رواية اوجاع الروح الفصل الرابع4 بقلم فاطمه فارس


رواية اوجاع الروح الفصل الرابع بقلم فاطمه فارس

حمزه استغرب خوف مازن الذايد عليها وقال: هي أكيد في البيت يا جماعة، ممكن تكون نايمة طالما محدش شافها بره البيت.

رجعوا البيت تاني وحاولوا يرنوا الجرس يمكن تفتح لهم لكن مفيش رد. منه نزلت مع أحمد وكلهم وقفوا قدام شقتها وهم خايفين عليها بجد.

منه: لما كانت عندي قالت هتنزل شقتها، يبقى أكيد جوه، ممكن يكون بعد الشر حصلها حاجة عشان كده مش بتفتح.

في اللحظة دي الخوف دب في قلوبهم كلهم، وحمزه قال: مفيش وقت، أنا هكسر الباب ده، ساعدني يا حاتم. وفعلاً كسروا الباب.

حمزه قال: ادخلي يا منه أنتي الأول شوفيها ولو في حاجة اندهي علينا.

دخلت وهي بتنادي عليها ومفيش رد، فتحت الأوض واحدة ورا التانية، وأخيرًا لقتها واقعة على الأرض ودماغها بتجيب دم وسخنة جدًا.

قالت: يا لهوي، جوري قومي، انتي سمعاني طيب؟

حاولت تفوقها مفيش رد.

طلعت بسرعة وقالت لهم عليها، دخل حاتم يجري والباقي وراه.

وقبل ما حد يدخل الأوضة عليها، حمزه قال: روحي يا منه لبسيها طرحه الأول.

منه: هي لبسه الأسدال يا حمزه.

حاتم دخل الأول وكان خايف عليها جدًا لأنه حبها زي أخته وأكتر، شلها بسرعة حطها على السرير وحاولوا يفوقوها بس مفيش استجابة منها.

أحمد: أنا كلمت الدكتور وهو جاي في السكة.

حمزه بص لها بنظرة غريبة قبل ما يطلع وهو مش عارف ليه قلبه واجعها كده.

طلعوا كلهم وقعدوا في الصالة، مازن كان رايح جاي، وكلهم لاحظوا خوفه الزيادة عليها.

أحمد قال: تعال يا مازن اقعد، إن شاء الله خير.

مازن: شكراً يا عمي بس أنا مش هرتاح غير لما تفوق.

بعد شوية الدكتور جي ودخل كشف عليها وطلع وقال: البنت دي ضعيفة جدًا ومحتاجة رعاية جامدة، أنصحكم تودوها مستشفى.

مازن بخوف: يعني هي مالها يا دكتور؟

الدكتور اتكلم بجدية: عندها حمى شديدة واضح إنها اتسببت في عدم توازنها، عشان كده أكيد أغمي عليها ودماغها اتفتحت. أنا خيطت لها الجرح وأديتها حقنة خافضة للحرارة، ياريت حد يفضل معاها، ولو عدت ساعتين والحرارة منزلتش خدوا العلاج ده ودوها المستشفى.

أحمد: شكرًا يا دكتور تعبناك معانا.

حمزه وصل للدكتور وقال: دكتور أنا في آخر سنة طب بشري، لو أقدر أعمل لها حاجة ياريت تقولي.

الدكتور: تمام، هكتبلك على علاج، لو مفيش تحسن هات العلاج ده وعلقه في محلول ليها، وتابع الحرارة أول بأول.

حمزه: تمام، شكرًا لحضرتك.

مازن: أنا هكلم الإسعاف تيجي تلحقها، مش هستني لما حالتها تسوء أكتر.

حمزه دخل وقال بهدوء: مفيش داعي، أنا هتصرف.

مازن بضيق : هتتصرف إزاي؟ بس مسمعتش الدكتور قال إيه؟

حاتم واثق في كلام  أخوه قال  بسرعة : خلاص يا مازن، حمزه أصلاً في كلية طب وهو عارف هيعمل إيه.

أحمد: تعالوا نطلع ونسيبها ترتاح، ومنه هتفضل معاها هنا.

كلهم طلعوا وأصروا على مازن إنه يقعد معاهم بدل ما كان عايز يقعد على السطح.

حاتم كان قاعد مع مازن لوحده وقال: أنا عارف إنها في مقام أختك يا مازن، عشان كده خايف عليها.

مازن بضعف: طبعا زي أختي، أقولك حاجة بس توعدني متقولش لحد.

حاتم: أوعدك، انت زيك زي حمزه أخويا، وأنا بعتبرك أخويا الصغير، قول اللي عندك ومتقلقش، سرك في بير.

مازن: أنا كنت عايش وحيد بعد ما أختي سافرت وأهلي ماتوا، كنت عايش كده وخلاص، مش حاسس بطعم الدنيا لحد ما شوفتها... وحكاله كل المواقف اللي مروا بيها مع بعض وكمل كلامه، مش عارف أحدد مشاعري تجاهها إيه بالضبط بس كل اللي أعرفه إن حياتي من غيرها ملهاش معنى.

حاتم: إن شاء الله تخف وتبقى زي الفل.

حمزه كان في الأوضة قلقان جدًا ومش عارف ليه حاسس إنه هو اللي موجوع مش هي، قال في نفسه: يا رب اشفيها، البنت دي عانت كتير في حياتها وملهاش غيرك وأنا واثق إنك هتشفيها.

بعد ساعة طلع وقال لأبوه إنه هينزل يتابع حالتها، نزل لوحده من غير ما يقول لحاتم، مكنش عايز مازن ينزل معاه ومكنش عارف ليه بس مشي وراي قلبه.

منه: حمزه، جويرية صعبة عليا جدًا، تخيل لو مكناش ساكنين هنا معاها كانت هتفضل عايشة لوحدها، وكان ربنا سبب إن صاحب البيت يبيع العمارة عشان نقابل جويرية ونقعد معاها في نفس البيت.

حمزه: ونعم بالله، هي عاملة إيه دلوقتي؟ في تحسن ولا لا؟

منه: للأسف، مفيش.

حمزه: تعالي معايا أنا هدخل أشوفها.

 دخل عندها وقاس لها درجة الحرارة وقال: حرارتها عدت ٤٠، حالتها بتسوء أكتر.

منه: طيب والعمل؟ البنت هتموت! نطلب الإسعاف طيب؟

حمزه: لا، إن شاء الله خير. بصي، ادخلي الحمام وافتحي الميه الساقعة في البانيو وأنا هجيبها.

شال جوري وحطها في البانيو، وأول ما الميه لمستها اتنفضت بين إيديه. حاول يهديها وقال: هششش، اهدي يا جوري، انتي كويسة.

منه: تعالي اسنديها وخليكي معاها شوية وراجع.

نزل من البيت وراح جاب العلاج اللي الدكتور قال عليه، وطلع تاني. دخل الشقة وشال جوري من الميه، حطها على السرير وقال: ساعديها تغير يا منه، وأنا طالع بره، لما تخلصي نادي عليا.

دخل بعد ما منه نادته وعلق لها المحلول وأداها العلاج. فضل نص ساعة قاعد معاها هو ومنه، وقاس لها الحرارة لقاها ٣٨.

قال: أنا هطلع أطمن عليهم، الحرارة بتنزل الحمد لله.

طلع وطمنهم عليها، ومازن أضايق لأنه مقلش لحد ونزل عندها لوحده.

قال بغيرة: كنت قول وإحنا ننزل معاك.

حمزه: أنا قلت لوالدي إني نازل وبعدين منه قاعدة تحت معاها، يعني أنا مكنتش لوحدي يا مازن.

حاتم: إيه يا جماعة، وحدوا الله كده، وبعدين الحمد لله إنها بخير.

مازن استأذن ومشي وقال إنه هيجي بكرة يطمن عليها.

حمزه قال بعد ما مشي: أنا مش عارف الواد ده بيكلمني كده ليه!

حاتم بضحك: سيبك منه، وقولي مالك ياض، مش على بعضك كده؟

حمزه: مالي يا عم؟ أنا كويس آهو.

حاتم: لا مهوا واضح، هعديها بمزاجي بس افتكر إني بير أسرارك لو حابب تكلمني في أي وقت.

***** 
تاني يوم جوري صحيّت لقت حاجة ساقعة على دماغها، ومنه قاعدة على السرير جنبها، وريحة في النوم.

صحتها براحة وقالت: منه، قومي، إيه اللي نايمك هنا؟

منه: جوري، الحمد لله إنك بخير، عاملة إيه دلوقتي؟

جوري بدهشة: هو إيه اللي حصل؟ أنا مش فاكرة حاجة!

منه كلمت حمزه وقالت: صباح الخير يا حمزه، جوري فاقت.

حمزه: الحمد لله، طيب قيسي الحرارة وانتي معايا وطمنيني، كل ده وجوري مش فاهمة حاجة.

منه: ٣٧ الحمد لله.

حمزه بفرحة : طمنتي قلبي، الحمد لله، طيب قومي، معلش، اعملي فطار ليكي وليها.

منه برفعة حاجب: آه، قولتلي طمنت قلبك، حاضر، يلا سلام.

جوري: هو في إيه يا منه؟

منه: إيه آخر حاجة فكراها؟

جوري: أنا كنت بصلي وكنت هطلع أسأل باشمهندس حاتم على النتيجة، ومش فاكرة حاجة غير إني دخت وحسيت بسواد قدامي وبس.

منه: انتي وقعتي قلبنا كلنا عليكي... وحكت لها اللي حصل.

جوري بتعب: كل ده حصل وأنا مش حاسة بحاجة.

منه: بصراحة، لولا حمزه كان زمانك فلسعتي، الواد فضل متابعني طول الليل، وكانت بتقلده.

اعملي كمدات ليها يا منه، قيسي الحرارة يا منه، فاقت ولا لسه يا منه؟ خلصت كلامها وضحكت.

جوري بكسوف: بس يا منه، الله يسامحك كده تخليه يشلني ويدخلني الحمام وكمان يطلعني وأنا مبلولة.
منه: بصي شهادة لله، الواد حمزه كان منزل وشه والله ومبصش عليكي خالص، ده حتى طلعك وحطك على السرير وخرج بره بسرعة وقال لي اساعدك تغيري.

منه حضرت الفطار وفطرت هي وجوري، وقالت: تعرفي يا جوري إني حبيتك جدا.

جوري بابتسامة: أحببك الله الذي أحببتني فيه.

جرس الباب رن، ومنه فتحت لقت بنت بتقول: دي شقة آنسة جويرية.

منه: أيوة يا قمر، انتي مين؟

قالت بكسوف: أنا مرام، جارتكم اللي في الأرضي.

منه: أهلا وسهلا بيكي، اتفضلي.

جوري: مرام عاملة إيه يا قلبي؟

مرام: الحمد لله، أنا عرفت إنك تعبتي بالليل وجيت أطمن عليكي.

منه: إيه ده انتوا تعرفوا بعض؟

جوري: أيوة، اتقابلنا صدفة واتعرفنا على بعض، ومكناش نعرف إننا ساكنين في نفس البيت.

مرام بحب: أحلى صدفة دي ولا إيه عشان اتعرف على القمر ده.

قضوا وقت طويل مع بعض، وقطع كلامهم جرس الباب.

منه: أنا هفتح يا بنات.

فتحت لقت حاتم، أحمد، حمزه، وكريمة.
 قالت: أهلا يا جماعة، اتفضلوا.

كريمة دخلت الأول وسلمت عليهم، وجوري دخلت بسرعة تغير لأنها كانت قاعدة بالبجامة.

طلعت وسلمت عليهم، وحاتم قال أول ما شافها: هو اللي يتعب يحلو كده، الحمد لله على سلامتك يا جوري.
جوري خدودها احمروا جامد وزادوا جمالها، قالت: الله يسلمك يا باشمهندس.

أحمد: ألف سلامة يا بنتي والله، كلنا خفنا عليكي جامد.
جوري بأحراج: الله يسلم حضرتك يا أستاذ أحمد، معلش تعبتكم معايا.
حمزه رد وهو مبتسم: مفيش تعب ولا حاجة، الجيران لبعضها.
جوري اتكسفت منه لما افتكرت إنه شلها، وسكتت.
كريمة بصّت لمرام وقالت: انتي بقي عندك إخوات يا مرام؟ و عندك كام سنة؟ شكلك صغير.
مرام بخجل: أنا عندي ٢٣ سنة، في آخر سنة ليّ كلية فنون جميلة، ومعنديش إخوات.
منه: الله، يعني بتعرفي ترسمي وكده؟
مرام: على قدّي يا منه.
جوري: تشربوا إيه يا جماعة؟
أحمد: أي حاجة يا بنتي.

الجرس رن وقطع كلامهم، وجوري فتحت لقت مازن قال بلهفة:  انتي كويسة دلوقتي؟ لسه تعبانة؟ نروح نكشف طيب؟
جوري: أهلا يا مازن، اتفضل، أنا الحمد لله بخير.
دخل وسلم على الكل وقال: جوري لو لسه تعبانة تعالي نطمن عليكي و نكشف.
حمزه بصله قوي وقال: هي بخير ومش محتاجة تكشف الحمد لله، الحرارة نزلت ولو كان فيه حاجة كنا هنكون أول ناس نوديها المستشفى.
حاتم شاف الجو بدأ يتوتر قال: إيه يا جوري، مش هنشرب حاجة ولا إيه؟
جوري: حالا اهو، دخلت المطبخ هي ومنه ومرام.
مرام بشغب: الله يسهله يا جوري.
جوري باستغراب: مش فاهمة قصدك إيه يا بت؟
مرام: وخدي بالك يا منه إن في ناس هتموت من الخوف عليها 😂.
منه: قصدك مين بقي؟
مرام: اللي اسمه مازن مثلا.
جوري بضحك: والله العظيم انتي هبلة، طبيعي يخاف يا بنتي مش إحنا إخوات وأصحاب؟
مرام: بس ولا وسكتت.
جوري: بس يا سوسة، أنا مليش في الكلام ده ومازن أخويا وصحبي وبس.
منه فرحت وقالت في نفسها: يا رب اللي في بالي يطلع صح ونفرح كلنا.

البنات طلعوا وقعدوا معاهم بعد ما قدموا العصير، وحاتم منزلش عينه من على مرام،
جوري شافته قربت منه وقالت بصوت واطي: بصراحة البت حلوة، آه، بس ربنا أمرنا بغض البصر يا روميو.
حاتم بارتباك: انتي فهمتي غلط، ده أنا ببص لمنه مش مرام.
جوري: منه برده ماشي لينا قاعده يا ميدو.
حمزه كان هيموت ويعرف بيقولوا إيه لبعض ويضحكوا.

مازن قرب وطلع علبة فيها سلسلة دهب عبارة عن قلب نص جواه صورتها ونص جواه صورت باباها ومامتها وقال:  اتفضلي يا جويرية دي هدية نجاحك.
جوري بفرحة: هو أنا نجحت بجد يا مازن؟ طيب جبت كام؟
حاتم فرح لفرحتها وقال: جبتي 95٪ يا ستي.
جوري مصدقتش وقالت: متهزرش يا باشمهندس حاتم وقول الصراحة.
مازن قال بحب: هتبقي أحلى دكتورة يا جوري إن شاء الله.
جوري دموعها نزلت من الفرحة وقالت: بجد يا مازن يعني أنا هدخل طب وأحقق حلمي وحلم بابا وماما.
مازن: أيوه والله النتيجة اهي، شوفيها بنفسك، وادها التليفون تشوفها.
جوري بدموع الفرح قالت: شكرا يا مازن، لولا إنك كنت جنبي ومعايا في الفترة دي مكنتش هجيب المجموع ده، أنا مش عارفة أشكرك إزاي.
مازن بحب: أولا، أنا ما عملتش حاجة تشكريني عليها، انتي اللي شاطرة ومجتهدة، وزي ما ربنا قال: إن الله لن يضيع أجر من أحسن عملا، وده نتيجة تعبك ومجهودك طول السنة دي وكمان بفضل دعوات أهلك الله يرحمهم اللي لسه معاكي.
جوري: الحمد لله يا رب، أنا كنت خايفة أجيبها جدا.

حمزه بابتسامة قال: لكل مجتهد نصيب وده ثمرة اجتهادك وفضل من ربنا سبحانه وتعالى، ألف مبروك يا دكتورة جويرية.

جوري بفرحة: الله يبارك في حضرتك.
مازن: طيب إيه إيدي وجعتني، مش هتاخدي الهدية بتاعتك؟

جوري: بس دي كتير وغالية يا مازن، مكنش فيه داعي لكل ده، وجودك جنبي أكبر هدية ربنا هداني بيها يا أحلى أخ في الدنيا دي كلها.

مازن  كان بيحاول يداري مشاعره اللي فضحاه ، قال بهزار: مفيش حاجة تغلي عليكي يا جوري، وأداها السلسلة وكمل كلامه: وبعدين يا بت ضمنتي إنك نجحتي ومسألتيش عليا يا خاينة العيش والشوربة.
جوري بابتسامة: هي مش اسمها العيش والملح برده ولا أنا بيتهيألي؟
مازن: لا، عيش وشوربة حتى، اسألي الباشمهندس حاتم.
                   الفصل الخامس من هنا
تعليقات



<>