رواية رحلة البحث عن متحرش الفصل السابع7بقلم سلمي خالد
صلوا على الحبيب🤎
لا تنسى لاڤ يا صديقي🤎✨
الفصل السابع (نهاية المتحرش الأول)
عزيزي أنت الآن بمهمة إيبادة المتحرش فأحذر أن يمسك بأفعاله الدنيئة وتصبح أحد ضحاياه!!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_ قُلت لاء يعني لاء وتبقي بتحلمي إني أخلي حد يتحرش بيا.
قالها حربي بتصميمٍ قوي، لتعبس ملامح عاليا وهي تشير نحو الحارة قائلة:
_ يا حربي مصعبش عليك عم مصطفى ومش عايز تاخد حقه؟
تشنجت معالم وجهه بحنقٍ يجيب:
_ وهو عشان أجيب حقه لزمًا أفرط في عرضي!!
اتسعت عين عاليا بصدمة قائلة بذهولٍ:
_ عرض إيه يا حربي دا تحرش نفسي.
حرك رأسه بإصرارٍ متمتمًا:
_ التحرش تحرش يا حبيبتي في الأخر هيدشملني زيه.
اختنقت عاليا من رفض حربي المستمر لتردف بانزعاج:
_ يوووه بقى طب دلوقتي عايزة حد يدخل لعز دا عشان يتحرش بيه.
_ بالله عليكِ شايفة الجملة عاملة إزاي؟ يرضي ربنا اللي بتقوليه دا؟؟؟
نطق باستنكارٍ على حديثها، فردت عاليا بتذمر:
_ في إيه يا حربي أمال لو تحرش إياه كنت عملت ايه!!
عض على شفتيه السفلى بغضبٍ ينظر نحوها بضيقٍ، بينما حاولت استعطتفه بنظراتها ولكن رفض بردٍ صريح:
_ لو عملت قرد يا عاليا لاء يعني لاء هاتي غيري.
زفرت باختناق تنظر حولها بضيقٍ، لا تعلم من أين ستأتي بأحد ليفعل تلك المهمة التي يشك بها، أرتفع صوت كوكي مناديًا فتى بالقهوة لتلتمع عين حربي بشدة قائلًا بمكرٍ:
_ بقولك إيه هبه ليها دلال على أرنبة؟
قطبت عاليا جبينها لدهشة تردف بتعجبٍ:
_ دلال!! ايه دلال دا؟
_ ركزي يا عاليا وخلصينا ليها دلال ولا لاء؟؟
احتدت نظراتها بسخطٍ تردف بغضب:
_ ما تقول معني دلال دي إيه؟؟
مسح على وجهه بضيقٍ ثم أجاب:
_ بتعرف تقنعه لو عايزة حاجة؟
مطت شفتيها بعدم معرفة، ليردد حربي بعصبية:
_ لو فضلتي عبيطة كده هتشيلي المشروع وتبقى أم ملحق يا عاليا.
شهقت من كلماته تردف بضيقٍ:
_ أعوذ بالله من فالك.. كل دا عشان معرفش ليها دلال ولا ملهاش!!
أشاح حربي بيده ينطلق نحو كوكي الذي يجلس على مقعد بالقهوة، ليهتف حربي باستفهام:
_ بقولك إيه يا معلم كوكي ليك حفلات تانية غير حفلات الاعتذار؟
أومأ كوكي بفخرٍ يضع يده على صدره قائلًا بغرورٍ:
_ محسوبك منظم حفلات حارتنا أي فرح.. عز اعتذار.. حتى عركة..
_ أثبت على عركة دي الحفلات حلوة فيها ولا هتكسفنا.
ضرب كوكي مؤخرة رأسه يردف بانفعال:
_ عيب يا هندسة برقبتي هتسد.
_ حلو حلو أوي.. بقولك ايه عايز أعرف الفقرات بتاعتكم.
أجاب كوكي بثقةٍ:
_ كل اللي قلبك يحبه.. بنجيبه مربوط زي الخروف وبعدها بنوجب معاه بعلقة حلوة وبعدها بنحطه على أول شرعنا وطابور عرض بيعدي عليه يبصم على قفاه وبعدها نفس الطابور بس يبص على خده الجميل.. ونشوف كان مؤذي بأنهي جزء ونعلمه الأدب فيه.
اتسعت ابتسامة حربي الخبيث ليردف برغبةٍ جامحة بالانتقام:
_ لا خلينا نبصم على قفاه ووشه عجبتني الفقرة دي.
ثم أكمل بهمسٍ:
_ استنى يا عز الكلب هظبطلك حفلة تشفي غليل اللي شوفته بسببك.
عاد حربي يسحب عاليا معه دون أن تفهم شيءٍ، ولكن اتفقت مع حربي بأن يأتوا بالمساء حتى يعلموا شخصية عز التي استنتجت عاليا صفاته ويقنعوا أرنبة بالذهاب له.
**************
رفع أربعتهم قدح الشاي بوقت واحد يرتشفون منه ثم أنزله بنفس الوقت سويًا، يجلس أرنبة ثم هبه ثم عاليا وبالنهاية حربي على أريكة واحدة، يشردون بهذا البحث في صمت، حتى قاطع هذا الصمت صوت أرنبة يردد بترقب:
_ هو مش البحث عن المتحرش بس ولا إيه؟ بتعملوا إيه بالمتحرش بيه؟؟
زفرت هبه بمهلٍ تجيبه:
_ ما لما نجيب المتحرش بيه هنعرف مين المتحرش.. وخاصة بقى بيبقوا مستخبيين أوي.
أومأ أرنبة بفهمٍ، فلكز حربي ذراع عاليا التي تألمت من قوته، ولكنها فهمت مراده لتلكز عاليا صديقتها كي تتحدث، تأوهت هبه منها ترمقه بنظرة غاضبة ثم استدارت لأرنبة الذي لا يزال يرتشف من قدحه قائلة بدلال:
_ أرنوبتي!
حدسه يقول أنها تريد شيء فنظر لها ليجدها تتدلل عليه بعينيها، ليردف أرنبة بشكٍ:
_ مش مرتحالك يا هبه حاسس بمصيبة!!!
ابتسمت ببراءة قائلة بدلالٍ واضح:
_ كده يا أرنوبتي تقول عليا كده!!
ارتجف قلب أرنبة من دلالها يتمتم بحمحمة والمكر يملأ حدقتيه:
_ اسمعي مني وهاتي حضن كتب الكتاب.
حاولت تمالك أعصابها قبل أن تغمسه بالشاي ليوقف هذا المكر، ولكن ما من طريقة لاستدراجه سوى هذا الحضن الأبله الذي يريده فهتفت بإماءة خجولة زائفة:
_ موافقة بس بشرط.
تهلل سريره بفرحةٍ غريبة، كأنه طفل فاز بمسابقة عجيبة، ليردف بموافقة:
_ موافق طبعًا هاتي الحضن.
انتفضت هبه من الأريكة تنظر له بحنقٍ قائلة بغيظٍ:
_ اسمع الشرط يا أرنبة عشان فيه مستقبلك يا حبيبي.
تبخرت بسمة أرنبة ما أن رددت بتلك الكلمات، ليسأل بشكٍ:
_ مستقبلي!! إيه الشرط دا.. قلبي بدأ يتقبض؟
_ هتروح تقدم في شركة مصطفى وتحاول تخلي عز يتحرش بيك معنويًا.
انتفض من مكانه بغضبٍ جامح يردف بحدة:
_ دا أنتِ هدشملي مستقبلي..عايزاني أروح بنفسي لمتحرش أقوله أرجوك اتحرش بسرعة أرجوك اديني الجرعة أنتِ اتهبلتي!!
عبست ملامح هبه بضيقٍ تجيبه:
_ أنا عارفة الموضوع صعب عليكم كـ رجالة بس أنت قدها يا أرنوبتي.
قالتها بنوعٍ من الدلال لعله يوافق، ولكن رد ساخطًا:
_ أرنوبتي!! بقولك إيه أنتِ مش وش حنية فأحذفي كلمة أرنوبتي دي من قاموسك دا عشان مزعلكيش يا مصلحنجية.
أشعل فتيل غضبها فقد حاولت بكل الطرق ولم ينفع؛ لذا فال تستخدم العنف لتصيح بحنقٍ:
_ لا بقولك إيه مش سكتناله دخل بحماره..
_ حماره!!
قالها أرنبة بصدمة، لتسترسل هبه بعصبية:
_ أنت هتروح هناك وهتخليه يتحرش بيك ولو متحرش بيك أنت اللي هتغرغره وتخليه يتحرش بيك برضو.
اتسعت عين أرنبة بصدمة من كلماتها، يقف بموجهتها بتحدٍ واضح، أسفل نظرات عاليا وحربي اللذان يكملان قدح الشاي وكأنهما يران فيلم:
_ بقولك إيه لمي حمارك أنتِ.. أنا سكتلك من الصبح.. ثم أنتِ إيه يا شيخة معندكيش رجالة تخافي عليهم بتفرطي في جوزك كده للناس يتحرشوا بيه!!
ابتسمت هبه ببرود قائلة بنبرة حاسمة:
_ قسمًا بالله لهتروح يا أرنبة أنا خدت معاد الانترفيو خلاص وأنت الوحيد اللي ينفع تقدم عشان أنت خريج آداب جغرافيا GIS وهما طالبينه.
ثم أضافت ببرودٍ:
_ وأنا مبنزلش حلفان ليا.
شهقت عاليا بصدمةٍ ليسأل حربي بتعجب:
_ شهقتي كده ليه؟
نظرت له عاليا مجيبة:
_ أصل طالما هبه حلفت يبقى أرنبة رايح رايح وأبقى قابلني لو عرف يخرج من هنا غير على شركة عز..
دُهش حربي من قدرات هبه، ليردف بتعجب:
_ لدرجة؟!!
أومأت عاليا بجدية متمتمة:
_ هي هبه غلبانة بس لو الموضوع دخل فيه عند بتبقى ست قادرة.
ابتسم حربي بتشفي واضح يردف مكملًا تطلعه لهما:
_ربنا يقدرك يا هبه عليه.. هو طيب ويستاهل الصراحة.
_ أنتِ بتحلفي عليا!! لا أظاهر عايزة يتعملك إعادة ضبط مصنع.
قالها أرنبة بانفعالٍ، لتقترب هبه تنظر بحدقتيه بحدة مخيفة أثارت توتر أرنبة قائلة بصوتٍ فحيح:
_ أنا واحدة خلت أبوها يتعجن في الأتوبيس.. فمش باقية على حاجة تانية يا أرنبة.. تحب تتعجن ولا يتحرشوا بيك؟؟
أزدرد لعابه من رؤية نظراتها المتحدية القاسية، نعم إنها مرأة جبارة كما ينعتها بسره الآن، نظر لها ثم نظر لأصدقائه قائلًا:
_ هتغروه إزاي قصدي هتوقعوه إزاي؟؟
ابتسمت هبه برضا قائلة:
_ أرنوبتي حبيبي بيسمع الكلام.
رمقها بنظرة حانقة، يشير لها بكفه:
_ روحي أعمللنا شاي ولا حاجة نطفحها أما نشوف المتحرش باشا دا هنغرغره بإيه!!
ذهبت هبه بهدوءٍ ووداعة جعلت أرنبة يتمنى أن يقتلها، بينما تحدثت عاليا بمواصفات التي جمعتها عن شخصية عز:
_ بص هو شخصية نرجسية.. دايمًا بيحب نفسه وبيحب الضوء متسلط عليه.. كله يشكر فيه ولو لقى حد أحسن منه بيبدأ وقتها عملية التحرش.. إنه يهينك ويقلل منك.. وأنت وشطارتك بقى تخليه يشتم وغيره المهم استفز فيه أنه ولا حاجة وقاومه أوي عشان يتحرش بيك أكتر..
حرك أرنبة رأسه بمللٍ يجيب:
_ ما تقولي راجل مصفر من جوا وبص...
وضع حربي يده على فم أرنبة ينظر له بتحذير قائلًا:
_ لسانك يا حبيبي.. وخلي اللي فهمته لنفسك.
أتت هبه بالشاي ومعه بعض الكيك ليبدأ الأربعة بتناولها ولكن تلك المرة بشرودٍ بما سيحدث بالغد.
************
سار بخطواتٍ متوترة، ينظر خلفه كل دقيقة حتى صدع صوت هبه تصيح به بعنفٍ:
_ بطل تبص وراك هتكشفنا.
_ ما تتلمي بقى أنا مش عارف أتلم على أعصابي ومش عارف الراجل اللي فوق دا هيعمل فيا إيه.
قالها أرنبة بضجرٍ عبر السماعة الموجودة بأذنه مخفية حتى يستطيعوا التسجيل له، لترد عاليا بتعجب:
_ يا أرنبة كل اللي هيحصل فوق إنه هيحاول يقولك كلام يحبطك أو ياخد أفكارك وأنت هتستدرجه للحارة اللي حربي قالك عليها بس.
زفر أرنبة ببعض الراحة فهذا ما جعله يوافق، سار نحو حارس الشركة يخبره بموعده مع مقابلة عمل، وبالفعل أخذه الحارس للطابق الثالث حيث يقبع مكتب عز الدين، ليجلس أرنبة بتوترٍ يتنظر دوره، استمعت مساعدة عز الدين الخاصة إلى الجرس لتنظر نحو أرنبة قائلة بهدوء:
_ دا دورك يا أستاذ أحمد أتفضل.
نهض أرنبة ينظر نحو حلته برضٍ فكانت من قميص أبيض وحلة رصاصي اللون، دلف أرنبة بثقةٍ أكتسبها عبر الزمن يردد بهدوء:
_ أهلًا يا بشمهندس.
ضغط عز على يد أرنبة بطريقةٍ مريبة جعلت أرنبة يسحب يده سريعًا بتوترٍ، ليبتسم عز باتساع:
_ أتفضل يا أحمد أقعد.
ازدرد أرنبة لعابه بصعوبةٍ يشعر بتوتر من نظرات عز الفاحصة، فلم يتوقع طريقتها هكذا، ليتمتم عز بمكرٍ:
_ قولي يا أحمد أنت متجوز؟
_ آه ربنا منْ عليا بنعمة الستر واتسترت واتجوزت.
قالها أرنبة سريعًا ولا يعلم ماذا سيفعل به هذا الرجل العجيب، فعاد عز يسترسل بعبوس:
_ خسارة.
جحظت عين أرنبة بصدمةٍ ينكمش بمقعده بخوفٍ من كلمته معلقًا عليها:
_ خسارة إيه حضرتك!!
زادت مطت شفتيه يجيبه بضيقٍ:
_ إنك متجوز أنا بحب اللي يشتغل معايا يكون سنجل.
_ يالهوي أنت بتقول إيه!!
قالها أرنبة بذعرٍ يحاول النهوض ولكن سبقه عز يقف واضعًا يده على كتفه قائلًا بهمسٍ:
_ مالك متنشن ليه يا أحمد.. خليك relax (هادي).
صمت عز عن الحديث، بينما شعر أرنبة برغبته بالبكاء، يتشبث بملابسه، يخشى أن يتم اغتصابه!!
هكذا توصل تفكيره بتلك اللحظة بينما نظرت هبه نحو عاليا قائلة بصدمة:
_ بت أنتِ هو عز دا متحرش من أنهي نوع.. أنا جسمي لبش من كلامه.
ازدردت عاليا لعابها بخوفٍ، ثم أسقطت بصرها على حربي مرددة:
_ حربي.. مستقبل أرنبة هيضيع بجد!!
مسح حربي على وجهه يشعر بتوترٍ حقيقي، ينظر للهاتف ليسمع عز يردف بثقة زائدة:
_ أنا عارف إن شخصيتي مهمة أوي وأنت هتتوتر بس متقلقش من حاجة.
سبه أرنبة بعنفٍ في سره يتوعد أن يكيله بالضرب إن سمحت له الفرصة، ابتسم أرنبة بصعوبةٍ قائلة بعدما أتلف جهازه العصبي بالكامل:
_ أكيد يا بشمهندس.
_ قولي يا أحمد سمعت عن إنجازاتي؟
كسر أرنبة غروره بجوابه الفظ:
_ لاء.
تبخرت بسمته ونظر له بأعين متسعة، يردف بذهولٍ:
_ أنت إزاي جاي شركتنا ومش عارف إنجازتي؟؟
ابتسم أرنبة بسماجة يجيبه:
_ لإني جاي أعرض شغلي اللي متأكد منه إنه هيعجب أعضاء الشركة.
تخلل الغضب قلب عز ينظر له بأعينٍ تلتمع بالحقد قائلًا بحدة:
_ أنت مرفوض يا بشمهندس اتفضل أمشي.
ابتسم أرنبة باستفزاز جعل عز يكاد يجن جنونه وخاصة بعدما قال أرنبة بغرورٍ:
_ كنت واثق إن الجهلة بس هما اللي هيرفضوا مشروعي مع إن اللي هيشوفوه هيتبهر بيه جدًا.
استدار يسير ببطءٍ نحو الباب، ليهتف عز بحدة:
_ استنى هنا أنت مين عشان تشوف نفسك.. أنت حُسلة يا أحمد وزيك زي باقي المهندسين هنا.. لا بتفهم ولا بتفكر.
علق أرنبة بسخرية:
_ قول بقى إنك خايف إني اشتغل هنا فتروح عليك زي ما مصطفى خلها تروح عليك كنت أسمع دايمًا عن إنجازاته!
ضغطت على وترٍ حساس للغاية، لينظر نحو بنوعٍ من الغاضب، يردف بصوتٍ فحيح:
_ دا أخر واحد يحاول يثبت نفسه في وجودي.. عارف ليه عشان أداس عليه يا أحمد ولو اشتغلت هنا هتكون عبد زيك زيه بظبط.. أقولك روح مكتب مصطفى وشوف وشه مكسور إزاي.
شعر أرنبة بمرارة التي يمر بها مصطفى، كيف له أن يسمح بتحكم ذلك المتعجرف، هتف أرنبة وهو يشيح بيده كأن عز شخص عادي:
_ هو أنت شايف نفسك على إيه.. بصراحة أنا مش شايفك شخص مهم عشان تتكلم عن زمايلك كده.. أنا همشي عشان مبحبش أضيع وقتي مع ناس زيك مبيفدوش.
شعر عز بإهانة لم يتلقَ مثيل لها، فمن حاول الوقوف أمامه كان يقضي عليه بسخرية والإذلال، ولكن هذا الفتى خارج نطاق منطقته ليصبح متعجرفًا معه، هدر عز بعصبية مفرطة:
_ أستنى هنا أنا بكلمك.
فتح أرنبة الباب يردف بثقةٍ:
_ لو عايزني اتنازل وأشتغل معاك يبقى تشرفني وتشوف المشروع اللي هينقل شركتكم في حتة تانية.
نظر عز بتحدٍ له، ينوي سرقة هذا المشروع ويطرد أرنبة شر طردة أمام الجميع بعدما يقلل من شأنه أمامهم.
تحرك عز يحمل سترته بكامل غطرسته، يسير نحو أرنبة قائلًا:
_ وريني مشروعك يا بشمهندس لما نشوف أخر التجديد.
زحفت بسمة خبيثة لشفتي أرنبة، يردف بغرورٍ أحرق عز:
_ طب تعالى ورايا.
عض عز على شفتيه بغيظٍ، يسير مع أرنبة بوجهته، بينما حرك حربي محرك السيارة قائلًا بسعادة:
_ يلا عشان الحفلة هتشتغل.
**************
تعجب عز من اقترابهما من منطقة شعبية ولكن حقده وغضبه من هذا المتعجرف أرنبة جعلته أعمى لا يرى سوى أنتقامه منه، أوقف أرنبة سيارته يردف بلهجة حادة:
_ أنزل.
رمقه عز بنظرة مشمئزة، ثم تحرك من السيارة وما كاد أن يتحرك خطوة بالشارع حتى وجد أحدهم يمسك ذراعيه من الخلف يردف بصوتٍ عالي:
_ يلا يا رجالة طابور العرض هيبدأ.
تجمد عز بذهولٍ مما يراه يشعر بوجود مكيدة وقع بها، وما كاد أن يقترب منه الرجال حتى أرتفع صوت مصطفى يلهث من محاولته لأن يتأتي سريعًا:
_ وقف يا كوكي اللي هتعمله.
عبست ملامح كوكي ما أن سمع صوت مصطفى، بينما تقدم حربي وأرنبة من مصطفى بتعجبٍ، فهتف حربي وهو يرمق عز باشمئزاز ضايقه:
_ ليه يا عم مصطفى سبنا ناخد حقك!!
اتسعت عين عز بصدمة، بينما حرك مصطفى رأسه يجيبه بهدوءٍ:
_ لو عملت كده هبقى زيه يا حربي وأنا عمري ما أذيت بني آدم.. مش عايز أندم بعد ما ناري تحرقه.
ابتسمت عاليا وهبه برضٍ من حديث مصطفى، فيبدو أن حديثه مع الأخصائي أتى بنفعٍ، بينما تقدم مصطفى من كوكي ينظر له قائلًا:
_ سيبه يا كوكي.
تركه كوكي على مضض، ليسترسل مصطفى بقوةٍ:
_ أنا النهاردة ربنا بعتلي حاجة هتجبلي حقي منك عارف إيه؟
ضيق عز حدقتيه بترقب، ليهتف مصطفى بشجاعة:
_ لسانك يا عز.. النهاردة حكيت بلسانك إنك أذتني وبهدلتني.. كسرتني قدام نفسي وقدام الموظفين اللي في الشركة.. عارف يعني إيه أروح ألقي نظرة شماتة وشفقة في عيونهم..
أبتلع مصطفى مرارة حديثه يكمل ليواجه هذا الواقع المرير:
_ أنت بسببك ضيعت سنين عمري في شركة وموت نفسي بالحياة.. فيها إيه لو المهندس يعامل الموظف والفني باحترام.. ماهو بني آدم زيك زيه.. ليه بتشوف نفسك عليا وعلى غيري وعايزني أمشي زي العبد وراك وأمدح وأطبل ليك..
اضطرب عز من حديثه يرتد للخلف، بينما استطرد الأخر حديثه بقوةٍ:
_ وعشان مطبلتش لك.. فتسرقني وتكسر نفسي بس الحمدلله ربنا عادل فوق سبع سموات بعتلي الشباب دول عشان ينقذوني من تحت إيدك ومن ظلمك وغطرستك اللي ملهاش لزمة وبكرة هاخد تعويض عن اللي عملته فيا وهتلف ورايا عشان اتنازل وأنا وقتها عمري ما هفرط في حقي... أمشي يا عز أمشي عشان دقيقة كمان وهخلي أهل الحارة يعملوا الحفلة.
هرب عز من أمامه وهو يتوعد بالانتقام بينما استدار مصطفى نحو حربي وعاليا وكذلك أرنبة وهبه، يردف بشكرٍ وامتنان:
_ أنا بشكرك يا حربي أنت وأرنبة والبنات.. ربنا جعلكم سبب كبير عشان أفوق ولساني يتكلم.. يمكن كنت ضعيف عشان لوحدي زمان بس دلوقتي أنتم شجعتوني أكمل وأنطق بحقي مسكتش عليه.. أنتم خير البلد دي.
شعر أربعتهم بالفخر لما فعلوه، نعم لقد تعذبوا بالأمر وتعرضوا للكثير من الأذى ولكن حلاوة النهاية كانت جبرًا لكل ما أتعبهم.
صمم مصطفى على أن يتناول الشباب معه الغداء ليصبح كما يقال بالمصرية" بينا عيش وملح" ثم غادروا الحارة، بينما حبطت أحلام كوكي في تنظيم الحفلة ولكن وعده حربي بوجود حفلة أخرى وسيأتي له على الفور.
************
" إن أصعب الظُلم أن يكمم أحدهم فمي فلا استطيع البوح عن حقي، هكذا يفعل المتحرش بالضعفاء، يلتقط ضحيته من وسط الجموع ليقتل أبرأ ما بداخلها دون الاهتمام بحقها في التعبير أو بالحديث..
هذا ما حدث مع مصطفى وعز.. كمم عز فم مصطفى لسنوات يفني حقه، ليقع مصطفى ضحية لعز ويقع عز ضحية نفسه ووقعت نفسه ضحية لشخصية كونتها أسرته... هي دائرة كريهة تستمر بشكل مفرغ لا نهاية له، فتستمر ضحايا عز ويستمر وجود المثيل لعز ويستمر الأهل بتربية الخاطئة دون وعي بجُرمهم..
أيها السادة من الجاني بتلك الدائرة الكريهة أهو مصطفى الصامت عن حقه؟
أم عز ذو شخصية نرجسية؟
أم والدي عز السبب في تكوين تلك الشخصية؟
أين هي الضحية التي سيراها القانون ومن سيُحكم عليه بالقانون؟
الضحايا كثيرون و الجُناة لن ينتهوا. "
أغلقت عاليا الحاسوب بعدما اختتمت كتابتها عن النوع الأول، تنظر نحو هبه النائمة على الفراش بتعب، لتنهض هي وترافقها في تلك النومة.
*************
_ النوع التاني هو التحرش الإلكتروني ودا دورك أنت وهبه اللي تبحثوا في الموضوع وتجيبوا المتحرش.
قالها حربي بجدية، لتعبس ملامح أرنبة بضيقٍ ولكن ما بـ اليد حيلة فحربي وعاليا هما من تحركا بالنوع الأول، ليصدع صوت أرنبة بجدية:
_ بس هتساعدونا.
أومأ له بالإيجاب، لتهتف هبه بتوترٍ مرددة:
_ هو بس في مشكلة صغنن أوي يا أرنوبتي!
مسح أرنبة على وجهه قائلًا:
_ اشجيني يا هبه ما أنا عارف بعد أرنوبتي دي هتقوليلي خلي واحد يتحرش بيك.
_ برڤو عليك عرفت إزاي؟
جحظت عين أرنبة بصدمة، فهو لم يقصد المعنى الحرفي لكلامه ليهتف بذعرٍ:
_ نــــــــــــــعم هو أنتم موركمش حد تفرطه في شرفه غيري!!