رواية شهد مسموم الفصل السابع عشر17بقلم منال كريم


رواية شهد مسموم الفصل السابع عشر17بقلم منال كريم


كانت تقف على حافة الجبل

و يقف يوسف في الاتجاه الآخر. لكن لا يستطيع سماعها.

و شاهر يقف وسط الذئاب و سأل : ما القرار شهد؟
هل تكوني لي؟

أومأت رأسها اعتراضاً ، تزامناً مع دموعها الشديدة و صرخاتها و هي تستغيث ، كانت تصرخ: يوسف ، يوسف أنا هنا.

لكن بل جدوى ، أقترب منها شاهر بخطوات بطيئة ، و خلفه الذئاب ، كانت تنظر إلى الخلف و ترى يوسف ، و الى الأمام و هي ترى شاهر يقترب منها.

تراجعت الي الخلف عندما وجدت شاهر يقترب و كادت أن تسقط ، لول يد يوسف ، نظرت إلى الأسفل بفزع عندما وجدت أنها آبار من نار ، ثم نظرت له برجاء حتي لا يترك يديها 

 يردف بحب : أنا معكِ ، لا تخافي ، أنا أحببتك من كل قلبي ، حتي لو الجميع يرى أن حبي لكِ نقطة ضعفي أنا أرى أني استمد قوتي من حبي لكِ ، لا أسمح لأي شئ يزعجك ، هل تعلمين ما الفرق بيني وبينك؟ هو أني أسير خلف قلبي ، لكن أنتِ ترفضين سماع دقات قلبك، حتي لو لم تحبيني فأنا أحبك.

ثم أختفي من أمامها ، حتي شاهر و الذئاب.

تلتفت حوالها تبحث عنه ، تبعد خصلات شعرها المنتثرة للخلف بتوتر  و تردف بدموع: أين أنت؟ تعال أخرجني من هنا، يوسف أنا خائفة.

ظهر  مرة أخرى يسير أمامها ، ركضت خلفه ، حتي وصل إلي بوابة كبيرة ، دلف هو و أغلق الباب بقوة ، تدق الباب و تصرخ باسمه.

كان المكان مظلم بشدة ، كانت ترى خيالات تسير حوالها و تسمع همسات تخبرها أنها أسيرة هنا.

ثم استيقظت من النوم بفزع.

هبطت من على الفراش  و ركضت خارج الغرفة.

كان يخرج من المطبخ ، نظر إليها بذهول و هي تركض بخوف و  وجهها شاحب و يظهر عليها أثر الهلع. 

سأل بتوتر: ماذا حدث؟

لن تجيب  هرولت و عانقتها ، بخوف و قالت بهستريا : يوسف لا تتركني ، لا تبعد عني ، أنا أشعر بالخوف منهم، أنا لست قوية ، أنا ضعيفة، إذا كنت قوية فهذا بسبب حبك ، أوعدني أنك تظل تحبيني و لا تتركيني مهما حدث، أو حتي لو أخطأت.

كان يسمع حديثها و مذهول ، لماذا كل هذا الخوف؟ من هؤلاء  الأشخاص التي تخاف منهم؟ أسئلة كثيرة تدور في ذهنها ، لكن ليس هذا وقت الأسئلة ، يجب أن يطمئن شهد أولا.

يردف بهدوء و حنان: أنا معكِ ، لا تخافي ، أنا أحببتك من كل قلبي ، حتي لو الجميع يرى أن حبي لكِ نقطة ضعفي ، أنا أرى أني استمد قوتي من حبي لكِ ، لا أسمح لأي شئ يزعجك ، هل تعلمين ما الفرق بيني وبينك؟  هو أني أسير خلف قلبي ، لكن أنتِ ترفضين سماع دقات قلبك، حتي لو لم تحبيني فأنا أحبك.

أبتعد عنه و نظرت له بصدمة و ذهول ، هذا نفس الحديث الذي قالوا لها ،سالت بتلعثم : ما هذا الحديث؟ هل أنت كنت معي؟

سأل باستغراب: أين كنت؟

وضعت يدها على رأسها بتعب و صرخت: أنا سوف أفقد عقلي ،  أقسم أني فقدت صوابي.

سأل بتوتر: ما كل هذا الحديث؟ 
لا أفهم شيء ، ممكن بهدوء تخبريني ماذا يحدث معكِ؟ 

اقتربت منه و مسكت يده و قالت بدموع: أنا متعبة ، لا أجد حديث إلا هذه الكلمة ، أنا متعبة ، متعبة.

انحني وضع قبلة على يدها ثم إزالة دموعها و قال بهدوء: لو كنت أنا السبب فكل ذلك ، أنا آسف، أعتذر حبيبتي ، أعتذر.

وضعت رأسها إلى الأسفل بخجل و قالت : أنا التي يجب عليها تقديم الاعتذار ، أنا من أخطأت في حقك، أنا المذنبة و مستعدة أنال  عقابي.

يردف بابتسامة: سوف تكوني على استعداد تنفيذ كل ما اطلبه.

أومأت رأسها بالموافقة.

قال بهدوء: إذا توقفي عن البكاء.

لتردف بابتسامة: هذا طلب صغير جداً و سوف أفعل لأجلك، هل أنت غاضب مني؟ 

قال بابتسامة: ليس غاضب ، توقفي عن البكاء شهد.

أومأت رأسها بالموافقة و ذهبت الى الأريكة.

جلس بجوارها و سأل : هل نتناول  الطعام معنا ؟

أومأت رأسها بالموافقة.

أكمل حديثة: شهد أنت تقولين أنا أشعر بالخوف منهم، من تقصدين بحديثك ؟ 

حاولت تتهرب من الحديث ، و قالت : ما رايك نطلب بيتزا؟

نظر لها بابتسامة: تريدين تغير الموضوع ، و أنا أريد معرفة ماذا يحدث شه

لتردف بهدوء: لا يحدث شيء من فضلك توقف عن هذا الحديث أنا متعبة.

مر اليوم طبيعي بينهم.

في اليوم التالي

يتحدث يوسف مع حازم في الهاتف 

سأل بهدوء: كيف حالك صديقي؟

أجاب يوسف بهدوء: أنا بخير.

قال بهدوء: أنا في طريقي لك حتي اطمئن عليك.

قال بابتسامة: مرحبا يا صديقي.

قررت سما و رحمة بعد انتهاء الجامعة الذهاب الى شهد ،  بسبب غيابها الدائم و المستمر ، حتي أصبحت قليل ما تتحدث معهن.

كانوا يسيرون في الشارع.

لتردف رحمة بخجل: أشعر بالخجل لأننا نذهب دون أن نخبر  شهد.

لتجيب بلامبالاة : ما المشكلة هي صديقتنا؟ 

قالت بهدوء: حتي إذا كان يجب أخبرها، و حتي سوف نذهب بدون هدية.

توقفت عن السير و قالت: هدية.

أجابت بهدوء: أجل لا يجب الذهاب و أنا  خالية اليدين.

قالت سما  بعصبية: ما هذا الهراء رحمة؟ نحن لا يوجد بينا هذه الأشياء .

و أكملت سير و رحمة خلفها ، قبل المنزل بدقائق توقفت رحمة عن السير

 و قالت باندفاع: سما سوف أذهب إلي السوبر ماركت و أجلب اي شيء.

قالت بنفاذ صبر: اذهبي رحمة و أنا أنتظرك أمام باب المنزل.

ذهبت رحمة لشراء شيء ، و أكملت سما السير حتي وصلت أمام المنزل و كانت تنظر لها و تسأل نفسها ،وكيف تستطيع شهد المكوث هنا و برفقة حسين؟

كان يقف حازم أمام المنزل ، ينتظر يوسف ، عندما وجد سما تنظر إلى المنزل ،  ظن أنها ضائعة و تبحث عن منزل
 معين 

  قال بهدوء: أظن آنسة هذا ليس المنزل الذي تبحثين عنها.

ظنت أنه شاب يريد الحديث معها ، لذا لم تجيب و ظلت مكانها.

قال بهدوء: يا آنسة ارحلي من  من هنا.

لتجيب بعصبية: ما شأنك أنت؟  لا تحاول التقرب مني.

ليصرخ بغضب: المعذرة  لكن أنتِ ما تحاولين التقرب مني.

فتحت عيونها بصدمة من وقاحة هذا الشاب ، لتردف بعصبية: متي حاولت التقرب منك؟

قال بغرور: الآن.

لتردف بغضب شديد: ماذا فعلت أنا ؟ 

ليردف بعصبية: ماذا تفعلين  أمام منزلي؟ إذا هذه محاولة منك للتقرب مني.

أبتسمت باستهزاء ، مما جعله ينفجر غاضباً ، و صرخ بعصبية :ما هذه الابتسامة السخيفة؟

تصطنعت الحزن و قالت : ماذا قال الأطباء في حالتك أيها المسكين؟

قال بصوت عالي جدا و لم ينتبه إلى الناس التي كانت تنظر عليهما: ما هذا الهراء ؟ أنتِ التي في حاجة طبيب ، لأنك فقدتي عقلك.

جاءت رحمة و سألت : ماذا يحدث سما؟

أشارت إلى حازم و قالت: هذا المختل يقول أن هذا منزلي .

انفجرت رحمة و سما من الضحك معنا ، و هو كان يحترق من الغيظ و الغضب من الفتاة ثم تأتي فتاة أخرى

قال  باستهزاء: من الوضوح أنكن بلا عقل. 

و دلف إلى المنزل، لتصرخ سما بغضب: أين تذهب ؟

كان يسير و يعطيهم ظهره ، لم يجيب و أشار بيده على أن تصمت.

دلفت سما و رحمة خلفه .

صعد الدرج و هنن خلفه ، توقف عن الصعود أمام شقة عفاف و نظر لهنن بغضب و قال: ما هذه الوقاحة ؟ ماذا تفعلون هنا؟

لتجيب رحمة بعصبية: أنا  أسألك نفسك هذا السؤال.

أجاب بنفاذ صبر: قولت هذا منزلي.

قالت سما ببرود : و هذا منزلي أيضا.

أبتسم باستهزاء و قال: كنت محقا عندما قولت أنكن بلا عقل.

صرخت سما و رحمة معنا: أنت الذي بل عقل.

أكملت سما بصوت عالي: مختل ، غبي ، حقير.

صرخ بصوت عالى: أنتِ مختلة و غبية و حقيرة.

خرجت عفاف على الصوت العالي و قالت بتوتر: ماذا يحدث هنا ؟

أقترب حازم منها و قال بهدوء: كيف حالك ماما؟

لتردف بحب: أنا بخير يا حبيبي ، اشتقت لك كثير ، لماذا توقفت عن زيارتنا ؟

نظرت الفتيات لبعض و تأكدوا أنه من أقارب يوسف.

ليردف بهدوء: اعتذر ماما ، لكن بسبب ضغط العمل.

ثم نظرت إلى الفتيات و قالت : مرحبا فتيات.

أجابوا بابتسامة: مرحبا.

سأل بعصبية: من هؤلاء الاغبياء؟

نظروا له بغضب.

قالت عفاف بهدوء: عيب عليك حازم.
قالت و هي تشير إلى سما ثم رحمة : سما و رحمة صديقات شهد زوجة يوسف.

نظر إلى سما و قال: هذه سما، هذه ينطبق عليها ، عاصفة أو براكين أو إعصار .

قالت بعصبية شديد: لو سمحتي  إحترام لحضرتك لم أجيب على هذا المختل.

نظرت عفاف له بعتاب ، و هو أكمل : إذا هولاء صديقات شهد، كيف هي شهد؟ أكيد هي تشبه الساحرة الشريرة.

و هنا لا تتحمل الفتيات ، قالت سما بصوت عالي : أنا ممكن أتحمل أن تعبث معي ،ولكن لا تخدش شهد بحرف ، لا أقبل ذلك.

اكملت رحمة: أياك ثم اياك، تتحدث شي سئ عن شهد.

وضعت يدها على رأسها بتعب و قالت: يكفي هل أنتم أطفال صغار؟

و نظرت إلى يوسف الذي يهبط إلى الدرج ، كم هي مشتاق له ، قالت بحب: يوسف.

قال بهدوء: نعم ماما.

لتردف بدموع: تعال.

ذهب إليها دون إلقاء السلام ، ضمته بحب و شوق كبير، و قالت بدموع: اشتقت لك.

ليردف بحب: أنا أيضا اعتذر.

سألت رحمة بهدوء: هل شهد موجود دكتور يوسف؟

خرج من حضن فاطمة و قال بهدوء: أعتذر لم القي السلام  مرحبا فتيات ، مرحبا حازم.

ثم نظر إلى الفتيات و قال: أجل.

صعدت سما و رحمة ، نظر إلى طيفها بغضب و قال: أنت مسكين صديقي.

سألت بتعجب: لماذا؟!

قال بصوت عالي: إذا كانوا هؤلاء صديقات  زوجتك ،  بالتاكيد هي مجنونة كلياً.

ليردف بغضب: ما هذا الهراء ؟ انتبه هي زوجتي.

قالت بابتسامة: حدث شجار بين الفتيات و حازم.

ليردف بعصبية: ماذا فعلت ؟

عند شهد 
قصت الفتيات ما حدث، لتردف بغضب: هذا المختل قال إني ساحرة شريرة.

قالت سما بعصبية: أجل.

لتردف رحمة بتعجب: يوسف شخص هادي ، كيف يكون صديق هذا الشخص؟ 

كانت تسير بعصبية ، و قالت  بعصبية: كم هو حقير,  هل أنا ساحرة شريرة ؟

اقتربت إليها الفتيات و ذهبوا عناق و قالوا بحب: كلا أنتِ  ملاك.

لتردف بغرور : أنا أعلم.

جلست رحمة على الأريكة و 
قالت  بهدوء:  شهد نريد الحديث معكِ.

لتسأل بتوتر: هل يوجد خطب ما ؟

قالت سما  و هي تسير في اتجاه المطبخ: نعم شهد أنتِ هذه الأيام لست على ما يرام.

نظرت إلى رحمة و قالت: أنا بخير.

قالت بهدوء : هل أنتِ متأكدة ؟

لتجيب بهدوء: أجل .

لتصرخ سما: ما هذا شهد لا يوجد طعام هنا؟

قالت بابتسامة: اجل أنتِ تعلمين أني لا أستطيع الطهي.

لتردف رحمة بمزح: كيف تعيشون؟

جلست بجوار رحمة و قالت: طعام جاهز .

جاءت سما من المطبخ و هي تحمل طبق فواكه لتردف بجدية: ماذا يحدث شهد؟ أنتِ لست بخير، لا تأتين الي الجامعة ، لا تذهبين الي زيارة عائلتك ، ماما فاطمة تحدثت معي أنا و رحمة.

أكملت رحمة بهدوء: لا تكذبين أنتِ ليست شهد السابقة.

 
أخذت نفس عميق و قالت: سوف يأتي يوماً ما و أسرد لكم كل شيء ، لكن ليس الآن ، عندما أجد نفسي في حاجة إلى الحديث لا يوجد ألا أنتن.

نظروا لبعض بخوف ، و كل الظنون أصبحت حقيقة ، ماذا تخفي عنهن؟ كانت لا تستطيع أخفاء شي؟ طالما تخفي شيء إذا شئ خطير.

كان كل ذلك يدور في عقل سما و رحمة.

دق يوسف الباب ، نهضت شهد فتحت ، قال بهدوء : معي صديقي.

قالت بعصبية: صديقك الذي يقول إني ساحرة شريرة.

ليردف بهدوء: كان سوء تفاهم.

ليردف حازم الذي يقف في جانب حتي لا يكشف المنزل : ليس سوء تفاهم ، أنتِ ساحرة شريرة.

قالت بصدمة: ما هذه الوقاحة ؟ 
يوسف خذ صديقك و أذهب من هنا.

نظر لها و قال بعصبية: هذا عيب شهد ، هيا الى الداخل.

قالت بصوت عالي: هذا الحديث قوله لصديقك.

ليردف حازم بصوت: ماذا انتظر منك؟ صديقاتك  بنصف عقل، أما أنتِ بلا عقل.

صرخ بصوت عالي: يكفي ، حازم توقف عن الحديث، و أنتِ هيا الى الداخل.

دلفت  بغضب.

نظر له بعتاب و قال: ما هذا؟

قال بهدوء: ماذا ؟

دلف يوسف و حازم خلفه إلى غرفة الصالون.

جلس حازم و خرج يوسف 
كانت الفتيات الثلاثة تجلس بعصبية شديدة ، وقف أمامهن و قال بهدوء: اعتذر فتيات ، هو فقط لم يتعرف عليكن.

لن  يجيب أحد 

أكمل بهدوء: شهد من فضلك كوبين قهوة.

و رحل من أمامهن قبل أن تجيب.

قالت بعصبية: لن أفعل.

لتردف سما بخبث: سوف نفعل قهوة بمذاق تركي.

سألت شهد بهدوء: كيف؟

لتردف بهدوء: في تركيا عندما يذهب العريس لطلب الزواج من الطقوس  أن تكون القهوة بلا سكر.

نظروا لها بابتسامة و قالت رحمة بسعادة: قهوة بملح.

لتردف شهد باعتراض: كلا هذا مرفوض ،لآن ممكن يوسف يشرب القهوة بالملح.

قالت سما: سوف نفعل الاثنين بملح.

أكملت رحمة: هذا يوسف رفع صوته عليكي لأجل صديقه.

نهضت من مقعدها و قالت : هيا.

حضرت القهوة و أخذه يوسف و من أول رشفة وضع حازم القهوة و قال بهدوء شديد : هل امورك بخير؟

أجاب بهدوء : أجل.

أكمل بجدية و هدوء شديد: هل تملك نقود؟

أجاب بهدوء و تعجب من السؤال : أجل.

نهض من مقعده و قال بصوت عالي جدا: إذا لماذا زوجتك وضعت في  القهوة ملح بدل السكر؟

كان يوسف لم يتذوق القهوة بعد، ليردف بعصبية: ما هذا الجنون حازم؟ أخفض صوتك.

قال بهدوء شديد: تذوق القهوة صديقي.

مع أول رشفة وضع الكوب بعصبية ، شعر بالاحراج ، حتي
 لو حازم أخطأ ، فهو ضيف

 قال بهدوء: اعتذر حازم.

قال بهدوء: لماذا الاعتذار؟ لا بأس صديقي، لكن أريد طرح سؤال.

قال بهدوء: بالتأكيد.

ذهب حازم إليه و جلس بجواره و  سأل بهدوء شديد: هل أنت سعيد؟ هل تشعر بالراحة معها؟

لم يجيب يوسف

أكمل حازم : أنا لا أريد إجابة لاني أملك الاجابة، سوف أذهب صديقي،اتمني لك حياة سعيدة.

و رحل حازم و ترك يوسف يفكر في حديثه، رغم حبه لشهد ، لكن هو لا يشعر بالسعادة و الراحة معها دائما مشاكل، و حتي هي بعيدة عنه.

ذهب إلي غرفته و هي كانت مازالت تجلس في غرفتها مع رحمة و سما.

بعد ما ذهبت الفتيات ، ذهبت شهد إلى غرفة يوسف ، و قالت : يوسف.

لم يجيب ، جربت اكثر من مرة و عندما تأكدت أنه نائم، ابتسمت و غادرت المنزل. 

و للحديث بقية

"الفصل الثامن عشر"

في المكان المخصص لعمل حسين

سأل حسين : ما الخطوة القادمة ؟

أجاب شاهر: لن أترك شهد إلا إذا كانت لي أو فارقت الحياة إلى الأبد.

قالت و هي تدلف بصوت عالي: أعجبني.

نظروا لها و لم يتعجب حسين أو شاهر فهما يعلمون أنها قوية و تدلف إلى هذا المكان دون خوف ، جلست على الكرسي المخصص لحسين وضعت قدم على قدم و قالت بهدوء شديد: الآن اجتمع مثلت الشر.

كان يقف حسين على الجانب الأيمن و شاهر الجانب الأيسر ، ليردف حسين ببرود: بالتأكيد لا ،  شهد أنتِ فتاة رائعة و طيبة القلب.

ابتسمت و أومأت رأسها بنعم ، لتردف: فعلاً بابا طيبة جداً ، و بسبب هذه الطيبة قررت أن انهي الانتقام، لكن ما رأيت و ما 
حدث معي.

ثم أكملت  بغضب شديد: جعلت شرارة الانتقام التي مازالت مشتعلة ، تشتعل أكثر و سوف تحرق الجميع ، حتي أنت شاهر.

لتردف بدلال: كنت اخطط أن اقضي باقي حياتي معك، لكن أنت ماذا فعلت؟ اتفقت مع حسين لأجل دماري.

جلس شاهر تحت قدمها و قال بحب: كنت أفعل ذلك حتي تكون لي ، أنا عشقتك و أريدك و لا أستطيع الابتعاد عنك.

لتردف بهدوء: هل مستعد تنفيذ كل ما أقول؟

أجاب : مستعد.

نظرت لها بعيون ممتلئة بالدموعِ المزيفة: أنا أيضا أحببتك بشدة ، لكن فقط أريد بعض الوقت ، انتهي من انتقامي ، ثم أنظر لك ، كل ما أريدها منك حتي هذا الوقت تتوقف عن مساعدة حسين و تاكد أن لا أحد  منكم يساعده، هل تستطيع فعل هذا الأمر لي؟

قال بهدوء: بالتأكيد سوف أفعل لأجلك.

صرخ حسين بغضب: هي تخدعك مثلما تفعل مع يوسف، لا تنخدع شاهر فيها.

قال شاهر بهدوء: أنا أعلم أنها تخدعني لكن أنا أستطيع فعل أي  شيء لأجلها.

قالت بغضب: بداية القصة كانت من عندك لكن أنا سوف أكتب النهاية بنفسي.

و غادرت شهد ثم التفتت مرة أخرى و قالت بصوت عالي: تذكر حسين لم يأتي الدور على يونس، أنا لم انسي أنا فقط قررت أخذ هدنة.

صعدت إلى الي المنزل و دلفت إلى غرفتها ، و جلست على الفراش و هي ضائعة تماما، كيف تعقد إتفاق مع الجن، أصبحت كاذبة ، خائنة كل الصفات البشعة فيها.

تحاول أن لا تنام ، أصبحت تخشي النوم ، حتي سمعت اذن الفجر ، تذكرت أنها في الآونة الأخيرة ليست محافظة على الصلاة ، شعرت بتأنيب الضمير.

نهضت لأجل الوضوء.

فردت سجادة الصلاة ، لكن  تشعر برعشة و خوف شديد أن تقف بين أيدي الله 

لتردف بدموع: أعلم أني مذنبة لكن  حسين من جعلني بهذا الشكل ، كنت أعيش في سلام لكن هو جعل حياتي جحيم ، أنا أخذ حقي منه و أصبحت لا أستطيع التوقف، أنا لم اتفق مع الجن، أنا كنت أفعل خدعة حتي يبتعد عني و لا يأتي لي في أحلامي  و يجعله كابوس مزعج.

و بدأت في الصلاة التي كانت أكثرها دموع.

مر اسبوعين الوضع مستقر بين حسين و شهد حتي شاهر لا يظهر أمامها.

كل يوم يمر كانت شهد تحب يوسف أكثر ، و كانت تشعر بالغيرة عليه من نظرت الفتيات في الجامعة.

كانت محاضرة يوسف 
و بعد الانتهاء بدأ يغادر الجميع.

تقترب مريم بدلال شديد إلى يوسف لتردف : دكتور أنا في حاجة إلى استشارة نفسية.

قال  بهدوء: أنا اسمعك.

لتردف : ليس هنا، ممكن أذهب إلى عيادتك الخاصة.

أخرج الكارت من جيبه و قال : تفضلي.

كانت شهد تجلس و تراقب كل ذلك، و كانت تحترق من نار الغيرة.

كانت يغادر القاعة لكن صرخت شهد  بصوت عالي: يوسف.

نظرت مريم  لها و قالت بتعجب: ما هذه الوقاحة شهد ؟ كيف تقولين يوسف فقط؟

نهضت و ذهبت إليها و خلفها سما و رحمة و قالت بغرور: من حقي أن أقول له يوسف فقط.

سألت بتعجب: لا أفهم.

قالت رحمة بابتسامة: لأنه زوجها.

و كانت الصدمة لها ، فهي بعد ترك أدهم ، قررت تحاول التقرب من يوسف ، لذا رحلت في صمت 

ثم غادرت رحمة و سما، و جاءت تغادر شهد  ، لكن وقف يوسف أمامها و قال: الي أين تذهبين؟

لتردف بتوتر: سوف أغادر.

ليردف بابتسامة: هل تشعرين بالغيرة؟ 

لتردف بتوتر: بالتأكيد لا.

ليردف بهدوء: إذا لماذا أنت غاضبة ؟

لتردف بتوتر: أنا فقط ، أقصد ، كل ما أريد قوله هو أني.

لا تعلم ماذا تقول ؟ هي حقا تشعر بالغيرة عليه ، و لا تريد اي فتاة  أن تقترب منه ، هي لا تحبها ، هي تخطت مرحلة الحب.

أخرجها من تفكيرها عندما قال: شهد.

نظرت له نظرة ممتلئة بالدموعِ و الحب ،  لتردف بهمس: أجل أشعر بالغيرة عليك، لاني أحبك ، بكل صدق أنا أحبك يوسف، كنت لا أريد ذلك، كنت لا أتمني الوقوع في الحب ، لكن حدث و أنتهي الأمر.

كأنه لم يسمع شيء ، قال بهدوء: هيا شهد غادري من هنا.

سألت بتعجب: أنت لم تسمع حديثي.

لم يجيب أخذ أغراضه و ذهب ثم توقف و نظر لها و قال: الحب أفعال ليس كلام ، و أنا لم أرى منك إلا الفراق و العذاب.

قالت بدموع: لكن أنا.

لم تكمل حديثها لأنه غادر.

غادرت خلفه و عادت إلى المنزل.

و قررت  أن تنتقم من يونس و هكذا تكون انتهت من جميع العائلة.

كانت تقف أمام الباب ، تنتظر صعود يونس مثل كل يوم الى سطح المنزل ، أخرجت هاتفها و قامت بالاتصال على يوسف.

جاء الرد و قال: مرحبا شهد.

قالت بهدوء: متي تصل إلى المنزل.

أجاب بهدوء: بعد دقائق ، هل تريدين شيء؟

لتجيب بهدوء: كلا حبيبي ، أنا في انتظارك.

اغلق يوسف الهاتف .

نظرت شهد إلى غرفتها بابتسامة ، و فتحت الباب سريعاً عندما سمعت خطوات يونس.

صرخت  بذعر: يونس.

توقف عن الصعود و نظر لها بتوتر و قال : ماذا حدث شهد؟

لتردف بذعر: النار مشتعلة في المطبخ.

قال و هو يركض إلى الداخل : كيف حدث ذلك ؟

دلفت خلفه بهدوء و قالت بصوت رقيق: هل وجدت شيء ؟

نظر لها بتعجب و قال : لا يوجد شيء.

قالت بغضب شديد: أعلم أن لا يوجد شيء ، لكن حان الآن موعد انتقامي منك.

قال بحزن: شهد أعلم أني أخطأت معكِ ، لكن أنا ابتعدت عن هذا الطريق من فضلك أطلب منك السماح.

لتصرخ بغضب: هل تتذكر عندما قولت لك سوف تطلب مني أن ارحمك و أنا لا أفعل.

قال بخوف: ماذا تفعلين شهد؟

قطعت ثيابها لكن كانت ترتدي ثياب أسفلها، كانت تنظر له بابتسامة و هو كان مصعوقة لا يستطيع التحرك من مكانه.

ثم ظلت تصرخ ، تصرخ .

كان يوسف وصل ، عند سماع الصراخ ركض سريعاً و الجميع خلفه.

وقف مصدوم عندما رأى شهد ثيابها ممزقة و أخيه معها.

يدلف بخطوات مرتعشة و سأل: ماذا يحدث هنا؟

لم يجيب أحد ، كانت شهد على الأرض تبكي بانهيار ، و يونس متجمد في مكانه.

ذهبت ملك إليه و قالت: يونس ماذا تفعل هنا؟

لم يجيب و لا يستطيع الإجابة 

ذهب يوسف الى شهد و ساعدها  حتي تنهض من الأرض و قال بتوتر: شهد ماذا حدث ؟

زادت في البكاء ، صرخ بصوت عالي: ماذا حدث ؟

اقتربت عفاف من يونس و قالت: يونس ابني لم يحدث شيء صحيح.

لم يجيب أيضا 

صرخ حسين بغضب: ماذا تفعلين ايها الحقيرة؟

نظر يوسف له بغضب و قال: ما هذا الأسلوب في الحديث؟

قال حسين بصوت عالي: يوسف هذه خدعة جديدة منها ، حتي تدمر العائلة و أنت مثل العادة تصدق الحديث.

صرخ يوسف بصوت عالي:  شهد تحدثي.

لتردف بدموع و هي تنظر إلى الأسفل: كنت في انتظارك ، دق الباب ، كنت أظن أنه أنت، لكن كان يونس ، سألته ماذا تريد؟ دفعني إلى الداخل و حاول  الاعتداء عليا.

نظر الجميع إلى يونس بصدمة و الحقيقة أن الجميع لا يستبعد هذا الأمر عن يونس ، رغم أنه ليس له علاقات نسائية، لكن هو يسير في طريق حسين لذا الجميع يشك فيه.

و بالنسبة لهم شهد مثال الطيبة و البراءة.

كان حسين يقف عاجز مكتوف الايادي ، متاكد أنها تكذب لكن لا يستطيع فعل شي.

ذهب يوسف الي يونس و سأل بهدوء شديد: هل هذا الحديث صحيح؟

و اخيرا تحدث و قال و هو يبكي : لم أفعل شيء ، لم أفعل شيء.

نظر يوسف  إلى شهد بغضب و قال : أنا أصدق حديثك ، و أكذب حديث شهد.

نهضت بفزع و هي تسأل كيف علم يوسف أنها تكذب؟

كان يسير إليها بخطوات بسيطة و قال : شهد لم يكفي خادع.
                   الفصل الثامن عشر من هنا

تعليقات