخلاء سبيل أخيه بضمان محل اقامته لعدم وجود أي دليل  على خطف ياسين لميرال وخاصة عندما أدلت بإفادتها رسميا و نفت تهمة الخطف  عنه وقالت بأنها ذهبت معه بمحض إرادتها

وهنا صرخ عمر بعدم فهم: أزاي مافيش دليل ده كان كل الحضور شاهدين على اللي حصل.

شاهين باستفزاز وجبروت لا ينتهي لأولاد اللداغ

- مافيش حد نطق بحرف من اللي بتقوله ده بالعكس كلهم قالوا انها لما شافت  جوزها السابق غيرت رأيها ورجعتله بإرادتها وبعدين دي خطوبتكم تمت بعد  الطلاق بأسبوع بس يعني هي لسه بالعدة، يعني الغلط منه هو

عمر باعتراض: عدة ايه!، دي بقالها مطلقة أكتر من خمس سنين

- اثبت،! همس بها يحيى له مما جعله يجن حرفيا وهو ينظر لهم ثم استأذن من الضابط وخرج. بعدما قال لياسين بهمس.

- مش هسيبك تتهنى فيها

وهنا نهض شاهين وهو يغلق أزرار سترته الرسمية وقال: نستأذن احنا

- اتفضلوا

خرجوا من مكتب التحقيقات ليقول ياسين بغل

- عمر ده عايز يبقى بالمخازن خلال ساعة بالكتير

ضحك يحيى بمشاكسة ليبتسم شاهين بهدوء ليقول الآخر: هتلاقيه زمانه متلقح بالمخازن هو الهجين هيخليها تفوت كده بردو

شهقت ميرال بفزع وقالت: هتعمل فيه إيه...

ياسين باستفسار: مالك خايفة كدة ليه ياقلبي.

- رد عليا هتعمل في إيه، ما إن قالتها بإصرار أكتر

رد عليها ياسين بغيرة: اوعي تقولي كل الخوف ده عليه

ميرال بتأكيد: طبعا، لأني عارفة اللي يقع بإيدكم بيحصله إيه

مسك فكها بحرقة قلب وقال بعصبية وصوت عالي نسبيا: ضربك، وكان عايز ياخدك مني، وعايزاني أسكت ازاي.

- ياسين بالراحة احنا لساتنا بالقسم، ما إن قالها يحيى حتى تنهد الآخر  واحتضنها تحت جناحه وخرج بها من المركز بسرعة ليتخلص من نظرات الجميع لها  ليتبعهم البقية

ليقول يحيى لشاهين: تفتكر إن ياسين هيعمل ب عمر إيه؟

شاهين بتخمين بسيط

- اقل حاجة يعمل من فخاده شاورمة...

رفع حاجبه وقال: والله يستاهل يدعي ربه تيجي على كدة بس، ده لو كان عايز يحفر قبره بإيده ماكنش عمل كدة.

- هو غلط لما لعب مع ياسين، ما إن قالها شاهين حتى أكد على ذلك

- غلط جدااااا، شكلنا هنشوف حاجة عنب من الآخر

- والله هو اللي جابه لنفسه يشرب بقى

قالها شاهين وهو يصعد سيارته ليلتفت الآخر وصعد الى جانبه وقبل أن ينطلق  نحو المخازن حتى نظر لياسين الذي كان يجلس بالخلف مع زوجته ليغمز له بمغزى  ليرد الآخر له الغمزة بنفس المغزى، ليومأ له وانطلق بسرعة نحو اااااااء.

51=رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل الحادي والخمسون والأخير

توقفت سيارة الهجين أمام المخازن الصحراوية الموجودة لشركاتهم على طريق أسكندرية

وما إن نزلوا منها حتى أمسكت ميرال يد زوجها عندما وجدته يهم أيضا بالنزول معهم لتنظر حولها بخوف وهي تقول بترقب

- سايبني ورايح على فين...

- أجيب حق خدك الحلو ده، قالها وهو يتحسس وجنتها لتحرك رأسها بنفي سريع وهي تقول.

- لأ مش عايزة، بالله عليك يا ياسين بلاش تئذيه ولا تكسره حتى أنا عارفة إيدك تقيله قد ايه، عشان خاطري، لو بتحبني صحيح سيبه

ليرد عليها برفعة حاجب و عدم رضا لما سمع منها

- ما أنا هسيبه حاضر وهعمل اللي أنتي عايزاه، بس قبلها أنا عايز حق مراتي منه يا مرمر وهجيبه...

ميرال وهي تتمسك بذراعه: طب خدني معاك...

- تؤ، قالها باستفزاز وهو يغمزها ثم أبعد يدها عنه ونزل ليغلق عليها  الأبواب الكترونيا ثم التفت ودخل الى المخزن خلف البقية غير آبه لندائها  عليه وضرباتها على النافذة

زادت ابتسامة ياسين مكرا وخبثا عندما وجد غريمه ملقى على الأرض ليبدأ برفع  أكمام قميصه الى المرفق وما إن وصله وقبل أن ينطق بحرف انحنى نحوه بخفة  وقبض على مقدمة ثيابه ليجبره على الأستقامة بشراسة.

ليعالجه بكف رجولي ما إن استقام أمامه بالفعل مما جعله يرتد مرة أخرى  الى وضعه السابق ويفترش الأرض وهو يتأوه بخفوت ليعاود بسحبه للمرة الثانية  وكرر نفس الشئ وقام بصفعه ولكن هذه المرة بشكل أكبر وقبل أن يسقط وضع يده  خلف عنقه وأنزله بقوة للأسفل ليرفع ركبته للأعلى بنفس الوقت لتنصدم بأنفه  بحركة عنيفة.

جعلت يحيى يطلع صفير إعجاب وهو يكرمش وجهه بوجع بشكل لا إرادي وهو يقول  لشاهين الذي كان يقف إلى جانبه يكتف ساعديه أمام صدره و يتابع ما يحصل  بهدوء

- إيه رأيك ياهجين؟!

- رأيي إن ياسين بيهزر، ما إن قالها حتى ذهل الآخر منه وقال

- كل ده وبيهزر، ده بيلاعبه وكأنه كيس ملاكمة، ااااخ شفت الحركة دي، ده بيضرب

ولا يبالي

أومأ له شاهين برأسه ثم قال بنبرة ذات مغزى

- ومن امتى ياسين بيضرب كدة،؟

أغلق يحيى عينيه قليلا بتركيز: تصدق صح، ياسين مع كل ضربة لازم يكون في  كسر قصادها، بس دلوقتي ماسمعناش ولا صوت عظمة للتاني، ده معناه إنه بيلاعبه  فعلا...

- مش قولتلك، قالها وهو يفرد ذراعيه ليضع كفيه بجيب بنطاله ما إن وجد  ياسين يلفظ الآخر من بين يديه بعدما طبق عليه كل الحركات الرياضية التي  يعرفها والتي لا يعرفها وجعله بالكاد يتنفس ليقول لحودة الذي كان يقف يراقب  بصمت بأن يجعله يمضي على بعض الأوراق ليضمن عدم إزعاجه لهم مرة أخرى،  اوراق كفيلة أن تجعله هو وعائلته كلها بخبر كان...

وعندما انتهى من ما يريد منه حتى تركهم وخرج لتلك التي كانت كاللبوة  المحبوسة داخل السيارة تريد أن تتحرر لتفتك به وهذا ما حصل بالفعل عندما  فتح الباب لها حتى وجدها تريد النزول إلا أنه دفعها بخفة للخلف وصعد الى  جوارها لتنهال عليه بالضرب بقبضتها وهي تقول بغضب ممزوج بنزعاج

- عملت في إيه أكيد موته صح أاااكيد.

وما كان رد فعل ياسين عليها سوا أنه حبسها وقيد حركتها ما إن حاوطها بذراعيه بقوة وجعلها تلتصق بصدره وهو يقول باستفزاز

- هششششش اهدي. أموته ده إيه ليه شايفاني مجرم

حركت رأسها لتبعد عن نظرها خصلاتها المتمردة التي غطت وجهها لتقول بعدها: شايفاك أسوأ بكتير

تمعن بجمالها قليلا ثم داعب أرنبة أنفها بخاصته وهو يقول: وطالما أنا كدة بتحبيني ليه.

أبعدت ميرال نفسها عنه قليلا بزعل وقالت- مش بإيدي، لو كنت أعرف إنك كدة ماكنتش حبيتك

- وأديكي عرفتي، حبيني بعيوبي قبل مميزاتي بقى...

ما إن قالها بجبروت وغرور حتى نظرت له من طرف عينيها وهي تقول

- ليه هو أنت عندك مميزات

ياسين بابتسامة عاشق- طبعااا أنتي، يانصي الأبيض

ميرال بقلق جاد: مش وقت الكلام ده قولي عملت ب عمر ايه

ياسين بتذمر وغيرة

- يوووووووه، ماتجيبيش سيرته.

- حاضر بس طمني عليه الأول، ما إن قالتها بجدية حتى قبض على عضدها بنفعال وقال

- أطمنك عليه ده إيه، ماتتعدلي ياميرال هو أنتي مش بتسمعي بتقولي ايه، قال طمني عنه قال بلاش تخليني أنزل أدفنه بإيدي دلوقتي

- يعني هو لسه عايش

- يهمك أوي كدة، ما إن قالها وكادت أن ترد بتأكيد إلا أنها لاحظت نيران  الغيرة تندلع من مقلتيه بشدة أكبر وكأنه يكبت غضبه ليسمع ردها فقط لينهي  حياة الآخر دون رفة عين.

لتتوتر قليلا من نظراته الحارقة لها وهي تقول

- مش بيهمني أكيد بس أنا باحس بتأنيب الضمير مش أكتر

ياسين بنزعاج: لا اطمني وريحي ضميرك، هو تمام مافيهوش كسر وده عشان خاطرك عندي بس ولا أنا عمري عملتها مع حد...

- طب هو فين دلوقتي، ما إن نطقت بكلماتها هذا حتى صرخ بها بغيظ ممزوج بغيرة قاتلة

- ما خلصنا بقى يامرمر بلاش تخلي عفاريت الجن والإنس تتنطط قصادي وأطلعلك جناني اللي على حق وأنتي مش قده.

- لالا خلاص، ما إن قالتها بخوف حتى ابتسم بتلقائية عليها ليسحبها لصدره  مرة أخرى وأخذ يعتصرها بقوة إلا أن قربه منها لم يدوم طويلا عندما وجد  أبواب السيارة الأمامية تنفتح ليصعد كل من شاهين ويحيى الذي قال له بعدما  استدار له بجذعه العلوي

- و دلوقتي هنصلح اللي هببته امبارح عشان نخلص بقى من الدوشة دي

ياسين بترقب: ازاي؟!

- سعد الجندي، قالها شاهين وهو ينظر له من خلال المرآة ليفتح ياسين عينيه وهو يقول.

- بتهزر صح، أوعى تقول أنه اللي في بالي

- هو اللي في بالك، هنروح نستسمح الراجل...

ده حقه علينا والا ايه، قال الأخيرة وهو يغمزه ويؤشر للتي بجانبه ما إن وجده سيرفض

تنهد ياسين ثم التفت لميرال التي كانت تنظر له بعمق وكأنها تريد قراءته ليهمس لها

- أنتي شايفة إيه.

ردت عليه بنفس همسه وهي تبادله النظرات بترجي: شايفة إن ده الصح، أنا  عايزة أعيش معاك براحة بال، أنا تعبت من المشاكل، عايزة أرتاح ومش هرتاح  إلا لما بابايا يرضى عن جوازنا بطيب خاطر

- يعني!

قاطعته بإصرار: يعني بلاش مكابرة واسمع منهم

أبعد نظره عنها و زفر أنفاسه بقوة ثم قال لأخيه: ماااااشي، أتفضل

- ومالك بتتنك عليا كدة ليه، ما إن قالها شاهين برفعة حاجب وعدم رضا حتى رد عليه باختناق.

- وحياة عيالك ياشيخ سبني في حالي كفاية أوي الحفلة اللي هتتعمل عليا لما نوصل

أبتسم شاهين بتشفي وقال: تستاهل آدي آخرة تهورك أنت انعديت من يحيى ولا إيه

اعتدل يحيى بمكانه باستغراب

- إيه ده إيه ده، ماله يحيى...

شاهين وهو ينظر للطريق

- مالوش بس متهور حبتين

ليكمل عنه ياسين وهو يشدد من احتضانه لعشقه

- قول تلاته أربعة عشرة، مين يصدق إن ده أخو القمر الهادي والراسي اللي قاعد جنبي.

- طب كويس فاكر إني أخوها. ما إن قالها بغيرة أخ وهو يلتفت لهم حتى  انفجروا بالضحك عليه ف الآخر يكاد أن يتميز غيظا منه فهو حقا يغار على أخته

مرت عليهم عشر دقايق من الضحك والمشاكسة ولكن سرعان ما صمتوا عندما توقفت عجلات السيارة أمام مدخل العمارة السكنية.

وما إن نزل شاهين ويليه الآخر حتى ضغطت ميرال على ذراعه التي كانت  تحتضنها بيدها لتجعله ينظر لها لتذبل أهدابها له بتوسل بأن لا يرفض النزول  فهو كان ينوي تأجيل الأمر وعلى مايبدو بأنها قرأت أفكاره

وهذا ما جعل ياسين لوى فمه بضجر وأخذ يغمغم بخفوت: ده أبوكي غتت

- ياسين احترم نفسك كله إلا بابا، قالتها وهي تضربه بقبضتها على كتفه ليضحك عليها وهو يقول بذهول

- ودانك دول ولا ودان فيل، أنتي سمعتيني ازاي.

تجاهلت كلامه وقالت بتحفيز: يالا ننزل

- اممممممم، همهم بها بتفكير وعدم اقتناع لتحركه بضجر وهي تقول

- هااااا

- عشان خاطرك، أنزل ياقمر، ما إن قالها وهو يلتفت بوجهه لها حتى قبل جبينها بحب عندما وجدها تبتسم له بسعادة

انتفضوا معا ما إن طرق يحيى على النافذه بقوة وهو يقول بغيظ: ماتخلصونا بقى

- في حاجة،؟ قالها ياسين وهو يفتح الباب وينزل ليسحب ميرال تحت جناحه عندما نزلت هي الأخرى ليرد عليه يحيى بغيظ أكبر.

- مافيش حاجة اتفضل

غمزه ياسين بخبث ثم تركه وتوجه نحو مدخل العمارة ليلحق بالهجين أما يحيى ما  إن هم هو الآخر بالدخول إلا أنه لفت نظره حوده الذي كان يسند جسده على  مقدمة السيارة التي خلفهم مع الحرس، كان حرفيا شارد في اللا شيء

قطب يحيى جبينه باستغراب وفضول ثم ذهب نحوه وقال بعدما سند ساعده على كتف الآخر

- بالك مشغول بإيه،؟! أوعى تقولي الست الدكتورة هي اللي مدهوله حالتك وشغلاك بالشكل ده.

ابتسم حودة ونظر له بطرف عينيه وقال

- هو في غيرها

ابتعد يحيى قليلا عنه وقال باستغراب

- هي لسه زعلانة

سحب نفس عميق بضجر وقال: هو أنا لحقت أصالحها، ما أنا بقالي يومين محبوس هنا

- هو أنت مش قولت باباها وافق وهي وافقت

- ايوة، ما إن رد عليه بتأكيد حتى قال الآخر

- يبقى خلاص حدد معاد الفرح

حودة بصدمة: فرح إيه ده

- فرح الجيران، مالك ياحودة هيكون فرح إيه يعني. فرحك أنت

اشاح حودة بيده وهو يقول: مش لما أخطب الأول.

- خطوبة ايه لاااا احنا مش بتوع خطوبة احنا نخش ع الدخلة على طول

ضرب حوده كفيه ببعضها وهو يقول: بقوله البنت زعلانة ومش بترد عليا بقالي ساعة بحاول معاها ولا الهوا، يقولي فرح

وضع يده على كتفه وقال بخبث: اسمع مني بس، سيبك منها وكلم باباها واتفق إنك تعمل الفرح نهاية الأسبوع ده

حودة بتفكير: وهو هيرضى

- مش عايزين حاجة منه، الفرح علينا والشقة جاهز

وبكدة هتبقى ليك يا معلم

- لالالا ماينفعش أخذها كدة.

- شكلك مش عايزها عشان كدة بتتلكك

- لا طبعا عايزها بس بمزاجها

- مزاج إيه يا أبو مزاج أنت كدة عمرك ما هطولها ياض، البنات دول مش بيجوش  غير بالأمر الواقع هو احنا لو نستناهم هنخلل جنبهم وهما لسه بيفكروا...

كلم باباها دلوقتي واتفق معه وماتشيلش هم الفرح ده عليا هدية مني ليك

- بس كدة هتزعل أكتر

- ابقى صالحها ولا أنت متعرفش تصالح، قالها وهو يغمزه بمشاكسة ليضحك حودة عليه مما جعل الآخر يكمل كلامه بتأكيد...

أيوه كدة اضحك وخدها من فك الأسد ولا أنت ناوي تستنى خمس سنين تانيين بلاش تخيب خيبتنا

حودة بفزع: لا خمس سنين إيه أنا جبت آخري، تصدق أنت صح، أنا هتجوزها نهاية الأسبوع ده ويا أنا يا هي

- أيوة كدة ياوحش، وربنا يقدرنا على فعل الخير

قالها وأخذ يضحك وهو يصعد خلف البقية بعدما وجد الآخر أخرج هاتفه لينفذ فكرته.

في الأعلى رن جرس الباب أكثر من مرة لتتوجه نحو الباب داليا وهي تمسح  يدها المبللة بالمنشفه وما إن فتحته حتى صرخت بفرحة عندما وجدت ابنتها  أمامها التي سرعان ما رمت نفسها بأحضانها بلهفة لتقبلها داليا بحب كبير ثم  أبعدتها عنها وأخذت تنظر لها وهي لا تصدق بأن ميرال أمامها الآن

- حبيبتي طمنيني عنك أنتي كويسة.

- أيوة كويسة يا قلبي أنتي، ما إن قالتها حتى ابتعدت عنها وركضت لوالدها  الذي خرج للتو من غرفته على أصواتهم ليستقبلها بذراعين مفتوحتين ثم حاوطها  بقوة و حنان يكفي العالم بأسره ليقبل رأسها عدة مرات ثم أبعدها عنه قليلا  ليلفت نظره ثيابها فقد كانت ترتدي فستان الخطوبة وعليه سترة رجالية الخاصة  بيحيى ليلتفت لسيلين وهو يقول لها

- خدي أختك خليها تغير هدومها وترتاح.

أومأت له سيلين بصمت وتحركت نحو أختها التي احتضنتها هي الأخرى ثم أخذتها معها للداخل ليقول ياسين بتدخل وهو مذهول

- ترتاح ده إيه احنا هنمشي

تجاهلت سيلين كلامه ودخلت مع أختها الغرفة لتلحق بهم داليا بسرعة وأغلقت الباب عليهم

وهنا ابتسم سعد قليلا وهو ينظر للأرض ثم رفع نظره له وتقدم نحوهم وهو يقول

- لو عايز تمشي، امشي لوحدك

ياسين بذهول: أمشي لوحدي إيه! وميرال،؟

- مالكش حاجة عندي، ما إن قالها سعد وهو يجلس على الأريكة و واضعا ساقا على الأخرى حتى انفجر ياسين بوجهه وهو يقول بنفعال

- ماليش ايه دي مراتي

سعد بحدة نوعا ما: ودي بنتي، وأنت سرقتها مني

كاد أن يصرخ إلا أنه صمت وتريث قليلا وقال بعدما رمقه شاهين بنظرة ذات  مغزى: بص أنا عارف إن الطريقة كانت غلط بس أنا بحبها ومقدرتش أشوفها بتروح  لغيري وأسكت، وأنت عارف ميرال دماغها ناشفة قد إيه.

سعد بجمود: مهما كانت أسبابك. أنا مقدرش أسلمك بنتي كدة.

صك ياسين على أسنانه وقال من بينهم

- يعني ايه؟!

رد عليه سعد بحدة: يعني عايز أشوف بناتي بالفستان الابيض زيي، زي اي أب،  خدها صح مني ولو لمرة واحدة زي أي راجل، ولاااا أنتم ماتعرفوش تعملوا كدة.

عم الهدوء ع المكان بسبب كلمات سعد الحادة والتي طعنتهم بالمقتل حتى  يحيى الذي دخل للتو عليهم توقف بمكانه ما إن سمع كلامه ليشرد قليلا فهو  أيضا لم يرى غلاته بهذا الفستان، بالتأكيد هذا الشيء مقدس عند كل فتاة وهو  حرمه عليها.

نظر ياسين لشاهين الذي كان حاله لا يقل عنه ليكمل سعد كلامه بجدية-  والكلام مش بس ليك، لأ للإتنين التانيين كمان. يعني حتى غالية أنا بعتبرها  بنتي ومش هديها ليحيى إلا لما يعملها فرح لأن أنا عرفت ظروف جوازه ماكنتش  أحسن منكم

تدخل يحيى بفزع وهو يقول- لا بالله عليك ياخال أنا حفيت لغاية ماخلتها ترضى عني تيجي أنت دلوقتي تقلب باللي فات ليه

- في إيه هو أنت مش عايزها.

- مش عايزها ده إيه، دي حبيبتي وأم ابني، ما إن قالها حتى رد عليه سعد ببرود

- وماله ده حقك بس اعملها فرح الأول وخدها. غير كده مش هطول ظفرها

شاهين بتدخل وهو يقول: أيوة بس ماينفعش فرح بعد ما خلفنا هو احنا بأوروبا

سعد بلا مبالاة- والله دي مشكلتكم!

يحيى بتأكيد لكلام الآخر: طب خلي ياسين بس و احنا اعفينا وزي ما قال شاهين مش هينفع خالص بعد ما خلفنا

صمت سعد بتفكير قليلا ثم قال: طيب ماشي نمشيها ياسين بس...

ليقول يحيى بتفائل وسعادة: حلوووو كدة بصوا بقى الخميس اللي جاي فرح حودة إيه رأيكم نعمل معه فرح ياسين، هااا قولتوا ايه

- أنا موافق طبعا ما إن قالها ياسين حتى ربت سعد على فخذه بيده ونهض من مكانه بهمه وهو يقول

- ماشي ولغاية الوقت ده مش عايز أشوف وش واحد منكم قصادي

- نعممممممم، قالوها الثلاثة معا بصدمة

رفع سعد حاجبه وقال: في ايه مالكم، ده اللي عندي يالا اتفضلوا.

كاد ياسين أن يعترض إلا أنه توقف عندما وضع شاهين يده على كتفه وهمس له

- اخرس خالص وبلاش تبوظ الدنيا واحمد ربك أنها

جت على كدة، ده أنت خطفت بنته قصاده وكتبت عليها بالمسدس، يعني تنفذ اللي طلبه من سكات

ياسين بتذمر: أيوة بس أسبوع كتير اتحرم منها هو أنا لحقت أتهنى بيها

شاهين باختناق منه- أومال أنا ويحيى نقول ايه اتعاقبنا معاك

لوى ياسين فمه بضجر ثم قال بابتسامة مصطنعة لسعد الذي كان ينظر له بعدم رضا.

- ماشي ياعمي أنا هعملها أحلى فرح بمصر كلها وكل طلباتها مجابة، في حاجة تانية

- لاء، وزي ما قولتلك مش عايز أشوف خلقة حد فيكم ليوم الفرح، و دلوقتي  اتفضلواابتسم الثلاثة له بإصفرار ثم تحركوا وخرجوا وهم على وشك الإنفجار  لينزلو الدرج وهم يتأفأفون بعدما أغلق باب الشقة بوجههم دون أدنى مجاملة

ليجدوا حودة يقترب من يحيى ما إن وصلوا لبوابة العمارة الخارجية وهو يقول

- أنا كلمت باباها وقالي خلي الفرح كمان شهر.

- شهر اااايه لااااااء هو أسبوع مافيش غيره، الخميس فرحنا يعني الخميس، قالها ياسين

بضيق ثم توجه للسيارة لينظر حودة باستغراب ليحيى الذي قال له بتوضيح

- ماتستغربش أصله اتفق مع سعد الجندي أنه يعمل فرحه معاك يوم الخميس، وحكم علينا المفتري مش عايز يشوفنا ليوم الفرح

- طب أعمل إيه باباها مش موافق

ليقول شاهين بابتسامة عابثة: هنخليه يوافق

حودة بتفكير- تقدر تقنعه

شاهين بابتسامة جانبية: عيب عليك.

يحيى بحماس: حلوووو طالما الهجين هيتصرف يبقى كله تمام يالا بينا

حودة بعدم فهم: على فين؟!

شاهين يحرك عنقه ليطرقع عظام رقبته وهو يقول- نروح القاهرة ونخطبها ونحدد الفرح وش لوش الحاجات دي ماينفعش بالتلفون

- تصدق صح يا له بينا يلا

قالها يحيى بتأكيد وهو يربت على ظهر حودة ثم تركه وذهب ليتحرك هو الآخر  بسرعة نحو سيارة الحرس وانطلق بها خلفهم ما إن تحرك الهجين بسيارته.

في الأعلى عند سعد ما إن طرد أولاد اللداغ و أغلق الباب بوجههم حتى  التفت ليرى أمامه أم غالية بكرسيها المتحرك عند باب المطبخ وعلى ما يبدو  بأنها قد سمعت كلامهم كله، ليقترب منها ببطء وما إن وصل عندها و وقف أمامها  قال

- ايه رأيك باللي عملته...

أومأت برأسها: هو ده الصح...

سعد بترقب: يعني ما ادايقتيش لأني منعت يحيى من أنه ياخدكم معه.

- لا بالعكس أنا فرحانه لأنك حابب تاخد بحق غالية وتعززها زي ما أنت  عايز حق بناتك وتعززهم، ودي أول مرة تحصل من يوم موت باباها الله يرحمه  ماشفتش حد بيدافع ليها غيري عشان كدة تلاقيها ساعات شرانية وعدوانية

لأنها تعودت تجيب حقها بنفسها زي ما أنت شايف لا أب ولا أخ ولا حتى أمها  تقدر تعملها حاجة بعجزها ده، أنا بحس إني بقيت بزيد تعبها بهمي ده.

قالت الأخيرة وهي تضرب الكرسي براحتها بخفه ليرد عليها سعد بهدوء.

- ماتقوليش كدة، يمكن تشوفي إنك عاجزة بس اللي متعرفيهوش إن غالية  بتستمد طاقتها منك، أنتي الحضن اللي لما تتعب بتترمي فيه. أنتي نعمة كبيرة  بحياتها، ربنا مايحرمها منك ولا يحرمك منها، عن إذنك

قال الأخيرة ما إن لاحظ غالية تنظر لهم بحزن لينسحب من بينهم بهدوء وذهب نحو غرفته

لتبتسم الأم بحزن ما إن وجدت ابنتها تأتي نحوها لتنزل وتجلس أمامها لتمسك يديها وقالت

- ليه بتقولي كدة.

- سمعتي كلامي، ما إن قالتها حتى حركت غالية رأسها بنعم وقالت بتنهيدة

- أيوة وياريتني ماسمعته...

- ليه بتقولي كدة ماهي دي الحقيقة، أنتي بتتعبي معايا أكتر من ما بتتعبي مع  ابنك. وبعدين أنا بقيت بتكسف وأنا هنا، رجعيني لبيتي وعيشي أنتي مع عيلتك  براحة بال

غالية بانفعال: بيت إيه اللي ترجعيله، عايزة ترجعي عند تحية وخليل من تاني، وبعدين عيلة ايه اللي عايزاني أعيش معاهم من غيرك...

ده أنتي عيلتي، حتى يحيى برغم عيوبه كلها إلا أنه بيموت فيكي وبيقولك يا أمي وبلال متعلق فيكي أكتر مني، أنتي ليه عايزة تزعلينا...

- أنا أزعلكم؟!

غالية بتأكيد وعينيها امتلأت بالدموع

- طبعا تزعلينا لما تفكري إنك تقل عليا، طبعا تزعليني أنا بالذات لما أشوفك مش مرتاحة معانا

ده معناه إني فشلت إني آخد بالي منك زي ما أنتي خدتي بالك مني طول السنين دي...

مامااااا عشان خاطري لو بتحبيني بجد بلاش تفتحي السيرة دي ويمين بعظيم  لو قولتي كلامك ده تاني أنا بنفسي هرجعك لبيتك عند تحيه بس وقتها مش هترجعي  لوحدك هرجع معاكي بعد ما هاطلق من يحيى وأرميله ابنه و وقتها هفضالك لأن  شكلي كدة قصرت معاكي جامد وانشغلت عنك

شهقت الأم وهي تقول بعصبية: تفي من بقك يابت تطلقي ده إيه وترمي مين ده انا اللي هرميكي بمية جزمة لو عملتيها.

نظرت لها غالية بقوة وقالت: هعملها، أنا مجنونة واعملها، وأنتي أعرف  الناس بجنون بنتك، ف خلينا عايشين بما يرضي الله يا أمي وبلاش تخلوني أقلب  عليكم وأنتم مش قدي

- أنتي بتهدديني يابت بطني

- آااااه

- جاتك أوه، غوري من وشي، روحي شوفي ابنك

- أنا مش عايزة أروح أشوف ابني هو أصلا بيلعب مع سيلا وسعد جوا. أنا عايزة آخد حضن كبير منك.

قالت الأخيرة وأحتضنتها بقوة وهي تدفن نفسها فيها لتبتسم بسعادة كبيرة  ما إن وجدت والدتها بادلتها الحضن وأخذت تملس على حجابها وهي تدعي لها  بالسعادة وراحة البال

في الداخل عند داليا التي ما إن دخلت الغرفة خلف بناتها حتى سحبتها ميرال من رسغها وضمتها بحب أم وهي حتى الآن لا تصدق بأنها امامها

- طمنيني عنك يا قلب أمك أنتي

ميرال ببتسامة: أنا كويسة يا حبيبتي

داليا وهي تتفحصها: هو أذاكي، عملك إيه.

مسكت إيدها وضحكت ثم قالت بتوضيح

- ماما ياسين بيحبني مستحيل يأذيني

سيلين وهي تنظر لها بنص عين: وطالما عارفة ده ليه خضعتي لتهديده مع أنه مش هيئذيكي حتى لو رفضتي

ميرال بتوتر- هااا

سيلين بخبث: هااا ايه يا حلوة اعترفي اعترفي إنك بتحبيه

ميرال بضيق مصطنع وهي تضربها: سيلين بطلي رخامة أنا مصدعة

سيلين بمشاكسة: أيووووه كملي الأسطوانة و قولي إنك مصدعة وعايزة ترتاحي.

ميرال بتأكيد: فعلا أنا عايزة أرتاح يا أم لسانين وأنا بقول سيلا طالعة لمين وااااء

قاطعتها داليا وهي تسألها: بتحبيه

ميرال بتهرب: ماما أنتي هتعومي على عومها

داليا بإصرار- بصي بعنيا وقوليلي وطمنيني عليكي أنتي بتحبيه صح، وافقتي عليه من قلبك مش تحت تهديد

- مامااا!

داليا بحدة: ردي عليا يابت أنتي ومن غير لف ودوران أنتي لسه بتحبيه ومبسوطة من اللي حصل.

ميرال بتوتر ممزوج بخجل: بصراحة، أيوة لسه بحبه ومبسوطة أوي من اللي عمله

- الحمدلله، دلوقتي بس اطمن قلبي عليكي، قالتها داليا وهي تحتضنها بقوة  لتأتي سيلين بسرعة وتحتضنهم معا. ليكون هذا أجمل حضن ثلاثي جمع بين البنات و  الأم التي ربتهم وحبتهم بروحها قبل قلبها

فكت سيلين هذه الأصرة الذهبية ثلاثية الأبعاد وابتعدت عنهم عندما رن هاتفها  وما كان المتصل سوا ياسين لتعطي الهاتف لميرال فهو بالتأكيد يريدها هي...

لتأخذه منها الأخرى وما إن ردت عليه حتى انفجر بوجهها

- شفتي أبوكي عمل إيه

لتقول ميرال بترقب وهي تبتعد عنه

- لاء معرفتش هو حصل إيه

- قال إيه مش هيرضى آخدك ولا أشوفك غير لما أعملك فرح

- هو قالك كدة، ما إن قالتها باستفسار حتى أومأت لوالدتها برأسها عندما  أشارت لها بأنها ستخرج وما إن أشارت لسيلين أيضا أن تخرج معها إلا أن  الأخرى أبت ذلك وأصرت على البقاء.

كادت ميرال أن تدفعها للخارج لكي تبقى وحدها إلا أنها لغت الفكرة عندما جاءها صوت ياسين الذي كان يغلي كالبركان من الغضب

- أيوة تخيلي

تجاهلت ميرال وجود سيلين وقالت: وأنت مدايق ليه ما تعملي فرح ولا هو كتير عليا

- كتير إيه أنتي كمان أنا أديكي عمري كله مش بس أعملك فرح بس وأنتي معايا  مش بعيدة عني، ده أنا هتجنن عليكي. بس عشان خاطرك هستحمل الخمس أيام دول مع  أنه صعب عليا.

ميرال باستغراب: خمس أيام، ليه هو أنت ناوي تعمل الفرح امتى

- الخميس اللي جاي، ما إن قالها حتى ردت عليه بانزعاج

- هو أنا هلحق أجهز نفسي امتى، لالا ماينفعش كدة خليها كمان أسبوعين أقل حاجة

- ميراااال مااااا تجننيش. تلحقي ولا لاء مافيش تأجيل لو السما انطبقت ع  الأرض، سااامعة مافيش تأااجيل، ما إن صرخ بكلماته هذه بعصبية حتى شحب وجهها  بخوف منه لتقول بخفوت

- حبيبي مش كدة هدي أعصابك.

تلاشى توتره وتشنجه من همسها هذا ليقول لها بنفس الهمس- بحبك

ابتسمت بخجل: وأنا كمان، يالااا سلام، ما إن ختمت كلامها حتى أنزلت الهاتف  عن أذنها وأنهت المكالمة ثم رمت هاتفها على السرير وأخذت تنظر لسيلين التي  كانت تتمعن بها مرة ثانية والأخرى حتى انفجرت بالضحك بصوت عالي لدرجة سعد  الذي بغرفته ابتسم بشكل تلقائي عندما وصله صوت قهقهتهم

بعد مرور خمس أيام...

مرت على أبطالنا بين المد والجزر وبين الشوق والحنين لبعضهم، فهم بهذه  المدة فرض سعد فعليا قوانين صارمة عليهم وخاصة ميرال التي منعها حتى من  محادثة ياسين عبر الهاتف الذي أخذ يحترق وينطفئ غيظا ولم يستطع حتى أن يرى  خيالها من بعيد خلال هذه المدة

وها هو أخيرا جاء اليوم الموعود.

في فيلا زينة كانت في غرفة المكتب وهي تنظر للمسدس الذي بداخل الخزانة  لتمد يدها له وتخرجه وأخذت تتفحصه قليلا ثم التفتت لفتحي و وضعته أمامه على  سطح المكتب وهي تقول بحقد

- دي فرصتنا، ياسين مشغول بفرحه ومش هيكون فاضي لينا

- أنتي بتخافي من شر ياسين لأنك شايفاه قبل كدة

بس أوعي تستخفي بالهجين وتحاولي تئذيه بأعز ما ليه

زينة بغل: سيلين لازم تموت...

فتحي برعب: نهارك أسود هو أنتي مفكرة لو ماتت هيبصلك ده لو سابك عايشة أصلا

- لاء مش هيبصلي بس أقلها أكون حرقت قلبه عليها

سنين عمري كلها وأنا بجري وراه، ربيته وكبرته وشفته بيكبر قصادي وأنا نفسي فيه، من لما كان عنده 17 سنة وأنا بحاول معاه...

ده ااااايه الجبروت اللي هو في ده، أنا مش فاهمة، بقى أاانا زينة أجدعها  راجل مايقدرش يقاومني إلا هو مسح بكرامتي الأرض، كل واحد يشوفني بيريل  عليا ويتمنى رضايا إلا هوووو بيستحقرني، بيشمئز من لمستي...

استحملت كل حاجة منه وتقبلت كل حاجة إلا أنه يحب، عارف يعني إيه يحب،  يعني كل حاجة أنا كنت عايزاها وباتمناها بقت لغيري وقصاد عيني، وعايزني  أسكت طب ازاي وأنا نار قايدة فيا، عايزة أنتقم منه بأي شكل ومنها هي بالذات  مش عايزاها تتهنى فيه، عايز أموتها وهموتها

فتحي بتساؤل وفضول: عايزة تموتيها ازاي بقى

- أنت اللي هتعمل كدة، ما إن قالتها حتى انتفض بفزع من مكانه وهو يقول.

- أنا ااايه، اااايه، أنا ولا أعرفك، أنا آخري معاكي شغل، حركات خارجة  عن القانون ماشي، سرير مايضرش، بس ألعب بعداد عمري وآجي جنب ولاد اللداغ ده  اللي مش هيحصل ابدا، سامعة أبدا، عايزة تموتيها موتيها بس بإيدك أنتي أنا  ماليش دعوة، أنا مش مستغني عن عمري

ختم كلامه وتركها وخرج من غرفة المكتب ومن الفيلا بأكملها مما جعل زينة تضرب سطح المكتب بيدها عدة مرات وهي تصرخ بغضب ثم قالت بتوعد.

- هقتلها يعني هقتلها وبإيدي، والليلة آخر ليلة ليها

صمتت وأخذت تنهج بأنفاس عالية منفعلة وهي تنظر بإصرار إلى نقطة وهمية في اللا شيء

مساء في قاعة أعراس مكشوفة عبارة عن حديقة كبيرة واسعة مزينة بأرقى وأجمل التجهيزات وكل شيء كان على أكمل ما يكون

كانت تركض سيلا بفستانها الأبيض المنفوش وهي تضحك بشقاوتها المعتاده لتتوقف  بعد مدة وأخذت تتنفس بصعوبة ليقف إلى جانبها بلال وهو يقول

- إيه تعبتي.

حركت رأسها بنعم وقالت: أيوة

- طب تعالي، قالها وهو يمسك يدها وأخذها لأحد المقاعد وما إن جعلها تجلس  عليه حتى ذهب وأتى لها بكأس من الماء و جعلها تتجرعه بيده وما إن انتهت حتى  أخرج منديل ورقي من جيب بنطاله وأخذ يمسح فمها بهدوء ثم اقترب منها وقبل  وجنتها وقال

- عروستي طعمها حلو أوي

سيلا بندهاش وفرحة- أنا عروستك!

- أيوة، هاتي وحدة كمان بقى، قالها وهو يقبلها للمرة الثانية وما إن كاد  أن يقبلها للمرة الثالثة على التوالي حتى نظر الى الأرض بخوف عندما وجد  نفسه يرتفع عنها للأعلى من قبل شخص

وهذا الشخص لم يكون سوا شاهين اللداغ الذي حمله من الخلف وهو يقول بغيظ مضحك

- وبعدين معاك يا ابن يحيى

هو أنا مش قولتلك أوعى تبوس بنتي تاني

نظر له بلال ببراءة: قولت ياعمو

كز على أسنانه وقال: وطالما أنا قولت...

أنت بتبسوها ليه بقى؟ هااااا

بلال بتلقائية: لأن طعمها حلو

- يحيى! تعالى خد ابنك من وشي، ما إن صرخ بها حتى جاءه يحيى والتقط ابنه من بين يد الآخر بسرعة وأخذ يقبله وهو يضمه ثم نظر له وقال

- إلا قولي ياوحش عملت إيه عشان خليت عمك مولع كده، قولي عملت ايه وفرحني

- بوست عروستي سيلا، ما إن قالها بعفوية حتى فتح شاهين عينيه على وسعهما بصدمة وهو يقول بستفسار

- عروسة ايه يالااااا.

نظر له بلال وقال: عروستي سيلا ياعمو. أنا بحبها

يحيى بفخر وسعادة: ااااالله أكبر، جينات اللداغ طلعت شغالة بدري عند ولي  العهد، ابني يا ناس بيحب وهو يادوب خمس سنين أومال لما يدخل الجامعة هيعمل  إيه، هو صح احنا بعصر السرعة بس مش لدرجادي يا حبيبي أنت كدة هتجيب ضرب  لأبوك

صرخ به شاهين وقال: غوروا من وشي جاتك داهية بتربيتك السودة.

- تعالى نمشي يالي جايبلي الكلام، قالها وهو يبتعد عنه بضحك ليقول بلال بحزن: بس أنا عايز ألعب مع سيلا وسعد

- عمك الرخم هياكلنا لو قربنا منها دلوقتي لما تشوفه انشغل بالمعازيم خدها واجري اتفقنا

- اتفقنا، ما إن قالها بلال بحماس حتى اقتربت منهم غالية وهي تقول- ربنا  يستر من اتفقاتكم دي انا مش بطمن ليها، الأب وأبنه لما ينجمعوا بيخربوا  الدنيا.

ضحك يحيى لها وهو ينزل بلال الى الأرض والذي سرعان ما ركض نحو سعد الصغير ليلعب معه

اقترب يحيى من غلاته وأخذ ينظر لها بإعجاب فهي كانت ترتدي فستان محتشم جدا باللون الأوف وايت

مع حجاب ومكياج رقيق

- هو القمر نزل عندي وأنا معرفش

غالية بدلال: حلوووو يعني؟!

يحيى بصدق: وأنتي بأسوأ حالاتك بشوفك أحلى وحدة فما بالك دلوقتي- كلامك ده بيدل إنك بتحبني

- بيدل؟ هو أنتي عندك شك

- لاء بس ده دليل قوي عارف ليه.

- ليه يا غلا الروح

- لأن اللي بيحب حد بجد فعلا بيشوفه أحلى حاجة

- أنتي مش بس حلوة أنتي من برا ومن جوا كمان يا نعمة ربي ليه، قالها وهو  يبتسم لها بهيام عاشق ولهان لتبادله نظرات لا تقل عنه لتقترب منه خطوة  لتكون شبه ملتصقه به لتهمس له

- احنا أربعة صح، أنا وأنت وبلال وماما

يحيى بستغراب: أيوة، فيه حاجة

- لاء مافيش بس حبيت أقولك بعد سبع شهور هنبقى.

خمسة، ختمت كلامها وهي تبتعد عنه وتلتفت لتهرب منه قبل أن يستوعب ما سمع  حركة شقية منها إلا أن الآخر كان أسرع منها ليمسكها من مرفقه وجعلها تعود  لوضعها السابق وهو يقول

- تعالي هنا، أنتي قولتي ااايه، خمسة

يعني ااااء

قاطعته وهي تفجر مفاجئتها له: أنا حامل

رفع حاجبيه وأخذ ينظر حوله للحضور ثم عاد بنظره لها وقال بغيظ: يعني أنا لو دلوقتي رزعتك ببوسة قصادهم هتزعلي صح

غالية وهي تفتح له عينيها بتحذير وتقول.

- بوسة ايه يا مجنون

- طالما أنا مجنون، خليني أوريكي الجنون، ختم كلامه وهو يخلل أنامله بخاصتها وسحبها خلفه نحو

كراج السيارات وما إن وصله حتى ذهب عند مقبس الكهرباء فيها لينزل السكين  للأسفل بعدما دفعها للحائط ليعم الظلام بالمكان كله ومع هذه اللحظة

اقتنص ثغرها بقبله قاتله قوية شغوفة جعل بها أعصابها تنهار وهنا أخذت تبادله بحب لا يقل عنه.

دقايق معدودة مرت عليهم بسحر لا يوصف ليبتعد عنها وأخذها بسرعة خلف إحدى  السيارت العالية ليختبئ خلفها ما إن وجد رجالهم يقتربون من المكان ليرفعوا  سكين الكهرباء ليعم الضوء بالمكان مرة أخرى.

وما إن ابتعدوا حتى نظر لغلاته التي كانت تنظر له بعمق وقبل أن يتكلم  تفاجأ بها حرفيا عندما وجدها تلصق شفتيها به وأخذت تقبله هي هذه المرة  ليمسك وجهها بشوق وتولى عنها القيادة لا يعرفون كم مر من الوقت ثواني أم  دقائق ولكن كل ما يعرفونه بأنهم أصبحوا كليا لبعضهم البعض لا يستطيعون  العيش من دون الآخر

ابتعد عنها واحتضنها لا بل حطم عظامها حرفيا من شدة لهفته لها ليجدها تهمس له بسعادة لا توصف.

- نفسك المرادي بولد ولا بنت

- عايز تنين، عايز بنت شبهك تطلع عيني بشقاوتها و عايز أخ ل بلال، ف اللي ربي يرزقني فيه أنا راضي بيه

- بحبك يا يحيى، بموت فيك، قالتها وهي ترفع نفسها على رؤوس أقدامها لتقبل  فكه برقه ثم عادت لطولها الطبيعي وهي تحتضنه من صدره بابتسامة حالمة ثم  ابتعدت عنه وابتسمت له بخجل ممزوج بفرحة عندما انحنى وقبل ثغرها بسطحية ثم  عاد بها.

للحفلة التي أعلنت عن وصول العروسين ليقف حودة و ياسين على آخر الطريق باستعداد تام لاستقبالهم...

لحظات مرت عليهم بتوتر شديد

لتظهر ميرال أخيرا مع سعد الجندي وهنا توقف الزمان عند ياسين ما إن وجد  حوريته أمامه بالفستان الأبيض، برغم بساطة الفستان إلا أنها كانت حقا أميرة  بطلتها وجمالها المميز.

ابتلع ياسين لعابه عندما أصبحت أمامه تماما مد يده ليأخذها إلا أن سعد  لم يعطيها له وأخذ ينظر له قليلا ثم قال: أوعدني إنك عمرك ماهتأذيها تاني  ولا تنزل دموعها. أوعدني إنك هتحافظ عليها زيي

و أكتر مني

ابتسم ياسين واقترب من ميرال وأخذ ينظر الى داخل عينيها وكأنه يود أن يخترق روحها وهو يقول

- أوعدك، إني أحبها أكتر من نفسي و دايما هتكون الأولى في حياتي لاااا دي هتكون اللي من حياتي.

اوعدك مش هأذيها تاني، أوعدك دموعها مس هتنزل

طول ما أنا عايش، أوعدك إني هحافظ عليها زي عينيا و أكتر و عمري ما هحب حد زيها أبدا

اتسعت ابتسامته لتتحول لضحكة ما إن ضحكت له ميرال ليلتقط كفها بلهفه من سعد الذي لمعت عيناه بالدموع

أما عند حودة ما إن أخذ عروسه من والدها حتى قال لها: مبروك يا حبيبتي

لم يكون رد هدى عليه سوا أنها نظرت له بعدم رضا مصطنع ليقول بتنهيدة.

- مش هتفكيها بقى ده أنا بقالي أسبوع مع وشك الخشب ده...

هدى بجمود: وخد عندك شهر كمان بالوش ده

- شهر إيه، لااااا ياحبيبتي أنتي فاهمة غلط الليلة مش خطوبتنا الليلة  فرحنا، يعني في دخلة ودلع والذي منه وفي حاجات عسل أنا هموت وأدوقها

ما إن قال جملته الأخيرة وهو يعض على شفته السفلية حتى قالت باحراج

- حودة!

- ياقلبه

هدى باحراج أكبر: إيه قلة الأدب دي

- هو أنتي لسه شفتي حاجة

- مش عايزة أشوف حاجة منك أنا زعلانة.

- أصالحك، ما إن قالها حتى ردت عليه بسرعة

- لا سبنا متخاصمين...

- لا والله أبدا ما يحصل، يحصل الفرح ده وأنا أصالحك للصبح هو أنا عندي أغلى منك يا روحي

هدى وهي على وشك البكاء: أنت بتخوفني ليه

حودة بجدية مصطنعة وهو يكبت ابتسامته عليها

- لااااااء خوف إيه أنا عايزك تترعبي

- ياااا مامي، ما إن قالتها بخوف حقيقي حتى ضحك من قلبه عليه وسحبها نحوه وحاوط خصرها.

وأخذ يتمايل معها بعدما صعد معها للمكان المخصص بالرقص كمل فعل ياسين  أيضا، ليأخذ يداعبها بكلماته وأفعاله ليجعلها تبتسم له أخيرا رغما عنها

أما سيلين كانت تقف إلى جانب والدتها داليا وهي تنظر بابتسامة لأختها التي  كانت تتوسط ستيج الرقص مع ياسين وهي تكاد أن تطير فرحا من شدة سعادتها

لم تشعر بابتعاد والدتها عنها فهي كانت تتمعن بفرحة أختها فهي حتى الآن لا تصدق بأنها عادت كما كانت سابقا و أكثر بهجة...

شهقت بخفه عندما شعرت بذراعين قويتين تحتضن خصرها من الخلف لتسند ظهرها  على صدره براحة لا توصف وهي تغمض أجفانها عندما سمعت صوته عند أذنها يهمس  لها

- وحشتيني

فتحت عينيها قليلا والتفتت له برأسها له لتلتقي نظراتهم ببعضها باشتياق لتنطق اسمه بتخدير

- شاهين

- يا نبض قلبه أنتي، قالها وهو يقبل وجنتها لتقول بخجل

- أنت بتعمل ايه دي الناس حولينا

شدد من تقييدها بين ذراعيه وهو يقول بتذمر.

- بقولها وحشتيني تقولي الناس، وبعدين اللي

يغير مننا يعمل زينا...

كادت أن ترد إلا أن رنين هاتفه جعله يبتعد عنها وهو يخرج هاتفه من جيب  بنطاله وما إن رأى المتصل فتحي حتى ابتسم لها وهو يقرص وجنتها ثم تركها

وذهب بعيدا ليرد عليه بكلمات مقتضبه مترقب

- عملت اللي قولتلك عليه

- أيوة

- حلو، صورلي بقى اللي هيحصل صوت وصورة

بس لو فكرت تلعب

- ألعب ده ايه، لاااا أنا مش قدكم خالص...

حاضر هعمل اللي أنت عايزه هقفل دلوقتي و أول ما تتحرك وتطلع هتصل فيك كاميرا. عشان تشوف كل حاجة صوت وصورة زي ما أنت عايز

- وأنا مستني، قالها شاهين و أنهى المكالمة ونظر بغموض قاسي في اللا شيء بعدما تجهمت ملامحه

علي الطرف الآخر بالتحديد عند زينة كانت تنظر لنفسها بالمرآة الموجودة عند باب الفيلا الداخلي وهي تقول.

- الليلة، آخر ليلة ليكي، مستحيل أخليكي تتهني فيه، هقتلك يعني هقتلك  وبإيدي حتى لو كان بعدها هموت عادي المهم أحرق قلبه عليكي زي ما حرق قلبي  عليه لما فضل وحدة زيك عليا...

صمتت وفتحت حقيبتها لتتأكد من المسدس الموجود فيه لتتحرك بإصرار وهي  تخرج متوجهة نحو سيارتها وما إن فتحت باب السائق واستقرت خلف الدركسيون حتى  وضعت حقيبتها بالمقعد المجاور لها لتشغل المحرك ولكن ما إن ضغطت على مكابح  البنزين حتى انفجرت بها

ليصدح صوت الانفجار الشديد من سماعة هاتف شاهين الذي كان ينظر لها من خلال  شاشته الصغيرة لتنعكس بحدقتيه الغاضبه ألسنة النيران المندلعة من بقايا  سيارتها...

ليأتيه صوت فتحي بعدها وهو يقول

- اظن كدة إني عملت اللي عليا

أغلق الخط دون أن يرد عليه ليضع هاتفه بسترته

وهو يعود بأدراجه مرة أخرى داخل الحفل لينظر لسيلينا الخاصة به بابتسامة حب  عندما وجدها ترقص مع والدها على الاستيج وضحكتها تشق وجهها الجميل

- دي نهاية أي حد يفكر يلمس شعرة منك.

ده لا عاش ولا كان اللي يفكر بس يأذي عشق الهجين.

ده أنا أمحيه قبل مايعملها، قال كلماته هذه مع نفسه بصوت خافت ثم تحرك بهمة نحو الدرج ليصعد على الأستيج متوجها نحوها

وما إن وجدها أخذت تدور حول نفسها حتى سرقها بخفة من والدها وهو يقول

- بعد إذنك دي بتاعتي

ابتعد سعد عن المكان ليحتضن زوجته داليا وأخذ ينظر لبناته ويحيى كيف أخيرا أصبح لكل منهم شريك حياته الخاص

همس لداليا وقال: تفتكري أنا صنت الأمانة صح.

- صنتها ياحبيبي. صنتها، قالتها وهي تميل رأسها على كتفه وهي تنظر لهم هي الأخرى

أما سيلين كانت ترقص معه وهي تمرر نظراتها عليه بطريقة وكأنه هو أعظم انجازاتها لينطق لسانها بصدق: بحبك...

ابتسم وقال بثقة: وأنا لاء

رفعت ذقنها بكبرياء وقالت بعدم تصديق

- بجد!

مال بها للأمام ليجعلها تميل هي للخلف بحركة جميلة جدا وهو يقول: أيوة بجد لأني مش بحبك، انا بعشقك، بعشقك يا عشق الهجين.

قبل ما بين عينيها وهم بوضعهم هذا لتتوقف الموسيقى وصفق الحضور لهم  جميعا مما جعلها تستقيم بجسدها ليحتضنها من خصرها ونزل معها ليجدوا أولادهم  يركضون نحوهم

لتحمل سيلين سيلا وشاهين حمل سعد وقبل أن يكملوا طريقهم قال يحيى وهو يرفع هاتفه ويصورهم

- استنوا خلوني أصوركم باللحظة الحلوة دي

لتضحك له سيلين من كل قلبها لتحتضن سيلا لتجد شاهين يقبلها من صدغها وهو يضم سعد له.

وهنا تم التقاط الصورة بهذا الشكل لتبقى من أجمل الذكريات لهم ولنا،  لتبدأ الستارة بالنزول بهدوء عليهم حتى تلاشت الصورة تماما ليتم طي آخر  ورقة لهم معانا بروايتهم

                                تمت

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا

تعليقات