رواية شهد مسموم الفصل الثالث عشر13 بقلم منال كريم
أتفق حسين مع شاهر الجن أن شهد تذهب الي العالم الآخر.
كانت تسمع الحديث و ترى كل شيء ،لكن لا تستطيع فعل أي شيء، كانت تتساقط الدموع من عيونها فقط.
لكن اشتعلت داخلها شعلة أمل، حتي لو كانت لا تستطيع الحركة أو الحديث، مازال ذهنها واعي لكل شيء.
ظلت تحدث نفسها: يالله أعلم أني هذه الفترة أفعل ذنب تلو الآخر ، و أن قلبي ممتلئة بالحقد و الكراهية ، و عيوني لا ترى إلا الانتقام، لكن أفعل ذلك لأني كنت مظلومة ، و لا أستحق هذا العقاب القاسي، يالله ساعدني حتي أنجو من هذا الجحيم.
ظلت تردد الآيات القرآنية في ذهنها.
كان يتحدث حسين مع شاهر
و قال: تأكد من شيء واحد هو أن تجعل حياة هذه الفتاة جحيم.
قال شاهر بغضب: كلا لا استطيع فعل ذلك، أنا أحبها.
و نهضت هي بقوة و قالت بغضب شديد: أنا سوف أتأكد أن حياتكم تكون جحيم.
التفت الاثنين على الصوت بصدمة كبيرة.
كانوا يقفون الثلاثة على شكل مثلث.
سأل حسين بتعجب: كيف فعلتي ذلك؟
قال شاهر بابتسامة أعجاب: كم أنتِ قوية شهد؟
قالت بابتسامة: هذه ليست قوتي أنا، هذه قوة أيماني بالله.
و نظرت لحسين و قالت بحقد: ما فعلته اليوم، سوف يجعلني لا أتوقف عن الانتقام منك و من عائلتك، كم أنت حقير؟ تقدم زوجة أبنك بهذه السهولة قربان للجن ،أنت بل شرف.
قال باستهزاء : و أنتِ ماذا؟ أنتِ أيضاً تتصرفين بل أخلاق، هل ما حدث مع أحمد و ملك و حتي أنا يدل على شرفك؟
صرخت بغضب: كون على يقين أن كل ما حدث أو يحدث هذا بفضلك أنت، أنت المذنب ليست أنا، و أقسم لك أن مازال القادم جحيم.
قاطع الحديث شاهر و قال : شهد أنا علي أكمل إستعداد أساعدك ، فقط كوني لي و سوف أكون في خدمتك، فقط كوني لي، و سوف أتوقف عن مساعدة حسين ، لكن من فضلك كوني لي.
ليصرخ حسين بصوت عالي: ماذا تقول أنت ؟ نحن بين إتفاق و أنا قدمت لكل كل ما تريد لا تستطيع التخلي عني الآن.
نظر شاهر له بغضب شديد و قال : سافعل ما يحلو لي ، أنت في خدمتي ليس أنا ، لذا انتبه على حديثك معي.
كانت تنظر لهم بابتسامة ، كانت بداخلها قوة، هي نفسها متعجبة منها ، كيف تكون في مكان عمل حسين التي طالما كانت تخشى الاقتراب منه؟ كيف تتحدي حسين بهذه القوة؟ كيف تتحدث مع الجن بهذه الشجاعة رغم هيئته المخيفة؟
نظرت إلى شاهر ،لتردف بهدوء شديد: أنا لست في حاجة إلى مساعدتك ، لاني لا أتحمل هذا الذنب، أفعل أن هذه الأيام اكذب و احرق و اذي ابرياء ، لكن كل ذلك لا يكون بحجم ذنب الاتفاق معك..
و نظرت إلى حسين و قالت بنفس الهدوء: و أنت حسين بمساعدة الجن أو بدون مساعدته تأكد من شيء واحد أني سوف اقلب حياتك جحيم.
ثم نظرت مرة أخرى إلى شاهر و قالت: أبتعد عني و لا تحلم بالحصول عليا، لأن هذا لا يحدث حتي في خيالك.
و ابتعدت خطوتين و قال بابتسامة: توقفوا عن العبث معي حتي لا أغضب أكثر من ذلك، أنت حسين حسابك في وقت لاحقا و تاكد الخطوة القادمة سوف تكون بمثابة سقوط عمود من أعمدة المنزل.
و نظرت إلى شاهر و بدأت في قراءة القرآن ، اختفي شاهر بلمح البصر ، و صرخ حسين:توقفي عن هذا، توقفي.
ابتسمت له و غادرت المكان.
تصعد الدرج بخطوات مرتعشة ، صحيح مازالت قادرة على المواجهة ، لكن فكرة أنها كانت ممكن ترحل من العالم تجعلها خائفة بشدة ، تدلف إلى غرفتها وجدت يوسف نائم على الأريكة، جلست أمامه على الأرض و ضعت يديها على شعره.
و قالت بدموع: أنا حزينة لأجلك ، كنت أظن أنك مشتركة مع أبيك ، لكن تأكدت أنك ليس لك ذنب، لكن أنا لا أستطيع التخلي عن الانتقام ، يوسف أنا مازالت اعاني، هذا شاهر الذي يلحقني، مازالت في أحلامي أرى كل ما كان يحدث ، أعلم أني شرارة الانتقام سوف تحرقني معها ، لكن لا أستطيع التوقف.
وضعت رأسه على صدره ،حتي تسمع دقات قلبه لتردف بندم: ياليت كنت أستطيع سماع دقات قلبك، ياليت كنت صدقت حديثك و أنك لست مثلهم، ياليت كنت قرأت الحب في عيونك، ياليت كنت سمعت من سما و رحمة إن حقا مشاعرك صادقة تجاهي، ياليت ، ياليت ، لكن لا ينفع ندم الآن ، يجب إنهاء هذا الطريق لعل أشعر بعض الراحة ، لكن يجب تقديم الاعتذار لك لانك الخاسر الأكبر في هذه الحرب.
فتح عيونه ببطئ ، عندما شهد شعرت أنه استيقظ رفعت راسها، ليسأل بتوتر عندما رأى دموعها : هل تبكين؟ ماذا حدث ؟ هل أنت بخير؟
أومأت رأسها اعتراضاً و قالت بدموع : لست بخير، أنا لست بخير.
جلس أمامها على الأرض و سأل بخوف و حزن: هل تشعرين بالالم؟
أومأت رأسها بالموافقة و قالت: كثير.
سأل مرة أخرى : هل أنتِ تتألمين ؟
أومأت رأسها بالموافقة
سأل مرة أخرى و هو يقصد جرح يديها لكن هي تقصد جرح القلب: هل هذا بسب جرحك؟
أومأت رأسها بالموافقة و قالت بانهيار: أجل جرحي يؤلمني، و مازال ينزف و لا يتوقف عن النزيف، كلما حاولت منع النزيف حتي استطيع تكملة الحياة لا أستطيع.
و نظرت له و عيونها ممتلئة بالدموعِ ، لتردف: يوسف أنا لست بشعة لهذا الحد، لكن الجميع ظلمني.
نظر لها بحزن و تعجب من هذا الحديث ، ليسأل: هل تقصدين ما حدث امس؟ أنتِ حزينة بسبب اتهام أبي.
انتبهت لنفسها و قالت بتوتر: نعم.
احتضن وجهها بيده الاثنين، و قال بهدوء: أعلم أنك لست بشعة، و أعلم أنك لا تستطيعين فعل ذلك، و أن أبي هو المخطئ، أعتذر شهد عن ما بادر من ابي.
وضع قبلة على جبينها و قال بحب: توقفي عن الدموع و عن هذا الحديث ، أنتِ ملاك.
لتردف بحزن: نحن بشر يوسف، لسنا ملائكة ،لو يوجد ملاك هنا هو أنت، لماذا أنت هكذا؟ لماذا بعد كل هذه السنوات تحتفظ بحبك لي؟ لماذا لم تحب فتاة آخرى ؟ أنا لم أستحق هذا الحب.
نظر لها نظرة ممتلئة بمشاعر الحب و العشق و قال : لا يوجد فتاة تستحق هذا الحب إلا أنت، أنتِ شهد حياتي.
لن تجيب هي لا تملك إجابة، ألقت نفسها في حضنها و بكت بشدة.
كان مصدومة أنها اقتربت منه و أيضا من حالتها هذه ، أصبح يرتب على شعرها بحنان و سأل بتوتر و عدم فهم: شهد لا أفهم شيء ، ما سبب هذه الحالة؟ هل حدث شيء لكِ؟
أجابت و هو تحتضنه بقوة و هي تشعر بالخوف الشديد من القادم : لا يوجد شيء فقط أحتاج أني أكون قريبة منك.
أبتسم بسعادة و قال: هذا من دواعي سروري، أنا في خدمتك دائما.
منذ وقت و هي كانت لا تشعر بالراحة ، تشعر كأنها تركض دائما ، لكن الآن و هي في حضنه تشعر بالأمان والطمأنينة ، لا تريد الابتعاد تتمني البقاء هكذا مدي الحياة.
بعد وقت كان يحضر الطعام و هي كانت تجلس على الأريكة،تشاهد التلفاز و قررت لمجرد دقائق نسيان كل شيء.
قالت بصوت عالي جدا: هل تريد مساعدة؟
قال بابتسامة: هل تستطيعين فعل شيء ؟
التفت لها و قالت : من أخبرك بذلك ؟
قال : لا أحد أخبرني , أنا أعلم أنك منذ الطفولة تحبين أعمال المنزل و لا الطهي.
لتسأل بتعجب: يوسف أنت مازالت متذكر كل طفولتنا معنا.
ليجيب بابتسامة و هو يأتي بالطعام: أجل أتذكر كل شيء ، أدق تفاصيل حياتك أنا اعرفه.
سألت بسعادة: لماذا؟
وضع الطعام أمامها على الطاولة و جلس بجوارها و قال: لأني أحبك، لأني أحبك.
ابتسمت بخجل و نظرت إلى الطعام و قالت: منذ ساعة و أنت في المطبخ ، و هذا هو الطعام ، أشياء معلبة ، إذا لماذا كل هذا التأخير؟
قال بتذمر : العفو شهد ، لم ابذل مجهود في تحضير الطعام.
ابتسمت و قالت : اعتذر .
قال بابتسامة: لا بأس.
و تناولوا الطعام وسط مزح بين يوسف و شهد.
في شقة يونس
تجلس ملك على الفراش و يدلف يونس و هو يحمل صنية الطعام ، وضعها أمامها ، و بدأ يطعمها بيده ، كانت تنظر له تارة بحب، و تارة بحزن ، أخذت نفس عميق و قالت: يونس أريد الحديث معك.
هو يعلم ماذا تريد ؟ لذا قرر قطع المسافة عليها و قال : أنا لا أريد الحديث معك.
لتردف بدموع: لكن أنا أريد الحديث و سوف أتحدث معك حتي لو تسمعني، كان زواجنا بالإكراه ، كنت في البداية أحمل لك كل معاني الكراهية ،لكن بالتدريج عندما رأيت حبك لي، بدأت مشاعري تجاهك تتغير ، و الآن أقولها لاول مرة و بكل صراحة و أنا في كامل وعى، أنا أحبك و لا أستطيع أبتعد عنك، لكن من فضلك أبتعد عن هذا الطريق، أنت لست مثل بابا حسين ، أنت فقط تساعده ، يجب عليك التوبة من ذنوبك قبل فوات الاوان ، لأجلي يونس، نحن متزوجين منذ سنوات و لم نرزق بطفل ، لم تفكر أن تأخر الإنجاب هذا غضب من الله ، من فضلك أترك هذا الطريق.
لم يجيب و رحل من الغرفة، و هي تدعو الله أن يبعده عن هذا الطريق.
في شقة عفاف
يجلس حسين مع عفاف و سعاد و أحمد لتناول وجبة الإفطار.
لتردف عفاف بدموع: هل أنت سعيد الآن ؟
نظر لها و قال: ماذا فعلت أنا؟
قالت بدموع: أنظر حولك ، أين اولادي؟
ليردف بهدوء: يونس مع ملك لأنها مصابة ، و يوسف يسير خلف زوجته و يظن أنها ملاك و هي ليس ذلك.
قالت سعاد بهدوء: نحن لم نرى منها شيء سيء.
قال بغضب: ما حدث مع أحمد و ملك هي المذنبة.
قالت عفاف بغضب: توقف عن هذا الحديث.
نهض بغضب و ترك الشقة.
في الجامعة
تجلس سما و رحمة فى الكافتيريا
تتحدث رحمة في الهاتف بعصبية، و تشير لها سما حتي تهدأ.
قالت بغضب شديد: آدم أنا أكتفيت من الحديث فهذا الموضوع، أنا حسمت موقفي ، و الموضوع الآن في يدك.
تأتي الإجابة من الجهة الأخرى و يتحدث بهدوء: أولا رحمة هذه الطريقة في الحديث مرفوض، ثانيا أنا امري محسوم منذ البداية ، أنا محل إقامتي و عملي في الإسكندرية ، لماذا أترك عملي و عائلتي و اتي الى القاهرة؟
قالت بعصبية شديد:و أنا أيضاً لا أريد ترك القاهرة.
مازال محافظ على الهدوء و قال : لكن من الطبيعي أن تعيش الزوجة في محل إقامة الزوج ليس العكس .
لن تجيب و أغلقت الهاتف.
قالت سما بهدوء: يكفي شجار بسبب هذا الموضوع.
لتجيب بعصبية: لا أريد حديث الآن سما.
أومأت رأسها بالموافقة و هي لا تعلم ماذا ينتهي هذا الموضوع ؟
منذ الخطوبة و كل منهما لا يريد ترك محافظته بعد الزواج.
سألت رحمة: هل تعلمين بما حدث مع شهد؟
لتجيب بهدوء: اجل، سوف نذهب بعد انتهاء اليوم الدراسي.
مر أسبوع
لم تذهب شهد إلى الجامعة ، كان يوسف أيضاً لم يذهب العمل لأجلها ، و نجحت شهد في خطتها بأن تبعد يوسف عن عائلته.
في الصباح ذهب يوسف إلى المستشفى دون أن يمر على عفاف.
و ذهبت شهد إلى الجامعة.
في المساء
كان تعود من الجامعة و هي متعبة ،وقفت أمام المكان المخصص لحسين، و دلفت بحرص حتي تعلم ماذا يفعل؟
عندما دلفت وقفت بصدمة و هي ترى أنه يقترب من سيدة و هي غائبة عن الوعي، أغمضت عيونها سريعاً ، و ما هي إلا ثانية و خطرت لها فكرة ، أخرجت هاتفها و قامت بتصوير كل شيء ، و هي مغمضة العيون .
ثم غادرت المكان دون أن يشعر بها حسين.
صعدت إلى شقتها ، و قررت نشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، من حساب غير حسابها.
جاءت تضغط على الزر ، تذكرت يوسف ، ثم في نفس الوقت تذكرت كم مرة تم الاعتداء عليها جسدياً ، كم شعرت بالإهانة و الهزيمة ؟كم خجلت عندما رآها أبيها عارية ؟
قررت النشر بعدما قامت باخفاء وجهه السيدة ، لكن لم تكتفي بوجه حسين فقط ، بل كتبت بالنص: شاهد والد الدكتور المعروف يوسف حسين ، الذي يشتهر بأعمال السحر الاسود و هو في وضع محرجة.
و نشرت الفيديو.......