رواية عندما ياتي العوض الفصل الاول1بقلم بسملة محمود
أملٌ في الدروب المظلمة"
العوض أنتِ.. وربُّ القلبِ أدرى بمعياده. ❤️
كتب يوسف هذه الكلمات في دفتر مذكراته، ثم تنهد قائلاً:
"يا رب اجعلها من نصيبي في الدنيا والآخرة."
دقَّ باب غرفته، فقطع شروده.
يوسف: ادخل.
روان (بتذمر): إيه يا أُبيه! بقالي ساعة بخبط.
يوسف (بابتسامة خفيفة): معلش يا رينو، كنت سرحان شوية.
روان (بحنان): معلش يا حبيبي، أنت عارف اللي حصل مع ضحى.. إن شاء الله هتكون من نصيبك.
يوسف (بثقة): عارف يا حبيبتي، وهستناها العمر كله.
روان: يا بختها بيك بجد يا أُبيه.. يلا عشان الفطار.
يوسف: ماشي يا حبيبتي، يلا.
-------------------------------------
في أحد أحياء القاهرة..
كان الجو يعجُّ بالصخب في منزل بطلتنا، وكأن هناك حربًا ضارية. لا تقلقوا، ليست حربًا عسكرية، بل "حرب الحلويات"!
ضحى (بغضب مصطنع): أناااااا مش هسيبك غير لما تقولي مين اللي أخد الشوكولاتة بتاعتي!
نظر إليها مالك، ذو الخمس سنوات، بعيون القطط اللطيفة وقال:
مالك: أنا لو حكيت لك، هصعب عليكي يا عمتو.
ضحى (بتأثر مصطنع): يا ضنايا يا بني.. احكي يلا.
مالك (بصوت درامي): الحكاية بدأت...
ثم ركض سريعًا هاربًا!
ضحى (بمرح): ماشي يا ابن عبدالله، هجيبك يعني هجيبك!
دخلت والدتها، واضعة الأطباق على السفرة، ثم قالت بإحباط:
شرين: لا حول ولا قوة إلا بالله.. العيال كلها بتكبر وتعقل، وبنتي بتكبر وبتتهبل!
ضحى (بمزاح): إخس عليكِ يا شوشو! هو في حد زي عقلي الكبير اللي يوزن بلد ده؟
دخل أخوها، وقبَّل رأس والدته بحب.
عبدالله: هو في حد في عقلك يا حبيبتي؟
ضحى (بفخر): تسلم يا غالي، والله إنت الوحيد اللي بتنصفني!
عبدالله (ضاحكًا): على فكرة، أنا بتريق.. إنتِ مجنونة!
ضحى: والله طيب، اصبر عليَّا... يا سااااالومتي!
جاءها صوت سلمى من الخلف.
سلمى: إيه يا بت يا ضحضوحة؟
ضحى (متفاجئة): إيه اللي لابساه ده يا سلمى؟
سلمى: طرحة، عشان عمي.
ضحى (باندهاش): عمك اللي هو حماكِ اللي هو أصلًا أخو أبوكِ؟! إنتِ عبيطة يا بنت؟
سلمى: هو عادي أقعد بشعري قدامه؟
ضحى (بهدوء): بصي يا حبيبتي، محارمك اللي ينفع تسلمي عليهم بالإيد وتكشفي حجابك قدامهم هما (الأب، الأخ، الزوج، العم، الخال، ابن الزوج، الجد، الابن، الأخ في الرضاعة).
سلمى (مستوعبة): يعني كده يوسف ابن عمنا مش من المحارم، صح؟
ضحى: أيوه يا حبيبتي.
سلمى: ماشي، ماشي، اه صحيح، كنتِ عايزة إيه؟
ضحى (بمكر): كنت بقولك إن عبدالله جاب لمالك شوكولاتة وإحنا لأ.. عايزين نقاطعه.
سلمى (بزعل مصطنع): كده يا عبدالله؟ طب أنا زعلانة منك!
ضحك عبدالله بينما قالت شرين بحزم:
شرين: بــــــس! إيه كل الرغي ده على الصبح؟ يلا على السفرة.
بعد عشر دقائق، انتهت ضحى من إفطارها.
ضحى: الحمد لله، هقوم ألبس علشان أنزل المستشفى.
شرين (بقلق): يا بنتي، إنتِ ماكلتيش كويس.
ضحى: معلش يا ماما، والله شبعت، عن إذنكم.
نظر إليها عبدالله بحزن، ثم قال:
عبدالله: من ساعة اللي حصل، وصحتها في النازل.
شرين (بحزن): ربنا يريح بالك وقلبك يا بنتي.
في غرفتها، وقفت ضحى تصلي الضحى، تبكي لرب العباد ومن لنا سواه، فنلجأ إليه في أفراحنا وأحزاننا.
ضحى (داعيةً): يــــــا رب، ريح بالي، وأكرمني، وعوضني خيرًا، وأعني على ذكرك وحسن عبادتك، واشفني واشفِ جميع المسلمين.
بعد الصلاة، ارتدت فستانًا أسود وخمارًا بيج. وبينما كانت تستعد للخروج، دقَّ الباب.
ضحى: ادخل.
مالك (بخجل): إنتِ نازلة يا عمتو؟
ضحى: آه يا ميكو، رايحة المستشفى، كنت عايز حاجة؟
مالك (بحزن): متزعليش مني يا عمتو.. أنا كنت مخبي الشوكولاتة علشان عارف إنك بتتعبي لما تاكلي حاجة مسكرة قبل ما تاخدي الدوا.
نظرت إليه ضحى بعيون دامعة، ثم احتضنته قائلة:
ضحى: إنت تعرف إن ضحضوحة عمرها ما تزعل من ميكو؟
مالك (هز رأسه نفيًا): لأ.
ضحى: خلاص، ما تخافش.. ممكن أخد قطعة شوكولاتة بقى؟
مالك: أكيد طبعًا يا ضحضوحة!
دخلت سلمى ضاحكة.
سلمى: أيوا يا عم، من لاقى أحبابه نسي صحابه؟
مالك: لا، وانتي كمان يا مامي حبيبتي.
سلمى: وأنا كمان بحبك يا روح مامي.. يلا علشان تجهز للمسجد مع بابا.
مالك: حاضر يا ماما، سلام يا ضحضوحة!
ضحى: سلام يا حبيبي.
---------------------------------
في أحد أقسام الشرطة بالقاهرة...
دخل الرائد يوسف مكتبه، فتوجه إليه صديقه معاذ مستغربًا.
معاذ: إنت إيه اللي جابك؟ مش إنت عامل إجازة يومين؟
يوسف: زهقت.. قلت أنزل الشغل.
معاذ (باهتمام): مالك يا يوسف؟
يوسف: مش عارف والله.. مخنوق شويه.
معاذ (بحب أخوي): كان سيدنا محمد ﷺ في وقت الشدة يقول: "إني عبدُ الله، ولن يضيّعني."
يوسف: عليه أفضل الصلاة والسلام.. تصدق؟ لما سمعت الحديث ده، ارتحت شوية.
معاذ: ربنا يريح بالك يا حبيب أخوك.
يوسف(بجديه): كلمنى بقى عن القضية الجديدة.
معاذ: القضية دي عن تجارة أعضاء لرجل أعمال مشهور جدًا، والراجل ده ليه أعوان بره مصر.
يوسف (بأهتمام): طيب يا معاذ، عايز تجمع لي كل المعلومات عن الشخص ده خلال يوم.
معاذ بصدمة: أنتَ بتهزر صح؟ لا طبعًا، يوم مش هيكفي، بكتير أوي أسبوع علشان أقدر أجمع معلومات.
يوسف: مفيش وقت لأسبوع، هم يومين بس، مفيش غيرهم.
معاذ بهمس: راجل مفترى، حسبي الله ونعم الوكيل.
يوسف: بتقول حاجة يا زيزو؟
معاذ: لا، أبداً يا جو، أنا بس بدعيلك ربنا يحفظك لمصر.
يوسف: طب يلا يا خويا علشان تلحق.
معاذ: ماشي، سلاموز.
يوسف: أنا مش عارف دخلت كلية شرطة إزاي.
معاذ: زي السكر في الشاي ههههه.
يوسف: غور ياض من هنا، عيل سمج.
معاذ بصوت أحمد حلمي: لو مش عاجبك، طلقني.
يوسف: طلع مسدسه ووجهه ناحية معاذ.
معاذ: خلاص يا عم، أنا ماشي.
يوسف: عيل مجنون بس بحبه.
معاذ فتح الباب تاني وقال: تشكر يا ذوق والله، وقفل بسرعة.
----------------------------
في مستشفى المرشدي الخاصة...
ضحى: سعاد! يا سعاد!
سعاد: أيوة يا دكتورة ضحى؟
ضحى: ابعتي لي آخر كشف.. عندنا اجتماع مع المدير الجديد.
دقَّ الباب.
ضحى: ادخل.
دخل الشخص، فالتفتت نحوه، ثم شهقت بدهشة.
ضحى(بصدمة ) : أ..أنت؟!
