رواية حرائق الحياة الفصل السادس6بقلم مهرائيل اشرف


رواية حرائق الحياة الفصل السادس6بقلم مهرائيل اشرف

الساعة عدّت نص الليل.
الجو في بيت عبدالجواد مش عادي… فيه ريحة حاجة محروقة في الهوى، كأن ذكرى تقيلة سايبة أثرها.
وكل خطوة جوّا البيت كانت بتقربهم من حفرة، مش معروف آخرها راحة… ولا نهايات تانية.

هند كانت قاعدة في الصالة، وشها مش على بعضه، وبتفرك إيديها بتوتر، وعنيها كل شوية تبص للباب.

سليم طلع من أوضة أبوه، صوته هادي بس مرّ:

– "أبويا وصل له خبر... وعارف إن الظرف بقى في إيدك."

هند وقفت، إحساسها وقع من فوق:

– "يعني هو..."

– "قالّي بالحرف: اللي يقرب من النار... لازم يتحمّل حرارتها."

حست بكهربا بتجري في جسمها، وقالت:

– "يعني ناويين يخلّصوا عليّا؟"

سليم ما ردش… بس عنيه قالت أكتر من أي كلام.

---

في الجراج القديم عند طرف البلد، تلات رجالة قاعدين، وقدّامهم خريطة، وتليفون فيه صورة بيت عبدالجواد.

واحد منهم، لابس جاكيت جلد، قال:

– "الخطة تبدأ 3 الفجر. البنت لازم تختفي… وسليم معاها."

التاني، أصلع وبارد، سأل:

– "والورق اللي معاها؟"

– "لو ما اتلمش، هينكشف اللي ورا الستار كله."

---

في البيت، هند صوتها علي فجأة:

– "أنا مش هسكت! ولو حصل لي حاجة، في نسخة تانية من الورق، في مكان محدش هيخمنه."

سليم شدّ نفسه:

– "فين؟ قوليلي فين يا هند؟"

– "مش هقول… إلا لما أعرف إنت معايا ولا ضدي!"

بص ليها لحظة، وبعدها طلع قطعة معدنية صغيرة من هدومه، وحطها على الترابيزة:

– "أنا في صفّك… بس لو لعبتي بيا، هنغرق سوا."

---

برا، نفس الشخص اللي كان بيراقب من أول، لابس غامق، واقف عند سور البيت.
قال في تليفونه:

– "سليم بقى واقف معاها… وبيخبيها."

الصوت التاني رد:

– "يبقى النهارده... يختفوا التلاتة."

---

الساعة قربت 3.
عربية سودة من غير نمر وقفت في آخر الحارة.
خرج منها "زين" — شاب ملامحه فيها وجع، وجواه حاجة مش سهلة.

دخل البيت من غير ما يدق.
هند أول ما شافته، وقفت، اتسعت عنيها:

– "إنت؟! إزاي؟ إنت مش..."

قال بصوت هادي، بس مسموم:

– "كنت غايب… ورجعت. عشان آخد اللي ليا منكم كلكم."

سليم دخل، وشه تصمّم:

– "زين؟ إنت أخو..."

زين قاطع:

– "أخو اللي ضاع… بسبَبك."

سليم اتشدّ، وزين كمّل:

– "كل اللي حصل سببه إنت… الورق، السكوت، وحتى هي!"
بص لهند، وقال بحزن:

– "كنت شايفك نور، قبل ما تروحي الضلمة بإيدك."

هند ما ردتش… الكلام خبط جواها جامد.

---

فجأة، سمعوا صوت قوي برا.
البيت اتهز.

سليم جري على الشباك:

– "كمين! إحنا تحت المراقبة!"

زين، اللي كان ماسك قطعة معدنية، رماها وقال:

– "مش جاي أخلص… جاي أفضح. بس الوقت خلاص راح."

هددهم:

– "اللي جاي مش لعب… اللي جاي كشف. وانتو في النص."

---

هند بصّت للظرف، وبعدين لسليم:

– "اللي حوالينا بقى دخان… يا نولّع بيه، يا نخرّج النور."

سليم قرب منها:

– "الاختيارات خلصت… إحنا دخلنا سكة ما فيهاش رجوع."

                     الفصل السابع من هنا
تعليقات



<>