رواية عزبة الدموع الفصل الثاني عشر12بقلم داليا السيد

رواية عزبة الدموع الفصل الثاني عشر12بقلم داليا السيد

فرامل....شك

في الصباح الباكر نزلت قبل الجميع فوجدت منى فقالت "صباح الخير، لو سمحتِ يا منى اجعلي عم رضا يغسل سيارتي ويجهزها" 

ردت منى "حاضر يا هانم، سأنقل أشياء حضرتك اليوم حسب طلبات الست الكبيرة" 

هزت رأسها وسالتها "هل استيقظ آدم؟" 

أجابت منى "لا يا ست رنين ليس بعد ألن تتناولي الإفطار؟" 

قالت بسعادة "لا سأتناوله بالموقع سلام"

هزت منى رأسها وتابعتها وهي تتحرك إلى الخارج ولم ترد وانطلقت رنين إلى المزرعة  بالعربة التي يجرها الحصان 

وصلت إلى المزرعة وهنأها الجميع ولم تعرف أن من داخلها كانت سعيدة وهي ترى دبلتها الذهبية تلمع في إصبعها الآن أصبحت حقيقة وكأن هذا المكان أصبح موطنها الأول والأخير 

اندمجت في العمل وتناولت بعض الطعام أثناء العمل إلى أن اتصل بها "صباح الخير، رحلتِ مبكرا جدا؟" 

قالت بسعادة "العمال يأتون مبكرا فأردت أن أكون هنا وهم موجودين، هل رحلت؟" 

أجاب "ليس بعد، أنتظر أن يأتيني صابر بالأوراق، المفاتيح بالجراج؟" 

قالت "نعم ستتأخر هناك؟" 

أجاب بجدية "لا أعلم حسب انتهاء العمل" 

قالت بتنهد "حسنا"

عادت إلى العمل ولكن سرعان ما رن هاتفها مرة أخرى برقم غريب فردت "الو" 

جائها صوت منى "يا ست رنين حدث شيء ولا أعلم ماذا أفعل؟" 

شعرت بالقلق وهي تقول "ماذا حدث يا منى تحدثي؟"

قالت الفتاة "بعد أن جهز عم رضا سيارتك وخرج بها البيه رأيت أحدهم يتسلل خارجا من الجراج، رجل يضع قماشة على وجهه لا أعرفه أسرعت خلفه ولكني لم ألحق به، اتصلت بآدم بيه لكن تليفونه مغلق، اتصلت بك لأني لا أعرف ماذا أفعل" 

شعرت بالخوف ولا تعلم لماذا قفزت أميرة أمامها فتحركت وهي تسرع إلى العربة بالحصان وإسرعت بها فالمزرعة قريبة من الطريق الذي سيسلكه آدم وانطلقت بالحصان بكل سرعته 

قاد السيارة بعدما أغلق معها، كان سعيد بأن العلاقة وصلت بهما إلى هذا الحد وأنها أصبحت له، مشاعره أصبحت غريبة بالنسبة له يريد أن يظل بجانبها ينظر لعيونها يرى ابتسامتها ليتها تكون تتمناه مثلما يتمناها 

انطلق بالسيارة ثم رأى أميرة تسرع خلفه وهي تناديه ولكنه لم يرد لقد تعب منها، انطلق إلى الطريق فرن هاتفه كانت أميرة فأغلق عليها ثم أغلق هاتفه حتى تنتهي منه 

كان الوقت ما زال مبكرا والطريق مفتوح مر على المزرعة أراد أن يتوقف ليراها فقد افتقدها من الأمس ولكن الفرامل لا تستجيب، ارتبك للحظة وهو يحاول أن يفكر ماذا حدث؟ وكيف يقلل من سرعة السيارة ليرى ما الذي أصاب السيارة؟ 

كان قد أوشك على الوصول إلى الطريق العام وأدرك أنه لا يمكنه أن يخرج إلى السيارات المسرعة هناك لم يكن أأمامهإلا الأرض الزراعية التي على جانبي الطريق وهو ما فعله حيث مال بالسيارة يمينا فانحدرت السيارة بقوة من سرعتها وللأسف لم يمكنه أن يتحكم بعجلة القيادة فمالت السيارة على جانبها الأيمن ثم انقلبت مرة ومرة أخرى ودارت به الدنيا ولم يشعر بأي شيء والسيارة تستقر على سقفها ...

أسرعت بكل ما لدى الحصان من سرعة إلى أن لمحت السيارة أمامها زادت المسافة بينهما وفجأة رأت ما حدث وانقلاب السيارة وللأسف لم تكن هناك عربات انقبض قلبها من الخوف وأخذت تحث الحصان على الإسراع إلى أن وصلت ورأت النار وهي تشتعل في السيارة فٱسرعت إلى الباب الذي لم يفتح والسيارة مقلوبة وبصعوبة استطاعت أن تجذبه خارج السيارة من النافذة الجانبية وسقطت أكثر من مرة وهي تجذبه بصعوبه بعيدا عن السيارة وجسدها كله يرتجف من الخوف والتعب وفجأة انفجرت السيارة وأطاحت بها لمسافة وسقطت دون أن تعي بما حولها...

عندما أفاقت فتحت عيونها بصعوبة فشعرت بثقل في ذراعها اليسرى وأخيرا استعادت نفسها وتذكرت ما حدث، انتفضت فوجدت ذراعها في جبيرة وبعض الكدمات في قدمها، لم تجد أحد بالحجرة قامت فشعرت ببعض الدوار، جلست حتى هدأت ثم نهضت وتحركت للخارج وهي تستند على الجدران حولها حتى قابلت ممرضة في طريقها 

قالت بتعب واضح "من فضلك غرفة الأستاذ آدم مرعي" 

قالت الفتاة "لا أعلم اسألي هناك" 

أشارت لمكتب قريب فاتجهت إليه، هبت الممرضة وأسرعت إليها وهتفت "يا آنسة ما الذي أخرجكِ من حجرتك؟" 

قالت دون اهتمام "أين آدم؟ أين هو من فضلك أخبرينى ماذا أصابه؟ د"

أسندتها الفتاة وقالت "خرج حالا إلى غرفة لذا تركك الجميع إليه لأنكِ كنت فاقدة للوعي" 

قالت بنفس اللهفة "وأنا أفقت الآن أين غرفته؟"

قادتها الفتاة وهي تقول "تعالي، هو هنا بالجانب الأخر سأساعدك" 

ما أن دخلت حتى التفت الأنظار كلها إليها؛ العمة وعم صابر وأميرة وسميرة وهيثم، الغرفة امتلأت بالجميع وربما رجال لم تعرفهم 

اتجه إليها صابر وقال "تعالي يا ابنتي هل أنتِ بخير؟" 

نظرت إليه ثم إلى آدم الذي كان ممدا على الفراش وليس بوعيه بعد وقالت "نعم كيف حاله؟" 

رد "بخير اجلسي"

أجلسها على طرف فراشه كانت رأسه بين الضمادات وساقه اليمنى بالجبس وذراعه اليسرى ملفوفة بالضمادات ولكنها حمدت الله على أنه على قيد الحياة

فزعت من أميرة التي قالت بصوت مرتفع "أنتِ من فعل ذلك، أليست سيارتك؟ أنتِ التي فعلتِ ذلك؟" 

نظرت إليها بدهشة وتفاجأت من قولها بينما تقدم منها رجلا ببدلة سوداء وقال "محمد منير وكيل النيابة هل تخبريني ما الذي حدث؟" 

حكت له ما حدث والرجل الآخر يكتب أقوالها ثم سألها "حضرتك التي طلبتِ منه أن يأخذ سيارتك؟" 

هزت رأسها وهي ما زالت في ذهول وقالت "نعم عرفت أن سيارته بحاجة للإصلاح فعرضت عليه أن يأخذ سيارتي" 

قال الرجل "هل كنتِ تعرفين أن بها مشكلة بالفرامل؟" 

قالت بدون تفكير "لا، بالتأكيد لا، ثم آدم ههوآخر شخص قادها عندما أحضرني من بيتي لفيلته ولم أقودها من وقتها" 

قالت أميرة بإصرار "ولكن بالتأكيد فعلتِ ذلك لتتخلصي منه" 

نظر إليها وكيل النيابة وقال "ولماذا تفعل يا مدام؟ هل بينهم خلافات؟" 

ردت العمة دون أن تمنحها فرصة للرد "كيف يكون بينهم خلافات وأمس كانت خطوبتهم والجميع يشهد على ذلك" 

ابتعدت اميرة وقالت بخبث "بالتأكيد أجبرها على الخطوبة ليداروا فضيحتهم التي رأيتها أنا لذا أرادت أن تتخلص منه بالطبع"

قالت العمة بصوت قوي "أميرة اخرسي، ليس هناك أي فضيحة إنهم يحبون بعضهم، أنتِ كاذبة، غيرتك أعمتك وجعلتك لا تعرفين ماذا تقولين، اخرجي من هنا لا أريد رؤيتك" 

تراجعت أميرة أمام كلمات عمتها رغم أنها كادت ترد لولا أن سمع الجميع صوت آدم "رنين، عمتي" 

انتبهت رنين إليه ورقص قلبها فرحا لأنه ذكرها وسط ما به وانتبهت العمة أيضا إليه وقالت "ابني حبيبي، هل أنت بخير؟" 

هز رأسه وفتح عيونه فرأى رنين أمامه ثم رأى ذراعها فقال "ما الذي حدث؟ وماذا أصابك؟" 

كانت الدموع تسيل على وجهها من كلام أميرة مسحتها وقالت "لا شيء أنا بخير المهم أنت"

قال وكيل النيابة "هل يمكن أن ترد على بعض اسئلتي؟ أنا محمد منير وكيل النيابة" 

هز رأسه وأجاب على الاسئلة ثم قال الرجل "هل تشك بأحد؟" 

هز رأسه وقال "لا، بالطبع لا" 

ولكن أميرة عادت تبخ السم والشك وهي تصرخ "كيف لا؟ إنها هي خطيبتك هي التي فعلتها أليست هي من طلب منك أن تأخذ سيارتها؟ إنها مخادعة بالتأكيد" 

ضاقت عيون آدم ونظر إليها ولكن الدموع التي بعيونها أخبرته بالكثير 

قالت العمة "لو أرادت أن تفعل لما أسرعت إليه وعرضت نفسها للخطر من أجله إنها هي التي أنقذت حياته" 

ولكن اميرة لم تستسلم وقالت "لتكمل باقي التمثيلية ولا يشك أحد بها وربما كانت تظن أنه مات لذا فعلت ذلك لتصبح بطلة وتبعد الشبهات عن نفسها" 

لم تتحمل رنين كلمات أميرة أكثر من ذلك فصرخت فيها "اخرسي، أنا لم ولن أفكر حتى بذلك، أنتِ شيطان في شكل إنسان، شيطان"

ثم نهضت بتعب واضح وتحركت إلى الخارج وهي تستند على من تجده بجانبها دون أن ترى من دموعها ولا تسمع نداؤه ولا نداء العمة ..

عادت إلى غرفتها والدموع تغطي وجهها، لم تكن تملك الشجاعة لمواجهة نظرات الشك بعيون الجميع الآن تشعر أن أميرة أقوى منها بل وربما شعرت بالخوف ولكن هل يمكن أن يصدقها، يا الله! لماذا يحدث لي كل ذلك؟ إلى أين أخذتني الأيام والأحداث؟ 

تبعها عم صابر وقد اتجه إليها وقال "رنين يا بنتي اهدئي، إنها مجنونة وكلنا نعلم أنكِ لا يمكن أن تفعلي شيء كهذا" 

نظرت إليه وقالت "أننت لم تر نظرة آدم وعمتي، إنها نظرة اتهام" 

دخلت المرأة وقالت "ليست كذلك، أنتِ فتاة غبية أخبرتك أنها لن تتركه لكِ وأنتِ تتصرفين هكذا" 

ما أن جلست المرأة بجوارها حتى ألقت نفسها بين ذراعيها، كانت بحاجة لأحضانها ربما أزاحت ذلك الجبل من الهموم من على صدرها لتعيدها إلى الحياة كما البشر 

ربتت المرأة عليها بحنان وهي تقول بألم "لم أفعل يا عمتي، والله لم أفعل" 

قالت العمة "أعلم يا فتاة وما أعلمه أكثر مما تعلميه أنتِ نفسك، هيا توقفي عن هذا الجنون وتعالي خطيبك بحاجة إليكِ لن تتركيه لها" 

أبعدتها ومسحت دموعها فقالت "ولكني لن أتحمل اتهاماتها"

ابتسمت المرأة وقالت "لم أعهد بكِ إلا الشجاعة والقوة فأين ذهبا؟ أميرة لن تترك أي فرصة إلا وستحولها لصالحها وأنتِ تعلمين ذلك لذا كان عليكِ ألا تنهاري وتكملين المواجهة ما زلتِ في البداية والطريق طويل، هيا يا فتاة استعيدي قوتك ابني بحاجة إليكِ ألستِ امرأته الآن وأولى الناس برعايته؟" 

أخفضت عيونها، ربتت المرأة على كتفها وقالت "هيا لا تتركيه وحده" 

هزت رأسها وقد أعادت لها كلمات المرأة قوتها وشجاعتها لمواجهة تلك الأفعى تحركت مع المرأة وقالت "حاضر" 

أسندتها هي وصابر إلى أن عادت إلى غرفته كانت الممرضة تساعده على الاعتدال وأميرة تقف بعيدا ونظرت إلى رنين بحقد ولكن هذه الأخيرة لم تهتم..

نظر إليها وهي تتقدم نحوه وقد أخذه القلق عليها والغضب من أميرة لم فعلت وقالت ولكن لوجود الرجال الغريبة وهيثم وسميرة لم يواجه أميرة ولم يعنفها على ما قالت ولكنه شعر بأحزان رنين وأدرك أنها تخشى من أن يصدق كلمات أميرة  

جلست رنين في نفس مكانها ولكن وكيل النيابة والرجل الذي معه استأذنا وذهبا بينما ابتعدت أميرة في ركن الحجرة بجانب أمها 

قال صابر "أظن أنك بحاجة للراحة يا آدم ولا داعي لوجودنا، عن إذنك هيا يا هيثم"

بينما قالت العمة "وأنا أيضا تعبت هيا يا سميرة وأنتِ يا أميرة هو بحاجة للراحة" 

ولكن أميرة قالت "لن أتركه هو بحاجة إلي" 

قال بغضب "لست بحاجة لأحد، رنين معي" 

زاد الغضب بعيون أميرة وقالت "وستبقى معك وحدكما؟ أهذا مما تعلمناه رجل و..." 

صوته القوى الغاضب أوقفها "أميرة، إلى هنا ولا أريد أن أسمع كلمة واحدة، رنين خطيبتي والجميع يعلم ذلك، هي أيضا ما زالت تعالج هنا مثلي تماما وكلمة أخرى من كلامك هذا ولا أعرف ماذا يمكنني أن أفعل هل تفهمين؟" 

انتفضت أميرة من صوته ونبرة الغضب وتعلقت العيون بها وهي تقول "أنت الذي لا تفهم مثل تلك الأشكال التي تبدي قناع البراءة ولكن غدا سيعرفها الجميع جيدا وأنت أولهم"

ووتحركت إلى الخارج تتبعها أمها بصمت كما هي عادتها وتوالى الجميع بعدها ونظرات العمة تخبر بالكثير 

"رنين، رنين" 

انتبهت لصوته فنظرت إليه فقال "هل أنتِ بخير؟ لماذا لا تردين؟" 

عادت الدموع التي لم تعد تستطيع التحكم فيها وقالت "لم أسمعك" 

قال "كفاكِ دموع أنا تعبت منها"

ولكنها لم تتوقف فعاد وقال "هل أصابك شيء آخر غير ذراعك؟ وكيف حدثت الإصابة؟" 

هزت رأسها وقالت "لا لم أصب بشيء آخر ربما أكون سقطت على ذراعي وقت الانفجار لا أعلم" 

قال وهو يحاول أن يخرجها من حالتها "من المفترض أن أشكرك على إنقاذك لحياتي"

أخفضت عيونها وقالت "تعلم أني لا أنتظر ذلك بل أنا مدينة لك بالكثير ولم أشكرك"

ظل ينظر لها وقال "لهذا انقذتيني؟ لتردي الجميل؟" 

نظرت إليه وقالت بجدية "لا لم أقصد، بالطبع لا، إنا أنقذتك لأنني لم أتخيل أنني لا أفعل، أنا لم أفكر وقتها إلا في إخراجك من السيارة التي كانت ستنفجر" 

قال دون تفكير "كان يمكن أن تنفجر بنا نحن الاثنان" 

إخفضت عيونها وقالت "لم أفكر بذلك" 

كان سعيد لإنها فكرت فيه وألقت نفسها بالخطر من أجله ولكنه شعر بالذنب لما أصابها فقال بحنان "متى ستتوقفين عن البكاء؟" 

قالت دون أن تنظر إليه "أنا من طلبت منك أن تأخذ السيارة" 

قال وهو ينتظر هدوءها "أعلم" 

نظرت إليه بدون فهم فقال "لا أحب هذه النظرات أنا لست بغبي رنين، ربما أجبرتك عمتي على خطوبتنا ولكن" 

قامت وقالت تقاطعه "أنت الآن تتحدث مثلها" 

قال وهو يتمنى أن يقف وينظر بعيونها "أليست حقيقة؟"

نظرت إليه وقالت "وأنا أردت أن أتخلص منك بتلك الطريقة"

ابتسم وقال "ثم تأتين وتلقين بنفسك في أحضان الموت من أجل إخراجي؟ ألم أخبرك أنكِ مجنونة؟" 

أغمضت عيونها من التعب والتفكير فقال بحنان "تعالي اجلسي ما زلتِ متعبة"

فتحت عيونها فقال "تعالي يا مجنونة اجلسي" 

اتجهت إلى المقعد الذي أمامه وقبل أن تجلس أمسك يدها بيده السليمة وقال "لستِ بحاجة للدفاع عن نفسك، ليست أميرة المرأة التي أصدقها ولا أنتِ المرأة التي أشك بها، أنتِ فقط مجنونتي العنيدة" 

ارتاح قلبها لكلماته، وابتسمت من بين دموعها فقال "يا الله أخيرا ابتسامة، من فضلك توقفي عن البكاء لن تستطيعي رؤيتي بعد ذلك من تورمها ولن يمكنك نجدتي إذا تعبت"

ضحكت وقالت وهي تمسح دموعها "لن تتعب أليس كذلك؟ أنت بخير؟" 

لم يترك يدها وقال "وهل أشك في ذلك ومنقذتي تجلس بجانبي؟" 

ابتسمت مرة أخرى وقد أنساها ما حدث وعادا إلى المرح 

في الصباح مر عليه الطبيب وقال "الحمد الله أن الإصابة وصلت لذلك والكسر الذي بساقك لم يصل للمفصل وجرح ذراعك عميق ولكنه أيضا لم يصل للعظم فقط كسر الضلع هو الذي بحاجة للراحة لأنه لا جبيرة له وبالطبع جرح الرأس بحاجة للرعاية" 

تنهد آدم وقال ساخرا "وهل تبقى مني شيء آخر يا دكتور سليم؟"

ابتسم الطبيب وقال "نعم ما زلت بخير وتصلح للزواج ألا يكفيك ذلك؟" 

احمر وجهها وأخفضت عيونها وهو ينظر إليها فقال الطبيب "يمكنك الخروج اليوم وقتما تشاء فقط الرعاية الطبية بالخارج مهمة جدا وحضرتك يا آنسة ستفكين الجبيرة بعد ثلاث أسابيع وحاولي أن تهتمي بالطعام فأنتِ ضعيفة، كيف تتركها هكذا يا أستاذ آدم؟"

قال آدم "لن أتركها اطمئن" 

نظرت إليه كما فعل، هز الطبيب رأسه ودق الباب ودخل هيثم وعم صابر فاستأذن الطبيب

"صباح الخير يا آدم كيف حالك اليوم؟"

نظر لهيثم وقال "ابن حلال كنت سأتصل بكم أريد أن أخرج الآن، انهي الإجراءات وأعدنا إلى البيت" 

نظر صابر إليها فقالت "الطبيب وافق على الخروج " هز رأسه وتحرك هيثم للخارج 

وفجأة دق الباب ودخل شخص لم تكن تعرفه يرتدي جلباب رمادي طويل وعمامة، طويل وعريض وبدت ملامحه مشابهه لملامح تعرفها ولكنه ذا بشرة قاتمة أكثر من لون عيونه، نظر الرجل إلى آدم وقال بنبرة قوية 

"كيف طاوعك قلبك ألا تخبرني يا بن أبي؟" 

تعليقات



<>