رواية حرب سقطت راءها الفصل الخامس عشر15بقلم نور زيزو


رواية حرب سقطت راءها الفصل الخامس عشر15بقلم نور زيزو

بعنـــوان " تـــــــــــــــــوأم "

كان الجميع فى المنزل تحتلهم صدمة الورث الذي ذهب هباءً على سهو لأجل "الجارحي" حتى ابناء الرجال حرمهم "حمدى" من الورث لصالح حفيده المُقرب، لم يتحرك ساكنًا لأحدهم سوى "هادى" الذي ركض مع "ليان" و"فتحى" إلى المستشفى ، وقف بالخارج ينتظر فحص الطبيب بقلق ولا يعلم أن كان يملك فتاة أخرى الآن وسُرقت منه رضيعة ، جاءت "قُدس" ركضًا مع زوجها حزينة وفكرة أنها تملك توأم ظهر فجأة مُرعبة، سألت بقلق وعيني دامعة:-
_ بابا هى كويسة؟ 

نظر فى وجه "قُدس" بحزن وعتاب يمزق ضلوعه ، تذكر الضرب المبرح الذي عرض أبنته الجميلة له وكيف مرت ثلاثة أسابيع عليها تعالج الكدمات والجروح الذي سببها لها لأجل صورة خطأ وقد أدرك حقيقتها الآن، شعر بغصة تؤلمه وعينيه تنظر فى عيني "قُدس" بأسف نادمًا على ما فعله سابقًا بها وعدم ثقته بها، وضع يده خلف رأسها ثم قبل جبينها بأسف فنظر "الجارحي" إلى زوجته بعفوية وقد فهم سبب فعل والدها الآن ، تحدث "هادى" بأسف شديد قائلًا:-
_ حقك عليا يا قُدس

هز رأسها بلا وقالت بضعف:-
_ لا يا بابا متعتذرش ، أنا مش زعلانة منك وأنت من حقك تعمل أى حاجة، أنت مهما كان بابا وأنا هفضل بنتك

تنهد بهدوء فنظرت إلى "فتحى" بهدوء وقالت:-
_ هى اسمها اي؟ 

_ ليان
قالها بأنكسار وحزين يمزقه من حالة ابنته فنظر إلى "الجارحي" بضعف بعد أن رفض العلاج ثم قال:-
_ أنا أسف على الدربكة اللى عملناها بس أنا أب بيشوف بنته بتموت بالبطيء ولما عرفت أن في أمل وعلاج مترددش لحظة مع أنى واثقة أنها هتتأخد منى 

صمت الجميع حتى خرج الطبيب ووضح بحديثه من جديد:-
_ للأسف الحالة بتتأخر أكتر والعلاج الكيميائي ضعيف ولازمها زراعة النخاع فى أقرب فرصة 

تنهد "فتحى" بحزن وٌشعر بدن "قُدس" بضعف خوفٍ على أختها فتشبثت بيد "الجارحي" بيأس وقالت:-
_ جارحي، أتصرف

نظر إلى صغيرته بجدية صارمة وفى هذه اللحظة العاطفة لن تأتي بالخير لها هى وجنينها ، رفضت "ليان" البقاء فى المستشفى وأصرت على الخروج رغم معارضة الجميع ثم قالت:-
_ روحني لماما 

نظر "فتحى" إليها بعيني باكية ثم قال بيأس:-
_ حاضر يا نن عيني

ضغطت "قُدس" على يد زوجها برجاء ليقول بهدوء ونبرة قوية:-
_ الشقة اللى فى الثالث عندنا فاضية ممكن تنورنا فيها 

نظر "هادى" إلى "الجارحي" بضيق وهو يتحكم فى كل شيء لكنه الآن فى كارثة أكبر من المال ، نظر إلى "فتحى" وطفلته الأخرى ثم قال:-
_ ياريت على الأقل ليان تتعرف على أهلها 

_ أنا ماليش أهل وأهلى اللى ربوني وكبرت معهم مش اللى أتخلو عنى
قالتها بحزم شديد ثم نظرت إلى "فتحى" الذي قال بحدة:-
_ ليان عيب كدة من أمتى وإنتِ قليلة الذوق مع الناس كدة

تنحنح "هادى" بلطف ثم قال بحنان:-
_ انا متخلتش عنك، إنتِ أتسرقتي منى من غير ما أعرف بوجودك ولازم تكوني فاهمة دا

أقتربت "ليان" خطوة منه وعقدت ذراعيها أمام صدرها بغرور وقالت:-
_ حضرتك أنا دكتورة ، عايز تفهمني إن مراتك دخلت تولد وإنت متعرفش اللى فى بطنها واحد ولا إثنبن ، مسألتش على التاني ليه

أقترب "فتحى" من ابنته ومسك كتفيها بحنان ثم قال بنبرة خافتة:-
_ خلاص يا ليان مش هنقلب فى الماضي هنا، خلينا نروح عشان ترتاحي وبعيد نقعد ونتكلم براحتك ..........

____________________________ 

تحدثت "آسيا" بانفعال شديد قائلة:-
_ يعنى أى ، يعنى خلاص كدة كله راح ، لا دا أكيد أبويا اتجنن رسمي 

_ احترمي نفسك وإنتِ بتتكلمي عن أبوكِ
قالها "فؤاد" بحدة صارمة فنظرت "هدير" إليه وهكذا "مديحة" التى تحدثت بطريقة هجومية قوية:-
_ أخرس خالص، أبوك مش بس أتجنن يا ابن بطني دا اتلحس فى دماغك، أكلكم كلهم بحزمة المعلم للجارحي ابنك ، راجل التقوي والأزهر وهو قبل عادى مالكم ومالنا

وقف "فؤاد" من مكانه بضيق من طريقة حديث والدته ثم قال:-
_ أنا أبني مش حرامي، وأبويا حر فى ماله ، مش مالنا دا اللى كنتِ عايزة تديه للحيلة عماد ننوس عين سته وجبتي أجل الراجل بسببه ، لتكوني فاكرة أننى منعرفش أنك السبب وفلوسك هى السبب أهى راحت ، أشبعي يا ديحة 

تمتمت "هدير" بصدمة وعدم أستيعاب للأمر قائلة:-
_ بس الجارحي ميعملش كدة، الجارحي عمره ما قبل بحاجة مش له

قهقه "عماد" بسخرية على حديثها ثم قال بضيق:-
_ أنتِ يا عمتى لسه مقتنعة باللى بتقوليه دا، الجارحي طول عمره حرامي وبيأخد اللى مش له وهنروح بعيد له ما هو خد قُدس، مين يا أبا اللى جالك الأول فين وقالك أنه رايد قُدس وعايز يتجوزها؟

صمت "فؤاد" بضيق شديد ليصرخ "عماد" بغضب سافر قائلًا:-
_ مين يا أما اللى جالك وقالك أنه عايز قُدس فى الحلال ورايدها يمكن يتصلح حاله على أيدها عشان حُبها عشش فى قلبه 

صمتت "خديجة" هى الأخرى ليتابع "عماد" بقهرة تحتله من فقد فتاته وقال:-
_ الجارحي طول عمره بأخد اللى مش له ، ولو على الأزهر اللى هو متخبي جواه فدا مجرد قناع لبسه عشان يغفلنا كلنا، كلكم كارهنى عشان أنا راجل صريح بعمل اللى عايزه فى النور لكن عاشقين الجارحي وبتقولوا فيه أشعار عشان مخادع 

_ أشجيني وأي كمان يا ابن أبويا
أتاه صوت "الجارحي" من الخلف فالتف الجميع على صوته ونظروا إلى "الجارحي" بغضب وكره شديد بينما "عماد" نظر إلى "ليان" التى تحملق بهم ببرود وكانت نسخة طبق الأصل من "قُدس" لكن ملامحها تملأها الجراءة والقوة على عكس "قُدس" التى تحتل ملامحها البراءة والعفوية ، تحدث "الجارحي" بغرور قائلًا:-
_ أى الصدمة طيرت النوم من عينكم ولا بتخططوا تخلصوا منى أزاى ما أنا عارفكم يا عائلة أبو النور ، لا وما شاء الله زعيم العصابة عماد بيه 

تأفف الجميع بصمت فتحدثت "مديحة" بنبرة جادة تقول:-
_ اللى حصل دا مش هيعدي بالساهل يا جارحي وثمنه كبير أوى 

_ خافي يا ديحة بعد ما تخلصي منى تلاقيني بايع الأملاك لجميعات الخيرية
قالها بسخرية من حديثها لتتابع "آسيا" تهديد والدتها قائلة:-
_ أنت قبلت مالنا بس ورحمة أبويا اللى ركبك علينا يا جارحي ما هتتهني به يوم واحد 

سمع الجميع صوت "ليان" تقول بسخرية إلى أختها بأشمئزاز:-
_ هى دى عائلتك، دى عائلة زبالة أوى 

نظر الجميع إليها بدهشة من وقاحتها فرفعت يدها ببرود وقالت بلا مبالاة:-
_ هاى أنا دكتورة ليان بيقولوا توأمها 

قالتها وهى تُشير على "قُدس" لم يرحب أحد بها بينما تحدث "عماد" بنبرة هادئة:-
_ ليــــــــــــــــــان 

نظر "الجارحي" له نظرة ثاقبة وقال بتهديد صريح وواضح قائلًا:-
_ إياك تفكر تقرب منها؟ كلامي واضح

أستدار إلى باب الشقة وأشار على شقة "وصيفة" المقابلة ثم قال بهدوء:-
_ دى شقة الحاجة وصيفة جدتك وأعتقد دى الشقة الوحيدة اللى هترحب بوجودك فى العائلة دى 

صعدوا للأعلي حتى وصلوا إلى الشقة الموجودة فى الطابق الثالث وأعطاهم "الجارحي" المفتاح ثم قال:-
_ يزيد زمانه على وصول يكون جاب والدتك من الفندق ودا المفتاح ، الشقة اللى قصادك بتاعت والدك استاذ "هادي" أما فوق شقتى 

دلفت "ليان" دون ان تعبر عن أى شيء فنظر "فتحى" بحرج إلى "الجارحي" وزوجته التى تقف تتمني أن تُحدث أختها قليلًا لكن "ليان" حادة جدًا فقال بحرج:-
_ معلش هى مصدومة من ساعة ما عرفت أن ليها أهل غيرنا ومن ساعتها وهى شرسة كدة حتى معايا أنا ووالدتها

تحدث "الجارحي" بهدوء ويده تحيط كتف زوجته:-
_ مفيش أعذار بينا يكفى أنها أخت قُدس ودا كافي أنى أرحب بها وأشيلها فوق دماغي وخدوا راحتكم فى الشقة أعتقد هنا وسط أهلها أفضل من الفندق اللى كنت حاجز فيه

أومأ إليه بنعم بينما سألت "قُدس" بلهفة وعفوية تغمرها قائلة:-
_ هو انا ممكن أتكلم معاها شوية الصبح لما تهدأ

تبسم "فتحى" بعفوية وقال بنبرة دافئة:-
_ أكيد طبعًا دى اختك 

أومأت إليه بنعم ثم صعدت إلى الشقة مع زوجها الذي دلف إلى غرفته فى صمت ، ذهبت خلفه وفتحت الباب لتراه ينزع قميصه ليغضب من فعلها ووضع القميص من جديد على صدره قائلًا:-
_ مش تخبطي قبل ما تدخلى يا قُدس

تذمرت على حديثه وعقدت ذراعيها أمام صدرها بضيق وقالت بحدة:-
_ أنا مراتك 

_ شوف أزاى ومن امتى إن شاء الله
قالها بسخرية وهو يقترب منها بخطوات ثابتة وقميصه مفتوح يظهر عضلات صدره فقالت بعناد أكثر :-
_ جارحي مش وقت خالص التريقة دى، أنا لازم اتكلم معاك

تنحنح بضيق بعد أن وصل أمامها ورأى وجنتيها أحمرت من الخجل وأنفها الباردة تلامس صدره العاري من شدة قربه وهو يحاصرها فى الباب وأنفاسها تضرب عضلات بطنه القوية لتقول بتلعثم:-
_ أحم.. جارحي لو سمحت فى كلام كتير لازم ..يعنى قصدى فى حاجات حصلت النهاردة لازم نتتكلم فيها  سوا 

رفع يده إلى خصرها يداعبه بنعومة وعينيه تحملق بعينيها الخضراء التى تتحاشي النظر له فمسك ذقنها بيده الأخرى ورفع رأسها حتى تتقابل هذه العيون الهاربة معه ، تحدثت بنبرة خافتة:-
_ حلوة كلمة سوا منك 

أبتلعت لعابها بحرج مُرتبكة وقشعريرة كهربائية تضرب جسدها من لمساته وعينيه التى تسحرها ودقات قلبها تتصارع مُنذ نعومة أظافرها وحُبه أحتل قلبها الصغيرة ببراءته وسيطر عليه والآن هذا الأحمق المعشوق يذيبها بهواه دون أن يبالي بحال قلبها، شعر بخفقان قلبه من جمالها وأنفاسها التى تضرب صدره كخنجر العشق الذي شق صدره حتى يصل لقلبه الصلب ، لأول مرة يشعر بدفء ونعومة هذا الشعور العذاب فى حياته وكأن صغيرته الجميلة أسرته الآن بين قبضان عشقها وجعلته سجينًا لهذا العشق، رغم الكوارث التى حلت بهم وأحداث اليوم العصيبة لكنه لا يبالي بشيء سوى بإعجابه الواضح بدقات قلبه لأجلها فقال بخفوت:-
_ قُدس أنا .. 

لم يتمالك أعصابه أكثر أمامها فأنحني ليضع قبلة على وجنتها الحمراء وكانت ساخنة كاللهب من خجلها ويده تعتصر خصرها بحنان وبدأت قبلاته تتسلل إلى عنقها لتقاطعه "قُدس" بنبرة حادة رغم سعادتها لهذا القرب بينهما تقول:-
_ أنت مش موافق ليه على علاج ليان

أبتعد بذعر وكأنها صعقته بالكهرباء لينتفض جسده بعيدًا عنها وحدق بعينيها ثم قال بسخرية:-
_ إنتِ بجد مش عارفة 

نظر إليه مُندهشة من نفضته وكأن حديثها أغضبه لدرجة أن تتحول ملامحه من الحُب والدفْ إلى الغضب وعينيه تحولت للخنق ويتطاير منها الغضب ، سالته بضيق:-
_ بس إنت سمعت الدكاترة قاله أن مفيش علاج ليها غيري

_ واللى فى بطنك يا قُدس
سألها بنبرة قاسية وصوت مُرتفع أرعبها لتقول:-
_ إحنا حتى مسألناش ينفع ولا لا ، إحنا المفروض على الأقل نأخد برأى الدكاترة وأكيد لو قالوا أن مينفعش مش هخترع الذرة أنا وأقول أن ينفع ، لكن على الأقل بيني وبين نفسي يبقي حاولت عشان لو جرالها حاجة معيش عمرى كله حاسة بالذنب تجاهها 

أستدار يعطيها ظهره ويمسح على رأسه بضيق وأصابعه تتخلل بين خصلات شعره الناعم ، أقتربت أكثر منه ومسكت يده بحنان وأدراته إليه فنظر إلى وجهها بصمت لتقول:-
_ خلينا بكرة نحاول محاولة وأروح معاك للدكتور ونسأله حتى من وراء الكل مش لازم نقول لحد وبعدها نقرر مع بعض هنعمل أى

_ مش هجازف 1% بحياتك يا قُدس
قالها بحزم فتأففت بضيق شديد ثم قالت بنفاد صبر وغيظ:-
_ متبقاش عنيد يا جارحي ، أنت بترهن كدة بحياة أختى 

ضرب كفًا بكف من الغيظ وقال ساخرًا:-
_ هتقولي أختى، قُدس إنتِ متعرفهاش 

_ مش هتقدر تنكر أنها أختي 
قالتها بضيق ثم تابعت بغضب وعقدت ذراعيها أمام صدرها:-
_ هو الورث باسمك كله؟

رفع حاجبه بضيق ثم قال بكبرياء:-
_ اه 

أخذته من يده بلطف وجعلته يجلس على السرير بحنان وجلست قربه وهو يراقبها عن كثب من تصرفها وقالت:-
_ ممكن ترجع الورث ليهم ، أنا خايفة عليك 

نظر إلى وجهها بدهشة وعينيها على وشك البكاء ثم قال بذهول:-
_ خايفة عليا بجد؟

_ هيأذوك يا جارحي، إنت ناسي عملوا فيك أى قبل كدة
قالتها بحزن والخوف يحتل ملامحها لأجله ، رفع يده إلى وجهها يلمس وجنتها لتنظر إليه بحنان فقال بنبرة خافتة:-
_ متخافيش يا ملاكي ، جوزك أسد

تساقطت دموعها من الخوف ليجفف هذه الدموع بحنان وقال بلهفة :-
_ تؤ تؤ متعيطيش يا قُدس ، حاضر هعملك اللى عايزاه وهرجعلهم الفلوس ، متعيطيش بس عشان دموعك دى غالية اوى

تبسمت بسعادة لأستجابته لحديثها وأنتفضت من مكانها تعانقه وتشبثت بعنقه بفرحة تغمرها، تبسم بعفوية على فعلها وطوقها بحنانها ليشعر بسلام وآمان لم يشعر بهما من قبل، أنتبهت لفعلتها وحاولت الأبتعاد عنه لكن لم تقوى على الإفلات من يديه وشعرت بأنفاسه تضرب عنقها وتشبث بها كطفل صغير فظلت بين ذراعيه بخجل حتى انتفض جسدها بقشعريرة من قبلته التى طبعها على عنقه وتوالت القبلة لأخرى فأغمضت عينيها بأستسلام وتكفى عن عنادها معه الليلة بعد أن تنازل هو الأخرى عن كبرياءه وغطرسته معها ......

___________________________ 

تفحصت "ياسمين" الشقة بدهشة ثم قالت:-
_ معقول دى عائلتها ؟

تحدث "فتحى" بأحراج قائلًا:-
_اه، بس مش دا المهم، المهم أن جوز أختها رافض أن مراته تتبرع بالنخاع لأن اللى فهمته أنها حامل 

دُهشت "ياسمين" وجلست قرب زوجها وقالت بتلعثم:-
_ هى اختها متجوزة فى السن الصغيرة دا وكمان حامل 

هز رأسه بنعم ثم قال بقلق أحتل قلبه مما رآه اليوم:-
_ أنا قلبي مش مطمن للعائلة دى، كانوا بيأكلوا بعض فى الكلام والحالة مش مطمئنة خالص

نظرت "ياسمين" إلى "ليان" التى تجلس على الأريكة بعيدًا عنهم وتنظر فى هاتفها بلا مبالاة وقالت:-
_ وليان؟

نظر إلى ابنته وقال بضيق شديد :-
_ مقربتش حتى من أبوه ولا أختها، مشوفتش فى عينيها أى حنية أو لهفة لأختها أو أبوها بالعكس شرسة جدًا معهم وعنيدة ، كنت حاسس أنها مجبورة عليهم أو يمكن هى مش عايزة تحسسهم أنها هتموت عليهم أو كبرياءها مانعها تطلب منهم يتبرعوا بالنخاع ليها حتى لو هتموت مش هتترجي حد 

تنهدت "ياسمين" بضيق وقلق على ابنتها، بينما "ليان" كانت تمسك هاتفها وبطاقة عمل "جلال" ودونت رقمه فى الهاتف مُترددة فى الاتصال بيه ليقاطع حيرتها رنين الهاتف باسم صديقتها فأجابت عليها بضيق قائلة:-
_ أيوة

_ عرفتي اللى حصل؟
قالتها صديقتها بفزع يتحتل نبرة صوتها فسألت "ليان" ببرود وعدم أهتمام:-
_ اى اللى حصل يا نشرة الأخبار؟

_ أيمن أتقتل
قالتها صديقتها لتفزع "ليان" من مكانها وقالت بصراخ:-
_ اى؟

_ والله زى ما بقولك لاقوه مقتله فى حمام الجيم اللى بيروحه 
قالتها صديقتها لتفزع "ليان" وتذكرت فورًا حديث "جلال" عن إنقاذه لها من أصدقاءها وحين رأته يقتل الرجل بدم بارد فأغلقت الخط فى وجه صديقتها بدون كلمة وأتصلت على "جلال" ......

__________________________ 

( شركـــــــــــــة الجــــــــوكر للحراسات الأمنية )

كان "جلال" جالسًا فى مكتبه يباشر عمله حتى قاطعه رنين هاتفه برقم مجهول فأجاب ببرود قائلًا:-
_ الو

_ أنا عايزة أشوفك؟
قالتها "ليان" بحدة صارمة فترك القلم من يده بلهفة أصابته من سماع صوتها وأخيرًا الصغيرة المتمردة تنازلت عن كبرياءها واتصلت به بعد 3 أسابيع فتبسم بكبرياء وقال بغرور مُصطنع:-
_ أشمعنا ؟

صرخت "ليان" فى الهاتف حتى أوشكت على أقتلاع أذنه من الصراخ قائلة:-
_ أنا قلت عايزة أشوفك ؟

اعطاها عنوان الشركة ثم قال بهدوء :-
_ معاكِ ساعة و.....

أغلقت الهاتف معه دون سابق أنذار ليكز على أسنانه بضيق شديد من تصرفاتها الوقحة وتنهد بهدوء...

__________________________ 

خرجت "ليان" من الشقة بضيق وهى تفكر فة شيء واحد قتل "أيمن" وإذا كان توقعها صحيح فلما فعل "جلال" ذلك، تقابلت مع "قُدس" فى المصعد فلما تبالي بأختها التى تبسمت بلطف لأجلها وقالت:-
_ صباح الخير

_ أهلا
قالتها "ليان" ببرود، تنحنحت "قُدس" ببراءة وقالت ببسمة مُشرقة تنير وجهها:-
_ إنتِ خارجة؟ 

تأففت "ليان" إليها وألتف نحوها ثم قالت بضيق:-
_ يكون فى علمك أنا معنديش اى مشاعر تجاهك وجوا الأخوة اللى جواكِ دا له وقته ويومين ثلاثة كدة والموضوع هيروح لحاله اهدئى على نفسك

شعرت "قُدس" بأحراج من أختها وخيبة أمل أصابتها فألتزمت الصمت ، خرجوا الإثنين من المصعد وأبتلعت "قُدس" لعابها بتوتر عندما رآوا "عماد" لكن "ليان" لم تبالي ومرت بينما "عماد" أستوقف "قُدس" حين مسك معصمها بضيق وقال:-
_ قُدس

حاولت إفلات يدها منه وقالت بضيق:-
_ سيب أيدى، سيبنى أنا مش عايز أسمع منك حاجة 

_ عقلي جوزك يا قُدس وقوليله يرجع اللى سرقه
قالها بعناد وغضب ويده تضغط على معصمها بقوة فتألمت بضيق شديد وقالت بغيظ:-
_ أبعد عني ، وبعدين متحسسنيش أن اللى معاه بتاعك وجوزى مش حرامي ، أبعد كدة 

لم يتركها وأستشاط غيظًا من دفاعها عن "الجارحي" ليُصدم عندما تلقي ضربه على رأسه بقوة من الخلف جعلته يفلت "قُدس" فنظر الإثنين وكانت "ليان" فشعرت "قُدس" بالخوف على أختها بينما "ليان" قالت بضيق وغضب:-
_ لما تقولك أبعد عني يبقى تبعد عنها 

نظر "عماد" بدهشة إلى "ليان" وكاد أن يتحدث لتُصدم بركلة قوية فى ركبته أسقطته أرضًا وتابعت تهديدها بوضوح:-
_ مش رجولة إنك تستقوي عليها فى غياب جوزها، وإنتِ غبية بتأخدي وتدي معاه فى الكلام اديله على دماغه على طول بجزمتك

أستغل "عماد" حديثها إلى "قُدس" ووقف غاضبًا من ضربها له ورفع يده يحاول رد الضربة له لتُصدمه بقلم سحبته من جيبه ووضعته على عنقه بتهديد واضح وقالت:-
_ 3سم كمان وهنترحم عليك، أنا دكتورة وممكن أترحم عليك قضاء وقدر عادي جدًا لأني دكتورة جراحة معنديش ضمير... جرب تقرب منها تانية وأنا هفرجك مهارتي اللى صرف أبويا عليها فلوسه 

أخذت "قُدس" فى يدها وخرجت بها من العمارة و"قُدس" مُندهشة جدًا من جراءة أختها وقوتها لتصفق لها بسعادة وقالت بإنهبار:-
_ ووووااااووو إنتِ شاطرة جدًا... ممكن تعلميني؟

رفعت "ليان" حاجبها بغرور ثم نظرت للجهة الأخرى بضيق وتمتمت بعبوس:-
_ لسه فى حد ببراءتك وطيبتك فى الزمن دا

تبسمت "قُدس" عليها بعد أن سمعتها ثم قالت برحب وسعادة تغمرها جاعلة قلبها يرفرف بسعادة:-
_ لو طلعت بنت هسميها ليان

ألتفت "ليان" لها تنظر فرأتها تمسح على بطنها الصغيرة بحنان وتقصد طفلتها لتشعر بفرحة بداخلها أخفتها بمكر ثم غادرت فتبسمت "قُدس" بعفوية وصعدت بسيارتها مع "يزيد" ، أنطلق بها فقاطعت الصمت السائد بينهما:-
_ عملت أى فى اللى طلبته؟

_ أدينى يومين كمان بس وراء مصيبة، هعرفها وأقولك
قالها بجدية فأومأت بنعم ثم قالت :-
_ على راحتك متستعجلش ، أنا مش فاضية لليل دلوقت...

_____________________________ 

وصل المحامي إلى مكتب "الجارحي" وكان جالسًا معه هو "فؤاد" و"هادي" ثم قال بجدية:-
_ معلم جارحي أنت متأكد من اللى بتعمله دلوقت، الورق دا أول ما توقع عليه وتسجله فى الشهر العقاري مش هتبقي تملك شيء فى الثروة كلها

_ اه ، عارف بس زى ما أتفقنا الورث هتقسم بالنص بين عمى هادي وأبويا أما عماتي بقي فنصيبهم مع أخواتهم هم أحرار 
قالها بجدية صارمة ، نظر إلى "فؤاد" بضيق ثم قال:-
_ جدي رفض يكتبلك جنيه عشان عماد هيأخده منك لو مكنش بالرضا هيبقى بالقوة وعمل كل دا عشان الورث والمال ميضعوش 

_ دا الصح يا جارحي 
قالها "هادي" بهدوء ونظر إلى المحامي الذي يسجل البيانات بالبطاقات الشخصية على الأوراق فنظر إلى الورق وقال بهدوء:-
_ مش باقي غير أمضيتك يا معلم جارحي

سأله "هادى" بهدوء مُتعجبًا من تنازله عن كل شيء:-
_ ليه يا جارحي؟ أى اللى غير رأيك؟

وقع الورقة الاولى وهو يتمتم بجدية مُجيب على سؤاله:-
_ عشان قُدس ..... 

________________________ 

كانت "قُدس" نائمة على السرير فى غرفة الطبيبة وتنظر إلى صغيرها بسعادة فى الشاشة وقد بدأ يكبر حقًا وسمعت صوت نبضاته فسألت "قُدس" بسعادة:-
_ هى بنت ولا ولد؟ 

أجابتها الطبيبة بعفوية قائلة :-
_ لسه بدرى يا مدام قُدس وبعدين دول توأم

أتسعت عيني "قُدس" بدهشة أذهلتها وقالت بتلعثم:-
_ توأم!!

ضحكت الطبيبة على رد فعلها وقالت بعفوية:-
_ معقول متعرفيش دا اول حاجة بتظهر 

هزت رأسها بلا ونظر للشاشة بسعادة أكبر وتذكرت أختها التوأم لتكبر بسمتها أكثر ، دق الباب فأستئذنت الطبيبة بلطف قائلة:-
_ عن أذنك ثواني وهرجع لك

خرجت الطبيبة وكان هناك سيدة على وشك الولادة تصرخ من الألم وتتلوى فى الأرض فبدأت الطبيبة تفحصها ونقلتها للغرفة المجاورة، تبسمت "قُدس" بسعادة ومسكت هاتفها تتصل بوالدها الذي كان يجلس أمام "الجارحي" فأجاب بجدية يقول:-
_ خمسة يا قُدس وهكلمك

أجابته بسعادة وهى تقول بحماس يغمرها:-
_ أنا حامل فى توأم يا بابا 

تبسم والدها بسعادة وعينيه على "الجارحي" الذي يوقع الأوراق ، قاطعها صوت باب الغرفة يُفتح لتُصدم عندما ظهر سيدتين فقالت بتوتر:-
_ أنتوا مين؟ 

سحبتها سيدة من فوق الفراش بقوة لتصرخ بألم حتى وصلت صرختها إلى والدها الذي وقف من مكانه وهو يقول:-
_ قُدس... فى أى؟

رفع "الجارحي" رأسه بعد أن سمع صوت والدها ينادي بأسمها، مسكتها واحدة من ذراعيها للخلف والأخرى أظهرت حجر ضخم من ملابسها لتفزع "قُدس" وهى تصرخ تقول:-
_ إنتِ هتعملى أى.....

وضعت السيدة يدها على فمها تمنعها من الصراخ وبدأت تضرب بطنها بقوة والصرخات سجينة بين جوفها والألم يمزقها لتتساقط الدموع منها كلما تلقت ضربه وصدمة تسيطر عليها وهى تفقد أطفالها الآن وأتسعت عينيها من الألم مع كل ضربة ، سحب "الجارحي" الهاتف من يد والدها وقال:-
_ قُدس..

صُدم عندما سمع صوت صرخة مكتومة مُتألمة ، رفعت السيدة يدها عن فمها عندما رأت الدماء تسيل من بين قدميها وتركوها على الأرض تنازع الموت من فقد أطفالها لتقول أحدهما بجدية:-
_ دا جزاء اللى يأخد حاجة مش بتاعته

سمعها "الجارحي" ليكز على أسنانه بغضب ناري أنفجر بداخله ليمزق كل الأوراق بقوة أمام المجامي وخرج من المحل كالثور الهائج ويتصل بـ "يزيد" الذي ينتظر أمام العمارة فركض كالمجنون إلى الأعلى وعندما دلف رغم معارضة الممرضة صُدم عندما رآها على الأرض غارقة فى دماءها وصرخت الممرضة بذعر وركضت تنادي الطبيبة، رفع "يزيد" رأسها للأعلى بفزع ويقول:-
_ مدام قُدس

تمتمت بصوت مبحوح:-
_ ولادي!!

فقدت الوعي على ذراعه مما أفزعه ودلفت الطبيبة إليها فصُدمت من حالتها وبدأت تفحصها وأخرجت "يزيد" للخارج الذي تلقى ركل قوية فى قدمه من "الجارحي" فور وصوله وقال:-
_ قُدس لو جرالها حاجة مش هيكفيها رأسك؟

كان "يزيد" مصدومًا ويشعر بالندم لأنه تركها وحدها وبسبب تقصيره وصلت إلى هذه الحالة، فتح "الجارحي" الباب ودلف غاضبًا والخوف يحتله فرأى الطبيبة تعلق لها المحلول ومحبوبته فاقدة للوعي ليُتمتم بصوت مبحوح مرعوبًا عليها:-
_ قُدس

ألتفت الطبيبة لها بحزن يحتل وجهها وقالت بندم:-
_ أنا آسفة جدًا، للأسف الجنين نزل 

تساقطت دمعة من عينيه بحزن شديد وهو يرمق صغيرته فسأل بلهجة واهنة:-
_ وقُدس

_ هتكون كويسة إن شاء الله؟
قالتها بحزن مُشفقة على حالة الصغيرة التى تحولت فرحتها إلى فراق، أقترب من زوجته ووضع المحلول على بطنها ثم حملها على ذراعيه وخرج من الغرفة ليرى "فؤاد" و"هادى" وصلوا وراءه ليفزعوا من حالة الصغيرة فأقترب "هادى" منها يلمس وجهها بصدمة ومُنذ قليل كانت تُحدثه بحماس وفرحة فأبعدها "الجارحي" عنه قبل أن يلمسها وقال بعيني ثاقبة كالصقر ووجهه يحمل غضب العالم كله :-
_ العين بالعين والسن بالسن، وروح قصاد روح.. .لا دول روحين واللى عملها أنا هأخده روحه حتى لو كان أبويا 

كان تهديده هذه المرة حقيقة والغضب قد أعمى عقله وقلبه فأخذ زوجته على ذراعه وغادر المكان يتواعد بالأنتقام من العائلة وحرقهم جميعًا وقد تمادوا فى الأذي إلى أطفال لم يخلقوا بعد..... 


تعليقات



<>