رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل الثالث عشر13بقلم جني محمد السمنودي


 رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل الثالث عشر13بقلم جني محمد السمنودي  

شهقة.. شهقة قوية صدرت منها ثم اقتربت منه و امسكت ذراعه بقوة فأردف بصدمة
"إيه انتي مجنونة حياة هتقع و بعدين براحة هو انتي شيفاني الرجل الحديدي يعني هتحمل كل ده انا مش حاسس بيه علفكرة"

ضمت الأخرى حياة إلى صدرها قائلة بوجه هربت منه الدماء حتى شحب "أنا آسفة مقصدش بس ليه و مين دي ايه اللي حصل"

اغمض عينيه بهدوء لعدة ثوانٍ يحاول إيجاد إجابة لسؤالها لكن ما هي لا يوجد إجابة حقا فتحدث بهدوء
" مش عارف و مش مهم المهم انك كويسة كنت خايف يجرالك حاجة"

ارتسم اللين على ملامحها و اجابته بنبرة دافئة
"انا مكنتش خايفة على نفسي كنت واثقة انك هتلحقني انا كنت خايفة عليك أنت كنت خايفة يحصلك إنتكاسة و ترجع لنقطة البداية تاني"

أسر "عموما هما عارفين إن أنا كنت ههرب اصلا انا غبي الحديد اللي كنت مربوط بيه كان سهل جدا فتحه بس الموقف هو اللي مكانش سهل هي كانت مستنية مني اهرب بالفعل بس كنت هتحقن الأول بالسم برضه من الآخر انا مقصود عايزين يعذبوني و معرفش ليه بس كل اللي أعرفه إن حياتكم في خطر "

حياة" مش مهم المهم دلوقتي انا هخرج أشوف الدكتور"

خرجت حياة من الغرفة و نادت أول طبيب رأته في وجهها اقترب منها الطبيب ثم أردف
" أيوة حضرتك عايزاني "

حياة" أسر جوزي جوا و عايزة أعرف حالته إيه دلوقتي"

بسمة غريبة ليست طبيعية أبدا يبدو الغموض عليها ليست بخبيثة لكنها مخيفة نوعا ما ظهرت على وجهه ثم قال بترحيب "أيوة طبعا مفيش مشكلة ده أسر العراقي صح مش كده"

حياة "اه حضرتك تعرفه"
الطبيب" انا دكتور سيد يمكن الاسم غريب عليكي بس أسر يعرفني "

مطت شفاها بلا مبالة ثم أضافت "مش مهم المهم دلوقتي عايزة أعرف حالته"

دلف سيد إلى الغرفة و خلفه حياة و مجرد أن رآه أسر قطب جبينه محاولا التعرف على هذا الوجه و أردف 

" انا شوفت حضرتك قبل كده ولا ده مجرد شبه "

اقترب منه سيد و بدا يزيل المحلول و يضع محاولا اخر و هو يقول "لأ يا أسر أنت شوفتني قبل كده لما عملت حادثة و انا كنت الدكتور بتاعك" 

أسر "اه عرفتك" 
سيد "طيب يا أسر سيبنا من الموضوع ده دلوقتي عشان أشوف أنت عامل ايه "

أخذ يفحصه بعناية غريبة ثم قال 
" جسمك قوي و خاصة انك رياضي بسبب شغلك في المخابرات و ده خلى الجسم يقاوم السم كويس جدا هو دخل الدورة الدموية و اتعملك غسيل دم "

لمعت عينا حياة بسعادة قائلة " يعني هو كويس يا دكتور و مش هيبقى فيه آثار جانبية"

سيد" لأ مش هيبقى فيه"
أسر "خلاص عايز امشي"
سيد "تمام هكتبلك على خروج "

بعد قليل خرج أسر من المشفى و يبدو على وجهه علامات التعجب استقل السيارة و جلست حياة جواره ثم وضعت الصغيرة على قدميه فهي تعلم كم هو متعلق بها و اردفت 
"مالك ايدك بتوجعك "

تحدث بنفاذ صبر ليس ضيقا لكنه يأس 
" الوجع عادي بس فيه حاجة أكبر من كده بتحصل و انا مش عارف اوصل... ولا عارف احدد ايه اللي. بيحصل..... يعني سيد ده غريب اوي و تعامله معايا برضه غريب....العصابة مكانتش عايزة تموتني كانت قرصة ودن.. و في حاجة غلط يعني ليه دايما فيه لقب عيلة الشهاوي في الموضوع بس مفيش حد من العيلة اصلا عايش ممكن يكون خدوا الاسم بس لو كده ايه علاقتهم بيا برضه "

شعرت بعدم الراحة هي الأخرى لكنها قالت بهدوء حتى تطمئنه" مش يمكن عايزين يعملوا لنفسهم اسم "
أسر" ممكن برضه "

وصلا إلى المنزل فاخذت حياة طفلتهم و هبطت من السيارة اولا و وقفت منتظرة خروجه من السيارة هو الاخر لكن ذلك لم يحدث فتحت الباب فوجدته جالسا على الكرسي بارهاق فتحدثت بقلق
"أسر انت كويس مجيتش ليه"

رؤية مشوشة يسمع صوتها لكنه لا يراها جيدا يرى صورة مهتزة ليس لها ملامح تحامل على نفسه مسندا ذراعه على السيارة
"دوخة بس مش اكتر حاسس اني مش شايف قدامي"

هبط من السيارة بهدوء و تحرك ببطئ حتى استند عليها فتحدثت بمزاحها كالعادة
"ايه يا عم انت بتروح تتدرب في شرطة عشان تيجي هنا مبقاش عارفة اسندك"

ضحكة خفيفة ارتسمت على ملامحه ثم صعدا السلالم بهدوء

دلف أسر إلى غرفة نومه دون أن ينطق و ألقى جسده على السرير محاولا النوم لعل الإجهاد الجسدي يختفي و لو قليلا.. بينما اخذت حياة هاتفه و أرسلت رسالة نصية للواء 
" سيادة اللوا انا حياة مرات أسر إذا سمحت انا بطلبله اجازة عشان تعب و بإذن الله لما يخف يقدر يعرف حضرتك بكل حاجة" 
تركت الهاتف ثم احضرت السرير الصغير الخاص بحياة و وضعته جوار سرير أسر و اتجهت إلى المطبخ تعد الطعام لحين استيقاظه

كان غير واعٍ تماما بما يحدث لكنه لم يهتم هو يعلم جيدا ان حياة تعمل جاهدة الآن لتوفر له سبلا للراحة 

***

مخزن قديم يزداد عمره عن سبعة و عشرين عاما يتكون من أربعة غرف
بالطبع لن أكمل الوصف يا عزيزي القارئ فأنت نبيه و بالتأكيد قد عرفت انه مخزن مخدرات سعد إلم تعرفه فعليك بقرائة الفصل الأول من الموسم الأول ستفهمه حينها

تجلس المدعوة بچيم الشهاوي في ذلك المخزن منتظرة مجيئ الطبيب سيد 

بعد قليل دخل سيد مسرعا و أردف ببسمة خفيفة 
"چاكلين هانم" 

قامت من على الكرسي بحركة بطيئة و أزالت قناعها قائلة "نعم يا سيد روحتله المستشفى" 

سيد "روحت و طلع فعلا عايش و كويس و زمانه خرج دلوقتي" 

چاكلين "و مراته؟" 
سيد"لأ دي في حتة تانية خالص باين عليها بتفهم اوي و عندهم بنوتة" 

وضعت يدها في جيب بنطالها و قالت
"عارفة.. المهم عندي دلوقتي انه كويس لسة ليه أيام طويلة معايا عشان اللي عمله في أخويا و ابنه "

ابتلع ريقه خوفا منها و تحدث
" طيب دلوقتي في عرض حلو من مافيا الرئيس چاك عدو سعد من زمان أوافق"

چاكلين" سعد مات و مافيا چاك كبيرة و هتعمل لينا اسم و كمان هتخلي أسر محتار اكتر و مش عارف مين چاك ده لأن احنا قولناله الاسم ده قبل كده "

سعد" ذكية اوي تمام انا هوافق على العرض و هياخد بكميات كبيرة "

ارتسم الخبث على چاكلين التي تحدثت بشر
" و ماله اتفق يلا و عرفني اللي حصل في رسالة واحدة بس "

غادر سيد بينما اخذت چاكلين الكرسي و اتجهت إلى الغرفة التي يضعون بها المخدرات

غرفة واسعة و يوجد في منتصفها طاولتين واحدة للمخدرات و الأخرى عليها أقلام ألوان خشبية و سكاكين و أسلحة عديدة "

 وضعت الكرسي امام الطاولة و جلست

تناولت قلم رصاص و ورقة بيضاء كبيرة و ضعت الورقة على الطاولة و أسندت خدها إلى يدها اليسرى و اخذت ترسم ملامح رجولية على الصورة بيدها الأخرى 

شردت بذهنها تتذكر الماضي بعد الحادثة تماما

***

تتسرب دماؤها في خط مستقيم عبر باب السيارة المكسور اخذت تعاني و تقاوم محاولة الخروج من السيارة لكنها غير قادرة قد نذفت القدر الكافي من الدماء 
اقتربت الدماء من عينيها فوضعت يدها على الجرح في جبهتها محاولة إيقاف الدماء

العالم يدور و يدور و يدور و تفقد هي الوعي على مشهد شخص يحملها من السيارة

تمر عدة ساعات حتى تستفيق  و تنظر حولها وقعت عينيها على شخص جالس على الكرسي أمامها يتابعها تحدثت بوهن
"أنت مين و انا ايه اللي حصلي"

و من يكون سواه هو بالطبع الطبيب سيد تحدث ببسمة تبدوا بشوشة "انا الدكتور سيد انا اللي أنقذتك من الحادثة"

چاكلين "و سعد انا كنت بكلمه"
سيد "انا مش عارف هو مين اصلا انا خرجتك من العربية بصعوبة"
چاكلين "طيب ممكن تليفونك"

أعطاها الهاتف و ظل يتابعها بترقب بينما تحدثت هي إلى سعد الذي كان يصرخ في المتصل
"اهدى يا سعد"

عم الصمت المكان لثوان ثم اردف بسعادة
" چاكلين انتي حقيقة ولا خيال "
چاكلين "بقولك ايه انا مش ناقصة هدي التليفون للدكتور يقولك على العنوان و تعالى "
تبخرت سعادته بردها البارد لكنه تجاهل الأمر و اتجه مسرعا إلى العنوان الذي اخبره به الطبيب 

هكذا هي الحياة تسرق لحظاتك السعيدة في غمضة عين

بعد قليل وقف سعد في المشفى محاولا تمالك نفسه مهما حدث سيظل رئيس عصابة و يجب أن يبقى باردا

اقترب من سيد و اردف ببرود "شهادة وفاة ليها تكون عندي"

اتسع بؤبؤ عينيه بصدمة بينما تحدثت چاكلين بحبث غير مدركة لوجود سيد "و امشي الشغل من غير ما حد يعرف بوجودي".

قال سيد بتعجب لا يفهم عن ماذا يتحدثون" هو في ايه شغل ايه"

همس سعد في أذنه بفحيح "مافيا أعضاء و مخدرات لو تحب تشتغل و لو متحبش.. "
كاد يكمل لكن قاطعه سيد الذي تحدث بخبث
"لأ انا مش عايز اعرف انا معاكوا كده كده"

سعد" خلاص تيجي معانا و لو عجبني شغلك تبقى عضو من العصابة و دلوقتي عايز الكل يقول چاكلين ماتت و عايز شهادة وفاة اما الباقي فانت هتعالجها في البيت"

يمر عام كامل يخضع فيه سيد للاختبارات من سعد حتى أصبح ذراع چاكلين اليمنى بالطبع علمتم الآن لمَ لمْ يهتم سيد بكيفية كون أسر اخ لچنى فهو كان يعلم بالفعل

***

مرت عدة ساعات تتذكر فيها كل ما حدث بالتفصيل الممل ثم عادت چاكلين من ذكرياتها رمقت الرسمة التي قد اتمتها بغل كان أسر هو المرسوم اخذت تنظر إليه عدة ثوان ثم تحدثت ببحة مخيفة
"يا انا يا انت يا إبليس"

امسكت الصورة مذقتها إلى عدة أجزاء صغيرة بغل ثم أخرجت هاتفها و اتصلت بسيد قائلة
"الجثة جهزت"

سيد "كله تمام"

چاكلين "تمام هجيلك تعلمني عليها التشريح و اعمل ايه بالظبط"

سيد "تمام يا چاكلين هانم بس عايز اعرف السبب لو مفيهاش ازعاج"

چاكلين" هو المفروض يعني ان فيها ازعاج و ان مش من حقك تسأل بس انا هجاوبك عموما انا عايزة اتعلم كل حاجة في جسم الإنسان عشان لما امسك أسر العراقي قريب اعمل فيه اللي انا عايزاه "

ارتسمت الدهشة على قسمات وجهه فأردف
" يعني انتي اتعلمتي السموم برضه عشان كده "

ضحكة ساخرة صدرت منها ثم قالت
" بالظبط و زمانه نايم همدان دلوقتي "

✧ليس كل منتقم على حق و ليست كل ضحية لها ذنب✧

                    الفصل الرابع عشر من هنا
تعليقات



<>