
ما إنتِ حلوه أهوه وسيباه ماسك إيدك ولا هي حلال ليه وحرام عليا!؟
رفعت ناهد رأسها بصدمة مغلفة بالغضب حدجته، نفخت بحنق فهذا ليس وقته نهائيًا! ألا يكفي ما مرت به منذ قليل؟
هب سعد واقفًا ودنا منه، خاطبه بتهكم:
-سمعني كدا يا حبيبي قولت إيه؟!
رفع فهد رأسه بثقه وكأن الحق معه وقال وهو يصر على كلماته:
-قولت اللي سمعته.
ابتسم «فهد» بسخريه وأضاف:
-أنا برده حسيت إن فيه بينكم حاجه من يوم ما ضـ ـربتني عشانها... طيب ما إنت بتعمل نفس إللي أنا عايز أعمله!
كان سعد يسمعه ولا يبدي أي رد فعل، مسح وجهه ليكظم غيظه، وقفت ناهد جوار سعد وحاولت سحبه من ذراعه ليغادرا وهي تقول:
-سيبك منه يلا نطلع فوق.
نظر سعد لناهد المرتبكه وقرر تجاهل فهد والسير معها وكادا ينصرفان من أمامه، لكن لم يكتفي فهد ومد يده يُمسك بناهد فبلغ غضب سعد ذروته ودفعه بعنـ ـف، ثم أمسكه من تلابيبه هادرًا:
-إنت إزي تمد إيدك عليها؟
حدجه فهد بنظرة غاضبة وهو يضغط على أسنانه هادرًا:
-وإشمعنا إنت؟! هي بنت عمتي وأنا أحق بيها منك.
دفع فهد سعد واتجه نحو ناهد مجددًا فتبعه سعد ولكمه بوجهه واحتدم النزاع...
حاولت ناهد أن تفض اشتباكهما ولم تستطع وارتفعت أصواتهما حتى وصلت لسيف الذي كان قد انتهى من تضميد جروحه فهرول إليهما محاولًا السير بطريقة طبيعيه لأن قدمه مصابه، دخل بينهم فدفعه فهد بقـ ـوةة فارتطم سيف بالأرض وصاح بنبرة مرتفعة:
-يا أمن؟!
وسرعان ما اتجه إليهما رجال الأمن وتم فض الإشتباك...
نظر فهد لناهد قائلًا بغضب وبنرة مرتفعه:
-سيباه يمسك إيدك وعامله نفسك محترمه وإنتِ واحده شمال.
قال سعد بنبرة مرتفعه وهو يدنو منه ورجال الأمن يمسكانه وهو يصيح بحده:
-مين دي إلي شمال ياد يابن يله؟!
لم يكمل جملته ونظر لناهد التي أطبقت يدها على فمها باكية، حين رأها سعد هكذا تمالك حاله، مسك يدها وقال:
-دي مراتي يعني حلالي ياللي مبتفهمش...
ازدرد فهد ريقه وهو يبدل نظره بينهما ويردد بصدمه:
-مراتك!!!!
ومن ناحية أخرى
تناهى لسمعهم أصوات مرتفعة، وسألت مروى:
-إيه الصوت دا زي ما يكون فيه خناقه!
رد معاذ بتأيد:
-أيوه فعلا أنا هروح أشوف فيه إيه!
سار مسافه لنهاية الممر ونظر لأسفل فوجد سعد يشتبك مع فهد، وسيف يبدو عليه أثر الحادث فركض لأسفل مسرعًا وحين رأته والدته يركض صاحت قائله:
-فيه إيه يا معاذ؟!
تبعته لترى ما يحدث وتبعها مروى وهدير مهرولين...
حين رأت مروى فهد علمت أنه سبب النزاع فركضت هي الأخرى..
كان فهد مصدومًا مما يقوله سعد، طالع ناهد بهزيمة وسألها مجددًا بصدمه:
-إنتِ مراته؟!
تمنى أن تنفي لكنها صدمته أكثر حين ردت بأعلى صوتها:
-أيوه مراته... وكفايه فضايح بقا لحد كدا لو سمحت وابعد عن طريقي أنا دلوقتي ست متجوزه بطل تمشي ورايا لو سمحت.
قالت جملتها وهي تضغط على أخر كلمتين.
أوما فهد رأسه بإقتناع ونظر لها قائلًا:
-مبروك يا ناهد.
بدل نظره بينهما قبل أن يغادر ونظر لسعد قائلًا وهو يرفع كتفيه لأعلى بحسرة:
-يا بختك فزت بيها وأنا خسرتها للابد.
رمقها بنظرة أخيرة قبل أن يغادر، وانصرف ينعي حاله على خسارتها، فلن يستطيع الإقتراب منها بعد الآن؛ لأنها أصبحت في عصمة رجلٍ أخر...
جلس في سيارته شارد الذهن يفكر هل أحبها فعلًا وهل يُسمى هذا حبًا؟ أطاحت الأفكار برأسه، تسائل وما معنى الحب؟! وهل يوجد ما يُدعى حب، وما حقيقة هذا الشعور الذي يدق باب القلب بغتة فيعطيه الإنسان مُسمى الحب؟!
وكي يهرب من كل تلك النقاشات التي فرضها عليه عقله أخرج من حاويته المخدرات التي بدأ بتناولها مؤخرًا وأخذ يستنشقها حتى ارتخى كامل جسده...
وبعد فترة فتح عينيه بصعوبة أدار محرك سيارته وانطلق بها بسرعة فائقه ولم يستطتع التحكم وانقلبت السيارة به مرة وراء مرة وهو بداخلها.
وعلى الصعيد الأخر
إنتِ كويسه؟!"
قالتها مروى لناهد التي أصبحت في حالة لا يرثى عليها احمرت عيناها من أثر الدموع، هزت ناهد رأسها بالنفي ارتفعت دقات قلبها وشعرت بدوار يضرب رأسها سندت على الحائط وهي تقول بأعين عابسه:
-لأ أنا مش كويسه
أقبل إليها سعد يسندها وهتف معاذ قائلًا:
-أنا هروح اجيبلك عصير
سندها سعد قائلًا:
-حاسه بإيه؟
عقبت بوهن:
-الدنيا بتلف بيا
ساعدها سعد لتجلس على المقعد فقام سيف يفسح لها المكان، وأخيرًا لفت نظرهم سيف الذي يربط يده بضماد وجبينه بالاصقة الطبية، نظرت له والدته قائله بخوف:
-إيه الي عمل فيك كدا يا سيف!
التفتت مروى تحدق به فنظر لها وأجاب والدته بارتباك:
-حادثه بسيطه يا ماما متقلقيش
اقتربت منه والدته تتفقده وتطمئن عليه ثم تركته بعد أن أقنعها بسلامته وذهبت لناهد لتطمئن عليها...
أقبلت مروى نحوه وجلست جواره قائله بحزن:
-حمدي إلي عمل فيك كدا صح؟!
هز رأسه ينفي كلامها وقال بتلقائيه:
-أصلًا حمدي اتقتل قبل ما أوصله.
شهقت وقالت بصدمه:
-يعني أيه اتقتل مين الي قتله؟
زفر بقوه وأجاب قائلًا:
-هحكيلك كل حاجه بعدين.
قاطعها صوت نبيله التي قالت:
-خد مراتك يا سعد وديها البيت تريح شويه
كان معاذ قد وصل مع العصير وأعطاه لناهد ووزع على البقية...
نظرت نبيله لسيف قائله:
-وإنت كمان يا سيف خد مروى وريحوا شويه في البيت للصبح.
زفرت بقوة وأضافت:
-أنا ومعاذ وهدير هنبات هنا للصبح ولما تيجوا نبقا نروح.
وافق الجميع على عرضها وذهب كل منهم إلى بيته.....
بقلم آيه شاكر
صلوا على خير الأنام ♥️
_____________________________
وبعد أن سردت عليه «منى» كافة التفاصيل ضمها بقلق قائلًا:
-الحمد لله إن ربنا نجاكِ منهم.
قالت برضا:
-الحمد لله.
أخرجها من بين ذراعيه قائلًا:
-صدقيني حقك هيجيلك... سيف مش ساكت إلا لما يقبض عليهم دا إذا مكانش قبض عليهم أصلًا.
قالت بحزن:
-حسبي الله ونعم الوكيل في كل إنسان ظالم وقاسي.
مسح على وجنتيها ببطن كفيه بحنان وقال:
-بعد إذنك بقا تعالي نطلع لأحمد وهدى يطمنوا عليكِ عشان يروحوا بيتهم.
نظر لوالدته النائمه وقال:
-عشان كمان ماما نايمه وبصراحه مش عايز أقلقها بكلامنا...
أومأت رأسها بالموافقه وخرجا معًا ليُطمئنا هدى وزوجها فيذهبان لبيتهما...
★★★★★
وبمجرد دخول سيف للشقه توجه لغرفته وألقى جسده على الفراش بإرهاق، فتبعته مروى، قالت:
-أنا جعانه يا ترى فيه حاجه تتاكل في البيت دا؟!
-عندك تونه وجبنه ومربى في التلاجه والعيش في الفريزر.
تركته ودخلت المطبخ وقامت بتحضير الطعام على صنية صغيره ثم عادت إليه، كان يتوسد ذراعه، يغلق جفونه شارد الذهن، يفكر في تلك المعضلة، وضعت مروى الصينيه جواره وتنحنحت قائله:
-سيف!
فتح عينه ونظر إليها فتلعثمت قائله:
-مـ...ممكن تقوم تاكل معايا عشان مبعرفش أكل لوحدي.
ابتسم وتأوه وهو يعتدل جالسًا، فجلست جواره وقد لاحت ابتسامة خفيفة على شفتيها، سألته:
-احكيلي إنت إيه إلي عمل فيك كدا!؟
أخذ قطعة من الخبز وبدأ بتناول الطعام وهو يقول:
-دي حادثه بسيطه بالعربية.
نظرت لذراعه المصاب ثم رأسه وقالت:
-بس باين عليها مش بسيطه خالص!
ابتسم برضا وقال:
-الحمد لله قدر ولطف.
شاركته تناول الطعام في صمت لم يخلو من النظرات والابتسامات...
وبعدما فرغا من تناول العشاء حملت الصنيه للمطبخ ورقد سيف يفكر مجددًا، وحين إنتهت من تنظيف الأطباق عادت إليه فظنته نائم لذا دخلت الغرفه بهدوء وأخذت تيشرت خاص به ودخلت غرفة مجاورة...
ارتدته واستلقت على الفراش أغلقت عينيها لتنام لكن كلما حاولت النوم تذكرت حمدي ونظراته لها، وتذكرت حديث سيف عن مقتـ ـله، ظلت تتتقلب يمينًا ويسارًا حتى غفت عيناها ولكن لم يتركها عقلها الباطن ففتحت جفونها فجأة وهي تلهث ويكأنها كانت تركض ولم تكن نائمة أبدًا...
ارتفعت ضربات قلبها فنهضت مسرعة متوجهة لغرفة سيف، دخلت غرفته فلم تجده في سريره ظلت تبحث عنه بأنحاء الشقه حتى سمعت صوته بالمرحاض فتنهدت بارتياح...
سندت رأسها على الحائط أمام الباب ووقفت تنتظره خروجه، وعندما فتح المرحاض وأبصرها أجفل وكان سيغلق الباب مرة أخرى، فضحكت، وابتسم قائلًا:
-ايه اللي صحاكِ دا أنا بصيت عليكِ من دقيقة بالظبط كنتِ نايمه!!
سألته:
-وإنت منمتش ليه؟
-أنا كنت في الحمام وهدخل أنام تاني.
قالت:
-أنا بعد ما نمت شوفت كابوس وقومت مفزوعه.
ابتسم مغيرًا الحديث وهو يتفحص ما ترتديه:
-بس التيشيرت بتاعي جامد عليكِ.
ابتسمت، وقالت بتلقائيه:
-أهي حاجه من ريحتك تطمني شويه.
عضت لسانها على اندفاعها وطالعته بطرف عينها في توجس، فأقبل إليها وقال:
-وليه تاخدي حاجه من ريحتي لما أنا موجوده؟
رمقته بحياء، فمسك يدها وجذبها قائلًا:
-تعالي نامي جنبي.
لم تنبس بكلمه وسارت معه حتى وصلا للفراش، استلقى ومد ذراعه السلام لتنام عليه وحاوطها بالأخر ثم قال:
-من النهارده دا مكانك.
قبلها من مقدمة رأسها قائلًا:
-تصبحي على خير يا حببتي.
كان قلبها ينبض بقوه من تطور العلاقة بينهما بتلك السرعه لكنها اطمئنت وأغلقت عينيها، وردت:
-وإنت من أهل الخير.
________________________
وقفت «ناهد»بالشرفة وأغلقت عينيها لتسمح للهواء النقي أن يلمس وجهها بلطف وكأنه يلمس قلبها ويربت عليه، كان يقف جوارها ويتأملها نظرت له وعندما وجدته يحدق بها، وقالت:
-إنت بتبصلي كدا ليه؟!
ارتسمت ابتسامة عذبه على وجهه وقال:
-بحاول أدخل جوه دماغك وأشوفك بتفكري في إيه؟!
تنهدت بألم قائله:
-بفكر في حاجات كتير أوي... تعرف إني كنت هتخطف النهارده!
عقد حاجبيه وقال بصدمه:
-تتخطفي! لأ يا ناهد بقولك ايه... أنا مقدرتش أستحمل إلي حصل لسيف ومصطفى.
بدأت تسرد عليه تفاصيل ما حدث فقال:
-من النهارده مش هسيبك تغيبي عن عيني لحظه واحده.
نظرت أمامها وتنهدت بأسى أغلقت عينيها مجددًا فقاطع شرودها قائلًا:
-إيه رأيك أحكيلك قصة؟
قالها سعد وهو يدقق النظر لملامحها، وضعت إحدى يديها على خدها، وقالت بترقب وبابتسامة:
-احكيلي!
كانت تحدق بملامحه التي ألفتها وفُتنت بها، ابتسم بمكر قائلًا:
-كان فيه واحد عاش طول عمره يتريق على الحب وحكايات الرومانسيه الي بيسمع عنها من أصحابه وقرايبه، وكان رافض فكرة الجواز عشان بيكره نكد الستات وزنهم إللي سمع عنه.
اعتدل في وقفته متجهًا إليها بكامل جسده، ووضع كلتا يديه بجيبه في ثقه ثم أكمل بابتسامة:
-المهم قابل بنت صدفه في حمام الرجاله... خطفت قلبه بدون أي مقدمات ووقع في حبها.
حدقا ببعضهما لبرهة، وأرادت الفرار فقالت:
-طيب أنا هدخل أنام عشان هروح لبابا بدري.
كادت أن تغادر وهي تقول:
-تصبح على خير.
لكنه أمسك يدها، فتوقفت لكنها لم تنظر إليه، قال:
-بحبك يا ناهد.
ازدردت ريقها بتوتر وسحبت يدها منه، قالت قبل أن تغادر:
-تصبح على خير.
تبعها بصمت وقبل أن تدلف غرفتها، ناداها:
-ناهد.
التفتت تنظر إليه فاضاف بابتسامة:
-بحبك.
قالها وهو يعطي كل حرف يخرج من فمه حقه، ارتعشت شفتيها بوميض ابتسامة حاولت كبحها ولم تفلح، وكأنها تؤكد رضاها التام عما قاله، دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها ووضعت يدها على قلبها تحاول تهدئته من قوة نبضاته، وقالت:
-إيه الإحراج ده!!
وفي اليوم التالي
وفي المستشفى
أخذت مروى ناهد ودخلت تطمئن على منى وكانت هدى برفقتها، كانت محرجة مما قالته لمروى بالأمس وتعدل من حجابها كل دقيقه بارتباك، لاحظت مروى ارتباطها فنظرت لها قائله:
-مش زعلانه منك يا هدى... صحيح زعلت شويه بس خلاص نسيت كل حاجه فبطلي توتر.
ابتسمت هدى وضمتها قائلة:
-أنا آسفه سامحيني أنا طول عمري كدا غبية ومندفعه!
ابتسمت مروى قائله:
-مش مشكله أهم حاجه اتطمنا على منى.
قاطعتها منى قائله:
-أنا مهما أحكيلكم الوقت دا مر عليا إزاي مش هعرف أوصفلكم صعوبة الإحساس.
ربتت ناهد على كتفها قائله:
-الحمد لله إنك بخير وإن شاء الله هياخدوا جزاءهم.
ابتسمت مروى وقالت بجراءه:
-إن شاء الله سيف حبيبي يجيبلك حقك منهم.
غمزت ناهد لأختها قائله:
-إيه يا بت الجراءه دي؟!
عقبت مروى بمرح:
-الله! جوزي حبيبي وأنا حره.
عقبت هدى بابتسامه:
-خلاص يا ناهد متحرجهاش بقا.
ضحكت ناهد قائله بمرح:
-لأ دي وشها مكشوف مبتتحرجش أصلًا.
وضحك جميعهن...
______________________
اقتحم عناصر من الشرطه بيت جابر وألقوا القبض على فاتن وفؤاد لأنهما مشتبه بهما، وبشهادة البواب وأفراد أخرى شاهدوا رامي برفقتهما...
نظرت فاتن لفارس «أخوهم الأكبر» والخوف ينبع من كلتا عينيها وكانا يسحبها أفراد الشرطة وهي تشهق ببكاء وتنظر لأخيها قائله:
-الحقني يا فارس... الحقني يا فارس.
كان فؤاد يحاول التملص من بين أيديهم لكن هيهات، فقد وقع في شر أعماله...
طالعهمابحسرة والدموع تكاد تفر من مقلتيه وقال:
-متخافوش أنا هكلم بابا وهنشوف حل.
فهو يعلم بما فعلا، حاول ردعهما عن تلك الأفعال لكنه لم يقدر عليهما، والآن وقعوا في أيدي الشرطه، حمل هاتفه وطلب والده مرة وراء الأخرى لكن هاتفه خارج النطاق فطلب رقم المحامي ولحق بإخوته...
جلست فاتن في سيارة الشرطه تبكي، نظرت لفؤاد المتجهم، وسالته بصوت باكٍ:
-هيعـ ـدموني يا فؤاد؟
أصر فؤاد على أسنانه بغضب، وقال بحسرة:
-إحنا شكلنا روحنا في داهيه!
*********
ومن ناحيةٍ أخرى
كان جابر يجلس على فراشٍ رث بعد أن كان يسكن قصرًا، وبعدما قـ ـتل الكثير من الأطفال والنساء وحتى الرجال لم يسلموا من شره...
ارتكب أبشع الجرائم التي قد تخطر في ذهن أي إنسان تاجر بالمخدرات والسلاح والأعضاء ولا يوجد جريمة لم يرتكبها في حق البشرية...
كم تمنى أن يكون مثل عوض الذي رفض تجارة أخواته وبنى مستقبله بطريقة شرعيه وقانونيه ولا يشوبها أي جرائم، أما هو فقد سُحبت قدميه رويدًا رويدًا حتى سار طريق الجريمه لنهايته بل تعمق به...
تنهد بحسره حين تذكر أبناءه فرت الدموع من عينه فجففها متظاهرًا بالقوة والثبات...
خرج من الغرفه يبحث عن رأفت فوجد رياض يجلس بجوار منار يحدق بها بجراءه وهي ترمقه مبتسمة على جراءته كأنها تستمتع، قاطعهما قائلًا:
-أنا مش هينفع أسافر من غير ولادي.
نظر له رياض ساخرًا وأشار للباب قائلًا:
-الباب مفتوح تقدر تروح لهم.
رمقهم جابر بغيظ وعاد لغرفته مجددًا فقد سلمهم رقبته منذ زمن بعيد وتلك هي نتيجة أفعاله!
بقلم آيه شاكر
صلوا على خير الأنام ❤️
________________________
وبعدما وصل سيف للمستشفى تقابل مع مصطفى وأحمد وحكى له مصطفى تفاصيل ما قالته منى، فقال سيف:
-القضيه دي معقده وتعبتني نفسيًا خصوصًا إنها دخلت لحياتي الشخصيه!
ربت مصطفى على كتفه قائلًا:
-ربنا يوفقك وتحلها في أقرب وقت.
نظر له سعد قائلًا:
-وأنا معاك يا سيف لو عايز مني أي مساعده.
رقمه سيف بقلق مصطنع ونظر لهم قائلًا:
-جماعه الواد دا عينه صفرا حد يحوشه عني.
ضحك سعد حين تذكر تفاصيل الامس ورد قائلًا:
-يا عم أنا عيني عسلي والله ما هي صفرا حتى بص...
فتح عينه على أخرها ونظر لمصطفى قائلًا:
-بص كدا صفرا ولا عسلي!
-لأ متحاولش تقنعني دا إنت امبارح مكملتش الجمله ولقينا الرصاص بينزل علينا زي المطر
انفجرا سيف وسعد بالضحك فقال أحمد:
-لأ احنا مش فاهمين اي الحكايه؟ ضحكونا معاكم
ربت سيف على كتف سعد بخفه وقال:
-الشيخ سعد يحكيلكم وأسيبكم أنا عشان أكمل شغلي... ادعولي
دعوا له جميعًا وانصرف، فنظروا لسعد مترقبين قال:
-هحكيلكم بقا الي حصل امبارح............
من ناحية أخرى
وقبل خروج سيف من المستشفى توجه لغرفة عوض ليحكي له ما حدث بالأمس؛ عله يرشده لشيء ليستطيع الوصول لجابر ومعاونيه...
سرد عليه كل شيء فتنهد عوض بحسره وقال:
-اسمع يا سيف لو عايز توصل لجابر دور على رأفت.
أنهى جملته تزامنًا مع فتح رأفت الباب، نظر لعوض قائلًا:
-حمد الله على السلامه يخوي.
حدقا به الإثنان في صدمة وصمت، فأضاف وهو ينظر لسيف:
-إزيك يا حضرة الظابط؟
تدارك سيف الموقف ووقف واضعًا يديه بجيوبه بثقه قائلًا:
-بخير يا رأفت باشا.
أقبل رأفت نحو أخيه وأشاح عوض وجهه للجهة الأخرى وهو يقول:
-إيه إلي جابك؟
-چاي أرچعلك المستشفى.
ابتسم عوض ساخرًا وقال:
-يبقا عايز مقابل.
رد رأفت:
-لا مقابل ولا حاچه... أنا خدت المستشفى من چابر وسچلتها باسمك... أصل أنا ندمان على إلي عملته معاك.
مد يده بالأوراق قائلًا:
-وأدي الورق إلي يثبت إن المستشفى بقت باسمك.
أخذ سيف الأوراق من يده وقرأها ثم أعطاها لعوض، نظر رأفت لسيف قائلًا:
-ممكن تسيبني مع أخويا دقيقه واحده.
نظر سيف لعوض يسأله بعينه عن رأيه، فاومأ عوض برأسه مؤيدًا وخرج سيف من الغرفه...
وبعد أن تأكد رأفت من خروج سيف نظر لعوض قائلًا:
-مقابل المستشفى تسيبني في حالي ومتچيبش سيرتي واصل للظابط.
رد عوض ساخرًا:
-ما أنا طول عمري بغطي عليكم وعلى جرايمكم وساكت وشوف النتيجه عملتوا فيا إيه!
-هي كلمه واحده ملهاش تاني يا عوض متچيبش سيرتي واصل.
قال عوض بمكر:
-ماشي يا رأفت مش هجيب سيرتك مهما كان إنت أخويا
تنهد رأفت بارتياح ونظر له قائلًا بخبث:
-على العموم لما تحاول تغدر بينا فكر في بناتك ومراتك إنت عارف كويس أنا أقدر أعمل إيه!
ضغط عوض على أسنانه بغضب وصاح بنبرة مرتفعة:
-اطلع بره يا رأفت.
ابتسم رأفت ببردو وقال:
-أنا رچعتلك المستشفى عشان صعبت عليا مهما كان إنت أخويا الصغير والضفر ميطلعش من اللحم.
كرر عوض جملته وهو يوقع كلماتها:
-اطلع بره يا رأفت.
خرج رأفت غاضبًا، ودخل سيف الغرفه مسرعًا، قال سيف:
-كان عايز منك إيه يا عمي؟
سعل عوض وقال من خلف سعاله:
-راقبه يا سيف جابر معاه مفيش وقت لتفسير اي حاجه.
اومأ سيف برأسه وغادر مسرعًا فأوقفته مروى، نظر لها وذهنه معلقًا برأفت، سألته:
-رايح فين؟
ظل يتتبع رأفت بعينيه وأجابها في عجاله:
-عندي شغل ضروري هخلص وأكلمك.
وفي قلق، قالت:
-طيب خلي بالك من نفسك.
ابتسم لها وقبض على يدها قائلًا بابتسامة فاترة:
-وإنت كمان خلي بالك من نفسك.
هرول خلف رأفت رغم ألم قدمه...
حمل هاتفه وطلب أخيه، قال:
-سعد خلي عينك في وسط راسك متسيبش مروى وناهد ولا لحظه
رد سعد ليطمئنه:
-متقلقش بس فيه جديد ولا إيه؟!
أجاب سيف:
-أيوه فيه جديد ادعيلي أخلص القضيه النهارده دي على خير.
-يارب خلي بالك من نفسك ولو فيه أي حاجه كلمني.
-ماشي يا حبيبي... أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه في حفظ الله.
أغلق الهاتف وتنهد بارتياح فقد رزقه الله أخ حنون يخاف عليه ويحبه دون مقابل، بدأ مهمته بمراقبة رأفت وطلب رقم النقيب يبلغه بكافة التفاصيل...
بقلم آيه شاكر
استغفروا❤️
_______________________
وفي مركز الشرطه
-يعني إنتِ إلي قتـ ـلتيه؟!
شهقت فاتن باكية، وقالت بحشرجة:
-لأ أنا مقـ ـتلتش حد، مقـ ـتلتش حد... هو إلي حاول يتهجم عليا.
-حاول يتهجم عليكِ فإنتِ قتـ ـلتيه!
-أنا مقـ ـتلتهوش أنا بس ضـ ـربته على دماغه عشان يبعد عني.
سأل المحقق ساخرًا:
-وإنتِ ليه تروحيله شقته أصلًا؟
-هو صورني صور وهددني بيهم إنه هيفضحني فأنا روحتله.
أشار على جهاز الابتوب أمامه وقال:
-بس الصور دي بتدل إنك كنتِ على علاقة معاه ولا هتقوليلي متفبركه؟
انهارت من البكاء فأعطاها كوب من الماء لتهدأ فارتشفت منه وأكملت:
-أنا حبيته حبيته أوي وكنت متجوزاه عرفي.
تنفس الظابط متحسرًا على حالتها تلك، وقال:
-الغلط عمره ما دام يا فاتن ودائمًا طريق الغلط آخره مسدود ونهايته واحده.
شهقت ببكاء واعترفت قائله:
-أنا أسوأ مما تتخيل أنا كان ليا صاحبه كانت دايمًا تنصحني بس أنا أذيتها عشان متبقاش أحسن مني وكل الي عملته فيها اتردلي أضعاف... دا ذنبها وأنا شيلته.
هزت رأسها بعـ ـنف وهي تقول بصوت مبحوح من أثر الصراخ والبكاء:
-بس دا مش عدل هي اتجوزت وعاشت حياتها وأنا هتعدم؟!
قالت كلمتها الأخير وانفـ ـجرت بالبكاء وهي تقول:
-أنا عايزه بابا... أرجوك عايزه بابا.
-باباكِ هربان يا فاتن والشرطه بتدور عليه
-أنا السبب أنا إلي عملت فيه كدا... بابا ملهوش دعوه يا حضرة الظابط أنا إلي قتـ ـلت.
هز الضابط رأسه باستنكار وأشار لأحد العساكر قائلًا:
-خدها للحجز يابني وهات أخوها...
سارت مع العسكري وهي تبكي، حتى أدخلها لغرفة الحجز، بدلت نظرها بين المسجونات وجلست في ركن وحدها تبكي، فلكزتها واحدة بذراعها وقالت بحده:
-اسكتِ إنتِ كمان مش ناقصين صداع...
خافت فاتن من هيئتها، وأطبقت يدها على فمها وهي تومئ رأسها بطاعة وتكتم شهقاتها بينما دموعها تنفر خارج أسوار مقلتيها...
بقلم آيه شاكر
لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ❤️ ـطين
___________________________
ظلت ناهد تتهرب منه وتتجنب أن تجلس معه بمفردها، لكن حين لاحظت تجهم ملامحه وظهور الحزن عليه أقبلت إليه تسأله:
-مالك؟!
هز رأسه نافيًا وهو يقول:
-مفيش حاجه.
نظرت أمامها لبرهة ثم حدقت به مجددًا وحين التفت لها وتلاقت نظراتهما ابتسما بعذوبة صمت هو بينما سألته:
-بتبصلي كدا ليه؟!
نظر سعد أمامه ولازالت الابتسامة على شفتيه وقال:
-صدقيني مفيش حاجه.
-أتمنى...
قالتها وحملت هاتفها لتخفي به إحراجها منه، فتحت النت وبدأت تجول بأخر الأخبار في سرعه حتى جذب انتباهها خبر عن فهد بأنه قد أُصيب بحادث سير...
زالت ابتسامتها ودخلت صفحته مسرعه لتتأكد من الخبر، تجهم وجهها، وطلبت رقم خالها في سرعة، فرد عليها بصوت باكٍ قائلًا:
-ابن خالك بيموت يا ناهد...
سألت بصوت يوشك على البكاء:
-حصل إيه يا خالو؟
-عمل حادثه إمبارح بالليل وحالته صعبه.
أغلق الهاتف وانهار من البكاء أما هي فكان سعد يتابعها بترقب، قطب جبينه وسألها:
-في ايه؟
نظرت له دون أن تنبس بكلمه، فسألها مجددًا:
-فيه إيه طمنيني؟!
أصبحت أطرافها بارد ودقات قلبها تتواثب، طرقت الدموع باب عينيها للخروج، فأطلقت لها العنان لدموعها لتسيل على وجنتيها، مما أثار قلقه، سألها بلهفة:
-إيه يا ناهد؟ انطقي متقلقنيش؟
أطبقت يدها على فمها وهي تقول:
- أنا السبب.
الفصل الأخير
-أنا السبب...
-السبب في ايه؟!
قالها سعد بلهفة حين لاحظ حالتها المضطربة، فنظرت له ولم تجب بل شردت وأخذتها الذكريات للماضي، طفولتها وفهد وصداقتهما في الصغر، لعبهما ومزاحهما حين كانا طفلان تملأ البراءة قلبيهما ولا يحملان للحياة همًا حين كان أقصى عبئ لهما أن يوافقا والديهما على لعبهما معًا، بدأت بالإنهيار من أثر الصدمة، هل سيموت؟! هل سيغادر الدنيا؟ هل لم تحب طريقته لكنها لا تتخيل أن يمـ ـوت هكذا!
صاحت ناهد وهي تشير لنفسها:
-أنا السبب، أنا السبب.
-اهدي كدا وفهميني فيه ايه؟
قالها سعد وهو يقترب منها، فأخذت نفسًا عميقًا في محاولة فاشلة لتهدئة حالها، وقالت:
-فهد عمل حادثه وبين الحياه والمـ ـوت بسببي.
انفـ.جرت باكيه فضم سعد كفيها، حاول تهدئتها وهو يقول بحنو:
-اهدي... مش إنتِ السبب متحمليش نفسك ذنب مرتكبتهوش.
دفعته بعيدًا عنها وهي تقول:
-وإنت كمان سبب في حالته دي، ابعد عني، فهد عمل حادثه بسببي أنا وإنت... المفروض كنا اتكلمنا معاه براحه.
شهقت وأطبقت يدها على فمها فاقترب ليضمها، لكنها صدته بجملتها:
-يارتني ما اتجوزتك!
عاد خطوتين للخلف لكن حين رأى بكائها اقترب منها مرة أخرى فدفعته بقـ.وه وقالت بحده:
-إنت مبتفهمش قولتلك ابعد عني...
وقف مكانه يُطالعها لبرهة وهي تشهق باكية بانهـ.يار وسرعان ما غادر وتركها تبكي بمفردها، لكنه بحث عن مروى وأرسلها لها لتكون جوارها...
استغفروا ♥️
___________________________
وفي مركز الشرطه
-أختك اعترفت بكل حاجه يا فؤاد.
قالها الضابط فنكس فؤاد رأسه، وقال بأسى:
-أنا موقفي إيه في القضيه؟!
-تستر على جريمه وخطف هدير إنت ليك قضيه لوحدك يا فؤاد!
أطلق فؤاد ضحكة كالزفرة وقال بانكسار:
-يعني برده خسرت ومعاذ الي انتصر زي كل مره.
-الحياه مش مباراه يا فؤاد ولازم حد يخسر وحد يكسب الحياه أبسط من كده... إنت ظلمت نفسك.
تجهمت ملامحه وتلونت بخزي ما فعل، وقال بدموع:
-وأديني باخد جزائي.
أشار الضابط للعسكري ليأخذه، وسار فؤاد جواره مطرقًا بهزيمة...
___________________________
وفي مكانٍ أخر
تتبع سيف أثر رأفت اليوم بأكمله حتى وصل لمخبئه في منطقة نائية بعيدة عن السُكان تنهد بارتياح فيبدو أن القضيه على وشك أن تنفض...
هاتف النقيب ليحكي له كافة التفاصيل ويطلب منه قـ ـوة للقبض على رأفت وجابر ومن معهما، ارتجل من سيارته وسار ناحية المكان ليتفقده وهو يتخفى كي لا يراه أحد وحين وجد أمامه الكثير من الحراس أيقن أنه على الطريق الصحيح....
عاد مرة أخرى لسيارته وجلس ينتظر قدوم قوات الأمن وفي خلال ربع ساعه وصلت القوات وبدؤا بالتسلل للداخل....
******
وبالداخل صوب رياض مسـ.دسه لمقدمة رأس زياد قائلًا:
-ملهوش لزمه تعيشوا أكتر من كدا.
ازدرد زياد ريقه بتوتر وأغلق عينيه مستسلمًا، أما منير فقال بتوسل:
-سيبنا نعيش ومش هنجيب سيرتكم هنهرب لأي مكان.
هز رياض رأسه باعتراض قائلًا ببرود:
-مينفعش.
جهز سلاحه وهو على رأس زياد، وقال:
-اتشاهد على روحك.
وقبل أن يبدي أحدهما أي رد فعل، أثار انتباههم اشتباكات بالخارج وأصوات رصاص، فأحفل عوض واتجه صوب النافذه وتفاجئ بالشرطه تحاوط المكان، هربت الد**ماء من وجهه وأطرافه وطفق الجميع يجهزون أسلحتهم....
فك وثاق منير وزياد وأعطاهم سلاح قائلًا:
-لو عرفتوا تحموا نفسكم من الشرطه اهربوا.
نظر رياض لعمه وقال بنبرة حاده:
-الشرطه دي أكيد چايه وراك يا عمي! قولتلك بلاش تروح لعمي عوض قولتلي هاخد بالي! أدينا هنروح في داهيه كلنا بسببك.
تجاهل رافت عتابه وأمرهم:
-چهزوا نفسكم هنهرب من الباب الخلفي و...
وقبل أن ينتهي من جملته قاطعه سيف الذي تسلل للداخل من إحدى النوافذ الخلفيه ودخل مع مجموعة من عناصر الشرطه وانتشروا بالمكان...
صوب كل منهم سلاحه على واحد من الموجودين، قال سيف بسخريه:
-دا الحبايب متجمعين....دوختونا وراكم يا رجاله.
أردف سيف وهو ينظر لجابر الذي رفع يديه لأعلى كناية عن الإستسلام:
-مش قولتلك يا دكتور جابر النهايه بتكون واحده في كل الروايات.
قال جابر بهزيمه:
-فعلًا يا حضرة الظابط النهايه بتكون واضحه في كل الروايات بس إحنا الي بنكابر.
قالت منار ببكاء:
-أنا مليش دعوه يا باشا دول خطفوني.
جز سيف على أسنانه قائلًا بنبره حاده:
-إنتِ بالذات يا منار حسابك تقيل أوي.
وإلى هنا تنتهي صفحة الظلم وحصد كل ما زرع من الأشواك، حاسبهم القضاء بقانون الدنيا ولكن هناك حساب أخر أشق وأخزى وعند الله تجتمع الخصوم....
حكمت المحكمه حضوريًا على المتهمه فاتن جابر بالسجن ١٠ أعوام؛ لأنها قاصر تم تخفيف الحكم عنها...
أما فؤاد حُكم عليه بالحبس ١٥ عام مع الشغل والنفاذ
وعلى باقي الأفراد بالإعد**ام شنقًا...
وهذا أبسط عقاب على قتـ.لهم أرواح الأبرياء بغير وجه حق...
بقلم آيه شاكر
استغفروا ❤️
______________________________
«وما معنى الحب»
وقت السعادة سننسى قسوة ما مر بنا من أحداث فتخطف رياح الفرح أفئدتنا وتحملنا لنحلق بعيد عن غمام الحزن فنرتفع ونطير مطمئنين برفقة من نحب.
تسللت «منى» على أطراف أصابعها لتداعبه، وكان مصطفى يصب كل تركيزه فيما يكتبه على جهاز اللابتوب...
انحنت تقرأ عنوان ما يكتب، دون أن يشعر بوجودها فقد كان شاردًا في أخر ما مروا به من أحداث، قالت بصوت مسموع:
-وما معنى الحب؟!
ابتسم حين أبصرها، وأجاب وهو يُطالعها بابتسامة:
-الحب ده ابتلاء يستدعي الصبر.
قالت بابتسامة:
-غلط طبعًا...
أردفت بعد تنهيدة عميقة:
-الحب عمره ما كان إبتلاء الحب دا أجمل إحساس ممكن نحس بيه الحب دا زي بذره لازم نسقيها بالإحتواء والإهتمام والإحترام والمودة والرحمه عشان تثمر وتكبر.... مش بس بين الزوجين لكن بين الاخوات والأصحاب والأهل.. الحب هو الحياه يا مصطفى.
ابتسم مرددًا:
-وبما أن الحياة كبد وابتلاء والحب هو الحياة إذًا فهو ابتلاء يستدعي الصبر...
رفعت إحدى حاجبيها قائله:
-برده ابتلاء! إنت إزاي مختار عنوان مش عارف معناه؟!
نظر لها قائلًا بجديه:
-ما أنا قولتلك المعنى من وجهة نظري الحب ده معاناة بتصيب الإنسان... يعني ابتلاء... الحب هو الضعف احساس كدا بيقلب كيان الإنسان...
سند رأسه على ظهر المقعد مردفًا:
- الحب هو الخوف يعني تبقا خايف طول الوقت إنك تفقد الشخص الي بتحبه سواء كان أبوك، أمك زوجتك، ابنك... باختصار الحب دا ابتلاء.
ابتسمت قائله:
- يا ترى بقا خلصت الحكاية الي بقالك خمس شهور بتكتب فيها؟!
ابتسم ورد قائلًا:
-خلصت الحكايه... تعرفي إن في البدايه كنت أنا البطل وطبعًا إنتِ البطله...
زفر بقـ.وة وطالعها مردفًا:
-فجاه اتقلبت الموازين وسيف وسعد احتـ.لوها ومعاهم مروى وناهد طبعًا.
ضحكت ثم ارتسمت الجديه على ملامحها قائله:
-هما بصراحه عانوا كتير أوي ربنا يعوضهم خير.
زفر بارتياح وعقب قائلًا:
-يارب.
زم شفتيه بحيرة، وقال:
-بس فيه ورقه لسه مفقوده عشان الروايه تكمل.
عقدت ملامحها باستفهام فأغلق جهاز الابتوب وقال:
- يلا بينا نجهز عشان نروح الحفله يمكن ألاقي الورقه المفقوده هناك!
ابتسمت وكادت تغادر لولا أن شعرت بحركة الجنين في بطنها المكتورة أمامها فتاوهت قائله:
-ابنك مبهدلني مش بيبطل ضـ.رب في بطني.
انحنى نحو بطنها ورفع سبابته محذرًا:
-واد يا ياسين متتعبش ماما يا واد كلها ٤شهور وتنور حياتنا.
لمس بطنها بحنان وقبلها ثم وقف ينظر لوجهها قائلًا:
-إنتِ متأكده إن إلي في بطنك دا ولد!
-الدكتوره قالت ولد لكن العلم عند الله بتسال ليه؟
-أصل مناخيرك مكبرتش ومازلتِ مسمسمه... أنا أمي دائمًا تقول الحامل في بنت مسمسمه والحامل في ولد متخرشمه.
ضحكت منى على جملته وقالت:
-أما ماما رقيه عليها جمل!
وضع سبابته على شفتيه مضيقًا جفونه بتركيز وقال:
-بس تصدقي حلوه الجمله دي إبقي فكرتيني أكتبها في الرواية.
استدار يأخذ مفكرته وقلمه من على المكتب وهو يقول:
-ولا تفكريني ليه أنا هكتب عشان منساش.
كتب وهو ينطق:
-الحامل في بنت مسمسمه والحامل في ولد متخرشمه.
ضحكت على كلامه وفعله فهو هكذا منذ خمسة أشهر حين تخطر لها فكره بدونها في مفكرته كي لا ينساها، تركته ودلفت غرفتها لتتجهز للحفله التي أعدها الدكتور عوض احتفالًا بزواج بناته وتعافيه الكامل هو وزوجته...
_____________________________
وفي ڤيلا الدكتور عوض التي اشتراها منذ أقل من شهر زينها مهندس الديكور بطريقة رائعة إستعدادًا للحفل المسائي، كان عوض يمر مع زوجته على العمال ليباشر العمل بنفسه ويطمئن على الزينة والبوفيه، كانت الڤيلا تضم جناح كامل لناهد وزوجها وأخر لمروى وزوجها.
****
وعند مروى كان تجلس في المرحاض تقضم أظافرها وتطرق قدميها بالأرض في توتر تنتظر نتيجة تحليل الحمل بالجهاز المنزلي، وحين ظهرت شرطتين قفزت فرحًا وسرعان ما هدّأت حالها ووضعت يدها على بطنها فهي الآن تحمل نطفة في أحشائها، وكل حركه يجب أن تكون بحساب...
خرجت مسرعة تبحث عن سيف الذي كان يغط في سبات عميق، أيقظته بلمسة رقيقة بأناملها على وجهه، ففتح عينيه ومط ذراعه وهو يسألها:
-إيه يا حبيبي العشا أذنت ولا إيه؟
لم ترد عليه وحين فنظر لها كانت تمسح الدموع التي تفر من مقلتيها، اعتدل من رقدته حين رأي دموعها قال بلهفة:
-مالك يا مروى بتعيطي ليه؟
قالت بحشرجة:
-أنا بحبك أوي يا سيف.
قال:
-وبتعيطي ليه يا روح قلب سيف؟
خرجت من حضنه وبسطت يدها بجهاز اختبار الحمل وهي تقول:
-إنت إديتني أجمل هديه... بقا فيه حته منك جوايا.
أخذ الجهاز من يدها حدق به لوهلة ثم بدل نظره بينها وبين الجهاز، ابتهج فرحًا وضمها مجددًا بحب وهو يقول:
-إنتِ حامل؟ إنتِ حامل يا مروى.
اومأت رأسها بتأكيد فضمها مجددًا وقال بضحكات مبتهجة:
-أنا هبقى بابا.
ابتسمت بسعاده قائله:
-هتبقى أحن وأجمل بابا في الدنيا.
هب واقفًا بحـ.ماس وقال:
-لأ أنا هخرج دلوقتي أقول للناس كلها إني هبقا بابا.
مسكته من يده وهي تضحك وقالت:
-إلبس الأول عشان العشا قربت تأذن والحفله هتبدأ.
عقب بابتسامة عذبه ارتسمت على وجهه من شدة فرحته:
-بس قبل ما ألبس هكلم ماما أقولها وسعد كمان.
ارتسمت الجديه على ملامحها قائله:
-هو سعد هيجي من السفر امته؟!
أجاب قائلًا:
-أكيد هيجي بالليل كان بيقول خلاص معدش هيروح مطروح ونقل شغله هنا تاني.
أومات رأسها بتفهم، وسألته:
-أنا أصلًا مش فاهمه هما ليه ينقلوا شغله مطروح وهو من اسكندريه؟
لوى شفتيه لأسفل بحيره وقال:
-مش عارف والله.
غير الموضوع ووثب من فراشه وهو يقول:
-أتصل بقا على ماما أبشرها.
وحمل هاتفه يطلب والدته ويبشرها...
استففروا ♥️
_______________________________
في غرفة ناهد
جلست بوجه عابس فحالتها لم تتغير منذ خمسة أشهر إلا للأسوأ وكل يوم تبتعد عن سعد أكثر فمنذ أن علمت بمـ.وت فهد وهي تبنى حواجز بينهما كانت تؤنب حالها دائمًا على وفاته حتى علمت أن موته كان بسبب تعاطيه لجرعة زائدة من المخدرات...
لكنها لم تتغير مع زوجها وظلت تُكابر وتعامله بجمود ووجوم، فلا تذكر أنها نادته باسمه ولو مرة واحده، لا تذكر أنها حاولت ولو مرة واحدة أن تجذبه إليها أما هو فقد حاول معها أكثر من مره لكنها حمقاء لم تُحسن التصرف، ودمرت علاقتهما...
وكانت النتيجة أن نقل عمله لمرسى مطروح وتركها لحالها، كان يأتي لها كل إسبوعين مرة ومن غبائها كانت تقضي هذا اليوم بغرفتها كي لا تراه وإن رأها صدفه لا تنظر إليه ولا تخاطبه.
تنهدت بحزن فهي المسؤل الأول عن تلك الفجوة، فكيف يمر عليها خمسة أشهر ولا يرى زوجها خصلة واحدة من شعرها! فهي لا تعامله كأخيها بل كرجل أجنبي عنها، قاطعها طرقات على باب الغرفة فتحت فكانت أختها مروى التي دخلت وأغلقت الباب خلفها نظرت لناهد قائله بابتسامة متهللة:
-أنا حامل.
ضمتها ناهد بسعاده وهي تقول:
-الله! مبروك يا روحي.
أخرجتها من حضنها ثم لمست بطنها بحب مردفة:
-ربنا يكملك على خير يحببتي هتبقي مامي قمر.
تنهدت مروى بسعاده وهي تقول:
-نفسي أوي إنتِ كمان تكوني حامل.
اختفت الإبتسامه من وجه ناهد وتلعثمت قائله:
-لأ أصل، مـ... مش الشهر دا يعني.
ضمتها مروى وقالت:
-إن شاء الله يبقى الشهر الجاي وتلحقيني.
ابتسمت ناهد ابتسامه فاترة، وقالت:
-إن شاء الله.
غادرت مروى لتستعد للحفله وأخرجت ناهد ملابسها لتستعد هي الأخرى لا تدري لمَ تقوس فمها لأسفل وسالت الدموع من عينيها، فمنى حامل وهدى أيضًا ومروى فاجئتها بحملها أما هي فأكبرهم سنًا ولم يكتمل زواجها بعد متزوجه لكن على الورق فقط هي لا تغار منهم لكنها تغبطهما، مسحت دموعها وعزمت أن تعترف الليله بحبها لسعد مهما كلفها ذلك، ستُصلح علاقتهما، مسحت دموعها وتنفست بعمق ثم بدأت بارتداء ملابسها...
_______________________________
وأثناء الحفل الهادئ الذي ضم عائلتهم وبعض من أصدقاء عوض جلسن الفتيات مع بعضهن كانت مروى في قمة سعادتها بحملها وأخبرتهن جميعًا، كان جميعهن سعداء إلا إثنتان هما ناهد وهدير، اقتربت هدى من هدير وهمست قائله:
-إنتِ مش كويسه احكيلي مالك؟!
عقبت هدير بمراوغه متلعثمة:
-مـ... مفيش حاجه بس مضغوطه عشان ثانويه عامه ما إنتِ عارفه!
أصرت هدى وقالت وهي تحدق بها:
-لأ فيكِ حاجه تانية؟
حاولت هدير إدعاء المرح قائلة:
-يابنتي مفيش غير المذاكره مضغوطه أوي ادعيلي.
غيرت هدير الموضوع لتنتهي من زن أختها قائله:
-وإنتِ هتولدي إمته؟
-لسه بدري تخيلي بعد كل الفتره دي لسه باقيلي خمس شهور كاملين!
ضحكت هدير قائله بمرح:
-معلش هانت هيعدوا في خمس شهور متقلقيش.
لكزتها هدى في كتفها قائله:
-عقبالك يختي بس بعد الامتحانات عشان الحمل دا مرار طافح.
قامت هدى من جوارها لتجلس بجانب منى وتركتها تبحث عن معاذ بعينيها وحين وجدته حدقت به فنظر لها وغمز بعينه وهو يبتسم فابتسمت لكن تنهدت بحزن فلا تعلم ما مصير علاقتهما فلم يأخذ معاذ أي خطوه تجاهها ولم تفعل هي حياء منه، يمكث كل منهما بغرفة منفصلة عن الأخر ولا يُمانع لو مكثت عند أهلها بالأسابيع! لكنه يعاملها بمودة...
لم يعترف لها بحبه رغم أن كل تصرفاته تؤكد حبه لها لكنه لم ينطقها صريحه وهي تحتاج لسماعها...
وهي لم ولن تبادر بأي خطوه فكرامتها فوق كل شيء ستنتظر حتى يبدأ هو ولو بالخطوه الأولى وهي ستكمل باقي الخطوات الفاصلة بينهما...
على جانب أخر حين وصل سعد إلى الحفل كانت ناهد ترمقه بشوق، تحاول إختلاس النظر إليه لتشبع من ملامحه، كان يتابعها بطرف عينه ويتابع نظراتها التفت ينظر لها وتلاقت أعينهما للحظات، وكأنها تشع بنظرات الشوق والعتاب على الهجر، ادارت وجهها للإتجاه الأخر وظلت طوال الحفل على هذا الحال تنظر له خلسه وهو يتابعها حتى انتهى الحفل وعاد كل منهم لبيته، وكلٌ قد استقرت حياته برفقة من يريد خلا ناهد وهدير.
_________________________________
وفي شقة معاذ وهدير
كانت تجلس على مكتبها ترتدي بيجامتها الشتويه وترفع شعرها لأعلى، أقبل معاذ إليها وسألها قائلًا:
-دودو أكلتِ كويس هناك؟
اومأت رأسها بالإيجاب وشغلت حالها بترتيب كتبها على المكتب حتى تهرب من نظراته، سحب المقعد وجلس جوارها سند كوعه على المكتب ونظر لها قائلًا:
-مالك يا دودو؟
أجابت في سرعة دون أن تنظر إليه:
-مفيش حاجه أنا تمام.
عقد بين حاجبيه وسألها مجددًا:
-لأ فيه حاجه... ممكن تتكلمي معايا بصراحه يا هدير؟
قالت بنفاذ صبر ونبرة حادة:
-يووووه ما قولتلك مفيش حاجه.
رد بنفس نبرة صوتها:
-لأ فيه يا هدير إنتِ جايه متغيره من هناك؟
أردف بنبرة هادئة:
-حد قالك حاجه زعلتك؟!
تنهدت بعمق وزفرت بقوة قائله:
-ممكن أعرف إيه مصير علاقتنا يا معاذ؟
اعتدل في جلسته ومسح ذقنه بتوتر فقد فهم ما يُنغصها، قال بجديه:
-أنا مش ناوي أجبرك على حاجه عايزه تكملي معايا هنكمل عايزه العكس برده مش هجبرك.
ردت بتلقائية:
-إنت غبي!
ابتسم ببلاهه ورد بنفس التلقائية:
-إنتِ بتشتمي ليه يا بت؟!
أكملت توبيخه قائلة:
-ومبتفهمش ومستفز جدًا.
أسبل عينيه وقال بهُيام:
-شتمة الحبيب زي أكل الزبيب.
ضـ.ربته على كتفه بقوة وهي تقول:
-لأ دا ضـ ـرب الحبيب مش شتمة الحبيب وأنا بقا هاكلك شوية زبيب دلوقتي حلوين!
أخذت تضـ.ربه على كتفه وببطنه وعلى صدره وهو مستسلم ولا يمد يده عليها بل يضحك...
ركض أمامها حين سحبت سلك الشاحن الكهربائي وركضت خلفه مسك منها السلك يحاول أخذه من يدها وهي تحاول تسليكه منه لتضربه ركض أمامها مجددًا وهو يقول بضحكة:
-خلاص بقا يا هدير البتاع دا بيلسوع؟!
أقبلت نحوه مجددًا وضربته واحدة على ذراعه وهي تقول:
-دي عشان غبي ومستفز.
ركض أمامها حين لاحظ إصرارها على ضـ ـربه، تعرقلت هدير بطرف السجادة ووقعت أرضًا فتعرقل هو الأخر بقدمها ووقع عليها، فتأوهت ودفعته وهي تقول:
-إوعى كده إنت ثقيل أوي لازم تعمل دايت!
اعتدل جالسًا وقال:
-طيب ما أنا عامل دايت أصلًا! أومال فاكره العضلات دي طالعه إزاي.
قالها وهو يشير لعضلات بطنه، فضـ ـربته مجددًا، ضحك وسحب منها سلك الشاحن، ثم نظر لها وقال:
-بحبك يا مجنونه.
لم ترد عليه فلكزها في ذراعها بخفة، نظرت له فأضاف:
-بصي هو أنا فاهم زعلك... بس عشان الدراسه وأنا كمان اتشغلت في الدراسه والشغل، بصراحه أنا بحور يا هدير والحقيقة إني بعدت عشان أتحمل مسؤلية الجواز الأول، كنت خايف نخلف دلوقتي وأنا أصلًا إخواتي بيساعدوني في مصاريفنا! عشان كده بعدت وإنت مسألتيش.
-إنت غبي يا معاذ...
رمقها بنظرة جانبية وأطرق، فأضافت:
-غبي بس بحبك.
ابتسم ونظر لها، قال:
-طيب عشان الكلمتين الحلوين دول... قومي بينا ناكل...
-ناكل؟
نهض مسرعًا وهو يقول:
-أيوه جعان يا هدير...
وقبل أن يخطو خطوة أخرى تعرقل بطرف السجادة وانكب على وجهه، فضحكت وقالت:
-معلش... قوم يا معلم...
رفع رأسه فقط وهو يضحك مرددًا:
-معلم!
______________________________
ودت ناهد أن تتحدث معه وتسأله لمَ تجاهلها كل تلك المدة دخلت غرفتها وارتدت فستان طويل دون أكملم، باللون الأبيض تركت شعرها منسدلًا لأسفل ظهرها ووضعت بعض مساحيق التجميل على وجهها...
ورغم أنها شعرت بلسعة البرودة تلفح جسدها لكنها أصرت على إكمال مهمتها لأخرها...
كان قلبها يدق بعـ ـنف وضعت يدها عليه تحاول تهدئته، وكانت بقمة إحراجها وزينها حيائها بحمرة الخجل التي ظهرت على وجنتيها فكانت جميلة....
على جانب أخر كان سعد يجلس على الأريكه يقرأ كتابًا حين وقفت أمامه، قالت:
-عايزه أتكلم معاك؟
لم يرفع بصره عن كتابه وقال بجمود:
-اتفضلي سامع حضرتك.
استفزتها كلمة حضرتك واندفعت قائله:
-لو سمحت أنا...
صمتت هنيهة ثم زمت شفتيها بغضب وأضافت:
-إحنا لازم نسيب بعض.
-ماشي إلي يريحك شوفي عايزه إيه وأنا أعملهولك.
استفزها أنه لم ينظر لها فاندفعت قائلة:
-عايزه أطلق.
أجفلت سمعت الكلمه التي قالتها وكأن فمها كان يتحدث دون التحكم به...
خرجت الكلمة من فمها فطعنت قلبها، كانت بمثابة من يقـ ـتل حاله دون وعي، هي لا تتخيل حياتها دونه لكنها مندفعة وهو يثير غضبها، زاد هو حدة الموقف فلم يرفع عينه عن الكتاب وقال:
-بكره هنفذلك إلي طلبتيه.
حاولت إدعاء القوة أكثر وهي تقول:
-وأنا هدخل ألم هدومي وهمشي الصبح.
وقفت لحظات تنتظر رده فلم يعقب، لذا انصرفت مهرولة كي لا تنهار بالبكاء أمامه، فرفع بصره ورآى ما ترتديه...
دخلت غرفتها وصفعت الباب خلفها، وضعت يدها على قلبها ونظرت لنفسها في المرآه وهي تبكي وتوبخ حالها قائله:
-غبيه، غبيه خلاص خسرته نهائي.
شهقت ببكاء وهي تقول:
-معدش بيحبني هيطلقني خلاص.
جلست على طرف الفراش وانفـ.جرت بالبكاء، وبعد دقيقة استجمعت شجاعتها ومسحت دموعها، ووقفت أمام المرآه تهندم حالها لتخرج إليه وتحاول مرة أخرى...
من ناحية أخرى أغلق الكتاب ووضعه جانبًا ابتسم بانتصار فلأول مره تتزين له، فقد انتظر هذا اليوم منذ وقت طويل زفر بقـ.وه وقرر أن ينتظرها قليلًا فحتمًا ستخرج إليه مجددًا، سمع صوت انفتاح باب غرفتها فحمل كتابه مجددًا ونظر به وهو يتظاهر بالامبالاه، وقفت أمامه ولم تتحدث فرفع عينيه ينظر لها، وقال ببرود:
-فيه حاجه تاني ولا ايه!
هزت رأسها بالنفي وسألت دموعها عنوة، ولم تعقب فأغلق الكتاب وسألها:
-بتعيطي ليه؟!
مسحت عينها وقالت بثقه زائفة:
-مبعيطش فيه حاجه دخلت في عيني.
رمقها بمكر وهو يقول:
-على فكره أنا مسافر الصبح.
أدمعت عيناها وسرعان ما مسحت دمعتها قائله بقلق:
-خلاص نويت تطلقني!
وقف أمامها وحدق بها قائلًا بهدوء:
-إنتِ إللي طلبتِ يا ناهد.
رمقته بغيظ وقالت وهي تهم أن تغادر:
-ماشي.
كان يرمقها بابتسامة ماكرة وينتظر رد فعلها القادم، لم تغادر والتفت تنظر إليه مرة أخرى زمت شفتيها ثم قالت:
-بس أنا بقا مش عايزه أطلق.
أراد مناكفتها فقال بجدية زائفه:
-مينفعش ترجعي في كلامك خلاص الموضوع انتهى.
كاد أنا يغادر فنكست رأسها لأسفل وارتفعت شهقاتها أطبقت يدها على فمها تحاول كتم شهقاتها، ثم نادته:
-سعد!
مسحت دموعها وأغلقت عينيها قائلة بصوت باكٍ وبرجاء:
-متسيبنيش يا سعد.
تراقص قلبه فرحًا لم تعطيه فرصة للكلام وأقبلت نحوه، ضمته وقالت:
-أنا آسفه، والله أنا بحبك ومش هعرف أعيش من غيرك... لو سيبتني ممكن أمـ.وت والله.
وضع يده على فمها يردعها عن قولها، وقال:
- بعد الشر عليكِ متقوليش كده... إنتِ عنيده أوي يا ناهد.
-عنيده بس بحبك من أول يوم اتقابلنا فيه.
قالتها ببكاء، فأبعدها عنه ومسح دموعها وقال:
-أنا مش هسافر تاني... راجع وعامل حسابي أقعد مع مراتي.
-يعني مكنتش هتطلقني؟
-استحاله.
قالها وهو يضغط على كل حرف وابتسما...
بقلم آيه شاكر
صلوا على خير الأنام ♥️
_______________________________
وبعد مرور عامين
"فين فردة الشراب الأبيض يا هدير؟!"
زفرت بحنق وسألته:
-معاذ أنا متفقه معاك متسألنيش عن حاجتين إيه هما؟!
عقب بنفاذ صبر:
-فردة الشراب والمعالق الصغيرة!
قالت وهي مبتسمه بانتصار:
-بس كدا جاوب بقا على نفسك.
جلست تعبث بهاتفها فسألها:
-فين هاجر؟
زفرت بقوه قائله:
-هاجر نايمه سيبني بقا أستمتع بالهدوء دا قبل ما تصحي.
قال بانفعال زائف:
-تستمتعي إيه!! قومي يامه إلبسي هنتأخر على افتتاح الشركه.
عدل ياقته بغرور وأضاف:
-يعني ينفع مدير الشركه يروح افتتاح شركته أخر واحد.
نفخت بحنق وقامت تتجهز وهي تقول:
-أنا كان مالي ومال الجواز والحوارات دي...
صرخت ابنتهما بالبكاء فصاحب هدير:
-روح شوف بنتك على ما ألبس.
تمتم بكلمات غير مفهومه تشي بندى غضبه فقالت بنبرة مرتفعه:
-سمعاك يا معاذ.
رد بابتسامه صفراء:
- حبيبة قلبي بقول إنتِ أحلى واحده في الدنيا يا حياتي
حمل ابنته ونظر لها بحب وهو يقول:
-قلب بابا يا ناس.
جلس يداعب ابنته لفتره وتأخرت هدير فصاح مناديًا عليها:
-يلا يا دكتوره هنتأخر.
وقفت أمامه وقال بحنق:
-بس متقولش دكتوره إنت السبب إني أدخل صيدله يعني أخر المشوار حد يقولي عاوز فرشة أسنان يا أبله... هشتغل بياعه بسببك يا معاذ.
ضحك معاذ قائلًا:
-بس شدي حيلك كدا وأنا هفتحلك شركة أدويه وأبعدك عن فرش الأسنان خالص.
مدت يدها لتحمل ابنتها من بين يديه وهي تقول:
-طيب يلا اتأخرنا يا عم المدير.
وبعد فتره وصلا للشركة نظر مصطفى للحضور وقال بصوت مرتفع:
-المدير وصل.
شرع الجمع بالتصفير والتصفيق ومعاذ مبتسمًا بفرحه فقد حقق حلمه وفتح شركته كاميرات المراقبه كما يريد...
كانت ناهد تحمل ابنها وتنظر لسعد الذي يحمل ابنته فقد رزقهما الله بتوأم...
ومروى تحمل ابنها الذي يشبه سيف كثيرًا وتنظر لسيف بحب وهو يقف جوارها ويحاوط كتفيها بذراعه...
وهدى التي تقف جوار أحمد الذي يحمل ابنتهما الصغيره...
غمرت السعادة قلوب الجميع....
اقترب مصطفى من منى وهمس في إذنها قائلًا:
-وبكده تكون الحكاية خلصت.
نظرت له منى بحب ورددت إسم الرواية قائلة:
-وما معنى الحب؟!
ابتسم وقال:
-ابتلاء يستدعي الصبر.
اتسعت ضحكتها قائلة:
-مصمم برده؟
رفع كتفيه لأعلى قائلًا بإبتسامة عذبة:
-صدقيني ملهوش معنى تاني.
ثم نظر لكم وسأل:
-ولا إيه رأيكم؟! ما معنى الحب؟
وأُغلقت الستار...
وبكدا أقدر أقول⬇️⬇️
تمت بحمد الله