وصلت شادن إلى الجامعه وتقابلت مع زملائها الذين أقبلوا عليها بالترحاب والاطمئنان على حالها وعانقتها صديقتها المقربه ماليكا وهى تبكى بشده مما أصاب شادن بعدوى البكاء والجميع حولهم يحاول تهدئتهم
ماليكا وهى تجذب شادن بعيدا عن الجميع :خلاص ياجماعه مافيش حاجه احنا بخير
شادن بابتسامه رقيقه:عادى موكا انتوا عارفينها خوافه زياده عن اللزوم
ابتعدتا الصديقتان وجلسنا بمفردهنا ليتبادلنا أطراف الحديث
ماليكا:طمنينى عملوا فيكى ايه كنت هموت عليكى
شادن:ولا حاجه حجزونى واتعرضت على النيابه وخرجت منها براءه
ماليكا:هو أنا ليه حاسه ان فيكى حاجه ومخبياها عنى
شادن :يااااه حاجات كتير ..بصى ياستى
ماليكا :لا مادامت حاجات كتير تعالى بينا نجيب اتنين نسكافيه من الكافيتريا ونقعد تحكيلى
ذهبا الاثنتان واشترين النسكافيه واختارنا مكانا بعيدا عن الأعين حتى لايقطع عليهم حديثهم احد زملائهم ولكن هيهات هناك عيون قالصقر ترصد تحركاتهم خطوة بخطوة ...نعم هى عيون مؤيد الذى ذهب خصيصا من الصباح الباكر حتى يرى جنيته الصغيرة
..اما الفتاتان فكانا فى دنيا أخرى وبدأت شادن تحكى لماليكا كل ما مر بها خلال اليومين السابقين بالتفاصيل الدقيقه
ماليكا:يعنى الظابط الرخم اتقدملك ووكيل النيابه اتقدملك
شادن وهى تحرك رأسها ويدها بحركه مسرحية:أجل ياصديقتى
ماليكا:هو بصراحه الظابط كان موقفه بشع وبهدلنا بس عليه نظرة عيون ماقولكيش فظيعه..احم احم من الأخر أمور
شادن وقد شعرت بالغيرة من حديث صديقتها عنه :طيب اروح اقوله صاحبتى معجبه بيك
ماليكا ضاحكه:لا مش لدرجة الإعجاب بس على فكرة بقى أنتى معجبه بيه
شادن نافيه:أنا لا طبعا ده آخر حد ممكن يعجبنى
ماليكا:طيب وايه نظام وكيل النيابه شكله ايه وسنه كام وابن مين
شادن وهى تضع يدها فوق فم صديقتها لاسكاتها:اييييه حيلك حيلك انا معرفش عنه اى حاجه لسه انا فاكرة شكله طبعا هو أمور وجان كده يعنى لكن مااعرفش تفاصيل علشان كده وافقت اقابله
ماليكا وهى تصفق بيدها:أيوة كده بقى قولى خبر حلو وهيبقى لينا ظهر فى النيابه
شادن بشرود:تفتكرى..ولا وقتها هيبقى مطلوب منى احترم مركزه وأنسى آرائي وفكرى
ماليكا:ياشوشو ياحبيبتى أنتى عمرك ماهتتغيرى يمكن هو يسيب النيابه على يدك
شادن:أنا بتكلم جد دلوقتى انا خايفه
ماليكا وقد شعرت بقلق صديقتها وتسرعها فى القبول:شادن انتى بتعاندى الظابط بعد رسالة التهديد لكن انتى قلبك ميال ليه
شادن:لا طبعا انتى بتقولى ايه
ماليكا:شوشو أنا وأنتى أصحاب من واحنا عمرنا ست سنين ومافترقناش يوم يعنى عارفه إللى بتفكرى فيهاكتر منك كمان
شادن:أنا هقولك بصراحه انا وافقت أقابل سليم علشان أضايق مؤيد لكن بعدها حسيت بخوف
ماليكا :طيب ليه ماتديش نفسك فرصه تقعدى مع مؤيد زى ماهتقعدى مع سليم وتشوفى مين الأصلح وأنتى عاقله وبتفهمى الناس كويس
شادن:أنا حاسه انى فى مشكله قلبى بيقولى مؤيد وعاقلى رافض عصبيته وعنجهيته وعقلى بيقولى سليم وقلبى رافض هدوءه ورزانته..ماأنتى عرفانى انا مجنونه وبحب الحياه وحاسه ان سليم ده هيطلع منضبط جدا
ماليكا:بصراحه الموضوع يحير ..عموما قابلى سليم يمكن يكون شكله فى شغله حاجه وبره طبعه حاجه تانيه وبعدها ناخد القرار
شادن بقلة حيلة :تمام ..مش يلا بينا نشوف المحاضرة
وقبل أن يقفنا استعدادا للذهاب وجدت من يقترب منها فتحلت بالشجاعه والقوة ظاهريا اما بداخلها فكان قلبها يطرق كطبول الحرب
شادن:هى حصلت تيجى ورايا الجامعه ولا جاى تلبسنى تهمه علشان رفضتك
حاولت ماليكا التدخل وتهدئة الأمر فهى تعلم أن صديقتها عصبيه وتخسر دائما بتسرعها ولكن أشارة شادن لها بالانصراف وتركها معه بمفردها جعلها تصمت وتهم بالاستئذان
مؤيد:أنا عاوز اتكلم معاكى ومقدرتش أستنى لما والدك يرد عليا
شادن:ههههه وأنت متخيل ان بابى كان هيرد عليك ولو رد عارف كان هيقولك ايه
مؤيد:اكيد كان هيرد لانه ذوق لكن هيقولى ايه فواضح جدا انه كان هيبلغنى رفضك وده إللى جابنى ليكى انهارده لأن من حقى تسمعينى
شادن بعناد:مش عاوزة اسمعك أنت ايه مختل عقليا انا مش قادرة اتخيل ان حد يحجز واحدة بريئة وانتى يوم عاوز يتجوزها
مؤيد :اتكلمى بأدب ايه مختل دى انا لحد دلوقتى مقدر حالتك النفسيه
شادن بعصبيه:أنا محترمه غصب عنك وايه حالتى النفسيه دى شايفنى مجنونه قصادك
مؤيد:انتى ليه مش عاوزة تهدى ونتكلم زى أى اتنين عاقلين
شادن:ياالله مش عاوزة اتكلم معاك ياسيادة الرائد انا حرة
مؤيد :لا ياشادن مش حرة ومن اللحظه إللى شوفتك فيها وربنا نزل حبك فى قلبى وأنتى على أسمى ومش حرة
شادن وقد بدأ توترها من كلماته يزداد وحتى تنهى الصراع الدائر بداخلها تسرعت مرة أخرى فى ردها :صح انت عندك حق انا مش حرة بس مش علشان اتكتبت على اسمك والبلا بلا بلا إللى بتقوله ده لكن علشان فى انسان تانى طلب الجواز منى وأنا وافقت وانت إللى بشرتنى بالخبر على فكرة
كادت الصدمه ان تشل حركة مؤيد ولكنه استعاد ثباته وهدوءه ونظر لعينيها بقوة ولكنه ضعف حين رأى فيهم العناد وشعر بتذبذب مشاعرها وأنها لم تفعل كل هذا الا انتقاما منه ولا تعلم تلك المتهورة انه وقع أسيرا لعينيها ومهووسا بتمردها
تركته شادن شاردا فى أفكاره وذهبت حيث صديقتها وحين اختفت عن انظاره تركت لدموعها العنان ضمتها صديقتها وحاولت التخفيف عنها
.. اما مؤيد فقد استقل سيارته وقادها بأقصى سرعه لدرجة انه كاد أن يتصادم أكثر من مرة حتى وصل لمنزله
رأته والدته من شباك غرفتها ووقفت فى انتظاره عند الباب منتظره دخوله وبمجرد ان طرقت قدميه المنزل
سيهام :خير ياحبيبى مالك
مؤيد :سلامتك ياأمى مافيش حاجه
سيهام :مؤيد انا شيفاك وانا سايق عربيتك وبتركنها خاف على نفسك ياابنى وبلاش تهور
مؤيد :من فضلك ياحبيبتى سيبينى شويه
سيهام :مش قبل ماأفهم فى ايه
مؤيد بحزن:وافقت على سليم الأعصر
سيهام وهى تضع يدها فوق فمها :وأنت عرفت منين ..أنت لسه بتراقبهم
مؤيد:لا ياأمى انا روحت اتكلم معاها فى الجامعه
سيهام :خلاص ياحبيبى انساها وربنا يكرمك بغيرها
مؤيد :أمى من فضلك سيبينى لوحدى
لم تجد سيهام ماتقوله فى تلك الظروف فهى تعلم جيدا أن الحب ليس بأيدينا وأنه حين نعشق لانستطيع النسيان بسهوله
فالحب ليس بقرار نستطيع اتخاذه
انسحبت سيهام وتركته لوحدته ربما استطاع مداواة جرح قلبه
............وفى مكان آخر وهو منزل عائلة المستشار الأعصر
اجتمع سليم مع والداه حتى يخبرهم بقراره بالزواج ويعرفهم الخطوة التى اتخذها لمعرفة رأى أهل العروس
كمال والد سليم :لكن انت مش حاسس ياسليم أنها ماتنفعكش
سليم :ليه كده يابابا ..حضرتك بتقول كده علشان ماشوفتهاش
كمال:الشكل مش كل حاجه ..انت وكيل نيابه وكل حركه فى حياتك محسوبه عليك ولازم تتأكد انها مش هتعرض نفسها لموقف زى ده تانى والا وقتها هيكون ايه قرارك وخطيبتك او مراتك هى المتهمه حتى لو كان اتهامها باطل او هى بريئه
سليم:أكيد هتكلم معاها وهفهمها ان إللى هى عرضت نفسها ليه غلط
نادية والدة سليم:باباك معاه حق ياحبيبى لازم تتكلم معاها فى الموضوع ده ومش بعد كل إللى وصلتله وسمعتك الطيبه بين زملائك والناس هتكون هى سبب فى ضياعها
سليم:لا يا أمى ان شاء الله خير
وأثناء انشغالهم بحديثهم ومحاولات سليم لاقناعهم بفتاته اتاه أتصال من هشام الجمال ليحادثه بما طلبته شادن ..فأخذ الهاتف وذهب بعيدا عن والداه حتى يستطع التحدث
سليم :سلام عليكم
هشام :وعليكم السلام ورحمة اللة وبركاته
سليم:ازى حضرتك دكتور هشام يارب الأخبار تكون خير
هشام :أنا بخير الحمد لله ..وبالنسبه لشادن انا اتكلمت معاها وهى بتقول انها مش هتقدر تحكم وتاخد قرار غير بعد ماتقعدوا وتتكلموا مع بعض وده هيتم فى وجودنا طبعا فلوس تتفضل فى النادى ونتقابل لان زى ماانت عارف هى وقت ماقابلتها كانت حالتها النفسيه مش مستقرة
سليم:اكيد طبعا هى معاها حق وانا يشرفنى مقابلتكم
واستأذنك يكون معايا والدتى تتعرفوا عليها
هشام :تنورنا الهانم طبعا..وشوف أمتى المعاد إللى يناسبكم
سليم:انهارده لو تحب حضرتك
هشام :لا معلش خليها بكره ان شاء الله لان النهارده عندى عيادة
سليم :تمام بكره ان شاء الله الساعه ٥ بالظبط نتقابل فى نادى...........
هشام :ان شاء الله ...مع السلامه
سليم :مع السلامه فى حفظ الله
اغلقا الاثنان الاتصال وعاد سليم لأخبار والداه بالميعاد ولكنه أستشف رفض والده لشادن ولذلك فضل وجود والدته حتى يكونا جبهة ضد قرارات والده اذا قرر رفض الزيجه
وعند شادن بعد ماعادت من الجامعه ظلت حبيسة غرفتها لساعات فهى لأول مرة تشعر بالتيه وعدم الاتزان فى أتخاذ القرار بقلبها يشير بشئ وعقلها بضده
وما ان عاد والدها ليلا من العيادة الخاصه به حتى طلب منها الجلوس بمفردهم
هشام :حبيبتى أنتى عارفه أن بابى بيحبك أد ايه وانى طول عمرى عطيكى حريتك
شادن :وانا يابابى عمرى مااستخدمت حريتى بشكل غلط
هشام:عارف حبيبتى..من فضلك سيبينى أكمل
شادن :اتفضل
هشام :أنا عارف انك متضايقه من مؤيد وأنا بلغته برفضك انهارده ..وكمان بلغت سليم بموافقتك على مقابلته وطلب يجيب والدته معاه
شادن:ليه يابابى هو مش قولنا لسه دى مجرد مقابله
هشام :هو عارف كده حبيبتى هو بس حابب انها تتعرف علينا
شادن:ومؤيد كان رده ايه لما حضرتك بلغته بالرفض
هشام وقد انتبه لاهتمام ابنته بمؤيد :عادى قالى كل شئ نصيب
شادن بحزن:ببساطه كده
هشام :أنتى عاوزة ايه ..أو عاوزة مين
شادن بعد أن انتبهت لما قالت ولما قاله والدها :هاااا لا مش عاوزة حاجه انا استغربت بس انه لما كان هنا كان بيتحدانى اوى
هشام :حبيبتى انا وافقت انك تقابلى سليم علشان تاخدى القرار الصح ولو انى كنت أفضل تقابلى مؤيد كمان وبعدها تكونى رأى صح
شادن:لا ياحبيبى كفاية سليم
هشام:عموما براحتك ..يلا تصبحى على خير
شادن :وحضرتك من أهل الخير
عادت شادن إلى غرفتها ولكن لم يغمض لها جفن حتى الصباح فهى عاتبت نفسها كثيرا على عنادها خصوصا بعد ما رأت نظرة ألم واستشعرت صدق مشاعر مؤيد
***مر الليل بطوله على الجميع منهم من بات ليله سعيدا ولكن يؤرقه حديث والده ومنهم من بات ليله حزين ويفكر كيف سيحظى بمعشوقته ومنهم من باتت تلعن عنادها
وفى اليوم التالى استعدت عائلة الدكتور هشام لملاقاة سليم ووالدته
ارتدت شادن فستان طويل من خامه الجبردين بدون أكمام اصفر اللون به وردات كبيرة بألوان زاهية وجاكيت قصير من خامة الجينز بدون أكمام أيضا
تناغم لون الفستان وبساطته مع جمالها الطبيعى ولون شعرها الذهبى
تقابلا العائلتان ماعدا المستشار كمال الأعصر والد سليم وتصافحا وتولى سليم مهمة تعريف والدته على عائلة دكتور هشام الذى تعرفت عليه وتعرف عليها بمجرد رؤية بعضهما فهى من ضمن حالاته المهمه
وعند رؤية السيدة نادية لشادن علمت سر تمسك ابنها بتلك الجميله صاحبة النظرة الملائكية
جلس الجميع وتناولوا أطراف الحديث حتى طلب سليم من هشام الانفراد بشادن ثم قاما الاثنان وجلسا بالمنضده المجاورة
جلست شادن وهى تنظر بالأرض وتفرك كفيها من شدة الحرج
استشعر سليم بحرجها وقرر ان يكسر حاجز الصمت
سليم :شادن هشام الجمال .تعرفى ان اسمك جميل زيك وان من اول ماقريته فى المحضر وأنا اتشديت ليه
شادن :شكرا لذوقك
سليم:لا واول مادخلتى قولت طيب هحقق معاها ازاى دى ده انا اخاف اقولها كلمه تعيط
شادن:هههههه مش للدرجه دى
سليم :لا والله كنت خايف عليكى جدا ..لكن اعتقد ان إللى حصل حرمك تثورى على اى حاجه مرة تانيه
شادن:لا طبعا انا ماخوفتش لأنى كنت على حق
سليم:يعنى أنتى ممكن تعرضى نفسك مرة تانيه للحجز والاهانه دى
شادن:اكيد مادمت بدافع عن حق ربنا معايا
سليم وقد شعر ان كلام والده على حق ولكنه لن يضيع فرصة الارتباط بها وليكن مايكن وبعد ذلك يستطيع منعها عن أى نشاط
اما شادن فبدأ القلق يدب فى اوصالها من حديثه ولكن عنادها اقوى بكثير
سليم:تعرفى ياشادن أنا حاسك زى البسكويته خايف عليكى من الكسر
شادن:بس انا مش كده أنا قويه وليا شخصيتى
هو انا ممكن اسألك سؤال
سليم :اتفضلى
شادن:هو انت خرجتنى ليه
سليم :خرجتك لان ماكانش عليكى اى اتهام والمحضر إللى اتعمل فى المديريه كان بيأكد انكم عملتوا مظاهرة سلميه اعتراضا على قرارات العميد
شادن:ولو المحضر كان بيدينى كنت هتخرجنى برده
قولتلك هخرجسليم:لوك هكون بكدب عليكى وكمان لو قولت هحجزك هكدب برده لانى وقتها كنت هموت فى صراع بين قلبى وضميرى المهنى
وعند هذه النقطه كادت شادن أن تحسم قرارها فهى الآن تأكدت من منهم حبه لها أكبر من اى شئ ومن أمن بفكرها وكان سبب فى تحريرها
ولكن كالعادة تسرع مؤيد يضيع منه الفرصه فقبل ان تنطق وتعتذر لسليم على رفضها له اتتها رساله من هذا الرقم المجهول محتواها(أنا عارف انك لسه بتكونى رأى وشايفك وحاسس بترددك بلاش تضيعى كل حاجه وزى ماقولتلك انتى على أسمى من وقت ماشوفتك)
وياليتها لم تقرأ الرساله فقد زاد عنادها وتحديها
سليم:ايه ياشادن حاجه مهمه
شادن:لا ابدا دى صاحبتى
سليم:ها قررتى ايه ولا محتاجه وقت تفكرى وتبلغينى بقرارك
شادن بعناد:لا مش محتاجه وقت تقدر تحدد معاد مع بابى وتتفضلوا فى أى وقت
*** هى بعنادها وهو بتهوره ومازال التحدى بينهم مستمرا ولكن هل سيفوز بقلبها أم لا ***
التفاعل ورأيكم
الفصل السادس/
بعد أن قررت شادن الاستمرار فى عنادها واكمال انتقامها من مؤيد وأعطت لسليم حرية تحديد موعد مع والدها عادا إلى حيث يجلس عائلاتهم وأبلغهم سليم بما أتفقا عليه
سليم:دكتور هشام ياريت لو حضرتك تحدد يوم نزوركم انا ووالدى ووالدتى علشان نقرأ الفاتحه ونتفق على معاد الخطوبه
هشام :البيت بيتكم ياابنى وتقدروا تتفضلوا فى الوقت إللى يناسبكم
نادية والدة سليم:على خيرة الله يناسبكم يوم الخميس إللى هو بعد بكره ان شاء الله
هشام وشاهيناز:تمام هننتظركم ان شاء الله
استأذن هشام الجمال وأسرته بعد قليل من الوقت وعادوا إلى منزلهم
اما شادن فمن بعد مااتتها الرساله النصيه وابلغت سليم قرارها إلى أن عادت إلى منزلها وهى شاردة ولا تنطق حرفا..مما أثار فضول ودهشة والداها وجعل القلق يدب بنفس والدتها ونقلته بدورها إلى زوجها
هشام:شاهى لازم تتكلمى معاها انا فعلا حاسسها مش مبسوطه
شاهيناز:بنتك عنيدة وصعب تقتنع بكلامى أو ترجع فى قرارها ..بالرغم من أن سليم انسان مهذب ومحترم وتقريبا فيه كل مميزات العريس إللى مايترفضش لكن مش شيفاه مناسب لشادن حاسه انه راجل اوى
هشام :وده من وجهة نظرك عيب ماهو لازم يكون راجل
شاهيناز :اسفه غلطت فى التعبير أقصد يعنى عنده وقار وهاله كده ...يعنى تحسه أكبر من سنه اوى
هشام وقد فهم مقصدها :اها فهمتك انتى عاوزة تقولى ان شادن باين عليها سنها وأنها أصغر من سنها كمان مرحه وشقيه عايشه الحياة بطبيعتها لكن سليم مقيد بمنصبه والشكل العام إللى اللازم يكون عليه وكيل النيابه
شاهيناز وكأنها وجدت ضالتها :أيوة بالظبط كده هو ده قصدى حاسه تفكيره ونضجه أكبر منها بكتير وان لو حصل بينهم نصيب هيكون فى فجوة كبيرة فى الفكر خصوصا لو شادن فضلت متمسكه بأرائها
هشام :لا ياشاهى هى لازم تعرف من الوقت ده ان منصب سليم ومركزه الإجتماعى مسؤل منها هى كمان وان أى غلطه ممكن تسئ ليه وتأثر على مستقبله الوظيفى
شاهيناز :وتفتكر بنتك هيهمها الكلام ده
هشام :انا مش مرتاح لموافقتها دى حاسس انها مذبذبه
شاهيناز ولا أنا مرتاحه..ربنا يستر
...وعند شادن كانت تقرع الغرفه ذهابا وايابا ولا تستطيع النوم كيف وضعت نفسها بهذا الموقف وإلى أين سيصلها عنادها لقد دق قلبها لمؤيد وماتفعله الان ماهو الا ظلم واستغلال لسليم ..منذ متى وهى تحولت لتلك الشخصيه الغير مستحبه لها ..جميعها كانت تساؤلات تدور بعقلها وبعد معاناه كبيرة قررت الاستسلام للنوم لعله يكون مهربها الوحيد الآن من حيرتها
...وبمكان آخر وعائله أخرى كان النقاش حاد لأقصى درجه بين المستشار كمال الأعصر وزوجته وولده سليم
فالسيد كمال لم يشعر بالارتياح لهذه الزيجه بالرغم من انه لم بتقابل مع شادن ولكنه استطاع جمع بعض المعلومات عن طريق علاقته بعميد كلية التجارة ولسوء حظ شادن وربما يكون حسن حظها هو ذاته العميد الذى اتهمها من قبل بالاعتداء عليه وعلى أمن الجامعه ولأن سيادة المستشار يحكم بالادله فاعتبر حديث صديقه أكبر دليل على إدانتها وحين علم من مصادر أخرى ان الرائد المسؤول عن التحقيقات تقدم أيضا لخطبتها فتأكدت القرائن أمامه انه ساعدها على الخروج من دائرة الاتهام عن طريق إعداد محضر لم تجد به النيابه ثغره لادانتها..وبالطبع عرض كل هذه المعلومات امام زوجته وولده اللذان حاولا جاهدان الدفاع عن شادن
ناديه:مش معقول إللى انت بتقوله ده ياكمال مايمكن العميد متحامل عليها وكمان لو الرائد ده اتقدملها ليه ماوفقتش بيه ووافقت بسليم
كمال :انا ماعرفش أسباب رفضها كل إللى عرفته بلغتكم بيه وأنا شخصيا رافض البنت دى من غير ماأشوفها
سليم:بابا حضرتك اول مرة تتدخل فى قراراتى وده مش أى قرار دى حياتى واختيار قلبى
كمال :مظبوط اختيار قلبك انت قولت المفيد انا اول مرة اتدخل لأنك لأول مرة تخذلنى وتلغى عقلك إللى طول عمرى بثق فى قراراته
ناديه :وأنا قلبى حاسس انك ظالم البنت دى ياكمال وأنت عمرك ماظلمت حد انت ياما كانت بتقف معاك قضايا وترفض تحكم بالظلم وتأجل الحكم فيها لحد ماتتأكد
سليم:ودى مش أى قضيه ياأمى دى قضية عمرى يمكن أنا ماعرفش شادن غير من يومين لكن بجد مش قادر أمنع قلبى يحبها وانا هثبت لحضرتك براءة شادن
كمال:أتمنى انها تطلع زى ماانت متوقع وماتكسرش قلبك ..أنت ابنى الوحيد وماتمناش حاجه فى الدنيا غير سعادتك
ناديه وهى تربت على يده:ربنا يخليك لينا وميحرمناش منك ياكمال
سليم:بابا بعد اذنك بلاش تصغرنى وترفض تحضر معانا المقابله يوم الخميس
كمال :انا مقدرش اصغرك وهحضر لكن بشرط مافيش خطوبه غير بعد ماتثبت برائتها قدامى
لم يجد سليم ردا غير الموافقه على كلام والده وسيسعى جاهدا لجمع المعلومات الدقيقه من داخل الجامعه لمعرفة ماحدث ولكن بقى شيئا شغل تفكيره وهو هل بالفعل تقدم لها هذا الضابط بالفعل ام لا وهل يوجد له منافس على قلبها ام هى وافقت على الارتباط به لمبادلتها له نفس الشعور
......... وبداخل مديرية أمن الاسكندريه وبالأخص بمكتب الرائد/مؤيد رسلان جلس مؤيد يتابع إحدى القضايا الإرهابية المهمه التى تم تكليفه بها من قبل رؤساءه ولكن ذهنه المشتت جعله لم يستطع متابعة عمله وقرر الاتصال على من اذهبت عقله وارهقت فؤاده أمسك بهاتفه المحمول وحين ظهر اسمها بين القوائم ضغط على زر الاتصال بدون تردد ولا شعور بتأخر الوقت
وعلى وسادة مجاورة للوسادة النائمه عليها شادن وجدت هاتفها يهتز مما أفاقها من نومها وقامت بالرد دون النظر لهوية المتصل ..وكانت قد استغرقت بنومها بعد عناء التفكير
وبصوت ناعس هادئ يدل على رقة صاحبته:الو
مؤيد:أنتى بتردى كده على كل التليفونات
شادن بدون إدراك:اها ..مين معايا
مؤيد :لا والله اها ..طيب من دلوقتى ماترديش على التليفون وأنتى نايمه خالص عاوز اسد يرد تتخنى صوتك مش ألو وقلد صوتها مثلما ردت عليه
وإلى هنا استعادت شادن وعيها وانتفضت جالسه :مين معايا
مؤيد:لا والله كل ده مش عارفه
شادن:أنت ازاى تكلمنى فى الوقت ده وازاى أصلا تكلمنى وانت مالك ارد ازاى ومااردش ازاى
مؤيد مقاطعا:ايييه بس بس ياماما ايه كمية ازاى دى صحيح هو الوقت أتأخر اوى لكن مقدرتش مكلمكيش لكن انا مالى تردى ازاى ..لا بقى ده مالى ومالى كمان قولتلك قبل كده أنتى على أسمى من لحظة ماشوفتك وأنا مقبلش ان حد يسمع صوتك كده
شادن متعجبه من جرأته:ياسلام ده إللى هو ازاى برده ..واضح انك مغيب او المعلومات ماوصلتكش المرة دى ..أنا قراءة فاتحتى يوم الخميس ولو اتصلت بيا تانى هكون مضطرة أقول لخطيبى يوقفك عند حدك
مؤيد بصدمه:قراءة فتحتك أنتى وافقتى على سليم ؟
شادن بعناد:أيوة
مؤيد:ماشى ياشادن براحتك ..بس يكون فى علمك انتى بتاعتى انا وقراءة الفاتحه دى هتكون على روح خطيبك إللى بتهددينى بيه ان شاء الله
ابتسمت شادن من حديثه وأنها استطاعت اغاظته ومضايقته وأيضا استمتعت بغيرته ثم انتبهت انه اغلق الاتصال وانتبهت أيضا على سعادتها ولامت نفسها عليها فهى ستكون ملكا لرجل آخر وليس من حقها التفكير بغيره فكفاها انها ظلمته بسبب عنادها وعليها الآن الحفاظ على حقه فى الانفراد بتفكيرها
مر اليومان السابقان لميعاد المقابله دون أي أحداث غير ان سليم بدأ يبحث عن دليل لبراءة شادن من اتهامات العميد لها ..وعلم مؤيد ببحث سليم فى الموضوع عن طريق أحد أصدقائه من الضباط المسؤلين عن تأمين الحرم الجامعى وهو نفس الشخص الذى أخبره بحقيقة ماحدث وقت المظاهرة السلميه وأكد له أن العميد هو من دبر لهم المكيده
وكانت هذه المعلومه لمؤيد كالكنز فبها سيستطيع زعزعة ثقة شادن بسليم
وباليوم المحدد لزيارة عائلة الأعصر لعائلة هشام الجمال استعدت عائلة الجمال على أكمل وجه لاستقبال الضيوف كما استعدت شادن وارتدت طقم رقيق عبارة عن بنطلون أسود وبلوزه من اللون الابيض بها بعض التطريزات البسيطه من اللون الأسود والأحمر على شكل وردات صغيرة وتاركه لشعرها الذهبى الطويل العنان بدت كالبدر ليلة تمامه ابتسمت والدتها وضمتها إلى صدرها وقت أن رأتها ونطقت بأسم الله ودعت لابنتها بالسعاده
شادن:حبيبتى يامامى ربنا يخليكى ليا
شاهيناز :ويحفظك ياقلب مامى
وصل سليم بالموعد المحدد واستقبلهم هشام الجمال وزوجته ورحبا بهم واصطحبوهم إلى غرفة الاستقبال
هشام :أهلا وسهلا شرفتونا
كمال بوجه خالى من التعابير:أهلا بحضرتك الشرف لينا
نادية:والله الشرف لينا يادكتور ده حضرتك والمدام من افضل الناس
بينما جلس سليم صامتا يبحث بعينيه عن ملاكه الصغير ويتمنى أن ينتهى اليوم بخير بعد ما لاحظ تعبيرات وجه والده وطريقة حديثه معهم
استأذنت شاهيناز من الحضور للقدوم بصحبة ابنتها
وبعد لحظات عادت ومعها شادن بطلتها الملائكية الجميله التى سحرت سليم منذ رأها وأعجبت والدته برقيها وذوقها باختيار ثيابها وتنسيقها...أما المستشار كمال الأعصر فبالرغم من اعجابه بجمالها الا ان اعتقاده أنها مثيرة للشغب جعله اعمى عينه عن المظهر الخارجي لها
تقدمت شادن ومدت يدها للمصافحه وبدأت بوالدة سليم حيث انها تعرفها مسبقا وهى دورها قامت بدور التعريف بين شادن وكمال ثم مدت يدها لسليم الذى شرد بجمال عينها
جلست شادن بجوار والداها..ثم بدأ المستشار كمال الأعصر الحوار بطلب شادن للزواج من ابنه سليم
كمال:أظن يادكتور هشام حضرتك عارف احنا هنا انهارده ليه
ابتسم هشام وهز رأسه دليلا على المعرفه
كمال:احنا طالبين ايد بنتك شادن لابنى سليم
هشام :حضراتكم ناس محترمه وسليم ونعمه الرجال ويشرفنى طبعا نسبكم
كمال :على خيرة الله شوف طلباتكم ايه ومعتقدش ان احنا هنختلف فى حاجه زى دى
هشام:أكيد مش هنختلف
كمال :بس انا ليا كلمتين احب اوضح بيهم كل شئ من البدايه
وإلى هنا ابتلع سليم لعابه بصعوبه وبرزت عنده تفاحة آدم وتوترت والداته من حديث زوجها
أما هشام وزوجته اهتما كثيرا ان يعرفا مقصده
لم تهتم شادن لما يقول كمال وكانت على أهبة الاستعداد أن تهشم المعبد فوق رؤوس الجميع
هشام :اتفضل ياسيادة المستشار كلنا اذان صاغيه
كمال:أنا عرفت أن بنتنا شادن كانت عامله مظاهره وده كان سبب معرفة سليم بيها وطبعا زى ماحضراتكم عارفين منصب سليم ابنى حساس وبعد ماانا شاء الله تكون شادن خطيبته أو مراته مش هينفع تحط نفسها فى وضع زى ده وتحطه هو كمان
انزعج هشام وزوجته من حديث كمال وربتت شاهيناز بيدها على يد ابنتها بإشارة منها حتى لاتندفع بالحديث والرد فهى تعلم تسرع ابنتها وعصبيتها
هشام:والله ياسيادة المستشار كلنا كنا زى شادن أيام الجامعه بنرفض الظلم والاستبداد ولا حضرتك زمان ماخرجتش مظاهرات ولا مسيرات
كمال :أنا لا اطلاقا كنت مركز فى دراستى وبخاف على سمعة والدى لانه كان قاضى برده
ناديه ملطفه للحوار:ياجماعه إللى شادن عملته ده حماسة شباب وفعلا يادكتور كلنا عملنا كده هو كمال إللى كان منضبط بزيادة شويه
سليم:الحقيقه كل حكايات جدى عن بابا كانت انه جد جدا حتى جدى نفسه كان بيتضايق من كده
كمال:ده الصح بس هنقول ايه شباب اليومين دول متهورين زيادة عن اللزوم
هشام:بس تعرف ياسيادة المستشار انا فخور جدا بموقف شادن ولو حضرتك عرفت هى واصحابها نظموا المظاهرة السلمية ليه وبأكد على كلمة سلمية حضرتك هتفتخر بيها
كمال :انا عرفت انها رافضه قرارات الدكاترة والمعيدين والعميد
هشام :قرارتهم إللى هى ان تقدير الطلبه بيتحدد على شراء المجلدات والكتب بتاعتهم مش على درجات الامتحان بمعنى أن الدكتور او المعيد بينشر كتاب لمادته وبيلصق باخره استماره لو الطالب ماشتراش الكتاب وارفقها بورقة الاجابه حتى لو مجاوب الاسئله
كلها اجابه صحيحه يشيل الماده تفتكر ياسيادة المستشار ده العدل
كمال :لا طبعا مش عدل يعنى مجهود الطالب طول السنه يروح علشان تمن كتاب ممكن مايكونش معاه تمنه ..برافو عليكى يابنتى اكيد ليك حق تفتخر بيها
شعر هشام بالسعادة لانه استطاع الأخذ بحق ابنته كلام كمال عن ارائها
اما شادن فلم يروق لها الحديث ولن تتخلى عن ارائها سواء التى أثنى عليها سيادة المستشار أو غيرها وستظل دائما وابدا الفتاة الثائرة على الظلم
هدئ سليم ووالدته بعد ثناء والده على فعلة شادن وأصدقائها ورجوع الهدوء للحوار بعد أن آحتد من كمال وتقبله هشام بالأدب والإحترام
عاد الحديث عن الخطبه وتم الإتفاق وقراءة الفاتحه
باركت العائلتان لعضهما وللعروسان
سليم:احنا هنسيب معاد الخطوبه مفتوح علشان حجز القاعه
هشام وهو ينظر لزوجته وابنته :أعتقد كده أحسن وتكون كمان شادن ومامتها جهزوا نفسهم
نادية :ان شاء الله تلاقوا حجز قريب
سليم:بعد اذن حضرتك اجى بكرة اخد شادن ونشوف القاعات
هشام:لو مناسب لشادن مافيش مانع
شادن:أيوة مافيش عندى محاضرات مهمه بكره
سليم :خلاص بكره ان شاء الله همر عندك الساعه عشره صباحا نفطر مع بعض ونشوف القاعات
هشام بمداعبة:ماشى ياسليم ولو ان انت استأذنت تشوفوا القاعات مش على فطار ها
سليم بابتسامه هادئة :معلش يادكتور عديهالى المره دى
ضحك الجميع ولكن كل بداخله غير مايظهره فسليم لم يجعل ميعاد الخطبة غير محدد للسبب الذى قاله عن حجز القاعه فسواء هو أو والده لديهم من العلاقات ما يجعلهم يوفروا الحجز بما حددوا وليس العكس وإنما أراد تنفيذ رغبة والده بتقديم براءة شادن
اما شادن فوافقت على الخروج حتى تخبر سليم انها لن ترجع عن قرارتها وارائها ولن تغير من طريقة حياتها من أجل أى انسان وستترك له حرية الاختيار بعدها
انتهت الزيارة وتنهدت شاهيناز انها مرت بسلام ولم تعجب مطلقا بطريقة المستشار كمال وزاد شكها عن اتمام هذه الزيجه