رواية وماذا بعد الفصل الثالث3بقلم الاء السيد


رواية وماذا بعد الفصل بقلم الاء السيد

رواية وماذا بعد الفصل الثالث3بقلم الاء السيد



_ "ليل؟!"
قلت اسمه وأنا متجمدة مكاني، قلبي بيخبط في صدري، دموعي نشفت فجأة، بس كل حاجة حواليا كانت بتتلون بالرمادي… هو واقف قدامي، زي ما هو… نفس العيون، نفس الملامح اللي حفظتها وأنا مغمضة.

قرب مني بخطوات هادية، وابتسامته مكسورة، صوته طالع واطي كأنه بيكلم ذكرى مش شخص:

_ "أنا كنت مستني اللحظة دي… عارف إنك هتشوفيني…"

اتلخبطت، خطوة لورا، عقلي مش قادر يفهم…
_ "مستني إيه؟! أنت متجوز؟! أنت سبتني؟! رجعت ليه؟!"

ابتسم ابتسامة هادية قوي وقال:

_ "أنا مرجعتش يا قمر… أنتي اللي لسه هناك…"

_ "هناك فين؟"

سكت… وبص للسماء، وقال:
_ "فاكرة اليوم اللي العربية اتقلبت بينا؟ وإحنا راجعين من الساحل؟ أنتي كنتي سايقة… وأنا كنت جنبك."

صوت الصفارة في ودني رجع فجأة…
الفرامل اللي ما اشتغلتش…
صراخي…
الدم…
ضهره اللي اتخبط في الإزاز…
نفسي اللي اتقطع…
كل ده رجعلي فجأة في ثانية.

إيديا وقعت لتحت، صوتي اتخنق وقلبي وجعني…

_ "إنت… إنت مـ…"

هز دماغه بالإيجاب وهو مبتسم:

_ "أنا مامتش في الحادثة، لأ… أنا مت في قلبك بعديها، وانتي مقدرتيش تسامحي نفسك… عملتي حكاية كاملة عشان تصدقي إن أنا اللي بعدت… مش انتي السبب."

دموعي نزلت وأنا وقعِة على ركبي…
_ "أنا قتلتك… أنا السبب… كنت بقول لنفسي إنك اتجوزت عشان أقدر أعيش…"

قرب مني، جثى على ركبته، ومسح دموعي بإيده اللي بقت بردانة فجأة:

_ "أنا عمري ما اتجوزت غيرك… ولا هتجوز… بس آن الأوان إنك تسامحي نفسك… وتعيشي."

صوته بدأ يختفي…
صوته بقى أشبه بالريح…
شكله بدأ يتلاشى…

_ "ليل؟!! لا لا متسبنيش… ليل؟!"

_ "خليكي عايشة يا قمر… عشاني."

---

صحيت قمر من نومها في أوضة المستشفى النفسي…
نفس الحلم اللي بتشوفه بقالها خمس سنين…
ونفس الجملة اللي الدكتور بيقولها أول ما تدخل جلسته:

_ "الحقيقة الوحيدة… إنك فقدتيه بسبب الحادثة. وانتي اللي سايقة."
_ "والباقي؟"
_ "كل اللي عشتيه بعده كان وهم… علشان عقلك يحمي قلبك."

قمر بصّت للسماء من شباك الأوضة...
لسه بتحب النجوم، ولسه بتدور عليه بين السحاب،
بس المرة دي، نزلت دمعة على خدّها
لما عرفت إن اللي كانت بتهرب منه طول السنين...
كان هو الحقيقة.

تعليقات