رواية ولم تهدأ العاصفة بعد الفصل السادس6والاخيربقلم دعاء سعيد


رواية ولم تهدأ العاصفة بعد الفصل السادس6والاخيربقلم دعاء سعيد




اخذت حنان تنظر إلى اللوحات المحاطة بها فى كل الحجرة ..وهى لاتعلم من رسمها وكيف استطاع أن يقرأ مشاعرها التى طالما كانت حبيسة داخل قلبها ويصورها  ع هذه اللوحات ....
وعندما دققت النظر فى هذه اللوحات ....
استطاعت أن ترى امضاء صاحبها وهو فريد زوجها
وفجأة سمعت طرق ع باب حجرتها....فإذا بها تنهض لتفتح باب الحجرة قائلة بفرح...
(((أخيرا رجعت يافريد......))) 
فإذا بمراد هو من يقف ع باب الحجرة وليس فريد 
واجاب ع كلامها....
(((الأموات مبترجعش ياحنان........
فريد الله يرحمه من خمس سنين.......)))
صُدمت حنان من كلمات مراد فهى لم تستوعب بعد فكرة وفاة أمها التى عاشت عمرها ظانة انها تخلت عنها .....
ثم الآن ايضا تعرف بوفاة زوجها الذى ظلمته عندما اعتقدت انه تركها وتخلى عنها....
جلست حنان ع اريكة فى حجرتها بعدما قاله لها مراد ...
ثم أكمل مراد كلامه....
((انا آسف ياحنان انى بصدمك بالحقيقة...بس كان لازم تعرفيها ..علشان تقدرى تكملى حياتك .....
انا هنتظرك تحت ...اول ماتحسى انك اتحسنتى وقادرة تعرفى الحقيقة ...انا جاهز احكيلك كل حاجة....)))
وبالفعل نزل مراد للطابق  السفلى منتظر نزول حنان والتى لم يمضى الا دقائق معدودة وهمت بالنزول وراءه رغم انها كانت تشعر بالاعياء الشديد ......
فما ان رآها مراد حتى نهض ليساعدها فى النزول ...وهنا  لاحظت انه يعرج ع رجله اليسرى مرة ثانية.....
وبعد أن جلسا معا حول الطاولة ....وبعد قليل من الصمت ...كسرت حنان الصمت بتنهيده عميقة معبرة عن مايدور داخلها ثم طلبت منه إتمام الحكاية....
فاستطرد مراد قائلا.....
(((فريد كان صديقى الوحيد .....وع الرغم اننا بطلنا ننزل البلدة هنا بعد وفاة جدتى ...إلا أن الرسايل فضلت بينا ببحكيلي واحكيله عن كل حاجة وساعات كنا بندبر مقابلات سواء هنا فى البلدة او فى المدينة اللى كنت عايش فيها مع عيلتى....
كل رسايل فريد ليا كان دايما بيذكر لى حبه ليكى وانه نفسه يتزوجك....بس والدك رافض ...
فريد متقدمش لخطبتك مرة واحدة ...ده يمكن اتقدم لوالدك اكتر من عشر مرات ع مدار أعوام....اخر مرة اتفاجئ بموافقة والدك ومكنش عارف السبب ..لكن بعد كده فهم أن والدك وافق لمل عرف انه مريض وممكن يتوفى فى فترة بسيطة .. ساعتها بس وافق ع فريد علشان يحميكى من بعده .....
فريد لما اتزوجك مكنش عارف ازاى يخرجك من الحزن والخوف اللى مسيطرين عليكى ....كان خايف يحكى لك الحقيقة فيخسرك ...ففضل انه يسكت لحد ما يقدر يخليكى تحبيه وساعتها يصارحك بكل حاجة ...كان دايما بيبعت لى رسايل  يحكى لى عن حبه ليكى اللى كان بيزيد كل ماعينه تقع عليكى ويحكى لى انه مستنى اليوم اللى يقدر يصارحك بمشاعره.....)))
كانت حنان تستمع لكلماته وكأنه يحكى عن شخص لاتعرفه.....فلطالما اعتقدت أن صمت فريد ليس إلا انه أُجبر ع الزواج بها وينتظر الفرصة لهجرها...
ثم أكمل مراد حديثه...
(((كان كل مايحس انه مش قادر يعبر لك عن اللى جواه كان بيرسم لك لوحة ......وكان بيحط اللوحات دى فى الحجرة اللى جنب السلم ....كل ده كان حكى لى عنه فى رسايله......)))
قاطعته حنان والحيرة تبدو عليها ...
(((طيب ايه اللى حصل له يوم العاصفة ؟؟؟!!!....)))
خفض مراد نظره كأنه يخجل من نفسه وخفض نبرة صوته التى كانت تتحدث عن فريد بحماسة واذ به يخبرها عن حاله ...
(((فريد زى ماكان محب مخلص ...كان أوفى صديق عرفته ...
للاسف انا بعد وفاة والدى ورثت منه ميراث كبير ..كان من ضمنه قصر العائلة ......
بس انا كنت مستهتر مش فارق معايا الا المتع الزائلة....
غرقت فى الشهوات والملذات  وادمنت  الخمر....
فريد نصحنى كتير لكنى كنت أعمى واصم...لحد ماا تحجز 
 ع القصر .....وكان هيتباع فى المزاد العلنى ...طبعا فريد بذل كل اللى يقدر عليه ودبر مبلغ الدين ....وللأسف كان جاى يسلمنى المبلغ ده يوم العاصفة علشان الحق اسدد وافك الحجز قبل البيع فى المزاد..... بعد ما اخدت منه الفلوس وسددت الدين...بدأت العاصفة فعرضت عليه اوصله ووافق للأسف....
وانا كالعادة كنت غير متوازن بسبب الخمر ...
وعملنا حادث فى طريق العودة. .
انتقلنا للمستشفى ...كان فريد حالته حرجة.....
ولما حس باقتراب الأجل واصانى عليكى وخلانى اوعده انى احكيلك الحقيقة.....
خرجت من المشفى بعرج ع رجلى اليسرى....واستلمت جثمان فريد ودفنته فى مقابر عيلتنا....واسترديت القصر ونسيت الوصية والوعد وانغمست تانى فى شرب الخمر .. لحد من سنة حصلت لى حادثة تانية ...دخلت بعدها في غيبوبة خمس أيام.....واول مافوقت حسيت ان ربنا ادانى فرصة جديدة للحياة علشان انفذ وصية فريد  ووعد ى ليه انى احافظ عليكى واحكيلك الحقيقة كاملة.....
جيت البلدة هنا اول ماخرجت من المستشفي ونزلت فى بيت فريد اللى كان ادانى مفتاحه وفضلت طول الفترة دى اراقبك علشان اقدر احميكى .....خلال الفترة دى ربنا من عليا بالتعافى من الخمر لكنى أدمنت النظر ليكى وساعتها ادركت ليه فريد كان قلبه متعلق بيكى....
 وكنت بدور ع طريقة ااقدر بيها اتكلم معاكى واخليكى تحكى اللى جواكى علشان تقدرى  تتحررى من اوجاعك....
لحد ما بدأت العاصفة الشديدة ....لقيتها فرصتى الوحيدة للوفاء بالوصية والوعد.......))))
وما أن أتم مراد كلماته حتى نظرت حنان إلى النافذة لترى شمسا مشرقة قد ظهرت من خلف الغيوم وتجد العاصفة قد هدأت خارج منزلها كما هدأت فى قلبها وكأن القدر قد فتح لها باب جديد للأمل والحياة مع شخص لم تصادفه من قبل إلا دقائق معدودة فى طفولتها......
وتذكرت وعد أمها بأن العاصفة ستهدأ يوما ما وينتهى خوفها ، وأخيرا هدأت العاصفة. ..............


                               تمت

تعليقات