رواية حارة الباشا الفصل الخامس والثلاثون35 بقلم فيروز احمد


رواية حارة الباشا بقلم فيروز احمد

رواية حارة الباشا الفصل الخامس والثلاثون35 بقلم فيروز احمد

في اليوم التالي أخذ علي الباشا الصغيرة نوسة و ذهب للاطمئنان علي فاطمة لكنها رفضت مقابلته فادخل لها فقط الطفلة لتطمئن علي امها .. اصطحبتها سحر الممرضة لفاطمة و اعادتها لعلي الباشا بعد الزيارة 




في اليوم التالي ذهب للاطمئنان عليها كذالك و لكنها رفضت ايضا مقابلته ، فشعر علي بالضيق من معاملة فاطمة له ، و لكنه التمس لها العذر لكونها مريضة !!.. 




في اليوم الثالث ، اطمئن ريان علي صحة فاطمة ثم اعطاها تقريرا : 


_ الحمدلله صحتك كويسة ، جرح الرصاصة التأم و أنتي في الغيبوبة ، و دلوقتي أثار الغيبوبة اختفت فتقدري تخرجي براحتك .. هكتبلك علي خروج و سحر الممرضة هتساعدك تخرجي !




_ تمام شكرا يا دكتور 




_ ريان اسمي الدكتور ريان ! 




قالها بحبور و بسمة لطيفة و لكنها لم تعيره انتباه و اماءت برأسها .. حين خرج ريان دخلت سحر تبتسم لها برفق و هتفت : 


_ حمدلله علي سلامتك يا حبيبتي 




_ الله يسلمك يا سحر ، معلش ممكن اطلب منك طلب ؟ 




_ يووه اكيد طبعا !




تنهدت فاطمة بثقل و همست بضيق : 


_ ممكن تكلمي ماما تيجي تاخدني من هنا ! ....




########################




_ علي جثتي إن ده يحصل ، بنتي مش هتطلق و من مين ؟؟ من سيد الرجالة ابن الباشا .. علي جثتي أنا بقولك أهو !!




صرخت بها والدة فاطمة بغضب و هي تقف أمام ابنتها في منزلها بعد أن عادتا و قصت عليها فاطمة أمر طلبها الطلاق من علي الباشا .. 




شعرت فاطمة بالقهر و صرخت غاضبة : 


_ انا مش فاهمة فيها ايـــه لما أطلق !! .. اي ست مكاني لو أتحطت في نفس الظروف كانت هتطلق يا ماما 




_ ظروف ايه يا عنيا ؟ ده الراجل مأكلك و مشربك و ملبسك و شايف كل طلباتك و مش مخليكي محتاجة القشة ! .. هو حد عنده ظروف أحسن من ظروفك ! 




في تلك اللحظة استشاطت فاطمة غضبا و صرخت بكل قهر : 


_ كل ده ميغنيش و لا واحد في المية عن حبه ليا .. علي مبيحبنيش يا ماما ، عايز يتجوز عليا بعد العشرة و ال ... البهدلة الي هو مبهدلهالي !! 




_ ايوة يا ماما أنا متبهدلة و طالع عيني و مبتكلمش ، شيلت أمه في عنيا .. أوامر أوامر مبتعملش حاجة غير الأوامر و الاعتراض و قولت مش مشكله في مقام امي و استحملتها .. شيلت بيتهم تنضيف و طبيخ و خدمة و قولت مش مشكلة أخواته في مقام أخواتي و استحملت و سكتت .. مكنتش حسه أنه فرحان بالبت لما اتولدت و عايز الواد .. قولتله خلاص نجيبلك الواد و اتبسط ، لكن لما احمل أضرب بالنار و هو ميسألش فيا !! .. بقي دي اخرتها يا ماما اخرة الصبر و الحب اللي ادتهوله ! 




_ هو انتي بس اللي عايشة كده يا بطة ، ما كل البنات في الحارة عايشين نفس العيشة و مفيش واحدة بتشتكي ! 




اشارت فاطمة علي نفسها و اخبرتها بألم : 


_ أنا تعبت يا ماما و مليش دعوة بحد !! .. أنا عايشة معاه زي الخدامة اللي بتقول حاضر و نعم و بس ، و اخر اليوم يديها قرشين و كلمتين حلوين .. دي مش العيشة الي كان نفسي .. كان نفسي أشوفه بيحضني و بيطبطب عليا زي ما بيعمل معاها ، كان نفسي أشوفه بيبصلي و عينه بتلمع زي ما بشوفه بيبصلها .. ده جوزي يا ماما ، جوزي اللي المفروض ضهري و سندي باعني علشان ... باعني علشانها يا ماما !! 




تساقطت الدموع من عيناها بألم و قهر ، تعالت شهقاتها و اختنقت من البكاء فضمتها أمها سريعا و ربتت علي ظهرها بحزن : 


_ طب بس .. بس يا حبيبتي متعمليش في نفسك كده ! 




زجتها فاطمة بعيدا و أكملت حديثها بينما دموعها تتساقط : 


_ أنا عايشة مع علي الباشا تعيسة ، و معنديش استعداد افضل تعيسة طول عمري ! .. أنا هطلق و طظ في اي حد و اي حاجة ، لو انتي خايفة من كلام الناس و لسانهم هاخد بنتي يا ماما و هغور من هنا و مش هتشوفي وشي تاني !! 




شهقت امها ملتاعة و صرخت : 


_ تاخدي البت و تروحي علي فين يا بطة أنتي اتجننتي ! .. استهدي بالله كده و اهدي و اما تعقلي كده نبقي نتكلم في موضوع الطلاق ده تاني !




_ انا معنديش كلام تاني يا ماما .. هطلق من علي الباشا يعني هطلق و لو وصلت اني ارفع عليه خلع هعملها !! ..




قالتها باصرار لتلطم امها وجهها بفزع و تصرخ : 


_ خلع يا بطــة و تفضحينا وسط الحارة !! .. انتي اتجننتي !




_ ده أخر اللي عندي يا ماما ، عيشة مع ابن الباشا تاني مش هعيش .. طالما تعاسة بتعاسة أعيش لوحدي تعيسة أحسن ما أعيشلهم خدامة و هفضل تعيسة بردو ! ....




☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆




اتفق علي الباشا مع أخو فاطمة أن يطلقها و يعطيها كل حقوقها بعد شجار عنيف دار بين الاثنين ، فعلي كان يرفض طلاقهما و أخيها مصر علي طلاقهما .. علي الرغم من انها كانت رغبة فاطمة الكاملة و لكن علي لم يكن يريد ظلمها حتي النهاية 




و تم الطلاق بينهم حتي لا يتم ادخال المحاكم بين الاسرتين ، و اتفقا علي ان تعيش نوسة بينهم ثلاث ايام مع علي و اربعة مع فاطمة في الاسبوع .. 




مرت أمتحانات مريم لاخر سنة في كليتها بسلاسة ، كان عمر سعيدا جدا بانجازها و يكافئها كل امتحان اما بالنزهة سويا او بهدية بسيطة يقدمها لها .. لتمر امتحاناتها اخيرا و يطير عمر سعادة لقرب حفل زفافهما 




في منزل علي الباشا مساءا .. 




جلس عمر و نادين أمامهم علي الباشا ، عماد ، عبدالرحمن و وداد التي تنظر له حانقة غاضبة و غير موافقة ! 




قدمت لهم سناء الضيافة و انسحبت بهدوء ، حمحم عمر ثم هتف دون مقدمات : 


_ بقولكم ايه انا خللت جمب اختكم و أنا مش صغير أنا فوق التلاتين السنة و اللي قدي أهم متجوزين و مخلفين .. أنا عاوز اتجوزها بالكتير اوووي اخر الاسبوع ، لا اخر الاسبوع كتير لسه فاضل 3 ايام ، أنا عايز اتجوزها بكررره ! 




اخجلت نادين و سعلت برفق .. زجته بكوعها في جانبها و همست معترضة : 


_عمر ايه اللي انت بتقوله ده !!




_ لا أطلعي انتي منها يا نادين انا كبرررت فعلا و عايز اتجووز ! 




_ و مالك متسربع كده ليه يا ابن معتز هي الدنيا هتطير و لا هتطير ! 




قالتها وداد بضيق و هي تمصمص شفتيها ، لم يعيرها عمر اهتمام و هتف ممازحا : 


_ و النبي انتي لو عليكي فانتي نفسك تلغي الجوازة انا عارف .. بس مش وقته أنا بجد عايز اتجوز بقي يا جدعااان !




ثم نغز عبدالرحمن بعينه : 


_ ما تقول حاجة يا عبدو ! 




_ اهدي بس يا عمر و فهمنا هتتجوزها فين و ايه حاجتك و مقدرتك ايه ، و بعدين ابقي اتكلم في الفرح 




قالها عماد بهدوء و تعقل ليهتف عمر بحماس : 


_ لا بص انا مجهز كل حاااجة من مجاميعها ، الشقة و موجودة و فارشها باجود انواع الفرش علشان خاطر و غلاوة مريم بس .. فرح و هعملها فرح في احسنها قاعة ، فستان و ميكب عليا متشيلوش هم .. دهبها و شبكتها اللي ربنا يقدرني عليه هجيبهولها كله ، مفضلش غير انها تيجي بشنطة هدومها !! 




تنهد علي الباشا بصوت مسموع و اخبره ببرود : 


_ و مين قالك اننا موافقين نجوز اختنا بالحجات دي ؟ .. مش جايز احنا عندنا طلبات زيادة 




_ بص يا ابن الباشا انا اتخنقت منك ! .. اختكم و بقت مراتي يا تجوزونا ياما اقسم بالله هخطفها و محد هيعرف لها طريق !!! 




شهقت وداد بينما ضحك عبدالرحمن و عماد ، اشتعل علي غضبا و لكن عماد قال بهدوء : 


_ خلاص يا عمر احنا عارفين انك شاري اختنا و معندناش مشكلة تتجوزو اخر الاسبوع بس لازم ناخد رأيي العروسة ! 




_ اخيييرا بقي يا جدعان !! .. هاتوهالي و انا هسألها .. هي فين مريــــم ؟؟




احضر عماد شقيقته و سألها عن اذا كانت تريد الزواج في نهاية الاسبوع .. وافقت مريم علي خجل شديد ، ليبتسم عمر بسعادة كبيرة و يغمز لها ، فاخيرا حبيبته و زوجته الصغيرة ستصبح له وحدها و سيغلق عليهما باب وااحد !! ... 




☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆




نفس تلك الجلسة كانت في منزل عمر للاتفاق علي زفاف نادين و فارس .. رغم انه كان يريد التضييق علي فارس و لكنه شعر باللهفة التي ينتظرها كل محبوب للحصول علي حبيبته لتكون في بيته و حضنه .. وافق علي زفاف شقيقته الصغري من فارس و اتفقوا معا علي اقامة الزفاف في نفس اليوم نهاية الاسبوع ! ... 




☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆




امسك بيدها برفق و سار معها علي كورنيش النيل ، هي تمسك بيدها قطعت حلوي غزل البنات وردية و هو يتابعها تتناولها ببسمة جميلة ..




نظرت له و قربت الحلوي من فمه هاتفة : 


_ هلي خدي حتة يا هلي ! 




_ لا كليها أنتي بألف هنا 




هزت كتفيها بلا مبالاة و عادت تتناول حلواها : 


_ أوكي براحتك يا هلي 




_ روسيل احنا محتاجين نظبط "علي" اللي بتطلع منك دي علشان بتجنني ! 




_ يهني (يعني) ايه يا هلي ؟ 




_ لا و لا حاجة يا حبيبتي خليكي في السكر اللي بتكليه ! 




حركت كتفيها بلا مبالاة و اكملت تناول حلواها .. دقائق من السير الصامت حتي هتف علي فجأة : 


_ روسيل أنتي مش عايزانا نتجوز ؟ .. العدة خلصت المفروض !




برقت عيناها و سألته بحماس : 


_ بجد يا هلي ؟ .. شور هايز (عايز) احنا نتجوز !! 




ابتسم برقة و سألها بينما يمسك يدها : 


_ طب ايه رأيك نتجوز مع عمر و فارس في نفس اليوم ؟ 




_ أوه ماي جود (يالاهي) .. أنا موافق طبها (طبعا) ! ، هاتكون يوم fantastic (رائع)




امسك بكف يدها و قبلها برقة و قال بحنان : 


_ حيث كده مبروك يا حبيبتي ، و ربنا يقدرني و أسعدك 

             الفصل السادس والثلاثون من هنا 
لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات