رواية قدر صنعني وصنعته
الفصل الاول والثاني
بقلم امل حماده
أردف الطبيب قائلا بأسف :شدوا حيلكم... البقاء لله...
وقعت تلك الكلمة علي قدر كالصاعقة .....كأنها سكينة واخترقت قلبها ......إلي أن صرخت بشده.....لتقع أرضا .....وتصرخ ....
كانت روحية تنظر إليها ولكن لا يبدو عليها أي شعور .....تعجب الطبيب لامر روحية .....إلي أن جلس مقابل قدر يحاول أن يواسيها قائلا :دا أمر ربنا يابنتي .....عن اذنك ....
لوت روحية فمها .....وبتصنع قائلة:ياحبيبي ياسليمان .....
جلست مقابل قدر تحتضنها قائلة :شدي حيلك يابنتي ....ربنا يقدرنا علي فراقه ....
ابتعدت قدر بعيد عنها ....إلي أن نهضت متوجهه نحو والدها .....اخذت تقبل رأسه والدموع تنهمر من عينيها كالشلال.....غير مصدقه .....
اتخذت تلمس علي وجهه قائلة ببكاء مرير:بابا ...بابا رد عليا ....انت قولتلي انك مش هتسبني ....ليه ضحكت عليا .....قوم يابابا عشان خاطري ......
عانقته وهي تصرخ من شده الصدمة ......ياالله ماذا لوكان حلما ؟؟؟
ظلت قدر بجانبه إلي أن جاء وقت الدفن .....
كانت تتشبك به لا تريد أن تبعد عنه ....إلي أن حاول الجميع بصعوبه بعدها ....
جاء سعد ابن روحية ....بعد الانتهاء من الدفن الي منزلهم .....
مد يده بالسلام عليها ولكنها لم تسلم عليه ....
روحية :اي ياقدر....ماتسلمي علي ابني ...ولا احنا مش اد المقام ....
أفرغت قدر مافي داخلها من الم قائلة:عايزه اي مني ....سبيني في حالي بقي .....كفاية ابويا راح ....سبيني بقي ....
تركتهم قدر واخذت تتسند إلي أن وصلت لغرفتها.....
وبدأت تفكر في لحظات والدها معها ايام زمان ......قائلة لنفسها :ياتري الدنيا مخبية ليا اي ...راح اللي كان حاميني .....
رفعت يدها تدعو ربها بأن لا يتركها ......إلي أن شعرت بصداع رهيب فذهبت في النوم ....
.......وحدوا الله.........
عندما كان ساهر نائما راوده كابوسا ولكنه شديد ....
بدأ يسمع صوت قدر وهي تصرخ ولكنه لم يصل إليها ......
قدر :ساهر .....ساهر ....
اخذ ينظر حوله ولا يجدها ...إلي أن وضع يده علي رأسه فاقدا الامل .....
صرخ قائلا :قدر ....انتي فين ......
قدر ببكاء:تعالي خودني ياساهر ....عشان خاطري ماتسبنيش .....
أخذ ساهر يجري ولا يراها ......إلي أن سمع صوت صراخها اقوي بكثير..... وفجأة انقطع صوتها .....
انتفض ساهر من نومه وهو ينطق باسمها ....
نظر بجانبه ليري الساعه تدق الخامسه صباحا ......
نهض من مجلسه متوجها للدرج الاسفل لكي يفعل فنجان قهوه ....بعد إصابته بصداع رهيب....
ساهر :ليه ياقدر بتعملي فيا كده .....ياتري انتي فين ؟
جلس ساهر أمام البسين ....ليري صورتها علي المياه وهي تبتسم له في أول مرة آتي لها بهدية .....
اخذ يبتسم وفي نفس الوقت قلبه يتمزق ...إلي أن جلست والدته بجانبه ...ولكنه كان شاردا لم يشعر بها ....
الام :مالك ياحبيبي ...كوابيس برضو ...
نظر لها ساهر قائلا :انا تعبت .....لو الموت اريح ليا من اللي انا فيه دا .....
الام :لا يابني اوعي تقول كده ....بعد الشر عنك ....
ساهر بضيق :واللي انا فيه دا مش شر ....اللي انا فيه دا اي ...حد يفهمني .....
أخذته والدته في أحضانها ....قائلة :الصبر يابني ......
......اذكروا الله........
بعد مرور عدة أيام .....
لم تتحرك قدر من غرفتها فقط تبكي علي فراق والدها الذي اشتاقت له بشده .....تشعر بالوحدة حقا ...أصبحت بلا عائلة أصبحت بلا أب ولا أم .....
قاطعت شرودها صوت روحية تدلف إليها .....قائلة :هو انتي هتفضلي قاعده كده .....وانا اللي هخدمك ولا اي مش فاهمه ....
قدر :ها....حاضر هقوم اعمل معاكي شغل البيت .....
روحية :اما بنات مايعه صحيح .....لو هتفضلي كده فاانا اعصابي مش مستحمله ياختي ....فاهمه ....
اردفت قدر قائلة :عايزه اي بس ....قولتي اي وانا معملتوش ...
روحية :أيوة ياختي اتمسكني اتمسكني .....قوم ساعديني في المطبخ ....
نهضت قدر من مجلسها .....اخذت تتسند إلي أن تصل للمطبخ ....
واتي سعد فخرجت له روحية قائلة :اي يابني .....عملت اي في موضوع السفر...
سعد :كله تمام ياماما.......خلال اسبوع كله هيبقي تمام ونسافر......بس قوليلي هتعملي اي في البنت دي ....
روحية :همشيها طبعا ...انا مالي بيها .....هي تطلع تشوف حياتها ....ولا هي هتفضل علي قلبي ايام ابوها وايام دلوقتي .....
اتي المساء.....
وانتهت قدر من أعمال المنزل ....فحقا أنها تعاني لعدم رؤيتها لاي شئ ....إلي أن دلفت الي غرفتها .....لتستريح علي فراشها .....كادت أن تنام ....ولكن دلفت إليها زوجه ابيها ....
هتفت روحية قائلة :بصي ياقدر.....انا جاية اتكلم معاكي في موضوع ....
انصتت لها قدر قائلة :موضوع اي .....
روحية :انا مسافره .....وهتضطر ابيع البيت دا عشان هحتاج فلوس للسفر .....فاانتي بقي تشوفيلك مكان تقعدي فيه ....
قدر بصدمه :هقعد فين يعني ....هو انا اعرف حد ....حرام عليكي ....ابوس ايدك ياطنط .....انا معرفش اي حته ....
نهضت روحية ورمقتها بنظرات شر ....ابتعدت عنها قائلة :وانا مالي انا بالموال دا .....هو انتي هتفضلي في رقبتي طول العمر ......اسمعي يابت انتي ......انا هسيبك لحد الصبح ....تاخدي هدومك ...وتشوفيلك حته تانيه ...هو انا كنت خلفتك ونسيتك ....
بعدما انتهت روحية من حديثها ...توجهت للخارج ....جلست قدر واضعه يدها علي فمها ....قائلة:يادي المصيبة ...حسبي الله ونعم الوكيل فيكي ....
اخذت قدر هاتفها لتتصل بصديقتها ولكنها لم تجيب .....انتظرت قدر حتي الصباح ....لتتصل بها .....
كانت طوال الليل تفكر الي اين ستذهب وكيف ؟؟
دارت الأفكار في عقلها ....حتي النوم ذهب من عينيها .....ظلت مستيقظه لم تنم طوال الليل .....
.......صلوا على النبي......
اتي صباح يوم جديد في سماء القاهرة....
كانت قدر تعد حقيبتها ....وعينيها لم تكف عن الدموع ....وخرجت من غرفتها لتجد روحية تتحدث إليها .....
اعطتها روحية ٥٠٠جنيه.....قائلة لها :خلي بالك من نفسك ياقدر ....
قدر :فارقه معاكي اوي. . .....بس هقول اي ....حسبي الله ونعم الوكيل.....الكلمة دي كفيلة أنها تجبلي حقي .....
سعد :جرا اي يابت انتي ماتحترمي نفسك بدل مااكسر عضمك .....
روحية :بلاش مشاكل ياسعد ....مع السلامة ياقدر .....
فتحت قدر باب الشقه ....متوجهه للخارج .....اخذت تجلس في مكان وتتصل لصديقتها ....إلي أن اتت لها ......
سعاد :اي ياقدر ....اي اللي حصل ؟؟
قدر :مرات ابويا طردتني .....والنبي ياسعاد شوفيلي مكان اقعد فيه ....انتي عارفه أن ماليش حد ....
سعاد :مكان فين بس ياقدر .....داانا قاعده انا واخواتي في البيت بالعافية. .....طب تعالي .....انا هتصرف.....
أمسكت سعاد يديها تتسند عليها ......إلي أن وصلت الي منزل مشبوه. ...فليس أمام سعاد سواه ...وان كانت هذه هي شغله سعاد .
اخذت سعاد تحدث نفسها قائلة :سامحيني ياقدر .....بس دا اهون من رميتك في الشارع .....
دلفت قدر معها الي المنزل ...الذي يجد به كثير من النساء العاريات والرجال الذين يفعلون الفواحش .......
كانت قدر لا تري كل هذا .....الا انها تشعر بانها في منزل غريب. .....
هتفت سعاد. قائلة:بصي ياقدر ...انا هجيلك بليل .....اوعي تتحركي من هنا فاهمه .....
أمسكت قدر بيديها قائلة :انا خايفه ......
سعاد :ماتخافيش .....مش هتأخر عليكي .....
تركتها سعاد متوجهه والدموع تسقط من عينيها فهي الان أصبحت وضيعه بالفعل .....بعدما فعلت هذا بقدر .....
علي الجانب الآخر ...
كانت قدر جالسة علي الفراش تضم رجليها الي صدرها ....لا تصدر صوتا ......شعرت بأنها تريد أن تنام وذلك بعدم نومها طوال الليل ....إلي أن ذهبت في النوم ....
......اذكروا الله..........
بعد مرور ساعه ....
دلف رجل يبدو عليه السكر ....أخذ يتمرجح في مشيته إلي أن سقط علي الفراش ....ليري بنوته كالحورية نائمه تضم رجليها الي صدرها كالاطفال .....
وضع يده عليها قائلا :يالهوي هو في كده ....اي المزه دي ...
بمجرد أن شعرت قدر بلمسته انتفضت من نومها ......قائلة بخوف :مين ..مين ؟؟؟
وليد :انا وليد ياعسل....أخذ يحرك يده ولكنها لا تراه ....أدرك وليد أنها لا تري .....جذبها من يديها ولكنها اخذت تبتعد ......وتركض بعيدا عنه ...إلي أن وصلت الي الباب وفتحت .....اخذت تجري بخطوات بطيئة لأنها لا تري ....إلي أن خرجت من باب الشقه تمام. ....سار ورائها وليد يحاول أن يلتحق بها .....
ظل يجري ورائها في الشارع ومعه اثنين من رجاله. ......يحاولوا أن يمسكوها وبالفعل مسكوها ....
اخذت قدر تصرخ. ..في حين أن ساهر كان جالسا مع جروب في كافيه وسمع صوت صراخ أحد .....فخرج هو ومن معه .....ليري الفتاه تحاول أن تفلت من يدهم ....اسرع نحوهم وابعدها عنهم. ...
وليد :انت مالك انت .....تعالي ياحبيبتي تعالي ....
قدر وهي تختبئ بساهر قائلة:لا ....لاانا مش هاجي.....
لاحظت سعاد هذا وهي تأتي من بعيد إلي أن اسرعت نحوها ....
سعاد :قدر ...تعالي ياحبيبتي ...اي اللي حصل؟؟
اخذتها سعاد في أحضانها تحاول أن تهدئها من حالة البكاء التي انتابتها...
نظر لها ساهر وشعر أنه في عالم اخر ....عندما رأي تلك الفتاه ....كم هي تبدو كالاطفال حقا .....
وضع ساهر يده علي كتفها قائلا :انتي كويسة ....
اومأت قدر رأسها إلي أن اخذتها سعاد وتوجهوا ......
ظل ساهر واقفا يتبع خطواتها .....إلي أن اطمئن بوجود أحد معها....
سها ساهر عن أمر الاجتماع .....الي أن نظر في ساعته وتوجه الي الكافيه. .....
......وحدوا الله........
اتي صباح يوم جديد .....
وسمعت سعاد عن رجل اعمال لديه مستشفي لعمل عمليات البصر مجانا .....
في حين أن قدر كانت في منزل سعاد ......
وعندما استيقظت ذهبت اليها سعاد قائلة :صباح الخير ياقدر ...
قدر :صباح النور ......
سعاد :بصي عندي ليكي مفاجاه .....لقيت حد هيعملك العملية وببلاش ......
قدر بسعاده :بجد ....مين
سعاد :هو رجل اعمال .....وهنروح الشركة بتاعته عشان ناخد موافقته ...قومي يلا اجهزي عشان نعرف نقابله......
بالفعل نهضت قدر واعدت نفسها للذهاب .......
وحينما وصلت .....اردفت السكرتيرة قائلة :للاسف مش هينفع تقابلوا ساهر بيه غير بمعاد ....
سعاد :طب وبعدين ....احنا جايين بخصوص العملية ....
السكرتيرة:تقدري تكتبي اسم الحالة هنا .....وتيجي كمان يومين .....
كتبت سعاد اسم قدر علي ورقة واعطتها إياها .....
وتوجهوا الاثنين معا للخروج .....
وعندما انتهي ساهر من يومه ....ولكنه مازال في يديه اعمال .....أخذ يوقع علي مشاريع يتم تنفيذها....دلفت إليها السكرتيرة قائلة:ساهر بيه .....دي اسماء الناس اللي جات عشان العملية .....
أشار ساهر بسبابته ولا مبالاه قائلا :بعدين ....انا لسه مخلصتش شغل....
وضعت سندس الورقة أمامه قائلة :تمام يافندم ....عن اذن حضرتك. ...
لم يجيب عليها ساهر وظل ينظر لأوراقه ....الي أن شعر بالتعب ....فأخذ بريك ....
امسك بفنجان القهوه .....إلي أن وقع بصره علي الورقه وامسكها يقرأ الاسماء والحالات .....
وفجأة وقع فنجان القهوه من يديه .....وأخذ يفرك في عينيه بذهول
أردف الطبيب قائلا بأسف :شدوا حيلكم... البقاء لله...
وقعت تلك الكلمة علي قدر كالصاعقة .....كأنها سكينة واخترقت قلبها ......إلي أن صرخت بشده.....لتقع أرضا .....وتصرخ ....
كانت روحية تنظر إليها ولكن لا يبدو عليها أي شعور .....تعجب الطبيب لامر روحية .....إلي أن جلس مقابل قدر يحاول أن يواسيها قائلا :دا أمر ربنا يابنتي .....عن اذنك ....
لوت روحية فمها .....وبتصنع قائلة:ياحبيبي ياسليمان .....
جلست مقابل قدر تحتضنها قائلة :شدي حيلك يابنتي ....ربنا يقدرنا علي فراقه ....
ابتعدت قدر بعيد عنها ....إلي أن نهضت متوجهه نحو والدها .....اخذت تقبل رأسه والدموع تنهمر من عينيها كالشلال.....غير مصدقه .....
اتخذت تلمس علي وجهه قائلة ببكاء مرير:بابا ...بابا رد عليا ....انت قولتلي انك مش هتسبني ....ليه ضحكت عليا .....قوم يابابا عشان خاطري ......
عانقته وهي تصرخ من شده الصدمة ......ياالله ماذا لوكان حلما ؟؟؟
ظلت قدر بجانبه إلي أن جاء وقت الدفن .....
كانت تتشبك به لا تريد أن تبعد عنه ....إلي أن حاول الجميع بصعوبه بعدها ....
جاء سعد ابن روحية ....بعد الانتهاء من الدفن الي منزلهم .....
مد يده بالسلام عليها ولكنها لم تسلم عليه ....
روحية :اي ياقدر....ماتسلمي علي ابني ...ولا احنا مش اد المقام ....
أفرغت قدر مافي داخلها من الم قائلة:عايزه اي مني ....سبيني في حالي بقي .....كفاية ابويا راح ....سبيني بقي ....
تركتهم قدر واخذت تتسند إلي أن وصلت لغرفتها.....
وبدأت تفكر في لحظات والدها معها ايام زمان ......قائلة لنفسها :ياتري الدنيا مخبية ليا اي ...راح اللي كان حاميني .....
رفعت يدها تدعو ربها بأن لا يتركها ......إلي أن شعرت بصداع رهيب فذهبت في النوم ....
.......وحدوا الله.........
عندما كان ساهر نائما راوده كابوسا ولكنه شديد ....
بدأ يسمع صوت قدر وهي تصرخ ولكنه لم يصل إليها ......
قدر :ساهر .....ساهر ....
اخذ ينظر حوله ولا يجدها ...إلي أن وضع يده علي رأسه فاقدا الامل .....
صرخ قائلا :قدر ....انتي فين ......
قدر ببكاء:تعالي خودني ياساهر ....عشان خاطري ماتسبنيش .....
أخذ ساهر يجري ولا يراها ......إلي أن سمع صوت صراخها اقوي بكثير..... وفجأة انقطع صوتها .....
انتفض ساهر من نومه وهو ينطق باسمها ....
نظر بجانبه ليري الساعه تدق الخامسه صباحا ......
نهض من مجلسه متوجها للدرج الاسفل لكي يفعل فنجان قهوه ....بعد إصابته بصداع رهيب....
ساهر :ليه ياقدر بتعملي فيا كده .....ياتري انتي فين ؟
جلس ساهر أمام البسين ....ليري صورتها علي المياه وهي تبتسم له في أول مرة آتي لها بهدية .....
اخذ يبتسم وفي نفس الوقت قلبه يتمزق ...إلي أن جلست والدته بجانبه ...ولكنه كان شاردا لم يشعر بها ....
الام :مالك ياحبيبي ...كوابيس برضو ...
نظر لها ساهر قائلا :انا تعبت .....لو الموت اريح ليا من اللي انا فيه دا .....
الام :لا يابني اوعي تقول كده ....بعد الشر عنك ....
ساهر بضيق :واللي انا فيه دا مش شر ....اللي انا فيه دا اي ...حد يفهمني .....
أخذته والدته في أحضانها ....قائلة :الصبر يابني ......
......اذكروا الله........
بعد مرور عدة أيام .....
لم تتحرك قدر من غرفتها فقط تبكي علي فراق والدها الذي اشتاقت له بشده .....تشعر بالوحدة حقا ...أصبحت بلا عائلة أصبحت بلا أب ولا أم .....
قاطعت شرودها صوت روحية تدلف إليها .....قائلة :هو انتي هتفضلي قاعده كده .....وانا اللي هخدمك ولا اي مش فاهمه ....
قدر :ها....حاضر هقوم اعمل معاكي شغل البيت .....
روحية :اما بنات مايعه صحيح .....لو هتفضلي كده فاانا اعصابي مش مستحمله ياختي ....فاهمه ....
اردفت قدر قائلة :عايزه اي بس ....قولتي اي وانا معملتوش ...
روحية :أيوة ياختي اتمسكني اتمسكني .....قوم ساعديني في المطبخ ....
نهضت قدر من مجلسها .....اخذت تتسند إلي أن تصل للمطبخ ....
واتي سعد فخرجت له روحية قائلة :اي يابني .....عملت اي في موضوع السفر...
سعد :كله تمام ياماما.......خلال اسبوع كله هيبقي تمام ونسافر......بس قوليلي هتعملي اي في البنت دي ....
روحية :همشيها طبعا ...انا مالي بيها .....هي تطلع تشوف حياتها ....ولا هي هتفضل علي قلبي ايام ابوها وايام دلوقتي .....
اتي المساء.....
وانتهت قدر من أعمال المنزل ....فحقا أنها تعاني لعدم رؤيتها لاي شئ ....إلي أن دلفت الي غرفتها .....لتستريح علي فراشها .....كادت أن تنام ....ولكن دلفت إليها زوجه ابيها ....
هتفت روحية قائلة :بصي ياقدر.....انا جاية اتكلم معاكي في موضوع ....
انصتت لها قدر قائلة :موضوع اي .....
روحية :انا مسافره .....وهتضطر ابيع البيت دا عشان هحتاج فلوس للسفر .....فاانتي بقي تشوفيلك مكان تقعدي فيه ....
قدر بصدمه :هقعد فين يعني ....هو انا اعرف حد ....حرام عليكي ....ابوس ايدك ياطنط .....انا معرفش اي حته ....
نهضت روحية ورمقتها بنظرات شر ....ابتعدت عنها قائلة :وانا مالي انا بالموال دا .....هو انتي هتفضلي في رقبتي طول العمر ......اسمعي يابت انتي ......انا هسيبك لحد الصبح ....تاخدي هدومك ...وتشوفيلك حته تانيه ...هو انا كنت خلفتك ونسيتك ....
بعدما انتهت روحية من حديثها ...توجهت للخارج ....جلست قدر واضعه يدها علي فمها ....قائلة:يادي المصيبة ...حسبي الله ونعم الوكيل فيكي ....
اخذت قدر هاتفها لتتصل بصديقتها ولكنها لم تجيب .....انتظرت قدر حتي الصباح ....لتتصل بها .....
كانت طوال الليل تفكر الي اين ستذهب وكيف ؟؟
دارت الأفكار في عقلها ....حتي النوم ذهب من عينيها .....ظلت مستيقظه لم تنم طوال الليل .....
.......صلوا على النبي......
اتي صباح يوم جديد في سماء القاهرة....
كانت قدر تعد حقيبتها ....وعينيها لم تكف عن الدموع ....وخرجت من غرفتها لتجد روحية تتحدث إليها .....
اعطتها روحية ٥٠٠جنيه.....قائلة لها :خلي بالك من نفسك ياقدر ....
قدر :فارقه معاكي اوي. . .....بس هقول اي ....حسبي الله ونعم الوكيل.....الكلمة دي كفيلة أنها تجبلي حقي .....
سعد :جرا اي يابت انتي ماتحترمي نفسك بدل مااكسر عضمك .....
روحية :بلاش مشاكل ياسعد ....مع السلامة ياقدر .....
فتحت قدر باب الشقه ....متوجهه للخارج .....اخذت تجلس في مكان وتتصل لصديقتها ....إلي أن اتت لها ......
سعاد :اي ياقدر ....اي اللي حصل ؟؟
قدر :مرات ابويا طردتني .....والنبي ياسعاد شوفيلي مكان اقعد فيه ....انتي عارفه أن ماليش حد ....
سعاد :مكان فين بس ياقدر .....داانا قاعده انا واخواتي في البيت بالعافية. .....طب تعالي .....انا هتصرف.....
أمسكت سعاد يديها تتسند عليها ......إلي أن وصلت الي منزل مشبوه. ...فليس أمام سعاد سواه ...وان كانت هذه هي شغله سعاد .
اخذت سعاد تحدث نفسها قائلة :سامحيني ياقدر .....بس دا اهون من رميتك في الشارع .....
دلفت قدر معها الي المنزل ...الذي يجد به كثير من النساء العاريات والرجال الذين يفعلون الفواحش .......
كانت قدر لا تري كل هذا .....الا انها تشعر بانها في منزل غريب. .....
هتفت سعاد. قائلة:بصي ياقدر ...انا هجيلك بليل .....اوعي تتحركي من هنا فاهمه .....
أمسكت قدر بيديها قائلة :انا خايفه ......
سعاد :ماتخافيش .....مش هتأخر عليكي .....
تركتها سعاد متوجهه والدموع تسقط من عينيها فهي الان أصبحت وضيعه بالفعل .....بعدما فعلت هذا بقدر .....
علي الجانب الآخر ...
كانت قدر جالسة علي الفراش تضم رجليها الي صدرها ....لا تصدر صوتا ......شعرت بأنها تريد أن تنام وذلك بعدم نومها طوال الليل ....إلي أن ذهبت في النوم ....
......اذكروا الله..........
بعد مرور ساعه ....
دلف رجل يبدو عليه السكر ....أخذ يتمرجح في مشيته إلي أن سقط علي الفراش ....ليري بنوته كالحورية نائمه تضم رجليها الي صدرها كالاطفال .....
وضع يده عليها قائلا :يالهوي هو في كده ....اي المزه دي ...
بمجرد أن شعرت قدر بلمسته انتفضت من نومها ......قائلة بخوف :مين ..مين ؟؟؟
وليد :انا وليد ياعسل....أخذ يحرك يده ولكنها لا تراه ....أدرك وليد أنها لا تري .....جذبها من يديها ولكنها اخذت تبتعد ......وتركض بعيدا عنه ...إلي أن وصلت الي الباب وفتحت .....اخذت تجري بخطوات بطيئة لأنها لا تري ....إلي أن خرجت من باب الشقه تمام. ....سار ورائها وليد يحاول أن يلتحق بها .....
ظل يجري ورائها في الشارع ومعه اثنين من رجاله. ......يحاولوا أن يمسكوها وبالفعل مسكوها ....
اخذت قدر تصرخ. ..في حين أن ساهر كان جالسا مع جروب في كافيه وسمع صوت صراخ أحد .....فخرج هو ومن معه .....ليري الفتاه تحاول أن تفلت من يدهم ....اسرع نحوهم وابعدها عنهم. ...
وليد :انت مالك انت .....تعالي ياحبيبتي تعالي ....
قدر وهي تختبئ بساهر قائلة:لا ....لاانا مش هاجي.....
لاحظت سعاد هذا وهي تأتي من بعيد إلي أن اسرعت نحوها ....
سعاد :قدر ...تعالي ياحبيبتي ...اي اللي حصل؟؟
اخذتها سعاد في أحضانها تحاول أن تهدئها من حالة البكاء التي انتابتها...
نظر لها ساهر وشعر أنه في عالم اخر ....عندما رأي تلك الفتاه ....كم هي تبدو كالاطفال حقا .....
وضع ساهر يده علي كتفها قائلا :انتي كويسة ....
اومأت قدر رأسها إلي أن اخذتها سعاد وتوجهوا ......
ظل ساهر واقفا يتبع خطواتها .....إلي أن اطمئن بوجود أحد معها....
سها ساهر عن أمر الاجتماع .....الي أن نظر في ساعته وتوجه الي الكافيه. .....
......وحدوا الله........
اتي صباح يوم جديد .....
وسمعت سعاد عن رجل اعمال لديه مستشفي لعمل عمليات البصر مجانا .....
في حين أن قدر كانت في منزل سعاد ......
وعندما استيقظت ذهبت اليها سعاد قائلة :صباح الخير ياقدر ...
قدر :صباح النور ......
سعاد :بصي عندي ليكي مفاجاه .....لقيت حد هيعملك العملية وببلاش ......
قدر بسعاده :بجد ....مين
سعاد :هو رجل اعمال .....وهنروح الشركة بتاعته عشان ناخد موافقته ...قومي يلا اجهزي عشان نعرف نقابله......
بالفعل نهضت قدر واعدت نفسها للذهاب .......
وحينما وصلت .....اردفت السكرتيرة قائلة :للاسف مش هينفع تقابلوا ساهر بيه غير بمعاد ....
سعاد :طب وبعدين ....احنا جايين بخصوص العملية ....
السكرتيرة:تقدري تكتبي اسم الحالة هنا .....وتيجي كمان يومين .....
كتبت سعاد اسم قدر علي ورقة واعطتها إياها .....
وتوجهوا الاثنين معا للخروج .....
وعندما انتهي ساهر من يومه ....ولكنه مازال في يديه اعمال .....أخذ يوقع علي مشاريع يتم تنفيذها....دلفت إليها السكرتيرة قائلة:ساهر بيه .....دي اسماء الناس اللي جات عشان العملية .....
أشار ساهر بسبابته ولا مبالاه قائلا :بعدين ....انا لسه مخلصتش شغل....
وضعت سندس الورقة أمامه قائلة :تمام يافندم ....عن اذن حضرتك. ...
لم يجيب عليها ساهر وظل ينظر لأوراقه ....الي أن شعر بالتعب ....فأخذ بريك ....
امسك بفنجان القهوه .....إلي أن وقع بصره علي الورقه وامسكها يقرأ الاسماء والحالات .....
وفجأة وقع فنجان القهوه من يديه .....وأخذ يفرك في عينيه بذهول
الفصل الثاني
ياليتني فقدت عقلي وروحي ولا أفقدها يوما ....أصبح الأمر
مساوي بالنسبة لي ....فهي عقلي وروحي وقلبي ...أصبحت
الحياة جحيم منذ غيابها ....كلما اتذكر أنني استيقظ يوم دون
أن أراها بوجهها الطفولي الملائكي ....أشعر بأن شرايين قلبي
تتمزق ....فحبها يجري في وريدي مثل الدم ...لا احد عوضني
فقدانها ....سأظل ابحث عنها لاخر يوم في عمري ....أنها
حبيبتي ومعشقوتي الصغيرة ذات العاشرة من عمرها ....والان
اصبح عمرها عشرون عاما .....يالله كيف اصبحت ....هل
ازدادت جمالا ....كل هذا لا يعنيني فهي جميلة في عيني في
كل وقت وكل اذان ....أنها قدر.
ذهب مسرعا الي غرفتها .....وطرق الباب عدة طرقات إلي أن سمحت له بالدخول ....
إذن تتفاجئ بوجوده ...فهي طفله لا تتعدي العاشرة من عمرها
.....نظرت إليه بغضب طفولي .....إلي أن رفع وجهها قائلا
:انتي لسه زعلانه مني ياقدر ....
صمتت قدر ولا تتحدث ...تنتظر بأن يصالحها مثلما يفعل كل
مرة ....إلي أن قبل ساهر رأسها بحب .....
ساهر :ماتزعليش ياقلبي .....والله امبارح كنت في الجامعه ....وكان عندي سكشن مهم بعدها جيت نمت علي طول ....
ابتسمت له در قائلة:ماشي ....بس بعد كده تخلص وتشوفني علي طول ....اتفقنا ...
جذبها ساهر من يديها قائلا :تعالي بقي ....عشان اصالحك عاملك مفاجأه ..
ذهبت معه قدر وظلت تسأله ولكنه لم يجيب ....بل كان ماسكا يدها الي أن وصلوا الي حديقة الفيلا.....نظرت قدر الي السيارة الجديده التي اشتراها والده له .....
قدر :الله ....عربيه حلوة اوي ....دي بتاعتك صح ....
ساهر :طبعا بتاعتي ...ولازم تكوني اول واحده تركبها .....
كانت قدر بالرغم من صغر سنها الا انها تفهمه ....ولكن لا تعلم شئ عن الحب ...هي فقط أحبته من اهتمامه لها وحبه إليها .....لكنها لا تفكر فيه كحب أشخاص بالغين ....لأنها مازالت طفله ...
ركبت قدر السيارة بجانبه ....وربط لها ساهر حزام الامان .....وقبل رأسها .....
قائلا:بحبك ....
ابتسمت قدر هي الأخري قائلة :انا كمان ....يلا بقي سوق ...عايزه اشوفك وانت سائق ..
بدأ ساهر في قيادة السيارة ....أخذ يسرع واحده واحده
..إلا أن وصل الي أقصي سرعه السيارة ...أحست قدر بالخوف ....فأمسكت يده ....
قدر :براحه شوية ياساهر ....انا خايفه ....
ابتسم ساهر قائلا :ماتخافيش ياروحي ......
وفجأة اصطدم ساهر بسيارة نقل كبيرة .....
استيقظ ساهر من الكابوس الذي كان يراوده قائلا :لااا...قدر ...
عندما استيقظ علم أنه كان يحلم نفس الحلم الذي يراه منذ سنين ......فهو الآن عنده ٣٠ عاما .....
نهض من الفراش يشعر بضيق وغضب ....إلي أن نظر بجانبه وامسك بصورتها .....يقبلها ....
هتف بحب واشتياق قائلا :وحشتيني ياقدر ....ياتري بقيتي عاملة ازاي .....
ضم الصورة الي أحضانه .....إلي أن سمع صوت طرقات الباب .....
أردف بضيق قائلا :قولت محدش يدخل .....
ميار :انا ميار ياساهر .....
أخذ ساهر نفسا عميقا قائلا :ادخلي .....
دلفت ميار إليه .....قائلة :صباح الخير. ...اي ياعم مالك كده ؟
نهض ساهر متوجها إلي المرحاض لكي يغسل وجهه ....
وعندما انتهي ذهب وجلس بجانبها قائلا :نفس الكابوس ياميار ...انا تعبان اوي .....انا مش زعلان علي الكوابيس اللي بشوفها.....انا بس نفسي اشوفها .....نفسي الاقيها....
ربتت ميار شقيقته علي كتفيه قائلة :والله انا حاسه أن بعد الصبر دا هتلاقيها ...قول يارب بس ....
ساهر :يارب ....
ميار :يلا ....هنستناك علي الفطار ....علي ماتكون جهزت نفسك ...
نهض ساهر متوجها نحو الدولاب ...لكي يأخذ ملابسه ويرتديها .....
ارتدي بدلة من اللون الاسود ..ووضع برفانه المميز .....ونظر لنفسه في المرأة بثقه .....وضع الفرشاه ليري صورة قدر علي المرأه اخذ يلمس عليها بحب .....قائلا :مش هتأخر عليكي ....
خرج ساهر .....متوجها إلي الدرج الاسفل .....لا يريد ان يتناول الفطور ...فجعل أحد من الخدم يحضر له فنجان قهوه .....
كلما نظرت له والدته وهي تعلم أن قلبه يتمزق من أثر فراق قدر .....تشعر بأن سكاكين تقطعها داخليا ...
هتفت مها قائلة:اقعد ياساهر افطر ....هتخرج كل يوم علي لحم بطنك ....
ساهر :معلش ياامي ...ماليش نفس .....سلام ....
ركب ساهر سيارته قاصدا شركته ....وهي شركة هندسة ....
عندما وصل نظر إلي أعداد كبيرة من البشر ينتظرونه ....لأنهم يريدوا أن يفعلوا لأولادهم عمليات بصر ....ولابد من مقابلته ....
أشار السكرتيرة الخاصة به قائلا :انا مش عايز اشوف حد خالص ...والناس اللي جاي دي يروحوا المستشفي وهما هيقوموا باللازم عرفيهم كده ....
سندس :تحت امرك ياساهر بيه .....
فرح الجميع عندما أخبرتهم سندس بأن يذهبوا الي المشفي وهناك يتم اللازم لهم ....فأخذ الكل يدعي له بالخير..
كان ساهر واقفا أمام نافذه مكتبه يري الناس وهم يدعو له ...قائلا :يارب .....
إلي أن دلف إليه وائل صديقه .....
هتف وائل قائلا :اي يابشمهندس ....انا عايز اعرف انت معاك تليفون بتعمل بيه اي بالظبط ....ولا بترد علي اي مكالمة خالص ..
ساهر :شش ...اسكت يالا ...مش رايقلك .....
وضع وائل يده علي دقنه قائلا :امممم ...يبقي اكيد جالك كابوس ......
أومأ ساهر رأسه قائلا :ضميري ....هفضل لحد امتي عايش بتأنيب الضمير .....مش مكفيها انها سابتني ....وكمان الكوابيس مش سايباني .....
أردف ساهر حديثه هذا وهو يكسر قلم من شده أعصابه ....
وائل :ربنا يروق لك ياصاحبي .....صدقني هييجي يوم وهترتاح ....
وضع ساهر يده علي المكتب وصاح بصوت عال قائلا :امتي ....امتي اليوم دا ....
نهض وائل من مجلسه قائلا :هبعتلك لمون.....وماتنساش بليل عشان في مشروع لازم موافقتك ....
سمح له ساهر بالخروج .... وجاء ليتابع عمله ...ليجد صورتها لم تختفي من عقله ....فابعد الورق من أمامه ...واستدار بكرسي للحائط ....
......صلوا على النبي......
استيقظت قدر من نومها ...وهي تشعر بصداع رهيب......فهنضت مسرعه تأخذ حباية مسكنه ...إلي أن سمعت صوت جدال والدها مع زوجته .....توجهت نحو الباب ولم تنصت لما يقولوه ....فهي اعتادت علي هذا كل يوم ....أغلقت باب غرفتها .....واخذت تتسند علي الاثاث لتصل إلي النافذه ....وتفتحها ليدخل نور الشمس غرفتها ....استنشقت قدر نفسا طويلا ......
واخذت تفكر في أيام ماكانت طفله .....وتتذكر قفشات ساهر لها ....
هتفت تحدث نفسها قائلة:لو بتحبني مكنتش خلتني عايشة في اللي انا فيه دا ياساهر ....مكنتش ضحيت بحياتي للدرجه دي ....
كانت قدر تفكر بهذا الشكل....لان والدها أقنعها منذ طفولتها بأن ساهر هو من فعل بها هذا .....هو من جعلها عمياء ....بسبب تهوره ....
أفاقت قدر من شرودها علي دخول زوجه ابيها روحية .....
اردفت روحية بصوت عال قائلة :انتي ياست هانم ...هتفضلي قاعده طول النهار في اوضتك ...تعالي ساعديني في المطبخ .....
قدر :حاضر .....
اخذت قدر تتسند علي الاثاث لكي تخرج من الغرفه ....في حين كانت روحية تنظر لها بغل ....
روحية :انتي عاجبك شكل ابوكي معايا كل يوم .....
قدر :قوليلي اعمل اي بس .....ماانتي اخدتي كل اللي وراه واللي قدامه ....وزعلانه أنه بيتخانق معاكي .....
روحية بمكر أنثوي :ايوه يااختي .....ماانتي لازم تقولي كده مين يشهد .....
زفرت قدر بضيق ولم تجيب عليها .....وبدأت في غسل الاطباق ....
......صلوا على النبي......
ذهبت سليمان السعدني والد قدر الي مركز لعمليات البصر ....وهناك أخبروه بحالة ابنته وأنها لابد أن تسافر الي الخارج من أجل إجراء عملية لها .....
خرج سليمان يفكر....والمبلغ المطلوب كبير ...وهو ليس لديه كل هذا ...ولكن زوجته من معها ...فهو اعطاها كل شئ .....جلس يفكر كيف يفعل ......اهمل ابنته سنوات ..... وجاء الان يفكر بها. ......ظل يفكر في الماضي
Flash back
من عشر سنوات مضوا ...
سليمان :اسمع يا عثمان ....بعد اللي حصل دا انا هاخد بنتي وامشي ومحدش يعرف لينا طريق ....وانا ياما قولتلك أن ابنك بيلعب ببنتي ....دا لسه طفله .....وهو السبب في انها اتعمت....انا مش هصبر لحد ماتروح مني ....سامعني...
عثمان بتعب :عايز اي يعني ياسليمان ؟
أردف سليمان قائلا :عايز حقي عشان امشي من هنا
..جيه الوقت إلا كل واحد لازم ياخد حقه .....
كان عثمان في أيامه الأخيرة ...واراد أن ينفذ حق شقيقه .....
هتف بتعب قائلا :اللي تشوفه ياسليمان .....هبعت اجيب المحامي يخلص كل حاجه ....
من بعد ماانتهوا وكل شخص اخد حقه ....اختفي سليمان وقدر .....ومن وقتها أصيب ساهر بالجنون ..وبحث عنها في القاهره وبعض المحافظات ولكنه لم يعثر عليها .....
End back
افاق سليمان من شروده لكي يذهب عمله ......تاركا الأمر عندما يعود الي منزله ...
.....استغفروا الله .......
في فيلا عثمان السعدني ....
اتت نبيلة وجلست مع صديقتها ميار يتحدثون سويا .....كانت نبيلة تنظر في كل أنحاء الفيلا ....إلي أن لاحظت ميار هذا قائلة :مش هنا ياختي.....
ابتعلت نبيلة ريقها قائلة بتلعثم :احم ....هو...هو مين ؟؟
ميار بضحك :مش بتدوري علي ساهر بردو .....وانا بقولك مش هنا ....
لكمتها نبيلة في كتفها قائلة:يوه عليكي ياميار...مش عارفه تقفي جنبي ....ماانتي عارفه أن بحبه ...ليه مش بتساعديتي ...
قدمت ميار لها العصير قائلة :لان مفيش فايده يانبيلة ....ساهر مفيش حد في قلبه غير قدر بنت عمي ...الا احنا اساسا مش عارفين هي عايشة ولا ميته .....يبقي عايزاني اساعدك ازاي بقي ....
نبيلة :طب ماانتي بتقولي انها مش موجوده ....مش معقول يعني هيفضل من غير جواز ....
ميار :والله انا اصدق في اي حد أنه ممكن يحب واحده ويحب بعدها ويتجوز عادي ....الا ساهر اخويا......دااخويا وانا عارفاه ....
تغيرت ملامح نبيلة للحزن ....ولم تتحدث بشئ .....
وضعت ميار يدها علي وجهها قائلة :داانتي شكلك واقعه بجد ....
اومأت نبيلة رأسها باليأس .....
نبيلة :يافرحه ماتمت ...خدها الغراب وطار ..
......اذكروا الله........
اتي المساء ....
وعاد سليمان الي منزله ....ليري روحية جالسة أمام التلفاز ....بينما قدر في غرفتها. ....
هتف سليمان موجها حديثه الي روحية ...قائلا :تعالي ياروحية عايزك في موضوع ....
روحية بضيق :خير يارب .....
دلفت روحية الي الغرفه .....وجلست بجانب سليمان قائلة :خير ياسليمان ....
سليمان:انا هحتاج فلوس من اللي معاكي ...عشان اسفر قدر تعمل عملية ....
صاحت به روحية وبصوت عال :نعم ياخويا .....وانا مالي انا بالموضوع دا ....تاخد فلوسي عشان تسفر بنتك .....بقولك اي مالكش دعوه بفلوسي خالص ....
شعر سليمان بوجع بقلبه قائلا :حرام عليكي ياروحية ...دي فلوسي وانا اللي اعطتهالك ....البنت كده مش هتخف وهتفضل كده طول عمرها ....
نهضت روحية من مجلسها قائلة :والله مش شغلي ياخويا محدش قالك تسفرها باد كده
لم يتحمل سليمان الصدمة ووقع مغشي عليها .....إلي أن صرخت روحيه واتت قدر علي صوتها ....
قدر :بابا ....بابا رد عليا ...
روحية :سليمان ...رد عليا ياخويا ....
طلبت روحية الطبيب .....وعندما وصل قام بفحصه ...
كانت قدر تبكي من الخوف .....بينما روحية لم ينتابها أي شعور .....
نظر لهم الطبيب بأسف قائلا :شدوا حيلكم .... البقاء لله.
