رواية اسيا
الفصل التاسع عشر 19
بقلم فاطمه صلاح
تجمعت الدموع في عينيها وهي تنظر له بألم،،ألم يعادل اضعاف الالام التي تلقتها طوال حياتها فأكثر ما يؤلمنا حقاً ضياع ما أفنينا عمرنا في الحُلم به،عاشت طوال حياتها تتمناه منذ طفولتها والان أصبح رسمياً لغيرها لحظه هو لم يكن لها من الاسأس ولو لمره ولكن كان يوجد أمل خبيث بداخلها وأختفي نهائياً الان وحل محله الفراغ نظرت له وكأنها تودعه لاخر مره،،في الاصل هي لم تنصدم فهي أصبحت تتوقع منه أي شيء في أي وقت ولكن أقتنعت أخيراً أنهما لن يلتقيان لا في الدنيا ولا في الاخره ول افي اي زمن كان،، أما هو فبهُتت إبتسامته للحظه لحظه واحده فقط ثم ألتفت مره أخري لعروسته وهو يضحك لها بسعاده!!!،نهضت وهي تتجه للمرحاض،،،وهي تنظر لمظهرها في المرأه حاولت البكاء اعتصرت عينيها بشده ولكن لم تبكي!!ألقت نظره أخيره علي مظهرها وهي تتجه للخارج لتصتدم بفتاه
كارمه:اسفه مختش بالي
حور بصدمه:كارمه!!
كارمه وهي تبتسم:شفتي عفريت!
حور باستغراب:نتي عارفه ده فرح مين؟
كارمه بضحك يخلو م المرح:سليم!هو انا مكنتش اعرف وجايه مع مراد بس كويس اني جيت!
حور بحزن علي حالها:سامحيني يا كارمه كان لازم اقولك عشان ..
لتقاطعها الاخري:ولا نتي ليكي ذنب ولا ثم اكملت بقوه:ولا سليم انا اللي عيشت نفسي في وهم ولازم اتحمل ثم نظرت للاخر وهو يتراقص مع اصدقائه في سعاده كبيره لتكمل:بس متأكده ان الفرح ده هيبقي خطوه كويسه في علاجي!كده كده لازم افوق!
____________________
ذهبت لمراد:مراد ممكن ثانيه؟
مراد بقلق:في حاجه تعبتي؟
كارمه بلاشعور:لا بس ده فرح سليم و...
مراد بصدمه:سليم!!
كارمه باستغراب:انت مكنتش تعرف يعني؟
مراد بصدمه:هعرف منين!!!انا المره الوحيده اللي كان موجود فيها سمعت صوته بس و مدققتش في وشه مكنش وقتها!!!!
تذكرت تلك المره التي الت بها لما هي فيه الان لتتساقط الدموع من عينيها
كارمه بحزم:طب يلا روحني مش عايزه اقابل ماما و....
ضحك الاخر بسخريه:عايزه تهربي من اهلك ولا منه يكارمه!!!انتي عايزه اي بجد اكتر من كده!!
ثم اكمل بسخريه اكبر:لالا احسن يكون عندك امل انه يطلقها ويرجعلك وكده!
كارمه والدموع تزداد في التساقط:انت غبيي
مراد بعننف:يلا عشان نباركلهم
ذهبوا للعروسين لتجد العروس"لارا"فتاه فائقه الجمال بشوشه ويظهر عليها السعاده بشده هي بلاساس قد راتها مره واحده عندمت ذهبت لاخيها في عمله
كارمه بابتسامه كبيره:الف الف مبروك
لارا ببشاشه:الله يبارك فيكي
سليم وهو يتنحنح ويمد يده ليسلم عليها:الله يبارك فيكي يارب
ليمسك الاخر يده وهو كاد ان يكسرها:ويبارك في مراتك!
_____________________
في السياره
تردد في الاجواء اغنيه "رهنت عليك"لتشرد في كلماتها وتتنهد في مقطع"وكل الناس قالولي بلاش قولت ده روحي وعنيا" لتتذكر عدد المرات اللي كادت ان تفقد اسيا بسببه واسيا تصر في كل مره علي رايها"بكره هتندمي ندم عمرك اما تعرفي حقيقته وهتقولي اسيا قالت"وترد الاخري دائما"انا اعرفه من ونا ٧سنين اكيد مش هتعرفيه اكتر مني ولو عايزه تخسريني جيبي سيرته تاني!!"تذكرت عدد المرات التي كانت تحذرها حور منه قائله"هو اخويا وبحبه وكل حاجه بس هو مبيحبكيش صدقيني سليم مبيهموش الا مزاجه والفلوس!!،انا مش عارفه اي اللي في دماغه بس نهايه الموضوع ده هتدمرك!"لترد دائما وقلبها يهتز بشده"بيحبني انا متأكده بس اللي متأكده منه أكتر ان حبه ميجيش ربع حبي ليه"
افاقت علي صوت مراد"وصلنا!"دلفت للشقه وهي لاول مره منذ مرضها تراها بشكل اخر راتها مسكنها الوحيد ومكانها التي يجب ان تتواجد به دائماً بدلت ملابسها بمنامه قطنيه بااللون الارجواني وجلست علي سريرها لتهاتف آسيا فقد اشتاقتها بشده ولم تهاتفها منذ اكثر من اسبوع ولكن الاخري لم تجب حتي مع اصرار كارمه علي مهاتفتها
ظلت تفكر كثيراً في ضروره استيقاظها من ذلك الوهم الذي أدخلت نفسها به وعاشت علي امل ان يتحقق لسنين طويله
كرمه بحرقه:يارب نسيهوني انت مقلب القلوب وقادر علي كل شيء نسيهوني وقدرني مظلمش مراد اكتر من كده!!
____________________
دلفت للخارج لتجد الانوار مغلقه لتدلف لحجرته وجدته يقف في الشرفه ويرتدي بنطلون قطني بااللون الاسود وعاري الصدر دلفت له وهي تستند بكوعيها علي السور ثم تنحنت بإحراج مرادانت كويس!
مراد باستغراب:ايه اللي جابك!ليه مش قاعده تدعي ربنا يخلصك مني وتعيطي علي حبيبك زي كل يوم؟
كارمه بتماسك وهي تنظر للقمر وتتنهد بشده:انا من اول مافتحت عيني عرفت الحب بيه!!مستني ايه من طفله عندها ٧سنين عمرها ما شافت إهتمام!انا اتخلقت في عيله فقيره ابويا راجل طيب كبير في السن كل علاقتي بيه يومياً"إزيك يكارمه"امي!!
اكملت بحسره:من اول ما دخلت ٣ابتدائي وهي وقفت شتايمها واقلامها الخفيفه علي اقل غلطه ممكن طفله تعملها وبدأنا الحزام والشباشب والمقشات وكل اللي قلبك يحبه اهه ونسيت اقولك والحرق كمان!بدأت تشيلني البيت وتعلمني الطبيخ ومفيش داعي اني اذكر بقيت الحاجات،اخويا اللي بيقولو سند هو كان اكبر مني ب٥سنين،سقطت دمعه من عينيها:اول مره عرفني فيها اني فعلا مليش حد كنت في١ابتدائي وهو في٦يعني كان في نظري اكبر حد، واحده معايا في الفصل زقتني ورجلي اتعورت!جريت عليه اعيط جامد قالي "هي ضربتك بالنار!!،متكلمنيش تاني قدام صحابي عشان مكملش عليكي" يومها فضلت طول اليوم اعيط مش عشان الضربه خالص لا عشان كلامه لاول مره كنت احس بوجع جوايا!!عارف مين اللي جابلي حقي تاني يوم؟سليم اما شافني بعيط!!
مكنتش باخد مصروف!!اخرها تحن عليا بملبسه،،كان هو اللي بياخد من مصروفه ويجبلي حاجه حلوه رغم انه نفس مستوانا، كان بيلعب معايا وهو اكبر مني ويسيب صحابه الولاد عشان محدش كان بيحبني عشان رفيعه جدا وشكلي يخوف،، فضل يدافع عني لحد وقت قريب، عرفني علي اخته عشان مبقاش لوحدي، كان بيحنن محمود عليا ساعات,كان بيحذر ماما وهو طفل متمدش ايدها عليا ل ما كبر واتلهي في نزواته، كل ده حببني فيه غصب عني عشان عرفني معني الامان والسند " لحد اما اكبرت غميت عيني عن كل وحش بيعمله وفضلت رسمه ليه اجمل صوره،،
تنهدت بخنقه: انا مش بحكيلك كل ده عش
