رواية زين وزينة الجزء الثاني2الفصل الخامس عشر15 السادس عشر16 بقلم منال كريم
انتظرت إجابة منه، هل يتزوج سميران حقاً؟ لكن لم يجيب.
فتح الباب، و كاد أن يغادر الغرفة بل المنزل بأكمله.
لكن قالت بنبرة حزينة: انتهت القصة زين، لقد انتهت قصتنا، قصة زين و زينة.
توقف عن السير و أغلق الباب مرة أخرى ، و التفت لها و قال بهدوء: لا تهذي.
أجابت بهدوء: هذه الحقيقة كل شيء أنتهي.
سار بعض الخطوات ،حتي وصل أمامها، و قبض على ذراعها و قال بعصبية: لا تفعلي.
قالت بعصبية: أترك ذراعي، أترك ذراعي، أنت تؤلمني ،هل تفهم أنا اتالم؟
أشار على قلبه و قال بحزن: و هنا يحترق.
جذبت ذراعها و قالت بنبرة هادئة: ما ذنبي أنا؟ أنت من جئت بنا الى هنا، جعلتنا نترك حياتنا السعيدة الهادئة و جئنا إلى الجحيم، و أنا لا أتحمل ذلك، سوف أرحل..
نظر لها بضعف و قال برجاء: لا تفعلي، من فضلك لا ترحلي، لم المسك، لا أحاول أن اقترب منكِ، لا أريد منكِ اي حقوق، فقط كوني بجواري، إذا أنتِ معي سوف اهزم العالم ،لا ترحلي زينة.
تنهدت بحزن و قالت: الحديث لا يفيد الآن، لقد اكتفيت.
قال بحب: زينة ،زينة ،لا تستطيعي الطلاق مني؛ لم أفعل، لم أتركك ، لاني أحبك، بل تخطيت حدود العشق و الجنون.
هل تعلمين إلى أي مدي احبك؟ زينة أنا لا أريد فتاة بعدك أو قبلك، أريدك أنتِ فقط.
كوني بجواري حتي أوجهه العالم بأسره.
أجابت بهدوء: حاولت، أقسم أني حاولت، جئت على كبريائي و غروري ،تنازلت عن كل شيء لاجلك، زين أنا أصبحت لا اتوصل مع عائلتي، لا أعلم شئ عن شركتي، هذه الشركة التي حاربت لأجلها سنوات، تركتها في يد آدم و بيطار و لا أعلم ما وضعها الآن ؟ كل ذلك لماذا؟ لاجلك أنت، لكن يكفي كل ما رأيت في هذا المنزل، يكفيني.
سأل و هو ينظر عيونها مباشرة: هل تحبيني؟
لم تنظر له، نظرت على جهة اليمين و أجابت بهدوء: كلا لم أحبك.
أومأ رأسه بالرفض و قال بنبرة حادة: لا ،لا ،ليس ذلك، أريدك تنظري في عيوني و تقولي لا أحبك، هيا انظري في عيوني، قولي ،قولي زين لا احبك.
مازلت لم تنظر له و قالت : منذ دقائق أخبرتك اني أكرهك
قال بهدوء: بالطبع حدث ذلك، لكن كان صوت مهزوز ، ويدك و هي تشير إليه كانت مرتعشة.
أغمضت عيونها و قالت: ماذا تريد الآن؟ ماذا تفعل؟ لقد انتهت القصة.
أجاب بهدوء: أخبرتك ليست بهذه السهولة، أنا جئت بيكِ إلى هنا رغم معرفتي كل المشاكل لاني لا أستطيع الابتعاد عنك، أعلم أني عندما فعلت ذلك كنت أناني ، لكن هذا جنون الحب و العشق.
و الان هيا قولي لا أحبك زين.
كانت تنظر في كل الاتجاهات إلا عيونه، حتي لا تضعف.
وضع يده خلف رأسها ، كانت عيونها أمام عيونه ، و قال بهدوء: هيا الآن و عيونك تنظر إلى عيوني ،قولي هذه الجملة.
بلعت ريقها بتوتر و قالت بتعلثم: أبتعد زين، أبتعد.
همس بصوت هادئ: كلا لم أبتعد زينة، لأن هذا مكاني بالقرب منكِ.
كانت دقات قلبها عالية ، تشعر بالتوتر من قربه لها، لا تستطيع قول هذه الجملة و هو ينظر في عيونها أو قريب منها.
أخذت نفس عميق و قالت بصوت ضعيف: أبتعد زين، أبتعد.
حرك رأسه بالرفض و قال: هيا أخبرني عن مشاعرك.
وضع قبلة على جبينها و قال بحنان: حبيبي أعلم كل ما بداخلك، أعلم أنك قوية و شجاعة، لكن هذا لا يمنع أنك مجروحة و مكسورة،أعلم أنك لا تذرفي دموعك أمام أحد، لكن عندما تكوني بمفردك تبكي بغزارة ،وسط هؤلاء البشر أنتِ وحيدة و حزينة، أنتِ بالنسبة لي كتاب مفتوح أعلم ان مشاعرك الان متضاربة، تحبيني و لكن قد تعبتي من كل ما يحدث في هذا المنزل.
قلد حركة رأسها و هي ترفعها إلى الاعلي و قال: زوزو التي ترفع راسها دائما، هذه الحركة التي تدل أن حبيبتي واثقة من نفسها الى أبعد الحدود ، مع بعض الغرور ، اعشق غرورك و ثقتك في نفسك، أعشق كل تفاصيلك ،سوف تظلين الحلم الذي سعيت خلفه حتي يتحقق، و لم اتركه يضيع من بين يدي و أنا أشاهد.
حبيبتي زينة يوسف عز الدين ، أنا معك و أعتذر عن كل شيء.
انهي حديثه ،و ذرف دموعه..
أغمضت عيونها و هي تري أنها حقا كتاب مفتوح بالنسبة له، و أكمل هو بإصرار: زينة يوسف عز الدين ، هل مازل هذا القلب ينبض باسمي؟
كانت عيونها تنظر إلى عيونه مباشرة، لم تستطيع الكذب و لا تريد الكذب.
تجمعت الدموع في عيونها، و إزالة دموعه، تنهدت بحب ثم قالت: حقاً تسأل هذا السؤال الاحمق ؟ إذا كنت لم أحبك،لماذا أنا هنا حتي الآن ؟ أحبك و لا أستطيع فعل شيء إلا أني أحبك.
مسكت يده وضعتها على قلبها و أكملت بدموع: تسالني هل قلبي ينبض باسمك؟ أخبرني أنت ماذا يخبرك قلبي؟ أحبك زين، أحبك و لا أستطيع البعد عنك، و السبب أني ابتعدت عنك ، هو أني أخشي أن أضعف أمامك، أعلم أني أخطأت و أمام الله هذا ذنب، لكن كنت على يقين أنك لا تشكي الله مني، فعلت ذلك حتي إضغط عليك و نعود إلى لندن، نعود أنا و أنت ،كنت لا اتحمل العودة بدونك.
أعلم أنك طلبت مني في البداية أن نعيش في منزل آخر ،لكن كنت أشعر إذا فعلت ذلك سوف ينتصرون عليا، أنا أخطأت و أنت أخطأت و كل ما حدث أثر على علاقتنا.
كأنه لم يسمع شيء من كل حديثها، سأل مرة أخرى ، حتي يتأكد من شيء، سأل بهدوء: هل تحبيني.
عقدت حاجبيها بتعجب و قالت: أنت لم تسمع حديثي
كانت عيونه تسألها نفس السؤال ، أجابت بصوت عالي: أحبك زين.
لا يريد سماع شيء آخر، و مهما كانت ردة فعلها لا يهتم.
اقترب منها وهمس أمام شفتيها و قال بحب: أحبك زينة.
فتحت عيونها بصدمة عندما وجدته يسرق منها قبلة عاشق متيم، دقائق و هي أيضا تجاوبت معه.
في الاسفل
سألت ريا بتوتر: ماما تتوقعين زينة تخبر اخي بما حدث ؟
قالت تينا بخوف: إذا علم أننا كنا نريد طرد زينة من المنزل لم يصمت.
لتكمل سميران: أنا متأكدة أن هذه الساحرة، فعلت سحرِ لزين.
أبتسمت ريا بسخرية و قالت: زوجة عمي أخذت من ماما نقود كثيرة لعمل سحرِ لها و لم يحدث شيء.
أجابت بريتا بعصبية: هذا دليل أنها ساحرة شريرة ، لذا هذا الساحر لا يستطيع فعل شيء.
سأل فير بحزن: لا أعلم لماذا كل هذه الكراهية لزينة؟
أجاب برتاب: ليست غيرة، بل حقد لأنها أفضل منهم
قالت كاجول: أنت على حق ، بالنسبة لي زينة الكنة المفضلة.
كانوا يتحدثون ،إلا سيما تجلس بصمت ،تسال نفسها،هل هي على حق أما زينة؟
في الاعلي
كان يسند جبينه على جبينها ، و يلف يده على خصرها بامتلاك ،
و قال بنبرة هادئة: اتمني لا تذكري طلاق أو فراق مرة أخرى ،لاني لا أفعل زينة حتي لو بالإكراه سوف تظلين زوجتي.
كانت هي تلف يدها حول عنقه و أجابت: و أنا لا أريد الافتراق زين، أنا أحبك.
و فجأة دفعته و ابتعدت عنه و سألت بعصبية: و سميران، سوف تتزوج سميران.
نظر لها بابتسامة و قال: لا تجعلني أفقد الثقة في ذكاءك.
صرخت بعصبية: أنا ذكية جداً ، لكن ريا اخبرتني حتي حماتي لم تنكر ذلك.
جذبها إلى حضنه و نظر عيونها و قال: يريدون إشعال نار الغيرة في قلبك، لأنك أفضل منهم جميعاً ، لم أنكر أن ماما طلبت مني ذلك،لكن أنا رفضت و غادرت المنزل.
وضع قبلة على عيونها و قال بحب: أنا لم و لن أحب غيرك، أنت أول و آخر حب في حياتي.
و ضع يده على خصرها و اليد الأخري تحتضن كف يدها، و بدأ يرقص معها و هو يغني كلمات الأغنية المفضلة لديها
: هو هذا حب حياتي اللي أتمناه، يا طعم الغرام و عطره هو معناه ،ادفع عمري، ادفع عمري كله حتي أعيش وياك.
و مسك أيدها و يلف بها ، و قالت هي الأخري بصوتها الجميل: هو هذا حب حياتي اللي أتمناه، يا طعم الغرام و عطره هو معناه ،ادفع عمري، ادفع عمري كله حتي أعيش وياك.
و آخذها في حضن بحب و حنين الى أيام سعادتهم التي جهلت طريقهم.
سألت بهدوء: ماذا تفعل مع سميران.
خرج من حضنها ، و التقطت ثوب الصلاة و قال: ارتدي هذا.
سألت بتعجب : لماذا؟
أجاب : هيا زينة.
ارتدت الثوب سريعاً ، حتي تعلم ماذا يفعل؟
حضن كف يدها و غادر الغرفة ، ثم هبط إلى الأسفل.
وقف أمام العائلة ، و نظر إلى سيما و سأل: عندما طلبتي مني أتزوج من سميران، ماذا كان جوابي؟
لم تجيب ، أجاب هو: كان الرفض، أخبرتك أن مهما تفعل زينة سوف أتحمل، حتي لو دعست على كرامتي و قلبي ،سوف أظل احبها، أخبرتك أنها الحب الاول و الاخير و الوحيد، طلبت منكِ الابتعاد عنها.
كانت زينة عيونها عليه ،تنظر بسعادة و فخر له، و هو مازل يحضن يدها بحنان.
أكمل هو: أخبرتني أن زينة هي التي حرقت نفسها، قولت لكِ من حقها تفعل ذلك ، لأنها تعيش مع عصابة، ليس بشر ، أخبرتك مهما تفعل زينة سوف أكون داعم لها ،لاني أحبها ، لكن أنتِ لم تفهمين مشاعر ابنك، أنا اخجل أنك أمي.
كانت هذه الجملة كفيلة تهز كيان سيما، كانت تجلس على الكرسي، عادت رأسها إلى الخلف و أغمضت عيونها بحزن.
رفع يدها وضع قبلة عليها، و ترك يدها ،وذهب أمام برتاب، ضم يده( حركة الهنود) ,و قال باحترام و نبرة هادئة: اعتذر جدتي لكن يجب عليك الرحيل ، لأن زوجة عمي و سميران تخطي الحدود ، و أنا لا أصمت على إهانة زوجتي، و لا أريد فعل شيء يجرح قلبك، و لأجل عمي المتوفي، اطلب منك العودة إلى دلهي.
و دون النظر إلى بريتا و سيمران ،قال: من اليوم ليس لدي اي علاقة بهم ،قطعت كل الروابط معهم، للمرة الثانية اعتذر جدي، اعتذر جدتي.
نهض برتاب وضع يده على رأس زين و قال بحزن: أنا أعتذر زين ليس أنت، أنا لا أستطيع تربية هذه الساقطة و لا أستطيع السيطرة على بريتا، اعتذر زين.
و نظر إلى زينة و قال: اعتذر بنتي.
أبتسمت دون إجابة...
نهضت كاجول ،ذهبت أمام زينة و نزعت عقد من تراث العائلة ، و أعطتها لزينة في يدها ،و قالت بحب: أنت الكنة المفضلة ،و نعتذر لكِ عن ما حدث.
أبتسمت بدموع و قالت: اشكرك جدتي.
قال برتاب : هيا بريتا و سيمران و أنيل سوف نعود إلى دلهي الليلة يكفي لهذا الحد.
صعد برتاب و خلفه الجميع بدون حديث ، أصبح لا يوجد حديث يقال بعد حديث زين.
تحرك خطوتين وقف أمام تينا و ريا، نهضوا من مقعدهم بتوتر، و ينظرون إلى الأسفل بحزن و خجل.
قال بهدوء: أتذكر عند زواجكم سالتكم هل تريدون الإقامة في منزل خاصة بكم ، كان قرراكم العيش هنا، أتذكر كنت أفعل المستحيل لاجلكم، تينا لم اتذكر يوم فرقت بينك و بين ريا، قبل أن تحلم اي منكم كان يكون امامها، كنت اسعي لأجل سعادة الجميع، و ماذا فعلتم أنتم بالمقابل؟
قال بحزن و خذلان: تسعون لدمار زواجي، لماذا؟ فقط أريد معرفة السبب.
قالت تينا و ريا معنا بدموع و ندم: نعتذر.
لم تكتفي هذه الكلمة ،نظر لهم باشمزاء و لم يجيب.
تحرك أمام الثنائي المسؤول عن دمار الشركة و قال: لدينا حديث في غرفة المكتب، حتي أعلم كيف تصل اخبار الشركة إلى فارون؟!
أخذ نفس عميق و يعلم أنه جرح قلبها ،لكن يجب عليه يفعل ذلك لأنها اخطات.
كانت تجلس ضائعة ،حائرة ،لم تمر كلمة أني أخجل أنك أمي .
جلس أمامها على الارض، و حضن كفوف يدها و سقطت دموعه على يدها ، مما جعلها تبكي ايضا، و قال بحزن: لماذا فعلتي ذلك؟ أنت تقفين مع اعدائي ضدي، اي نوع من الأمهات أنتِ.
هذه الجملة جعلت صوت بكائها يرتفع.
أكمل بحزن: بريتا كل ما تريده النقود، تفعل كل ذلك لأجل المال، هذه أحلامك أتزوج من سميران التي بلا أخلاق و لا كرامة ، لأجل جنونها تفعل كل شيء ، اسألي نفسك ،سميران تكون زوجة لي أو زينة، اسألي نفسك ماما، من تستحق تكون زوجتي؟
زاد صوت بكائها ،حتي هو كان يبكي، مع بكاء تينا و ريا و هما يشعرون بالخجل من أعمالهم.
كانت تقف تنظر لهم، و إزالة دموعها بتعجب و حدثت نفسها: أنا بعيط ليه، داهية لتكون سيما صعبانة عليا ، لا طبعا هي تستاهل و ريا و تينا كان يستاهلوا.
نهض زين من على الأرض و قال: طالما ماما عجزت عن تدبير أمور المنزل سافعل، زينة و تينا و ريا ، هما الثلاثة زوجات في هذا المنزل، لذا أعمال المنزل سوف تقسم بينكم بالتساوي. هل يوجد اعتراض؟
أومأت ريا و تينا رأسهم بالموافقة على حديثها...
كانت زينة تقف بصمت، و تفكر أن منذ دقائق اتخذت بعض القرارات ،لكن لا تتحدث أو تعترض على حديث زين..
أكمل هو : منذ شهور و زينة تفعل كل أعمال المنزل ،لذا زينة سوف تأخذ عطلة و ريا و تينا سوف يقومون بأعمال المنزل.
نظر لهن و سأل : هل يوجد اعتراض؟
أومأ رأسهم بالرفض.
أكمل و هو يشير عليها: هي زينة سينج، هي زوجة زين سينج، هي صاحبه هذا المنزل، هي سيدة هذا المنزل، هي زوجة الابن الأكبر لعائلة، لذا هي لديها كل الصلاحيات ، مفهوم.
أومأ الجميع بالموافقة
قال بهدوء: اتمني أن ينتهي مشاكل المنزل ، حتي أستطيع التفكير في مشاكل الشركة، حلم حياتي و مجهودي و تعب سنوات يضيع من بين يدي و الفضل في ذلك عائلتي.
نظرت له بسعادة و لا تصدق ، و كأنه كان هنا و سمع حديثها ،لذا يريد أن ينفذ كل حديثها.
هو بالفعل يعلم ما حدث من رئيس الحراس الذي أخبره بكل شيء ، لذا أكد على حديثها حتي يثبت للجميع أن مكانتها عالية في هذا المنزل.
نظر الجميع إلى الدرج كان يهبط برتاب و الباقي
وقفت سميران أمام زينة و تنظر لها بحقد و غيرة.
و كانت زينة تنظر لها بانتصار و سعادة.
تحولات نظرات سميران إلى شر و قالت : هل تظنين أني اتركك تفوزي بحبيبي.
استغلت أن الجميع مشغول في توديع فير و كاجول.
و بحركة سريعة ، طعنت زينة بآلة حادة في بطنها.
وضعت زينة يدها مكان الطعنة، و رفعت يديها ،كانت ممتلئة بالدماء.
صرخت و هي تقول: زين.
وسقطت على الأرض
الفصل السادس عشر16
لحظات صمت و ذهول.
الجميع ينظر بصدمة ، كيف فعلت سميران ذلك؟
ركض زين عليها ،و حملها و غادر و لم يطلب من أحد المجيء معه ، فهو يعلم لأحد يهتم لأمر زينة.
لكن ركض خلفه جميع العائلة.
ركض ياش وصل إلى السيارة قبل زين ،فتح الباب الخلفي.
و صعد زين بها إلى السيارة.
و صعد ياش و بجواره ريا ،و انطلق إلى المستشفى.
و جميع العائلة خلفهم.
في المنزل
لاول مرة يتحرك أنيل و يصفع سميران.
صرخت بريتا بصوت عالي:لماذا؟لماذا فعلتي ذلك؟ لقد فقدتي صوبك.
جلست على الارض و صرخت بجنون: اجل، فقدت عقلي، و السبب أنتِ.
أنهت جملتها و هي تشير إلى بريتا، لتجيب بذهول: أنا، السبب أنا ، أنا لم أفعل شئ إلا لاجلك.
أبتسمت بسخرية و قالت: ليس لاجلي، بل لأجل أكون زوجة زين، حتي تكون كل أملاك زين تحت سيطرتك، جعلتني مجنونة بحبه لدرجة الهووس و الجنون، كان يجب عليكِ بعد زواج زين تنصحني بعدم التفكير فيه، لكن أنتِ اخبرتني حتي لو تزوج سوف يكون لي.
قال أنيل : ماما أخطأت لكن هذا لا ينفي أنك مخطئ ايضا، سوف أذهب حتي اطمئن على زوجة أخي.
و تحرك حتي يغادر ، قالت بريتا : أنتظر سوف أتي معك، حتي أطلب من زينة عدم تقديم بلاغ.
ذهب أنيل و معه بريتا و حتي سميران.
في المستشفى
وصلت زينة إلى المستشفى و هي فاقدة الوعي ، دلفت إلى غرفة العمليات.
أمام غرفة العمليات
يجلس زين على الأرض بحزن، و يبكي مثل الطفل الذي في حاجة إلى أمه.
كانت عائلته ينظرون لها بمشاعر مختلطة، لم يروه زين ضعيف من قبل، و أيضا الجميع لا يجرؤ أن يتحدث حتي لا ينفجر زين.
حتي وصل أمير و كارن بعدما اخبرهم أكاش.
جلس أمير من طرف و أكاش من طرف، و بدأ أمير بالحديث: لا تقلق لم يحدث شيء للمغروة.
لم يجيب ، ليكمل كارن: سوف تكون بخير زين، لكن يجب أن تكون قوي.
لم يجيب أيضا.
لذلك فضل أصدقائه عدم الحديث.
بعد وقت
لم يخرج أحد يخبرهم حالة زينة.
كان يحدث نفسه بحزن: اعتذر ،اعتذر زينة، أنا كنت اختيار غير مناسب لكِ، لكن من فضلك كوني قوية و تحملي لأجلي حبيبتي زوزو.
و كأنه سمع صوتها و هي تقول: قلب زوزو يا ناس.
جاء انيل و بريتا و سميران، عندما سماع صوت بريتا و هي تقول: هل هي بخير؟
رفع رأسه ، و نظر لهم بعيون مشتعلة من الغضب، لو تحرق احرقت الجميع ، ابتلع الجميع الغصة في حلقه بخوف و توتر من هذا الوحش الغاضب.
نهض من مقعده ، قال كارن سريعاً: زين هذا ليس مكانه، من فضلك.
أشار لها أن يصمت.
و تحرك في إتجاه سميران.
كانت تقف مكانها و كأنها فقدت القدرة على التحرك،وقف أمامها و قال بغضب شديد:سوف اقتلك ايتها الحقيرة.
و لف يديه حول عنقها بقوة و ، كانت تحاول تفك قبضة لكن لا محال.
لم يقترب أحد من العائلة حتي بريتا و انيل، الجميع يخشي زين، و يعلمون أنهم أخطاءه في حق زينة..
اقترب أمير منه و قال بهدوء: زين هذا ليس مكانه، من فضلك أبتعد عنها
لم يسمع له أو يجيب عليه.
تركها عندما سمع صوت الطبيب: سيد زين.
ذهب إلى الطبيب و سأل بخوف:هل هي بخير؟
أبتسم و قال بهدوء: أجل هي بخير.
سأل بلهفة: ممكن أذهب اليها.
قال بهدوء: سوف تذهب الى الغرفة، ثم تأخذ الشرطة أفادتها.
مر وقت ،تم نقل زينة إلى غرفة، و دلف الظابط حتي تخبره ماذا حدث ؟
كان الجميع ينتظر في الخارج بتوتر و خوف،و خصوصا سميران، لأنها متأكدة سوف تعترف زينة عليها.
لكن تعجب الجميع عندما وجدوا الشرطة ،رحلت بدون التحقيق مع سميران.
دلف زين إليها ، فتح الباب ، نظر لها و أبتسم و قال: زينة.
نظرت لها و أبتسمت و قالت: حبيب قلب زينة كده كده.
سار بعض الخطوات حتي وصل إلى السرير ،جلس أمامها على الأرض و حضن كف يدها و قال بندم و دموع: أنا اسف، أنا آسف يا حبيبتي ، حقك عليا ،في كل اللي حصل ده.
ابتسمت و هي تقول: مفيش حاجه يا حبيبي، الحمد لله عدت على خير.
رفع عيونه و نظر لها و سأل بتعجب: غريبة الشرطة مشيت من غير سميران.
وضعت يدها على خده و قالت بهدوء: لاني قولت اللي حصل كان بدون قصد، و محدش مسؤول عن اللي حصل
عقد حاجبيه بتعجب و ذهول: نعم، ما هذا الحديث؟هذه الحقيرة مكانها هو السجن.
داعبت شعره و قالت بابتسامة: حبيبي خلاص، كانت هتبقى النهاية مش حلوة، لازم نقفل قافلة نضيفه.
قال بعصبية: ايه الكلام ده يا زينة، دي لازم تاخذ عقابها.
أخذت نفس بتعب،و ضعت يدها على مكان الجرح و قالت بصوت ضعيف و متعب: حبيبي أنا تعبانة و مش قادرة أتكلم ،هي للاسف من عائلتك و مش عايزة تكون ذكري طول العمر، أني دخلت بنت عمك السجن، و خلاص ربنا يشفيها من الجنان ده.
نهض من مقعده و وضع قبلة على جبينها بحب و حنان ، و قال بحب: بحبك ، بحبك ،انت ازاي جميلة كده، عمري ما تخيل أو اتوقع أنك تعملي كده.
لتجيب بهدوء: علشان خاطرك ، بس مش عايزة أشوف وشها هنا، ترجع دلهي النهاردة.
أومأ رأسه بالموافقة و قال: شكرا يا حبيبتي.
أبتسمت بدون إجابة.
غادر الغرفة، و اخبرهم بما فعلت زينة.
موقف زينة اثر في جميع العائلة، حتي سميران، دلفت إلى الحمام، و طلبت رقم معين ، جاء الرد: نعم
قالت بعصبية: أنت خدعتني ،جعلتني أكون ضد زين ، أنا بسببك حاولت قتل زينة.
هذه الجملة جعلته ينتفض من الخوف، و صرخ: ماذا فعلتي؟ حاولتي قتل زينة، ما هذا الغباء؟ أنت لا تعلمين ماذا يفعل هو معكِ عند معرفة هذا الجنون؟لا تعلمين أنها لا يتحمل على زينة شيء.
ابتلعت الغصة التي في حلقها بخوف و توتر، و قالت برعب: لم أقصد ذلك، أعتذر.
اغلق في وجهه الخط، ليطلب الرئيس و يخبره بما حدث..
و كان قرره ،قتل سميران..
بعد المكوث فترة على أمل لقاء زينة لكن هي رفضت لقاء أحد منهم.
رحلت عائلة زين.
أما أمير و كارن غادروا. قبل قليل .
كان يقف على سطح مبني مقابل للمستشفى قاتل محترف،
مجرد ظهرت الصيادة خاصته ،أخرج طلقة نارية أصابت قلب سميران...
سقطت على الأرض و الدماء المنثرة حوالها ، تحت صدمة عائلتها.
صرخة من بريتا ، جعلت الجميع ينتبه ، حملها أنيل و ركض إلى المستشفى و الجميع خلفه.
في غرفة زينة
كانت تتمدد على الفراش، و يجلس زين على الكرسي المقابل لها..
قالت بهدوء: حبيبي كنت رجعت البيت علشان ترتاح و ترجع بكرة.
نظر داخل عيونها و سأل: فعلا عايزة كده.
أجابت بابتسامة: شكل عيني خاينة مش تستر عليا بعد كده
حرك رأسه بالرفض و قال: عينك لا تكذب عليا، علشان بتحبني
أبتسمت و قالت: واثق اوي كده.
نهض و انحني و جعل وجهه أمام وجهها و همس بحب: نعم واثق أنك عيونك عاشقة لي، لأن عيوني تعشقك إلى أبعد الحدود.
أبتسمت بخجل و بعدت وجهها عنه ، جاء يتحدث ،لكن دق الباب.
ذهب يري من الطارق؟
و ما كان إلا ياش و ملامح الوجهه تدل على الذعر، خرج خارج الغرفة و أغلق الباب.
و سأل بتعجب: لماذا عودت؟ هل حدث شيء ؟
قال بصوت مرتعش و خائف: سميران تعرضت للقتل؟
سأل بصدمة: ماذا؟
أجاب: لا أعلم ماذا حدث ؟ لكن الشرطة معها و طلبت من الشرطة أن تكون حاضر.
تعجب أكثر و سأل: لا أفهم شيء .
أخذ يده و سحبه خلفه و قال: هيا زين الطبيب قال انها تحتضر.
ذهب معه دون أخبار زينة.
في غرفة سميران.
كان معها الظابط و عنصر شرطة يسجل ماذا تقول ؟
كان يقف أمامها، كانت تخرج كلماتها بصعوبة: زين.
و صمتت ثواني حتي تاخذ نفسها، ثم أكملت: اعتذر ،اعتذر عن ما بادر مني، أنا المذنبة زين؟ من يخبر فارون بكل شيء هو أنا.
أنا من تعاونت معه مقابل أن تكون لي، و زينة لرئيس فارون.
سأل : من رئيس فارون؟ و ماذا يريد من زينة؟
أخذت نفس طويل و قالت: لا أعلم، كل ما أعرفها أن هناك شخص يريدك تفترق عن زينة، و عندما سألني فارون أكثر شئ مميز عندك، كان جوابي الشركة، كل ما حدث حتي تنشغل بالشركة، و تكون بعيد عن زينة، و هنا يأتي دوري، أني أجعلها تري أن زواجها منك خطأ ، لكن هي كانت قوية و ظلت صامدة.
لم يفهم حديثها ، كان حديث غير منظم، كل ما استطاع معرفته، يوجد شخص يريد التفريق بينه و بين زينة ، لأنه يريد زينة ، و أن سميران كان متفقة مع فارون لدمار الشركة.
في هذه الأثناء كانت زينة ترن عليه، لا تسأل أين ذهب؟ لكن أغلق الخط..
فاق من شروده عندما قالت: أنا على يقين أنه أمر بقتلي لاني حاولت قتل زينة.
صرخ بصوت عالي: من هذا الشخص؟
صمتت فترة، و أكملت بصوت أضعف: لا أعلم ،فارون أخبرني أن هذا الشخص يعشق زينة بجنون، مثل ما أنا أعشقك بجنون، لذا اجتمعنا معنا.
جاء يتحدث ،لكن قالت ليس هناك وقت، سوف تجد في حقبيتى الخاصة مستندات تثبت أن فارون المتسبب في خسارة الشركة، إذا استطعت اغفر لي.
و كانت هذه آخر كلماتها،رحلت و تركت زين عالق في هذا الحديث الغامض.
