رواية لقاء في الخفاء الفصل السادس6والاخيربقلم دعاء سعيد


رواية لقاء في الخفاء الفصل السادس6والاخيربقلم دعاء سعيد



نظرت فاتن لسامى وقد بدا عليه الصدمة بعد ما قالته غادة
بينما تحرك أمجد نحو غادة وقد بدا ع وجهه أنه ع علم  بكل ما ستقول....
 اما سامى فقد تجمد  فى مكانه لايستطيع ادراك ماقالته...هل ماسمعه حقيقى ام  ماذا ؟؟؟ هل تتحدث غادة عن رجل آخر ام تتحدث عنه !!! ولماذا ادعت أنه زوجها رغم انه لم يتم عقد القران بعد...!!!
التفت سامى لغادة وهو يرمقها بنظره ويتطلع باستفهام إلى  وجهها وملامحها وكأنما شعوره بالألفة معاها لم يكن فقط منذ أن رآها فى الحفل اول مرة ، بل إنه كان قبل ذلك بزمن ...فهى تبدو بالفعل شخص مألوف ولكن أين ومتى؟؟؟
اقترب سامى من غادة  ع مهل وكأنه يجر رجليه نحوها وهو يتطلع فيها ثم سألها ...
(((قولتى مين متجوز مين ؟؟؟!!! انتى مش قولتى لى ان زوجك متوفى ...؟؟؟)))
اجابته غادة وهى ترفع حاجبها وتبتسم ابتسامة ساخرة...
(((انا قلت لك ***الله يرحمه***...و طلب الرحمة تجوز ع الميت والحى ...وخصوصا لما تكون ذنوب الحى كتير وهو اساسا مش فاكرها من كترها....)))
جذبها سامى من ذراعها بقوة .....
(((فهميني قصدك ايه.....؟؟؟)))
وهنا تدخل أمجد ليخلصها من يد سامى قائلا...
(((مش معنى انها لسة ع ذمتك ...هسمح لك تؤذيها او حتى تجرحها بكلمة...اقعد وانت هتفهم كل شئ حالا....)))
 جلس الاربعة بينما استأذن المأذون فى الانصراف مراعاةّ لما حدث بينهم ، فدخل أحد غرف مكتبه ليترك لهم مجالا للحوار بعدما شهد ما حدث .........
ثم بدأت غادة فى سرد القصة التى بذلت سنوات من عمرها لتصل إلى تفاصيلها بمساعدة أمجد ....
منذ أكثر من خمس و عشرين عاما ، كان سامى شاب مدلل  ينتمى لعائلة ثرية .....تربى ع تلبية مطالبه كلها فكان لايشغله إلا ملاحقة الفتيات ..تخرج من كلية الهندسة  ..وفى نفس الوقت نقلت عائلته نشاط العمل الخاص بها لدولتى الامارات والسعودية...
كان والد سامى يعلم بسوء سلوكه بسبب تدليل أمه باعتباره وحيدها ...فلم يجد حلا لتعديل هذا السلوك الا بتحميله مسئولية فرع الشركة بالسعودية حتى لايدع أمامه طريقة لملاحقة الفتيات فى مثل هذا المجتمع الملتزم ، بينما انتقل بقية عائلته للامارات حيث الحياة المنفتحة ....كان سامى يذهب لزيارة العائلة كل فترة فى الامارات ...فتعرف ع فاتن التى كانت ايضا ابنه مدللة لاحد أصدقاء والده وكانا يتبادلان الرسائل والاتصالات طوال فترة سفره فى السعودية....
معرفة سامى لفاتن لم تكن كافية لاشباع رغباته الجامحة مما جعله يفكر فى فكرة شيطانية بمعاونة احد العمال فى فرع شركة والده القديم بالقاهرة........
فقد اتفق أن يحضر له فتيات  يتيمات من قرى بعيدة  للزواج بهن  بعد أن عمل له  توكيل للزواج مقابل مبلغ مالى ...فقد كان يرسل له فتاة ليتزوجها شهرين أو  ثلاثة  ويؤكد عليها تأجيل اى حمل ثم يعود بها اجازة لمصر فيطلقها ويتركها ليرسل له غيرها وهكذا طوال الخمس سنوات  اقامته بالسعودية فلذلك كان من الطبيعى عدم تذكره لاسماء هؤلاء الفتيات ولا ملامحهن ...ولهذا  السبب عندما رأى غادة لم يتعرف  عليها اطلاقا . ...فقد كانت الفتاة الاخيرة التى تزوجها شهرين فى نهاية الخمس سنوات ...وفى نفس الوقت كان والد سامى قد بدأ يثق به ويعتقد أنه أصبح ملتزم فهو لم يكن ع علم بما يفعله سامى بالسعودية..فطلب منه تسليم الشركة فى السعودية لاحد كبار المهندسين والانتقال للعيش معهم بالإمارات والزواج  بفاتن ...الأمر الذى اسعده فسافر ع الفور دون أن يطلق غادة او حتى يرجعها مصر كما فعل مع السابقات...
أكملت غادة حديثها وقد بدأت الدموع تنهمر  من عينيها والألم يظهر ع وجهها  ...وأكملت قائلة 
(((فجأة لقيتك اختفيت وسبتنى فى بلد معرفش فيه حاجة ولا اى حد خالص ..انتظرتك ترجع ايام من غير فايدة ... ولحسن الحظ لقيت جواز سفرى وقسيمة جوازنا فى الدولاب وفى يوم تعبت من قلة الاكل والجيران نقلونى للمستشفى ....وهناك عرفت انى حامل مانت نسيت تأكد عليا انى ااجل الحمل زى  اللى قبلى...بعد ما خرجت كم المستشفى 
قعدت جنبها مش عارفة أعمل إيه..كان ساعتها الفخرانى باشا خارج بعربيته من المستشفى بعد ماعمل فحوصاته.  .....صعبت عليه ..عرض عليا اروح معاه قصره ويسمع حكايتى...مكنش قدامى غير انى اروح معاه..وفعلا حكيت له اللى اعرفه من القصة... طمنى أنه هيحاول يساعدنى ويعرف مكانك ...بس لحد الوقت ده عرض عليا اشتغل عنده......
قالى ....((( ياغادة انتى بتعرفي تطبخي الاكل المايع ده بتاع العيانين.. اصل هنا بيعملوه وحش اوى.  والدكاترة مصريين عليه ليا....))
انا كنت بتاعى جدى وعندى خبرة فى الاكل ده ...فوافقت ع طول ...كنت  بعمله الاكل واقعد احايله علشان ياكله ...
قعدت معاهم ف  القصر وكانوا بيراعوا حملى....وبعد ماولدت طلب الفخرانى باشا من حفيده أمجد اللى كان بيجى زيارات عنده  يسجل توبة باسم والدها اللى كان  فى القسيمة.اللى معايا.....طبعا لولا علاقاته  ماكانش هيبقى لها اسم ...
من اليوم الاول وكان الفخرانى باشا بيتعامل مع توبة كأنها حفيدته ...وامجد كأنه باباها.....)))
كانت غادة تتحدث والألم يظهر ع وجهها ..اما سامى فقد كانت تعلو وجهه نظرة ندم وحسرة وذهول ممايسمع....
وهنا تدخل أمجد قائلا...انا هكملهم الحكاية ياغادة ...
(((بعد فترة توفى جدى بعد ما وصانى ع غادة وبنتها وكتب لها جزء من الميراث ، طبعا مع رفض كل العيلة اللى اخدوا منى موقف انى واقفت ع  الوصية وماشككتش فيها ...وبعدين بالصدفة وانا فى زيارة للامارات من عشر سنين  قابلتك وعرفت انك انت الراجل اللى عمل كده مع غادة من اسمك ..طبعا بلغتها لو حابة تروح لك ..لكنها رفضت بعد ما فهمتها انى من خلال معرفتى بيك انك مش هتعترف بيها ولا بالبنت وممكن كمان بنفوذ عيلتك تطعن فى نسبها .....وعرضت عليها أطلقها منك لكنها رفضت وقالت لى مش هاطلق الا لما اعرف هو عمل فيا كده ليه الاول!!!....
غادة كانت شاطرة جدا فى الطبخ وادارة المنزل فعرضت عليها تكمل دراستها علشان تطور من نفسها ...وفعلا مخيبتش ظنى .. بقت من اشطر مديري الفنادق فى السعودية بعد سنوات بسيطة من دراستها.....لحد ما بعت لها انك رجعت مصر تانى،وفى نفس الوقت كنت بفتتح فيه سلسلة الفنادق وعرضت عليها إدارتها...طبعا قبلت ورجعت وهى عايزة تعرف الحقيقة ...كانت لسة  فاكرة عنوان الراجل اللى كان بيبعت لك البنات ...روحنا له لقيناه بقى قعيد ومستنى اى مساعدة مالية من اى حد بعد ما كل ولاده سابوه....حكى لنا القصة كلها من بدايتها ......
وبعدين جه يوم حفلة الافتتاح وبقية القصة وملاحقتك لغادة انت عارفها ياسامى.........)))
كان سامى يستمع اليهما وهو يتصبب عرقا ويشعر بالذنب والندم ...انها المرة الاولى التى يدق فيها قلبه لامرأة كانت  هى غادة.. فقد قضى طوال حياته كالظمآن الذى يشرب من ماء مالح فلا يرتوى ابدا.....
فعلى الرغم من علاقته المتعددة التى فاقت الحدود الا أنه لم يشعر بالحب والدفء الا مع غادة وتوبة...ولكن ماذا يفعل بعد ما عرف.......
كانت فاتن تستمع باستهزاء فما ان أنهى كلامه أمجد حتى قامت من مقعدها لكى تنصرف قائلة ....
(((هاه خلصتوا المسرحية الهزلية بتاعتكم دى ...)))
ثم نظرت لسامى......
(((ورقتى توصلني يا سامى قبل ما اسافر انا وتالا عند بابا فى دبى...وكفاية عليك الفلاحة وبنتها....،)))
وقبل أن تنصرف فاتن نادتها غادة ...
(((كلمة أخيرة قبل ما تمشى يامدام فاتن..انا وانتى مختلفين فى كل شئ إلا حاجة واحدة اننا احنا الاثنين عرفنا بخيانة سامى وسكتنا..... ع اساس اننا بنحافظ ع البيت....
زمان انا سمعته وهو بيكلمك لما كان بيدلعك بتونا وسكت ..
وانتى دلوقتى برضه كنتى عارفة بعلاقته وساكتة.. يمكن لو مكناش سكتنا مكنتش اتدمرت حياتنا ...
يمكن مكنش اتمادى اوى كده ......)))
ثم نظرت غادة  لسامى ..(((ودلوقتي لو سمحت طلقنى ياسامى ...انا وصلتك لحد المأذون علشان اخد حريتى منك أخيرا....)))
لم يكن امام سامى حلا اخر الا ان يطلق غادة فعلى الرغم من أنه أحبها الا أنه لن يستطيع أن يشعرها بالألم مجددا ويجبرها ع الاستمرار معه ...فقد جاء ليتزوجها فإذا به يطلقها .....قد جاء وهو يعتقد أنه منجذب لها وعاد بعد أن تأكد من حبه المستحيل لها فمنذ أن رآها وقد انجذب لها دون أن يعلم السبب كما تعلق بابنته توبة ايضا دون أن يعلم انها ابنته......
اصبح سامى وحيدا بعد أن سافرت فاتن ومعها تالا الى والدها بالامارات بعد أن قامت بتصفية شركته لحسابها وقامت بخلعه.....
فلم يتبق له إلا شراكته بالفندق مع أمجد والذى احتفظ بها ع امل ان تغفر له غادة يوما ما ...
بات سامى يشعر بالندم الدائم فعلى الرغم  من توبته الا أنه
لم يكن يعلم هل سيقبل الله هذه  التوبة بعد ظلمه للكثير من الفتيات....
وع الرغم من مرور شهور.....ظل سامى يأمل فى أن يجد سبيلا لقلب غادة.....فقد كان دائم الاصطحاب لابنته توبة فى نزهات وكذلك فى تمارينها فقد قرر أن يعوضها عما فات ...
وفى يوم مر ع منزل غادة ليصطحب توبة ثم لمح  وهو ع السلم أمجد ع باب الشقة وفى يديه زهور فما ان فتحت له غادة حتى قال لها ...وهويقدم لها الزهور ومعها خاتم...
(((تقبلى تتجوزيني يا غادة...انا معرضتش عليكى الجواز الا لما اتاكدت انك بقيتى حرة مش بس من الزواج بسامى ..لأ كمان من الألم اللى انتى عشتى سجينة جواه سنين ....)))
ابتسمت غادة قائلة...
(((أكيد مش هلاقى افضل من الراجل اللى ربى بنتى كأنها بنته. ....بس توبة لازم توافق الاول....)))
فرد عليها وهو يدخل البيت ضاحكا....
(((مين دى اللى مش بنتى ...دى بنتى انا مش بنتك انتى 
 .. توبة توبة.... بابا أمجد جه......
فأقبلت توبة تعانقه بحرارة،ثم نظرت لامها...
(((ع فكرة انا سمعت كل حاجة يابنت ياماما وموافقة ع بابا أمجد.......
بس هستأذنكم ابقى اروح اقضي إجازات عند بابا سامى بعد ما بقى لوحده ..)))
ع الرغم من معرفة توبة لما فعل ابوها الا ان قلبها الصغير احتفظ بنقائه فاشفقت عليه بعد أن أصبح وحيدا...
كان سامى يقف عند باب البيت الذى تركوه مفتوحا يراهم وهم يضحكون سويا دون أن يراه ايا منهم ..فتأكد أنه لن يستطيع أن يشعر بالدفء والحنان الذى طالما بحث عنه فى علاقات متعددة دون جدوى ...ذهب وتركهم وهو يدرك تماما أنه قد حُكم عليه أن يعيش وحيدا تكفيرا عن ذنوبه ...............،،،،

                           تمت

تعليقات