رواية خلف قضبان القلوب الفصل العاشر10بقلم ميمي عوالي

رواية خلف قضبان القلوب

 الفصل العاشر10

بقلم ميمي عوالي 

فاطمة بفضول : عملت ايه مع ماجى 

زكريا : طلقتها 🙄

فاطمة بذهول : بسرعة كده يا ابنى 

زكريا بسخرية : هى اللى طلبت الطلاق يا ماما

فاطمة بفضول : بسبب حكاية الفستان برصة 

زكريا : تؤ .. بسبب حاجات كتير ماكنتش برضى اتكلم عنها ، و لا حابب اتكلم عنها 

فاطمة بحزن : طب و الولاد يا ابنى ، ماجى و ابوها اكيد هيحاولوا ياخدوهم عشان يضايقوك

زكريا باستنكار : ياخدوا مين بس ، و الله انتى طيبة ، ماجى قررت تسيبلى الولاد 

فاطمة باستنكار : انت اكيد فهمت غلط ، هو فى ام تقدر تستغنى عن ولادها ، دى عمرها ما حصلت

زكريا : اهى حصلت ، و الحمدلله انها جت منها 

فاطمة : يبقى تجيب الولاد و تيجى تقعد معانا هنا ، ماينفعش تسيب الولاد لوحدهم و تنزل شغلك 

زكريا ببعض الحيرة : هو يمكن الحكاية دلوقتى ملهاش حل غير كده فعلا ، لكن اكيد مش هفضل هنا العمر كله يعنى برضة يا ماما ، لازم هيبقى ليها حل تانى 

فاطمة : كل شئ باوان يا ابنى ، و ان شاء الله ربنا يعوضك و يعوضها خير ، بس هتقول ايه للولاد اما يسألوا عن مامتهم 

زكريا : هقول لهم الحقيقة 

فاطمة : طب ماتقول لزهرة تمهدلهم الحكاية ، عسان نفسيتهم

زكريا : و الله انا حاسس ان زهرة دى ربنا باعتهالنا فى الوقت الصح ، قدرت تساعدنا فى حاجات كتير كنا حاملين همها من غير ما حتى تبان فى الصورة

فاطمة : مش عاوزة اقول لك اد ايه سوزان طايرة بيها ، لدرجة انها مش عاوزاها ترجع المدرسة تانى ، و بتقوللى نطلب منها تفضل مع همس على طول 

زكريا بتمنى : طب يا ريت يا ماما ، بس تفتكرى انها ممكن توافق ، انا طبعا هضاعف لها مرتبها من النهاردة بما انها هتبقى مسئولة عن تولين و اياد كمان مع همس 

بس انا شايف ان وجودها مع همس فعلا فرق معاها كتير ، و النهاردة.. يمكن يكون اول يوم اشوف ولادى و هم بيلعبوا بالفرحة و البساطة اللى شفتهم بيها من شوية دى

ماجى كانت دايما بتخليهم يلعبوا بالشوكة و السك//ينة لدرجة انى كنت بحسهم دايما مش مبسوطين

فاطمة بتنهيدة ثقيلة : عندك حق يا ابنى ، و اللى زيهم بالظبط كده ولاد مريم 

زكريا : انا اسف يا ماما و ياريت ما تزعليش منى .. بس اهى مريم دى بقى هى السبب فى حالة الولاد دى ، لانها هى اللى وصلت ولادها لكده ، و طبعا ماجى هانم كانت بتقلدها فى كل كبيرة و صغيرة ، ماهى واخداها مثل اعلى ليها ، و خلتها افتكرت انها لما هتتعامل مع الناس بعجرفة و تعالى هيفهموا على طول انها بنت اصول مأصلة

فاطمة و كأنها تبرئ نفسها : انا عمرى ابدا ما اتعاملت مع حد بالشكل ده ، و لا عمرى علمت حد فيكم حاجة زى دى 

زكريا باسما : انتى مش محتاجة ابدا انك تقولى حاجة زى كده قدامى يا ماما ، انتى ناسية ان انتى اللى مربيانى ، انا فتحت عينى على الدنيا من غير ما اعرفلى ام غيرك ، لدرجة انى ما عرفتش انك مش امى البيولوجية غير و انا عمرى اتناشر سنة ، لما مراة عمى هى اللى قالتلى ، و اللى يومها كان بالنسبة لى صدمة عمرى ما توقعتها ابدا

فاطمة بشرود : الله يرحمها و يسامحها بقى و يسامح عمك ، كانوا قاسيين زى بعض ، فرق كبير بين عمك و ابوك الله يرحمه ، ابوك كان حنين و بيخاف عليكم من الهوا الطاير ، ما انساش ابدا يوم ما جابلى نور و سوزى بعد ما ابوهم مات هو و مراته و وصانى عليهم

زكريا بابتسامة : و هو انتى كنتى محتاجة توصية برضة يا ماما ، ربنا ما يحرمنا منك ابدا 

ثم نهض قائلا : انا هوصل لغاية البيت اجيب شوية حاجات ليا و للبنات و هرجع على طول 

فاطمة : طب ما تاكل لك لقمة الاول 

زكريا : لما ارجع بقى .. اكون جوعت و يمكن حد يشجعنى و ياكل معايا .. ياللا سلام

لتشيعه فاطمة بعينيها و هى تعود بذاكرتها لنحو مايقرب من ثلاثين عاما مضت

فلاش باك 

دلف ابراهيم الخياط من الباب و هو يحمل سوزان على ذراعه و يمسك بكف نور بيده الاخرى ، لتقابله فاطمة و هى تنظر للصغيرتين بحنان و تتلقف سوزان باحضانها و تجلس و تسحب نور ايصا الى جناحها و تقول : تعالوا يا حبايبى نورتونى 

ابراهيم : انا مش عارف اقول لك ايه يا فاطمة 

فاطمة : ما تقولش يا ابراهيم ، ربنا اللى يعلم انا بحب البنات دى اد ايه ، و كان نفسى من زمان اخودهم من وقت اللى منير عمله مع امهم

ابراهيم بحزن : الله يرحمه و يسامحه ، طول عمره مابيسمعش غير لدماغه و رغباته و بس

فاطمة : و ماتنساش انه اما اتجوز نانى دى و هو اتغول بزيادة ، من يوم ما عرفته و انا كنت معتقدة انه لا يمكن طباعه تتكرر مع بنى ادم تانى ، لحد ما شوفت نانى و لقيتها مش اكتر من نسخة ناعمة لكل طباعه و تصرفاته .. الله يسامحهم

ابراهيم : ايوة يا فاطمة .. كل ما تفتكريهم ادعيلهم ، يمكن دعانا يخفف من حسابهم 

فاطمة : طب انا هطلع البنات يلعبوا مع الولاد فوق و ارجعلك 

و بعد عودة فاطمة الى زوجها مرة اخرى قال لها بفضول : لكن انتى هتقدرى على الحمل الزيادة ده لوحدك يا فاطمة

فاطمة : و ليه لوحدى ، اوعى تكون ما لقيتش زينب ، او ما قلتلهاش تيجى عندنا .. دى مالهاش حد يا ابراهيم ، و كمان البنات متعلقين بيها و هيزعلوا و يتأثروا اوى لو فارقوها ، مش كفاية مفارقين امهم و محرومين منها ، كمان هيفارقوا زينب يا ابراهيم

ابراهيم بابتسامة : و دى تفوتنى برضة .. ماتقلقيش ، زينب زمانها على وصول ، سيبتها تلم حاجتها و حاجة البنات 

فاطمة باحتجاج : طب و هتعرف تيجى لوحدها و هى معاها الشيل دى كلها 

ابراهيم باسما : يا ستى بالراحة بس ، انا بعتتلها عربية كبيرة بسواق من الشركة 

فاطمة : طب و هتعمل ايه فى البيت يا ابراهيم 

ابراهيم بتهكم : بيت ايه بقى ، ماخلاص

فاطمة بدهشة : اوعى تقول انه راح مع اللى راح

ابراهيم : للاسف يا فاطمة ، البيت فعلا راح مع كل حاجة 

فاطمة : هو منير كان مديون اوى كده يا ابراهيم ، طب ازاى ماكنتش تعرف

ابراهيم : و هو انا لو كنت اعرف انه كان بيلعب قمار و فى بيته وسط عياله كنت سكتت يا فاطمة ، ده يمكن كنت انا اللى قت ..لته بايدى 

ثم ديون ايه اللى بتتكلمى عنها ، منير باع كل حاجة حتة حتة على ترابيزة القمار ، يعنى لو ما كانش حصل له اللى حصل .. كان زمانه متشرد هو و الست نانى ، و يمكن كان نسى بناته و ما افتكرهمش اصلا

فاطمة بحزن : الله يسامحك يا منير ، ضيعت نفسك و بناتك … و امهم ، يا ترى هى كمان اراضيها فين  وحصل لها ايه 

ابراهيم : يا عالم حية و اللا ميتة بعد اللى عمله فيها 

فاطمة : رغم انى ما لحقتش اعاشرها كتير ، لكن كانت طيبة و غلبانة 

ابراهيم : و لو انك يمكن تزعلى منى ، لكن ما كانتش تفرق عن اختها ، كانت هى و ام زكريا نفس الطبع

فاطمة بابتسامة : و هزعل ليه بقى 

ابراهيم بمرح : يمكن تغيرى و اللا حاجة 

فاطمة : اغير من واحدة بين ايدين ربنا ، انت شايف انى تافهة للدرجة دى

ابراهيم : اللا لا لا .. انتى هتزعلى منى بجد و اللا ايه انا بهزر معاكى ، و بعدين بذمتك يعنى .. انا ما استهلش انك تغيرى عليا 

فاطمة بابتسامة : تستاهل طبعا ، بس لكل مقام مقال زى ما بيقولوا 

ابراهيم : عمرى ما عرفت اغلبك ابدا ، دايما غالبانى بلسانك الحلو ده ، و بما انك بقى حلوة بزيادة كده النهاردة ، كنت عاوز اخد رأيك فى حاجة كده

فاطمة : اتفضل 

ابراهيم : انتى عارفة انى كنت ناوى اعمل وديعة لكل واحد من الولاد التلاتة .. زى بعض بالظبط 

فاطمة : ايوة عارفة 

ابراهيم : كنت بفكر انى اعمل لنور و سوزان زيهم .. ايه رأيك 

فاطمة بابتسامة : يبقى الله يباركلك 

ابراهيم : يعنى ما تتصايقيش 

فاطمة : حد يتضايق لما يتاجر مع ربنا 

ابراهيم : الله يباركلى فيكى و ما يحرمنيش منك ابدا ، انا قلت اعمللهم حاجة يتسندوا عليها لما يكبروا ، ماحدش ضامن الموت من الحيا 

فاطمة و هى تربت على كتفه بحنان : ربنا يحفظك ليا و ليهم بكل الخير ، ثق ان ربنا هيبارك فيك و فى مالك طول ما انت هتحافظ على البنات اليتامى دول و تربيهم بما يرضى الله

عودة من الفلاش باك

بعد عودة زكريا مرة اخرى الى منزل يونس .. ساعد اخيه على العودة الى الاسفل ليتجمعوا على مائدة العشاء ، و كانت سوزان تراعى الصغار بعد انصراف زهرة و عودتها الى منزلها ، فقالت : و الله نفسى زهرة تفضل معانا و ما تروحش 

فاطمة : على فكرة طلبت منى اجازة يوم الاتنين 

سوزان : اشمعنى 

فاطمة : رايحة تشوف شقة جديدة السمسار قال لها عليها

يونس : و الشقة اللى عايشة فيها راحت فين

فاطمة : عقدها فاضل له حوالى تلت شهور و يخلص ، و صاحبها مش عاوز يجدد العقد تانى 

زكريا : طب  ما تفضل هنا فعلا زى ما سوزى بتقول 

فاطمة : حتى لو فضلت يا ابنى ، لازم يبقى لها مكان تنقل فيه حاجتها ، و كمان مامتها لما تخرج يبقى لها مكان تخرج عليه

زكريا : طب ايه رايكم لو نساعدها فى موضوع مامتها ده 

سوزان : تقصد ندفعلها الفلوس اللى عليها

زكريا : ما اعرفش هى ممكن توافق و اللا لا ، بس على الاقل نخلى المحامى يشوف لها طريقة قانونية تقصر من مدة سجنها ، او يقابل التاجر اللى مديوناله و يعرض عليه انه يسدد له نسبة من المبالغ مقابل انه يتنازل عن القضية

فاطمة : اللى فهمته منها انها بتحوش من وقت ما اشتغلت ، و انها قدرت تجمع مبلغ من الدين اللي على مامتها ، بس طبعا لسه شوية عليها على ما تكمله

سوزان : طب ما احنا نكمل لها المبلغ و نخرجهالها

فاطمة : ما يتهياليش انها ممكن توافق

زكريا : خلاص .. خلينا مؤقتا فى اللى ممكن توافق عليه ، عاوزينها بس تدينا بيانات مامتها ، و المحامى يقوم بالباقى

فاطمة : خلاص .. بكرة ان شاء الله اطلب منها البيانات دى 

زكريا : و انا هبلغها بنفسى انى هعمل لها مرتب تانى غير المرتب اللى بتاخده عشان همس ، بحيث انها حتى لو رفضت اننا نساعدها فى تسديد باقى الدين ، تعرف انها ممكن لو حتى تقبله و لو على سبيل القرض و تسدده من مرتبها 

سوزان بحماس : فكرة هايلة يا زيكو ، و اعتقد كده ما فيهاش احراج خالص ، و عادى معظم الموظفين بياخدوا قروض من شغلهم 

زكريا : خلاص .. انا بكرة ان شاء الله هقول لها على موضوع المرتب ، و بعد كده بقى انتى يا ماما تبقى تفاتحيها براحتك فى موضوع المحامى و تشوفى رايها ايه و تردى عليا

اما بمنزل مجدى مطاوع .. فكان يجلس فى استقبال مريم و زوجها و اللذان تفاجآن بوجود ماجى صحبة ابيها لتقول مريم : غريبة يا ماجى ، ماكنتش متوقعة اشوفك هنا النهاردة ، و لوحدك كمان ، اومال فين تولى و اياد .. مش شايفاهم

ماجى : الحقيقة انا ما اعرفش هم فين

لتتبادل مريم و حاتم نظرات الدهشة قبل ان تستدرك قائلة : يعنى ايه ما تعرفيش

مجدى : هو انتى ماتعرفيش ان مريم و زكريا اتطلقوا و اللا ايه

مريم بذهول : اتطلقوا .. امتى حصل الكلام ده ، احنا لسه كنا مع بعض امبارح

ماجى : اتطلقنا النهاردة الصبح

مريم : بسبب ..

ماجى مقاطعة اياها : لاسباب كتير اوى يا مريم ، اخوكى ما يتعاشرش من اصله ، ده انا يتعمل لى تمثال انى فضلت معاه السنين دى كلها

حاتم : اهدى بس يا ماجى ، و بعدين مهما حصل ، ولادك اكيد محتاجينك

ماجى : لا معلش بقى ، انا عاوزة افوق شوية و اعيش حياتى ، انا فايتنى كتير اوى محتاجة اعوضه

مريم : تقصدى انك سيبتيله الولاد

ماجى : ايوة 

لتعود مريم بعينيها لحاتم بشئ من الاحباط و كأنها  تقول ان زكريا افسد عليهم الامر مرة اخرى ، لتجد حاتم يقول : ماتزعليش منى يا ماجى .. اول مرة من يوم ما عرفتك .. تتصرفى تصرف صح 

ماجى بابتسامة : مش كده برضة 

حاتم : طبعا .. انا الصراحة مش عارف كنتى متحملاه ازاى فعلا كل ده 

مجدى بدهشة : ماكانش ده كلامك من دقيقتين 

حاتم : كنت بعمل اللى عليا عشان خاطر الولاد ، لكن الحقيقة .. ماجى تستاهل احسن من زكريا الف مرة 

مجدى بفضول : ده انتو لما كلمتونى فكرتكم جايين تصلحوها على جوزها 

حاتم بنفى : لااا خالص ، احنا ماعرفناش الا منكم دلوقتى 

مريم : و بعدين ماجى عارفة كويس العلاقة ما بينى و ما بين زكريا عاملة ازاى ، يعنى انا اخر واحدة زكريا ممكن يلجأ لها عشان تتدخل فى اى موضوع يخصه 

مجدى : انما ما تأخذونيش يعنى ، لما انتو مش جايين عشان كده .. اومال جايين ليه 

ماجى بامتعاض : بابى .. مايصحش

حاتم ضاحكا : وحشتنا يا مجدى بية

مجدى بنظرة شك : وحشتكم ! و ماله 

مريم : الحقيقة يا مجدى بية .. احنا كنا جايين نزورك طبعا و فى نفس الوقت نعرض عليك صفقة لو اخدتها .. هتكسب من وراها ملايين

مجدى و بعينيه لمعة الطمع : صفقة ايه دى 

حاتم بمكر : الحقيقة الصفقة دى .. ماجى عارفة اننا كنا عايزينها فى الشركة بتاعتنا .. لولا زكريا وقفلنا فيها ، و بما انها صفقة ماتترفضش و انا و مريم مستخسرين انها تطلع برانا .. قلنا انت اولى بيها من الغريب

مجدى بفضول : طب و زكريا رفضها ليه لما هى صفقة تقيلة كده

ليمد حاتم يده الى يد مريم ليمنعها من الحديث و يقول : عشان خواف  

مجدى بعدم فهم : خواف ازاى يعنى ، و ايه اللى يخوف ، مش تفهمنى

حاتم : اصل صفقة زى دى عاوزة اللى يخش فيها يبقى قلبه جامد و يفوت فى الحديد ، انما زكريا قلبه خفيف .. مش تقيل زيك يا مجدى بية 

مجدى : برضة مش فاهم .. صفقة ايه دى

حاتم : لحوم مستوردة 

مجدى : طب و ايه اللى يخوف فى صفقة زى دى 

حاتم بتهكم : اديك قلت اهو ، مافيهاش حاجة تخوف و لا حاجة 

مجدى : اومال رفضها ليه

مريم : خاف من تكلفة التلاجات الكبيرة اللى طبعا هنضطر نجيبها عشان الشحنة فعلا كبيرة ، لكن المكسب اللى هييجى من وراها ملايين كتير اوى ما تتعدش

مجدى : كبيرة اد ايه يعنى

حاتم : هى الصفقة كلها على بعضها عشر تلاف طن

مجدى بذهول : عشرتلاف طن مرة واحدة

مريم باستدراك : ماهى الصفقة مش كلها لحوم ، فيها طبعا جزء مش قليل جاهز انه يتعمل مصنعات 

مجدى : بس الكمية دى هتحتاج لتلاجات كتير اوى فعلا

حاتم : هو انت فاكر ان الكمية كلها هتيجى مرة واحدة 

مجدى : اومال ايه 

حاتم : هتيجى على خمس شحنات 

مريم : و كمان الشحنة هتتوزع على تجار الجملة على طول مش هتلحق تقعد فى التلاجات

مجدى : طب و اللحوم دى صلاحيتها اد ايه

ليتبادل حاتم مع مريم نظرات تحمل بعض المكر بطياتها ، ثم يقول حاتم بترصد : عاوز الحق و اللا ابن عمه

مجدى بسخرية : و انا هعمل ايه بابن عمه

حاتم : الصلاحية تقريبا مافيش 

مجدى : يعنى ايه .. لحمة بايظة 

مريم : لا طبعا بايظة ايه بس ، بس كل الحكاية انها بتبقى خلاص على وشك ان صلاحيتها تنتهى ، و عشان كده هتاخدها برخص التراب

مجدى : بس دى لو اتمسكت فيها كلابوش

مريم : و مين بس اللى هيمسكها

مجدى بتهكم : الحكومة طبعا .. هو مش فى تموين و تفتيش ، و اللا هى سايبة 

حاتم : اومال الدماغ الشغالة راحت فين ، الصفقة كلها هتعدى من غير ما حد يعرف يقول بم حتى

مجدى : مش فاهم

حاتم : الصفقة هتدخل على انها داخلة لتصنيع اكل كلاب و قطط

مجدى : عشر تلاف طن اكل للكلاب و القطط

مريم : ماهو عشان كده هندخلهم على خمس شحنات مش شحنة واحدة ، كل شحنة بالفين طن

مجدى : برضة كتير على اكل حيوانات

حاتم : ماتشغلش بالك بالكميات ، طالما اوراقك مظبوطة يبقى خلاص

ماجى و التى كانت تستمع اليهم بصمت منذ البداية : و هو زكريا كان عارف كل التفاصيل دى 

مريم : الحقيقة لا ، هو ما كانش يعرف غير انها لحوم و بس

ماجى : طب و اشمعنى

مريم بسخرية : مانتى عارفة زكريا .. رجل المثل العليا ، لا يمكن كان هيوافق على حاجة زى دى 

مجدى : و لو كان وافق على الصفقة .. كنتوا هتخبوا عليه التفاصيل دى ازاى 

حاتم : ده كان شغلى انا بقى 

مجدى : طب و برضة اشمعنى انا قلتلى على كل التفاصيل 

حاتم : ده لانى عارف انك اول ما هتبص للمكسب ، مش هيفرق معاك الكلام ده 

مجدى بتفكير : طب افرض حد مات 

حاتم : يموت ليه بس ، اللحمة اول ما بتتحط على النار خلاص ، و بعدين دى ما بتلحقش تقعد .. اول ما هتنزل عند التاجر هتتخط/ف خط/ف من الاسواق ، الناس مابقيتش عارفة تاكل اللحمة من سعرها ، و مابيصدقوا يلاقوا حاجة سعرها هين شوية و بتجرى عليها جرى

مجدى : ايوة.. بس برضة ..

ماجى : مابسش يا بابى .. انا شايفة انها صفقة العمر زى ما بيقولوا

مريم بتشجيع : ايوة يا ماجى ، و هتنقلنا كلنا نقلة كبيرة 

حاتم بتحفيز : انا لما زكريا رفضها .. كنت هاخد جزء من الصفقة لحسابى لوحدى ، بس رجعت قلت لروحى .. طب و ليه ما اشوفش حد حبيبى يشاركنى فى الياغمة دى كلها ، و لما اتكلمت  انا و مريم ، مالقيناش حد قدامنا غيرك يستاهلها 

مريم بابتسامة : قلت ايه يا مجدى بية 

ماجى : بابى موافق يا مريم .. شوفوا محتاجين نعمل ايه بالظبط و نعمله سوا 

مجدى : انتى ناوية تشتغلى معايا يا ماجى 

ماجى بحماس : ايوة يا بابى ، و اعمل حسابك ان هيبقى لى نسبة من الارباح

حاتم : ايوة كده .. برافو عليكى 😏

مجدى : يبقى تمام .. انا معاكم ، بس كل الحاجات اللى محتاجة تظبيط دى ، هتبقى انت اللى مسئول عنها ، بما انك مرتب كل حاجة من زمان

حاتم بابتسامة انتصار : مش عاوزك تقلق خالص ، احنا اول ما نحول اول دفعة من قيمة الصفقة ، اللحمة هتبقى تانى يوم على المراكب و فى طريقها لمصر 

و باليوم التالى .. و قبل اتجاه زكريا لعمله فى الصباح .. صادف زهرة و هى تهل عليه قائلة بابتسامة صغيرة : صباح الخير

زكريا : اهلا يا زهرة .. صباح الخير ، ايه النشاط ده كله ، هو انتى كل يوم بتيجى بدرى كده 

زهرة بخجل : ايوة .. بقول الحق قبل زحمة المواصلات و مواعيد الموظفين ، و كمان عشان همس تتعود على الصحيان و النوم بدرى

زكريا : طب و الله برافو عليكى 

زهرة و هى تتحرك بخجل الى الداخل : بعد اذنك

زكريا : استنى يا زهرة .. كنت عاوز اقول لك على حاجة كده

زهرة بانتباه : اتفضل

زكريا : الحقيقة .. تولين و اياد هيفضلوا هنا لفترة الله اعلم هتبقى اد ايه بالظبط ، و عشان كده فكرت انك انسب حد ياخد باله منهم و يراعيهم مع همس

زهرة بصدق : ماتقلقش عليهم

زكريا : ايوة .. انا مش قلقان ، بس ده ماكانش اتفاقك من البداية مع ماما ، و شغلك هنا المفروض انه كان مع همس بس

زهرة : صدقنى مش هتفرق ، الولاد كلهم ماشاءالله عليهم هاديين و مؤدبين ، مابيتعبونيش خالص

زكريا : بس ده حق ، و عشان كده .. من المرتب اللى جاى هتلاقيه انضر .. ب فى تلاتة 

زهرة بشهقة ذاهبة : تلاتة مرة واحدة

زكريا : ده لان مجهودك كمان هينضر .. ب فى تلاتة 

زهرة : ايوة .. بس ده هيبقى كتير اوى ، ما اعتقدش ابدا ان مجهودى معاهم هيساوى كل المبلغ ده

زكريا ضاحكا : ما احنا هناخد بالفرق جلسات نفسية 

، انتى ناسية انك مارضيتيش تحاسبينا على نصايحك لينا مع يونس ، ده احنا استغلناكى كتير اوى 

زهرة : انا ما عملتش حاجة تستاهل ابدا كل ده

زكريا : صدقينى بالنسبة لنا تستاهل 

زهرة بامتنان : انا مش عارفة اقول ايه لحضرتك ، انا بجد متشكرة اوى 

زكريا : طب مش هوصيكى بقى على الولاد ، و هسيبك تدخلى عشان ما اعطلكيش بزيادة 

لتدلف زهرة الى الداخل و هى تكاد تطير من السعادة ، فهى تشعر بأنها اقتربت و بشدة من فك أ. سر امها ، فكلما زاد راتبها كلما استطاعت تقصير المسافات لاخراجها من خلف قضبان اسر .ها

                الفصل الحادي عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>