رواية ما بين اللقاء والدعاء الفصل الثاني2بقلم سارة عبدالباري


رواية ما بين اللقاء والدعاء الفصل الثاني2بقلم سارة عبدالباري


ذهبو سويا الى مطعم وبدأو بالحديث فى مواضيع عدة ولكن فجأه توقفت ريم عن الحديث ونظرت بصدمه. 

نور مالك يا بنتى سكتى لي. 

ريم بصدمه وبصوت ضعيف مشيره على الطاوله المواجهة لهم ادم. 

نظرت نور فوجدت ادم خطيب ريم وبجوارة فتاه ممسكه بيدة. 

قامت ريم باندفاع متوجهه امامه. 

نظر لها ادم بصدمه ريم انتى هنا. 

نظرت له والدموع في عينيها مكنتش اعرف ان ربنا هيستجاب لدعوتى بالسرعة دى ثم اخرجت الخاتم من اصبعها والقته بوجهه وغادرت على الفور. 

نور استنى يابنتى هو اللى خسران ميستهلكيش صدقينى. نظرت لها بنظرة كلها انكسار انا ما استحقش كل دة يانور انا مش وحشه وعمرى ما اذيت حد لى يحصل كدا معايا ثم اخذت تبكى بكاء يقطع نياط القلب. 

نظرت لها نور بشفقه وحزن ثم احتضنتها. بالعكس دة انتى ربنا بيحبك علشان كدا كشفهولك في فترة الخطوبه مش احسن ما كنتى اتجوزتيه واكتشفتى كدا بعدين احمدى ربنا. 

نظرت لها مستكمله حديثها. الحمد لله دائما وأبدا. 

نور وريم رجعو البيت...

كان مصطفى يجلس امام التلفاز لم يبدى اى اهتمام لوجودهم ولكن عندما نظر لاخته وجد الدموع في عينيها اسرع على الفور متحدث بقلق اى اللى حصل مالك انتى معيطه. 

نظرت له ريم فلم تستطع التحدث ولكن القت نفسها بداخل احضانه واخذت تبكى. 

مصطفى اشششش اهدى يا حبيبتي مالك بس حد دايقكم احكيلى. 

نظرت له بحزن ادم طلع بيخنى شوفته مع واحده في الكافيه وكان ماسك ايديها. 

مصطفى بعصبيه الحيوان والله ما هرحمه وبعدين دة ميستاهلش دمعه من عيونك انتى خسارة في اصلا انتى ست البنات كلهم تقعدى معززة مكرمه لحد مايجيلك اللى يستاهلك. 

هزت راسها برفض لا انا خلاص مش هتجوز حد انا كرهت فكرة الجواز اصلا. 

نظر لها مصطفى بحزن بطلى عبط بلا مش هتتجوزى ياعنى لو ريم القمر متجوزتش مين يتجوز نور مثلا. 

نظرت له نور بعصبيه طب لى الكلام اللى يحرق الدم دة هو انا قاتله حد من عيلتكم وانا معرفش  

غمز لها مصطفى هو لم يقصد شيء فعل ذلك ليمازح شقيقته لعلى وعسى ان يخفف من حزنها. 

نور متفهمه اه كدا وكدا ياعنى. 

مصطفى ناظرا لها بصدمه كتله غباء متحركه. 

ضحكت ريم على مشاجرة أخيها ونور فهم مثل القط والفار بس خلاص انا مش زعلانه الحمد لله ان ربنا كشفه في فترة الخطوبه. 

اثناء حديثهم معا دق جرس الباب  

فتح مصطفى الباب فوجد ادم امامه يا بجاحتك يا اخى انت كمان ليك عين تيجى هنا يا حيوان. 

ادم الزم حدودك يا مصطفى انا جاى اوضح سوء التفاهم اللى حصل. 

تدخلت ريم في الحديث سوء تفاهم اى دة انا شيفاكم بعينى وهى ماسكه ايدك وانت كنت بتضحك ومبسوط وبعدين بعتلى مسدج الصبح بتقول انك مشغول ومش فاضي انت اى يا اخى معجون بمايه كذب. 

وجد مصطفى ان لامفر من الحديث فبدا ان يتحدث بصراحه. ايوة انا كدبت عليكى دى تبقي سالى انا وهى بنحب بعض وهنتخطب

نظر له مصطفى بعصبيه فانهال عليه ضربا وكمان بتقولها في وشها انت اى يا اخى طالما بتتنيل بتحب حد غيرها بتخطبها لى هى بنات الناس لعبه. 

ادم:بصراحة أنا مش قادر أكمل. لبسك وطريقتك مش شبهي... إنتِ دايمًا بتتكلمي في الدين وبتنتقدي حاجات أنا شايفها عادية. أنا عايز حد أبسط... أخف.

ريم بهدوء يتخلله وجع. 
يعني علشان بحاول أرضي ربنا أكون ملتزمة بلبسي وكلامي... ده يبقى سبب إنك تسيبني؟ أنا مقللتش منك يوم ولا حكمت عليك كل اللي عملته إني حاولت أكون عبدة صالحة.

آدم بتوتر. 
أيوه بس إحنا مش هنرتاح مع بعض. طريقتك دي مش لكل الناس. بتحسسيني طول الوقت إني غلط.

ريم (بعيون دامعة ولكن بنبرة قوية):
أنا مش بتكلم في الدين علشان أحكمأنا بتكلم فيه علشان هو نوري في الدنيا قال الله تعالى:
"قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (الأنعام: 162).
إزاي أكون مؤمنة وأسكت عن ديني؟ إزاي أمشي عكس اللي ربنا أمر بيه علشان "نرتاح"؟!

آدم بعد صمت طويل. 
أنا مش مناسب ليكِ ريم. إنتِ أنقى منّي... وأنا مش جاهز لحد زيّك.

ريم بهدوء وهى ترتجف من الداخل. 
يمكن ماكونش اللي بيدور عليه قلبك، لكني اللي بيرضى عني ربي.
أنا مش هغيّر ديني علشان شخص، مهما كان. قال الله تعالى:
"وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ، وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" (آل عمران: 85).
فسخ الخطوبة مش نهاية... يمكن يكون بداية لطريق ربنا كان كاتبهولي مع شخص يخاف الله فيّ ويحترم ديني مش يهرب منه.

نظر لها بندم ثم رحل. 

 بعد مرور أسبوعين – داخل المسجد بعد درس قرآني تلقيه ريم

كانت ريم تجلس على سجادة المسجد، تحيط بها الفتيات الصغيرات اللاتي يحفظن على يديها كتاب الله ووجهها هادئ لكن خلفه بقايا ألم لم يندمل بعد. أنهت درسها وبدأت تجمع أشيائها بصمت.

وفجأة اقتربت منها سيدة خمسينية بملامح وقورة:

السيدة:
السلام عليكم يا بنتي. أنا أم الشيخ ياسين، إمام المسجد الكبير، وكنت حابة أكلمك في أمر خير.

ريم (بتعجب):
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، خير إن شاء الله؟

السيدة:
ابني سمع عنك من الإمام هنا، وشافك من بعيد في أكثر من درس هو شاب حافظ لكتاب الله، وعنده مركز تحفيظ، وكان بيدور على زوجة صالحة تعينه على طريق الطاعة. لما شافك قال "هي دي اللي بدور عليها".
 صمتت ريم بتعجب ثم قالت:
سبحان الله بعد ما الناس بتبعد علشان ديني، ربنا يبعث اللي بيقرب عشانه!

السيدة (بابتسامة):
قال تعالى:
"إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ" (التوبة: 120).
وصبرك مش راح هدر
 يا بنتي. ربنا بيختار الأفضل دايمًا، حتى لو تأخر.

ريم نظرت للسيدة بعين دامعة، قلبها يشعر لأول مرة منذ مدة بالأمان... ليس فقط لأن هناك رجلًا جديدًا قد يدخل حياتها، بل لأنها شعرت أن الله يراها ويكافئها.


                  الفصل الثالث من هنا
تعليقات



<>