
رواية طغيان بقلم ملك ابراهيم
رواية طغيان الفصل الحادي عشر11بقلم ملك ابراهيم
تابع وليد حديثه باهتمام وصمت وتركه يخرج كل ما في قلبه ولم يقاطع حديثه.
سليم وهو يتخيل ورد زوجة له: انا عايز زوجة احبها وتفهمني.. عايز اتجوز بنت قلبي يدق لما اشوفها واحب اكمل حياتي معاها.
وليد بابتسامة: والبنت دي موجودة؟
نظر اليه سليم بتفكير وهز رأسه بحيرة:
- مش عارف!
ابتسم وليد قائلا بثقة:
- بس انا متهيألي ان البنت دي موجودة بس انت لسه مش قادر تاخد القرار.
تعمق سليم بالنظر ليه وهو شارد ويشعر بتخبط في مشاعره وافكاره.
تحدث وليد مرة أخرى بثقة:
- ادي لنفسك فرصة يا سليم تحب.. الجواز مش حاجة سهله عشان تربط حياتك واسمك ببنت انت مش مقتنع بيها.. انا فاهم ان اهلك نفسهم يفرحوا بيك ويشوفوا ولادك بس ده هيحصل برضه وانت متجوز البنت اللي تحبها.
أومأ سليم برأسه بالايجاب وهو يفكر في حديث وليد ثم تحدث بجدية:
- المهم خلينا نكمل شغلنا.
ابتسم وليد وتحدث معه في العمل.
------
بعد مرور شهر بدون احداث جديدة.
خرجت ورد من الجامعه وهي تتحدث مع وعد.
= ورد..
وقفت ورد بصدمة تنظر إلى صاحب الصوت.
ورد بصدمة: أحمد!!!
اقترب منها أحمد وهو يرسم على وجهه ابتسامه مرحة:
- ازيك يا ورد عاملة ايه وحشتيني.
ونظر الي وعد: ازيك يا وعد.
وعد بهدوء: الحمدلله يا أحمد.
نظر أحمد الي ورد وابتسم:
- ايه يا ورد مبترديش عليا ليه هو انا موحشتكيش؟
انتفض جسد ورد واجابة بتلعثم:
- ازيك يا احمد..
بللت ريقها بتوتر واضافة: انت جيت هنا ازاي؟
نظر احمد الي وعد وتحدث بنبرة مرحة:
- هي وعد مقالتلكيش اني رجعت من السفر ولا ايه؟!
ارتبكت ورد واجابة: قالتلي بس انا فكرت انك راجع اجازة وهتسافر تاني.
نظر احمد حوله: مش هينفع نتكلم هنا خلينا نروح مكان نتكلم فيه براحتنا لان في كلام كتير عايز اتكلم معاكي فيه.
نظرت ورد حولها بتوتر وتشبثت بيد وعد بخوف:
- مش هينفع يا احمد.. مبقاش في بينا كلام يتقال.
احمد بدهشة: ليه بتقولي كده يا ورد.
وعد شعرت بالاحراج بوقوفها معهم وابتعدت عن ورد قائلة بهدوء:
- ورد انا هجيب حاجة واجي بسرعه.
تركت وعد يدها وتركتها وابتعدت عنهما قليلا. اقترب احمد من ورد أكثر يتحدث اليها بدهشة:
- اتغيرتي اوي يا ورد! معقول مش عايزة تقعدي معايا.. هو انا موحشتكيش.
ارتجف جسدها بخوف ولم تستطع النظر إلى عيناه واجابة عليه بتوتر:
- قولتلك مبقاش ينفع يا احمد.. انا دلوقتي عايزة اكمل تعليمي وبس ومش بفكر في اي حاجة تانيه.
احمد: والحب اللي كان بينا يا ورد؟
نظرت ورد الي عيناه ولمعت عيناها بالدموع وهي تتذكر ما فعله بها زوجها السابق بليلة الزفاف.
ورد: انا مبقتش ورد بتاع زمان يا احمد.. انا مستحيل افكر في الجواز مرة تانيه.
جذبها احمد من ذراعها بقوة:
- هو ايه اللي حصل يا ورد؟ ليه جوزك انتحر يوم جوازكم؟
حدقت به ورد بصدمة وارتجف جسدها بخوف:
- سيب ايدي يا احمد.
ابتعد عنها احمد وهو يفكر بصدمة؛ تبدلت ورد كثيرا! لم تعد نظراتها له عاشقه لامعه كما في السابق! نظراتها كانت جافه وصوتها ضعيف مهزوز ولم يتوقف جسدها عن الارتجاف منذو رؤيتها له!
احمد بدهشة: ورد انتي اتغيرتي معايا ليه؟ هو في حد قالك حاجة عني زعلتك مني؟!
ورد بتوتر: احمد ارجوك ارجع اسكندرية وانساني خالص انا مبقتش ورد بتاع زمان ارجوك ارجع تاني ومتفكرش فيا.
تركته ورد وذهبت بخطوات مسرعة. وقف احمد يتابعها بصدمة وهمس بداخله: مفكرش فيكي ازاي يا ورد دا انتي راس مالي!
اقتربت ورد من وعد وذهبت معاها مسرعة حتى وصلوا إلى غرفتهما بالسكن الجامعي ودلفت وعد خلفها وتحدثت اليها بقلق:
- حصل ايه يا ورد؟
ورد بحزن ودموعها بدأت في التساقط:
- محصلش حاجة يا وعد انا اتأكدت ان حياتي وقفت خلاص بعد موت الشيطـ ـان اللي كنت متجوزاه وحتى احمد بقيت خايفه منه ومش طايقه انه حتى يلمس ايدي..
انهارت ورد وهي تجلس فوق الفراش تبكي:
- لمسة ايد احمد اللي كانت بتفرحني بقت بتقطع في جسمي كله.
ربتت وعد على ظهرها بحزن.
وعد: ورد انتي لازم تروحي لدكتور نفساني وتتابعي معاه.
ابتعدت عنها ورد بصدمة:
- انا اكيد مش مجنونه يا وعد بس انا مهما حكيتلك اللي حصلي مش هتتخيلي الشيطـ ـان ده عمل فيا ايه.
وعد بهدوء: انتي مش مجنونه طبعا يا ورد انتي محتاجة دكتور يساعدك عشان تقدري تتخطي اللي انتي عيشتيه في الليلة دي.. ياورد انتي لسه في بداية حياتك وبكره تقابلي انسان يحبك وتحبيه وتتجوزي ويبقى عندك اطفال.
صرخت ورد وهي تضع يديها فوق اذنيها بقوة:
- لا يا وعد لااا.. انا مستحيل اتجوز تاني انا مستحيل اعيش اللي انا عيشته واجرب الاحساس ده تاني..
ثم انهارت في البكاء: انتي متعرفيش كان ايه احساسي وهو بيلمسني غصب عني وهو بيقربني ليه بالقوة.. لو كان هو عاش انا اللي كنت انتحرت عشان اتخلص منه.
ضمتها وعد بحنان: طب اهدي يا حبيبتي ومتخافيش انا معاكي وصدقيني الدكتور اللي هنروحله هيساعدك ولو حسيتي انك مش مرتاحة مش هنروحله تاني بس انا نفسي ترجعي ورد بتاع زمان ورد اللي لما كانت بتضحك الدنيا كلها كانت بتفرح.
ابتعدت عنها ورد وجففت دموعها بيدها:
- حاضر يا وعد هروح للدكتور بس مش دلوقتي انا محتاجة افكر مع نفسي شويه.
وعد بتشجيع: حاضر يا حبيبتي وانا دايما معاكي.
-----
بداخل شقة سليم.
اغلق هاتفه بعد انتهاء مكالمته مع والده ووالدته.
اكدت له والدته اصرارهم على سرعة زواجه ولم تتوقف عن اختيار الزوجة المستقبلية له ورشحت له عدد من فتيات العائلة ليختار واحدة منهم.
تنهد بضيق وهو ينظر امامه الي الفراغ ولم يرى سوى فتاة واحدة فقط هي من يتمناها زوجة له.. انها هي نفس الفتاة "ورد" نطق اسمها بشغف وهو يبتسم واغمض عيناه يفكر بها.
هي فقط لم يرى غيرها زوجة له. فتح عيناه وحدق بالفراغ وهو يهمس لنفسه باصرار: انا لازم اخد خطوة ايجابيه اتجاه البنت دي واعرف كل حاجة عنها.
عزم نيته وهو يبتسم ويفكر بها.
-----
صباح اليوم التالي في الجامعة.
كان يبحث عنها بين الطلاب وكأنه شاب مراهق يبحث عن حبيبته! خفق قلبه بقوة عندما رأها تأتي من بعيد تسير بجوار صديقتها ولكنه رأى شاب يقترب منهما ويقطع عليها الطريق.
عقد حاجبيه بدهشة وهو يتابع ردت فعلها عندما تخطت الشاب ولكنه لم يسمح لها بالذهاب وجذبها بقوة من ذراعها.
ليظهر شاب اخر يقترب منهم بخطوات مسرعه ويحاول نزع يد الشاب عن ورد وتحدث مشاجرة بين الشابين.
لم يشعر بخطواته وهو يسرع في الاقتراب منهما ويحاول فض الاشتباك بين الشابين.
سليم بصوت هادر: ابعد انت هو انتوا اتجننتوا فاكرين نفسكم في الشارع!
دفع احمد الشاب الاخر في صدره وحاول جذب يد ورد بقوة لكي يأخذها ويذهب لكن يد سليم منعته من الاقتراب منها..
سليم بقوة: انت بتعمل ايه ابعد ايدك عنها.
احمد بغضب: وانت مالك بيها انت كمان!
لكمه سليم بقوة سقط احمد على الأرض وصرخت ورد بأسمه: احمد
نظر اليها سليم وتحدث بصرامة:
- انتي تعرفيه؟
اجابة عليه وهي تبكي:
- اه احمد ابن خالتي.
نظر اليها سليم بغضب ونظر الي الشاب الثاني وتحدث بسخرية:
- وده ابن خالتك برضه!
اجاب عليه الشاب الثاني باحترام:
- لا يا دكتور انا زميلها ولما شوفته بيضايقها تدخلت عشان ابعده عنها.
نظر اليه سليم ونظر حوله ليجد جميع الطلاب يقفون حولهم يتابعون ما حدث بفضول.
سليم بصوت هادر: مش عايز حد يقف هنا خلاص الموضوع انتهى..
ثم نظر الي ورد وتحدث اليها بصوت غاضب:
- وانتي قدامي على مكتب العميد.
واشار الي احمد والشاب الثاني
- وانتوا كمان.
تحدث احمد بخوف:
- محصلش حاجة عشان نروح مكتب العميد ورد تبقى بنت خالتي وانا كنت جاي اطمن عليها وخلاص اطمنت.
واسرع احمد في خطواته وهو يبتعد عنهم ويخرج من مبنى الجامعة.
تحدث الشاب الثاني بتوتر:
- وانا يا دكتور معملتش حاجة والله انا لقيت زميلتي في مشكله وكنت بساعدها معرفش انه قريبها.
اومأ له سليم بصمت واشار له بيده بأن يذهب.
مازالت ورد تقف تبكي وصديقتها وعد بجوارها.
تحدث اليها سليم بغضب:
- وانتي يا انسه بطلي عياط وحصليني على مكتبي.
ثم تركها وذهب. ربتت وعد على ظهرها بحنان: اهدي يا ورد محصلش حاجة.
ورد بخوف: اكيد الدكتور سليم هيبلغ العميد بلي حصل وعمي هيعرف يا وعد ومش بعيد يمنعني من الجامعه.
وعد بحزن: طب اهدي يا حبيبتي وروحي ورا الدكتور سليم واشرحيله اللي حصل وعرفيه ان لو العميد عرف عمك هيمنعك تكملي تعليمك وهيقضي على مستقبلك وانا متأكدة ان دكتور سليم ممكن يساعدك.
ورد بحزن: حاضر هروح اتكلم معاه ربنا يستر.
رواية طغيان بقلمي ملك إبراهيم.
بداخل غرفة مكتبه.
كان يجلس في انتظارها وهو يشتعل من شدة الغضب.
اثنان من الشباب يتشاجرون من اجلها! هل الشاب الاول المدعوا احمد ابن خالتها حقا ام كانت خدعه منها لكي تبرر وجوده معها داخل الجامعة!
لحظات قليله واستمع الي صوت طرقات خفيفه على الباب.
سمح لها بالدخول وهو في قمة غضبه.
تقدمت الي داخل غرفة المكتب وهي ترتعد بخوف وتوقفت امامه تخفض وجهها ارضا.
ورد: انا اسفه على اللي حصل.
تأملها باهتمام وتحدث بصوته القوي: اقعدي.
جلست امامه بتوتر، تحدث اليها باهتمام:
- الشاب اللي جري ده ابن خالتك فعلا؟
رفعت وجهها اليه قائلة بصدق:
- اه والله العظيم ابن خالتي.
مازال يحدق بها بغموض: وابن خالتك جاي وراكي الجامعة ليه؟
اجابة بتوتر: اصل هو كان مسافر ولسه راجع من السفر وكان جاي يسلم عليا.
شعر انها لم تخبره بالحقيقه وهتف بصوت غاضب: وليه مشيتي وسبتيه لما حاول يوقفك؟
توترت كثيرا وعينيه تتابعها باهتمام. وقفت من مكانها وتحدثت بتوتر:
- انا اسفة جدا يا دكتور علي اللي حصل واوعد حضرتك انه مش هيتكرر تاني.
كان يتابعها بصمت ويعلم انها تريد الهروب من اسئلته لها. اومأ لها برأسه وتحدث اليها بنبرة حادة:
- تقدري تتفضلي دلوقتي وياريت تكون دي اخر مرة اشوف شباب بيتخانقوا عليكي.
رفعت عيناها اللامعة بالدموع ونظرت اليه بصدمة. اشار اليها بيديه قائلا بغضب:
- اتفضلي.
ارتجف جسدها واسرعت في الخروج من غرفة مكتبه ودموعها تتساقط فوق وجنتيها، اقتربت منها وعد بقلق:
- ايه اللي حصل يا ورد طمنيني؟
ورد ببكاء: انا هرجع السكن يا وعد مش هقدر احضر محاضرات النهاردة.
وعد بقلق: طب ايه اللي حصل فهميني.
اسرعت ورد في خطواتها وهي تبكي ولم تجيب على صديقتها.
بداخل غرفة مكتب سليم..
مازال يجلس مكانه بعد خروجها من غرفة مكتبه، تأكد من خوفها وارتباكها انها تخفي عنه شئ! اعتقد انها فتاة سيئة ولها الكثير من العلاقات بعد ان تشاجرا اثنان من الشباب من أجلها!
زفر بغضب وهو يلعن شعوره اتجاهها!
همس الي نفسه بغضب وهو ينوي على كشف الشخصية الحقيقة لهذه الفتاة وازاحة عنها قناع البرائة الذي ترتديه..
سليم بغضب: ماشي يا ورد.. ما انا لازم اعرف انتي ايه حكايتك بالظبط!
-----
بداخل احد الفنادق الصغيرة.
جلس احمد بداخل غرفة بسيطة استأجرها لمدة يومين.
كان يضع يديه فوق وجهه يتحسس موضع اللكمة التي اصابة وجهه على يد دكتور ورد في الجامعة والشاب الذي تهجم عليه عندما اقترب من ورد..
اعتقد احمد ان هذا الشاب الذي تشاجر معه من أجلها تربطه علاقة قوية بـ ورد!
همس احمد بغضب: معقول يكون الواد ده حبيبها؟ معقول هو ده اللي مغير ورد وخلاها تبعد عني وتقولي انساني!
ابتسامه شيطانية ظهرت على محياه وهو يهمس الي نفسه باصرار: بقى الحكاية كده بقى يا ورد! جاية هنا في الجامعة مقضياها وتقوليلي ابعد عني! ماشي يا بنت خالتي! بس وحياة خالتي الغالية لاكون مندمك يا ورد ومعرفك انك ملكيش غيري.
اخذ هاتفه وامسك به وهو يرتب أفكاره ويهمس بداخله: كويس ان انا كنت مسجل رقم عمك عندي هنا.. كنت عارف ان هيجي اليوم واحتاجه.
نظر الي رقم عمران البسيوني عم ورد وبدأ في كتابة رسالة نصيه.
" السلام عليكم.. انا فاعل خير وعايز اقولك ان بنت اخوك ماشيه على حل شعرها في الجامعة ومقضياها كل يوم مع راجل وسيرتها في الجامعة على كل لسان
لم لحمك وجوزها واستر عليها من الفضيحة"
ضغط على زر الإرسال وهو يبتسم بـ شر وهمس بثقة: كده عمها هيجي ياخدها من شعرها ووقتها انا اتدخل واطلب اتجوزها واستر عليها من الفضايح