رواية خسوف القمر الفصل العاشر10 بقلم نداء علي


 رواية خسوف القمر الفصل العاشر10 بقلم نداء علي
وما أقسى الندم مع عشق يتزايد ولم نعطه في الماضي ما يستحقه.. هل قمره الآن بين يدي غريم لاح في الأفق بعدما ظن أن السماء خالية من أي ضوء سواه.
يحثه قلبه المشتعل بنيران الرفض لذاك القرب أن يهرول الى يامن وينتزع قمر من بين يديه عنوة ويستوقفه عقله فقد قرأ بعينيها مشاعر وليدة تؤكد له أن الرجوع إليها بات مستحيلاً. 
تنهد في تعب ونفى لعقله ما يدور بداخله واستحضر ثقة واهية ترجع الى مخيلته المريضة هامساً لنفسه.
مؤكد هو لم يدر بعد بأمر تشوهها، وبالأخير سيبتعد فشاب كهذا محال أن يرتبط بفتاة مشوهة، لم ولن تجد رجلاً يتمناها ويرتضيها زوجة سواي، هي لي تلك فرصتي ولن اضيعها فقلبي لم ينبض لإمرأة غيرها. 

تقدم بخطوات وئيدة متحدثاً بغيظ قائلاً :

ابتعد قليلاً فهي متعبة، سأحملها أنا.

نظر إليه يامن وللمرة الأولى ترى قمر وجهاً جديداً بيامن، فهي اعتادته غامضاً، هادئاً. 

يخطو بتمهل ولا يتسرع مطلقاً فلمَ الآن ترى بعينيه شراسة مخيفة وتحذير لا يستهان به جعلها تبتعد عنه وتتكأ على الحائط المجاور لها هامسة اليه بخجل قائلة:

أنا بخير ولا داع للقلق بشأني، بإمكانكما الذهاب وانا وأمي سنستقل حافلة.

 

نظر اليها بغضب قائلاً: 

إما أن تذهبي معي أو معه، لن اتركك بمفردك..ة

 

وكم تمنت هي أن يقصد كلماته ماذا لو تمسك بها ولم يتركها مطلقاً ماذا أن بقى إلى الأبد.

تنحنح جاسر قائلاً: 

هو محق، لا يجوز ان تغادري بمفردك، هيا تعالي معي يا قمر.

 

لم يتحدث يامن وترك لها حرية الاختيار فأجابت بثقة.

 

سأذهب مع دكتور يامن.. أخبر أمي أني بانتظارها استمحيك عذراً.

 

تحرك جاسر بخطى مسرعة وابتسم يامن بانتصار وتنهدت هي في ضيق.

 

ترجلت سميحة من السيارة بعدما أخبرها جاسر برفض قمر للذهاب معه، حدثته باعتذار قائلة:

لا تهتم لما تقوله قمر الآن فهي مازالت غاضبة وناقمة عليك وسوف اتحدث إليها لاحقاً بعدما تهدأ وتستريح فما حدث معها ليس بهين.

 

جاسر في طاعة : حسناً يا خالة سأنتظر.

سوف أتبعكما بسيارتي كي اطمئن علي وصولكما.

 

سميحة : كما تشاء يابني.. سأذهب اليها كي يطمئن قلبي.

 

قاد سيارته بثبات وروية وكأنه يستمتع بوجودها جواره بينما غفت والدتها بالمقعد الخلفي من فرط إرهاقها وتوترها بالأيام السابقة.

 

تحدث يامن بخفوت بعض الشئ قائلاً: 

ألا تشعرين بالجوع ؟

ابتسمت قمر من خلف نقابها فالتقط بقلبه همسها الباسم لتتحدث هي بمرح 

لا ادري فقد مضى ثلاث ليال لم أذق فيهم نوماً ولا طعاماً وعندما كنت اغفو كانت تطاردني أشباح مفزعة.

نظرت إليه تتحدث بجدية مصطنعة قائلة:

لقد استشعرت نفسي مجرمة عتيدة الإجرام وانتابتني روح شريرة تحاول اقناعي أن وجودي داخل السجن مستحق، مؤكد أنني ارتكبت جرم ما وتناسيته. 

قهقه يامن قائلاً: 

هل تسخرين مني الآن ياقمر، أم أنك بالفعل قد ارتكبت جناية ما وتحاولين الهرب. 

نظراته أصابتها بتوتر فتلعثمت وتساءلت :

لمَ اخبرتني ان ما حدث لي يرجع إليك ؟

يامن : هل أنت هكذا دائما تجيدين الهرب من الأحاديث الهامة؟

قمر : ربما الهرب فن يجيده من يعلم ان المواجهة نهايتها خسارة وانهيار.

يامن : وكيف نتأكد من النهاية إن لم نسع الى الوصول اليها، لمَ الخوف ؟

أجابته بصدق :

فيما مضي لم اكن اعلم أن للخوف وجود.

لم يكن أنذاك صاحبي بل كان يخشاني. كنت أرى الكون مرتعاً، ربيعاً دائماً ضحكات ومرح، حب تحول الى عشق وحياة رائعة لا تشوبها شائبة .

أما الأن فقد صرت امرأة كهول، استشعر الهِرم بين حنايا قلبي، انا اشتاق إلىَ، إلى قمر، تلك ليست أنا، لم أعد أجدني، هل اشتقت الى نفسك من قبل؟ 

يامن بجدية : وهل يشتاق أحدنا الى ألم وأخطاء لا نهاية ولا حصر لها، لا مطلقاً لا أشتاق الى نفسي في الماضي.

 

لم تفهم قمر ما يقول فتحدثت بشرود :

 

اذاً لن تستشعر ما أقول 

اجابها بمرح مغزاه جدية وصدق:

بل لن تجد رجلاً سواي يستشعر ما تقولين ولكن بعض الأشياء يصعب البوح بها.

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

 

تبادلت علياء النظرات مع عثمان الثائر بشده لتهتف بهدوء مستفز.

 

لا استطيع إزالته يا عثمان فقد وضعت مثبت يصعب التخلص منه. 

عثمان : إذا ينبغي عليَ التأكد. 

شهقت والدته بفزع قائلة:

ماذا تقصد أيها المنحرف؟ 

قهقه عثمان : لم اقصد ما ورد الى خاطرك ولكن ما المانع ان اقبلها الآن وأرى إن كان أحمر شفاها ثابتاً أم يمكن إزالته.

اجابته والدته بجدية

 

تأدب يا ولد وهيا بنا لقد تأخرنا علي شقيقتك

عثمان : تعلمين يقيناً اننا لن نتزحزح من وقفتنا تلك إلا بعدما تستمع تلك العنيدة الى ما أقول. 

علياء : لن أفعل يا عثمان ولا شأن لك بي. 

عثمان محركاً سيارته بالاتجاه المعاكس

إذا علينا العودة الى المنزل فأنتِ لن تأتِ معنا.

تحدثت والدته باستجداء قائلة:

بالله عليك يابنيتي نفذي ما يقول فهو مثل أبيه يتحول الى ثور هائج عند غضبه. 

عثمان : إذا سأخبر والدي ونرى ما يقول.

والدته : إفعلها وأقص لك لسانك يا عثمان. 

عثمان بتحدي : أمامكم خيار واحد لا ثان له وإلا رجعنا الى البيت في التو، ما رأيك يا علياء؟ 

علياء بدموع : اللعنة عليك ألا تفهم أنا بالفعل لا أستطيع التخلص من أحمر الشفاه ذلك فقد حرصت على تثبيته وليس معي مزيل.

عثمان بغضب وجنون : تباً لك ولغبائك، وماذا انت فاعلة الآن. 

علياء بخفوت : لا شئ فجميع الفتيات يضعن مساحيق تجميل ولا أرى عيباً في ذلك كما أن حورية عروس جديد ومؤكد أن أهل زوجها يتطلعن إلى رؤيتنا فينبغي عليَ أن أبدو حسنة المظهر. 

عثمان : اصمتي فأنت كلما تحدثت زادت حماقاتك وتفوهت بما يدفعني الى الرغبة في قتلك.

نظرت اليه شزراً فاستكمل قوله:

لن أمرر فعلتك هذه مرور الكرام بل سأعاقبك عليها لاحقاً. 

علياء : وما شأنك يا عثمان، هيا أخبرني الآن أين كنت طوال سبع سنوات وللعلم كنت أضع من مساحيق التجميل ما أشاء وارتدي ما أشاء فهل عادت غيرتك ونخوتك بعد غياب أم كانت مغيبة؟ 

عثمان بتحذير : احترسي مما تقولين

علياء بملل : هيا تحرك ولا داع للتأخير هداك الله، ولا تكثر معيَ الحديث فأنت تصيبني بالاستياء.

تمتم عثمان اليها بتحذير : سنذهب الآن ولكن إن رأيتك خارج غرفة حورية أو نظر أحدهم اليك فلا تلومن إلا نفسك.

 

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

توقف يامن جانباً لتنظر اليه قمر بتساؤل صامت فأجابها باختصار.

سأحضر شيئاً ما واعود بعد قليل

اومأت اليه فغادر مسرعاً واغمضت هي عينيها بعدما نظرت الى والدتها فوجدتها تغط في نوم عميق.

تغيب يامن ما يقرب من ربع الساعة، كان جاسر واقفاً بسيارته على مقربة منهم يتمتم بسخط فكم تمنى تواجدها جواره والحديث إليها لكن يامن أطاح بفرصته.

امعن النظر تجاه يامن فوجده يحمل بين يديه بعض أكياس الطعام التي أتى بها من المطعم الذي دلف إليه.

تنهد في ضيق فقد سبقه في تلك الخطوة ايضاً، شد على شعره قائلاً:

ما خطبك يا جاسر هل أصابك الوهن ام ستعلن انسحابك دون السعي الى استعادة ثقتها، هل نسيت ما تحب قمر وما تكره عليك بالتقرب منها كما لو كنت لا تعرفها من قبل عليك بإثبات حبك وجعلها تقع في هواك مجدداً. 

استقام يامن في جلسته داخل السيارة وتساءل في حنو قائلاً:

هيا ارشديني الى الطريق فلا أود أن أضيعكما.

اجابته بصوت ناعس، بقيت دقائق قليلة ونصل الى وجهتنا، أود النوم الآن. 

يامن : حسناً، فقط عليك التركيز قليلا وإخباري عن المكان ومن بعدها بإمكانك النوم مثلما تشائين. 

دقائق أخرى مضت ليتوقف يامن وتستعد قمر الى الصعود الى شقتها، تحدثت الى والدتها بحب قائلة:

أفيقي يا أماه لقد وصلنا الى البيت. 

اعتدلت سميحة بفزع قائلة:

 

هل انت بخير يا قمر ؟

اجابتها قمر : أنا بخير، هيا بنا لقد تأخر الوقت للغاية. 

نظرت سميحة الى يامن قائلة:

جزاك الله خيراً يابني وحفظك من كل مكروه، لقد أتعبناك. 

يامن : حاشاك ياخالة بل هذا واجبي. تفضلي بالدخول كي أطمأن على 

صعودكما.

 

ترجلت سميحة وفي عقبها قمر لكنه استوقفها قائلة :

انتظري ياقمر، عليكما بتناول الطعام قبل النوم. 

قمر بخجل : لا داع لمَ أحضرت الطعام. 

يامن : لأنك مجهدة ولن ترغب في تحضير ما يؤكل لذا أحضرت وجبة سريعة عليك تناولها كامله بالهناء مسبقاً، تصبحين على خير. 

قمر : تصبح على خير، وأشكرك ثانيةً. 

أومأ إليه مبتسماً وغادر باتجاه سيارته وصعدت هي الى شقتها.

 

بينما جاسر واجماً لم يبعد ناظريه عن قمر ويامن 

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

 

عاد يامن الى بيته متعباً عاتباً على تلك الظروف التي لا تتح له مجالاً للاختيار بل تجبره دائماً على الانصياع الى أوامرها الصارمة.

 

يريد الأن أن يبقى ولكن محال فقربه سيؤذيها مرغم هو على البعد رغم يقينه أن البعد كاسر لها قبل أن يكسره هو.

 

هل ما يعانيه الآن هو حب أم يخيل إليه وان كان ما يستشعره الآن حباً فلمَ يتألم هكذا هل حلاوته ينبغي أن تنتهي بمرارة كالتي سيحياها.

 

دلفت اليه والدته تتفقده بقلق قائلة:

أخبرني ما الذي حدث يا يامن وأين كنت ؟

يامن باعتذار : عذراً يا أمي لم أتمكن من ترك قمر والسيد داوود. 

نهال بحنق : السيد داوود تحدث اليَ

وأخبرني بعودته الي بيته سالماً وعلمت وقتها انك بصحبة تلك الفتاة.

 

يامن : لقد كانت متعبة ولم استطع تركها. لقد خارت قواها ووضعت بالمشفى. 

نهال بقلق : يا إلهي وكيف هي الآن، تباً لك يا جمال ولعنادك الملعون. 

يامن : لقد صارت أفضل حالاً واوصلتها الى البيت هي ووالدتها.

 

نهال : ووالدك، هل تحدثت إليه ؟

يامن بتردد : أجل، لقد اتفقنا. 

نهال بخوف : اتفقتما على ماذا !

يامن سأرجع الى القصر وسأعمل معه.

 

نهال بقهر : محال، لن تعد إليه وتتركني بالله عليك لا تفعل. 

يامن بتعاطف : تعلمين انني لا أريد ولا أستطيع العيش دونك، لذا أطلب إليك العودة معي .

نهال : كيف تطلب اليَ أمر كهذا، لقد لفظت والدك خارج حياتي الى الأبد.

يامن بانهيار : ولكني أحتاجك بشدة. تعلمين أن رجوعي الى هناك بمفردي حكم بالإعدام .

احتضنته والدته قائلة: 

لا أطيق رؤيتك حزينا هكذا يا وحيدي.

 سنجد حلا لا تخف فانت أقوى مما تعتقد.

ألق بما يؤرقك بين يدي الله وتأكد انني معك اينما ذهبت لكنني مشتتة حالياً أحتاج فقط الى التفكير بروية لاتخاذ القرار الصائب.

 

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

كانت الاجواء صاخبة من حولهما الهمهمات متزايدة بين الجالسين حورية جوار والدتها تتكأ براسها الي صدر والدتها التي اشتاقت إليها كثيراً وعلياء ونسمة بالجهة المقابلة لها.

 

تبتسم نسمة الى حورية وتدعي علياء الابتسام بينما روحها تحلق باحثة عن ذاك الحبيب الغائب عن العين سنوات ولم يغب عن الفؤاد، تعلم أنه يختلس إليها النظر لكنها لا تقو على النظر إليه.

 

التقطت علياء صوت جديد لشخص قد أتى الي مجلس الرجال قائلاً:

السلام عليكم، كيف الحال ؟

سلم نادر على الجلوس فرحب به الجميع لكن عثمان وصوته الملبد بغيوم الغيظ والغيرة جعل علياء ترفع بصرها إليه.

 

تحدثت اليها والدة عثمان بخفوت قائلة:

لا تنظري تجاههم، ادعو الله أن يمر اليوم بسلام. 

تساءلت حوريه في فضول وترقب :

ما الأمر يا أمي، هل هناك خلاف بين نادر وعثمان !

تحدثت نسمة بتلقائية : هل هذا نادر الذي أراد خطبة علياء ؟

ضربت حورية بيدها فوق جبهتها قائلة:

لقد تناسيت ذاك الأمر، ياإلهي سنشهد صراعاً ممتعاً للغاية.

وكزتها والدتها بغيظ قائلة:

اصمتي يا حمقاء، هل تودين حدوث مشاجرة بينهما؟

علياء : لا قدر الله يا خالة، علينا الانصراف قبل أن يندفع عثمان كعادته.

 

اومأت اليها زوجة العم في ترقب قائلة:

اجل يابنيتي، هيا بنا وسنأتي إليك لاحقاً يا حورية. 

حورية بحزن : ابقي قليلاَ فقد اشتقت اليكم.

قبلتها والدتها قائلة بجدية:

ونحن اشتقنا إليك ولكنك مازالت عروس وينبغي عليك البقاء جوار زوجك واسعاده، اسعد الله ايامك يا حبيبتي.

احتضنت حورية ابنتي عمها وودعت والدتها وتوجهوا الى عثمان ووالده قائلين:

هيا بنا يا ابا عثمان لقد تأخر الوقت 

هب والد عثمان واقفاً وفعل عثمان المثل لكن نظراته كانت موجهه بتحذير الى نادر الذي بادله بتحدي قائلاً:

سوف أتي اليكم قريباً يا عماه.

 

والد عثمان : وهل تستأذن يا ولدي انه بيتك تأت متى شئت.

ابتسم نادر إليهم في ود وغادروا ولسان حالهم ترقب وحذر من ردة فعل عثمان الغاضب. 

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

يومان انتظرها ولم تأت ولم يقو علي مزيد من الانتظار، اجري اتصاله وبدأت دقات قلبه في التزايد مع رنين الهاتف. 

لحظات واجابته هي بلهفة وكأنها كانت عطشة الى صوته قائلة:

مرحباً دكتور يامن. 

يامن باشتياق : كيف تشعرين الآن ومتى تعودين؟

قمر بتأكيد : كنت انتظر اتصالك فلم ارغب في العودة دون أن تطلب اليَ. 

صمت هائل حل بينهما لم يدم طويلا فقد قطعه يامن قائلاً:

وها أنا أطلب إليك الرجوع اليَ، أقصد الى عملك.

ابتسمت وتركت لابتسامتها المجال لتزداد وتشرق وتنهد هو بارتياح وأغلق هاتفه ينتظرها كي يراها.

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

اقتحم عثمان غرفة والده بقوة قائلاً:

ما الذي يريده ابن الزيات منك يا أبي؟

والده بجدية : وهل هناك ما يمنع مجيئه إلينا أم انك تناسيت أننا صرنا عائلة واحدة. 

عثمان بجنون : أنت تفهم ما أقصده.

والده بتحذير : تأدب ولا ترفع صوتك هكذا وإلا لطمتك على وجهك يا ولد. 

عثمان : أبي بالله عليك لا تدع البراءة فأنت على يقين أن نادر أن أتي الى هنا طالباً علياء للزواج سأقتله لا محالة. 

والده بلامبالاة : وانا قد أخبرتك من قبل انك أن لم تكن راغباً بها فهناك الكثيرون سواك ولم تستمع اليَ.

 

عثمان بتحدي : لم ولن أرغب بسواها وتأكد انها لي مهما حدث ومهما فعلت. 

نظر إليه والده بنظرات يعلمها عثمان جيدا وكيف لا وهو شبيه بوالده حد التطابق فتراجع عثمان عن حدته قليلاً قائلاً :

بالله عليك زوجني ابنة اخيك فقد فاض بيَ الكيل ولم اعد أطيق بعداً. 

والده :  وإن أحزنتها مجدداً 

عثمان : لن أفعل 

والده : وإن فعلت؟! 

عثمان : افعل ما يحلو لك واي عقاب سأرتضيه. 

والده : حسناً، ولكن تذكر أنك حينها لن تحظى بفرصه ثالثة.

 

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

تحدث جمال الى نهال بجدية بعدما أجابت اتصاله قائلاً :

هل علمت بأمر يامن ورجوعه إلى جناحي ؟

نهال : وهل تعتقد انك انتصرت برجوعه اليك قهرا ودون إرادته، ألا تستحي من تجبرك. 

جمال ساخراً : استحي مما يا معلمتي الغالية، هل محاربتي لاستعادة ولدي جرم احاسب عليه ؟

نهال : الجرم هو ان تستغل نفوذك كي تسبب الأذى لأناس ابرياء، داوود وقمر ألم تقحمهما في انتقامك واجبرت يامن على الرجوع إليك لكي يدرأ عنهما الأذى. 

جمال : وهل نسيت أنت أن ذاك الداوود كان هائماً بك في الماضي قبل زواجنا. 

نهال : أنت حقاً مريض، لقد تزوج الرجل وانجب وكون أسرة وتناسى ما تقول بل ويتعامل معي كأخ ليس إلا، ويكفه مساندته ليامن .

جمال : لا يهم فقد سعدت للغاية بسجنه ولو عدة أيام استشعرت ارتياحاً هائلاً. 

نهال بحدة : وماذا عن تلك الفتاة المسكينة. 

جمال : امم، تلك المشوهة لا ناقة لها ولا جمل لكن القدر أوقعها بالمنتصف. 

نهال بتخوف : لمَ تدعها بالمشوهة؟ 

قهقه جمال قائلاً :

ألم يخبرك ابنك المصون أنها دميمة مشوهة! 

عليك الحذر يا نهال هانم فقد قرأت إعجاباً بين السطور وأنت تعلمين انني لن اسمح بمهزلة كتلك وأنت أيضاً لا أعتقد أنك ترغبين بزوجة مشوهة كهذه لولدك.

تعليقات



<>