رواية شهد مسموم الفصل العشرون20بقلم منال كريم


رواية شهد مسموم الفصل العشرون20بقلم منال كريم


قال يوسف باستغراب: ماذا تقولين شهد هذا أبي؟

لتردف بعصبية: اختار يوسف تذهب خلف ابيك أو أغادر المنزل.

ضغط على ذراعها بقوة و تحدث بغضب : أنا لا أصدق هذا الحديث، ماذا تظنين شهد؟ أن أترك أبي فهذا الوقت ، مهما كان يفعل ، هو يظل أبي ، و إذا لم ينال اعجابك الحديث ، ارحلي من المنزل.

لم تصدق هذا الحديث ، كيف يتخلي عنها بهذه السهولة ، لتردف بصدمة: يوسف.

أجاب و هو يرحل: هو أبي.

و غادر يوسف ، كانت تنظر له و هو يرحل بغضب، و سألت نفسها ، هل فقدت السيطرة عليه ؟ لم أسمح بذلك يوسف.

أخذت نفس و صعدت إلى منزل عفاف  و تظاهرت بالحزن ، لتردف بدموع: ماذا حدث ماما؟

لتردف بهدوء: هذا أمر طبيعي بسبب ما يفعله.

لتردف بهدوء: ماما أريد الحديث معكِ  في أمر هام .

أومات لها بالموافقة.

جلست بجوارها و قالت بهدوء: يكفي خصام بينك أنتِ و ماما سعاد ، حتي ملك لا تغادر منزلها ، يكفي ماما ، لم تحزني بسبب تفرقة العائلة.

أنهرت من البكاء ، قالت بدموع: هل أنا سعيدة بذلك؟ أنا أصبحت وحيدة لم أرى ابنائي و زوجاتهم ، إشتقت لها فهي أختي ، و أحمد لم يزوني و للمرة واحدة.

لتردف بابتسامة: إذا سوف أصعد الآن أجلب ماما سعاد و أحمد و ملك ، و نتجمع مرة أخرى.

وضعت عفاف  قبلة على جبينها و قالت بحب: لا أعلم لماذا حسين يرى أنك مذنبة ؟ و أنتِ تفعلين كل شيء حتي نجتمع.

نهضت و قالت بحماس : سوف يعود يوسف و يري أننا عودنا مثل السابق، لعل  يسامحني.

سألت بهدوء: ماذا حدث ؟

لتردف بحزن: أنا أخطأت و طلبت من يوسف عدم الذهاب الى بابا حسين خوفاً على سمعته، أعلم أني مخطئ و لا يجب قول ذلك.

قالت بهدوء : حبيبتي هذا من حقك ، حتي أنا أخشي عليه، لكن هو أبن بار بعائلته.

صعدت شهد إلى سعاد ، دقت الباب ، و قالت بابتسامة: ممكن نتحدث ماما.

لتردف بابتسامة: بالتاكيد تفضلي شهد.

احتضن يديها و قالت بحب صادق: ماما أنتِ شخصية جميلة جداً و لا تعوض ، و قلبك الصافي سوف ينسي ما حدث ، أنا أعتذر أطلب منك السماح ، لكن هي نعود مثل السابق.

تجمعت الدموع في عيونها و قالت بدموع: لماذا الاعتذار شهد أنتِ لم تفعل شيء ؟

أبتسمت بحزن و قالت: ليس مهم من أخطأ ، الاهم نعود عائلة ماما عفاف حزينة و وحيدة.

انفجرت من البكاء و قالت: هل أنا سعيدة؟

لتردف بابتسامة: إذا ماذا نفعل؟

سألت و هي تزيل دموعها: ماذا؟

جاء أحمد من الخلف و صرخ بسعادة : نعود مثل السابق.

و قالت شهد معه بصوت عالي: عائلة.

و جلست لمستواه و قالت بندم: مرحبا ايها الوسيم.

يبعد شعره إلى الخلف بغرور: أعلم أني وسيم.

لتردف بحزن: أطلب منك السماح ايها الوسيم.

قال و هو لم يفهم شيء: حسنا.

و ركض إلى عفاف فهي بمثابة أم له ، و كل هذه الفترة، منعته سعاد من الحديث معها.

قالت بهدوء: سوف أصعد إلى ملك ، و أنت اذهبي الى ماما.

أومأت رأسها بالموافقة ، و هبطت سريعاً فهي مشتاقة الى عفاف .

و تقف شهد بتوتر ، فهي المهمة الاصعب ، بالتاكيد سوف تسأل أسئلة كثيرة ، لماذا يوسف قال ذلك؟ ماذا فعل يونس معها؟

تشجعت و دقت الباب ، فتحت ملك و نظرت لها بتعجب لتردف : ماذا تفعلين هنا؟

كانت شاحبة الوجه ، ليست ملك  التي دائما تبتسم و تمزح مع الجميع ، كانت عيونها بيها حزن كبير، فهذا طبيعي ما حدث لها ليس سهل؟

كانت تشعر بالندم الشديد على ما فعلتها فهؤلاء، ليس لهم ذنب ، لماذا فعلت ذلك؟ لكن لا ينفع ندم الان، سوف تنقذ ما يمكن إنقاذه ، بعد كل ما فعلت شعرت براحة بعض الشيء ، قررت تصحيح الأخطاء ، لكن هل تسير الأمور كالعادة مثل ما تريد أو للقدر  كلمة اخره؟

انتبهت عندما قالت : شهد.

نظرت لها بحزن و قالت  بهدوء: حان الآن توحيد العائلة و هذا لا يحدث إلا إذا كنت أنا و أنتِ يد واحدة .

دلفت إلى الداخل ، و جلست على المقعد و قالت  بدموع: افعلي أنتِ شهد، أنا لا أتحدث مع أحد من هنا ، يكفي ما حدث ، أنا أصبحت أعشق أخو زوجي، و زوجي يعشق زوجة اخوه، هل تعلمين منذ ما فعل معك يونس و هو لا يعود إلى المنزل.

جلست أمامها و سألت: أين يذهب ؟

أجابت بهدوء: في المسجد، هو أقتنع بالتوبة لكن من الواضح كان يكذب عليا.

و انفجرت من البكاء بصوت عالي تكاد تكون صرخات.

نهضت و ذهبت إليها و ضمتها إلى حضنها و قالت بدموع: اعتذر ، اعتذر .

نظرت لها و قالت: لماذا الاعتذار ؟

أبتعد عنها و تردف بهدوء و هي تزيل دموعها: ملك ما حدث لم يكن بإرادة يونس.

نظرت لها بتعجب و سألت: لم أفهم.

هي تريد تخبرها أن يونس برئ ، لكن دون أن تدين نفسها ، لذا قالت بهدوء: أنتِ تقولين أنه يريد التوبة ،إذا هؤلاء من العالم الآخر يريدون أنه يظل دائما مجند لخدمتهم.

تغيرات ملامح ملك إلى النقيض من الحزن إلى السعادة من الدموع الي الابتسامة ، لتردف بسعادة: كنت متأكدة أن يونس لا يفعل هذا الأمر البشع.

قالت بهدوء: الاهم ظلي خلف يونس حتي يتوب و لا تتحدثين معه في الماضي ، ابدوا حياة جديدة.

نهضت بحماس و عناقتها بحب و سعادة ، و قالت : اشكرك شهد ، اشكرك.

في منزل عفاف 
عادت الحياة مرة أخرى
كانت عفاف تلعب مع أحمد
و سعاد و ملك و شهد في المطبخ يحضرون الطعام.

و بعد وقت ، و صل حسين مع يونس و يوسف ، كانت الصدمة  من هذا التجمع.

ليردف حسين باستغراب: ماذا حدث حتي تعود الأمور مثل السابق  ؟

قال الجميع بصوت واحد: شهد هي من فعلت.

نظر يوسف لها بإعجاب ، أما يونس كان ينظر إلى الأسفل ، و حسين نظر لها بخبث، و قال أنها تخطط لشئ جديد.

لتسأل عفاف : ماذا حدث معك حسين؟

جلس على المقعد وضع قدم على قدم و قال بغرور : لم يحدث شيء ، الأشخاص الذين طالما ساعدتهم ، ساعدوني اليوم.
و نظر إلى شهد و قال: أنا على صداقة قوية مع أشخاص ذو شأن في المجتمع.

لتردف بابتسامة: جيد جداً بابا، هيا العشاء جاهز.

ليردف يونس بإحراج: لا أريد.

و غادر و ركضت ملك خلفه، و قالت بدموع : يونس.

التفت له و هو ينظر إلى الأسفل: ماذا؟

ألقت نفسها في حضنه و قالت بدموع: لا تذهب ، أعلم أن المكوث في المسجد شئ مريح جدا ، لكن يجب نسيان الماضي بكل ما حدث، يجب عليك البحث عن وظيفة ، أنت خريج كلية الهندسة ، لا تلتفت إلى الماضي سوف نبدا حياة جديدة.

ضمها بشدة و بكي بقهر مثل الطفل، يبكي بسبب ذنوبه، يبكي بسبب ظلم شهد له، يبكي لأن يوسف لم يتحدث معه ، و ينظر له على أنه خائن.

جاءت شهد و معه يوسف حتي يرى حالة يونس.

قال ببكاء هستيريا : أنا خائف ، خائف من عقاب الله، خائف أن يظل يوسف لا يتحدث معي، خائف أن يظل أبي يسير في هذا الطريق ، خائف أن تبتعدي عني.

قالت بدموع شديدة: لا أبتعد عنك ، أنا أحبك.

ذهب يوسف إليه و قال بدموع: و أنا أيضا معك اخي ، و لا أبتعد عنك و الله يغفر لك كل الذنوب.

خرج من حضن ملك إلى حضن أخيه.

كانت تنظر لهم و هي لا تستطيع السيطرة على دموعها ، كيف كانت بهذه الكراهية ؟ كيف أستطعت فعل كل ذلك؟

جاء حسين و قال بهمس: ما الخطة الجديدة؟

نظرت لها بعيون ممتلئة بالدموعِ و قالت: هل تصدق أن لا يوجد خطة جديدة ؟ و أن ما حدث اليوم كان آخر فصل في الانتقام ، و الآن سوف يبدا فصل جديد.

نظر لها بكراهية و قال بهمس حتي لا يسمع أحد: لا أصدق حديثك ، و أخبرني ما الفصل الجديد؟

نظرت ليوسف بحب شديد، و قالت : فصل الحب، سوف تبدأ قصة حب يوسف و شهد.

أبتسم باستهزاء و قال: هل تظنين أن كل شيء يسير مثل ما تريدين؟ هذا رأيك انتهي الانتقام و الآن فصل الحب ، لا تحلمي بالسعادة طالما أنا على قيد الحياة.

نظرت لها و قالت بشر : إذا سوف ترحل من هذه الحياة لا تستبعد القتل عن فتاة قامت بكل هذه الأمور.

و تركته و دلفت إلى الداخل.

في غرفة الطعام

كان يتناولون الطعام وسط مزح و سعادة و ضحكات كالعادة.

كلما حاولت شهد التحدث إلى يوسف ، لم يجيب عليها و ينظر لها بغضب.

كانت شهد تحضر القهوة ، جاء يونس و قال : شهد.

أجابت بهدوء: نعم.

قال بحزن و ندم شديد: أنا آسف.

أجابت هي الأخرى بندم و حزن: حتي أنا أعتذر عن ما بادر مني ، بالنسبة لحديث يوسف عن ملك،  كانت خدعة مني ، حتي أنتقم ، كنت لا أرى شئ إلا الانتقام، أنت لا تنكر أني كنت مظلومة بسببك  أنت و أبيك ، لا تنسي أني تعذبت لكن أنا الآن قررت بداية حياة جديدة لذلك اطلب منك السماح.

قال بابتسامة ممزوج بدموع: أنتِ على حق شهد، أنا و ابي نستحق الجحيم بسب أفعالنا ، لذا أنا ليس غاضب منك و أطلب منك السماح.

لتردف بهدوء: أشهد الله اني اسامحك.

أبتسم و غادر المطبخ 

كان يوسف يصعد الدرج و هي خلفها ، تتحدث معه و أيضا لا يجيب.

لتردف بعصبية: ايها الصامت أنا أتحدث معك.

لم يجيب أيضا و فتح الباب و دلف إلى غرفته فورا ، دلفت خلفه باستغراب و قالت: أنا غاضبة منك ، ليس أنت الغاضب ايها الطبيب ، جمعت العائلة لأجلك، اعتذرت لك و ماما عفاف قالت لك أني لم أقصد و فقط كنت أشعر بالخوف عليك، و أيضا لم تتحدث معي، ماذا أفعل يوسف؟

لم يجيب و فتح الخزانة و أخذ ثياب و دلف إلى الحمام ، قالت بصوت عالي:  حسنا أيها الطبيب سوف أرحل.

و غادرت الغرفة و هي غاضبة.

كانت في غرفتها و ظنت أن يوسف يأتي لها، لكن لم يأتي.

خبطت على الأرض بقدمها بغضب و ذهبت الى الفراش حتي تستعد للنوم ، لكن ظهر أمامها شاهر ، كان يقف أمام المرآة بهيئة مخيفة جداً ، و يكتب كلمات غير مفهومة على المرآه بالدم.

لن تنكر أنها شعرت بالخوف ، لكن ظهرت القوة و سألت: ماذا تفعل هنا؟

أجاب بصوت مخيف،  و هو مازال يكتب على المرآه حتي أصبحت ممتلئة بالدماء : حتي أخذك معي ، تذكري وعدك لي ، أنك بعد الانتقام تأتين الي عالمي.

نهضت من على الفراش بتوتر و قالت: لكن أنا.

لم يسمح لها بالحديث ، اقترب منها و صرخ بصوت عالي جدا: لم أنتظر بعد ، انتظرت وقت طويل ، حان الآن أخذك الى عالمي.

وضع يديه على فمها ،وسقطت فاقدة الوعي بين أحضانه.

و للحديث بقية

#شهد_مسموم"
#الفصل_الواحد_والعشرون"بقلم منال كريم

قرر شاهر أخذ شهد معها دون إرادتها وضع يده على فمها فقدت الواعي في حضنه، نظر لها برغبة.

و قال بحب: منذ أن طلب مني حسين ازعاجك و أنا وقعت فريسة في حبك، جعلت هذا الزواج يصير فقط لأجل أن اريح قلبك بالانتقام من حسين و عائلته، يعجبني أن زواجك  من يوسف لم يكتمل ،ولذلك أن هادئ ، لكان لو فكر أن يقترب منك لا أسمح بذلك، هل تتذكرين عندما حاول الاقتراب منك ، كانت أنظر له بغضب  ، كنت سعيد   بالصفعة منكِ لهذا الحقير ، لكن لم أكتفي بذلك ، أنا ظهرت أمامه فجأة و كاد يصطدم بشاحنة و انتهي منه ، لكن للاسف لم يموت و ظل هو زوجك ، و الآن أنتِ  تتوقعين أن أتركك تعيشين معه بسلام، كلا شهد أنتِ لي ، و الآن سوف يحدث ذلك.

وضعها على الفراش و كان يقترب منها و إذا حدث هذا الشيء ، سوف تصبح ملك له ، و تنفذ كل أوامره بدون اعتراض ، و هذا ما يخطط له حتي تصبح أسيرة له.

 و لكن دائما ما يكون القدر في صف شهد، جايز لأن الله يعلم أنها قبل أن تكون ظالمة  كانت مظلومة .

كان يوسف لا يستطيع النوم ، يريد يذهب إليها ، و لكن يحدث نفسها أنها أخطأت ، لذا لم يتحدث ، غادر الغرفة ، ذهب إلى المطبخ لتحضير كوب قهوة، ثم قام بتشغيل التلفاز علي القرآن الكريم و كانت سورة البقرة.

لذا قبل أن يقترب منها ، عندما سماع القرآن الكريم هرب سريعاً و هو يشتغل غاضباً أنه لا يستطيع الحصول عليها.

في الصباح 
تتقلب في الفراش بنعاس شديد و تشعر بتعب شديد يسير في جسدها ، اعتدلت في جلستها بفزع و هي تتذكر ما حدث ، نظرت إلى المرآه لم تجد شيء.

نهضت من على الفراش و تحاول تذكر ما حدث ، آخر ما تتذكر أنه قال لها لم أنتظر بعد و هي فقدت الواعي.

تخشي أن يكون أقترب منها.

لتردف بدموع: ماذا حدث بعد أن فقدت الوعي ؟ هل هذا الجن اقترب مني؟ لماذا لم أتذكر شئ ؟ لماذا يحدث معي ذلك؟ لماذا لم يكتب لي عيش حياة سعيدة ؟

التفتت إلى الفراش و هي تنظر إليه و هي تخشي رؤية شيء ، أخذت نفس براحة عندما لم تجده، لكن سرعان ما قالت: هو سهل عليه يجعل كل شيء طبيعي ، كيف أتأكد أني عذراء.

نفضت هذه الفكرة و قالت:  لم يحدث شيء ، توقفي عن التفكير بشكل سلبي.

غادرت الغرفة وجدت التلفاز مفتوح على القرآن الكريم ، قالت في نفسها أن جايز شاهر هرب عند سماع القرآن.

وجدت يوسف يغادر غرفته و هو يستعد للخروج، مر عليها و. لم يتحدث معها.

سألت بهدوء: يوسف هذا التلفاز مفتوح منذ أمس أو الآن.

لم يجيب.

سألت بعصبية: يوسف أنا لا أريد الحديث معك ، أنا اسال سؤال و أريد إجابة.

و قال و هو يفتح الباب: منذ أمس.

سألت مرة أخرى: منذ متي، هل عندما غادرت غرفتك بوقت طويل؟

أجاب و هو لا يفهم ما سبب كل هذه الأسئلة: بعد مغادرتك بوقت قصير.

أبتسمت بسعادة و ركضت إليه و  حضتنه و قالت بصوت عالي: الحمد لله ، الحمد لله ، أشكرك ، أشكرك.

انزل يديها التي تلتف حول عنقه و هبط إلى الأسفل دون حديث ، صرخت بصوت عالي: هذا كثير ، هل مازلت غاضب؟ انتهي الأمر.

لم يجيب عليها ، دلفت سريعاً ،اخذت حمام وتوضأت و قامت بالصلاة و هبطت سريعاً ، حتي تلحق به قبل المغادرة. 

تدلف إلى غرفة الطعام ، كان الجميع يجلس على الطاولة جلست بجواره و قالت : صباح الخير.

أجاب الجميع ، إلا هو.
نكزته في كتفه و قالت بابتسامة: صباح الخير ايها الصامت.

و أخيراً أجاب : صباح الخير ، ممكن تصمتي بضعة دقائق حتي أتناول الطعام بسلام.

قالت بحزن : أجل سوف أصمت لأجلك ، حتي لو أصمت إلى الأبد لأجلك.

نظر لها نظرة خوف و قال: ما هذا  الحديث؟

لتردف بدلال: ماذا أفعل لك؟ أنت منذ أمس و لا تتحدث معي ، اعتذرت أكثر من مرة و أنت لا ترضي.

يردف بحزن: كنت حزين منكِ بشدة، رأيت أنك مستعدة إنهاء علاقتنا بسهولة، هل تتوقعين مني  التخلي عن أبي ؟ لو تخليت عن عائلتي ، يجب أن توقعين يوماً ما سوف اتخلي عنك أيضا.

لتردف بهدوء: أعلم ذلك و كنت على خطأ.

سأل بهدوء:  لماذا تسألين عن التلفاز ؟

قالت بابتسامة: لا يوجد شيء ، اليوم سوف أذهب مع صديقاتي للتسوق لأجل زفاف رحمة ، و هذه الأيام سوف أكون مشغوله معها.

أومأ رأسه بالموافقة.

في المكان المخصص لعمل حسين 

كان اقتراب موعد تقديم حسين قربان للجن  ،  يحدث هذا كل ثلاث شهور.

قال شاهر بغضب: سوف أعود لمساعدتك ، لكن أريد قربان مميز هذه المرة .

قال بابتسامة: أنا في خدمتك سيدي، لكن من فضلك أنا خسرت كثير بسبب أني أصبحت لا أستطيع فعل شيء بدونك  توقف الناس عن طلب مساعدتي .

قال بخبث: أنا أريد القربان ، هو شهد أو .

و صمتت، ليسأل بفضول: أو ماذا؟ 

جلس على مقعد حسين ، و كتبت طلاسم على موقد النار ، و قال : أنظر حسين و اختر اي قربان تعطيني.

نظر حسين بذهول, رأى أنه يذبح أحمد ليعطي قربان شاهر، هو فعل ذلك في اطفال كثير، لكن لا يستطيع فعل هذا مع أحمد.

قال بدموع: لا استطيع فعل ذلك ، أنت تريد شهد هي لك، هي لا تفرق معي ، أنا لا أكره أحد مثلها هي.

قال بهدوء: إذا سوف تساعديني لأجل الحصول عليها.

جلس تحت قدمه و قال : ماذا أفعل؟

قال و هو ينظر إلى موقد النار و يري شهد أمامه و هي عروس له في قصره: في اليوم المحدد لتقديم القربان ،  أريد إخلاء المنزل ، حتي نكون أنا و هي فقط  و أنت، بالامس كان ينتهي الامر، لكن تعسر بسبب ابنك الغبي.

قال بخضوع و دون الاهتمام أنها زوجة ابنه : أجل سوف أنفذ الأمر ، و الباقي عليك، لأنك ضعيف أمامها، أخشي أن تخدعك بكلماتها الساحرة.

قال و هو مازل ينظر له و كل نظرة لها يجعله يقع في غرامها أكثر فأكثر: لا تخشي لا انصت لها اكتفيت من خداع هذه الفتاة.

و أتفق شاهر و حسين معنا على شهد مثل مرات عديدة و لكن كانت دائما هي تفوز ، لكن هل هذه المرة يكون الفوز حليفها أما لا؟

لكن الشيء المؤكد أن بهذا الاتفاق سوف تستمر الحرب بين حسين و شهد.

مر أسبوع في تحضيرات زفاف رحمة ، كان الفتيات مشغولين دائما ، و الذي يسير شكوك شهد أن شاهر لا يظهر أمامها بعد هذا اليوم، حتي هدوء حسين يجعلها تخشي أن يكون هذا الهدوء قبل العاصفة.

التي لا تعلمها هي أن قبل كل مراسم قربان ، شاهر لا يستطيع الظهور في عالم البشر و يظل سجين في قصره.

و حسين لا يقدم على أعمال السحر الاسود في هذه المدة أيضا، حتي اليوم المحدد يكون حسين مقيم في مكانه المخصص.

لكن هي رغم خوفها ، قررت نسيان كل شيء و تعيش و لو للحظات حياة مثل أي شخص.

في الزفاف 

تجلس شهد مع يوسف و سما و حازم على طاولة معنا.

همس حازم  لها بحب: العاقبة لنا.

أجابت سما  بخجل: أن شاء الله.

ثم نظرت إلى شهد و قالت : شهد انظري خلفك.

نظرت شهد وجدت أكثر شخص لا تحبها ، و ماهي إلا مريم ، سارت بدلال وقفت أمام الطاولة و مدت يدها للمصافحة يوسف،ولكن  شهد قالت لها بعصبية: معذرة مريم زوجي لا يصافح فتيات.

لتجيب الأخري بهدوء: لكن هو الطبيب الخاص بي .

أجابت بهدوء: هذا الحديث في العيادة.

قالت سما باستهزاء: لكن أفضل شي مريم أنك تذهبين الي طبيب نفسي، لأنك معقدة و حقودة و ممتلئة بالعيوب.

نظرت لها قالت بعصبية: ما هذا الحديث ؟

نظر حازم لها و قال: هذا الحديث خطأ سما، لا يجب نتحدث عن مرض الآخرين.

أجابت بعصبية: حسنا.

قالت شهد بهدوء: هل تريدين شئ مريم؟

رحلت بغضب كلما حاولت استفزاز شهد لا تستطيع.

كان الزفاف يسير بشكل جميل ، كانت شهد تقف مع رحمة و سما ، و نظرت خلفها لتجد يوسف يقف مع مريم و يتحدث و كانوا يبتسمون.

زفرت بضيق ، و ذهبت الى أدهم الذي يقف بمفرده و تحدثت بصوت عالي: أدهم.

نظر لها بابتسامة و قال: مرحبا شهد.

أما يوسف انتبه لها، و كانت عيونه عليها و لا يشعر بالغيرة ، بل يشعر أنه سوف ينفجر لأنها تبتسم أو تتحدث معه بهذا الشكل ، حتي لا ينتبه إلى مريم التي لن تكتفي من الثرثرة.

لتردف بابتسامة: كيف حالك ؟ منذ إنتهاء الدارسة و لا أعلم عنك شئ.

أجاب بابتسامة: بخير ، كيف حالك أنتِ؟

أجابت بابتسامة: بخير ، هل التحقت بوظيفة؟

أجاب بهدوء: أجل، كنت أريد أسألك سؤال.

قالت بابتسامة: تفضل.

جاء يوسف و جذبها من يديها بعنف، و ذهب إلى الطاولة و قال بغضب: اجلسي هنا و حتي إنتهاء الزفاف لا تحركين من مكانك.

نظرت لها بعصبية: فعلا أنا اجلس هنا، و أنت تذهب تتحدث مع مريم.

جلس و قال بهدوء: هي مريضة عندي.

لتجيب بعصبية: مريضة فقط صحيح.

أجاب بهدوء: صحيح.

لتجيب بهدوء شديد: إذا أيها الطبيب هذا الحديث يكون في العيادة ، أما أنت أصبحت لا تستطيع التوقف عن الحديث معها.

سأل أيضا بغضب: يوجد سبب لحديثي معها ، أما أنت ما سبب حديثك معه.

قالت بهدوء: صديق الدارسة.

كان يتحدث لكن جاء حازم و سما.

و تم الزفاف ، و كانت شهد و يوسف في شجار بسب الغيرة.

في المنزل 
مروا على عفاف و جلسوا معها و قصت  شهد لها كل شيء حدث في الزفاف.

ثم اقتربت من يوسف و همست له : يوسف سوف أصعد لكن من فضلك لا تصعد إلا إذا  قومت بالاتصال بك.

نظر لها بتعجب و قال: لماذا؟!

لتردف بهدوء: بدون سبب.

أومأ رأسه بالموافقة، و استأذنت شهد و صعدت.

و بعد ساعة طلبت من يوسف الصعود.
فتح باب الشقة ، وجدها تقف في المنتصف بفستان باللون الابيض ، و هي في كامل رونقها و جمالها، كانت تمسك في يدها باقة ورد باللون الابيض ، و نظر إلى الطاولة المجاورة لها ، كانت عليها قالب كيك و محفور عليه( زواج سعيد ) باللغة الإنجليزية، و كان المكان مزين بالورود و الشموع.

أبتسم ابتسامة بلهاء ، و هي لا يستوعب و شيء ، و سال: ما كل هذا ؟

لتردف بابتسامة: منذ عام في مثل هذا اليوم ، كان زفافنا و الحقيقة أنا كنت أشعر بالحزن الشديد ، لم أشعر مثل كل الفتيات أني عروس.

و تلألأت الدموع في عيونها و هي تتذكر أن العام الماضي كان اسوء أيام حياتها.

سقطت دمعة من عيونها و قالت:  العام الماضي لم يكن جيد ، بل كانت كل  الامور ليست على ما يرام ، الآن لا أريد الحديث عن ما حدث في السابق ، لكن لي رجاء و هو مهما حدث في الماضي هو ماضي لا تحزن أو تغضب مني ، أنا فقط كنت مجروحة ، هيا نعيش الحاضر.

اقترب منها و هو لا يفهم شيء و سأل: أنا لا أفهم ماذا تقصدين بهذا الحديث ؟ 

أبتسمت عليه و على غبائه ، لتردف بابتسامة: أقصد و ليكن أن هذا هو يوم زفافنا ، و ليكن  لم نعيش العام الماضي.

و مازال هو لا يفهم أو لا يصدق الحديث، فهو أصبح متيقن  أن شهد لم تقبل هذا الزواج.

ليسأل بهدوء: هل تقصدين أنك تقبلين هذا الزواج ؟

أومأت رأسها بخجل و قالت : بشرط.

سأل بابتسامة: ماذا؟

أعادت خصلات شعرها بغرور و قالت: تقدم لطلب الزواج مني بطريقة رومانسية ، هذا الوقت هو بداية علاقتنا.

أشار بيده على أنها تنتظر و ركض إلى غرفته و جلب القلادة التي كان يريد تقديمها يوم الزفاف ، و جاء مسرعاً ، و جلس على ركبته و فتح العلبة و مد يده لها ، و تنهد بحب شديد ثم قال: شهد.

لكن لم يستطع تكملة الحديث و ذرفت عيونه بالدموع من السعادة فما أجمل أن تحصل على شئ و أنت كنت فاقد أمل الحصول عليها ؟

هي الأخرى ذرفت دموعها لكن لسبب أخر ، فكيف كانت بهذا الغباء؟ حتي تضيع هذا الحب من يديها، فهذا حبيب و زوج لا يعوض أو يكرر ، تبكي لأنها الآن أصبحت عاشقة له ، لكن لو جاء يوم و اكتشف الحقيقة ، ماذا يفعل؟ 
إزالة دموعها و قالت لنفسها ، لا أفكر في شئ الان ، لتردف: يوسف.

نظر لها بعيون باكية ، لينظر إلى عيونها الممتلئة بالدموع ، أخذ نفس عميق: كنت أنتظر هذه اللحظة منذ الطفولة ، كنت دائما أفكر ما الطريقة المناسبة حتي أتقدم لكِ ؟ لكن أنا أتفق معكِ ، سوف نتخطي الماضي بكل ما فيه، شهد هل تقبلين الزواج مني ؟

أومأت رأسها بالموافقة مع الابتسامة الممزوج بدموع شديد: نعم أقبل ، أقبل.

نهض من على الأرض أخرج القلادة وضعها حول عنقها و قال: هذه القلادة دليل أنك ملكي أنا.

التفت له و أعطته باقة الورد و قالت بدموع: و أنا اتمني ذلك ،أريد منك وعد يوسف.

ليجيب بابتسامة: ماذا؟

حضنت يديه و قالت بدموع: أن تظل معي، و لا تتركني مهما حدث، أن لا تجعل الماضي يؤثر على حاضرنا، أن تغفر لي اخطائي ، أن تثق في حبي لك، و لا تبتعد عني مهما كان  السبب ، أنت تجعلني دائما حبيبتك ، و لا تسمح لأي شئ يفرق بينا ، هل توعدني ؟

إزالة دموعها وضع قبلة على جبينها و قال بحب: لماذا الدموع؟ كل هذا سوف يحدث بالتأكيد لأنك حبيبتي ، هل أنا أستطيع الابتعاد عنكِ؟ لو كنت أستطيع لكنت فعلت منذ زمن بعيد ، بالنسبة للماضي أعلم أن عدم قبولك لهذا الزواج بسبب ما فعل أبي ، و لا يفرق معي ، يكفيني شرف أنك على أسمي.

لتردف بدموع: لا أريد كل هذا الحديث، قول أوعدك شهد لا أتركك و سوف أغفر لكِ كل شيء.

ليردف بابتسامة: أجل شهد حياتي و ليكن ذلك ، أوعدك شهد لم أتركك و سوف أغفر لكِ  كل شيء ، هل أنتِ سعيدة الآن ؟

في جانب آخر 
كان يجلس في قصره تأثر و غاضباً جداً ، و هو يري شهد و يوسف معنا ، لكن هو لا يستطيع الذهاب الى الأرض حتي يمنع ذلك.

ظل يصرخ بغضب شديد و يحرق كل شيء حوالها كان المكان مشتعلة فيه النار.

لكن ما حدث جعله يريد الحصول على شهد في أقرب وقت.

مر أسبوع كان يوسف و شهد يعيشون في سعادة ، و ذهبوا إلى أماكن كثيرة و مختلفة ، كانت سعادتهم لا توصف.
لكن شهد كانت دائما خائف أن يأتي اليوم و يكشف يوسف الحقيقة ، و كانت تشعر بالقلق والتوتر الدائم .

كانت تقف في المطبخ و هي تتذكر يوسف و تتبسم.

شعرت به يضمها  من الخلف لتسأل بتعجب: يوسف هل عودت بهذه السرعة؟

لكن لا يوجد إجابة و يضمها بقوة لدرجة أنها تتالم ، لتردف بالألم: يوسف أنا أتألم أبتعد عني.

لا يوجد إجابة أيضا و يضغط عليها ، التفتت للخلف ، صرخت عندما لم تجد يوسف.

التفتت حوالها و قالت بتوتر: يوسف هذه مزحة سخيفة أنا خائفة.

أيضا لا يوجد إجابة ، كانت ترتدي فستان قصير ، غادرت المطبخ و التقطت ثوب الصلاة من على الأريكة حتي ترتديه ، لكن جذبه أحد من يديها.

سألت بفزع: هل هذا أنت شاهر؟

شعرت بنفس اللمسات التي كان يفعله في السابق، و كان يهمس في أذنها: أخبرتك أنك لي و أنك من حقي.

ركضت حتي تفتح التلفاز على القرآن ، لكن انقطعت الكهرباء في المنزل بأكمله ، و من فعل ذلك حسين.

ركضت حتي تغادر ، لكن الباب لم يفتح ، ظلت تصرخ: يوسف ، ملك ، ماما ، يونس أحد يساعدني.

لم يظهر أمامها بعد ، لكن تحدث و قال: لا تجهدي نفسك حبيبتي ، لا يوجد أحد هنا ، فالجميع خارج المنزل، و حتي لو صرختي باعلي صوتك لا أحد يسمعك، اليوم سوف تنتهي هذه المسرحية.

لتردف بقوة : هل تظن أني خائفة منك أيها الحقير؟ كلا لم أخاف و أقسم لك أن عقابك أنت و هذا الاخر سوف يكون عسير، لكن لماذا أنت لم تظهر أمامي؟ أنت خائف صحيح.

و بعد هذه الجملة ظهر أمامها بهيئة مرعبة ، رغم أن الظلام كان يخيم على المكان ، لكن كان ضوء متعمد على شاهر و شهد.

صرخ بغضب شديد: أنا لا أخاف من شيء.

لتردف هي الأخري بقوة: هل تظن أن أخشي منك او لا أستطيع قراءة القرآن الكريم بدل عن التلفاز أو الهاتف، شاهر أنا قوية جدا ، تخيل أكثر منك أو من حسين  ، لذا اليوم سوف تكون نهايتك.

جذبت منه ثوب الصلاة بعنف و ارتدتها ، و بدأت في قراءة القرآن الكريم بصوت عالي.

كان هو يصرخ و تحول جسده  إلى قطعة من نار و ظل يخرج نار من فمه و كان يحطم أشياء في المنزل.

رغم أن المكان كان مرعب و مخيف، و يكفي شكل شاهر ، لكن كانت تستمد القوة من آيات القرآن الكريم.

و ظل الوضع فترة حتي أختفي شاهر من أمامها 

و هنا ظلت تصرخ تصرخ و تخبط على الأرض ، ثم سجدت إلى الله سجدة شكر و قالت بدموع: الحمد لله ، الحمد لله.

ثم تحولت ملامح وجهها إلى الغضب نهضت بغضب و التقطت سكين و أقسمت أن حسين سوف يكون ميت اليوم.

غادرت المنزل مسرعاً و ركضت إلى الأسفل بغضب شديد و صرخت : حسين.

كان يشاهد كل شيء من خلال موقد النار و لم يصدق كيف استطعت شهد الفوز على شاهر ، رآها تركض و هي تحمل سكين، لكن مازال لا يستوعب أنها  أصبحت لا تخشي شيء ، ظن أنها لا تفعل.

كان يقف ينظر لها بقوة ، رغم أنه من الداخل أصبح ضعيف بسب خسارته لقوة شاهر، و قال بهدوء شديد: من السهل الانتصار على شاهر لكن أنا.

لم تسمح له بتكملة الحديث ، طعنته بالسكين ، نظر إلى جسده الذي ينزف الدماء ثم لها بصدمة، أما هي كانت تنظر له بغضب و حقد شديد ، و صرخت: هل تتذكر جملتي؟ 

صمتت قليلاً ثم قالت : لا تستبعد القتل عن فتاة فعلت كل ذلك.

سقط  حسين على الارض.

سحبت السكين من جسده بغضب و حقد و قوة ، و قالت بتمثيل التفكير : و الآن ماذا أفعل؟  سوف امحي بصماتي من المكان، حتي لا يشك أحد في امري، و بالتأكيد أن لا تريد ذلك بابا 

قطعت حجاب ثوب الصلاة بالسكين و مسحت بصماتها من المكان و أشارت لها بيدها و قالت بابتسامة: إلى اللقاء سونا حبيبي.

و ابتسمت بصوت عالي 
و صعدت إلى منزلها.


تعليقات