رواية ساهر الفصل الثامن عشر18 الاخير بقلم داليا السيد

رواية ساهر الفصل الثامن عشر18 الاخير بقلم داليا السيد
أنا حامل
اقتربت سيليا منها حتى توقفت أمامها، هي تعرفها جيدا لن تخطئ بالمرأة التي كانت بفراشها وبين أحضان زوجها هي فقط تبدو مختلفة بفستانها الأسود وملامحها الحزينة والشاحبة، سيليا نطقت أولا "مرحبا آسيا"
تمنت لو أمكنها أن تصرخ بها أو تصفعها على وجهها بقوة ولكنها تدرك جيدا أين هي وكثيرا ما دربها جورج على التحكم بغضبها لذا تصرفت كامرأة عاقلة وقالت "سيليا أليس كذلك؟"
هزت سيليا رأسها وقالت "نعم، هل يمكن أن نجلس قليلا؟ لدي بعض الكلمات لك، من فضلك أعدك ألا أعطلك"
قالت بغضب "ليس بيننا أي كلمات سيليا ألم أتركه لك ماذا تريدين مني الآن؟"
تنهدت سيليا وقالت "أرجوك آسيا فقط اسمعيني وبعدها افعلي ما شئت"
عندما لم ترد أشارت سيليا لأماكن الانتظار بالبهو وقالت "هنا سيكون مناسب"
تمنت لو استجاب جسدها لها وتحركت للخارج ولكن شيء ما كان يدفعها لقبول العرض ماذا ستخسر لو سمعتها؟ لن تكذب عليها، وبالفعل تحركت للمقاعد وجلست وسيليا تجلس بالمقعد المجاور ونظرت لها وقالت "أولا لابد أن تفهمي أن ساهر لا يعلم بوجودي هنا فهو حذرني من ذلك"
لم ترد رغم أنها لم تفهم سبب تصرفه ولكن سيليا أكملت "أنا لا أنكر علاقتي السابقة بساهر، الجميع كان على علم بها ولكن ذلك كان منذ ثلاث سنوات ومن وقتها هو قطع علاقته بي بل وبكل النساء، ظننت أنه تراجع نهائيا عن طريقه ولكنه سيظل يذكرني خاصة وأنه كان يجيب اتصالاتي بشكل عملي صحيح لكن دون أن يراني حتى انقطع كل شيء وفجأة خبر زواجكم ملأ الدنيا وقتها ضربتني الغيرة والغضب وأحرقت شقته وهددته أنه لو لم يعد لي سأدمره ولكن ليس ساهر دويدار الرجل الذي يمكن تهديده، بعد موضوع الصور قابلني وعرف جيدا كيف يؤلمني وهددني أني لو فكرت بالاقتراب منك سيدمرني ويومها رفضني تماما آسيا، رفض أي شيء مما كان يعشقه معي"
كانت صامتة تسمع وقلبها يدق بقوة وسيليا أكملت "بعدها أصابني الجنون ولم أفكر سوى بالانتقام وكان بذلك اليوم"
رفعت آسيا وجهها وهي تنتظر بأنفاس متسارعة وسيليا تحكي "بذلك اليوم عرفت بالشقة التي انتقلتم لها فمنحت رجل الأمن أموال كثيرة ليفتح لي الشقة وفعل ودخلت وبدلت ملابسي بملابس النوم التي رأيتها أنت عليّ"
ابتلعت ريقها والدموع تبرق بعيونها حتى عادت تقول "ما أن كدت أهاتفه حتى رن الباب وظننت أنه هو أو أنت وبكلا الحالتين هو بصالحي فأسرعت لأفتح لأجد جاسم أمامي"
تراجعت آسيا وهي تردد "جاسم!؟"
هزت رأسها وقالت "نعم، كان يراقبني لذا تبعني للأعلى وطبعا لاقتراب موعد عودتك وضع جاكته عليّ وجذبني بعد تهديده لي بالفضيحة لسيارته وهاتف ساهر ورحلنا لفيلتكم ظنا أنك لا تذهبين إلى هناك، جاسم كان غاضب وثائر عليّ وصفعني عدة مرات بسبب ما أفعله وأسرعت أجري بالفيلا لأفر منه حتى صعدت لأعلى ودخلت تلك الغرفة وحاولت غلق الباب ولكن جاسم تبعني وما زال ثائرا ولكني سقط وأنا أفر منه واصطدم رأسي بشيء صلب ففقدت الوعي"
وضعت يدها بطريقة لا إرادية على خلفية رأسها وقالت "أصبت بجرح غائر وقتها دون أن أشعر وعندما استيقظت كان وقت وجودك وساهر يحاول إيقاظي ومداواة الجرح، هذه هي الحقيقة آسيا وجاسم يشهد بذلك لكنك لم تسمعي أحد كما عرفت"
تبللت رموشها بالدموع وهي تستوعب ما تسمع ثم قالت "ولماذا تخبريني كل ذلك الآن وقد كان كل شيء قد أصبح لك"
مسحت الدموع وقالت "أولا لأن ساهر يرفضني وبعد ما حدث لك بالطيع لم يكن ليتقبل بالأساس حتى سماع صوتي وأنا أحاول الاعتذار له وأخبرني أنه لن يكون لامرأة مثلي كانت لكل رجل يدفع أكثر، لقد كاد يقتلني لولا جاسم هو من أنقذني من بين يديه وجعلني أعده أنني سأختفي من حياته فقط يتركني أعيش، ثانيا لأن حياتي تدمرت بعد ما دمرت حياتك، بالشهر الماضي واحد من الرجال الذين كنت أعرفهم حاول معي وعندما رفضته لم يتقبل الرفض وتولت رجاله الانتقام مني دمروا شقتي ونشروا صور لي سيئة مما أفقدني عملي ولم أعد أجد مورد رزق وبالنهاية قتلوا طفلي الوحيد"
اتسعت عيون آسيا ودموع سيليا تغرقها وهي تكمل "لا أحد كان يعلم به ولكن ذلك الرجل كان يعرف فخطفه كي أستسلم له ولكن ما أن فعلت حتى قتله ولم يرحمه أو يرحمني ولكنه نطق جملة غريبة وهو يسألني، هل امرأة مثلك تستحق الرحمة؟ من تدمر حياة الناس لا تتوقع سوى تدمير حياتها فتذكرت كل ما فعلته بالكثيرين وحاولت طلب السماح ممن استطعت وذهبت لساهر لأفعل وطلبت مقابلتك ولكنه رفض وطردني لكن بالأمس جاءتني رسالة من مجهول عرفت منها بوجودك هنا اليوم فأتيت، صدقيني آسيا هذه هي الحقيقة وأرجوك سامحيني ربما يسامحني الله وابني الذي دفع ثمن أخطائي"
رفعت آسيا يدها المرتجفة إلى جبينها وهي تحدق بالأرض ولا تعرف ماذا تسمع وماذا يحدث؟ سيليا عادت تقول "أعلم أنك ظننت أنه خائن وبالبداية كنت سعيدة لأني حققت انتقامي منك ومنه ولكن كما أخبرتك بعد ما حدث لي بحثت عنك لكن عرفت بسفرك حتى أمس، ساهر بريء آسيا لم يفكر يوما بخيانتك لا معي ولا مع سواكِ، أعلم أن ما رأيته أنتِ بذلك اليوم كان مؤلم وأي امرأة كانت ستفعل مثلك ولكن أنا السبب أنا من يستحق العقاب وليس هو"
صمتت ولكن آسيا لم تنظر لها انتقلت لعالم آخر، ساهر بريء، لم يخونها، كل ذلك الألم كان خطأ، فراقهم كان خطأ، رفعت وجهها لسيليا وهتفت بألم "هل تدركين ماذا فعلت بي، بنا نحن الاثنين؟ أنت دمرت حياتنا، أنا حتى لم أسمعه، صدقت أنه خائن، لماذا؟ لماذا فعلت بنا ذلك؟"
قالت سيليا "كنت أدافع عن حبي له"
هتفت بغضب "حب؟ أي حب هذا الذي يدمر من نحب؟ أنت دمرت حياته قبل أن تدمريني؟ ماذا فعلت لك؟ ألم تفكري لحظة واحدة بسعادته؟ ألم تدركي أن الحب لا يعرف الأنانية وأن من يحب يضحي ولو حتى بحياته وليس فقط بسعادته من أجل من يحب؟ أنت لا يمكن أن تكوني أحببت ساهر أنت لا تعرفين شيء عن الحب أنت فقط ظننت أنه ملك لك ولا يجوز أن يتركك لسواك، أنت أنانية، أنانية"
سقطت دموع سيليا كما هي دموع آسيا وأخفضت سيليا وجهها وقالت "ربما، ولكن كل ما كنت أعرفه وقتها أن ساهر لي ولن يكون لسواي ولكني ندمت صدقيني آسيا ندمت ودفعت الثمن غالي"
هتفت آسيا بألم "ونحن أيضا دفعنا الثمن سيليا، دفعنا ثمن غلطة لم نرتكبها بل أنت من فعل، أنا حتى لا أعلم كيف سأداوي تلك الجراح الجديدة"
الآن تدرك أنها لم تسمعه وحتى لو سمعته لم تكن لتصدقه ولا تسامحه، غضبها كان يعميها، هتفت بغضب وألم "أنت شيطان بشكل إنسان، شيطان دمر حياتنا بلا سبب سوى أنانية قلبك وغروك، أنا لا أصدق أنك فعلت بنا ذلك، لا أصدق"
حدقت بها سيليا بدموعها وقالت "لن أنكر كل ما قلتيه ولو أردت مني مساعدتك بالرجوع له فأنا.."
قاطعتها بقوة "لا، فقط ابتعدي عني وعنه، اخرجي بشرك من حياتنا واتركينا، أرجوك كفى، ابتعدي عنا"
هزت سيليا رأسها وقالت بصوت مختنق من الدموع "حاضر، سأفعل وأعدك ألا تسمعي عني بأي يوم بعد الآن، أنا حقا آسفة ونادمة"
ونهضت وابتعدت تاركة آسيا لا ترى أمامها إلا كل ما عانته بالشهر ونصف الماضيين بسبب تلك الشيطانة اللعينة وساهر، يا الله! هل يمكن أن يريدها بعد كل ما حدث بينهم وبعد أن طردته من بيت راشيل ورفضت أن تسمعه؟ هل توقف عن حبها ولم يعد يريدها؟ هو بالفعل لم يعد يسأل عنها من بعدها وهي ظنت أنه عاد لتلك المرأة ولكن لا، هو كان بريء وربما يتألم مثلها لفراقهم
أغمضت عيونها واعتصرت الدموع وهي تشعر بعودة الألم لكن ألم مختلف، ألم مختلط بالخوف فبعد أن كانت تريد بعده للأبد الآن تخشى أن يبعدها هو عنه ويرفضها كما رفضته ووقتها ستكون هي تستحق ما سيفعله معها
نزل من سيارته وهو يسب ويلعن فقد عطلت سيارة امرأة على الطريق بين مصر اسكندرية وبالطبع لم يمكنه تركها بل نزل وساعدها على إصلاحها وها هو يشعر كمن خرج من القمامة ولن يدخل الحفل هكذا ربما سيدخل من باب الطهاة على حمام الضيوف قبل دخول الحفل 
ما أن نزلت من سيارة الأجرة وهي لا تصدق أنها ما زالت تذكر العنوان، توقفت أمام القصر بأقدام مرتجفة، هنا كان زفافها وهنا أيضا كان مقتل والدها وهنا سيكون مصير قصتها كلها، أغمضت عيونها وهي تشعر بخوف من القادم، لا يمكنها التراجع الآن، لابد أن تراه، تعتذر له، تخبره أنها تصرفت بسبب حبها له وغيرتها عليه ولكنها لم تكن سعيدة أبدا بما كان ولكن هل سيسامحها
تقلبت معدتها بسبب الحمل كالعادة وشعرت برغبة بالقيء، الحمام سيكون مكان جيد الآن وهي تذكر الباب الخلفي حيث أشارت له نور مرة بيوم الزفاف فتحركت مسرعة وبالفعل وجدت الباب، من الجيد أن لا أنوار خارجية كي لا يراها أحد قبل مقابلتهم 
اخترقت الممر وبنهايته كان الحمام ففتحت ودخلت وأغلقت خلفها وأطلقت العنان للقيء ربما ترتاح ورغم الألم الذي يصيب معدتها وقت القيء إلا أنها تعلم أنها ترتاح بعده، ظلت مستندة على حوض الغسيل لحظة تستعيد نفسها ويتوقف جسدها عن الارتجاف ثم غسلت فمها ورطبت وجهها الشاحب بالماء وجففته بالمناديل الورقية ثم جذبت حقيبتها وكيسة الهدايا وفتحت الباب وتحركت لتخرج عندما اصطدمت بجسد صلب ارتبكت على الفور وهي تنطق "آسفة" مع صوت رجولي "آسف"
نفس المشهد لأول لقاء بينهم وكلاهم يرتد للخلف وهي ترفع رأسها لتصطدم بعيونه البنية التي تحدق بها وقد عرف صوتها وعطرها كما عرفت صوته بل هي تعرف حتى لمسة جسده أليس زوجها؟
ظل كلاهم يحدق بالآخر لوقت لا يعلمون مقداره وكلاهم ينساق وراء مشاعره من الشوق ، الحب، الحزن، الألم و.. الفراق
التفت وتحرك ليذهب ولكنها هتفت "ساهر انتظر"
الغضب ارتفع داخله من الذكريات التي تضاربت داخله وربما تراها بعيونه لذا تحرك ليبتعد لكن صوتها الذي افتقده، طريقتها بنطق اسمه والرجاء بنبرتها جعلته يتوقف وهي تلحق به وتقول من خلفه "هل يمكن أن نتحدث؟"
كلمة واحدة هي ما نطق بها "لا" 
وتحرك مرة أخرى من طريق آخر غير الذي دخلت منه وهي تبعته محاولة مجاراة خطواته الواسعة وهي تقول بلهفة "ساهر أرجوك انتظر لابد أن تسمعني"
توقف بالفعل والتفت لها فتوقفت قبل أن تصطدم به مرة أخرى وعيونها الخضراء تترجاه أن يسمعها، كم اشتاق لتلك العيون، كم بات ليالي طويلة يحلم بها بلا أمل، كم تألم بسبب القسوة التي رآها بها كثيرا لكن الآن مختلفة ومع ذلك هتف بغضب 
"ولماذا أسمعك؟ لم يعد بيننا ما يمكن قوله أليس هذا كلامك؟"
هزت رأسها بحزن وقالت "كنت مخطئة، بل كنت أتألم ساهر ألا تدرك معنى الخيانة؟"
هتف بقوة "لا، لا أدرك معناها آسيا"
هزت يداها بقوة وقالت "ولكني أدركها ساهر لأني رأيتك بين ذراعيها وهي بين أحضانك بغرفتي وبفراشي فماذا انتظرت مني؟"
أحنى رأسه عليها وعيونه تنطق بالألم الذي عاشه كله وهو يرد "انتظرت أن تثقي بي يوم أخبرتك أني قطعت كل علاقاتي السابقة، انتظرت أن تسمعيني وتعرفي الحقيقة، انتظرت أن تصدقي أني لم أكذب عليك يوما"
والتفت ليذهب مرة أخرى وقد اقترب صوت الموسيقى والمدعوين ورأت الأضواء بنهاية الممر فهتفت "كنت أتألم ساهر وما حدث وقت ميشيل جعلني لا أصدقك"
عاد والتفت لها وهو على أبواب الممر "وقت ميشيل كنت فاقد لعقلي من غيرتي أن تكوني لسواي وضياع كرامتي لأنك كنت تخدعيني"
هتفت بقوة "وأنا كنت بالمثل ساهر كانت الغيرة تقتلني وكرامتي تنسحق أمامي، أنت لم تراني مع ميشيل ومع ذلك صدقت كلماته عني ولم ترحمني لكن أنا رأيتك معها ساهر فهل كنت تظن أن أي كلمات كانت ستجعلني أصدق غير ما رأيته؟"
هتف "لم يعد يهم فما الذي جد الآن ما زلت بنظرك خائن"
وتحرك خارجا وسط المدعوين وتبعته وهي تكمل بدموع ولا تهتم بمن حولها "لا ساهر لم تعد خائن بالنسبة لي"
توقف والتفت لها وتوقف معه الموجودين من المدعوين ووالدته ووالده وإخوته وزوجاتهم والجميع التفت لهم وهي تكمل "سيليا أخبرتني كل شيء، ونعم سمعتها لأنها هي من كانت معك ونعم صدقت براءتك لذا أنا هنا من أجلك"
ضاقت عيونه ومع ذلك لم يعد يفيد فهي بالأساس لم تسمعه هو وهو زوجها فقال "ولكنك لم تسمعيني ولم تثقي بي ولم تصدقي حبي لك"
هتفت بدموع أكثر "صدقت ساهر صدقت"
قال "تأخرت آسيا"
والتفت ليتحرك ولكنها قالت "ولكني أحبك ساهر، أحبك ولم أحب سواك"
لم يلتفت لها والكلمة تخترق قلبه، هي لم تنطق بها أبدا ولم تمنحه ما يجعله يدرك مشاعرها تجاهه ولكن هل يصدقها؟ تحرك وهو لا يرى أمامه شيء فعادت وهتفت بآخر أمل 
"أنا حامل ساهر"
جمد مكانه وهو يستوعب ما قالت، حامل؟ أكملت بدموع "حتى لو لم أكن سأرى سيليا أو أسمعها كنت سأعود لأخبرك به، هو حلمنا ساهر، البيت والأسرة، والأطفال، حتى لو توقفت عن حبي فأنا ما زلت أحبك وأريد هذا الحلم"
التفت لها ورأى كم الدموع التي تغطي وجهها ونظرات الترجي بعيونها فتحرك لها بلا وعي وأمسك ذراعيها وهتف "أنا لم أتوقف لحظة واحدة عن حبك، أنا أيضا أريد ذلك الحلم آسيا، أريده معك"
وجذبها لأحضانه فتركت ما بيدها وأحاطته بذراعيها وهي تبكي بين أحضانه بقوة وهو يحاول تهدئتها بكلماته عندما بدأت الهمهمات من حولهم فشعرا بها وابتعدا فجأة ليدركا أنهما وسط قاعة الحفل والجميع ينظر لهما بابتسامة وبلحظة تحركت هدى لهما واحتضنت آسيا وهي تهتف "مبروك الحمل حبيبتي ومبروك عودتكم، كنت أعلم أن سيليا ستذهب لك"
فهمت أن هدى من أرسلت رسالة لسيليا وهي من أعاد الأمور لنصابها الصحيح، توالى الجميع عليهم بالتهنئة والسعادة بدت على كل الوجوه وهو يرتد لها ويضمها بذراعه وهي تستقر بين أحضانه كما كانت تحلم وتتمنى
نزلت من السيارة أمام فيلتهم القديمة وتحرك هو وأحضر حقيبتها بعد أن أحضرها من الفندق ثم وصل لها وقال "كانت تعينني على فقدانك"
نظرت له فضمها بجوار قلبه وتحركا للداخل ولكن ما أن أضاء النور حتى اختلف كل شيء، الألوان، الأثاث وحتى ترتيب الأماكن والديكور، اللوحات، الإضاءة الرائعة، تحركت تلف حول نفسها وهي تهتف 
"ساهر ما كل هذا؟"
ابتسم وهو يتأملها وقد تبدلت كثيرا بسبب ما كان لكن ما زالت جميلته الشقراء التي أحبها وعشقها وأصبح مجنون بها، قال وهو يعقد ذراعيه أمام صدره 
"لم أشأ ترك المكان مهجور بلا انتهاء وأكمل العمال ما طلبته كله وكنت أعيش كل لحظة على أمل عودتك"
تحركت له حتى وقفت أمامه ورفعت يدها لوجنته وقالت "أنا آسفة، آسفة على كل ما كان كنت أموت وأنا أراك وأنت معها، لم أتحمل ساهر"
لف ذراعيه حولها وقربها منه وقال "كنت أحاول إفاقتها، خشيت أن تموت وجاسم يضر بسببها واخترت أنت اليوم واللحظة القاتلين لتأتي هنا"
أخفضت يدها لتريح الاثنان على صدره وهي تقول "أردت ملف من المكتب ولم أفكر بوجودك هنا ولكن رؤيتي لسيارتك جعلتني أبحث عنك حتى صعدت لأعلى ورأيتكم أنتم الاثنان فقط"
قال وهو يفك شعرها "جاسم كان بالمطبخ يحاول إيجاد أي شيء لها"
قالت بلا رغبة بتذكر تلك الأيام "لقد أردت إنهاء حياتي حتى لا أصدق ما رأيته"
قبل وجنتها ويده تعبث بخصلاتها "لم أكن لأسامح نفسي أبدا لو أصابك أي شيء، كنت كالمجنون وقت انهيارك والأكثر جنونا وقت سفرك، لا تتركيني أبدا مرة أخرى آسيا، لا معنى لحياتي بدون وجودك معي"
أغمضت عيونها وهي تستمتع بكلماته ولمساته التي افتقدتها وهمست "لم أعد أستطيع الحياة وأنت لست معي ساهر، الموت أهون حبيبي"
أبعد وجهه ففتحت عيونها لمواجهته وهو يقول "حقا تحبيني آسيا؟ أنت لم تخبريني بمشاعرك بأي يوم"
ابتسمت وهي تغزو شعره الذي تعشقه بأصابعها وقالت "أنت لم تسألني يوما عنها حبيبي وظننت أنك تكتفي بتصرفاتي معك"
ابتسم وقال "عامر من أنصار الأفعال تغني عن الأقوال لكن أنا لا، أنا أريد أن أسمعها وأسمعها كثيرا آسيا أسمعها حتى نهاية العمر"
ارتفعت على أطراف أصابعها ووضعت قبلة رقيقة على شفتيه وقالت بحب صادق "أحبك ساهر، حتى نهاية العمر سأظل أحبك حبيبي فأنت الحياة التي حلمت بها والسعادة التي لم أجدها سوى معك، أحبك ساهر وأحب كل لحظة عشتها معك وسأحب كل يوم سأعيشه معك ومع أولادنا لنهاية العمر حبيبي"
ابتسم وقبلها قبلة طويلة واكتفى بأجمل كلمات كان يتمنى كل يوم وكل لحظة أن يسمعها ولم يعد هناك شيء آخر يرجوه فترك فمها ليحملها وهي ظلت تحتضن عنقه بيداها ونظراتهم لا تفترق وهو يصعد لأعلى ويقول 
"بالأعلى مكان جديد لحياة جديدة لنا حبيبتي للأبد"
 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
         💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 💚
هنا في كرنفال الروايات ستجد كل ما هوا جديد
 حصري ورومانسى وشيق فقط ابحث من جوجل باسم الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو قناتنا👈علي التليجرام من هنا يصلك اشعار
 بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك
 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
                تمت بحمد الله 



تعليقات