
في صباح اليوم التالي، استيقظت مودة وهي تفرك عينيها بضيق، ثم نهضت بتثاقل لتبدل ثيابها السوداء التى لم يعد بإمكانها التخلي عنها، فقد اعتادت على شكلها بها، حتى أنها حين غيّرتها ليلة الأمس شعرت بالغربة عن نفسها.
اخذت الفستان الذي ارتدته في الأمس لتعيده إلى ميسرة، وما إن فتحت باب غرفتها حتى تزامن ذلك مع فتح آدم لباب غرفته المقابل. تقابلت نظراتهما لثوانٍ، فرأت عيناه حمراوين كقطرتي دم، يحيط بهما هالات سوداء ثقيلة، كأنه لم يذق النوم طوال الليل... وهو بالفعل لم يذقه.......
أشاح بوجهه سريعًا وهبط الدرج دون أن يتفوه بكلمة.....
ظلت مودة تتابعه بنظرات متعجبة، لا تفهم ما به منذ تلك الليلة بعد مغادرة مايكل. صحيح أنها اعتادت على غضبه ، لكنه هذه المرة بدّا مختلفًا، وكأن شيئًا أثقل صدره.
قالت مودة في نفسها بارتباك:
_معقول يكون متضايق بسبب الفستان بتاع إمبارح .....المفروض اعتذرله؟؟ هروح اتأسفله وخلاص وافهموا موقفى انا حاسة انه متعصب بسبب كدا
لتقول جملتها واتجهت لغرفة ميسرة اولا حتى تعطيها الفستان وطرقت على الباب وبعد عدة ثوانى فتح لها احمد وقال بمجرد ان رآها
_اتفضلى يمرات اخويا عاوزة حاجة؟
مودة بإحراج عندما رأته
_...... انا آسفة يااحمد بحسبها اوضة ميسرة شكلى اتلغبطت
احمد بضحك
_ما دى اوضة ميسرة يبنتى ولا اتلغبطى ولا حاجة
مودة بإستغراب
_إزاى اوضة ميسرة مش فاهمة؟؟؟
كاد احمد ان يتحدث ولكن قاطعه صوت ميسرة التى جائت للتو وهى تقول
_إيه ده مودة ...تعالى اتفضلى ....لتكمل حديثها وهى تنظر لأحمد بغيظ
_انت موقفها على الباب كدا ليييه يااحمد
احمد
_واللهى هى اللى واقفة ومصدومة من ساعت ماشافتنى
مودة وهى تشير لهم بصدمة
_هو ...هو انتو إزاى مع بعض فى نفس الاوضة؟؟!!!
ميسرة بضحك
_هو انتى متعرفيش ان احمد جوزى؟
مودة بصدمة
_جوزك!!!!!
انفجر أحمد ضاحكًا على شكل مودة وقال
_يعينى يبنتى دى اتصدمت يحرام
مودة بصدمة
_هو انا إزاى مأخدتش بالى قبل كدا إنكم متجوزين؟
ميسرة بضحك
_عشان احنا عمرنا ما بيّنا قدام حد يعنى مش بنتعامل كزوج وزوجة فاهمة
اومأت لها مودة ومازالت فى صدمتها فهى لم تراهم يتحدثون سويًا من قبل فسمعت احمد يقول بضحك
_مش قولتلك يبنتى هتكتشفى علاقات معقدة كتير فى العيلة دى مصدقتنيش
مودة بصدمة
_هو لسة فيه حاجات معقدة تانية لسة هكتشفها!!!
انفجر أحمد ضاحكًا وقال
_آه مش بعيد تلاقى ستى بكرة متجوزة عم بيومى مثلا
ضحكت مودة رغما عنها من جملته فقالت ميسرة وهى تضربه فى كتفه
_بطل رغى وهوينا بقى يااحمد مش قولت وراك شغل
احمد بصدمة
_ياللهوى نسيت آدم عاوزنى
ليقول جملته وهرول بسرعة للأسفل فقالت مودة بمجرد ان ذهب وهى تعطيها الفستان :
_شكرا يميسرة على الفستان انتى نقذتينى إمبارح بجد
ميسرة بإبتسامة هادئة
_يستى الشكر لله وبعدين خشى متفضليش واقفة كدا
اومأت لها مودة بهدوء ودخلت وجلست معها فقالت ميسرة وهى تراها صامتة
_اسئلى لو عاوزة يمودة
مودة بإحراج
_انتى عرفتى منين انى عاوزة اقول حاجة؟
ميسرة بضحك
_يعنى بصراحة باين من ملامح وشك إنك عاوزة تسأليني عنى انا واحمد
مودة بضحك
_بصراحة آه انا آسفة انى بسألك بس انا فضولية ومبعرفش امسك فضولى
ميسرة وهى تومأ بهدوء :
_ولا يهمك يستى عادى ..انا واحمد متجوزين بقالنا سنة ستى هى اللى جوزتنا غظبن عننا
مودة بصدمة
_ انتو كمان!! هو إيه حكاية العيلة دى كلكم كدا متجوزين بعض غظبن عنكم ؟
ميسرة بضحك
_آه وعلى رأى احمد بكرة منة ومازن تجوزهم غظبن عنهم هما كمان
مودة بإستغراب
_هى ليه بتعمل كدا المفروض كل واحد حر يختار شريك حياته زى ما هو عاوز
ميسرة وهى تتنهد بضيق
_آه المفروض...بس عندنا فى عيلتنا ممنوع وبالذات للبنات ستى عندها مفهوم الصعايدة القديم ان مينفعش حد يتجوز من برة العيلة
مودة بإستغراب
_ليه يعنى وفيها اى
ميسرة
_عشان نسل العيلة يكبر عشان كلنا من دم بعض يعنى.... بس هى متعرفشى انها باللى بتعمله ده هى هتقطع النسل كله وهننقرض
مودة بإستغراب
_يعنى انتى يميسرة مش بتحبى احمد؟
ميسرة
_لا طبعا بحبه بس زى اخويا حب أخوى يعنى عمرنا ما فكرنا فى بعض كزوج وزوجة.....احنا عايشين مع بعض هنا زى الاخوات عشان نرضى ستى مش اكتر
مودة بحزن
_وهتفضلوا طول عمركم كدا يميسرة بتلبوا طلباتها وساكتين على طلباتكم!!
ميسرة
_لا طبعا احمد وعدنى انى لو لقيت شغل وعرفت اعتمد على نفسى من غير راجل زى ما بتقول ستى... هيطلقنى
مودة بإستغراب
_قصدك انها مجوزاكى عشان انتى مش معتمدة على نفسك
ميسرة
_آه حاجة زى كدا ستى مبتعترفش بالبنت اللى بتشتغل وبتعتمد على نفسها هى صحيح علمتنا كلنا بس هى مبتحبش البنات وانا هثبتلها لما اللاقى شغل انى هعتمد على نفسى وان شاء الله كمان امشى من البيت ده لما اكون مستقلة ماديًا
ابتسمت مودة وهى تنظر لها بإعجاب فهى ذكرتها بنفسها عندما كانت تحلم ان تكمل دراستها وتعمل بعيدًا عن أهلها و تكون مستقلة هى الاخرى ولكن كل هذه الأحلام انتهت بمجرد ان تزوجت بهذا الروبوت......لتخرج من شرودها على صوت ميسرة وهى تقول
_وانتى كمان يمودة كملى تعليمك متفضليش قاعدة كدا فى يوم من الايام هتحتاجى شهادتك مهما كانت هى إيه
مودة بحزن
_انا حلمى انى اكمل تعليمى ياميسرة بس إزاى ده هيحصل وانا محبوسة هنا
ميسرة وهى تربت على يدها بحزن
_كلمى آدم يامودة فى الموضوع
مودة بسخرية
_الروبوت ده!! انتى بتهزرى ياميسرة مستحيل يوافق
ميسرة بضحك من جملتها
_هو روبوت فعلا معاكى حق ....بس هيوافق يمودة آدم شخص مُتفهم جدًا وبالذات فى المواضيع دى مش هيمنعك.... ده هو اصلا اللى خلى ستى توافق اننا نكمل تعليمنا لولاه كنت زمانى انا ومنة مش متعلمين
مودة بإستغراب
_هو انتو ليه كلكم شايفينه شخص متفهم وكويس وقلبه طيب إلا أنا!!!
ميسرة
_يمكن عشان انتى وهو اتحطيتوا فى ظروف خلتكم متعرفوش حتى تتعرفوا على شخصية بعض.... لكن صدقينى آدم احسن شخص موجود فى القصر ده
مودة بسخرية
_قصدك احسن واحد فى العقارب اللى فى القصر ده
ميسرة بضحك
_صح بالظبط ده
ضحكت مودة مع ميسرة قليلًا بعد تعليقها، وتبادلت معها بعض الأحاديث الخفيفة قبل أن تنهض متجهة إلى الأسفل. كان الجميع يجلسون على المائدة يتناولون الإفطار كعادتهم... ما عدا هو. لم ترَ آدم بينهم، فلاحظت أن باب مكتبه موارب، فتقدمت نحوه ببطء.
مدّت يدها لتطرق، لكن صوتًا غاضبًا انطلق من الداخل جعلها تتجمد مكانها:
_مليش دعوة بيه! خليه يهدد زي ما هو عاوز... أنا أروح أقولهم دلوقتي كلهم يا أحمد، وإنت عارف إني مبيهمنيش
جاء صوت أحمد هذه المرة ممتلئًا بالغيظ:
_عارف إنك مبيهمكش! بس تيجي فوق راسنا إحنا بقى! روح قولهم إن أنا اللي اتبرعت بالدم لابن عدوّي، عشان ستك تروح تطخها عيارين!
شهقت مودة دون أن تشعر، وسارعت لتكميم فمها بيدها كي لا تُفضَح، بينما قلبها يخفق بقوة. تجمدت لوهلة ثم اندفعت مبتعدة بسرعة عن المكتب..........
هل يُعقل؟! هو من تبرع بالدم لأختها؟! كيف... ولماذا؟! حتى إنها لم تفكر بسؤاله يومًا، لأنها كانت واثقة أنه سيرفض.
دخلت المطبخ شاردة الذهن، فقالت هنية بإستغراب بمجرد ان رأتها :
_مالك يبنتى سرحانة فى إيه كدا
مودة بصدمة
_فيه حاجه عرفتها يدادة بصراحة صدمتنى انا مش عارفة انا سمعت غلط ولا إيه
هنية بأستغراب
_حاجه إيه دى؟
مودة
_انا هقولك يا دادة بس اوعى تقولى لحد بالله عليكي
مودة بصوت منخفض متوتر:
_أنا هقولك يا دادة... بس بالله عليكي أوعى تقولي لحد.
أومأت هنية برأسها... فاقتربت منها مودة أكثر وهمست بكل ما سمعته خلف باب المكتب. اتسعت عينا هنية بدهشة، ليس من فعل آدم، بل من جسامة الموقف نفسه، ثم قالت بقلق:
_لو حد عرف... القيامة هتقوم يا مودة، بجد
تجهم وجه مودة بدهشة أكبر:
_هو ده اللي صدمك يا دادة؟ مصدمكيش إنه هو اللي اتبرع؟!
ابتسمت هنية ابتسامة خفيفة، وعيناها فيهما يقين:
_يا بنتي، لا. أنا قلتلك كذا مرة... آدم بيه قلبه طيب ورحيم، ومكانش هيقدر يسيب أختك تموت. خصوصًا إنه نفس فصيلة دمها.
غرقت مودة في شرودها مع كلماتها، تتذكر ذلك اليوم جيدًا... كيف وقف بجوارهم في المستشفى، رغم أنها كانت تتهمه بأنه سبب كل مأساتها. ومع ذلك، كان هو من أنقذ أختها بدمه.
تساءلت في داخلها بارتباك: هل يمكن فعلًا أن يكون قلبه طيب ورحيم كما تقول هنية؟ هل كل قسوته ليست إلا قناعًا؟
رفعت عينيها نحو دادة هنية وقالت بذهول لم تستطع إخفاءه:
_معقول يا دادة؟! أنا لحد دلوقتي مش قادرة أصدق... بحاول أستوعب.
هنية بضحك
_طب استوعبى بقا وانتى بتاكلى يمودة يلا
اخذت مودة منها الطعام بشرود ولكن عقلها لم يتوقف عن التفكير فتذكرت فجأة غضبه الشديد منذ امس ......هل معقول غضبه بسبب موضوع التبرع بالدم ام شيئا آخر ؟؟ زفرت مودة بضيق من التفكير بهذا الموضوع وبدأت تناول طعامها
وبعد قليل، همّت مودة بالخروج إلى الحديقة كعادتها لتروي الورد، لكن توقفت فجأة عند الباب الخلفي حين لمحت من خلال الزجاج بسمة تقف مع منة، وهما تحدقان باندهاش شديد نحو الخارج.
دفعتها الفضولية لتخطو خارجًا، وما إن وقعت عيناها على المشهد حتى تجمدت مكانها.
آدم يقف أمام أحمد، مرتديًا "تيشرت كات" يكشف عن ذراعيه، وقبضتاه داخل قفازات ملاكمة سوداء. وأحمد بدوره يواجهه بحماس، يبادله اللكمات وكأنهما في حلبة مصغرة!
اتسعت عينا مودة بدهشة، وضاقت ملامحها بعدم تصديق من الذى يفعلوه وتسمرت عند الباب الخلفى هى الأخرى حتى تشاهدهم........
كان آدم غارقًا في غضبه، لا يرى شيئًا حوله.... كل ما يشغله هو أن يفرغ ما بداخله، حتى لا ينفجر في وجه أحد... وخاصة في وجهها هي.
ها$جم أحمد بعنف،وهو يلهث ويتصبب عرقًا، لا يمنح نفسه فرصة لالتقاط حتى أنفاسه، وكأنه في معركة حقيقية لا في لعبة......
عرف أحمد على الفور أن الأمر خطير؛ فآدم حين يشتعل غضبًا لا يهدأ بسهولة، فهم دائما يلعبان "الملاكمة" حتى يفرغ أحدهما ما بداخله. لكن هذه المرة، الأمر مختلف... هذه المرة، كان الغضب يلتهم آدم من الداخل.
تفادى أحمد لكمة قوية، ثم صاح متألمًا:
_متضايق من إيه للدرجة دي يا آدم؟
زمجر آدم وهو يوجه لكمة مباشرة إلى وجهه:
_ملكش دعووة... العب وإنت ساكت!
تأرجح أحمد للخلف من أثر الضربة، وهو بالكاد يستعيد توازنه قبل أن تنهال عليه الضر$بة التالية. ومودة، من مكانها، رأت المشهد كأنه شجار دمو$ي لا مجرد لعبة... فآدم لا يلعب، بل يكاد يف$تك بأحمد.
ظل يضر$به بقسوة، مرة تصيب ومرة يتفاداها أحمد بصعوبة...... لكن في لحظة خاطفة، وقعت نظرات آدم بعيني مودة، الواقفـة وهى تراقب من عند الباب...... فازداد وجهه تصلبًا، وجزّ على أسنانه بعنف وهو لا يعلم ما به .....
لماذا يضيق صدره كلما رآها؟ لماذا يشعر أن وجودها وحده يربكه؟!
كلمات مايكل عادت تدوي في رأسه، تستفزه أكثر ....فهو لن يسمح لتلك الكلمات أن تصير حقيقة..... لن يشعر بشيء نحوها أبدًا، هكذا أقسم لنفسه. وحتى لو اضطر أن يجعلها تتألم... فهو لن يتراجع عن الانتقام، لن يترك لنفسه مساحة لغير الانتقام فقط بداخله ......الانتقام من هذه البنت وابيها.....
وبينما هو غارق في صراعه الداخلي، باغته أحمد بلكمة مباشرة، ارتبك لها للحظة. ثم تلتها أخرى... وثالثة.
ابتسم آدم ببرود، ابتسامة تحمل استسلامًا غريبًا، كأنه يتلقى العقاب عن طيب خاطر فأدرك أحمد من تلك النظرة أن صديقه لا يقا$تله الآن... بل يعاقب نفسه.
كانت مودة تتابع المشهد بخوف وارتباك؛ الرجل الذي كان منذ لحظات يضر$ب بعنف، أصبح الآن يتلقى الضر$بات بلا مقاومة. كادت أن تركض نحوهما وتصرخ لتوقف هذه المهزلة، لكن شيئًا بداخلها منعها... خشيت أن يزداد غضبه أكثر إن تدخلت.
لتراهم فجأة خلعوا قفازاتهما، وهم يمسحان الدم عن وجهيهما بضحك متعب. فجلسا الاثنان على الأرض يفردان جسديهما المرهق........
فقال أحمد مازحًا:
_ها ارتحت ولا اضر $بك كام ضربة كمان
آدم بشرود
_معرفش اول مرة معرفش
احمد بإستغراب
_مالك يا آدم انت من الصبح مش طبيعى إيه اللى مضايقك.... لو على موضوع التبرع ده انت عارفنى مش هقول لحد
آدم وهو يتنهد بضيق
_لو قولتلك انا معرفش مالى هتصدقنى يااحمد؟؟ انا معرفش فى إيه ولا عاوز اى
احمد بإستغراب
_من إمتى يا آدم وانت متعرفش فيك إيه انت بمجرد مابتغضب بتفرغ كل غضبك فى الشخص اللى مضايقك مش فى نفسك...... إيه اللى مغير اسلوبك المراضى؟؟
آدم بحزن
_معرفش........يمكن خايف على الشخص ده من غضبى.........متفضلش تسأل يااحمد كتير كان باين عليك انت كمان انك متضايق
احمد بضحك
_اه عالاقل انا عارف انا متضايق من اى
آدم بغيظ وهو ينهض
_ومن إيه بقا إن شاء الله .....تلاقيك بنت مش عارف تشقطها وشغلاك
احمد بضحك وهو ينهض هو الآخر
_ اه عرفت منين بجد؟؟
آدم بضيق
_احترم نفسك يااحمد واحترم مراتك وتوب بقاا
احمد بسخرية
_يعم مراتى إيه ما انت عارف اللى فيها.... ميسرة نفسها وانا نازل بتقولى اهم حاجه محدش يشوفك مع بنت وبعدين انا توبت هي بنت واحدة انا عاوز اشقطها
آدم بإستغراب
_واحدة مين دي؟؟
احمد بضحك
_لا مش هقدر اقولك اكتر من كدا لما تقولى انت الاول مين الواحدة اللى عاملة فيك كدا؟
آدم بغيظ وهو يتفادى نظرات احمد الخبيثة
_واحدة إيه.....بطل هبل يا احمد انا شوية حاجات مضايقنى فى الشغل
احمد بخبث
_لا والله مش كنت من شوية مش عارف مالك؟؟؟
نظر له آدم بحدة، ثم خطف القفازات ورماها في وجهه بغضب، قبل أن يدير ظهره ويغادر. وفي طريقه للداخل لمح مودة تقف عند باب الحديقة، وهى تنظر له بصمت. أشاح بنظره سريعًا وتجاهلها تمامًا، ثم أسرع صاعدًا لغرفته.
اما مودة فقابلت احمد فى وجهها وهو يدخل القصر فقالت بضيق
_اى اللى كنتو بتعملوه ده؟؟
احمد بضحك
_والله اسئلى جوزك المجنون كل مايتعصب يضر$بنى كدا
مودة بضيق
_مبهزرش يا احمد انا بتكلم بجد
احمد
_والله ولا انا بهزر آدم فيه حاجه مضيقاه ولما بيبقى متعصب كدا بنلعب اللعبة دى عشان يطلع عصبيته
مودة بإستغراب
_عرفت إيه اللى مضايقه؟؟
احمد
_لا بصراحة هو من النوع الكتوم مش بيحكى لحد مستحيل اعرف....ليكمل حديثه بخبث
_ مش عارف ليه حاسس ان انتى ليكى يد فى الموضوع
مودة بصدمة
_انااااا؟؟ رمقها احمد بسخرية فاكملتهى بحزن فهى تعلم انها السبب بالفعل
_.....بصراحة يا احمد شكلى انا فعلاً اللى مضيقاه فيه حوار كدا حصل إمبارح ضايقه
لتحكى له مودة كل شى حدث بسبب هذا الفستان امس فقال احمد بشك
_مظنش.... انا عارف آدم كويس هيتعصبله حبة وبعدين هينسى وكمان لما نزلتى انتى إمبارح انا كنت شايفه مش متضايق وكان بيتعامل كويس كمان معاكى
مودة
_لا بتيقلك انا حاسة انه بسبب الموضوع ده وضميرى بيأنبنى بسبب انى فكرته بمامته ولبست فستانها بالطريقة دى بجد
احمد
_خلاص روحى اعتذريله وفهميه إنك مكنتيش تعرفى
مودة بإحراج
_ما انا خايفة منه الصراحة....إزاى ممكن اتأسفله بطريقة غير مباشرة تعرف؟
احمد بتفكير
_اممم ممكن تعمليله أكلة بيحبها آدم بيحب الأكل جدًا ولو شافك عملاها وبتتأسفى كدا وهو بياكل هيفك
مودة بإستغراب
_ده بجد؟ إزاى ده بالبساطة دى بيروق!!!
احمد بضحك
_آه يبنتى والله انتو ظالمين الواد دومى ده غلبان.....عارفة اعمليله رز بلبن اكتر حاجه بيحبها
مودة بضحك
_يخوفى منك يا احمد تطلع بتضحك عليا ويتعصب فى وشى اكتر
احمد بضحك
_يستى لا والله... وليكى عليا لو اتعصب عليكى هاكل انا الرز بلبن مش هخليكى ترميه يعنى
لتضحك مودة بخفوت عليه وذهب هو من امامها فأتجهت للمطبخ بتفكير فى كلامه
لترى هنية تقوم بتحضير الطعام فتقول لها مودة بتفكير
_دادة هو....بيحب الرز بلبن؟
هنية
_مين ده يبنتى مش فاهمة
مودة بغضب، فهي تعلم أن هنية تفهم قصدها:
_يداااادة بقا.
هنية وهي تضحك:
_خلاص خلاص... آه بيحبه، ليه بتسألي؟
لتنظر لها مودة بحزن، قبل أن تحكي لها ما في خاطرها؛ فقد لاحظت أن آدم منذ ليلة الأمس وهو منزعج بسبب موضوع الفستان، وكانت تريد أن تعتذر له، وأيضًا لتشكره على تبرعه بالدم لأختها. لتقول لها هنية بهدوء:
_فكرتك حلوة يا بنتي، آدم أكتر أكلة بيحبها هي الرز بلبن. حتى وهو صغير، لما كان يعيط أو يزعل، ما كانش يرضى ويسكت غير لما ياكله من إيد أمه.
مودة بدهشة ممزوجة بضحكة قصيرة:
_هههه لا والله؟
هنية بإصرار:
_آه والله، لغاية ما كبر. وحتى خديجة هانم، لما كانت تلاقيه متضايق، تقوم تعمله بنفسها بدل المرحومة أمه.
شعرت مودة بغصة في صدرها، لم تتوقع أنه يتألم لهذه الدرجة، والأسوأ أن والدها هو السبب في كل هذا الوجع. "حسنا يا مودة"، حدثت نفسها، "افعليها له على الأقل... ربما تكفّرين عن ذنوب والدك ولو بشيء بسيط."
_الله يرحمها... خلاص يا دادة، أنا هقوم أعملها المرة دي. ادعي بس الموضوع يظبط يا رب.
لتضحك هنية بحنان وترد:
_إن شاء الله يا بنتي، إنتِ مفيش حاجة بتعمليها بتطلع وحشة.
ابتسمت مودة، وبدأت في تحضير الأشياء لتعدها له...
_________________________________________________
وعلى الناحية الأخرى، في شوارع مدينة سوهاج المزدحمة، وبالأخص على الطريق العام المخصص للمواصلات، جلست ميسرة في سيارتها متأففة، تنتظر تحرك السيارات أمامها فالزحام في هذا الوقت كان خانقًا، والسير أشبه بموكب من السلاحف يزحف ببطء تحت حر المدينة اللاهب..... والعرق يتصبب على وجوه المارة، وأصوات الكلاكسات تمتزج بضجيج الشارع، لتزيد من توترها وهي تحاول الصبر حتى تنفرج الزحمة وتلحق محاضرتها في كلية الهندسة.
وما إن انفتحت الإشارة، حتى انهالت أصوات الكلاكسات من خلفها بعنف يحثها على التحرك، لكنها جمدت في مكانها. فهذه ثاني مرة لها تقود .... وقد نسيت تمامًا أي دواسة يجب أن تضغط! ازدادت أنفاسها توترًا مع صياح الرجل من خلفها، ففتحت نافذة السيارة وصرخت بحدة:
_فييييه إيييه يا عم ما تهدى شوية!
الرجل بدوره أخرج رأسه من نافذته وهو يرد بغضب:
_فيه إن حضرتك واقفة قافلة الطريق كله، ممكن تتحركي!
زفرت ميسرة بغيظ، تمتمت لنفسها بضيق:
_ما هو أنا مش عاااارفة أتحرك إزاي... اللي علّمهولي أحمد نسيته!
فكرت قليلًا ثم أمسكت بهاتفها، ضغطت على رقم أحمد بسرعة، وما إن أجاب حتى سمعت صوته:
_خير يمراتى
ميسرة بضيق
_احمد بقولك هو انا كنت بدوس إيه عشان امشى؟
احمد بإستغراب
_يعنى إيه.... دوسى على رجلك ياحبيبتى هتمشى
ميسرة بغيظ
_بطل غباء يا احمد والنبى ....قصدى بدوس على إيه فى العربية
احمد بصدمة
_يخربيتك انتى لحقتي تنسى!!!
ميسرة بضيق
_انت مش ملاحظ انى مسوقتش غير مرة واحدة والنبى انجز ...الشارع كله واقف بسببى
ضحك احمد بقوة وقال
_دورى العربية يحجة ودوسى فرامل باليمين ونزلى الفتيس على الDوشيلى رجلك من على الفرامل العربية هتبدأ تتحرك لوحدها تحبى اكتبهالك فى ورقة عشان تحفظى!!
ميسرة وهى تنظر حولها بإستغراب
_يعنى بص قول واحدة واحدة عشان مفهمتش حاجة غير دورى العربية......لتكمل حديثها وهى تصرخ من نافذة السيارة بسبب الناس الذين يضربون الكلاكسات
_ماتهدوووا بقى الوااااحد بيتعلم اهوووو يخربيت ابوكم
ضحك احمد وهو يسمعها على الهاتف وقال
_بقولك إيه انتى اركنى العربية وخدى تاكسى احسن تعملى حادثة وتجيبلنا مصيبة
ميسرة بإستغراب
_إزاى أركن ؟
احمد بغيظ
_يستى دوسى الاول بأم رجلك اليمين على الفرامل ودورى العربية الزفتة دى
ميسرة وهى تنظر حولها بحيرة
_هى مين فيهم رجلى اليمين... المفروض عكس إيدى صح عشان انا بتلغبط
احمد بصدمة
_لا ده انتى بتستعبطى بقى....انتى متأكدة إنك بشر زيك زينا؟
ميسرة بغيظ
_احمد انا مش بهزرررر أنجز
اضطر أحمد أن يشرح لها خطوة بخطوة، ففعلت كما قال... لكن في ثوانٍ دوّى صوت ارتطام خلفها.....فاتسعت عيناها بصدمة وهي ترى في المرآة سيارة الرجل التي اصطدمت بها أثناء رجوعها للخلف.
لم يكد عقلها يستوعب ما حدث حتى رأت الرجل يترجل من سيارته غاضبًا، يقترب بخطوات سريعة، ثم طرق نافذتها بعنف وهو يقول:
_بت انتى انزلى عشان انا جيبت أخرى خلاص
قالت ميسرة وهى تنظر له بخوف
_انزل إزاى انا مبعرفش انزل!!
الرجل بغضب
_نعمممم يختى ولا بتعرفى تسوقى ولا بتعرفى تتحركى كمان
ميسرة بغيظ
_بعرف اعلم للى زيك الادب بس وإزاى يتكلموا مع بنت بإحترام
الرجل وهو يطرق على النافذة بغضب
_لا ده انتى زودتيها بقى انزليييي بقولك
بلعت ميسرة ريقها بخوف وفتحت باب السيارة ونزلت فقال الرجل بغيظ
_انتى واااخدة بالك انتى عملتى إيه فى العربية ؟
نظرت ميسرة للسيارة فرأت ان احد مصابيح السيارة قد كُسِرَت فقالت بمزاح حتى تدارى على فعلتها
_يعم فداك احتبر كانت جات فيك... ده شر وراح خلبالك
الرجل بغيظ
_هو انتى جاااية هنااا تهزرى!! انتى عارفة العربية دى غالية إزاااى عشان حتة لعبة اللى انتى ركباها دى تبوظها كدا
ميسرة بصدمة
_لعبة ؟؟؟.....انت عااااارف دى بكااااام !!...بقووولك إيييه انا اسمحلك تقول عليا اى كلمة لكن عربيتى لا
الرجل بسخرية
_الظاهر انى وقعت مع واحدة مجنونة..... هو ممكن حضرتك تتكرمى علينا وتمشى من قدااامييي
ميسرة بتوتر
_حاضر بس ممكن بعد إذنك تبعد بس
اومأ لها الرجل وركب سيارته فنظرت ميسرة حولها بتوتر وهى لا تعرف ماذا تفعل فإن قالت لهذا الرجل انها لا تعرف كيف تقود سيفعل مشكلة وخاصة انها خربت لها سيارته واثناء تفكيرها لمحت احد الشباب فى الشارع يمشى على الرصيف الخاص بالشارع فنادته وهى تقول
_لو سمحت ممكن بعد إذنك اطلب منك طلب
الشاب بإستغراب
_آه اتفضلى
ميسرة
_ممكن بس والنبى تركنلى العربية دى عشان انا تعبانة ومش قادرة اسوق معلش
نظر لها الشاب وهو يرفع حاجبه بإستغراب وتفحصها جيدًا لهيئتها فرآها انها بنت مُغفلة لذلك وافق وهو يقول
_طبعا من عنيا تحبى اركنهالك فين
ميسرة
_اى حتة والنبى بص خليها هنا جمب الرصيف ده
لتقول جملتها واعطته مفاتيح السيارة فركب الشاب وابتعد قليلا من امام المارّة وميسرة كانت تراقبه من بعيد فهى لم تركب معه وفى ثوانى رأت السيارة تجرى بسرعة وابتعدت من امامها......
رمشت ميسرة عدة مرات بإستغراب وهى تحاول ان تفهم أين ذهب بالسيارة فجاء فى بالها كل شيئ إلا أن السيارة قد سُرِقت..........
ميسرة بغباء
_هو الواد ده راح فين؟....انا قولتله يركنها هنا يكونش لقى مكان احسن!!
زفرت ميسرة بضيق وهى تنتظره فجاء الرجل الذى ضربت له سيارته نحوها وقال
_إيدك بقى ع تعويض على اللى عملتيه فى العربية ده
ميسرة بصدمة
_عملت إيه دى مجرد لمبة حضرتك
الرجل بسخرية
_لمبة!! طب ممكن تدفعى حق اللمبة دى عشان انا مش بهزررر
زفرت ميسرة بغيظ وقالت
_بص ييجى الواد اللى عطتله العربية وهديك اللى انت عاوزه
نظر لها الرجل بإستغراب من جملتها فهو لاحظ بالفعل ان سيارتها اختفت فقال
_انتى صحيح عربيتك فين!!
ميسرة بغباء
_معرفش والله انا عطيتها لشاب يركنهالى مجاش لغايت دلوقتي شكله يا حرام دايخ على مكان يركنها فيه
الرجل بصدمة
_بتتت انتى غبية!!!
ميسرة بغضب
_ما تحترم نفسككك لو سمحتتتت هو انا عشان اتكلمت معاك وكسرتلك لمبتك دى هتاخد عليا
الرجل بصدمة
_لا ده انتى فعلًا معندكيش مخ شاب إيه ده اللى اخد عربيتك وانتى مستنياه
ميسرة بإستغراب
_شاب كان ماشى هنا كان باين عليه انه كويس وخلبالك انا عندى نظرة فى الناس اختارته هو عشان باين انه محترم فمتقوليش بيضحك عليكى
الرجل بسخرية
_لا والله ياسلام والمحترم ده مجاش لغايت دلوقتي ليه
ميسرة
_تلاقيه بيدور على مكان يركن فيه
الرجل بضحك
_اتصدقى انى كنت ناوى ادّفعك تمن اللى عملتيه فى العربية بس بغبائك ده انتى صعبتى عليا والله
ميسرة بغضب
_ماتحترم نفسككك هو انت كل شوية هتقول كدا
الرجل بضحك
_آه ما عوزانى اقول إيه لواحدة عربيتها اتسرقت وقاعدة مستنية الحرامى المحترم يجبهالها
ميسرة
_احترم نفس......انت بتقووووول إييييه
الرجل بضحك
_انتى لسة مستوعبة ان عربيتك اتسرقت بجد!!
ميسرة بصدمة
_إييييه اتسرقت!!... إزاااى ده انا عطياله مفتاح العربية بإيدى!!
الرجل
_ما هى دى المصيبة انتى اللى خلتيه يسرقها برضاكى
نظرت ميسرة له بصدمة عندما استوعبت للتو ماذا فعلت فهى بالفعل سمحتله ان يسرقها ببساطة عندما اعطته المفتاح حتى انها لم تركب معه ......
ميسرة وهى تنظر حولها بصدمة
_يالهوى يعنى انا بقيت من غير عربية !!..هو انت متأكد من اللى بتقوله ده العربية اتسرقت!!!
الرجل وهو يضرب يده بالاخرى بقلة حيلة
_لا حول ولا قوة الا بالله ربنا يشفيكى والله
ليقول جملته وذهب فجلست ميسرة على الرصيف بصدمة
_العربية اتسرقت!!....يالهوى العربية اتسرقت!!!......هقول إيه لستى احيه
لتكمل حديثها ببكاء وحسرة
_بقاااالى اكتر من سنة ياربى بتحايل عليهم يجيبولى عربية ويوم ما يجبوها تتسرق!! يا خيبتك التقيلة يا ميسرة الناس خيبتها السبت والحد وانا خيبتى موردتش على حد اهاااا ياني يمااا
اقترب منها الرجل عندما رآها تبكى بهذه الطريقة وقال
_انتى ممكن تبلغى عن رقم عربيتك وان شاء الله تتلاقى متقلقيش
مسحت ميسرة دموعها بعشوائية
_هو انت تعرف الحاجات دى منين
الرجل بإستغراب
_حاجات إيه مش فاهم!!
ميسرة وهى تنظر له بشك
_حاجات زى مثلاً ان العربية اتسرقت ...انا يدوبك قولتلك على الشاب ده قولتلى علطول انها اتسرقت من غير ماتفكر!!......احييه يكونش انت اللى سرقتها ومتفق مع الولد ده ياحرااامي
فتح الرجل فمه وعيناه بدهشة مما قالته وقال بغضب
_يعنييي انتى غبية لدرجة انه مجاش فى بالك ان الولد ده سرق العربية وقاعدة مستنياها كمان وجاه فى بالك إنى انا اللى سرقتها!!!
ميسرة بغضب
_ايوااا يحراامي انت من الصبح وانت عمال تقولى ابعدى كأن مفيش غيرى قدااامك...... لتكمل حديثها بغضب وهى تمسكه من ياقة قميصه
_فييين العربية هاااا اتفقت مع الولد ده يوديها فين
ابعدها الرجل عنه وقال بغضب
_لا ده انتي اكيييد مجنونة وربنا شكلك هربانه من مستشفى المجانين
ميسرة بغضب
_انا هوريك مستشفى المجانين اللى بجد يروح امك
لتقول جملتها وقامت بضر$به على رأسه بحذائها الذى خلعته فى ثوانى وانهالت عليه بالضر$ب كالام المصرية الأصيلة التى تضر$ب اطفالها وهو يصرخ ويحاول ان يتفاداها مما جعل جميع من فى الشارع يتجمع حولهم وخصوصا بسبب صوت ميسرة .....فقال احد الرجال وهو يحاول إبعادها عن الرجل الآخر
_يبنتى استهدى بالله وابعدى عن الراجل هو عملك إيييه
ميسرة وهى تلهث بغضب
_سرقلى عربيتى يا عمو سرق العربية البجح وواقف بيقولى متقلقيش هنلاقيها
الرجل الذى ضر$بته ميسرة بغيظ
_اقسم بالله لأدفعك تمن اللى عملتيه ده لو مدخلتكيش القسم النهاردة ميتقالش عليا راجل
احد الرجال
_يابنى استهدى بالله هتعمل عقلك بعقل حورمة
ميسرة بغيظ
_مالها الحورمة يعنيااا.... احيه اوعى تكون انت كمان مشترك معاه فى الجر$يمة دى عشان كدا بتدافع عنه !!
الرجل بغيظ
_بقولك إيه اتصل بمستشفى المجانين ييجى ياخدوا البت دى
ميسرة بغيظ
_لا يعمووو اتصل بالشرطة خليهم ياخدوا الحيوان ده ويرجعولى عربيتى
كاد الرجل ان يتحدث بغضب ولكنه قاطع حديثه صوت الشرطى الذى جاء على صوتهم وهو يقول
_إيه الدوشة دى فيه إيه هنا... انتو مش عارفين ان ممنوع الوقوف فى الطريق كدا
ميسرة بغضب
_لو سمحت يعمو الشرطى انا عاوزة افتح محضر سرقة واحتي$ال واعت$داء وس...ب على شرف المرأة
الرجل بصدمة
_انتى بتقولى إيه ده انتى اللى ضر$بانى!!....لو سمحت انا اللى عاوز افتح محضر اغتي$ال وعن$ف ضد الرجل
نظر لهم الشرطى بإستغراب من منظرهم وقال
_هى إيه المشكلة بالظبط عشان انا مش فاهم حاجة
ميسرة بغيظ
_هو حضرتك ممكن تاخدنا على البوكس وبعدين نفهمك
الشرطى بإستغراب
_هو انتى اللى هتحددى تروحى على القسم ولا لا
ميسرة بغضب
_اه بقولك عاوزة اعمل محضر فييين العسكرى رجب
الشرطى بإستغراب
_انتى عرفتى منين ان العسكرى اسمه رجب
ميسرة بضحك
_ياعمو هما فى كل الافلام بيبقوا اسمهم رجب هتيجى على هنا يعنى ....عسكرررى رجب انت فييين
_ايوااا يا فندم
نظر الشرطى بغضب للعسكري الذى جاء للتو عندما سمع احد يناديه وقال
_انت إيه اللى جابك انا منادتش عليك روح دلوقتي
ميسرة
_لا يا عسكرى تعالى خدنا انا عاوزة اعمل محضر
الرجل بغيظ
_انا اللى عاوز اعمل محضر مش هى
الشرطى بضيق
_والله انا مش فايق لشغل العيال ده خدهم يبنى على البوكس
ميسرة بغيظ
_ايواااا عسكررري رجب يلا على البوكس
_حاضر يا فندم
الشرطى بغضب
_انت بتقول لميين حاضر يمتخلف انتتت انا اللى بأمر هنا مش هى ....خدهممم يبنى على البوكس
_آسف يا فندم انا كنت برد عليك مش عليها
الرجل بصدمة
_انتى كمان وصلت بيكى ان العسكرى هيترفد بسببك منك لله
ميسرة بغيظ
_هنشوف مين اللى منه لله دلوقتي ياحضرة الحرامى
لتقول جملتها وتركب عربية الشرطة التى جائت للتو وبعد قليل من الوقت وصلوا للقسم ووقفوا امام الشرطى وكل واحد بهم يحاول ان يحكى قصته له وهم يتحدثون فى نفس الوقت حتى صرخ الشرطى فى وجههم بغضب وقال
_بسسس اسكتتتوا انتو الاتنين.....حد واحد فيكم بس اللى يتكلم
ميسرة والرجل فى نفس الوقت
_انا هتكلم
ميسرة بغضب
_لا انا اللى هتكلم لأنى انا المظلومة فى الموضوع ده وبعدين يا عمو الشرطى السيدات اولاً
الرجل بسخرية
_بالله عليك يا حضرة الظابط مستنى إيه من واحدة بتقولك يا عمو الشرطى!!!
رمقته ميسرة بشر ثم سمح لها الشرطى ان تتحدث هى وحكت له كل شيئ من اول كيف خلق البشر حتى وصلت ليومها هذا......
فقال الشرطى بإستغراب
_حضرتك متأكدة من اللى بتقوليه ده هو فيه واحدة تدى مفتاح عربيتها لواحد برضاها وبعدين تقولك ده سرقنى!!
الرجل بسخرية
_بالله عليك قولها عشان دى مجنونة فى عقلها
ميسرة بغيظ
_عمو الشرطى انا عاوزة اعمل محضر سب وقذ$ف فى الراجل قليل الادب ده عشان كل شوية يشتمنى
الرجل بغيظ
_حضرتك انا اللى عاوز اعمل فيها محضر دى ضر$بتنى واهانتنى ده غير العربية اللى كسرتها عشان هى مبتعرفش تسوق
ميسرة بضيق
_مين قالك كدا ده انا بعرف اسوق بصوبع رجلى الصغير
الرجل بسخرية
_ما هو واضح قد إيه انتى بتعرفى تسوقى
الشرطى بغضب
_بس انت وهى.... بصى حضرتك انا هعملك محضر عن عربيتك دى بس هاتى الرخصة
ميسرة بتوتر
_انا....اصلك... انا معيش رخصة
انفجر الرجل ضاحكاا وقال
_انا بقول امشى بقى
الشرطى بغضب
_هو انتى جاااية هنااا تهزرى يا آنسة وعمالة تتكلمى وكمان معكيش رخصة
ميسرة بضيق
_نسيتها فى البيت ...ممكن تعمل المحضر من غيرها!!
الشرطى بغيظ
_مفيش زفت محاضر هتتعمل لو سمحتى انتى ضيعتيلى وقتى عالفاضى اطلعى برة
الرجل بغضب
_لا تطلع برة فين انا لسة مصمم على المحضر
نظرت له ميسرة بصدمة والخوف قد تسلل لها فهى حقا الآن وقعت فى ورطة لذلك قالت بصوت مهموس يكاد يصل للرجل
_بقولك إيه ما تخلى المسامح كريم وسامحني وهديك اللى انت عاوزه
الرجل بغضب
_ده عند امك يا حبيبتى مش انااا اللى اتضر$ب من على يد حورمة وكمان تبوظلى عربيتى واسيبها ....لو سمحت افتح المحضر
اومأ له الشرطى وبدأ فى فتح المحضر له فقال بعد ان انهى من كتابته وقال
_اسم حضرتك إيه
ميسرة وهى تنظر له بخوف
_مش ناوى ترجع فى كلامك
الرجل ببرود
_لا انا مبرجعش فى كلامى
الشرطى بغضب
_خلصى حضرتك هاتى بطاقتك وقولى اسمك
ميسرة بضيق
_اسمى ميسرة.... ميسرة محمود
الرجل بسخرية
_والله ظلموكى بالاسم ده المفروض يبقى اسمك مسخرة مش ميسرة
الشرطى بضيق
_وحضرتك كمان
الرجل وهو يعطيه البطاقة
_محمد ....محمد السيوفى
وعلى الناحية الأخرى قد وصل احمد لأراضى عائلة الاسيوطى بعد غياب يومين فهو من النوع الذى لا يذهب كثيرًا لهذا المكان ولكن اضطر بسبب آدم الذى كل يوم يسأله ان أحوال الارض......
هبط من سيارته وركنها عند زرع" عم بيومى "كعادته حتى ينتقم منه عمّا فعله فى سيارته من قبل......ثم كاد ان يدلف للمكتب ولكنه وقف فجأة عندما لمح تسنيم تجلس عند الترعة من بعيد وتعطى ظهرها من ناحيته .....
اقترب احمد ناحيتها وعندما رآها بهذه الوضعية لم يستطع منع نفسه من الضحك فكانت تسنيم تشمر منتصف عباءتها الخاصة "بعم حنفى" وتمدد رجليها فى المياه وتهزهم بعشوائية وهى تدندن اغنية وتقول
_ياللي حبيبك قاسي وسابك وياعذابك آهاااااا،إنسي عذابك من أحبابك وأفتح بابك آهاااااااا
نار نار نار،وأنا قلبي قايد نار ،نار نار نار ،وحبيبي فايتني في نار ،نار نار نار
والفكر خلاص أحتار ،نار نار نار..............
قطع حديثها صوت ضحكة احمد التى لم يستطع ان يخفيها اكثر من ذلك وقال
_يخربيتك انتى قاعدة هنا بتعملى إيه
اكلت تسنيم قضمة من الجزرة التى كانت فى يدها وقالت بصوت خشن نتيجة الطعام الذى فى فمها
_هكون بعمل إيه يعنى لقيت نفسى زهقانه فقولت اقعد هنا آخد تان
احمد بضحك
_تاخدى تان!! انتى بتحسبى نفسك هنا فى الساحل!! دى ترعة يا حبيبتى وانتى هنا فى الصعيد
نهضت تسنيم بصدمة وقالت
_احيييه هى دى ترعة !! انا بحسبها بحيرة
احمد بضحك
_بحيرة إيه يما دى ترعة بيشُخ فيها الجواميس كمان
تسنيم وهى تصرخ بفزع
_إيييييه جواميييس احيه عليااا هيجيلى بلهارسيا بسببك يااحمد منك لله
احمد بسخرية
_وانا مالى حد قالك العبى فى الترعة وبعدين قاعدة هنا وسايبة الشغل
تذكرت تسنيم فجأة انه لم يأتى للعمل منذ يومين فقالت بغيظ
_انااا برضو اللى سايبة الشغل يبن العقررربة
احمد بإستغراب
_إيه ده انتى عرفتى إزاى ؟
تسنيم بإستغراب
_عرفت إيه
احمد بإستغراب
_ان امى عقربة مين قالك؟
تسنيم بضحك
_مودة اللى قالتلى لما كلمتها فى التليفون هو انت متضايقتش انى بقول على امك عقربة!!
احمد بعدم اهتمام
_لا وهتضايق ليه انا عارف انها عقربة دى حتى كلمة قليلة عليها هى وبسمة وستى
تسنيم بسخرية
_ماشاء الله عيلة تفتح النفس وبعدين مكنتش بتيجى الشغل ليه وعمال تقولى هتعلم وعلمينى ولا نسيت
احمد بضيق
_لا منستش بس كنت مكسل آجى الصراحة المهم عملتوا إيه فموضوع ال PH بتاع الارض
تسنيم
_الموضوع اتحل خلاص الحمدلله خضورة قام بالواجب
رفع أحمد حاجبيه بإستغراب وقال
_خضورة!!....قصدك على خِضر!!
تسنيم بضحك
_آه قصدى على ابو لميع اللى هناك ده
لتقول جملتها وهى تشير على خضر الذى كان يقف وسط الرجال ويقوم بضرب الفأس بالأرض وهو عارى الصدر ولأن بشرة خِضر سمراء كانت أشعة الشمس القاسية فى الصعيد تنعكس عليها لتعطيه بريقًا فلذلك اعطته تسنيم هذا اللقب
تجهم وجه احمد بحنق عندما رآه من بعيد وقال بغيظ
_هو انتى اتعرفتى عليه كحنفى كمان!!
تسنيم بضحك
_ايوا يبنى انت نسيت احنا زمايل فى العمل وبصراحة الاستاذ خِضر احترمنى وانا حنفى كمان
احمد وهو ينظر لخضر من بعيد بشك
_امممم احترمك كحنفى .....اللى انتى متعرفهوش ان ده مبيحترمش ولا راجل ولا ست وبدال عاملك كويس يبقى فيه مصيبة
تسنيم بإستغراب
_مصيبة إيه!!! عشان عاملنى كويس يبقى فيه مصيبة.....مظنش ابو لميع طيب
احمد بإستغراب
_إيه الاسم الغريب اللى بتقولهوله ده ليه بتقولى عليه كدا
نظرت تسنيم لخِضر بهيام وقالت
_يبنى انت مش شايف بيلمع إزاى بعينه الخضرا دى الواد جامد الصراحة
احمد بغيظ
_بت احترمى نفسك انتى جاية هنا تشتغلى ولا تشقطى!!
تسنيم وهى تلوى شفتيها بغيظ
_جاية اكفر عن ذنوبى عشان كل يوم ببص فى خلقتك يااحمد....
احمد بغرور
_مالها خلقتى يماما انتى تطولى تبصى فى وش احمد الاسيوطى كل يوم
تسنيم بضيق
_يعم اتوكس هكون ببص لأحمد عز يعنى خِضر احلى منك الف مرة
شهق احمد بصدمة وقال
_خِضر احلى منيييي اناااا ؟؟؟ عاجبك فى إيه الاسمرانى ده!!!
تسنيم وهى تنظر لخضر بهيام
_يبنى هو فيه احلى من السمار ده السمار نص الجمال ولا مسمعتش العندليب وهو بيقول اسمر يا اسمرانى
احمد بغيظ
_لا مسمعتهوش ...وبعدين الناس بيضة اثروا معاكى فى إيه!!
تسنيم وهى تنظر له بإستفزاز
_لما بشوفهم برجّع بعيد عنك وبالذات انت عامل شبه الجبنة القريش المعفنة
احمد بصدمة
_انا!!!!
تسنيم بضحك
_آه انت اومال انا!!.....عارف انت عامل زى .....
صمتت تسنيم فجأة عندما رأت سيارة اصبحت تعرفها جيدًا تقدمت نحوهم وخرج منها آدم فتبدلت ملامحها للخوف فى ثوانى فقال احمد بإستغراب من منظرها
_مالك ماتكملى ولا مش لايقة فيا عيوب تقوليها!!
تسنيم بتوتر
_خبينى وحيات امك العقربة فى أى حتة
نظر لها احمد بإستغراب والتفت ليرى إلى ماذا تنظر حتى تخاف هكذا فرأى آدم وهو يتجه نحوهم فقال بضحك
_انتى خايفة من آدم.....عشان كدا كشيتى زى الفار المبلول!!
تسنيم وهى تبلع ريقها بخوف
_انا الراجل ده من يوم ما شوفته ماسك المسدسات فى إيده وانا بترعب منه خبينى والنبى
غمز احمد لها وقال بمشاكسة وهو يفتح ذراعيه
_تعالى طب عشان اخبيكى
تسنيم بغضب
_انتتتت قليل الادبببب
احمد بضحك
_امك اسمها رجب.......قاطع حديثه صوت آدم من خلفه وهو يقول
_هو ده الشغل اللى بتقول عليه يااستاذ
التفت احمد له وقال بمزاح
_فيه إيه يدومى ده انا لسة واصل حالا ملحقتش يعنى
نظر له آدم ببرود فهو يعلم أن احمد يكذب كعادته....فرفع حاجبه بإستغراب عندما لمح شيئ صغير وراء احمد يظهر منه عبائته فقط فكانت تسنيم من كثرة خوفها منه تقف وراء احمد وتستغل انها قصيرة لذلك كان لا يظهر منها شئ سوى طرف عبائتها
آدم بإستغراب
_هو انت إيه اللى وراك ده!!
احمد بضحك
_لا متاخدش فى بالك ولا حاجة
آدم بضيق
_فين اللى اسمه فتحالله ده... خليه ييجى عشان عاوزه
تسنيم بخوف فى نفسها
_اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدٌ رسول الله
احمد بضحك
_انتى بتستشهدى كمان يهبلة
آدم بإستغراب
_هو انت بتكلم نفسك؟
احمد بضحك وهو يشعر بتسنيم التى مسكت فى جاكيته من الخلف بخوف
_لا بتيقلك.... بقولك إيه روح انت لعم بيومى وانا هشوف حنفى فين وهجيلك
آدم
_ماشى ياريت متتأخرش وخلى خضر كمان ييجى
اومأ له احمد بضيق عندما ذكر اسم خضر وذهب آدم من امامه وبمجرد ان ذهب قالت تسنيم بغضب
_انااااا من رااابع المستحيلات آجى معاااااك فى حتة
احمد بضحك
_انا مش فاهم انتى خايفة كدا ليه.... متخافيش آدم مش بيعُض
تسنيم بخوف
_انا مش خايفة منه هو بس خايفة يكشفنى هو شافنى كذا مرة وانا تسنيم وبصراحة باين عليه انه شخص لئيم مش سهل
احمد بخبث
_هو من جهة لئيم فا آه ومش بعيد يكون عرفك من اول ما شافك
نظرت له تسنيم بخوف وأصفر وجهها فى ثوانى فأنفجر احمد ضاحكًا وقال
_يخربيتك جبااانة اوى هو انتى بتحسبى لو آدم كشفنا هيسيبك عايشة اصلا!!
تسنيم وهى على وشك البكاء
_انا عاوزة اروح والنبى ودونى عند امى
احمد بضحك
_يلا يماما يلا معندناش هنا شغل العيال الصغيرة ده انجرى ورايا
لمحت تسنيم خضر وهو يتجه نحوهم فقالت بضحك
_تعرف طول ما ابو لميع ده معايا مش هيحصلى حاجة......
احمد بغضب
_وحيات امك اقسم بالله اخش أقول لآدم كل حاجة دلوقتي
تسنيم وهى تنظر لخضر بهيام غير منتبهة لكلام احمد بالمرة
_هو انتو هنا يبنى بتاكلوا إيه الصعايدة كلها عندكم حلوين كدا إزاى؟حتى اللى اسمه آدم ده جامد
فتح احمد عينه بإندهاش من حديثها وقال
_هى وصلت بيكى لآدم كمان!!! مش كنتى لسة مرعوبة منه
تسنيم بضحك
_آه بس متنكرش انه احلى واحد فيكم هنا عامل شبه ممثلين هوليود بطوله ده
احمد بغيظ
_انتى زودتيها علفكرة هااا احترمى نفسك ده جوز صاحبتك
تسنيم بضحك
_لا متقلقش مودة عارفة إنى بقول عليه كدا ....هى مش بتطيقه اصلا
جز احمد على أسنانه بغيظ فقال فجأة عندما تذكر شيئ
_ثوانى كدا انتى بتقولى مش بتحبى الناس البيضة بس آدم ابيض!! اشمعنا انا اللى زى الجبنة القريش!!
ضحكت تسنيم وقالت
_العيب فيك انت يبنى.... مش كفاية إنك اسمك احمد ده لوحده يخلينى مش بطيقك
احمد بسخرية
_اسمالله يختى على اسمك
تسنيم بإستغراب
_ماله اسمى يحبيبى
احمد بسخرية
_تعرفى سمعة احمد فى الولاد ....تسنيم سُمعتها العَن فى البنات
شهقت تسنيم بصدمة وقالت
_إيييييه انت هتهزر فيه بنت اسمها تسنيم خزوقتك قبل كدا!!!
احمد بغرور
_لا يماما انا بس اللى بخزوق عمرى ما تخزوقت
تسنيم بسخرية
_وفرحان اوى بنفسك!! متقلقش بكرة تيجى اللى تديك على دماغك
نظر لها احمد بلا مبالاة على حديثها فقالت تسنيم وهى تنظر لخضر
_أسمر يا اسمراني مين قسّاك عليّا ،لو ترضى بهواني، بردُه انت اللّي ليّا
نظر لها احمد بغيظ وهو يراها تنظر له بهيام وقلوب وفراشات تخرج من عينيها وهى تنظر له فقام بوضع يده على عينيها حتى لا تراه فصرخت تسنيم بإستغراب
_فيه إيييه ابعد إيدك من علياااا
احمد وهو يضع يده على وجهها حتى لا تراه
_اقسم بالله ابدًا عشان انتى متربتيش وانا بقى هربيكى يحنفى
ظلت تسنيم تحاول فلت يده عنها ولكنها لم تعرف فجاء صوت خضر الذى وقف أمامهم بإستغراب
_فيه إيه ليهىحنفى عمال يصرخ كدا
احمد وهو مازال يغمض لها عينها
_مفيش حاجة اصلك عامل عملية فى عينه ووجعاه
تسنيم بصوت الرجال بغضب
_كذااااب هو اللى مغطيلى عنيا كده ....ابعد عنى
احمد بغيظ
_بقولك إيه روح مكتب عم بيومى آدم عاوزك
تسنيم وهى تحاول فلت يده عنها
_وعاوزنى انا كمان يا خضر ابعده عنى والنبى
ضحك خضر على منظرهم وقال
_سيب الواد يااحمد وهو عامل زى اللعبة فى إيديك كدا
همست تسنيم بصوت يصل لأحمد فقط وقالت
_شيل إيدك احسن اللينسز اللى حطاها تتشال ونتفضح ياحليتها
نظر لها احمد بغيظ وانسحب من خلفها وأزال عينه فقالت تسنيم بهيام لخضر بمجرد ان فتحت عينيها
_الله ياولاد هى الدنيا مالها نورت كدا ليه
ضربها احمد بغيظ على كتفها فصرخت تسنيم بغيظ
_شااايف يااستاذ خضر بيعامل صاحبه إزاااى شايف العن$ف ضد المر.....ضد الرجل شايف
خضر بضحك
_سيبك منه يا حنفى ده مبيعرفش يتعامل غير مع النسوان بس.... يلا خلينا نروح لآدم
قالت تسنيم له وهى غير مبالية بالمرة للذى يتطاير الشرار من عينه
_يلا يخضر يصاحبى فى المجال يا صديق العمل.... والله انا حبيت الشغل ده يخضر اسألني ليه
خضر بضحك
_ليه يا حنفى
تسنيم وهى تهمس له
_تعالى وانا اقولك ليه بعيد عن العقرب ده
لتقول جملتها وتذهب مع خضر بعيد عن احمد فلحقهم احمد بغيظ وهو يقول فى نفسه
_ماشى يحنفى الكلب والله لأوريكى
اما فى الداخل عند مكتب عم بيومى
قام بتجهيز كوبين من الشاى لهما وقال وهو يعطى لآدم الكوب الآخر
_والله وليك وحشة يواد يآدم بقالك كتير مجيتش أهنيه
اخذ آدم الكوب منه وقال
_معلش بقى يعم بيومى مشاكل الدنيا وبعدين اول ما فضيت جيتلك اهو
ابتسم بيومى بهدوء وقال
_نورتنى يولدى والله المهم انت عامل إيه الايام دى
آدم بضيق
_كويس الحمدلله انتو اخبار الشغل هنا إيه
بيومى وهو ينظر له بشك
_سيبك من الشغل دلوقتي يولدى انت مالك فيك إيه
آدم بضيق
_مفيش يعم بيومى هيكون فيا إيه يعنى
ابتسم بيومى بسخرية وقال
_انت بتحسبنى اهبل يوااد ده انت متربى على يدى انت والحمار احمد من يوم مااتولدت.... مخابرش انا يعنى لما بتقلب خلقتك أكده
ابتسم آدم رغما عنه من حديثه وقال بسخرية
_لا عارف إنك خابر زين......ليكمل حديثه بحزن
_ انت الوحيد لما ببقى متضايق بتاخد بالك مع انى علطول متضايق يعنى
بيومى بضيق
_الدنيا اللى عملت فيك كدا يولدى مش ذنبك وبعدين خديجة الحرباية هى اللى مضيقاك؟؟
آدم بسخرية
_عارف انت الوحيد وشخص تانى كدا اللى بتعرف تغلط فى ستى
بيومى بغرور
_آه يواد صحيح هى مش بتطيقنى بس بعرف آخد حقى منها تالت ومتلت قولى عملتلك إيه وانا هوريها
آدم بضيق
_معملتش حاجة يعم بيومى انا متضايق بسبب الشغل مش اكتر
بيومى وهو يرفع حاجبه بسخرية
_انا ليه شامم ريحة واحدة ست فى الموضوع ده اصلك النكد مبيجيش غير منهم اوعى تكون مراتك اللى مضيقاك يواد!!
تجهم وجه آدم بإنزعاج من ذكره لها فقال بضيق
_اللى انت بتقول عليها مراتى دى عارف تبقى مين؟
بيومى
_عارف ياولدى البلد كلياتها عارفة إنك اتجوزت بنت عدوك وعارف برضو ان الموضوع مش سهل عليك
تنهد آدم بضيق وقال
_كنت بحسب هيبقى سهل يعم بيومى مكنتش متخيل ان الموضوع صعب كدا انا كل ما ابُص فى وشها افتكر الراجل ده وهو بيق$تل امى وانا عمال اعيط وبترجاه عشان يسيبها
بيومى وهو يربت على كتفه بحزن
_حاسس بيك يولدى والله بس افتكر إنك باللى عملته ده وقفت دم كتير اوى كان هيتنزف
آدم بسخرية
_عارف ده اصلا اللى مخلينى مستحملها كل يوم فى وشى
بيومى بإستغراب
_هى البنت دى زى ابوها يا ولدى يعنى زى محسن الشافعى معندهاش اخلاق ولا ادب
انزعج آدم من جملته عليها فهو لا ينكر انها بالرغم من كونها ابنة محسن الشافعى إلا انها غيره تمامًا حتى فى صفاتها واخلاقها وتديُنها وطيبتها التى تجعله يندهش احيانًا ان بنت مثلها ابنة هذا الرجل ....خرج من شروده على صوت عم بيومى وهو يقول
_شكلها العن من ابوها يآدم
آدم بإنزعاج من جملته
_لا بالعكس يعم بيومى الراجل ده صحيح قتا$ل قت$لة بس الحاجة الوحيدة اللى عرف يعملها صح انه ربّى بنته على الأخلاق والدين حتى مفيش فرض بتسيبه وعمرها ما ردت على ستى بكلمة وحشة مع انها علطول بتهينها
بيومى بإستغراب
_محسن ده عرف يربى بنت زى دى سبحان الله والله
آدم
_ده اللى مخلينى متفاجئ انا كمان
بيومى
_يعنى البنت كويسة يا ولدى إيه اللى مضايقك بقى
آدم بغضب
_كويسة على نفسها يعم بيومى مش معناه انها كويسة هتغاضى انها بنت الراجل ده
عم بيومى
_ايوا يا ولدى بس بدال البنت كويسة ليه تعاملها وحش متاخدش حد بذنب اهله ياآدم وتظلمها.....اوعى تكون بتعاملها وحش يا ولدى
آدم بضيق
_انا مش بتعامل معاها اصلا عشان اعاملها وحش
بيومى بخبث
_إزاى يا واد مش بتتعامل معاها وواخد بالك من كل ده!!!
تلاشى آدم النظر له وقال بضيق
_خلينا نقفل على الموضوع ده والنبى يعم بيومى انا مش جاى هنا اتكلم عنها
ابتسم بيومى من تعابير وجه آدم الذى فهمها وقال وهو يربت على يده
_بص يا ولدى انا هقفل على الموضوع بس عاوز افكرك بحاجة قالها ربنا فى كتابه الكريم ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾
وقال برضو ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾........يعنى يا ولدى مهما كنت بتكرهها او فيه ظروف خلتكم تكرهوا بعض لازم يبقى مابينكم مودة ورحمة وتعاملها بالحُسنة طول ما هى كويسة ومبتعملش حاجة غلط بلاش تظلمها يمكن انت مش هتعرف تتعود على وجودها مهما حصل بس بلاش تاخد فيها ذنوب يا ولدى فاهم
اومأ لها آدم وقال بحزن
_فاهم يعم بيومى .......
ليقاطع حديثهم فجأة دخول احمد وتسنيم وخِضر ....فأتجه احمد نحو عم بيومى وقال وهو يغمز له
_عامل إيه يراجل يحلو انت
عم بيومى وهو يضرب كف بالآخر بغيظ
_يا فتاح يا عليم يازراق ياكريم إيه اللى جاب الواد الصايع الضايع ده أهنيه
احمد وهو يغمز لها بمشاكسة
_هكون جيت ليه يعنى وحشتنى يعم بيومى بالله عليك موحشتكش
عم بيومى بغيظ
_وحشتك عقربة يا بعيد
خضر وهو ينظر لآدم
_خير يا آدم طلبتنا ليه
آدم
_طلبتكم عشان اشوف آخر تطورات الارض وصلتوا بيها لفين واستاذ حنفى وصل لفين فى شغله
ليقول جملته وهو ينظر لتسنيم التى تريد أن تنشق الارض وتبلعها الآن من كثرة خوفها فقالت بتوتر
_و...وصلنا لكل خير يآدم بيه ان شاء الله كل خير
آدم وهو يرفع حاجبه بإستغراب
_اللى هو إيه يعنى قوم لو سمحت اشرحلى
نظرت له تسنيم بتوتر ولم تستطع النطق فقال احمد بسخرية
_ما تنطق ياحنفى صوتك الرجولى راح فين
سبته تسنيم فى سرها بتوتر وهى تلعن كل الظروف التى اضطرتها ان تكون بينهم الآن فنهض خضر وهو يمسك يدها وقال
_قوم يا حنفى خلينا نشرحله اتفقنا على إيه
اومأت له تسنيم بإمتنان من مساعدته لها ونهضت وقالت وهى تشير على احد الصور المصغرة للأرض
_شايف يآدم بيه حتة الارض الفاضية دى
آدم وهو ينظر للصورة بإستغراب
_آه مالها
تسنيم وهى تنظر له ببلاهة
_متجوش جمبها........
آدم بإستغراب
_مش فاهم
تسنيم بضيق
_هفهمك يا آدم بيه شايف الناحية التانية فى الارض الفاضية دى برضو
آدم بضيق
_آه مالها برضو
تسنيم ببلاهة
_متجيش جمبها برضو.......وشايف الحتة دى
آدم بسخرية
_آه عارف مجيش جمبها .....ليكمل حديثه بغضب
_هو انت جاى هنا تهزر معايا يروح امك
نظرت له تسنيم بغيظ وكادت ان ترد عليه كتسنيم وليس كحنفى ولكن منعها احمد الذى قال
_ما تصبر عليه يا آدم ده شخص واثق من شغله والله وعارف هو بيعمل إيه
خضر
_ايوا يآدم انا عارف هو كان هيقول إيه بس حنفى دمه خفيف شوية وبيحب يقلش
تسنيم بسخرية
_بعرف يبقى دمى زى السم خلبالك
آدم بغضب
_طب ممكن تنجز بقى وتبطل استظراف
اومأت له تسنيم بحنق من اسلوبه لا تعرف حقا كيف صديقتها مودة التى كالزهرة تستحمل هذا الشخص.......
بدأت تسنيم بالشرح لهم دورها فى الارض وخضر معها يشرح دوره هو الآخر ويساعدها كثيرا فى الحديث مما جعل احمد يستغرب ان خضر يساعد احد هكذا فهو اكثر شخص يعرفه منذ أن كانوا صغار هو لا يساعد احد بدون مقابل......
وعندما انتهوا من الشرح ظهر على وجه آدم الرضا من كلامهم واقتنع بالفعل ان تسنيم تَعِى ما تقول ووجد تطورات ملحوظة فى الأرض لذلك وافق على كل شيئ وقال وهو ينهض
_تمام يعم بيومى خليك متابعهم اول بأول وعرفنى بكل حاجة بتحصل
اومأ له عم بيومى وقال
_حاضر يا ولدى
آدم
_احمد تعالى عاوزك
نهض احمد وتبعه للخارج وقال
_بقولك إيه لو هتقول كلام يسد النفس بلاش والنبى انت لوحدك تسد النفس اصلا
آدم بغضب
_اتصدق انا غلطان انى كنت همدحك انت وحنفى الأهبل بتاعك ده
احمد بصدمة
_ورحمة امك بجد كنت هتمدحنا!!!
آدم بضيق
_آه يااحمد ياريت تفضلوا كدا بس بالنظام ده وياريت تيجى هنا علطول مش يوم وعشرة لا
احمد بضيق
_يعم هو انا عارف اللاحق على حاجة..... شوية الشركة وشوية هنا
آدم
_بمناسبة الشركة انت مش بتتنيل تيجى ليه؟
احمد بضحك
_وحشتك غلاستى فى الشركة يا دومى مش كدا
آدم بغيظ
_اقسم بالله مستريح من خلقتك المهم بكرة تكون عندى انت ووليد ها
اومأ له احمد وذهب آدم فكاد احمد ان يدخل للداخل ولكن قاطعه صوت رنين هاتفه برقم غريب فلم يبالى له ودخل ..........
وعلى الناحية الأخرى فى مكتب الهندسة الخاص بمحمد الذى فتحه مؤخرًا ليتابع عمله كمهندس فى سوهاج كان يجلس وامامه سيف صديقه الذى قال بحنق
_انت هتفضل لغايت إمتى هنا فى سوهاج يا محمد المكان هنا مش عارف اتأقلم فيه
محمد بسخرية
_قصدك مش عارف تشقط فيه
سيف بضحك
_ايوا يعم مفيش اى حاجة تسلى الواحد هنا خالص ماتخلينا نرجع بقى وفكك من آدم ده
محمد بغضب
_مش هفكنى منه غير ما آخد مودة يا سيف مش هسيبله مودة مهما حصل
سيف بإستغراب
_ممكن افهم ده إزاى هى باقت مراته خلاص!!
محمد بخبث
_انا عرفت ان هو شغال فى مجال التصميم فى شركة قريبة من هنا عاوزك تشوفلى هى فين
سيف بإستغراب
_شركة إيه اللى قريبة يبنى ده المبنى ده كله تبعه اصلا
محمد بإستغراب
_تبعه إزاى مش فاهم
سيف
_يبنى المبنى اللى احنا فيه ده كله شركة التصميم بتاعت آدم الاسيوطى ومن ضمن الادوار اللى فاضية يعنى المكتب ده وانا اجرتوا منهم
نهض محمد وقال بصدمة
_إيييييه!!! إزاااى عملت كداااا خليتني تحت رحمة الراااجل ده انت مجنون
سيف
_اعملك إيه ده احسن مكان فى سوهاج وبعدين هيجيلنا شغل عشان هو تبع مبنى آدم يعنى هتستفاد وكمان هتبقى جمبه
محمد بتفكير
_قصدك يعنى لو عاوز تقضى على عدوك خليك قريب منه
سيف
_ايوا بالظبط كدا
محمد بإستغراب
_وهو إزاى وافق على حاجة زى دى!!
سيف
_لا ماهو ميعرفش انه تبعك انا عملت العقد بأسمى بما انى شريكك يعنى
محمد بضحك
_والله بتفهم يواد يسيف جدع المهم عاوزك تشوفلى السكرتيرة بتاعت آدم دى عاوز اكلمها
سيف بإستغراب
_ليه انت ناوى على إيه يمحمد
محمد بخبث
_كل خير متقلقش وبعدين المهندسين والمصممين أخوة وصحاب ولا إيه
سيف بضيق
_ربنا يستر انا مش متطمنلك........وبعدين مال وشك متعور كدا
محمد بضيق عندما تذكر هذه البنت المزعجة من وجهة نظره
_فكك واحدة عبيطة اتعدت حدودها معايا بس عرفتها قيمتها
_______________________________
وعلى الناحية الأخرى فى قسم سوهاج كانت ميسرة تجلس فى الزنزانة الخاصة بالنساء لأن محمد أصرّ ان تدلف للسجن بسبب ضر$بها له.......
كانت تجلس وهى تنظر لهم بريبة من منظرهم كانوا كالوحوش وليسوا النساء كما يسمونهم احجامهم اكبر من أضخم الرجال كأنهم هربوا من حلبة مصارعة.......
بلعت ميسرة ريقها بتوتر حينما اقتربت منها احد السيدات ومسدت على ساعتها التى كانت ترتديها وقالت
_اومال انتى داخلة فى إيه يا جميلة انتى
ميسرة بتوتر
_انا....انا داخلة ظلم هنا والله يطنط
السيدة وهى تلوى شفتيها بسخرية
_طنط!! طنط لما ينطوا عليكى يبت ....طنط إيه اسمى المعلمة محاسن
ميسرة بإستغراب
_معلمة إيه يطنط انتى مُدرسة؟
ضحكت السيدات على حديثها فقالت إحداهن وهى تمضغ اللبانة
_ هههههههه ياللهوى يا معلمتي البت دى ميح خالص
محاسن (المعلمة )
_احب انا الميح دول يا بت بيتضحك عليهم بسرعة.....بقولك إيه يعسل اقلعى
ميسرة وهى تفتح عينيها بخوف
_نعممم يعنياااا اقلع إييه
محاسن (المعلمة )
_اقلعى يبت الساعة والدهب اللى انتى لابساه ده
ميسرة بضحك
_ضحكتيني والله يطنط ده فالسوا
محاسن بسخرية
_فالسوا إيه يبت ده انتى من ساسك لراسك الماظ
ميسرة بضيق
_بصى هو دهب ومش هدهولك يا طنط عندك مانع
محاسن بضحك
_لا طبعًا يحبيبتى عندى موانع مش مانع.....قلعوها يا نسوااان
نظرت ميسرة لهم بصدمة وهى تراهم جميعا يتجهون نحوها فوقفت على الصخرة التى كانت تجلس عليها وقالت بغضب
_لاااااا بقولكوا إييييه اللى هيقرب هعوره انتو بتحسبوا نفسكم فى فيلم نجيبة متولى الخولى ولا إيييييه.... لاااااء انا ميسرة الاسيوطى مش ياسمين عبد العزيز
احد السيدات بضحكة الراقصات
_هههههه حلوة البت دى يا معلمتى بتتابع روتانا سينما كتير شكلها
ميسرة بسخرية
_آه يحبيبتى مع روتانا سينما مش هتقدر تغمض عينيك
محاسن بغيظ
_انتى مستنية إيه منك ليها خدوا منها كل الحاجات دى
ميسرة بغضب
_لااااااء بقولكم إيييه اللى يعملى قلق عمره ما تخلق واللى يتهور معاياااا يتعور اعاااااااا
لتقول جملتها وهى ته$جم عليهم مما جعل نساء الزنزانة جميعا يلتفوا حولها ......
________________________________________
اما فى قصر الاسيوطى بينما كانت مودة تجهز الطعام لآدم والعائلة هى وهنية قاطعهم فجأة صوت رنين هاتف هنية.....فأتجهت هنية وردت على الهاتف بإستغراب
_الو مين
البنت على الناحية الأخرى بصوت مهموس
_ماما
هنية بصدمة
_ورد!!!.....إيه اللى خلاك......
قاطعتها ورد بسرعة وقالت بدموع
_ماما والنبى متقفليش السكة والنبى اسمعيني
هنية بضيق
_عاوزة إيه يا ورد مش قولتلك متتصليش عليا وبالذات وانا فى القصر
ورد بدموع
_ماما والنبى اسمعيني انا محتاجاكى انا ...
هنية بغضب
_لا يا ورد قولتلك ارضى بمصيرك بقى ومتكلمنيش تانى يبنتى بلاش مشاكل والنبى احنا مش ناقصين
ورد بخوف
_ماما انا هنا فى سوهاج
فتحت هنية عينيها بصدمة وقالت
_إييييييه!!.....بتعملى إيه فى سوهاج يا ورد وجوزك وعيااالك
ورد بدموع
_انا هربت منه يا ماما اخدت ابنى وهربت
هنية بصريخ
_عملتييييي إييييه
اقتربت مودة منها بإستغراب فهى كانت تتابع حديثها منذ البداية ولا تفهم شيئ
_فيه إيه يا دادة مالك بتصرخى كدا ....مين اللى بيكلمك
هنية بدموع وهى تمسك الهاتف بصعوبة
_و...ورد ارجعى يبنتى ارجعى بلاش تيجى والنبى
ورد
_انا هاجى يا ماما هخلى خديجة هانم تسامحني وهاجى انا مش قادرة اعيش مع البنى آدم ده اكتر من كدا
هنية بخوف
_اوعى تيجى يا ورد خديجة هانم مش هترحمك المرادى .....بالله عليكى يبنتى متوجعيش قلبى
ورد بدموع
_انا خلاص جاية يا ماما بكرة الصبح هكون عندك
لتقول جملتها واغلقت السكة فقالت هنية وهى تنهض بفزع
_الووو....ورد ورد يبنتى ......
جلست هنية على الكرسى بتعب وهى تبكى بهيسترية مما جعل مودة تخاف اكثر من حالتها فقالت وهى تنزل على الارض بركبتيها امامها
_مالك يا دادة فيه إيه وورد مين دى
هنية بصوت مبحوح
_بنتى ....ورد تبقى بنتى يا مودة
مودة بإستغراب
_انتى عندك بنت يا دادة؟؟.......اومأت لها هنية بدموع فأكملت مودة حديثها بإستغراب
_ بس انتى عمرك ما كلمتينى عنها قبل كدا!!
هنية بحزن
_الكلام عنها هنا ممنوع يا مودة
مودة بإستغراب
_ليه مش فاهمة
هنية بتعب
_موضوع طويل يبنتى بلاش انتى تعرفيه خليكى بعيدة عنه احسنلك .....لتكمل حديثها بدموع
_المهم انها جاية ومش عارفة اعمل إيه القيامة هتقوم لو ورد رجعت يا مودة
مودة بإستغراب
_انا مش فاهمة حاجة الصراحة هى ورد بنتك عملت حاجة للعيلة يعنى؟
هنية بحزن
_لا يبنتى كل اللى عملته انها....انها وقعت فى الحب ....
مودة بإستغراب
_ليه الحب هنا عندهم خطيئة!!
هنية بسخرية
_آه يبنتى اكبر خطيئة......لتكمل حديثها وهى تنهض
_المهم يلا يا مودة نكمل اللى كنا بنعمله
مودة
_وموضوع بنتك يا دادة ؟
هنية
_انا هتصرف فى الموضوع يمودة هحاول اخليها متجيش ....خلينا بس نكمل الاكل عشان خديجة هانم متجيش تزعق
اومأت لها مودة بحزن على حالتها وأكملت ما تفعله هى وهنية التى عقلها مازال مع ابنتها .......
وعلى الناحية الأخرى فى الاراضى الزراعية كانت تسنيم واحمد يتمشون قليلًا وهم يتابعون شغل العمال فوقفت تسنيم فجأة امام احد العمال وقالت
_هات يا حاج البتاع ده ....دى مبتتعملش كدا
نظر الرجل لها بضيق ولم يُعيرها اهتمامه فأستغربت تسنيم من صمته وحاولت اخذ المواد منه التى يضعونها على الارض ولكن الرجل انتفض فجأة بمجرد ان اقتربت منه وصرخ وهو يقول
_ابعددددد عنيييي يا واااد عاااوز إيييه استغفر الله العظيم
اقتربت تسنيم منه وقالت بإستغراب
_فيه إيه يا حاج انا عاوز اساعدك انت بتروش المادة غلط
الرجل وهو يبتعد عنها بفزع
_مش عاوز مساعدة منك عاااد ابعد عنى استغفر الله العظيم
تسنيم بإستغراب
_هو فيه إيه يا حاج انت جاى تتوب هنا
الحاج وهو يحاوط نفسه بخوف
_استغفر الله العظيم.....استغفر الله العظيم
تسنيم وهى تنظر لأحمد بإستغراب
_هو فيه إيه يااحمد
احمد وهو يكتم ضحكته بصعوبة
_مفيش حاجة يحنفى... بقولك روح انت يا حاج
قال الحاج وهو يمشى ويضرب كفا بالآخر
_استغفر الله العظيم واتوب إليه استغفر الله العظيم
تسنيم بإستغراب وهى تنظر لنفسها
_هو انا عملت حاجة غلط ولا إيه ماله الراجل ده
احمد بضحك
_لا متاخديش فى بالك الناس هنا غريبة شوية
اومأت له تسنيم بإستغراب ومشوا سويًا وعندما وقفوا امام مجموعة من الرجال الأخرى فقالت تسنيم وهى تقترب منهم
_إيه يا معلمين الشغل اخباره إيه
نظر لها الرجال بضيق فقال إحداهم وهو ينظر لها
_مش ده الواد اللى قال عليه احمد بيه مش أكده
احد الرجال الآخر وهو ينظر له بقرف
_ايوا هوا استغفر الله العظيم انت إيه اللى جابك أهنيه يواد
تسنيم بإستغراب
_فيه إيه هو ليه كل ماتشوفونى تستغفروا
احمد بسخرية
_اصلك بتفكرهم بأبو لهب بمنظرك ده
تسنيم بغيظ
_احمد انا مش بهزررر انت قايلهم إيه عنى
احمد وهو يغمز لها
_متقلقش ياحنفى الموضوع ده هيخدمك على الآخر
كادت تسنيم ان تتحدث ولكن قاطعها خضر وهو يمسك يدها وقال
_تعالى يا حنفى فيه حاجة لازم تشوفها
انزعجت تسنيم من مسكه ليدها ولكنه هو يمسكها لأنه يعتقد انها رجل فسحب احمد يده عنها وابعدها وقال بغضب
_ حاجة إيه اللى يشوفها وبعدين كل شوية تمسك إيده كداااا ليه
خِضر بإستغراب
_وفيها إيه لما امسك إيده ....ده انا احضنه كمان
صرخ احمد وتسنيم فى نفس الوقت
_لااااااء
خضر بفزع من صوتهم
_ليه فيه إييه
احمد وهو يبعده عن تسنيم
_اصلك حنفى عنده برد وخايف عليك يعديك.... تعالى معايا بس اقولك حاجة
اومأ له خِضر بإستغراب وذهب معه بعيد عن تسنيم قليلا التى كانت تراقبهم وبعد قليل جاء وهو ينظر لتسنيم بملامح مشمئزة واقترب منها وقال
_استغفر الله العظيم
تسنيم بإستغراب
_هو انت كمان هو انا كمان مكتوب على وشى هيا بنا للأستغفار ولا إيييه
احمد وهو يكتم ضحكته بصعوبة
_حاجة زى كدا
رمقته تسنيم بحنق وقالت بمرح وهى تنظر لخضر بهيام
_يلا يا صديقى فى العمل مش قولت عاوزنى
خضر وهو يبتعد عنها بخوف
_لااااء استغفر الله العظيم استغفر الله العظيم لاااء
ليقول جملته ويهرول من امامها بسرعة فقالت تسنيم وهى ترمق احمد بغضب
_احمدددد هو فيه إييه انت كل واحد تقوله كلمة عنى يروح بعدها يقول استغفر الله العظيم انت بتعمل إيه بالظبط
احمد وهو يتظاهر بالبراءة
_بعملك كل خير يا حنفى خلينا نمشى يلا عشان نشوف باقى الناس
اومأت له تسنيم بغيظ وكاد احمد ان يتبعها ولكن قاطعه صوت رنين هاتفه للمرة المليون بهذا الرقم الغريب....فأجاب احمد اخيرا وهو يردف بضيق
_الو مين
الشخص على الناحية الاخرى
_الو معايا احمد حمدان الاسيوطى
احمد بإستغراب
_ايوا مين معايا
الشخص على الناحية الاخرى
_معاك الظابط ....$$$. حضرتك زوج ميسرة الاسيوطى مش كدا
احمد بإستغراب
_آه اوعى تقولى عملت مصيبة وداست حد والنبى انا مش ناقص
الشخص على الناحية الاخرى
_ايوا فيه واحد عامل فيها محضر اعتد$اء هى قالت إنك جوزها ياريت تيجى تاخدها احنا مش عارفين نتلم على اعصابنا بسببها
احمد بإستغراب
_ليه هى عملت إيه
عند ميسرة فى القسم منذ نصف ساعة
كانت تقف وهى تمسك الشبشب فى يدها وهى تلف حول النساء اللاتى كانت تذنبهن وتجعلهن يقفن وهن يرفعون يدهم فوقهم ويعطونها ظهرهم وينظرون للحائط فقالت وهى تضرب احداهن بالحذاء
_ارفعيييي إيدك يا طنط انا شيفااااكى
احد السيدات وهى ترفع يدها بضيق
_انتى خليتى فيها طنط يبت اقسم بالله هطح$نك اصبري عليا
ميسرة بسخرية
_كنتى قدرتي تعمليها من شوية يا طنط وبعدين تقوليلى يا معلمة ميسرة مش حاف كدا ......سامعين يا نسوان انا من النهاردة اسمى إييه
جميع النساء فى صوت واحد
_المعلمة ميسرة
ميسرة بغرور
_ايوااا كدا شاطرين......لتكمل حديثها وهى تجلس على كرسى فى منتصفهم وهم حولها مذنبين وقالت
_انتي يا بت ياللى واقفة هناك انتى ......ايوا انتى يا حبيبتى .....تعالي يبت اعمليلى مساااج لرجلي انتى واقفة بتتفرجى عليا
اومأت لها البنت بخوف وجلست على ركبتيها وبدأت فى عمل المساج لها فقالت ميسرة وهى تشير لبنت اخرى
_وانتى يا حبيبتى تعالى اعمليلى مساج لضهرى احسن العضماية دى قافشة عليا جامد اوى اليومين دول .....اه وانتى تعالى اعمليلى كوباية شاى
اومأت لها البنتين وبدأت فى تجهيز الأشياء لها فقالت ميسرة وهى تلتفت لمحاسن
_ها مقولتليش يا طنط انتى جاية هنا ليه
محاسن بغيظ التى كانت تدلك لها رجليها
_هكون جاية ليه يعنى جاية فى آداب
ميسرة بإنبهار
_إيه ده واو يا طنط داخلة آداب ما هى حلوة اهى انا كان نفسى فى الكلية دى بجد
محاسن بغيظ
_هو انتى يبت عاملة نفسك عبيطة
ميسرة بغضب
_طنط لو سمحتى قولتلك اسمى المعلمة ميسرة بلاش تبوظيلى دورى اللى كنت بحلم بيه
محاسن بسخرية
_هو انتى جاية تحققى أحلامك هنا
ميسرة بضحك
_آه كان نفسى ابقى معلمة زى غادة عبد الرازق كدا وفيفى عبده أخيرًا حلمى اتحقق....بقولك إيه يا طنط ركزى على عضلة السمانة والنبى......لتكمل حديثها بإرتياح وهى تشعر بها تدلكها
_آه الواحد يعيش هنا طول عمره والله صدق اللى قال يوضع سره فى أصغر خلقه .......
قاطع حديثها دخول العسكرى فجأة وهو يقول
_ميسرة محمود الاسيوطى ......ميسرة محمود فين ميسرة محمود
ميسرة وهى تنهض
_ايوا اناااا
العسكرى بغضب
_ومبترديش ليه اما انتى زفتة ميسرة
ميسرة وهى تنظر له بغيظ
_عشان انا اسمى المعلمة ميسرة مش زفتة ميسرة
العسكرى بسخرية
_هو انتى جاية هنا تهزرى يزفتة انتى
ميسرة بغضب
_لا ده بيقل أدبه تانى .....يلا يا نسواان علموه الادب
احد السيدات بإستغراب
_نعلم مين الادب لامؤاخذة
ميسرة بإستغراب
_هيكون مين يعنى الراجل ده
احد السيدات بصدمة
_انتى عوزاه يدينا مؤبد هنا
محاسن بغيظ
_يا ختى هناخد مؤبد اكتر من كدا إيه الراجل ده مش نازلى من زور الصراحة خلينا نعلمه الادب
ميسرة بضحك
_انا كمان شايفة كدا ياطنط ......قلعوه يانسواان
نظر لهم الرجل بخوف فهجموا عليه وبعد قليل جلست ميسرة على كرسيها مرة أخرى وقالت وهى ترمى الشبشب عليه
_ارفع إيدك يا عسكريي رجببب انا شيفاك
العسكرى بخوف
_حاااضر يافندم
ميسرة بغرور
_حلوة يا فندم دى هنبقى نعتمدها منك بما انى هطول هنا يعنى......يلا يبت منك ليها كمليلى المساج وانت اوعى تنزل إيدك
رفع العسكرى يده وبعد قليل من الوقت دخل الشرطى حتى يرى لماذا رجب تأخر لهذه الدرجة وعندما دخل انصدم بما رآه وهو يرى الزنزانة جميعها تقف وترفع يدها ومن ضمنهم العسكرى
قال الشرطى وهو ينظر لهم بصدمة
_إيييه ده !! مين اللى عمل فيكم كدا
الجميع وبما فيهم العسكرى
_المعلمة ميسرة
ميسرة بضحك وغرور
_تربيتى .....نورت يا عمو الشرطى اتفضل يلا ونس اخوك
العسكرى بصدمة
_اونس مييين الله يخربييتك انتى عملتي إييه
ميسرة وهى تتظاهر بالبراءة
_عملت كل خير يا عمو الشرطى
العسكرى بغضب
_ده انا هخلى يومك اسود النهاردة...... عسكريي رجبببب
صمت العسكرى بخوف ولم يستطع ان يتفوه بكلمة فقالت ميسرة بضحك
_عسكرى رجب رد عليه
عسكرى رجب بخوف
_ايوااا يا فندم
الشرطى بصدمة
_هى حصلتتت للدرجادى .....جُر البنت دى وتعالى وراياااا.....ليكمل حديثه وهو لا يراه لا يتحرك فميسرة خوفته لدرجة انه يخاف منها اكثر من الشرطى فقالت ميسرة بسخرية
_يلا يا عسكرى رجب جُرنى وراه
اومأ لها العسكرى وقال
_تسمحيلى أجُرك يا معلمة
ميسرة بضحك
_لا براحة والنبى يا رجب اصلك محسوبتك عندها العاضمة كبرت الايام دى
العسكرى
_الف سلامة عليكي يا معلمة
الشرطى بغضب
_عسكريي رجببب .....انت مطرود
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
وبعد قليل من الوقت كان احمد يقف أمام الشرطى الذى يرمق ميسرة بشر والغضب يتطاير من عينيه فكاد ميسرة ان تتحدث فقال وهو يقاطعها
_ولا كلمممة انتى اتماديتى يمدام على الآخر
ميسرة بإستغراب
_مدام إيه يا عمو الشرطى انا آن......صمتت حينما وغزها احمد فى كتفها حتى تصمت عن الكلام الأهبل الذى كانت ستقوله فأكمل هو حديثها
_معلش حقك عليا يحضرة الظابط
الشرطى بغضب
_انت اصلك مشوفتش هى عملت إيه من شوية البنت دى خطر على المجتمع
ميسرة بصدمة
_اناااااا!!!!....انا يا عمو الشرطى ده انا كنت باخد حقى ....يرضيك يقولى يازفتة!! فين حقوق المجتمع فين حقوق المرأة فين الزنزانة رجعونى تانى انا عاجبنى الموضوع
احمد بغضب
_ميسرة انتى اتجنيتى
ميسرة وهى تهمس له
_اقسم بالله السجن جوا بيحترمونى اكتر ما ستك بتحترمنى العيشة جوا ملوكى يا بنى ......لتكمل حديثها بصوت مسموع
_يلا ياعمو الشرطى رجعنى تانى والنبى انا مش عاوزة اروح
الشرطى بغضب
_لا انا نفسى بقولك والنبى ارجعى احنا مش عاوزينك هنا
ميسرة بسخرية
_خايف على نفسك آخد مكانك ولا إيه يا عمو .....يا عسكري رجب
_ايوااا يا فندم
ميسرة بسخرية
_شايف يااحمد
احمد بصدمة
_يخربيتك انتى عملتى إيه
العسكرى بغضب
_حضرتك امضى هنا وخدها والنبى احنا مش ناقصين مصايب
اومأ له احمد بضحك ومضى وقال لهم الشرطى انهم سيحاولون إيجاد السيارة وذهبوا ......
احمد بغيظ وهو يمسكها من قفاها
_ممكن افهم إيه اللى وصلك للقسم وصلك بيكى تضربى الرجالة كماان
ميسرة وهى تحاول الافلات منه
_انت عارفنى مبسيبش حقى وبعدين سيبنى انت ماسك فيا كدا ليه ده عمو الشرطى معمليش كدا جوا
احمد بسخرية
_وانا مش عمو الشرطى يا ختى .....روحتى ضيعتى العربية اللى لسة جايبنهالك يميسرة انتى مستهترة للدرجادى
ميسرة بضيق
_اعملك إيه بقى الولد ده خبيث لدرجة انه خدع واحدة زكية زيي
احمد بسخرية
_قصدك غبية زيك والنعمة لأوريكى يا ميسرة
ميسرة بخوف
_احمد هتعمل إيه والنبى متقولش لحد من العيلة وبالذات ستى وآدم
احمد
_وحيات امك دول اول ناس هقولهم
ميسرة بخوف
_لا والنبى يااحمد ستك هتمنعنى اروح الكلية لو عرفت والنبى لا ....هعملك اللى انت عاوزه والله
احمد بخبث
_اممم اى حاجة يعنى
ميسرة بخوف
_ايوا والله اى حاجة
احمد
_تمام هنام على السرير لمدة شهر عشان انا عضمى اتكسر من النوم على الارض
ميسرة بصدمة
_شهر!!! شهر يبن كاريمااان العقربة
احمد بضحك
_هو انتو إيه حكايتكم مع امى النهاردة وبعدين آه من ساعت ماتجوزنا منمتش على السرير جبتيلى الغضروف
ميسرة وهى تتظاهر بالبراءة
_طب خليها اسبوعين يحمادة إيه رأيك
احمد بضحك
_يا بت بتحسبينى هتأثر بالوش البرئ ده .... ده انتى إبليس جمبك ملاك
ميسرة بغيظ
_أعلى ما فخيلك اركبه بقى يااحمد انا مبتهددش
احمد
_تمام انتى حرة هخش اقول لآدم
دخل احمد لداخل القصر فلحقته ميسرة بسرعة وهى تقول
_استنى يا احمد خليهم حتى ٢٩ يوم يراجل متبقاش مفترييي