رواية كله بالحلال
الفصل الحادي والعشرون21
بقلم امل نصر
عبر الهاتف كان الحديث الدائر بينهم الاَن، بلحظات الترقب الموجعة بانتظار النتيجة، واللذيذة في نفس الوقت في امل الوصال:- ايه الأخبار؟ خرجتيلهم ولا لسة؟
اجابتها ليلى وهي تتطلع من خلف جدار الطرقة المؤدية للحمام والمطبخ، والقريبة من غرفتها حيث تتمكن من التسلل لمراقبة المجتعين بصالة المنزل، تستشف الأوضاع وردود االافعال من الجهتين ، ثم العودة سريعًا لقواعدها كل دقيقة.
- لسة يا بسمة، انا منتظرة عزيز يندهلي مع ان المهمة دي حقها تبقى على ماما، لكن للأسف بقى، انتي عارفاها.
جاءها الرد بزفرة طويلة خرجت من عمق ما تحمله بداخله من قنوط:
- عارفاها يا ليلى، هي دي بيقدر يقف قدامها حد، حتى عزيز اللي كان ليه شنة ورنة، في الاخر برضوا رضخ ليها.
- متقوليش كدة يا بسمة، هو ليه ظروفه .
دافعت بها ليلى عن شقيقها، ولكن الاخرى لم تتقبل الاقتناع:
- خلاص يا ليلى مش هقولك، سيبك من الموضوع دا اساسًا وخلينا في الاهم، عايزين نتمم فرحتنا بيكي انتي وممدوح، يارب ننجح في دي ع الاقل.
- وموضوعك انتي وعزيز كمان يتم، دا برضوا عندي أهم .
عقبت على قولها بنزق:
- ماشي يا ليلى، بس خلينا دلوقتي في اللي حاصل، عايزه اعرف مامتك وبابا اللقاء ما بينهم ازاي؟ وانتي امتى هتخرجيلهم بقى؟
شبت ليلى بابصارها نحو مركز الجلسة، تجيبها بتركيز شديد:
- شايفة حاجة زي هدوء ما يسبق العاصفة، عمو شاكر بيتكلم وعزيز مندمج، وممدوح بيتدخل في بغض الاوقات، وماما لسة ساكتة.......
توقفت برهة تستدرك بارتياب:
- بقولك ايه، انا مش هستني حد يندهلي، اقفلي يا بسمة، انا رايحة اخدلهم اي حاجة معايا، حجة عشان ادخل بيها في ايدي عليهم.
حفزتها من محلها قبل ان تنهي المكالمة معها:.
- برافو يا ليلى، ايوة كدة انزلي ارض الملعب، وخوضي المبارة من اولها، لازم تبقي لاعب اساسا في ماتش تحديد مستقبلك، هستني منك تقرير اولي قبل ما يوصل بابا واخويا البيت، تمام.
- اشطة، ادعيلي بس انتي بالتوفيق:
- يارب يوفقك ياليلى ويعينك انتي وبابا وممدوح على منار القوية المفترية.
- يارب يا بسمة يارب
- ايوة يا استاذ شاكر انا سمعاك، كنت بتقول ايه بقى؟
رد الاخير وهو لا يغفل عن العنجهية التي تحدثه بها:
- يا هانم انا بتكلم على زوق البيت، جميل وعصري، مكدبس عليكي انا انبهرت، رغم ان عندي بيت اكبر منه ، وقريب قومت بتجديده، ف كلفت اشهر مكتب في البلد لتغير الديكور، ساعتها النتيجة كانت عجباني اوي، لكن دلوقتي وبعد ما شوفت بيتكم ، قدرت فعلا الحس النسائي، خصوصا لما يبقى الزوق لواحدة زيك كلاس، بزوق عالي زيك.
اعتلى تعابيرها ارتباك طفيف، تأثرا بمدحه، ولكنها اخفته سر لترد على قوله بفظاظة وعدم تقبل لهذه االمبالغة والتشتيت عن الغرض الأساسي من الزيارة؛
- مرسي اوي على المجاملة اللطيفة دي يا استاذ شاكر، بس اظن يعني ان حضرتك مش جاي هنا عشان تمدح في ديكور البيت ولا اهله وبس، ياريت تدخل في الموضوع وسبب الزيارة على طول.
- ماما..
غمغم بها عزيز من جوارها بهمس حذر، وعبس ممدوح
ضائقًا لجلافة تعامل هذه المرأة مع ابيه، والذي لم يتأثر من الأساس بل زاد تصميمًا، حتى تحول لتحدي، فرد بابتسامة متسعة:
- اعذريني يا هانم، بس انا انسان ضعيف جدا قدام الجمال، يعني ممكن تلاقيني واقف بالساعة قدام لوحة جميلة في معرض، او ان اسيب كل اللي ورايا، لو لقيت اي شيء جميل يوقفني في سكتي، ثم كمان يعني، لو ع الكلام ما هو جاي كتير ، هو احنا لسة قعدنا وليكونش زهتوا مني؟
توجه بالاَخيرة نحو عزيز الذي لطف على الفور:
- لا طبعا، مين اللي قال الكلام ده؟ دا انت انستنا وشرفتنا يا عمو شاكر، قعدتك والله ما يتشبعش منها٠
- تسلم يا حبيبي ويسلم زوقك، وانت كمان عجبتني اوي، انا استريحت للعيلة كلها بصراحة.
تمتم بها ردًا عليه ليزيد من اشتياط الأخرى، حتى انتبهت على اقتراب ابنتها، تحمل صنية كبيرة، وضعت عليها العديد من اطباق الحلوى، يغلف ملامحها الحياء وكانها عروس بالفعل، الملعونة تتخطاها وتفعل ما برأسها بمشاركة مع شقيقها يشكلان حزبًا مضادًا لها.
كان هذا الحديث الذي يدور بداخلها، وهي ترى شاكر ينهض عن مقعده، يرحب بها بمبالغة:
- يا اهلا يا أهلا بعروستنا القمر، دا ايه الجمال والحلاوة دي؟
وقف ممدوح ايضًا ينتظر دوره، حتى تنتهي من مصافحة ابيه، والذي لم يكف لسانه عن المدح ، ليضاعف من خجلها امامهم،
- وكمان تاعبة نفسك وجيبالنا حلو، حقيقي الحلوى ميجيبش الا الحلو، واد يا ممدوح ، انا دلوقتي بس اطمنت على الإنتاج، مدام الاصل كدة ، أكيد برضو هيطلعوا لامهم.
قال الاَخيرة خاطفًا بنظره نحو منار التي اجفلت لتلميحه المبطن، لكن سرعان ما استجمعت لتوقف تغزل هذا المتبجح بها، هاتفة على ابنتها التي كانت تتبسم ببلاهة ترحيبًا بهذا الشاب الذي يتوهم بعقله انه قريبًا من الحصول على الموافقة
- مفيش داعي الكلام دا يا شاكر باشا، احنا يدوب لسة ف جلسة تعارف، روحي على اؤضتك يا ليلى.
هتفت اَمرة نحو الأخيرة، قبل ان تجلس وتنضم اليهم، مما سبب لها حرجًا لتنقل بنظرها نحو شقيقها تبتبغي الدعم، فكان رده بنظرة متفهمة، لتتقبل وتستأذن منهم على الفور:
- طب عن اذنكم يا جماعة
رد شاكر ممازحًا:
- ماشي يا لولو، اكيد الجيات كتير يا مرات ابني .
- مراة ابنك!
خرجت منها بحدة واستنكار كاد ان يضحكه، فجاء رده بمرواغة، كاتمًا ابتسامة متسلية بداخله:
- انا اسف يا هانم لو زعلتك، بس بجد الجملة طلعت مني من غير ما اقصد، سامحيني فيها دي.
صمتت تكظم غيظها حتى تحركت ليلى مغادرة، بعدما تبادلت بنظرة ذات دلالة مع المدعو ممدوح ، امام ابنها المتكتف الذراعين بهدوء كاد ان يجلطها، وكأنه سعيد بما يحدث، اللعنة.
استفاقت تتحفز بجلستها وردها معهما:
- براحتك طبعا، واحنا كمان براحتنا، اتفضل يا استاذ ممدوح اتكلم وقول اللي انت عايزه ، واحنا بقى بعدها نشوف الدنيا ايه ونقرر.
حفز شاكر ابنه مع انتباهه لقصد المرأة في تجاهله، لتختصر او ربما تعبت من منازلته معها ، وكم اسعده هذه الفكرة:
- اتكلم يا حبيبي، قول لطنت منار عن مؤهلاتك، عبر لها عن رغبتك في الارتباط بحب عمرك.
قال الأخيرة بقصد جعلها تحدجه بناريتها، ليقابلها بابتسامة باردة تأسر انتباهاها على قدر ما تغلي الدماء بعروقها، حتى التفت تصرف نفسها عنه بصعوبة لاستماع الاَخر:
- حضرتك انا عمري ٢٨ سنة، خريج علوم، لكني بصراحة مكنتش مستهوي المجال فقررت اغير فور تخرجي، واشتغلت ولله الحمد في شركة سياحة، قدرت اثبت مكانتي فيها في الكام سنة واترقيت كذا مرة......
- وماشتغلتش ليه مع والدك؟ مدام هو فعلا رجل اعمال زي ما بتقول،.
قاطعته بسؤالها الحاد، لتفاجأ بخروج الرد من الاخير:
- دا مش قول حضرتك، انا شركاتي وارثها ابا جد، اما عن ابني، فدا ليه مطلق الحرية، رغم ان احب انه يورث ادارة الشركات بس هو حر يشتغل في الحتة اللي تعجبه،
بس تصدقي بقى انا اللي مهون عليا، ومخلي قلبي مطمن، هو شغف اخته الصغيرة ، دي بقى ما بتصدق تاخد اجازتها، وتيجي تدرب عندي ، انا متوقع لها تبقى سيدة اعمال هايلة.
- بسمة!
هتف عزيز بالأسم بدون تفكير، ليأتيه رد الآخر بابتسامة ماكرة:
- اه بسمة يا حبيبي، صاحبة ليلى يا مدام منار.
- عارفاها.
قالتها بحدة، لتتابع بحنق شديد، وقد استفزتها هذه اللهفة في صوت ابنها والتماع عينيه لمجرد ذكر اسمها، والحديث عنها:
- ربنا يخليهالك، رغم ان تبادل الأدوار دا ما بيعجبنيش، المهم خلينا في المهم ، انا شايفة انك انسان كويس، وع العموم كل حاجة نصيب، واحنا..
- انتوا لازم تاخدوا وقتكم يا هانم .
اجفلها شاكر بمقاطعته لها، متابع بقطع الطريق عليها:
- واحنا مش مستعجلين خالص، يعني لو قعدتوا لشهر حتى في التفكير والأخد والرد، العروسة تستاهل .
- تستنى لشهر! وايه لزوم نطول في المدة؟ مش جايز يبقى انتظار ع الفاضي:
عقبت بها بفظاظة مقصودة، قابلها بابتسامته:
- لا ان شاء الله خير، وليلى جميلة وتستحق الانتظار.
- اممم
زامت بها بشفاه معوجة، لتُظهر لهم بشكلي جلي عدم الاقتناع، والاَخر يقابلها بتحدي .
انتهت الجلسة اَخيرًا، وليلى ما زالت تتابع من محلها، لتغير وقفتها مع تغير اماكنهم، وتراقب ذاهابهم في طريقهم للخروج، بصحبة شقيقها الذي احتفظ بحرارة اللقاء معهما، حتى اجفل بحضور اخر شخص يتمنى رؤيته الاَن، فور فتحه لباب المنزل.
- هاي يا عزو.... ايه ده؟ اللي جاب الواد هنا؟
هتف بها سامح ، فور ان تفاجأ بممدوح امامه، وخلفه هذا الرجل ، والذي عرفه من هويته!
- دا جايب والده كمان معاه، ايه اللي بيحصل يا عزيز ؟
وقبل ان يجيبه الاَخير، سبقته منار في القفز نحو ابن شقيقتها، لتجذبه من كفه، تخاطبه بمهادنة:
- تعالى يا سامح، انا عايزاك في كلمتين يا حبيبي
حاول معها الاعتراض بعدم الاستجابة لها في السحب:
- اروح معاكي فين؟ انا لازم افهم يا خالتو
- هو دا بقى سامح؟
عقب بها شاكر، يطالعه بنظرة مقللة تشمله من أعلى لاسفل بازدراء استفز الآخر، ليصرخ بخالته:
- الراجل ده بيبصلي كدة ليه يا خالتو؟ هو ايه اللي بيحصل بالظبط؟
- خير يا حبيبي، كل خير ان شاء الله
رد بها شاكر متوجهًا له بهذه الابتسامة الصفراء، والتي أشعلت النيران بقلب الآخر، حتى هم للشجار معه، ولكن خالته تمكنت من جذبه للداخل وتحجيمه عنهما، حتى غادرا بصحبة عزيز، الذي اصر على مرافقتهم حتى باب السيارة.
- يا بني مكنش في داعي لتعبك، هو احنا اغراب عن البلد يعني، ولا مش عارفين السكة؟
عقب بها شاكر يعبر عن امتنانه، وجاء رد عزيز بود خالص:
- لا طبعا مش اغراب، وانا كنت عملت ايه يعني؟ ربنا يديم الود ما بينا وتكتر الزيارات.
- طب كلم والدتك بقى ينوبك ثواب.
اجفله ممدوح بها، حتى أكمل بابتسامة مداعبًا:
- انا اسف يا عم عزيز، بس بصراحة هي طلبت معايا كدة، حاول تقنعها توافق بالخطوبة، دي شكلها متشدد اوي ومطيمنش.
تفهم الاَخير لهفته فبادله الرد بابتسامة عزبة:
- لا ولا يهمك يا حبيبي، انا مقدر لهفتك طبعا، وع العموم يا سيدي، سيبها على الله ، وان شاء الله خير.
- ان شاء الله.
صدرت من شاكر بثقة وابتسامة مشاكسة يضيف عليه:
- طبعا خير، حتى بالامارة بص كدة على اللي واقفة في بلكونتها اهي،
قالها مشيرا لأعلى نحو ليلى التي وقفت تراقب ذهابهم، بابتسامة بزغت على ثغرها فور انتباههم لها، بادلها ممدوح الرد هو الآخر، حتى عقب شقيقها بزمجرة يدعي الغضب؛
- ما بلاش شغل المراهقين دا بقى، واعملول حسابي، لقف لكم انا فيها .
رد شاكر مندمجًا معه:
- لا وعلى ايه يا باشا؟ هو احنا لسة خلصنا من جبهة منار هانم، عشان نفتح علينا جبهة عزيز، ياللا يا ولد يا ممدوح، جر عجلك عشان نمشي، قبل الباشا ما يقلب علينا .
اذعن الاخير يستجيب للمزاح لينضم داخل السيارة على الفور ، ملوحًا بكفه لها بإشارة الذهاب:
وفي الأعلى انتظرت حتى اختفت من امامها السيارة التي تُقلهم، واطمئنت لذهابهم بمرور الأمر على خير، دون كوارث كانت تتوقع أن تفتعلها والدتها التي وللعجب، استكانت قليلًا، او ربما هو هدوء تكتيكي، من أجل امتصاص غضب عزيز، والذي عاندها بقصد هذه المرة ، وكأنه وجد الشيء الذي يفرغ به طاقة غضبه، ليأتي هذا السمج على اخر لحظة يريد إفساد الأمر، اللعنة عليه.
سحبت شهيقًا كبيرا وطردته، في استعداد للشجار ، بعدما فضلت عدم تعكير مزاجها الى اَخر لحظة من هذا اللقاء الفاصل لها، لتنطلق بغضبها اليه الاَن، وقد كان في هذا الوقت يصيح في وسط الصالة مع والدتها معبرًا عن رفضه:
- ازاي يا خالتو تقبلي حاجة زي دي وترضخي لعبط عزيز؟ الناس دي مكنش ينفع تدخل البيت نهائي،
- يا حبيبي ما انا قولتك، متقلقش من حاجة، انا بس محبتش اكسر كلمته زي ما اتحجج، وقالي اني عايزة اطلعه عيل بعد ما اداهم كلمة، ما انت عارف جنانه.
- لا يا خالتو انا ميخصنيش دعوة بجنانه، الناس دي كان لازم تردي عليهم في وقتها، انتي كان لازم تطرديهم دلوقتي.
- تطرد مين يا غالي؟
هتفت بها ليلى متهكمة، لتتقدم وتصب جام غضبها به، فقد فاض بها من تبجحه:
- جاي وفارد قلوعك، وبتتأمر علينا بقلب مليان، صفتك ايه انت عشان تحكم وتتحكم ؟ تدخل ليه في اللي يخصنا؟
- بس يا بنت بطلي قلة أدب، ميصحش كدة تغلطي في ابن خالتك .
هتفت بها منار توبخها، ليضيف عليها سامح بتبجحه:
- قوليلها يا خالتو، بنتك الجنان نساها انا مين؟ ولا صفتي ايه؟ طب اقولك يا حبيبتي، انا خطيبك يا حلوة لو مش عارفة.
صرخت به بغضب يعتريها بشدة:
- خطيب مييين؟ دا انت هبت منك ولا ايه؟ ما توقفي ابن اختك العزيز دا من أوهامه يا ست ماما، انا خلقي ضيق ومعنديش مرارة من الأساس عشان اتحمل القرف ده.
ردت منار تعنفها، مخرجة كل ما في جعبتها:
- قرف في عينك يا بنت، هو مغلطتش على فكرة ، لان انت فعلا مخطوباله، ومش من النهاردة ، لا دا من زمان كمان، من ساعة ما كنتي عيلة في اللفة، يعني ان كنت انا سيباكي براحتك ولا مديالك الحرية، فدا عشان تعيشي سنك وتركزي في مزاكرتك، ولا فكرك التمثيلية اللي حصلت من شوية دي هتغير الواقع؟ لا يا قلبي، دا مجرد بس مهاودة لاخوكي اللي مصدق لقى لعبة يثبت بيها نفسه قدامي. انما وقت الجد.... مفيش حاجة هتم غير اللي انا عايزاها.. لا هو هيتجوز غير اللي انا مختراها، ولا انتي هتتجوزي اخو البنت اللي معلقة اخوكي، حتى لو كان ابوها راجل اعمال والولد مناسب، برضوا مرفوض، انا مش هسمح يبقالنا ارتباط بالعيلة دي من الأساس مهما كان وضعها، يعني مش حتة عيلة زي اللي اسمها بسمة دي هتفوز عليا.
- وايه تاني كمان يا ماما كملي.
جاء الصوت مباغتًا لها، حتى صعقت بحضوره المفاجئ، وسماعه كل ما سبق، ظهر الاجفال جليًا على ملامحها امام صدمته، فيما باحت به منذ قليل، حتى صار يطالعها بأعين زجاجية توقفت على النظر اليها وفقط، ابتلعت ريقها تخبره بمكابره:
- عايزاني اقول تاني ايه؟ ما انت سمعت بنفسك اهو وعرفت بسبب رفضي للولد ده اللي انت شايفة لقطة، اديك عرفت عيبه، يبقى لزوموا ايه بقى المسلسلات الهابطة في الأخد والرد والكلام الفارغ، اختك ملهاش غير ابن خالتها ، والده من اشهر الدكاترة اللي في العاصمة، هتلاقي احسن منه ايه تاني؟
- ايوة بقى يا خالتو، خليهم يفتكروا.
هتف بها سامح دعمًا لها، ليقابله عزيز بنظرة نارية آخرسته عن التكملة، امام امتقاع شقيقته، والتي سلمته دفة الحديث بأكمله، ليواجه والدته باستدراك متأخر:
- لدرجادي انتي بتكرهي بسمة يا ماما؟!
