رواية ليلة القمر الأزرق الفصل الثامن8 الاخير بقلم دعاء سعيد


 رواية ليلة القمر الأزرق الفصل الثامن8 الاخير بقلم دعاء سعيد
أسرعت نورين عائدة إلى القلعة بعدما رأت وجهها الحقيقى ع صفحة النهر.....فأنطلقت تجرى وسط عواء الذئاب المستمر تحت ضوء القمر الأزرق وهى تتذكر كل ماحدث لها وتتذكر حياتها قبل الليلة التى دخلت بها القلعة ...ليلة القمر الأزرق .....
تذكرت انها كانت تجرى خائفة من الذئاب التى كانت تعوى فى الليل  بعدما فرت من عالمها التى كانت تنتمى له بحثا عن عالم جديد ....
حتى وجدت نفق سارت به ثم وجدت نفسها داخل القلعة و رأت مجموعة من الرجال يرتدون الملابس السوداء ويستعدون لقتل فتاة نائمة ع منضدة بإحدى غرف القلعة ....ثم فقدت الوعى 
وفجأة استفاقت فى القلعة بعد مدة لا تعلمها لتجد نفسها فى غرفة التشافى لاتذكر شيئا إلا اسمها الذى أنكره الجميع عليها وأخذوا ينادونها باسم غيره....حتى اعتقدت بالفعل أنها هى صاحبة هذا الاسم رغم كل شكوكها ...ولكن لماذا ؟؟؟
كانت كل هذه الافكار تعصف برأس نورين وهى فى طريقها للقلعة حتى بلغت النفق ودخلت منه كالمعتاد ...إلا أنها فى هذه المرة لم تكن تتخفى بل كانت تبحث عن الملك لتسأله عن الأمر وتعرف منه الحقيقة......
ودخلت مسرعة تبحث عنه فى القلعة ...فوجدته فى مجلسه محاط بالرجال الذين دائمى التردد عليه ويرتدون الملابس السوداء ...ولكن  هذه المرة لم تكن هناك أى فتاة .....
بل كان هناك صوت عراك حاد بين الملك والباقيين ...
فوقفت نورين ع مقربة منهم لسماع مايدور بينهم لعلها تفهم ماحدث لها ومايحدث فى مجالس الملك......
فسمعت أحد الرجال وكان يبدو عليه كبيرهم ..
كان يقول للملك بنبرة حادة ...
(((انت فاكر بعد ماخدعت السحرة ونقضت عهد الكتاب القديم ع مدار سنوات بتقديم قرابين وهمية....
 هتفضل قلعتك زى ما هى ياسلمان........)))
رد عليه الملك بحسم...
(((حماية القلعة والأراضي اللى حواليها مسئوليتى ....
أما بالنسبة للقرابين والطقوس اللى انتم كنتم عايزين تجبرونى عليها مفيش حاجة تمت ولا هتم باذن الرحمن ...وانا منقضتش عهود ...انتم عارفين كويس أن قلعتنا انسحبت من طقوسكم  وبطلنا اعمال السحر من ايام والدى الملك عفان.....وتوبنا إلى الله... )))
رد عليه الرجل بغضب ....
(((الليلة ياسلمان هتكون ليلة الحسم ..الليلة ليلة القمر الأزرق ...وهيكون مصيرك زى مصير زوجتك ناريز....
...الليلة ياسلمان ...الليلة ياسلمان)))
وغادر الرجال جميعا وكأنهم عصبة تنتوى الشر للقلعة ....
جلس سلمان مكانه بعدما غادر الجميع .....
فدخلت عليه نورين لتسأله ...
(((مين دول ؟؟؟ ...وانا ايه اللى جبنى هنا ؟؟؟..وليه كنت ناسية كل حاجة ...؟؟؟
أنا تذكرت كل شئ من ليلة القمر الأزرق السابقة  أنا شفت وجهى الحقيقى ع صفحة النهر  واتاكدت أن أنا نورين مش ناريز ...بس ليه  عملت فيا  كده ...؟؟؟)))
أمسك سلمان بيد نورين وتوجه بها إلى غرفتهما ووضعها أمام المرآة....فرأت انعكاس صورة ناريز مرة ثانية ..
فصرخت به ...
(((ايه ده ازاى كده؟؟؟)))
ثم بدأ سلمان فى ترديد بعض التعاويذ ...
فإذا بصورة نورين الحقيقية تظهر بالمرآة كما ظهرت ع الماء ....
فنظرت له نورين متسائلة ....
(((انت ساحر ياسلمان ...؟؟؟)))
اجلسها سلمان ع الأريكة ليقص لها قصته التى بدأت عندما كان صغيرا ووجد نفسه ينشأ فى قلعة تقيم طقوس السحر المتوارث من الأجداد وبالطبع تم تعليمه هذه الطقوس ....ولكن ذات يوم دخل ع والده الملك عفان ووجده يبكى فى حجرته وهو ينظر للسماء وكأنما  أراد الله أن يحيى قلبه من جديد بعدما فقد أخاه الأصغر سمعان ...ومنذ ذلك اليوم أعلن الملك عفان التوقف عن كل اعمال السحر بالقلعة ....وبالطبع تم محاصرته من قبل السحرة الباقيين خاصة أنه الأقدر فيهم ...إلا أنه أصر ع توبته ...واستجاب السحرة له خوفا من قوته التى تفوقهم .....
وظلت القلعة سنوات بعيدة عن طقوس السحر وتقديم القرابين ....ولكن عندما بدأ المرض يهاجم عفان ....وشعر بذلك بقية السحر بدأوا المؤامرات استعدادا للتخلص منه والسيطرة ع القلعة ...فلم يكن هناك حلول إلا زواج سلمان من الأميرة ناريز ابنه أحد الملوك الأقوياء والذى يملك  من الجيوش ما تستطيع أن تتصدى لعالم السحرة بقوته ....
ومن اللحظة الأولى وقع سلمان فى حب ناريز ...تلك الأميرة الجميلة التى ملأت القلعة بهجة وسعادة وأنجبيت من سلمان ثلاث فتايات جميلات ....
وكان سلمان معتاد أن يصطحب ناريز فى ليلة القمر الأزرق 
 فى نزهة فى الخلاء ...
وبعد فترة توفى الملك عفان كما توفى والد ناريز ...مماجعل السحرة يشعرون بقوتهم من جديد ...فاستغلوا خروج سلمان مع ناريز فى إحدى ليالى القمر الأزرق وألقوا تعويذتهم الشيطانية  ...فإذا بالذئاب تهاجم سلمان وناريز فى تلك الليلة لتتمكن من الفتك بناريز لتلفظ أنفاسها بين يدى زوجها الذى بكى عليها أحر البكاء ...ماتت ناريز وتركت له ثلاث فتايات الصغرى عام والوسطى ثلاث اعوام.....أما الكبرى فكانت ثمانية أعوام ...
ظل سلمان ست سنوات يبكى ناريز أما السحرة فلعنوا قلعته لتصبح فى ظلام مستمر وأطعمة القصر متشابهة المذاق  ...
وعرضوا عليه ايقاف اللعنة إذا عاد للانضمام لهم .....
لم يستسلم سلمان لضعوطهم ورفض العودة إلى العمل بالسحر من جديد واحتفظ بعهده مع والده .... وتوبته إلى الله
كان سلمان ع يقين أن الله سيرسل له عوضا عن ناريز ....فاعتاد ان يخرج للغابة فى كل ليلة القمر الأزرق ع أمل أن يلقاها من جديد ...
وذات ليلة من ليالى القمر الأزرق والتى كانت تحدث مرة واحدة كل عامين ..وبينما سلمان يجلس فى الغابة كالعادة ... التقى بعجوز فى الطريق ...طلبت منه المساعدة فنهض ليساعدها ..فشكرته....
ثم تبسمت له وهى مغادرة قائلة....
(((ربنا هيعوضك يا سلمان..... بس افتكر أن الغفران هو الأمان)))
وأخبرته أن العوض سيأتيه إلى داخل القلعة التى كان يصعب ع اى شخص دخولها  فى ليلة القمر الأزرق....
فعندما استطاعت نورين الوصول إلى داخل القلعة فى ليلة القمر الأزرق بعدما هربت من الذئاب ....
أيقن أنه سيجد بها العوض ولكنه أعتقد أنه لابد أن يحولها إلى ناريز ...فوضعها  فى غرفة بالقلعة تسمى غرفة النسيان لكى تنسى ماضيها ...وألقى تعويذته ع المرآة حتى ترى صورة ناريز بها وتعتقد أنها هى وانتظر حتى تتحقق كلمات العجوز ..وبالفعل تاكد انها العوض التى ستعيد الحياة لقلعته وتقضى ع لعنة السحرة ..
عندما بدأ نور الصباح يتسلل من نوافذ القلعة من جديد وبدأ الطعام يستعيد مذاقه ...ولكى يتأكد من أن الأمر لن يعوقه شيئا.. بدأ يخدع السحرة ويوهمهم أنه يستجيب لهم ويقيم الطقوس ويقدم القرابين ..حتى لا يشعروا بانتهاء اللعنه ع يد نورين......
كانت نورين تسمع كلمات الملك والذهول يعلو وجهها البرئ... وفجأة بدأت الاصوات تتعالى حول القلعة وحضرت الملكة الأم إلى الملك لتخبره أن السحرة قد أحدثوا الوقيعة بين القلعة وسكان الغابة عندما أخبروهم أن بناتهم  المختفيات تم اخ،تطافهم وق،تلهم من ساحر القلعة سلمان ....
فالتف الأهالى حول القلعة وأش،علوا النيران حولها وارادوا إح،راقها ....
كان سلمان يشعر أن نجاة القلعة فى يد الله ولكنه ع يقين أن نورين سيكون لها دور بها ...فطلب منها أن تخرج معه إلى أعلى القلعة ليراها الأهالى إلا أنها رفضت قبل أن تعلم مصير الفتايات الاتى تم اختطافهن
 ....فأخبرها سلمان ...
(((كل البنات كنت بتظااهر انى ب،دبح،هم ادام السحرة...لكن كلهم بخير...كنت بحطهم فى مخبأ بالقلعة وبوفر لهم كل اللى بيحتاجوه لحد ما يرجعوا لاهاليهم سالمين...)))
وبالفعل اصطحبها إلى المخبأ السرى لترى الفتايات 
وتطمئن عليهن ...
بعدها أسرعا سويا إلى أعلى القلعة لمخاطبة الأهالى قبل إحراق القلعة ....حاول سلمان أن يحدثهم إلا أنهم ثاروا عليه ولم يصدقوه فبدأت نورين فى الحديث قائلة...
(((يا أهل الغابة ...بناتكم بخير والقلعة كانت بتاخدهم علشان تحميهم من السحرة ....القلعة هى اللى هتحمى الغابة والاراضى اللى حواليها من لعنة السحر.....)))
بدأ البعض يشكك فى كلامها..... وبدأت الاصوات تعلو من جديد مطالبة بإحراق القلعة ...
 وفجأة ارتفع صوت فتاة صغيرة  من بين الجموع
 وهى تشير إلى  نورين قائلة....
(((هى دى الجنية الطيبة اللى كانت بتساعد المحتاج فى الغابة ...هى دى جنية الملكة ناريز....)))
كانت تلك هى الفتاة التى انزلتها نورين من فوق الشجرة وانكشف الشال فرأت وجهها الحقيقى وقبلتها....
كان أهالى الغابة يطلقون ع المرأة التى تأتى لتساعدهم وهى تغطى وجهها الجنية الطيبة جنية الملكة ناريز  لأن الملكة ناريز كانت محبوبة وسط أهالى الغابة.....
كانت الفتايات الثلاثة والملكة الأم وخدم القلعة يراقبون ما يحدث والرعب يملأهم....
فما نطقت الفتاة الصغيرة بتلك الكلمات ....حتى صمت الجميع ونظروا إلى نورين ...وفى نفس الوقت خرجت الفتايات المحتجزات من مخبأهم سالمين ....
فبدأ الأهالى بالتهليل والهتاف باسم الملك سلمان 
وجنية الملكة ناريز ...
وكان السحرة مندثين وسط الأهالى لتحفيزهم ضد الملك والقلعة ..فعندما راووا ما حدث انسحبوا مذعورين تاركين القلعة والمملكة بدون رجعة ....
اخذ سلمان بيد نورين بعدما انفض الجميع وطلب منه أن تسامحه ع مافعله بها بعدما أوضح لها دوافعه وطلب منها أن تتزوجه لتصبح ملكة القلعة التى أعادت لها الحياة من جديد ...فأجابته قائلة...
(((قبل ما اسامحك او ارد ع طلبك لازم انت كمان  تعرف قصتى وايه اللى جبنى مملكتك وقلعتك يامولاى .... 
انا اسمى نورين نشأت فى أسرة تجيد فنون الهوى وتتعامل مع كل الفواحش دون خجل ....
طلعت شبههم بعزف وأغنى  وممكن ارتكب اى خطيئة دون خوف ...كان بالقرب من منزلنا بحيرة أنا كنت بسميها بحيرة الذنوب...كنت بعد كل ذنب باغتسل فيها وأخرج كأنى معملتش حاجة ...لحد مافى يوم بعد ارتكاب المعاصي الليلية نزلت البحيرة كالمعتاد ...ولكنى لما خرجت منها وجدت عجوز بتصلى وبتدعى وبتبكى... اقتربت منها وملابسى ملاصقة لى بسبب البلل  وكنت متوقعة أنها هتبعد بنظرها عنى ...لكنى فوجئت أنها نظرت  لى وابتسمت ووضعت يدها ع راسى وقالت لى ....
(((خلاصك قريب يانورين ....
.بس سيبى ارضك فى ليلة القمر الأزرق..)))
فضلت كلماتها ترن فى ودنى ولقيت نفسى بدأت اكره كل المعاصى اللى بعملها وقررت انفذ وصيتها ...وانتظرت ليلة القمر الأزرق وهربت من المنزل مش عارفة وجهتى  لحد مابلغت الغابة القريبة ..ولما سمعت عواء الذئاب .. جريت من الخوف لحد ما وصلت النفق اللى دخلنى القلعة .....وبقية القصة انت عارفها يا مولاى...
ايه رايك ...؟؟؟
 لسة عايز تتزوج من نورين بائعة الهوى وتجعلها ملكة قلعتك ....؟؟)))
ادار الملك ظهره  لنورين واخذ ينظر من نافذة القلعة بعد ماسمعه  وأخذ يفكر فى الأمر ولكنه تذكر  كلمات العجوز....
......(((الغفران هو الأمان ياسلمان...))).....
فاستدار لها ليجدها تغادر الحجرة فأمسك بيدها  ونظر لها ....
(((بل سأتزوج نورين التى أعادت لقلعتى الحياة من جديد 
                      تمت بحمد الله 
تعليقات