رواية خلف قضبان القلوب الفصل السادس والعشرون 26بقلم ميمي عوالي

رواية خلف قضبان القلوب

 الفصل السادس والعشرون 26

بقلم ميمي عوالي 

كانت مريم تجلس و هى تمسك هاتفها فى محاولة منها لمعرفة كل مستجدات القضية عندما وجدت شاشة الهاتف تنبهها بمهاتفة من ماجى لتجيب على الفور قائلة : ماجى .. طمنينى ايه الاخبار عندكم

ماجى : هو اللى عاوز يعرف الاخبار يا مريم يستنى لحد ما الاخبار تجيله و اللا يسال هو 

مريم : اتكلمى على طول يا ماجى من غير تقطيم ايه اللى حصل

ماجى : خمسة مليون

مريم : خمسة مليون ايه مش قاهمة 

ماجى : نصيبك انتى و حاتم انكم تدفعوا لسامى خمسة مليون عشان مايجيبش سيرتكم فى القضية 

مريم : تقصدى انه هيشيلها لوحده 

ماجى : يشيلها بقى و اللا يطلع منها هو و ظروفه ، المهم ان الكل دفع نصيبه و مافاضلش حد مادفعش غيرك انتى و حاتم

مريم : و مين بقى اللى دفع تانى 

ماجى : الكل يا مريم ، الكل بمعنى الكلمة ، و القضية كبيرة و مصاريفها اكتر ، و كتر خيره انه مش هيجيب سيرة اى حد فينا و هيصبر لحد ما تخلص على خير

مريم باذعان : حاضر يا ماجى .. هحول له الفلوس على طول 

ماجى : لا .. ماتحوليش عليه ، احنا لسه مش عارفين هترسى على ايه و لا عارفين ممكن يعملوا ايه فى حساباته ، مش بعيد ابدا لو انضاف لحساباته اى مبالغ اليومين دول يدوروا وراها و يبقوا ماشافوهمش و هم بيسرقوا ، انا هبعتلك رقم حساب تانى تحولى عليه 

مريم : طب مش على الاقل اعرف الحساب اللى هحول عليه ده بتاع مين

ماجى : من مصلحتنا كلنا دلوقتى اننا مانتكلمش كتير ، الحيطان ليها ودان

مريم : ماشى يا ماجى .. الفلوس هتتحول النهاردة 

و ما ان انتهت المحادثة حتى قال مجدى لماجى بشئ من الانبهار : بجد عجبتينى 

ماجى بغرور : انفع

مجدى : الا تنفعى .. بنت ابوكى بصحيح ، فى حياتى كلها ما اتخيلتش ابدا انك ممكن تتكلمى بالاسلوب ده مع حد من عيلة الخياط

ماجى بشئ من الاستنكار : عيلة الخياط اللى عمرهم ما نسيوا اننا اقل منهم

مجدى : مين دول اللى اقل منهم ، ده احنا نوزنهم كلهم بفلوسنا واحد واحد 

ماجى : بس مانسيوش انهم ولاد ذوات مأصلين .. مش زينا ، و رغم كل السنين دى ، و رغم انى عملت اللى مايتعملش عشان ابقى زيهم الا انى فضلت برضة من دنيا غير دنيتهم 

اهى مريم دى و برغم انى كنت على طول ماشية فى ضلها الا انها كانت دايما تتعمد تحشر كلام بالافرنجى عشان ابان قدامها انى مهما عملت .. برضة هفضل جاهلة عنها و مش من مستواها 

عمرك ماهتتصور انا اد ايه كنت مبسوطة و سعيدة و انا بزلها و بأمرها و انا حاسة بيها خايفة و مرعوبة زى الفار المبلول 

مجدى : بس اوعى تنسى اننا كلنا لسه فى نفس المركب 

ماجى بكبر : تؤ .. كلهم مع بعض فى نفس المركب ، لكن انا و انت فى الامان

مجدى : ازاى بقى و الصفقات كلها داخلة البلد باسمى انا مش باسم حد تانى 

ماجى : بس سامى مش هيضحى بيا ، خصوصا لما يعرف بالملايين اللى لمتهاله فى اليومين دول ، و لما يعرف ان هو الوحيد اللى طلع كسبان فيهم كلهم 

مجدى : و لا هو انتى هتلمى من الكل بصحيح زى ماقلتى لمريم من شوية 

ماجى باستهجان : تقصد انى لميت بصحيح مش لسه هلم ، الحساب دلوقتى هيبقى فيه خمسة و عشرين مليون جنية 

مجدى بذهول : و هم وافقوا يدفعوا كده بسهولة ، ده كده بيتهم انخرب ، ده كده دفعوا اضعاف اللى كسبوه ، ده غير اللحمة اللى عد . موها

ماجى : طب تفتكر كده احسنلهم و اللا السجن 

مجدى : ماقلناش حاجة .. بس برضة كتير ، كنتى على الاقل شورى سامى قبل ماتتصرفى من نفسك

ماجى : اومال اخليه يفرح بيا و يتمسك بيا بزيادة ازاى بعد ما اقنعته انى ادير معاه شغله كله ، ما انا كان لازم اوريله انا بتصرف ازاى و ممكن اعمل ايه😏


اما مريم فبعد ان انهت المكالمة ، قال حاتم : انتى اتجننتى ، ازاى توافقيها على المبلغ ده مرة واحدة بالشكل ده 

مريم : لان دى الطريقة الوحيدة اللى تخلينا نقدر نرجع مصر من تانى من غير قلق و لا خوف ، و من غير ما يبقى فى علينا اى خطر

حاتم : و افرضى بعد ما دفعنا لقينا ان برضة الدنيا زى ما هى ، تضمنى منين ان الدنيا تمشى زى ما انتى عاوزة 

مريم : ماقدمناش حل تانى ، و بعدين الكل دفع ، ماينفعش احنا نقول لا مش هندفع و احنا بداية الليلة كلها من عندنا

حاتم : بس ماتنسيش ان احنا مافيش اى اوراق باسمنا 

مريم : و ما تنساش برضة انهم لو قلبوا علينا ممكن يثبتوا علينا كل حاجة ، ثم لما مافيش حاجة باسمنا و انت عمال تفاصل كده فى الفلوس ، ليه صممت اننا نفضل هنا و ما ننزلش مصر لحد دلوقتى 

حاتم بتردد : يعنى .. تحسبا لاى طارئ 

مريم : ماهو برضة عشان تحسبا بتاعتك دى لازم ندفع الفلوس ، على الاقل عشان ماحدش يقلب علينا و يسرب كلام كده و اللا كده و كل حاجة تتهد من تانى ، و مهما كان كتر خير سامى انه صامد لحد دلوقتى ، و كل المواقع بتتكلم ان الحكاية اهمال فى التبريد او النقل 

اما بالشركة .. فكان زكريا يجلس بمكتب يونس الذى كان يتابع بعض المستندات بيده و هو يقول : ازاى يعنى ما عندكش فكرة يا زكريا 

زكريا : ما انت عارف ان مريم و حاتم هم اللى مسئولين عن المخازن

يونس : حتى لو كان ، بس كل امر توريد لازم بتمضى عليه قبل ما بيطلع 

زكريا : فعلا

يونس : طب ازاى الدفتر ده مافيهوش ولا امر عليه امضتك

زكريا : مانا حاسس ان ده دفتر تانى غير الدفتر اللى انا بمضى عليه 

يونس : و من امتى المخازن بيبقى ليها دفترين برضة يا زكريا انا مش فاهم 

زكريا : طب هو انت جيبت الدفتر ده منين

يونس : الصبح عرفت ان شحنة الموز الاخرانية لسه فاضل منها كمية فى المخازن رغم اننا تقريبا وفينا بكل الالتزامات ، فطلبت من فتحى يبعتلى كل المستندات اللى تخص كل الشغل اللى دخل و خرج خلال الست شهور اللى فاتت ، و لقيته جايبلى الدفتر ده و مش قادر افهم ده بتاع ايه بالظبط

زكريا : طب ما نجيب امين المخازن و نساله و احنا نفهم 

ليطلب يونس من السكرتارية استدعاء امين المخازن الذى حضر بالفعل بعد قليل ليقول له زكريا بفضول و هو يناوله دفتر المستندات الذى كان امام يونس : هو ده دفتر الاذونات اللى انت بتتعامل بيه على طول يا فتحى

ليتناول فتحى منه الدفتر و يقلب بعض مستنداته ثم يقول : ده الدفتر التانى حضرتك

يونس : و هو احنا ليه عندنا دفترين اذونات

فتحى : ده الدفتر اللى كنا بنتعامل بيه وقت شحنات اللحمة حضرتك

ليتبادل زكريا و يونس النظرات بذهول ، ثم يقول يونس : لحمة ايه

فتحى : شحنات اللحمة سعادتك اللى كانت بتدخل التلاجات

يونس : ده كان امتى الكلام ده

فتحى و هو يشير الى احد المستندات : كل التواريخ هنا متقيدة قدام حضرتك و كمان محطوطة بالترتيب من اول شحنة لاخر شحنة

زكريا : و من امتى فى بضاعة بتدخل المخازن او بتخرج من غير امضتى يا فتحى 

فتحى بارتباك : ماااهو سعادتك يعنى …

زكريا : فى ايه ماتتكلم على طول 

فتحى : الصراحة مدام مريم هى اللى جت المخازن و قعدت تسال على شوية حاجات عن التلاجات و..

زكريا : استنى بس بالراحة كده و واحدة واحدة ، سألتك عن ايه بالظبط

فتحى : عن السعة اللى فاضية عندنا حضرتك و عن درجة التبريد اللى بنستخدمها ، و ان كانت تنفع للحوم كمان و اللا لا

زكريا : و بعدين 

فتحى : فهمتها اننا بنستعمل الدرجات اللى تناسب الفاكهة و انها ماتنفعش مع اللحوم

زكريا : و بعدين 

فتحى : حاتم بيه امرنى انى اجمع الفاكهة اللى كانت موجودة كلها فى تلاجتين بس ، و افضى التلاتة الباقيين عشان اللحمة ، و اما قلت له ان درجة التبريد مش هتناسب اللحمة .. قاللى اشغلهم على اقصى تبريد ، و ان اللحمة هتتحط يومين بس او تلاتة بالكتير و التجار هيستلموهم على طول 

زكريا : كمل .. حصل ايه بعد كده

فتحى : اما جانى اول امر توريد .. كانت مدام مريم اللى جايباهولى بنفسها و لما مالقيتش امضة حضرتك عليه قلتلها .. فقالت لى ان اللحمة بالذات هتخرج من غير امضة حضرتك لانها تبع شغل تانى مش تبع حضرتك ، و كمان حضرتك مشغول الفترة دى و مش هتبقى متواجد باستمرار

لينفخ يونس بامتعاض و يقول : وليه يا فتحى ما كلمتنيش قلتلى كل الكلام ده ، و لا حتى حاولت تقول لزكريا بية

فتحى : وقتها حضرتك ماكنتش لسه رجعتلنا بالسلامة ، و فى الفترة دى بالذات زكريا بية فعلا كان معظم الوقت مش موجود ، و كمان اخر شحنة خرجت من عندنا كانت من قبل حضرتك ماترجع بالسلامة ، و باقى الشحنات كانت بتروح على التلاجات الجديدة 

يونس بدهشة لزكريا : انهى تلاجات دى بالظبط ، هو احنا اشترينا تلاجات جديدة

زكريا : لأ

زكريا لفتحى : تلاجات ايه دى 

فتحى : خالى .. عم على المدير بتاعى و اللى كان ماسك المخازن قبلى و طلع معاش السنة اللى فاتت ، حضرتك عارف انه خالى ، قاللى ان مدام مريم كلمته عشان يمسك التلاجات الجديدة 

زكريا بدهشة : تلاجات .. يعنى مش تلاجة واحدة

فتحى : الحقيقة انا مش عارف هم كام تلاجة بالظبط ، بس اللى فهمته انهم اكتر من تلاجة ، و انهم تلاجات لحوم مش فاكهة 

يونس ببعض الشرود و كأنه يربط الاحداث ببعضها البعض : ماشى يا فتحى .. سيبلى نمرة خالك يمكن أحتاج اكلمه ، .. و روح انت دلوقتى ، و مش عاوز مخلوق يعرف باللى حصل هنا دلوقتى 

فتحى : تحت امر حضرتك

و ما ان استدار فتحى استعدادا للانصراف .. حتى ناداه يونس مرة اخرى قائلا : فتحى

فتحى : افندم

يونس بتحذير : و لا مريم هانم يافتحى ، و طبعا ولا كمان حاتم بية .. مفهوم

فتحى باذعان : مفهوم حضرتك .. اللى تؤمر بيه

يونس : ماشى ، روح انت شوف شغلك 

وبعد انصراف فتحى .. قال زكريا : يبقى خدوا الصفقة اللى رفضناها لحسابهم 

يونس : تفتكر هى دى اللحمة اللى عملت تس/ مم للولاد

زكريا بذهول : ايه اللى انت بتقوله ده 

يونس : طب قوللى انت .. تفسر بايه عدم رجوعهم مصر لحد النهاردة 

زكريا : ماهى مريم قالت انهم …

يونس بسخرية : سكتت ليه ، تفتكر مافيش ولا طيارة جاية مصر من يومها للنهاردة 

طب ازاى و هم المفروض كانوا حاجزين معاد رجوعهم الطبيعى اللى قات اصلا من اسبوع

زكريا بشرود : هربانين 

يونس : او مستنيين يشوفوا الحكاية هترسى على ايه

زكريا : بس احنا لازم نتاكد من الكلام ده برضة قبل مانتهمهم بالشكل ده 

يونس و هو يشير الى مستند بعينه : بص كده على الاسم اللى مكتوب فى امر التوريد ده

زكريا : شركة البرهان

يونس : و اللى عرفناه ان سامى هو اللى مقبوض عليه و بيحققوا معاه

زكريا : ايوة .. بس افرجوا عنه 

يونس : بكفالة 

زكريا : انا الحقيقة مش عارف تفاصيل اوى ، بس اللى سمعته انهم بيقولوا ان المشكلة كانت فى النقل و التخزين مش اكتر 

يونس : هيبان 

زكريا : طب ناوى على ايه .. هتكلم عم على صحيح ، هيبقى شكلنا وحش اوى و احنا بندور على اللى بتعمله من غير علمها يا يونس ، و مريم مش هتسكت ابدا لو طلع ظننا ده مش فى محله 

يونس : طب و لو طلع فى محله يا زكريا

زكريا بتردد : تبقى مصيبة .. مصيبة كبيرة اوى 

يونس : و عشان مصيبة كبيرة اوى .. مش هنفضل حاطين ايدينا على خدنا و احنا مش عارفين هى عاملة ايه بالظبط هى و الزفت اللى متجوزاه ده

انا من وقت اللى حصل لولادها و انا مستغربها انها سابتهم بالشكل ده و ما جاتش تجرى تطمن عليهم

هى ااه عارفة ان احنا كلنا هنعمل اكتر من اللى هى نفسها كان ممكن تعمله ، بس مش لدرجة ان يجيلها قلب ماتبقاش معاهم بعد اللى حصل لهم ده 

يا راجل دى زهرة و رغم كل اللى شافته منها اللا ان قلبها ما طاوعهاش تسيبهم و تمشى 

زكريا بابتسامة : زهرة دى جميلة اوى ، تحسها رغم كل اللى شافته فى حياتها ده .. الا انها لسه محاوطة على قلبها عشان يفضل نضيف على طول 

يونس بسخرية : و ايه كمان

زكريا : و حنينة اوى و …

ثم نظر بانتباه ليونس و حمحم بصوته و قال : و بس كده

يونس ببعض المرح : و بس كده ، انت وقعت و اللا الهوى اللى رماك

زكريا بامتعاض : هوى ايه بقى ، دى ولا هى هنا من اصله

يونس بدهشة : انت بتتكلم جد

زكريا بعدم فهم : بتكلم جد فى ايه مش قاهم

يونس : انت معجب بزهرة .. بتحبها

زكريا بتردد : لو عاوز الحق .. واقع لشوشتى 

ليضحك يونس بشدة و يقول : طب و ساكت ليه على نفسك كل ده

زكريا بامتعاض : و عاوزنى اعمل ايه يعنى 

يونس : انا اللى هقول لك تعمل ايه .. عيب عليك ده انت الكبير 

زكريا : و ماتنساش انى ماليش سوابق فى الحكايات دى 

يونس : انت عاوز تفهمنى انك لحد يومنا ده .. عمرك ما كنت صارحت سوزان انك كنت بتحبها زمان

زكريا بصدمة : سوزان ، انا كنت بحب سوزان ، ايه الكلام الفارغ ده 

يونس : كلام فارغ ، انت هتنكر ليه

زكريا : انكر حاجة ماحصلتش ، سوزى طول عمرها اختى الصغيرة ، انت اصلا ايه اللى خلاك تفكر فى حاجة زى دى من اساسه انا مش فاهم

يونس : حالتها النفسية وقت ارتباطك بماجى ، و طلبها المفاجئ من بابا انها تسافر تكمل تعليمها برة ، و كنت على طول بتقعد تتكلم معاها بالساعات اكنك بتبرر لها او بتشرح لها موقفك

زكريا بسخرية : يعنى انت بقى ركزت معاها  فى كل ده و فسرت كمان على مزاجك ، طب مافكرتش تسالها مثلا

يونس : الحقيقة كنت حاسس بالذنب من ناحيتكم ، و بقيت حاسس انكم ضحيتوا بحبكم عشان سعادتى انا و نور ، لدرجة انى فضلت حاسس بالذنب ده حتى بعد موت نور الله يرحمها

زكريا بتهكم : لا ياسيدى ، شيل الذنب من على اكتافك 

يونس : اومال كانت ايه الحالة اللى كانت فيها وقتها دى 

زكريا : الحقيقة هى وقتها فعلا حبيبها سابها

يونس بضيق : و مين بقى الندل ده

زكريا : ماهواش ندل و لا حاجة ، هو كل الحكاية انه حب و اتجوز واحدة تانية و هو مايعرفش اصلا انها بتحبه 

يونس : انت تعرفه

زكريا : ايوة

يونس : مين هو 

زكريا : تفتكر ينفع اقول لك

يونس : و ليه ما ينفعش يعنى ، من امتى بنخبى حاجة عن بعض

زكريا : عمرنا .. بس الموضوع ده مايخصنيش انا عشان اتكلم عن تفاصيله ، الموضوع ده يخص سوزى لوحدها 

يونس بفضول : هى رافضة الجواز لحد دلوقتى بسببه

زكريا : الحقيقة ماحاولتش اسالها ، مش حابب اضايقها ، سوزى رقيقة و جميلة اوى من جواها ، و يابخت اللى تبقى من نصيبه ، تعرف .. لولا اخاف انك تزعل منى ، كنت قلت لك تفكر تكمل حياتك معاها

يونس باستنكار : انا اخون نور و اتجوز عليها 

زكريا : ياحبيبى نور فى مكان احسن بكتير ، و ولا على بالها اصلا اللى انت بتقوله ده ، و بعدين انت لسه فى عز شبابك و مهما كان ليك احتياجاتك ، واكيد يعنى مش هتترهبن بقية عمرك 

و رجليك الحمدلله اهو ابتديت تستغنى عن العكاز كمان و خطواتك ابتدت تسرع عن الاول بكتير ، يعنى خلاص رجعت لطبيعتك تقريبا ، و الزمن بينسى يا حبيبى

يونس : لا يا زكريا .. الا نور ، لا يمكن انساها ابدا 

زكريا : و انا ما بقوللكش انساها ، و مين فينا اصلا يقدر ينساها عشان انت تقدر تنساها ، نور هتفضل ذكرى جميلة عندنا كلنا ، انا اقصد انك تنسى حزنك ، و بعدين من رحمة ربنا بينا انه خلانا نقدر نتجاوز احزاننا و نعديها 

يونس : مش عارف يا زكريا ، مش عارف ان كان ممكن اقدر فعلا اوصل للمرحلة دى و اللا لا

زكريا : ان شاء الله تقدر و توصل ، و وقتها صدقنى .. مش هتلاقى واحدة تحبك انت و همس و تخاف عليكم زى سوزى 

يونس بسخرية : يا عم انت عمال تخطط و تقسم اكنها مالهاش راى 

زكريا بحماس : طب صدقنى بس فكر و انا متاكد ان النتيجة هتبقى تمام

يونس : طب ما تورينا انت بس الهمة كده و شوف هتعمل ايه مع زهرة 

زكريا بحيرة : تفتكر لو حبيت افاتحها فى موضوع الجواز .. اكلمها هى و اللا اكلم خالتى ، و اللا اقول لماما هى اللى تكلم خالتى و الللا اعمل ايه

يونس ضاحكا : ياعينى على الحلو لما تبهدله الايام

زكريا : طب سيبك بقى من كل الكلام ده و قول لى هنعمل ايه فى حكاية مريم 

يونس باحباط : يا اخى كنت نسيت 

زكريا : طب انا رايى نكلم عم على و نعرف منه التفاصيل الاول

يونس : كلمه و اتفق معاه على معاد فى اى حتة 

اما بمنزل مجدى .. فكان سامى يجلس صحبة ماجى التى كانت تقول : انا مش عاوزاك تقلق خالص يا سامى .. انا فى ضهرك و كله هيبقى تمام ، و اول ما الموضوع ده يخلص على خير .. هحول لك كل الفلوس اللى جمعتها على حسابك 

سامى بابتسامة عريضة : الحقيقة رغم التعب و الارهاق اللى حسيت بيهم الكام يوم اللى فاتوا ، الا انى فعلا ما كنتش متخيل ابدا انى هبقى مبسوط بالشكل ده 

اول مرة فى حياتى كلها احس ان فى حد شارينى كده ، و كونك تعملى كل ده عشانى هيخلينى احطك فوق دماغى باقى عمرى كله

ماجى بدلال : ما هو انا لو ما وقفتش كده مع الراجل اللى قررت انى اكمل عمرى معاه ، هقف مع مين ، و بعدين انا برضة حطيت الفلوس كلها تحت تصرف المحامى بتاعك عشان يعرف يتحرك بحرية و يعمل كل اللى يقدر عليه عشان تخرج بالسلامة و تبقى فى امان

سامى : و انا عمرى ما هخليكى تندمى ابدا على قرارك ده 

مجدى : المهم المحامى طمنك يا سامى و اللا ايه

سامى : المحامى طمننى فعلا ، و الحقيقة شكرلى فى وقفة ماجى و انها موفراله كل الامكانيات اللى كان محتاجها عشان يقدر يمشى الامور زى ما هو عاوز

مجدى : يعنى رسيت على ايه

سامى : على انى ماليش دعوة ، و ان المسئولين عن شرا تموين الكامب اهملوا فى النقل و اتسببوا ان اللحمة باظت منهم 

مجدى : طب و هى النيابة فعلا هتصدق الكلام ده

سامى : ماهو ده بقى دور المحامى انه يخلصها على كده بمعرفته ، و بعدين احنا ماصرفناش شوية برضة ، و لا كمان خسرنا شوية ، ده كفاية اللحمة اللى اتحر .قت 

ماجى : ماتفكرنيش بالخسارة ، باقى التجار هيتجننوا ، اللى كسبوه دفعوه ، و كمان اللحمة خلاص اتحر .قت ، يعنى خسارتهم من كل ناحية

سامى : و هو حاتم بية و مدام مريم لسه مسافرين برضة لحد دلوقتى 

ماجى : واضح انهم مستنيين يتطمنوا ان الموضوع انتهى على الاخر 

سامى : طب مافكرتوش هنعمل ايه فى باقى الصفقات اللى كنا ناويين عليها

مجدى : لأ .. خلاص حد الله ، ده احنا كنا هنروح كلنا فى حديد

سامى : طب و الاتفاقيات اللى عملوها قبل ما يحصل اللى حصل ده هيعملوا فيها ايه

مجدى : يلغوها بقى و اللا يعملوا اللى هم عاوزينه ، انا عن نفسى توبة اشتغل فى الحاجات دى تانى 

سامى : انا لولا عرفت ان ولادهم كانوا هيروحوا فى الليلة دى ، كان هيبقى لى وقفة جامدة معاهم على هروبهم ده 

مجدى : بس هم برضة معزورين يا سامى ، اى حد مننا فى مكانهم كان هيعمل كده ، و ما تنساش انهم حتى ما رجعوش يتطمننوا على العيال بعد ما كانوا بين الحيا و الموت ، الله يكون فى عونهم برضة

سامى : ما ده اللى مخلينى ساكت شوية و مش راضى اتقل عليهم بزيادة ، بس سيبكم بقى من كل ده و خلونا نتكلم فى المهم 

مجدى : و ايه بقى المهم ده 

سامى : عاوزين نحدد معاد فرحنا و اللا ايه

ماجى : خلينا نتطمن بس ان الموضوع انتهى على الاخر ، عشان نقدر نسافر شهر عسلنا و احنا مش حاملين هم حاجة 

سامى : هيبقى احلى شهر عسل فى الدنيا كلها

             الفصل السابع والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>