
رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل الاول1 بقلم جني محمد السمنودي
قال تعالى "إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُون" سورة النحل.. الآية 60
الموسم الثاني ✧لكل منتقم ضحية لا ذنب لها✧
بقلم چنى محمد السمنودي
الفصل الأول ✧هل حقا ماتت..
صوت مرتفع يصدح من إحدى غرف مستشفيات الأمراض العقلية
حالة من الرعب تسود ذاك الدور الذي به الغرفة و الممرضات يتحركون في الساحة مسرعات يبحثن عن الطبيب المسؤول عن حالتها
سيطر الهدوء التام على المكان و انتهى الصراخ بعد أن دخل الطبيب الغرفة
نظرت إليه باعين باكية بينما كان الطبيب ينظر إليها منتظرا ان تقص عليه ما حدث
شرعت ميرا في الحديث بعد أن شعرت بالاطمئنان
"كانت هنا چاكلين الله يرحمها كانت هنا و هددني... قالت هتقتل مريم لو قولت حاجة مريم بنتي هتموت چاكلين لسة عايشة"
اخذ الطبيب يتلفت حوله يبحث عن أي منفذ يمكن لشخص العبور منه و لكنه لم يجد حتى النافذة كانت محاطة بسياج من حديد
رفض عقله التصديق فنظر إليها بهدوء قائلا
" چاكلين ماتت و محدش هيعرف يأذيكي انتي هنا في امان و محدش دخل اصلا الاوضة مفيش منفذ واحد يسمح لأي حد انه يدخل"
ظل معها يهدؤها حتى هدات تمام فاحضر المخدر و أعطاها اياه ثم غطت في ثبات عميق
ننتقل إلى منزلنا المفضل
حيث يمكث أسر على الاريكة يشاهد الاخبار أغلق صوت التلفاز بعدما سمع حياة تناديه من المطبخ
ذهب إليها وجدها تعد الطعام اخذ الخضروات من الثلاجة و وقف بجوارها يعد سلطة الخضروات
و اردف "نعم يا حياتي كنتي بتندهي"
حياة "انا كنت بنده علشان عايزاك مش علشان تيجي تعمل السلطة"
أسر "قولي بس اديني بساعدك"
حياة "كنت عايزة افكرك ان النهاردة الجمعة فهناكل و ننزل علطول على بيت العيلة"
ضرب أسر مقدمة رأسه قائلا "فكرتيني ليه ده الواد ابن أسد ده هيقرفني "
ظهرت ابتسامة مستمتعة على وجهها و تحدث برفعة حاجب" ليه بس ده حتى اسمه أسر على اسمك"
وضع السكين من يده لأنه كان قد انتهى و اجابها
أسر" ده اسم الندامة يختي "
حياة" طبب يلا علشان ناكل يا استاذ ندامة"
ابتسم على ردها دون أن يجادلها قد كان باله مشغولا
فنطرت إليه بتعجب قائلة "مالك يا أسر"
أسر "مفيش حاجة"
حياة" تعالى ورايا على السفرة "
اردفت بهذه الكلمات ثم اخذت الطعام و خرجت من المطبخ
جلس كلاهما على الطاولة اخذ أسر الملعقة ثم اخذ يقلبها في طبقه دون أن يأكل اي شيئ
ألقت حياة ملعقتها بقوة على الطاولة لتجذب انتباهه إليها قائلة "لأ كده كتير بقى احكي في ايه"
فزع المسكين من صوت الملعقة و لكن الانتفاضة جاءت على أثر صوتها المرتفع
نظر إليها بغيط من تصرفاتها قائلا و هو يحاول ان يتماسك "جرايم قنل عمالة تحصل و انا مش لاحق اعمل حاجة انا و هشام و ملك شغالين عليهم المشكلة ان احنا مش بنلحق نخلص من جريمة علشان يطلعلنا جريمة تانية"
ربات على كتفه بحنان قائلة "متقلقش هتتحل"
ثم غيرت نبرة صوتها و اكملت "انت علفكرة كان صوتك عالي"
ابستم على مزاحهها و ضمها قائلا" خلاص بقى يا حياتي ميبقاش قلبك اسود ده انا حتى جايبلك عربية بتتكلم "
بعد قليل كان الجميع متجمع في صالة المنزل الكبير الخاص بهم
اقترب أسد من أسر و ضمه بحب قائلا" حبيبي اللي مبيسألش اخبارك ايه"
ضمه أسر هو الاخر قائلا" هو انت كنت مراتي و انا معرفش ايه حبيبي دي يا ولا "
دفعه أسد بمزاح قائلا" يا عم خلاص انا غلطان "
اقترب من منة و اخذ منها طفلهم أسر
ثم أعطاه إلى أسر قائلا "امسك يا اخويا شيله شوية انا تعبت منه انا و منتي "
أسر" ليه خلفته و نسيته"
قاطعته حياة قائلا "هات هشيله انا.. انا بحب الأطفال اوي "
وجد لمعة في عينيها جعلت قلبه يؤلمه و لكنه مد يده إليها بالطفل
اخذت الطفل و جلست تداعبه على الاريكة
جلس بجوار ماهر الذي كان باله مشغولا درجة انه لم يلحظ وجوده فشرع أسر بالحديث "مالك يا بابا في حاجة ولا ايه"
ماهر "لأ بس حاسس اني مش عارف اسيطر على الشركة كويس و في مناقصة قريب و مش عارفة اتصرف"
تنهد أسر من كثرة حمل المسؤوليات التي تقع على عاتقه لكنه تحدث بثبات و هدوء "متقلقش انا هشوف و اتصرف انا في المناقصة دي بس روق بالك انت بس"
ابتسم ماهر بحب و قد هدأ بعد حديثه مع أسر
بعد قليل صعدت كل عائلة منهم إلى شقتها
جلس أسر على السرير يفكر في لمعة عين حياة حينما حملت أسر و عاد يفكر قد تزوجا منذ عامين تقريبا و لم تاخذ اي موانع فلماذا لم ينجبا بدأت الافكار تتصارع داخل عقله يفكر ماذا لو كان أحدهم لا يستطيع الإنجاب
قطع تفكيره هذا دق حياة الباب الذي كان مفتوحا ثم دخلت الغربة تحمل معها كوبين من عصير الليمون قائلة
"جبتلك عصير لمون يهدي أعصابك علشان تعرف تفكر"
افسح لها المكان كي تجلس هي الأخرى و امسك بيدها و قبلها ثم اجابها بحب
"تسلم ايدك يا حياتي جه في وقته"
اخذ الكوب و تجرع بعض منه و في الرشفة الثانية قاطعه صوت حياة التي تحدثت بلهفة "أسر انا عايزة اروح اكشف علشان اعرف احنا مخلفناش ليه لحد دلوقتي "
تسلل بعض العصير إلى مجرى تنفسه و شعر الاختناق و اخذ يسعل بشدة
اخذت حياة تضربه بخفة على ظهره حتى شعر بالراحة
فتح فمه كي يتحدث و لكن قاطعه صوت عاتقه الذي أعلن وجود مكالمة من هشام
اجابه أسر مسرعا خوفا من حدوث جريمة أخرى أشار لحياة ان تصمت و فتح مكبر الصوت حتى تعلم نبذة عما يحدث و لكن كانت المفاجأة حين استمعا إلى هشام يقول
"مريم انتحرت يا أسر"
سقط الهاتف من يده اللعنة هذا الجزء الطيب في قلبه مازال ينبض
ظهرت على وجهه علامات الصدمة و التي جعلته عاجزا عن التحدث
امسك حياة الهاتف ثم اجابت هشام "ماشي يا هشام هخلي أسر يكلمك تاني"
أسر "لأ انا جاي حالا يا هشام"
أغلقت حياة المكالمة ثم نظرت إليه واضعة يديها على خصرها قائلة "و سيادتك هتروحلها ليه بقى و هي متقربلكش"
أسر "افهمي بقى انتي احلى منهم كلهم و انا مش رايح علشان بحبها انا رايح علشان مهما حصل دي اختي او زي اختي و كمان هي ملهاش حد مين هيهتم بيها و بقضيتها"
شعرت بصحة كلامه و اقتنعت به لذلك اجابته هي "طيب انا هعمل ايه دلوقتي "
أسر" عندك الشركة لو عايزة تروحيها و عندك البيت انزلي اقعدي معاهم تحت بس بشرط اكون عارف انتي فين علشان لما اخلص اجيلك علطول "
حياة" خلاص انا هروح الشركة "
أسر" تمام تعالي اوصلك في طريقي"
حياة "طريق مين يا ابو طريق انا هركب عربيتي اللي بتتكلم "
ضحك كثيرا على حديثها ثم ارتدى ملابسه الرسمية و انطلق بسيارته إلى القسم
دخل بشموخ و ترك العنان لابليس بداخله حتى يقوده هو واضعا يده في جيبه مرتديا نظارته الشمسية
اقترب إلى مكتب هشام و دق الباب سمح له هشام بالدخول و الذي كان يجلس مع احد القادة المهمين
استقام هشام من مقعده مجرد ان رآه
اما أسر قد خلع نظارته بيده اليسرى و اخرج يده اليمنى من جيبه و صافح هشام الذي تحدث بسرعة "اتفضل يا ابليس بيه اقعد"
جلس أسر بشموخ و نظر إلى ذاك الجالس أمامه و تحدث بشموخ "اهلا بحضرتك هاني بيه"
هاني "اهلا بيك انت يا ابليس بس.. انت تعرفني منين"
أسر "لازم اكون عارف اللي انا قاعد معاه كويس اوي علشان مش ابليس اللي يتغفل"
نظر إليه هاني بإعجاب و اردف" تمام يا ابليس بيه بس انت فعلا اتغفلت يا أسر"
ظهرت الصدمة على وجه هشام الذي اخذ يحدث نفسه بصوت منخفض "الراجل ده لو اجتمع مع أسر في مهمة المهمة هتخلص في ثواني ده ايه الرعب ده لأ و بيفهم لما أسر قال مش ابليس اللي يتغفل قاله انت اتغفلت يا أسر علشان لو قال ابليس هيبقى بيفل منه لأ احنا كده دخلنا في مرحلة الخطر رسمي"
ظهرت ابتسامة على وجه أسر الذي تحدث "عجبني جدا اسلوب حضرتك في التفكير و الكلام ذكي اوي بس انا معرفتش اتغفلت في ايه "
هاني" انا دخلت عند مريم و واضح جدا انها مش جريمة انتحار "
أسر" خلاص سيب ليا المهمة دي و انا هجيب اللي فيها"
هاني" بسرعة يا أسر علشان الوقت مش في صالحنا"
أسر متقلقش انا هجيب من الاخر بس اديني ٣ ايام"
هاني "معاك لحد اسبوع يا ابليس"
خرج هاني من المكتب بينما تنفس هشام الصعداء قائلا "اخيرا مشي ده انا كنت مرعوب"
أسر" قولي بس هو مين فينا رتبته أعلى من التاني"
هشام" انا"
أسر "و مين اللي المفروض يخاف اكتر"
هشام" انت "
أسر" و مين اللي خاف "
هشام" انا "
أسر "يبقى انت عيل يا هشام "
هشام "بقى كده"
أسر "يا عم انت هتناقشني قوم وديني السجن "
انتقل كلاهما إلى السجن دلفا إلى زنزانة مريم
نظر أسر إليها قائلا" واضح انه مش انتحار"
هشام" علشان عيونها مفتوحة بصدمة صح"
أسر" اه صح"
اقترب منها بحذر و وجد رسالة بجوارها و اخذ يقرأ ذاك المكتوب فيها بدهشة
" ينتقل القلب إلى القبر الآن"
بعد أن انتهى اخذ يتفحص الزرقة و الخط جيد ثم اردف بعد أن تجمعت الصورة كاملة في ذهنه
" الضحيتين اللي فاتوا كلهم لنفس القاتل"
هشام" ازاي"
أسر" نفس الورق و نفس الخط هات الرسايل اللي كانت معاهم و ابعت فريق البحث الجنائي يحققوا في الجريمة "
عادا إلى القسم مرة أخرى و في مكتب هشام اتصل بفريق البحث الجنائي و انطلقوا إلى مسرح الجريمة
بينما اخذ هو و أشر الأوراق و قارنوها ببعضها
الورقة الأولى مكتوب بها" چاءت لقتلي "
الورقة الثانية مكتوب بها "كلت السم بأيدي "
و بالطبع الثالثة تعرفونها" ينتقل القلب إلى القبر الآن"
اخذ أسر يفكر كثيرا هو و هشام و لكنها لم يصلا إلى شيئ
خرج أسر من القسم بعد أن يئسا من الوصول إلى الحل و ركب سيارته كان سيذهب إلى الشركة و لكن رن هاتفه برقم لا يعرفه
أجاب أسر المكالمة ليستمع إلى صوت يقول "أسر العراقي معايا"
أسر" اه مع حضرتك مين حضرتك "
الطبيب "انا دكتور عاصم دكتور في مستشفى الأمراض العقلية في هنا حالة بتقول انك الوحيد اللي هتقدر تساعدها"
أسر "لو ميرا قولها اني مش عايز اروح"
عصام "بس حضرتك دي بتقول ان في حد هيقتل بنتها"
اتسعت حدقتا عينيه بدهشة قائلا" ابعت اللوكيشن بسرعة "
انطلق أسر مسرعا إلى هناك عله يستطيع الوصول إلى حل اللغز
في الغرفة كانت ميرا تبكي بصوت مرتفع لم تصمت الا حينما رات اسر في الغرفة تحدثت بسرعة" أسر.. يا أسر افتكر اي حاجة حلو عملتهالك و ألحق مريم قبل ما تتقتل يا أسر چاكلين هتقتلها يا أسر "
نظر إليها باسف رغم ما حدث قائلا "للأسف مريم اتقتلت من شوية انا لسة جاي من القسم"
اخذت تصرخ بشدة غير مصدقة لما حدث حتى انتهى بها المطاف إلى صرخة قوية ثم صعدت روحها إلى بارئها
كان عاصم يشاهد كل ما يحدث و مجرد ان رآها تسقط على الأرض اقترب منها بسرعة و حاول افافتها و لكن انتهى الأمر
فرت دمعة بلا هي دموع كثيرة متمردة من عين أسر مجرد ان علم بوفاتها
بعد قليل كان قد انتهى من الإجراءات كاملة و تم دفنها... وقف أسر قليلا امام قبرها لا يعلم أهذا حزن ام شفقة و لكن المشترك في كلاهما ألمه هو
خرج من المقابر و وضع نظارته الشمسية على عينيه حتى لا يرى احد دموعه قابل عصام في الخارج الذي اردف "معلش يا أسر بيه انا كده هحتاج رقمك علشان في كذا حاجة لازم اعرفهم منك غير ان انت لازم تعرف حاجات كتير"
هز أسر رأسه بهدوء ثم مد يده بالهاتف قائلا "سجل رقمك و انا هرن عليك"
تبادلا الأرقام ثم ركب أسر سيارته خرج إلى الطريق و هناك توقف بالسيارة و فتح هاتفه أيحدث حياة اجابته هي قائلة" أسر برن عليك بقالي شوية و مبتردش "
تحدث بنبرة مختنقة دون أن يعير حديثها اهتمام "انتي فين دلوقتي"
تغيرت نبرة صوتها بعد أن كانت حادة صارت هادئة مرتعشة "مالك يا أسر في ايه انا في الشركة"
أسر "تعالي على شقتنا احنا"
لم تجادله و اجابته قائلة "طيب ماشي انا هروح اهو و هرن على خالتو سلوى اعرفها"
أغلقت المكالمة بينما قاد هو السيارة منطلقا إلى المنزل
عادت حياة قبله و اعدت بعض الطعام مستعدة ان تجده أمامها يبكي او حزين هي تعرف نبرة صوته جيدا
وصل أسر إلى المنزل و فتح الباب فوجدها تقف أمامه تنتظره
أمسكت بيده و جلسا سويا على الطاولة نظرت إليه و مازال يرتدي نظارته الشمسية و اردفت بمداعبة
"ايه يا عم التقيل انا عايزة اشوف عينك بحبهم يا جدع"
ظلت و ستظل هو الوحيدة القادرة على اضحاكه
ابتسم ابتسامة صغيرة ثم خلع النظارة
و ظهرت عيناه الحمراوتين
شعرت حياة بالحزن و لكنها تصنعت انها لم تلحظ عينيه
لأنها تعلم انه ارتداها ليخفي أثر بكائه
تحدثت بخفة "ايه بقى انت لا هتاكل و لا هتحكي طب احكي علشان اكل و انا بسمع او حتى كل علشان مش هاكل غير لما تاكل"
تحدث بمزاح بعد أن امسك بملعقته" هعمل الاتنين هحكي و انا باكل كلي بقى "
ابتسمت هي و اخذت الملعقة من يده ثم وضعتها في طبقها و احضرت له الطعام و اطعمته
حاول أن يرفض حركتها هذه بهز رأسه و لكنها تحدثت باصرار "لأ بقولك ايه انت تاكل و انت ساكت فاهم او بلاش ساكت دي تاكل و انت بتحكي ايه اللي حصل "
أسر" طيب ما انا هحكي اهو "
حياة" الله ما انت مش بتحكي برضه"
تنهد تنهيدة طويلة بعض الشيء ثم قال "مريم اتقتلت في السجن و ميرا اما عرفت متحملتش و ماتت"
مازال كما هو يحبهم!
نظرت إليه بحب ثم اردفت" طيب ايه رايك تدور في القضية علشان مريم اختك هاه اختك مش حاجة تانية و علشان تريح ميرا كمان امك برضه مش حاجة تانية "
ابتسم مجددا لا يعلم كم مرة اخرجته تلك الجميلة عن شعوره ثم اردف" نفسي تفهمي بقى ان هما مش زيك انتي احلى منهم ده غير اني بحبك انتي"
تصنعت الغرور قائلة" انا اصلا مفيش مني "
أسر" يخربيت التواضع اللي هيدخلك جهنم ان شاء الله"
ابتسم كلاهما و بعد قليل كانا جالسين امام التلفاذ يشاهدان فيلم رعب على التلفاز و شرع أسر في الحديث بعدما نظر إلى ساعته
" انا هنزل دلوقتي كنا متفقين انا و هشام و هو هيجيب ملك و هنحقق في الجرايم سوا "
حياة "الحمد لله ان ملك مراته ده انا كنت "
قاطعها أسر بحديثه "لا كنت و لا مكنتش بقولك ايه انا مش ناقص الغيرة دي"
حياة "بقى انت مش ناقصني طب طلقني"
أسر "و لما انا اطلقك مين هياخد باله مني و يلاحظ اني زعلان و ميقولش علشان انا كنت لابس النضارة علشان محدش يعرف"
حياة" ايه ده انت عرفت ازاي "
غمز لها بعينه قائلا "ده انا ابليس يا حياتي "
حياة" طب روح يا ابليس روح روح شوف المهمة على ما اقعد انا اكمل فرجة على الفيلم اللي مبيخوفش ده "
أسر" طب خلي بالك بقى علشان فاضل نص ساعة و الدنيا تضلم و انا مش هبقى هنا شوفي بقى هتحمي نفسك ازاي من اللي هتشوفيه"
اردف بهذه الكلمات بتحدي فقد شاهد هذا الفيلم من قبل و لن ينكر انه لم يستطع النوم ليلتها
اجابته و هي تظهر اللا مبالاه لأ انا مش بخاف و هتشوف
أسر" طيب مع السلامة يا حياتي "
غادر هو و ترك حياة تجلس تتناول المقبلات و تشاهد الفيلم
اجتمع الثلاثة في احد المقاهي و شرع أسر في الحديث
"انا جبت الرسايل اللي القاتل كان بيسيبها"
ملك "و انا عندي ليكم مفاجأة... مريم لسة عايشة اما روحت مع فريق البحث الجنائي اكتشفوا انها لسة عايشة بس في صدمة نفسية و مش عايزة تتكلم خالص"
هشام "طيب حلو اوي كده بس برضه احنا معرفناش القاتل"
أسر "معايا رقم دكتور عاصم كان بيقول ان في حاجة مهمة لازم يقولهالي هرن عليه ييجي هنا و نشوف الحل سوا "
ملك" طيب رن عليه بسرعة "
ابتعد عنهم قليلا و اخذ بهاتفه و بعد عدة مرات اجابه عاصم قائلا" معلش يا أسر كنت في اجتماع في المستشفى و مينفعش ارد في الاجتماع"
أسر" عادي يا دكتور مفيش مشكلة بس قولي تعرف تيجي دلوقتي نتقابل و تقولي في ايه "
عاصم" تمام يا أسر بيه هات العنوان و هكون عندك خلال نص ساعة"
أعطاه أسر العنوان ثم عاد مرة أخرى ليجلس معهم كانت ملك ممسكة بالاوراق تفكر هي و هشام اندمج أسر معهم في البحث
لكن قاطعهم صوت رنين هاتف أسر
أخرجه من جيبه ليجد ان المتصل حياة
ابتسم ابتسامة ساخرة هو يعلم جيدا ما ستقوله الآن ثم اجابها
ليجدها تتحدث بنبرة خائفة "أسر العفريت يا أسر طلع من الشاشة.. العفريت هياكلني"
ضحك ضحكة رنانة على حديثها جعلت كل من في المكان ينظرون إليه بتعجب ثم ازال الهاتف من على اذنه و اردف محدثا ملك و هشام
"معلش يا شباب انا همشي اروح لحياة و اجي تاني"
هشام "الله يسهله روح و متتاخرش"
أسر "اقل من نص ساعة و هكون هنا و اعملوا حسابكم ان دكتور عاصم هييجي علشان في حاجات تخص الجريمة هيقولنا عليها"
ملك "طيب هنستناه"
غادر المكان و سار باقصى سرعة للسيارة متجها إلى المنزل
بعد عدة دقائق وصل و فتح الباب بهدوء كانت حياة تقف جوار الباب خائفة مجرد ان فتح الباب دفنت نفسها داخل احضانه
تحدثت برعشة" في حد هنا في البيت "
ربت على ظهرها و مازلت في احضانه" اهدي بس مفيش حاجة "
تشبثت به أكثر و هي تقول "لأ و الله الشباك اللي فوق اتفتح انا خايفة يكون حد دخل"
تغيرت ملامحه بشر ثم اردف بصوت يشبه الفحيح
"اقعدي هنا و متتحركيش من مكانك"
رفع جانب حلته ثم اخرج من جيبه الداخلي سلاحه
و صعد إلى الأعلى استمع إلى صوت خطوات قادمة من غرفة النوم
تسلل إلى الداخل بهدوء و خلال ثواني كانت الرصاصة تتخلل قدمه
وقع الرجل على الأرض يتأوه بينما اتصل أسر بالنجدة و بالطبع لأنه ابليس غادر و لم يهتم لما سيفعلوه به
هبط إلى حياة في الأسفل خلع سترة حلته و ألبسها اياها و كانت هي مازلت ترتعش فاردف "تعالي متقعديش هنا لوحدك انتي كده في خطر"
أخذها تحت ذراعه الذي اختفت به و ذهب إلى المقهى
وحدهم يجلسون و مازالوا يفكرون في الحل
قامت ملك من مكانها اتجهت ناحيتهم حاولت أن تبعد حياة عنه لكنه رفض و تمسك بها أكثر قائلا
"سبيها هي خايفة و مش هتهدى كده"
نظر الجميع إليه بتعجب ألم يكونوا يضحكون منذ قليل
و لكن لم ينطق أحدهم
سحب أسر كرسيه و احضر كرسيا اخر و وضعه بحيث كان ملتصقا بالكرسي الاخر ثم جلس و جلست حياة بجواره و التي كان مازال يحتضنها
ظلوا يتشاورون في الأمر حتى شعر أسر بهدوء حياة أسفل زراعه فنطر إلى ملك و اردف "خديها على أقرب محل ملابس هنا خليها تجيب ليها طقم بدل چاكيت البدلة ده"
اخذت ملك حياة بينما بعد دقيقة من خروجهم دخل عاصم المقهى و مجرد ان راى أسر اتجه ناحيته قائلا
"معلش اتاخرت يا أسر بيه"
استقام أسر من كرسيه قائلا "مفيش مشكلة يا دكتور عاصم اتفضل"
جلس عاصم ثم تحدث هشام قائلا" اهلا بيك يا عصام انا هشام مدير جهاز المخابرات
و بلاش جو الرسميات اللي انتوا عايشينلي فيه ده واحد بيقولي بيه و التاني بيقول دكتور لأ انا مبحبش كده
و اه استنى دلوقتي على ما ملك و حياة بيجوا و بعدين نعرف منك المعلومات و نحقق في الموضوع"
هز رأسه بهدوء هو الآن يجلس مع اثنين من أكبر الضباط
بعد قليل دخلت ملك و حياة التي مجرد ان شاهدها أسر لم يتحمل و قام من مجلسه متجها إليها
بعد قليل من الحديث شرع عاصم في الحديث قائلا
" ميرا قبل ما تموت قالت ان چاكلين اللي المفروض تكون ماتت هددتها انها هتقتل كريم بنتها و انا مصدقتش"
✧ليس كل منتقم على حق و ليست كل ضحية لها ذنب✧