رواية لي نصيب من اسمي الفصل التاسع 9الاخير بقلم رغد

رواية لي نصيب من اسمي

 الفصل التاسع 9الاخير

 بقلم رغد 

كنت اسمع صوت شهقاتها الخافته وملمس يدها الباردة المرتجفة. الى ان وصلنا لبيتي لأغلق الباب من خلفي ووقفت امامها لأرفع نقابها عن وجهها و وقفت فاغر الفاه فهل تحمل الأرض جمال كهذا 


كانت بشرتها بيضاء كالحليب وعيناها زرقاء واسعة ذات رموش كثيفة وشفاه وردية مكتنزة وانف صغير 

وجهها بريء كله نور وبراءه كأنها طفل صغير 


كانت عيناها كالسحب تقطر حبات من المطر فمددت يدي ومسحتها، كانت بشرتها ناعمة بشدة وجنتيها ملتهبة الحرارة تحول لونها للأحمر حين لمستها 


حاولت النطق مرارا ولكن لساني قد عقد فأخذت ارقيها بقلبي لأحميها من عيني 


كانت تقف امامي كالطفل الصغير تخفض عينيها خشية ان اراهم جسدها يرتجف وشفتيها ترتعش 


يداها تزداد برودتها وكاننا في فصل الشتاء 


اقتربت منها اكثر وقلت لنبدأ حياتنا بطاعة الله، هيا نصلي 

هزت راسها فتقدمتها وأممت بها لاقرأ بصلاتي قوله تعالى 

(( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)) 


انتهيت من الصلاة واستدرت نحوها لأدعو لنا دعاء الزواج 

ومن بعدها امسكت يدها وقربتها مني واحتضنتها 

وكأنني احتضنت السعادة بأكملها بدأ قلبي يضرب بقوة وانا استمع لضربات قلبها التي اخترقت صدري وكأن قلبينا امسيا قلبا واحدا ونبضا واحدا منقسم بجسدين 


ناديتها باسمها: حور 

فرفعت عينيها نحوي لتصيبني بسهم نظراتها ترديني قتيلا 

فقلت هلا. اسمعتني صوتك، خجلت واخذت تقضم شفتيها فأصابني الجنون من حركتها هذه

ولكنني حقا ارغب بسماع صوتها الذي بت اتخيله 

فقلت نادني باسمي 

همست من بين شفتيها باستحياء: يوسف 

اهذا صوتها ام صوت عصفور يغرد ليأسرني ويكبل قلبي بطوق العشق ويبني حوله سدا عاليا 


قربتها مني ثانية لأطبع قبلات صغيرة على وجنتيها وانا مستمتع بارتعاش جسدها بين يداي حتى كادت تقع من فرط الخجل لأحملها بين كفي كطفلة صغيرة كم كانت خجلة وكم كانت جميله فسبحان من خلق فأبدع 

ازلت عن رأسها حجابها لينسدل شعرها الأسود الطويل وينساب خلفها بكل سهوله 

شكلها صوتها ملامحها طيفها ابتسامتها لمستها كأنها ساحرة او اميرة من حكايات الأساطير 

خطفتني من عالمي لعالم جديد له مذاق كالشهد 

رسمته بيدها كفنان بيده ريشة ليبدع برسم لوحة لعالمي الجديد مليء بالالوان 


احببتها بل اغرمت بها وعشقتها وان كان هناك حب فوق الحب فزده لها 

ملكتني اسرتني واحتوتني وسرقت قلبي بتنا شخصا واحدا ونفسا واحدا وقلبا واحدا وكان ارواحنا التحمت وتشابكت 


كم كنت محظوظا وهي بين يداي بداخل بيتي اصبحت حلالي وكأنها ينبوع من الشهد لي وحدي لأنهل منه كلما اردت لاروي به عطشي 


بدأت الأيام تجري بي وفي كل يوم اشعر ان صبري وكفاحي كان يستحق فها انا احصد نتاج صبري 


ابناء اخي علي كانوا يأتون كل نهاية اسبوع يقضونه معي ومع ابناء اخي حذيفة 

وانتقل يوسف الصغير الى منزلي ليتحد تحت سقف بيتي وبيت والدي جميع الاحفاد بحب وألفة 


كانت حور نعم الزوجه فقد احسن شيخي تربيتها فهي لم تحتوي قلبي فقط بل كانت اخت كبيرة وام لباقي الأطفال تسعدهم وتعلمهم حتى انها بدأت بتحفيظ الصغار القرآن مع ابنها يوسف


في احد الأيام عدت من عملي وكنت اشعر بالتعب والإعياء وما لبثت ان دلفت للمنزل حتى اقتربت مني بابتسامتها ورائحتها العطرة ولكن حين اقتربت ورأت وجهي الباهت مدت يدها الصغيرة تتحسس جبيني لتصعق وتمسك بيدي سريعا تسحبني خلفها وتجلسني على سريري وذهبت سريعا احضرت ماء مثلج وبدأت بوضع كمادات على جبيني 

رأيت خوفها ولهفتها التي ظهرت على محياها 

همست لي:  يوسف هل ارسل احد الاولاد يحضر الطبيب 

مسدت بيدي على وجنتها وقلت:  بماذا احتاج الطبيب وانتي دوائي 

اخفضت راسها بخجل ووجنتيها تحولت للون الوردي وقالت:  ارجوك دعني احضر لك الطبيب ليطمئن قلبي 

فقلت:  ليطمئن قلبك فوجودك بجانبي هو علاجي، ودوائي،  كم من مرة زارني المرض واستفحل بجسدي والتهم صحتي وطاقتي ولم اجد من يداويني، او حتى ينظر لي ويسالني ما بي،  سيفنى جسدي وتفنى روحي وانا اشكر الله على وجودك بحياتي 

ضممت كفها الصغير بداخل يدي وقربته من شفتاي اقبله مرارا ليتحول تعبي والمي الى حب غرقت به حتى الصباح 


كنا نجتمع يوميا مع شيخي الذي اصبح جدا للأطفال يلاعبهم ويناغشهم وهم يهتمون به ويصحبوه اينما اراد 


وبعد سنة من الله عليا بطفل من صلبي،، يا الهي كم كنت سعبدا وكأن الدنيا لم تتسع لسعادتي وكأن كل ما اعيشه ما زال له بقية وكرم الله ما زال يفيض ويفيض حتى اغرقني بعطفه وكرمه فأسميت ابني كرم 


تسنيم ايضا رزقها الله بفتاة جميلة جدا كانت كوالدتها كلما رأتني تبتسم فأحملها والاعبها 

كانت ان راتني تبكي حتى وان كان يحملها احد والديها لآخذها انا فتصمت وتصدر اصوات تدغدغ روحي 


حين بلغ يوسف التانية عشر من عمره اتم حفظ القرآن 

فذبحت الذبائح واقمنا مأدبة شكر لله في المسجد 

تلى بها الشيوخ والاطفال القرآن الكريم حتى الصباح 

وكانت هذه بداية لتشجيع الصغار والكبار على حفظه وعدم هجره 


جمع اهل الخير مالا وبنوا مركزا لتعليم القرآن واصول الدين ونجح بفضل الله والنفوس الطيبه الخيرة 


ما زال عملي يكبر وازدهرت بلدتي وكبرت، وما زال مهران وحسام وهادي اصدقائي نتبادل الزيارات والاتصالات، لم تفرقنا المسافات ولا مشاغل الخياة 


كبرت وكبر اطفالي ليلتفتوا الى اعمالهم منهم من فضل العمل معي ومنهم من رغب بالسفر لاتمام دراساته العليا وتزوجن الفتيات واحدة تلو ا وفي كل مرة كانت احداهن تفارقني كنت كمن يخرج روحي من جسدي 


انجبت غير كرم ثلاث فتيات جنه وملك مهجة وكن كنسيم دافئ في ليلة باردة على قلبي دللتهم وراعيتهم 


وجاء يوم زواج عبدالله او دعوني اقول الشيخ عبدالله الذي اجتهد و درس شريعة كنت ارى السماحه بوجهه 

كلما نظرت لوجهه رايت ابي بعينيه وابتسامته وطيب كلماته 

لقد اصبح رجلا يعتمد عليه، وقد اختار ابنة اخي علي لتكون زوجته فكنت انا والد العريس ووالد العروس 

وفرحتي مضاعفة 

ليعاد لم شمل العائلة وتبقى ذرية اخوتي معا بترابط الدم والنسب 


حور هدية الله لي بعد سنوات عجاف نلت منها الشقاء والتعب لأجد الراحة والسكن والطمانينة معها 


كانت نصفي الآخر نصفي الجميل نصفي الحاني، كل يوم اتوق للعودة للبيت لأرمي نفسي في احضانها لتزيل همي وتخفف من تعبي تحتويني وتدللني، صانتني وصانت ابنائي وحافظت على عائلتي وجمعتنا كلنا بمحبتها وعطفها وحسن تدبيرها 

كانت زوجتي وامي وطفلتي الأولى وشريكة حياتي بمرها وحلوها 

كانت سندي ودقات قلبي وشوقي 

لم تتأفف او تشتكي يوما بثقل الحمل عليها بل كانت معطاءة لكل من حولها 


بها حافظت على امانة اخي وصنتها، بها كبرت عائلتي، وبها اكتملت 

حور وهي حور بكل وقت وكل حين، برؤياها يتبدد اي تعب واي شقاء 

بها اشعر كأنني اصغر سنوات وسنوات كانني ما زلت ذلك الشاب المراهق 

بها ومعها عشت طفولتي وشبابي وشيبتي 


قضيت معها اجمل سنوات عمري وما زلت وما زالت كما عهدتها طيبة المعشر بشوشة الوجه رفيقة لروحي التي مهما تشتت تكتمل بوجودها 


وهنا والآن انهي لكم حكايتي وانا اجلس وسط اطفالي بيدي عصا اتعكز عليها 

انعم بهدوء نفسي وروحي وسط ضجيج الأطفال وصرخاتهم وضحكاتهم 

ها انا احمل  بأحضاني احد احفادي تشد بلحيتي تكاد تقتلعها ان ادرت وجهي عنها قليلا 

وانظروا لمن اتت تختال بمشيتها رغم كبرها وتبتسم لي 

وانا ارى بعينيها الغيرة ممن تحتل حضني وكل اهتمامي 

تنظر لي بعينين عاشقه تزيد الحنين لها بقلبي 


احترت في وصفك يا ملكة القلب 

اخذت من اسمك كل المعاني يا حور

فانتي من حور الجنة على الارض

حورية احتلت قلبي و فؤاذي

تمنيتها بحلمي قبل واقعي 

عشقتك قبل رؤية محياكي 

فعشق الروح يبقى و عشق العين يفنى

انتي هدية الرحمن و جبر العادل المنان 

انتي دواء لمرارة الظلم و انين الألم

احبك و يصرخ قلبي بتوق ان غبت عني

يا ملاكي و ملهمتي و زوجتي

يا حبيبتي و يا مهجة الفؤاد 

يا معشوقتي يا كرم الله و عوضي

الخاطرة من ابداع سلوى


جئت لكم اليوم وبعد سنوات طويله من غيابي عنكم  لأخبركم بما يحدث فهو يوم مميز ولم استطع الا ابوح اليكم بمكنوناته واشارككم سعادتي 

دعوني اولا اخبركم انني اشتقت لكم وانتم من كنتم انسي في ليالي وحدتي وشهودا على ايام فرحتي 


ها انا احمل بيدي زجاجة عطر فاخر واضع  منه القليل على كرم بعد ان البسته بنفسي بدلة زفافه وعقدت ربطة عنقه وانا اتأمل فرحة عينيه وسعادته التي كانت تتسرب على شفتيه فتفضحه امامي 


انهيت تجهيزه فهبط يقبل يدي فاحتضنته لصدري وانا اشعر انه هو من يحتضنني فمن كان طفلا احمله بيدي واحتضنه قد فاقني طولا واصبح ذات منكبين عريضين 

احتواني بهما لاشعر بأنه هو ابي وانا ابنه الصغير 

طال عناقنا وازدادت مشاعرنا ثورة 


شعرت برغبة بالبكاء ليس لحزن ولكن سعادة كبيرة غزت قلبي ودقت طبولها مع نبضات قلبي التي تكاد تخرج من صدري لمدى صخبها 


فتح الباب بهوادة لتطل علينا ببسمتها التي لا تفارق محياها واقتربت رويدا رويدا  لتهدأ نبضات قلبي تباعا لخطواتها  وكانها القت تعويذتها على قلبي فاطمأن وهدأ  


كانت تحمل بيدها البخور واخذت تدور حولنا وهي تقرا المعوذات ونحن نتابعها بأعيننا حتى انتهت 

انحنى كرم وقبل جبينها وكتفيها واحتضنها،، اشعر بقلبي وكان نار تشتعل،، نعم هو ابني هو ابنها ولكنها حبيبتي وقرة عيني 

اغار عليها من ابنها ومن نسمة هواء اقتربت فداعبتها اغار عليها من كل عيون البشر 

طال عناقهما فما وجدت من نفسي الا وانا اسحبها لأحضاني واخفيها بين اضلعي وددت لو استطعت اخفائها بداخلي وان ابقيها للأبد لتكن لي وحدي ولا يلمح طيفها احد 

بحضنها اشعر بالسكينه والامان وهدوء النفس برؤياها تتكحل عيوني وبسماع صوتها تطرب اذني وبهمستها ولمستها وبسمتها وغمزتها اعود طفل صغير لا يشتهي من الدنيا سوا قربها 


طال عناقي لها وغبت بعقلي وقلبي عن واقعي وبت كمن سكر بشرب خمر وارتوى  فتنحنح كرم وهو ينظر لكل شيء سوانا، ابتعدت عني فشعرت كمن فارق الروح 


نظرت لها لارى تلك الالوان التي خالطت محياها وارتسمت على وجنتيها تداعبهم بحمرة الخجل 


بعد ان انتهينا من التجهيزات نظرت لكرم طويلا وانا افكر بماذا اوصيه فلم اجد نفسي الا وانا اوصيه ما اوصيت نفسي به  من قبل فقلت يا كرم اكرمها كما اكرمها  الله فما اكرمهن الا كريم واعزها كما ترغب ان تكون عزيز قوم واحنو عليها كما لو كانت طفلة صغيرة واشركها قراراتك ولا تهمشها فهي شريكة حياتك، صنها كما ترغب ان تصان اختك، كن لها العائلة والسند، كن اباعا واخاها وابنها كما انت زوجها، اجعلها غنية بوجودك كريمة بجودك، لا تبخل عليها لا بمال ولا مشاعر 

الزوجة يا ولدي كقطعة الماس ان اعتنيت بها وعرفت قيمتها اضاءت لك دنياك وان اهملتها انطفأت واظلمت 


الزوحة كالوردة ان سقيتها اينعت وعطرت حياتك بعبق العطر الفواح وان اهملتها ذبلت وان قطعتها من مكانها ماتت واندثرت 


الزوجة كالمرآة ان كانت سليمة سترى انعكاسك بها وان تهشمت هشمت روحك قبل صورتك


الزوجة كقطعة زجاج رقيق ان غفلت عنه او كسرته سيؤذيك ويجرحك ويكون سبب المك 


اهتم بها لتهتم بك صنها تصونك وكن سر لها واياك ان تفضحها كن امانها الذي لا تستغتي عنه  كن سترها وغطاءها 


كن الحبيب والعاشق واغدق عليها من مشاعرك ستفيض عليك من كل ناحية ودرب 


ان اعطيتها قطرة ستعطيك نهرا  وان اقتربت منها خطوة اقتربت هي باعا وان جاملتها  بكلمة قالت بك شعرا 

كن رفيقها في ليالي وحدتها كن صديقها الذي يسمع شكواها وكن زوجها واقتص حقها منك قبل غيرك 


لتكن لمستك بلسم لها ونظرتك عشقا يأسر وجدانها وكلمتك شعرا يطرب مسمعها، لا تقسوا عليها فهي ضلع من ضلوعك واعلم انها الطرف الاضعف والارق والاجمل 


لا تضيع ولو لحظات من حياتك بالخصام فتندم عليها ولا تسمح للجفا ان يطأ ابواب سكينتك 


باغتني كرم بسؤاله حين قال: ابي، ابعد كل هذه السنين ما زلت تحب امي؟؟؟ 


ابتسمت له وقلت هذا سؤال يطول جوابه فان كنت تريدني ان ابدا 

قاطعني متلهفا: لا لا ليس الآن فالوقت يمضي 

ضحكت وانا ارى لهفته بسعادة ليذكرني بلهفتي وفرحتي وسعادتي،، شعرت انني اعيش تلك المشاعر ثانية  


تجمع ابنائي من كانوا من صلبي ومن لم يكونوا واجتمعت عائلتي بكل حب وفي يوم سعيد كهذا اجتمعت امنياتي واحلامي في واقع حي اراه بعيني واعايشه بكل دفيقة من عمري 

ارى هؤلاء الاطفال وهم يكبرون امام عيني وارى عشقهم ينبت بقلوبهم فيحفظوه ويمنعون شيطانهم عنه ويتمنعون عن نظرة ليست من حقهم 

انا من ربيتهم على طاعة ومخافة الله ليهبوا قلوبهم له يودعونها بسلام وهم على يقين ان الله لن يخذلهم 


كل منهم له حكاية تفوق الاخر جمالا، منهم من وجد طريقه سهلا له ومنهم من عانى وقاوم واخطأ ولكنه عاد لطريقه الصحيح 

ها هو كرم متبطئ بيد عروسه رحمة  التي يمسكها من الطرف الآخر عبد الله يوصيه عليها فهي قطعة من روحه واول فرحته هي رحمة  وهبها  الله له 


نظر لي وابتسم وكأنه تذكر نفس الموقف حين اوصيته على ابنة اخي وها هو يوصي ابني كرم على ابنته 


عدت بذكرياتي للحظة قال لي بها  اتخطبها مني وانت ابي وشيخي وحبيبي، والله ما احب على قلبي من نسبك ويا ليتك انجبت اولادا اكثر لكنت انا من سعيت لهم فهم من صلب ناسك عاكف اب حنون وانا اثق انها ستكون ملكة ببيتك 


انفض الحفل وذهب كل الى بيته محملا بذكريات جديدة ليحفظها ويلقيها على من سيأتون من بعده 


جلست متكئا على مقعدي لأجد يوسف يقول لي:  اجبني يا عمي على سؤال كرم،، اما زلت تحبها 


وجدت لسان حالي يقول دون تفكير


احبها بل اعشقها واعشق رؤية محياها 

اعشق عبق المسك الذي يفوح من داخل كفها 

اعشق طيفها وظلها وخيالها 

حبي لها كقطع سكر كلما ذابت زاد حلاوتها 

بوجودها اغرق ببحر الهوى ولا منجد لي سواها 

بحضنها اكون كمن ملك ملذات الدنيا واكتفى 

احب تلك النظرة التي تخصني بها

احب ابتسامتها التي تجاهد لاخفاءها 

احب حياءها وتورد وجنتيها حين انظر لها 

معها اعود ذلك المراهق الذي يسعى وراءها 

معها اصبح ذلك الرجل الذي يسعى لحفظها 

معها ها انا بكل حالاتي عاشق بلا حدود لا ابغى من الدنيا سوا رضاها 

لا زلت اخشى عليها من كل عين وكل نظرة وكلما مر طيفها ببالي ارقيها بقلبي ارقيها بعيني ارقيها بلساني فمن لي سواها لتهدئ تأرق مضجعي وتهون علي صعوبات حياتي 

من لي سواها لتأخذ بيدي وتكن لي عكاز اتكئ عليه 

من لي سواها لتزيح كل تعبي بابتسامتها العذبه وكلماتها الطيبه 


فجأة وانا اشعر اني بملكوت اخر عدت لصوابي وهي تضع كف يدها على موضع قلبي تدلكه بحنان ليهدأ وتختفي ثوراته همست بكلماتها التي تطرب اذني كلما خرجت 

قالت:  وانا احبك واحب طلتك البهيه 

احب حبات العرق التي تزين جبينك 

احب ضعفك باحضاني واعشق قوتك ببعدك عنه 

تطربني سماع خطواتك المتهدجة وانت تقترب 

احب حضنك الدافئ الحاني الذي عوضني عن سنين كثيرة ظننت بها انني سابقى وحيدة 

انت ظلي في يوم مشمس وانت دفئي في شتاء قلرص 

انت نور عيني حتى في غفوتي، انت نبض قلبي الذي لا يدق الا بوجودك 

من دونك حياتي  بلا طعم  سوى طعم العلقم 

تكون كلوحة فقدت الوانها فبهتت ولم يعد لها قيمة 


نظرت حولي فلم اجد غيرها بجانبي كعروس بكامل زينتها وكأن السنوات أبت ان تترك اثرها عليها اراها كما كانت في صباها جميلة انيقة لأغمرها بأحضاني وانا احمد الله وادعوه الا يحرمني من كرمه الذي يغرقني 


♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥


سلام على كل من مرت كلماتي بعينيه 

سلام على كل من حضر وعرف حكايتي 


جئت لكم لاخبركم بخباياي واسراري 


انا من تربيت في بيت شيخ،،  بيت لا يخلو منه صوت القرآن الذي كان يردده والدي،، كبرت وانا احفظ كلمات الله حتى طبعت بقلبي وعقلي 


صنت نفسي وعففت روحي لمن كتبه الله لي ليكملني ويكون نصفي الثاني 

تزوجت رجلا ذات خلق ودين واعنا بعض على طاعة الله لم تخلوا حياتنا من الحلاوة والمرارة احببته وصنت اسمه بغيابه ووجوده

انجبت منه يوسف الذي اسماه والدي بعد ان قص علينا قصة ذلك الطفل يوسف والذي لم يغب عن باله وكان دائما يدعو له بالهدايه  

وشاء القدر ان يمرض زوجي  لم اهرب او اتخلى عنه رعيته كما امرني الله ولم اتخاذل او اقنط من رحمة الله 


وحانت ساعته ليسلم روحه لباريها فالتزمت منزل والدي ارعى طفلي ووالدي وانا مؤمنة ان نصيبي قد انتهى بوفاة زوجي 


بعد سنة راودتني احلام كنت اخشاها وبت اقيم الليل خشية معصية الله في احلامي 

كنت ارى شابا بعمامة على رأسه يمد لي يده ويأخذ مني ابني يوسف فأخاف ولكنه كان يبتسم لي ويمد يده مرة اخرى ليمسك يدي،،،،  هنا ينتهي حلمي واستيقظ فزعة اضم طفلي لي وانا ادعو الله ان يحفظه 

تكرر حلمي كثيرا حتى بات لي شيئا عاديا يلازمني 


وفي يوم جاء زائر مع والدي كانت رائحة عطره تفوح بالأرجاء لتتخلل انفي فراودني حلمي وعطر هذا الشاب وكانه هو 

توضأت وصليت وانا استغفر ربي لأشعر بسجودي بنسمة باردة اراحت صدري 


بعد مده بسيطه اخبرني والدي عن من خطبني وكان سعيدا،، اذكر كم من الكلمات خرجت مدحا به وبأخلاقه 

اخبرني انه يوسف وتركني بحيرتي 


صليت استخارة ونمت براحة كبيرة لأراه مجددا في حلمي وكان هذه المرة واضح الملامح ورائحة عطره تلفني امسكت بيده وسرنا معا نحو النور الذي ظهر من بعيد وكأنه كان ينتظرني ليبزغ 


تزوجته وكان هو بكامل تفاصيله بابتسامته العذبه 


وخرجت من بيت شيخ لبيت شيخ اخر احبني بل عشقني،،،  كلما نظرت له اراه يتأملني وكأنه فنان يبتغي ان يرسم لوحته بأدق تفاصيلها 


وجدت به زوجا حانيا عطوفا،،،  معه وجدت سكينة مختلفه وانا من ظننت بوفاة والد يوسف انني لن احدها  ،،،  رغم وحدته سنوات طويله الا انه احتوى عائلة كبيرة احبهم واحبوه 

كان زوجا وابا وصديقا،،،، هو صاحب قلب كبير يتسع لاحتواء الصغير والكبير 

عوضني عن ليال كثيرة كنت اتوق لحضن ودفء واحتواء 

ضحكته تعيد لي روحي وكأنها طائر لا يعود لي الا بوجوده 

اكتشفت حبا جديدا وكأن قبله كان قلبي بكرا لم يعرف الحب من قبل

صوته كالموسيقى تطرب اذني بكلماته العاشقه 

حضنه بيتا وسكنا ودفأ  حين اتقوقع داخله لا اطيق بعدي عنه 

هو زوجي واخي وابي وابني وصديقي وحبيبي هو نصفي الثاني معه اكتمل معه اشعر انني ملكة دون اي منازع معه اجد قوتي وضعفي 

هو كالنسمة الباردة في يوم حار ونسمة دافئة في يوم ممطر 

هو كالشجرة الكبيرة التي تظلل عليا من اشعة حارقه 

ومن مطر شديد 

هو ملاذي الذي يغمرني لأسكن له بكل جوارحي  بطيب خاطر 


اسمه يوسف ونال من اسمه نصيب من الألم والعذاب 

ونال نصيب من الرضا والعوض والجبر  


♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥


انا عبدالله ذلك الفتى الغر الذي وجد حضنا بعد سنين عجاف 

انا ذلك الفتى الذي نجاه الله وانجده حين بعث لي من صان واؤتمن 

انا من اشتقت واحببت وتلهفت لمن كان غائبا ولم اره 

انا من آمنت من كل قلبي انه سيأتي 


اذكر لحظة رأيته وانشرح صدري وكأنه كان يملك مفتاحه بحضوره 

اذكر اول لقاء واول نظرة واول حضن واحتواء كنت كالظمآن الذي وجد ماء عذبا يروي عروقي الجافة 


محياه مشرق وبسمته تطمئن قلبك اما حضنه فهو السكينه والامان وكلماته التي تخرج من جوفه مغلفة بالحنين تخطفك لملكوت خاص وكانك ببستان اخضر به ما تشتهي نفسك وروحك 


جاء ليستلم امانة ثقيلة تركها له ابي فصانها 


عشت بكنف رجل تمنيت لو كنت احمل اسمه بعد اسمي 

احبني ورعاني وعلمني بكل لحظه وكل كلمه،، وجدت نفسي بين يديه كطفل بدأ يتعلم كيف يخطو وكيف ينظق حروف كلماته 


♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥


اما انا فأدعى تسنيم تيتمت مبكرا وفقدت الأب وعشت ما تبقى من طفولتي وبداخلي شعورا بالنقص فليس لي اب كما مثيلاتي ولكنني بيوم زفافي وجدت الاب والحضن الدافى والسند يحتويني كنسيم دافئ يغلف قلبي 

تذكرته حين كنت صغيرة وانا اراه وحيدا يبكي على فراشه وها هو امامي برائحته الزكية وعينيه التي تحمل من الدفء الكثير 

وجدت نفسي ارمي نفسي باحضانه اتشرب من هذا الشعور الذي كنت افتقده 


اذكر حين امسكني بيده يسلمني لزوجي ونظرة ثقة في عينيه وهو يوصيه على ابنة اخيه،، كنت فخورة وسعيدة اقول لنفسي ها هو قد جاء السند جاء الظهر والسد المنيع الذي سأتكئ عليه وانا مرتاحة 


لحظة ترك يدي شعرت بالفراغ والوحده والخوف ولكنه ابتسم لي ووعدني بلقاء قريب،،، توجست خيفة ولكنني سلمت امري لله فمن ساقه لي بعد هذه السنوات لن يحرمني منه 


ما زارني يوما خالي الوفاض 

كان يأتي حاملا الهدايا محملا بمشاعر الحب،، رايت معه عوض سنوات 

كان يقول انني كوالدته بحنانها ولم يعلم انه هو من كان لي اب وام وصديق ابوح له بما يعتمل صدري 


لم يحدث يوما خصام مع زوجي الا وجدته حكما وقاضيا منصفا لا يغادرني قبل ان يطمئن اننا على وفاق 


احب ابنائي كما احب ابنائه واكثر قليلا،،،  وكأننا نحن ابناؤه من صلبه،،، لم يترك يوما اثرا للضغينه بسبب ما عاناه من والدي وعمي 


لو طلب عمري سأهبه له وقلبي مطمئن، لو طلب روحي فهي فداء لروحه الطيبه 


وها انا بعد سنوات ما زلت اشتاق واتلهف لرؤياه لأشرب من نبع عذب ينعشني ويعيد لي رونق دنياي 

                    تمت بحمد الله 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>