رواية خلف قضبان القلوب الفصل السابع والثلاثون 37بقلم ميمي عوالي

رواية خلف قضبان القلوب 

الفصل السابع والثلاثون 37

بقلم ميمي عوالي 
   

فى سيارة زكريا و فى الطريق الى بلدتهم .. كانت فاطمة تقول بقلق بالغ : يا ترى عملتى ايه تاني يا مريم خلاكي رايحه مستخبيه كده بعيده عن الكل حتى بعيد عن امك واخواتك 

يونس : تفتكروا عرفت بموت جوزها ولا ما عرفتش 

زكريا : الله اعلم .. هنشوف اما نوصل 

لتصل السيارة امام المنزل فيقول يونس و هو يلتقت يمينا و يسارا : عربيتها مش موجودة ، تقتكروا مشيت و رجعت على القاهرة من تانى  

زكريا و هو يهبط من السيارة : عم سعداوى هناك اهو و جاى علينا 

ليهل عليهم سعداوى قائلا بترحيب : يا الف اهلا و سهلا حمدالله على السلامه 

و بعد تبادل السلام قال يونس : هى مريم مشيت و اللا ايه يا عم سعداوى 

سعداوى: لا يا ابنى .. موجودة ، بس مابتخرجش الضهرية عشان الحر 

زكريا : اصل عربيتها يعنى مش موجودة

سعداوى : هى اصلا جاية من غيرها ، جت مع عربية غريبة ، وصلتها بشنطها و سابتها و مشيت 

ليتبادل يونس و زكريا نظرات الشك و الريبة ، و تقول فاطمة : ياللا يا اولاد على جوة اما نشوف الحكاية ايه

سعداوى برجاء : سايق عليكوا النبى ماتجيبولها سيرة انى قلت لكم حاجة انا مش ناقص قلة قيمة فى شيبتى دى 

فاطمة : عليه افضل الصلاة والسلام ، هيبتك محفوظة يا سعداوى ، ماتقولش كده ابدا ، و ماتقلقش مش هنقول حاجة ، و روح انت شوف اللى وراك 

سعداوى : هخلى حسنية تلحقكوا بالغدا

فاطمة : براحتها على الاخر ، ماتستعجلهاش ، و سلم لنا عليها على مانشوفها

ليتجهوا الى داخل المنزل و تدير فاطمة المفتاح بالباب و تقوم بالدخول بهدوء و هى تبحث بعينيها عن مريم ، و عندما لم تجد لها اثر قالت : شكلها فوق 

زكريا : تحبى اطلع اندهلها 

فاطمة : لا يا ابنى ، انا هطلع لها 

يونس : ما احنا لازم نبقى معاكى يا ماما ، مش هتقدرى عليها لوحدك 🙄 

فاطمة : تعالوا معايا ، بس سيبونى ادخل لها انا لوحدى الاول عشان ماتتخضش

ليتفاجئوا بمريم تقف اعلى الدرج و هى تقول : انا اهو ، مش محتاجين تعملوا كل ده 

فاطمة و هى تتأمل ملامح ابنتها الغالب عليها البهوت : ازيك يا مريم 

مريم و هى تهبط الدرج بتأنى : كويسة ، ايه .. سعداوى جرى كلمكم و اشتكالكم منى فجيتوا جرى تلحقوه كالعادة 

فاطمة : عادة ايه يا بنتى 

مريم بترصد و هى تلقى بنفسها فوق المقعد : عادتكم .. مانا على طول طالعة بدور الشريرة الظالمة ، و على طول اللى قدامى بيبقى مظلوم ، و انتم طبعا عاملين من حقوق الانسان و بتجاهدوا عشان تحرروا الناس من ظلمى 

فاطمة بذهول : هو انتى نظام خدوهم بالصوت لا يغلبوكوا .. هو انتى مش كنتى مسافرة ، ايه اللى خلاكى تيجى تستخبى هنا 

مريم باستنكار : استخبى 

فاطمة : ااه تستخبى .. و اللا تفسرى بايه انك مش معرفة اى حد طريقك

مريم بكبر : و اعرفكم ليه ، انتى ناسية انتو اخر مرة جيتلكم عملتوا معايا ايه ، فاكرة انتو قلتولى و هد .دتونى بايه و اللا افكرك لما منعتونى من ابنى ، و البية زكريا هد .دنى بالبوليس 

و اللا افكرك بالكلام اللى قلتيهولى فى بيتى فى عز حزنى يوم ما دفنت ابنى ، انتو اللى بعدتوا عنى و اتخليتوا عنى فى اكتر وقت كنت محتاجالكم فيه

يونس بامتعاض : قلب الحقايق بقى صنعتك 

مريم : انا مش عاوزة اتكلم اصلا .. بس عاوزة اعرف جايين ليه

زكريا : من اول ما شفناكى و ماما قالتلك يا مريم على سبب مجينا ، احنا جايين عاوزين نعرف مستخبية هنا من ايه المرة دى .. يمكن نعرف نلحقك و ماتغرقيش فى الوحل و الحرام زى المرة اللى فاتت 

مريم بتهكم : لا ماتقلقوش .. لا بقى فيه حرام و لا حلال ، و ولا وحل و لا غير الوحل ، بقيت ابيض من الصينى بعد غسيله

يونس بحذر : انتى اتواصلتى مع حاتم امتى اخر مرة 

مريم : و اتواصل معاه ليه ، انتو مش كنتم عاوزننى اتطلق ، ادينى اتطلقت عشان تستريحوا 

لينظر لها الجميع بذهول بينما تقول فاطمة : اتطلقتوا امتى 

مريم و هى تهرب بعينيها بعيدا : طلبت منه الطلاق يوم ما كنت عندكم اخر مرة 

زكريا : و طلقك

مريم : ايوة 

يونس : بالسهولة دى 

مريم : لأ طبعا مش بالسهولة دى ، سيبتله فلوسى كلها عشان تنبسطوا .. مش ده اللى كنتم عاوزينه

يونس بريبة : و امتى بقى حصل كل الكلام ده 

مريم : اهو حصل و خلاص 

زكريا : يعنى هو طلقك كده اول ما قلتيله طلقنى  

مريم : لأ طبعا .. قعدنا كذا يوم على ما اخيرا وافق و بعتتله الفلوس كلها 

يونس : و اخر مرة بقى كلمك فيها و رمى عليكى اليمين كان امتى 

مريم : و يهمك فى ايه التوقيت

زكريا : عشان بس نشوف هيصدق فعلا و يوثق الكلام ده رسمى و اللا لا

مريم : يعنى .. من اربع خمس ايام كده 

يونس بحدة : انتى كدابة 

مريم باستنكار : و هكدب ليه ، انا فعلا اتطلقت 

يونس : كدابة لان الكلام ده ماينفعش يبقى من اربع خمس ايام زى ما بتقولى

مريم : يا سلام .. و اشمعنى يعنى 

زكريا : لأن حاتم اتق/ تل يا مريم من حوالى اسبوعين دلوقتى

مريم شاهقة بصدمة : ات ايه ، اتق / تل .. انتو جيبتوا الكلام ده منين 

ليناولها زكريا هاتفه و على شاشته الخبر الذى ارفقه العميل و يقول : بصى  للخبر و شوفى كمان تاريخ الجريدة و انتى تتاكدى 

مريم بتمتمة : سامى و حاتم .. طب ازاى ، و ليه

زكريا : ازاى و ليه دى المفروض انها تبقى عندك انتى يا مريم ، ايه اللى بين سامى و حاتم غير الشغل المشبوه اللى كان بينكم و اللى واضح جدا انهم اختلفوا على تقسيمة التورتة ما بينهم فحصل اللى حصل 

فاطمة بتنهيدة مثقلة : يعنى كان ممكن تبقى معاهم يابنتى لو ما كنتيش رجعتى لعقلك

يونس بتهكم : مين دى اللى رجعت لعقلها .. انا عن نفسى مش مصدق و لا كلمة من اللى قالته ده ، و ما استبعدش ابدا انها تكون عارفة حاجة عن الحكاية دى و مخبية ، و اللا حتى تكون متورطة فيها 

مريم بحدة : مش حقيقى .. انا لسه عارفة حالا الكلام ده 

يونس : مانتى ماتحاوليش تفهمينى انك بالسهولة دى انتى و هو اتنازلتوا عن بعض كده ، و انتى لاخر لحظة خارجة من بيت زكريا و انتى بتلعنينا و كارهانا و اتنازلتى عننا كلنا حتى ابنك اللى باقيلك عشان خاطره و خاطر الفلوس ، تقومى تتنازلى عنه و عن الفلوس فى نفس الوقت و فجأة كده كمان .. تبقى وسعت منك اوى 

مريم : هو انتو مش عاجبكم حاجة ، مش انتو اللى قعدتوا تقولولى اتطهرى من الحرام 

فاطمة : و اللى عاوز يتطهر من الحرام يمد ايده على حرام تانى ليه

مريم : انهى حرام ده بقى .. انتى تقصدى ايه

فاطمة : اقصد الفلوس اللى صممتى تاخديها من سعداوى و تستولى عليها رغم انك عارفة انك مالكيش مليم فيهم

مريم : بس دى فلوسك انتى و مافيش بينى و بينك فرق .. انا بنتك

زكريا : ده على اساس انك ماتعرفيش مثلا ان انا و خالتى لينا فى الفلوس دى ، يعنى لو قلنا ان انا اخوكى زى ماهى امك ، طب و خالتى اللى انتى لاخر لحظة ماكنتيش معترفة بيها ، بتاخدى فلوسها بانهى حق

مريم : يا سيدى ابقى خد فلوسك انت و خالتك من نصيبى فى ارباح الشركة ، لكن انا حاليا محتاجة سيولة لانى ما عنديش فلوس 

زكريا : هو ده بس اللى فهمتيه من كلامى .. انى عاوز الفلوس ، مافهمتيش انك استوليتى على حاجة مش من حقك

مريم : ماتعملش ازمة على الفاضي عشان شوية ملاليم

فاطمة : ايه اللى كان بين حاتم و الراجل اللى معاه ده يخليهم يوصلوا انهم يمو .توا بعض

مريم : ما اعرفش

زكريا : طب انتى كنتى حاجزة تذاكر الطيران على البرازيل ، ايه اللى وداه هو المكسيك

مريم : ما اعرفش

ليتقدم يونس من مريم و يجلس الى جوارها قائلا بترصد : ايه اللى حصل بينك و بين حاتم يا مريم و ياريت تبطلى كدب و تقولى الحقيقة من غير لف و دوران كتير

مريم : مانا قلتلك ….

يونس بحدة : و اللى قلتيه طلع كدب و انا مش عاوز اسمع كدب اكتر من كده ، فياريت تتكلمى على طول و تقوليلى حاتم طلقك ليه

مريم بانكار : قلتلك انا اللى طلبت الطلاق

ليقول زكريا و هو يجذب يونس ليقف معه و كأنه يستعد للرحيل : خليكى فاكرة اننا جينالك و سالناكى عشان نقف معاكى و نساعدك ، بس واضح ان مافيش فايدة ، نبقى فعلا نسيب الموضوع للبوليس هو اللى يتصرف معاها

مريم بصدمة : بوليس ايه

زكريا : الموضوع القديم بتاعكم اتفتح تانى ، و حاليا بيحققوا مع مجدى فى السجن ، و بعد حادثة حاتم و سامى .. اعتقد انهم هيستدعوكى فى اى وقت

مريم ببهوت : امتى حصل الكلام ده

يونس و قد قرر مسايرة زكريا فى روايته : مجدى فى السجن اهو من قبل مانشوفك اخر مرة بكام يوم 

مريم بهمس و كأنها تذكر نفسها : عشان كده ماجى كانت بتحاول تكلمنى و باصرار

زكريا : و رديتى عليها

مريم : لأ 

يونس : و مارديتيش ليه

مريم : ماكنتش فايقالها 

زكريا : احنا هنمشى و انتى حرة 

مريم : انتو هتتخلوا عنى 

فاطمة : انتى اللى اتخليتى عن نفسك من زمان ، و لحد دلوقتى بنحاول نساعدك و انتى برضة الكبر راكبك

مريم بدموع : لانكم كلكم مستنيين تشمتوا فيا

فاطمة : يابنتى انتى حتة مننا ، هنشمت فيكى ازاى بس 

لتنظر مريم لزكريا و يونس و تقول بنشيج : حاتم سرقنى و طلقنى ، خلانى بيعت كل حاجة و حولتله فلوسها اول باول ، و قبل ما اطلع على المطار قاللى انه عامللى منع من السفر و انه خلاص مش محتاجنى فى حاجة تانى و طلقنى

زكريا بغضب : ااه منه ال 🐕

مريم : زعلان عليا بصحيح يا زكريا 

زكريا بضيق : زعلان عليكى يا مريم ، بس مش من اللى حصل لك من حاتم .. لكن من الطريقة اللى طول عمرك بتفكرى بيها 

يونس : المهم دلوقتى يا مريم .. حصل ايه بعد كده 

مريم ببعض التيه : كان حجز الاوتيل بتاعى خلص و مالقيتش مكان تانى اروحله بعد مابيعت الفيلا و اللى فيها ، خفت اجيلكم تشمتوا فيا ، و فجأة افتكرت بابا و جه على بالى انى اجى هنا على ما اشوف هعمل ايه 

يونس : و حاتم و سامى عملوا فى بعض كده ليه

مريم : اقسملكم انى ما اعرفش اصلا انهم سوا و لا اعرف ايه اللى وصل اللى بينهم لده ، سامى كان بالنسبة لنا مش اكتر من رجل اعمال اشترك معانا فى الصفقات بتاعتنا

زكريا بسخرية : او ده اللى تعرفيه

مريم : تقصد ايه

يونس : يقصد ان ممكن اوى يكون كان فى بينهم حاجات تانية كتير اختلفوا على فلوسها فخلصوا على بعض

مريم بقلق : ماعرفش .. و مايهمنيش ، قولولى هعمل ايه مع البوليس ، اوعوا تسيبوهم ياخدونى ، انا لا يمكن اتحمل حاجة زى دى ابدا ، انا ممكن اعمل اى حاجة الا انى اتسجن 

ثم اقتربت من زكريا و تشبثت بذراعه قائلة برجاء و هلع : اوعى تتخلى عنى يا زكريا ، انا عارفة انى ضايقتك كتير ، بس برضة عارفة انك مش هتتخلى عنى .. مش كده

فاطمة : عمر ماحد فينا اتخلى عنك قبل كده يا مريم عشان نتخلى عنك دلوقتى 

مريم بتمنى : يعنى مش هتقولوا لحد على مكانى يا ماما ، البوليس عمره ما هيفكر انى هنا .. مش كده

يونس : خلاص يا مريم .. احنا هنتصرف

مريم : هتعملوا ايه

زكريا : هنتصرف يا مريم و هننهى الموضوع ، بس اهم حاجة تصارحينى بالحقيقة 

مريم : حقيقة ايه تانى .. مانا قلت لكم على كل حاجة 

زكريا بترصد : يعنى مش مخبية اى حاجة تانية يا مريم ، ماعملتيش اى حاجة تانية خلتك تيجى هنا بالذات عشان تستخبى 

مريم بصدق : و الله مافى حاجة تانية و لا تالتة ، انا انا لما حاتم طلقنى مالقيتش حتة تانية اروحها غير هنا ، و ماكانش معايا فلوس غير حاجة بسيطة فماكانش ينفع حتى انى اقعد فى اى اوتيل تانى حتى لو كنت لقيت حجز 

فاطمة : اهم حاجة يا بنتى انك تتوبى عن كل اللى عملتيه و ترجعى لربنا بقى و بكفاياكى معصية لحد كده

مريم : حاضر يا ماما .. حاضر ، بس اوعوا تتخلوا عنى ، انا مابقاليش حاجة غيركم

فاطمة : و هو انتى اتصرفتى فى كل حاجة 

مريم بضيق : مافاضلش غير نصيبى فى الشركة 

يونس : ده لانه كان الحاجة الوحيدة اللى فلوسها حلال مية فى المية و عشان كده ماراحتش مع اللى راح 

يونس : و هو طلقك رسمى و اللا فى التليفون كده و خلاص

مريم : مش عارفة .. قاللى انه هيوثق الطلاق و هيبعتلى .. بس انا هنا من وقتها و مافيش حاجة وصلتلى 

زكريا : المفروض لو بعت فعلا يبعت على بيت بابا او الشركة بما انك بعتى الفيلا ، و مافيش حاجة وصلت ولا على البيت و لا على الشركة 

مريم : طب هو انا ممكن اطلب الفلوس اللى سابها وقت ما مات بما انى … 

يونس بامتعاض : تانى .. مافيش فايدة

مريم باندفاع : ماهى فيها الفلوس بتاعة الفيلا و فلوس الولاد و كمان …

يونس : يبقى فيها اللى فيها .. فى ستين داهية طالما اختلطت بالحرام تبقى بقت كلها حرام 

فاطمة : ربنا يكفينا شر الحرام قادر كريم 

يونس : هتفضلى هنا و اللا هتيجى معانا 

مريم : اجى معاكم فين 

يونس : على بيت بابا

مريم بقلق : لأ .. انا هفضل هنا على ما فعلا تطمنوا ان موضوع مجدى خلص

زكريا : بس موضوع مجدى مش هيخلص لانه عنده بلاوى متلتلة تانية 

 مريم : اللى يهمنى موضوعنا احنا ، ماليس دعوة بباقى بلاويه

زكريا : و خدى بالك .. لو حصل و ماجى حاولت تكلمك تانى اوعى تردى عليها و كمان اوعى تحاولى تتصلى باى حد كان له علاقة بالحكاية دى  لحد ما نتصرف ، فاهمة 

مريم : ماشى

يونس : انا و زكريا فرحنا بعد تلت اسابيع 

مريم ليونس : انت هتتجوز

يونس : ايوة .. هتجوز سوزى 

مريم بامتعاض : و مالقيتش الا سوزى 

ليتجه يونس الى الباب و هو يزفر أنفاسه بضيق قائلا : ياللا بينا .. الظاهر مافيش فايدة 

ليلحق به زكريا بعد ان قال : هنستناكى فى العربية يا ماما 

و بعد خروجه هو الاخر تقول فاطمة : هو انتى مش لسه من كام دقيقة وافقتى انك تبطلى عمايلك دى بقى 

مريم : يووه يا ماما .. انا اقصد انهم ليه مش عاوزين يطلعوا بقى من العيلة دى ، واحد راح خطب زهرة و طالعلى بيها السما و التانى رايح ياخد سوزى 

فاطمة بتنهيدة مثقلة : اخواتك كان عندهم حق اما قالوا ان مافيش فايدة ، انا ماشية ، و هرجع تانى بعد اسبوعين مع مراة عمك عشان نجهز للفرح ، اخواتك هيعملوا الفرح هنا 

مريم بذهول : سايبين الفنادق و الاوتيلات و جايين يعملوه هنا ، ده جنان

فاطمة : كل واحد حر ، ثم مدت يدها لحقيبتها و اخرجت مبلغا من المال قدمته لمريم قائلة : خلى الفلوس دى معاكى لحد ما نيجى عشان لو احتاجتى حاجة .. رغم انى متاكدة ان سعداوى و حسنية مش مخليينك محتاجة حاجة 

و الفلوس اللى اخدتيها من سعداوى تديهاله تانى يا مريم .. انتى فاهمة ، دى فلوس الجمعية الزراعية و التقاوى و المبيدات و انتى اصلا ماتملكيش فيها حاجة ، و لو اخدتيها هتبقى هى كمان فلوس حرام و هتروح زى اللى راحت .. فهمانى

مريم بامتعاض : انا صرفت منها ، خلى يونس يبعت غيرها من حساب الشركة

فاطمة بقلة حيلة : انا ماشية قبل ماتجلطينى .. مافيش فايدة 

و فى طريق العودة .. قالت فاطمة بقلق : هو صحيح الكلام اللى انتو قولتوه لاختكم ده

زكريا : لو تقصدى موصوع البوليس فلأ يا ماما ماتقلقيش ، احنا بس كنا عاوزين نهزها عشان نعرف ايه اللى حصل 

يونس : الصراحة انا فى لحظة شكيت ان ممكن يكون اللى حصل لحاتم وراه الناس اللى كانوا بيشتغلوا معاهم و ان مريم مستخبية منهم لا يأذوها هى كمان

فاطمة : و العمل .. افرضوا الكلام ده صحيح

زكريا : ماتقلقيش يا ماما ، الحكاية اصلا لما تجيبيها كده كلها على بعضها .. تلاقى ان الاتنين دول كانوا متفقين على كل حاجة فعلا من الاول بدليل ان اللى عمله ال 🐕 ده هو نفس اللى عمله ال🐕 التانى 

فاطمة : استغفر ربك يا ابنى دول خلاص ارواحهم فارقت الدنيا و حرام نتكلم عنهم كده بعد موتهم

زكريا : أستغفر الله العظيم 

يونس : بس تقصد ايه بان كل واحد عمل نفس اللى عمله التانى 

زكريا : اصل اللى وصللى ان سامى قبل ما يسيب ماجى قشط على كل اللى وراها و اللى قدامها حتى دهبها خده معاه و هو ماشى ماخلاش حيلتها الهوا ، حتى الفيلا اللى كان واخدهالها طلعت ايجار 

يونس ضاحكا : كمااان

فاطمة : لا حول ولا قوة الا بالله .. اللهم لا شماته

يونس : دى مش شماته يا ماما صدقينى ، بس بجد تدابير ربنا بتبقى اكبر عظة لمن يتعظ ، انما يعنى انا اول مرة اسمع الكلام ده

زكريا : انا عارف من تانى يوم ما كانت جت و عملت الشويتين اللى عملتهم ، كنت عاوز افهم فدورت لحد ما عرفت ، بس الموضوع مايخصنيش انى اتكلم فيه و لا اجيب سيرته ، انا بس قلت دلوقتى عشان اطمنكم ان اللى فى دماغكم ده شئ مستبعد 

فاطمة : طب ماهى مريم كده ممكن تعرف انكم ضحكتم عليها لو حصل فعلا و كلمت ماجى او اى حد يعرفها 

زكريا : مانا عشان كده حذرتها انها تكلم حد او حتى ترد على ماجى ، و من معرفتى بمريم .. فاعتقد انها مش هتحاول تعرف حد منهم تانى طول عمرها

فاطمة : طب و هنسيبها عايشة فى الرعب ده كده لامتى 

يونس : لحد ما تتربى ، مريم جرايمها كتير و غلطاتها اكتر ، و ياريت ماتصعبش عليكى 

و بعد عودتهم الى القاهرة .. كانت زهرة تمسك باحدى المجلات و تقارن بين فساتين الزفاف و هى تحاول اشراك سوزان معها تحت مراقبة بدر و زينب و فاطمة ، و لكن سوزان كانت تطالع معها دون حماس يذكر 

لتنهض فاطمة من جلستها قائلة : بقولك يا سوزى .. كنت عاوزاكى تبصيلى على كشف الحساب بتاعى كده احسن حاسة ان فيه حاجة مش مظبوطة 

لتنهض سوزان قائلة : طب هو فين و انا اروح اجيبه

فاطمة : لأ مانا هاجى معاكى عشان اخد العلاج بتاعى بالمرة احسن لسه ما اخدتوش

و ما ان صعدتا الى الاعلى ودلفتا الى الحجرة الخاصة بفاطمة الا و اغلقت فاطمة الباب و هى تقول : عاوزاكى فى كلمتين بعيد عن الكل 

سوزان بقلق : فى حاجة و اللا ايه

فاطمة : مش عارفة .. و انتى اللى هتقليلى 

سوزان : عاوزانى اقول لك على ايه بالظبط

فاطمة : عاوزاكى تقوليلى مالك يا بنتى ، ليه مش حاساكى مبسوطة زى زهرة ، ليه من وقتها و انتى باهتة و على طول ساكتة و سرحانة بالشكل ده ، مع انى كنت فاكرة انك …

سوزان : كنتى فاكرة انى هبقى طايرة من الفرحة مش كده

و عندما لم ترد فاطمة ، استأنفت سوزان حديثها قائلة بنبرة شجن : انا عارفة من زمان انك كنتى عارفة بحبى ليونس ، و عارفة كمان انى كنت صعبانة عليكى من وقتها

فاطمة بحنو : و اهو قلبه حن لك يا بنتى و ربنا نولك اللى كان نفسك فيه ، ليه بقى حزينة كده و مش مبسوطة 

سوزان و قد اغر .قت العبرات مقلتيها : لو كان الكلام ده حصل زمان قبل ما يحب نور و يتجوزها كنت هبقى اسعد انسانة على وش الارض ، لكن دلوقتى .. دلوقتى هفضل دايما نمرة اتنين فى حياته ، هفضل كمالة يا ماما ، عمرى ماهبقى له الاصل 

فاطمة باحتواء : ليه بس يا بنتى واخداها بالشكل ده 

سوزان : اومال اخدها ازاى يا ماما ، اقسملك انى شيلت يونس من دماغى من وقت ما اتجوز اختى ، مس هكدب و اقول انى قدرت كمان اشيله من قلبى لانها حاجة مش بايدى ، بس عمرى ماجه فى بالى ابدا ان ده ممكن يحصل حتى بعد موت نور  .. مصدقانى يا ماما 

فاطمة : و انا كنت امتى كدبتك بس يا بنتى 

سوزان : و عشان كده خايفه

فاطمة : و ايه بس اللى مخوفك .. خايفة من يونس

سوزان بنشيج : خايفة من نفسى ، خايفة اغلط فى يوم و اصارحه ان حبى ليه من زمان لا يفكرنى خنت نور و انا عمرى ماخنتها يا ماما و لا حتى فى خيالى ، خايفة اغلط و اقول له انى حبيته من و انا عمرى سبعتاشر سنة بس سجنت قلبى ورا قضبان و وقفت عليه مية سجان و سجان مايصدقتيش او يفكر انى عاوزة استحوذ على مكانة نور فى قلبه

فاطمة : بس ياحبيبتى علشان خاطرى بطلى عياط ، و ماتوجعيش قلبى عليكى بالشكل ده و لازم تفهمى ان اكيد ربنا له حكمة فى ان ده اللى يحصل ، مش يمكن يكون حب نور واتجوزها قبلك عشان  نور يبقى ليها ذكرى فى الدنيا ، ماهى لو ماكانتش اتجوزت ماكانتش همس بقت معانا النهاردة ، و لو كانت نور اتجوزت و خلفت من اى حد تانى برانا يمكن كنا اتحرمنا من وجود همس وسطينا ، و لو اطلعتم على الغيب يا بنتى 

سوزان بتنهيدة قصيرة : عارفة يا ماما 

فاطمة : و طالما عارفة يبقى ماتسيبيش الشيطان يطفى فرحتك و فرحتى اللى عمرها ما هتكمل الا اما اشوفك مبسوطة ، ارمى كل ده ورا ضهرك و ماتفكريش غير فى ان ربنا حققلك اللى كنتى بتتمنيه زمان و ان تحقيق امنيتك ما اتأخرتش غير لحكمة مايعلمهاش الا ربنا ، و ان اكيد تأخيرها ده فيه خير ليكى ، و بدل ما كنتى حاطة قضبان على قلبك .. افرجى عنه و خليه يحس بالدنيا ، و حطى خوفك و حزنك دول ورا القضبان مكانه ، اتفقنا حبيبتى 

لتومئ سوزان برأسها علامة الموافقة ، فتنهض فاطمة و تتجه الى الباب و هى تقول : انا هسبقك على تحت تكونى غسلتى وشك و تحصلينى على طول و وشك منور و بيضحك عشان تنقى الفستان بتاعك مع اختك 

و ما ان فتحت فاطمة الباب الا و وجدت يونس امامها و على وجهه علامات الصدمة ، لتخرج و تغلق الباب بسرعة قبل ان تنتبه له سوزان ، و تسحبه بعيدا عن غرفتها و تقول بخفوت : انت واقف هنا من امتى و ليه 

يونس : قالوا لى تحت ان كشف الحساب بتاعك  فيه غلط  فقلت اطلع اشوف ايه الحكاية

فاطمة : و واقف من امتى 

يونس : من وقت ماكانت سوزى بتقول انها هتفضل كمالة 

فاطمة بصدمة : اوعى الكلام ده ييجى مرة تانية على لسانك ، و اوعى البنت تعرف انك سمعت حاجة من دى ابدا .. مفهوم👌

يونس : ماتقلقيش .. اكيد مش هقول حاجة .. بس عاوز افهم

فاطمة : مافيش حاجة تتفهم اكتر من اللى سمعته يا ابنى ، و ياريت تقدر تعوضها عن اللى فاتها و بس

               الفصل الثامن والثلاثون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>